ملفات خاصة

 
 
 

مع نهاية مهرجان الجونة في دورته الخامسة

«ريش» يربح الجائزة... وتهمة الإساءة لمصر

هوليوود: محمد رُضا

عن فيلم «ريش»..

لـ «عمر الزهيري»

   
 
 
 
 
 
 

شهد المجتمع السينمائي المصري خلال الأيام القليلة الماضية نقاشاً كبيراً حول فيلم «ريش» لمخرجه عمر الزهيري، وذلك انطلاقاً من فوزه بجائزة أفضل فيلم عربي في الدورة الخامسة من مهرجان «الجونة» السينمائي الذي تم انعقاده من 12 إلى 21 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

سبب الجدال من حوله أنّه فيلم يعرض واقعاً قبِل به بعض الذين شاهدوه ورفضه البعض الآخر. وهذا البعض في كلا الموقفين لم يكن عبارة عن حفنة قليلة من المشاهدين، بل كناية عن حجم لا بأس به اتخذ قراره إما مع الفيلم أو ضدّه، وغالباً لما قدّمه من صورة وصفها الفريق الأول بأنها «حقيقية» و«واقعية»، ورفضها الفريق الثاني على أساس أنها «تُسيء إلى مصر».

هوية مفقودة

إنّها تُهمة قديمة دأب على إطلاقها سينمائيون وإعلاميون مصريون عندما يتقدّم فيلم ليعرض حكاية تدور في رحى بيئة اقتصادية وشعبية فقيرة تفرض شروطها وحدود طموحات الذين يعيشون فيها ومشاكلهم الفردية والاجتماعية. في السبعينات أطلق المخرج الراحل حسام الدين مصطفى وصف «الشيوعيون» على كل مخرج يلتمس درباً من السينما المختلفة عن السائد، هذا شمل حينها أفلام علي عبد الخالق الأولى وخيري بشارة ومحمد خان ونقاداً سينمائيين مالوا إلى تلك الأعمال، نابذين السينما التقليدية من النوع الذي دأب حسام الدين مصطفى والعديد سواه على تقديمها.

جوهر الموضوع هو أنّ المخرجين السينمائيين، مصريين أو غير مصريين أحياناً، يجدون أنفسهم ملزمين بتقديم أفلام ذات قضايا اجتماعية. أحياناً ما تدور في رحى القطاع الاجتماعي المرتاح مادياً، وأحياناً ما تقع في البيئات المعدمة كحال فيلم عمر الزهيري «ريش» الذي خرج فائزاً بذهبية الدورة الخامسة من مهرجان الجونة كأفضل فيلم عربي في المسابقة الروائية الرسمية (من بين ثلاثة أفلام عربية فقط هي «أميرة» لمحمد دياب، من مصر والأردن و«إيقاع كازابلانكا» لنبيل عيوش من المغرب).

رفض الفيلم بدأ من وقت عرضه عندما بدأت الجموع تُغادر القاعة بنسبة كبيرة. المغادرون انتظروا، على الأرجح، فيلماً سعيداً أو على الأقل مقبولاً ومفهوماً. وجدوا عكس ذلك منذ أن شاهدوا الزوج يتحوّل إلى دجاجة والكاميرا تتصب على الزوجة التي تبحث عن وسيلة لاستمرار الحياة وسط البؤس الذي تعيش فيه.

فيلم عمر الزهيري يدور في صلبه حول رجل فاقد لهويّته ووظيفته الاجتماعية. وهو يبدأ بمشهد صادم (رجل يحرق نفسه) وننتقل بعد ذلك إلى الرجل ذاته (قبل الحرق) وهو يعيش مع زوجته وأطفاله الثلاثة في فقر شديد في بيت ملاصق لمصنع ما يبث دخان محروقاته الملوّثة على نحو شبه دائم.

ذات يوم خلال حفل «على قد الحال» بمناسبة عيد ميلاد أحد أطفاله يُدخله ساحر صندوقاً ويُخرجه دجاجة. عندما حاول الساحر إعادة الدجاجة إلى رجل فشل وهرب. هذا ما يترك الزوجة أمام مهمّة رعاية دجاجة تعتقد أنّه زوجها والبحث عن عمل تعتاش وصغارها منه.

لن يترك الفيلم الزوج بلا عودة. سنراه هو نفسه الذي حرق نفسه وستستقبله ثانية قبل نهاية الفيلم لترعاه (ولو إلى حين).

ميل للفانتازيا

«ريش» مدروس جيّداً تبعاً لرغبة المخرج في كيفية سرده وكيفية معالجته كبعد اجتماعي ما وكحكاية. من شروط عمله إبقاء معظم المشاهد بعيدة عن وجوه أصحابها وإذا اقتربت ففي الغالب هي غير واضحة وبالتأكيد - وعن قصد - غير منفعلة. هذه قيمة جيّدة لفيلم خارج المعهود كذلك لعمل يعكس بيئة مكانية ملوّثة ومباني مهجورة ومتسخة توازي بيئة نفسية اجتماعية قاهرة ضحيّتها امرأة كل ما ترغب فيه هو استمرار حياتها وحياة أولادها بزوج أو من دونه.

ليس أنّ الفيلم بلا مشاكل وأهمها تفسير الوضع الماثل على نحو لا يضر بالفانتازيا الغريبة التي يوفرها الفيلم لمشاهديه. ومنها بعض التفاصيل التي لا تتطلّب إلا حسن الملاحظة، ومنها المشهد الذي تقع فيه الزوجة في المسبح لكن حين تخرج منه نجد ثيابها ناشفة. على صعيد الزوج كان يمكن أيضاً الإتيان بما يوضح أن روح الزوج تسكن الدجاجة فعلاً. هناك الكثير من لقطات للدجاجة (استعان المخرج بأكثر من دجاجة، وهذا يفسّر كيف أن كل دجاجة تختلف فجأة عن الأخرى) وهي على فراش غرفة النوم. لو أنّها اقتربت مرّة من الزوجة كما لو كانت تريد التواصل معها لكان ذلك أنفع لفكرة هي من بداياتها غريبة.

لكن هذه التفاصيل لم تستوقف أحداً ولم تمنع لجنة التحكيم التي ترأسها المنتج الأميركي روب ألين من منحه جائزة أفضل فيلم عربي. كذلك لم يتحدّث أحد عن الفانتازيا وشروطها الحاضرة منها أو الغائبة في هذا الفيلم.

كان عمر الزهيري كشف عن ميله لزرع وضع فانتازي ما في بنية أفكاره عندما قام، سنة 2014. بإخراج فيلمه القصير «ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمّام بالكيلو 375». حمل ذلك الفيلم فكرة نيّـرة منفّذة ببعض التسرّع: خلال قيام مدير عام إحدى الشركات بوضع حجر الأساس لمشروع حمّـام في مكان قصي عن العالم، يرتكب موظف صغير هفوة لا تغتفر. أخطأ بذكر الاسم. تركه الجميع وحده وغادروا المكان الصحراوي. قصّـة المخرج الزهيري لا تقف هنا. حال الموظف تسوء بعدما أدرك أنه أغضب المدير العام والخوف ينتابه. يحاول الاعتذار مرّة تلو المرّة لكن اعتذاره لا ينفع. يحيل المخرج فيلمه إلى وضع شبه كيفكاوي وينجح في توطيد العلاقة بين الفرد المقهور والسُـلطة القاهرة من دون كثير جهد. أماكن التصوير مجرّدة والحوار قليل والمشكلة في بعض التفاصيل.

سجالات سابقة

بالعودة إلى الجدال القائم حول «ريش» فإنّ المسألة لا تخلو من الغرابة والانفعال. لقد سبق لأفلام مصرية حديثة أن تناولت أوضاعاً اجتماعية داكنة كما فعل «فتاة المصنع» لمحمد خان (2014) و«أخضر يابس» لمحمد حمّاد (2016) و«آخر أيام المدينة» لتامر السعيد (2016) و«زهرة الصبار» لهالة القوصي (2017) و«يوم الدين» لأبو بكر شوقي (2017) و«ورد مسموم» لأحمد شوقي صالح (2018).

حيال كل فيلم من هذه الأفلام دار سجال بين النقاد وبعض أهل المهنة السينمائية حول جودة الفيلم من عدمها وحول واقعيّته. لكن لم يحدث أن ووجه الفيلم بمثل هذا القدر من النقد بناءً على ما يعرضه. هذا رغم أنّ «آخر أيام المدينة» لم يُعرض حينها في مهرجان القاهرة لسبب غير مقنع (بعدما تم إدراجه ثم سحبه) ورغم أن ما عرضه «ورد مسموم» (الذي شوهد في مهرجان القاهرة كذلك) هو تماماً ما يعرضه «ريش» إن لم يكن أفدح (يبدأ الفيلم بمشهد لمياه ملوّثة تخرج من أنبوب تصريف مصنع نسيج وتمتزج بمياه مواسير الصرف) بفارق أن «ورد مسموم» لم يعمد للفانتازيا بل أمّ الواقع كما هو.

التهمة الجاهزة لفيلم «ريش» وسواه هو أنه فيلم مسيء لمصر، والمثير للملاحظة أن مطلقي التهمة هم من الذين لا يعيشون الحياة الصعبة ذاتها وربما هذا أوضح ما في المسألة. ويزيدها وضوحاً أن الذين يحضرون مهرجان الجونة، في الغالب، القسم الذي يتدثر بفساتين السهرة وثياب السموكينغ ويعيش على الطرف الآخر من الفاصل الاجتماعي الذي عبّر عنه فيلم عمر الزهيري.

مهرجان الجونة مهرجان سينمائي جاد يديره انتشال التميمي بنجاح. هذا يعود إلى أنه يجمع بين الرؤية والخبرة ودائماً ما يدفع بالمهرجان صوب تحديات جديدة. لكن المهرجان في الوقت ذاته يتّكل على الكثير من المناسبات الاجتماعية والمظاهر الاحتفائية وبساطه الأحمر الذي يبدو فعل السير فوقه لبعض المدعوّين والمدعوّات شهادة تقدير من نوع خاص بحد ذاتها.

يبقى أنّ كل مخرج مصري يحب وطنه (وكل مخرجي مصر يشتركون في هذا الحب بلا ريب بمن فيهم حمّاد وشوقي والقوصي وصالح والزهيري) يُصاب بجرح دفين إذا ما اتهم بأن فيلمه يسيء لوطنه. الإساءة هي آخر ما في بال هؤلاء أو سواهم. التميّز بأعمال فنية لا تلتزم بالمعهود من إنتاجات السينما التجارية هو حق لهم يرغبون فيه لأداء رسالاتهم الاجتماعية. وربما الإساءة الفعلية الأساسية هي تلك الأفلام الركيكة التي تبتعد عن الواقع في سبيل النكتة أو مشاهد الأكشن ولا سبيل ثالث.

 

####

 

المتاجرون بـ«سمعة مصر»!

طارق الشناوي

في الأيام الأخيرة تردد كثيراً في «الميديا» تعبير «الإساءة لسمعة مصر»، بعد عرض فيلم «ريش» في مهرجان «الجونة». أشهر هذا السلاح في البداية الفنان شريف منير الذي غادر دار العرض محتجاً بعد نصف ساعة، وتبعه آخرون، رغم أن أغلبهم لم يستكملوا مشاهدة الفيلم.

ولم تكن تلك هي الحالة الوحيدة؛ البعض قبل 30 عاماً طالب بنزع الجنسية المصرية عن المخرج يوسف شاهين، بعد عرض فيلمه «القاهرة منوّرة بأهلها» في مهرجان «كان»، وطالبوا السلطات بوضع اسمه ترقب وصول في مطار القاهرة.

في نهاية الثلاثينات أخرج كمال سليم فيلم أطلق عليه «الحارة». لم ترتح الأجهزة الرقابية -التابعة وقتها لوزارة الداخلية- للاسم. توجسوا في النيات، وطالبوا بتغيير العنوان، لأن «الحارة» توحي بظلال الفقر والعوز فصار اسمه «العزيمة»، ودخل تاريخنا السينمائي العربي كأول الأفلام الواقعية.

عندما قدم صلاح أبو سيف في منتصف الخمسينات فيلمه «شباب امرأة» اشترطت الرقابة للتصريح أن يكتب قبل «التترات» تحذيراً للأهالي حتى لا يتحول أبناؤهم إلى نسخ مشوّهة من إمام «شكري سرحان»، طالب الجامعة القادم من الريف، الذي يقيم علاقة محرمة مع شفاعات «تحية كاريوكا».

الكثير من الحكايات تؤكد أن سلاح سمعة الوطن كثيراً ما يُستخدم، مع تعدد أهدافه. عندما أخرجت قبل 16 عاماً، جوسلين صعب فيلم «دُنيا»، قالوا سمعة بنات مصر تنتهكها مخرجة لبنانية، رغم أنها تصدت لظاهرة ختان البنات، التي صدرت مؤخراً قوانين تجرّمها. تكرر الموقف مع فيلم «ريش». الفيلم قبل العرض في «كان» ثم «الجونة»، حصل على الموافقة من الرقابة المصرية، إلا أنهم دائماً ما يلقون بـ«ماء النار» في وجه من يريدون تشويهه.

تعددت التحليلات، مع زيادة عدد الجوائز التي حصدها الفيلم، صار هذا العام هو الأهم عربياً في كثير من المهرجانات، وآخرها «الجونة»، انتزع الجائزة عن جدارة، رغم أن البعض لا يزال يشكك في أحقيته، ولا أدري كيف تتعدد الجوائز التي يحصدها الفيلم من مهرجان إلى آخر بلجان تحكيم مختلفة، وتظل لدينا توجسات في مصداقيتها؟

الفيلم ينضح بالصدق، يقف فيه ممثلون لأول مرة أمام الكاميرا، يجيد المخرج تحريكهم بكل هذه الكفاءة محافظاً على تلقائيتهم، يستحق منّا كل حفاوة وتقدير.

يبدو أن البعض لا يعرف كيف يشعر بالسعادة والفخر. في العام الماضي فاز الفيلم القصير «أخشى أن أنسى وجهك» للمخرج سامح علاء، ولأول مرة في تاريخ السينما المصرية بجائزة «السعفة الذهبية» من مهرجان «كان»، الدورة أُقيمت افتراضياً. فوجئت بأن الفيلم الذي لم يشاهده سوى عدد محدود جداً من النقاد، يواجَه باتهام لا يقل ضراوة، وهو الإساءة للإسلام، لمجرد أنه قدم رجلاً يرتدي نقاباً حتى يتمكن من رؤية الفتاة التي يحبها.

المأساة ليست أبداً أن نختلف على تقييم عمل فني بطبعه يحتمل تعدد وجهات النظر، لديكم مثلاً فيلم «المومياء» لشادي عبد السلام، الحاصل قبل 8 سنوات على جائزة أفضل فيلم عربي من مهرجان «دبي» السينمائي، يراه البعض فيلماً مملاً، لا بأس من ذلك، فهو خلاف فني مشروع، تتعدد فيه وجهات النظر، ولكن البأس كل البأس، أن يواجَه العمل الفني بإلقاء ماء نار اسمه «سمعة مصر» في وجوه مَن نختلف معهم!

ناقد سينمائي مصري

 

الشرق الأوسط في

25.10.2021

 
 
 
 
 

ماندو العدل يدعم فيلم «ريش»:

«كل اللي مالوش شغلانة يطلع يقطع في مخرج شاب»

كتب: سعيد خالد

أشاد المخرج ماندو العدل بفيلم ريش ومخرجه عمر الزهيري، الذي حصد مؤخرًا جائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم عربي روائي طويل بمهرجان الجونة السينمائي الدولي بدورته الخامسة.

وكتب «العدل» على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، الإثنين، قائلًا إن «حتي لو الفيلم مش عاجبك ومش شبه ذوقك، ده ميقللش من حجم الإنجاز إنه أخد جائزتين من مهرجان كان لأول مرة في تاريخ السينما المصرية، ميمنعش ان احنا المفروض نتشرف بعمر الزهيري وقبله سامح علاء اللي رفعوا رأسنا ورفعوا اسم السينما المصرية في أكبر محافل السينما العالمية، لكن إزاي نفرح ونتشرف !؟؟.. عيب طبعا نفرح، احنا اصلا مبنعرفش نفرح ولا لنفسنا ولا لحد».

وأضاف: «لازم المخرج يبقي نيته وحشة والفيلم ممول ونظرية المؤامرة تشتغل والاحقاد والغل وكل اللي مالوش شغلانة أصلا يطلع يقطع في مخرج شاب، ويقلل منه اللي عملوه عمر الزهيري وسامح علاء زي اللي بيعملوا محمد صلاح بالضبط، رفعوا اسم مصر في الخارج واسمهم اتحفر في التاريخ، اتمني يطلع ناس تانية كتير زي النماذج المشرفة ديا، فخور بيك يا عمر يا عشرة أكتر من ١٥ سنة، وربنا يحميك وينجحك ورجعتني تاني لقعدتنا على سلالم المعهد ايام ما كنا بنحلم ونفكرالجوايز اللي ربنا كرمك بيها يا عمر.. سينمائيين كتير في العالم بيحلموا بيها ويتمنوها، خليك دائمًا فخور بنفسك وأبطالك والفنيين اللي كانوا معاك ولا يهمك من أي حد».

 

المصري اليوم في

25.10.2021

 
 
 
 
 

ماندو العدل: لازم نفرح بفيلم "ريش" ونفخر ب "عمر الزهيري "

سيدتي - عمرو رضا

عمر الزهيري متوجا بجائزة مهرجان الجونة - الصورة من حساب مهرجان الجونة على انستغرام

واصل المخرج ماندو العدل دعم زميله عمر الزهيري بمواجهة حملة شرسة لانتقاد فيلم "ريش"، وأكد ماندو أن إعجابنا أو رفضنا للفيلم لا ينفى حقيقة أنه حقق إنجازا غير مسبوق للسينما المصرية بالفوز بجائزة مهرجان كان، وطالب الجميع بالفخر بالمخرج الشاب الزهيري ودعمه لتقديم أفلام جديدة.

ماندو نشر صورة من حفل تسليم عمر الزهيري جائزة مهرجان الجونة في دورته الخامسة، وعلق عليها عبر حسابه بموقع الفيس بوك قائلا: حتى لو الفيلم مش عاجبك ومش شبه ذوقك، ده ميقللش من حجم الإنجاز، انه أخد جائزتين من مهرجان كان لأول مرة في تاريخ السينما المصرية.

تابع قائلا: ميمنعش ان احنا المفروض نتشرف بعمر الزهيري وقبله سامح علاء اللي رفعوا راسنا ورفعوا اسم السينما المصرية في أكبر محافل السينما بالعالم، لكن ازاي نفرح ونتشرف !؟؟ عيب طبعا نفرح، احنا اصلا مبنعرفش نفرح ولا لنفسنا ولا لحد.

ورصد ماندو الاتهامات الموجهة إلى عمر الزهيري وسخر منها باعتبارها قائمة جاهزة توجه لكل فنان يقدم عملا مختلفا عن السائد وقال: لازم المخرج يبقي نيته وحشة والفيلم ممول ونظرية المؤامرة تشتغل والاحقاد والغل وكل اللي مالوش شغلانة اصلا يطلع يقطع في مخرج شاب ويقلل منه.. اللي عملوه عمر الزهيري وسامح علاء زي اللي بيعملوا محمد صلاح بالضبط.. رفعوا اسم مصر في الخارج.. واسمهم اتحفر في التاريخ واتمني يطلع ناس تانية كتير زي النماذج المشرفة دي.

وأضاف: احنا هنا اللي بياخد جائزة من مجلة محليه بيتتنك على الوسط والناس فما بالك ب مهرجان كان بقي

واختتم منشوره بقوله: انا فخور بيك يا عمر يا عشرة اكتر من ١٥ سنه وربنا يحميك وينجحك ورجعتني تاني لقعدتنا على سلالم المعهد ايام ما كنا بنحلم ونفكر، الجوايز اللي ربنا كرمك بيها يا عمر سينمائيين كتير في العالم بيحلموا بيها ويتمنوها، خليك دائما فخور بنفسك وابطالك والفنيين اللي كانوا معاك ولا يهمك من اي حد مستني فيلمك الجاي وسيري يا نورماندي.

بنفس الوقت كشف عمر الزهيري مخرج فيلم "ريش"، عن سعادته بحصوله على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان الجونة، وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، في برنامج الحكاية: أنا معروف من زمان داخل الوسط الفني المصري واشتغلت مع سينمائيين كبار والأيام اللي فاتت كنت مستريح نفسيًا وضميري مستريح وعارف إننا دولة كبيرة جدًا دايمًا بفخور بإني جزء من السينما، والعالم يبكرمنا على السينما، فيه هجوم كبير آه، لا محستش إني مش هخرج تاني.

وتابع: مكنتش متوقع جائزة من مهرجان الجونة ولا أي جائزة خالص لأنها منافسة صعبة بس كنت راضي جدًا بردود الأفعال المختلفة وتقدير النقاد المصريين على الفيلم ومبسوط إن حصل ده على أول فيلم ليا في حياتي وده بيعلمني ويضيف لي كتير.

ونفى عمر وجود أزمة مع الدولة المصرية بسبب الفيلم قائلا: الدولة كانت معايا من الأول متمثلة في كل الجهات ودائمًا بشكرهم وأقول إن دي بلد فيها فنانين وجود الفن القوي في الدولة بشكل كبير، مفيش منطق بيقول إن ده فيلم بيسيء لمصر لأن فيه رقابة ومنتج بيشوف العمل، مفيش فيلم ينفع يسيء للبلد ومش عمل فني هو اللي هيسيء للبلد، ومفيش حد اتكلم عن الفيلم بالطريقة دي.

يذكر أن فيلم ريش هو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج عمر الزهيري، وشارك في تأليفه السيناريست أحمد عامر، والفيلم بطولة كل من دميانة نصار، سامي بسيون، محمد عبد الهادي، فادي مينا، أبو سفين نبيل، نعيم عبد الملك، محمد صدقي، يوستينا سمير، ناصر جلال، عبد الله، سامية.

 

سيدتي نت في

25.10.2021

 
 
 
 
 

‏عن فيلم ريش الذى عرض فى مهرجان الجونه ويسىء الى مصر

حبيبه الزيني

‏تعالوا مثلا نشوف واحد زي «محمد حفظي» منتج فيلم «ريش» .. هنلاقيه هو صاحب ومؤسس شركة «فيلم كلينك» ..

‏وهتلاقي شركة «فيلم كلينك» دي هي نفسها اللي أنتجت أفلام أخرى زي «الشيخ جاكسون» و «اشتباك» و «فرش وغطا» و «ليل خارجي» و «بلد مين» ، وهي كلها أعمال سينمائية شارك فيها «حفظي» كمنتج ، وكلها أفلام تخاطب اللاوعي برسائل خبيثة ماكرة، وكلها بتشترك في النظرة السوداوية السلبية للمجتمع المصري ، وكلها بترفع شعار العداء السافر للدولة المصرية ، وكلها - وشوف الصدفة - بتشترك في تمويلها من جهات خارجية أغلبها أوروبية (فرنسية وألمانية وهولندية وبريطانية)!!

طيب شخصية مشبوهة زي «محمد حفظي» ده جاب منين فلوسه اللي بيساهم بيها في انتاج الأفلام دي وليه بيرمي فلوسه مجهولة المصدر دي كلها في أعمال غير ناجحة تجاريا ؟ إذا كانت كلها أعمال لا تدر أي عائد مادي وليس فيها أي جانب من الربح؟! عليه ندر مثلا؟! واللا غاوي يضيع فلوسه في الهوا؟

ويا ترى بيتواصل إزاي مع الجهات الأجنبية دي كلها ؟ وبيقنعهم إزاي انهم يساهموا في انتاج أفلام وأعمل فنية في دولة زي مصر ؟ وليه هما كمان بيساهموا معاه في انتاج مثل هذه الأعمال السوداوية مادامت لا تدر عليه أو عليهم أي ربح تجاري ؟

ويا ترى هي صدفة برضه اننا نلاقي الأخ «حفظي» درس الهندسة وتخرج من جامعة «برنيل» في عاصمة الضباب ووكر الأشرار ‏لندن ليعود منها إلى مصر فيبدأ عمله ككاتب سيناريو، وبعد سنتين فقط نلاقي البلية لعبت معاه لدرجة انه يصبح عنده شركته الخاصة لإنتاج الأفلام

بس مش دي المفاجأة المفاجأة الأنكى والأشد انك تلاقي نفس هذا الحفظي المشبوه ده بيتم تعيينه كرئيس لمهرجان القاهرة السينمائي وهو المهرجان الرسمي الممثل للدولة المصرية ، فيقوم على الفور باستجلاب الشخصية الاخوانجية الصفراوية «باسنت نور الدين» طليقة الداعية الاخوانجي «معز مسعود» لتتبختر على «الريد كاربت» لأكبر وأهم وأقدم مهرجان سينمائي في المنطقة كلها ، بل ويجعلها من اللجنة المنظمة للمؤتمر

تعالوا بقى نشوف مين المخرجين والمؤلفين اللي الأخ «حفظي» بيحب دايما يتعامل معاهم .. هنلاقيهم كلهم من اتحاد ملاك يناير ومن غلمان المؤامرة :

‏ فمثلا مؤلف ومخرج فيلم «ريش» هو المدعو عمر الزهيري .. وهو مخرج شاب لم يتجاوز عمره 33 عام .. لكن الأهم انه من عائلة اخوانية ، فهو ابن أخ أمين التنظيم في الاسماعيلية

وهنلاقي كمان المخرج «عمرو سلامة» التلميذ النجيب والابن المدلل لبوب يناير الأقرع المسيو «برادعي»

وهنلاقي كمان من شلة الأخ «حفظي» الواد «أحمد مالك» صاحب واقعة «الكوندوم» الشهيرة اللي سخر فيها واستهزأ بالشرطة المصرية ورجالها

وهنلاقي كمان الممثلة «منى هلا» اللي هاجرت أمريكا وأعلنت انه نفسها تشتغل مع أولاد العم في تل أبيب في عمل سينمائي مشترك

مش قلتك انها منظومة أخطبوطية بتخدم على بعضها ؟

 

الـ FaceBook في

25.10.2021

 
 
 
 
 

فيلم "ريش"..  بين الفن ومحاكم التفتيش

محــمد بغــدادى

لازالت أصداء حملة الهجوم على فيلم "ريش" مستمرة رغم تصريحات الدكتور خالد عبد الجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية.. الذى أكد فيها: "أن وزيرة الثقافة كانت تريد الاحتفال بأبطال فيلم ريش لأنهم شباب مصريين فازوا في مهرجان كان"، مؤكدا: "أن الدولة المصرية تحتوي كل الشباب المبدعين".

ولكن إيناس الدغيدي ــ التى يفترض أنها مخرجة سينمائية ــ كان لها رأى آخر.. واستنكرت وربما استكثرت عليه الجوائز.. وهى فنانة متحررة وقدمت أفلاما أثارت الكثير من الجدل لجرأتها.. وجسارة المشاهد وأحيانا بذائة الفكرة والحوار.. مثل: "لحم رخيص".. "أمرأة واحدة لا تكفى".. "مذكرات مراهقة".. ورغم ذلك هاجمت فيلم “ريش”.. بسبب: "ضعف مستواه الفني، ولا تعرف كيف فاز هذا الفيلم بجائزة في مهرجان كان"!!! وأضافت: "إن فيلم ريش ضعيف على كل المستويات، وأنها كمخرجة لا تحجر على آراء أحد لكننا كنا ننتظر عملا فنيا ذو قيمة"!!!!!.. وكأنها تتقدم ببلاغ ضد الفيلم.. مما أدى إلى تحرك برلماني ضد الفيلم متهما بالإساءة وتشويه صورة مصر وسمعتها!!!

وهذا رأى الست إيناس الدغيدى صاحبة برنامج النميمة الفضائحى "شيخ الحارة".. وكأن كل من أشادوا بالفيلم لا يفهمون فى السينما.. ولكننى أتمنى من المخرجة المتحررة أن تقرأ بعض تعليقات النقاد الأجانب الذين أشادوا بهذا الفيلم.. ومنحوه الجائزة الكبرى فى أهم مهرجان سينمائى عالمى.. فقد كتب "أوليفييه بيليسون" يقول على الموقع الفرنسي "باند أبارت Bande à Part": "كتب عمر الزهيري اسمه في التاريخ، كأول مخرج مصري يقدم فيلمًا طويلًا في أسبوع النقاد، حيث فاز للتو بجائزة "نسبريسو الكبرى" في الدورة الستين... إنها قصة بسيطة عن عائلة عادية تكافح من أجل تغطية نفقاتها والبقاء على قيد الحياة... كل شيء جيد في البناء، من الكتابة إلى التمثيل، من المجموعات إلى المونتاج"... وكتب "جيسون بيرودسكي" على موقع صحيفة براغ ريبورتر التشيكية The Prague Reporter: "يسير الفيلم بخطى متعمدة ولكن ليس بطيئًا أبدًا، لا توجد مشاهد ضائعة في الفيلم، كل تسلسل يعتمد بعناية على السرد الموجه، وهو إنجاز نادر لمخرج يقوم بأول ظهور له. هذا هو أحد الاكتشافات الحقيقية لعام 2021".. وأشادت الناقدة الفرنسية السورية "ندى الأزهري" بالفيلم، مؤكدة: "فيلم ريش رائع ومخرجه عبقري ولديه لغة سينمائية معاصرة وفريدة".. وجاء رد عمر الزهيري على الهجوم على فيلمه "ريش".. قائلاً: "كل إللي كان يهمني أني أقول وجهة نظري ببساطة، وعملت السينما إللي مفروض أعملها ومقتنع بيها".. وكتبت المخرجة المتميزة كاملة أبو ذكرى عبر الفيسبوك: "تلميذي وعزيزي المخرج الشاب عمر الزهيري... مبروك على فيلمك، وأرجو من الإخوة إلى بيزايدوا بوطنيتهم يرحمونا من كلمة سمعة مصر"..

وجاء أول رد حكومي على "الفيلم ليدحض كل هذه المزايدات عندما علق مدير الإدارة المركزية للمبادرة الرئاسية حياة كريمة ولاء جاد، على فيلم ريش المتهم بالإساءة للبلاد قائلا: "إن المبادرة تنحاز لحرية الإبداع والفن، ولا تنحاز إلى الرأي الذي يرى أن فيلما سينمائيا من الممكن أن يسيء لسمعة مصر، مصر دولة أكبر من ذلك بكثير، حرية الإبداع مكفولة، وكذلك وجهة نظر الكاتب والمؤلف، مؤكدًا على حق الدولة في إبراز الجهود التي تقوم بها على أرض الواقع" وأضاف: "الفيلم يتناول حياة أسرة فقيرة محرومة من الخدمات ولا يتوافر لها معايير الحياة الكريمة، وما تقوم به الدولة هو جهود متواصلة لتغيير ذلك الواقع منذ 2014، وبالفعل هو الواقع الذي كان يعيش فيه قطاع كبير من المواطنين نتيجة عقود طويلة من الإهمال والسياسات غير المنحازة للعدالة الاجتماعية".

وأضاف ولاء: "أن دميانا نصار، بطلة فيلم ريش، من قاطني محافظة المنيا، والتي تعد من المحافظات الهامة في المبادرة، واستهدف منها في المرحلة الأولى نحو 192 قرية، والتي تضم حوالى 60 % من عدد القرى الموجودة في المنيا، مؤكدا أنه خلال العامين المقبلين ستستهدف المبادرة الرئاسية باقي مراكز وقرى المحافظة".

هكذا حسمت الدولة المصرية الأمر.. ولكن بعض المتزيدين الذين اعتقدوا أنهم "ملكيين أكثر من الملك ".. كالمذيعة التى دخلت الإعلام بشفاعة نجومية زوجها.. شاهدناها تتنمر بالمصرية البسيطة بطلة فيلم ريش السيدة المصرية جدا "دميانا نصار".. وتقول لها بستعلاء: "لولا الفيلم ما كنتى تحلمى أن تأتى إلى هنا.. والفيلم فتح لك باب رزق"!!! رغم أن هذه السيدة حصلت على جائزة فشل كل هؤلاء النجوم فى الحصول عليها عبر عشرات الأفلام التى قدموها.. وقالت المصرية الجميلة والبسيطة دميانا بتلقائية وصدق: " لما قالوا لى أختارناكى تمثلى قلت لأبو ماريو.. ووافق على طول.. وأنا كان نفسى أمثل.. وهو عيب ولا حرام إننا نفرح وأمثل”.. وفى تصورى أن هناك من الأعمال الدرامية التى تحتفى بالبلطجى وحملة السيوف والمطاوى والعنف بما يسيئ لسمعة مصر أكثر من أى عمل أخر.. ويكفى حلقة واحدة من مسلسل (نسل الأغراب) الذى قدم فى رمضان الماضى لترى المصريين فى صورة غير آدمية عبارة عن غجر غير متحضرين يقتلون ويرهبون ويسرقون ذهب البلاد.. ويمزقون بعضهم بعضا بكل أنواع الأسلحة.. عبر مشاهد مروعة غير مسبوقة من العنف الهمجى.. اتركوا فيلم ريش فى حاله وارحمونا من محاكم التفتيش الفاشلة..

 

جريدة القاهرة في

26.10.2021

 
 
 
 
 

نزهة الناقد

هل كان ”ريش” صيحة لإيقاظ أمة؟

بقلم صلاح هاشم

لم أكن أتوقع ،حين قاومت الزحام في مهرجان كان 74 في أعقاب العرض الأول لفيلم ” ريش ” المشارك في مسابقة تظاهرة ” إسبوع النقاد “،والناس الملتفة حول المخرج المصري الشاب عمر الزهيري ،الذي لا أعرفه، ولم ألتق به أبدا من قبل في حياتي، فيلمه الفكاهي الواقعي الفذ – رغم سريالية فيلمه وعبثيته، وسينماه الأخاذة الخبيثة- بالمعنى الإيجابي -، من حيث عدم إظهار كل ما هو سينما أصيلة ، فيه ومن عنده، و..ثقته في قدرة الجمهور بالتلميح فقط وليس بالتصريح،

على أن ينفذ من خلال الظاهر على السطح على الشاشة،، ويفهم أن عمر يتحدث عن الواقع الحقيقي الذي يعيشه الشعب المصري، بل وارعب وأكثر فحشا في بلدنا مصر، الذي قيل عنه أنك لن تجد شيئا عجيبا في الدنيا ،إلا ووجدت أعجب منه في مصر..

فنحن نحلم مثلا كما كتب في الإعلام المصري ، بالصعود الى المريخ ، لكننا نعترف في ذات الوقت، بأننا فشلنا في جمع القمامة، و لذ ا فأن هؤلاء الفقراء المعذبين في أرض مصر ،الذي يحكي عنهم عمر في فيلمه، أبطال فيلمه، يشبهوننا- أي أغلبية الشعب المصري 110 مليون مصري- و لذا فمن يهاجمهم ” كدابو زفة ” .

سحرني فيلم ” ريش ” وبكل مافيه من سينما ، تستثمر بذكاء، كل اضافات المخرجين الكبار في هذا الفن من أمثال الامريكي ديفيد لينش ،صاحب فيلم ” مولهولاند درايف ” و ” الرجل الفيل “..ومخرجين آخرين كثر، ووجدتني أندفع بعد العرض وسط الزحام والناس الذين التفوا حول عمر لأهنئه على فيلمه المصري الرائع – فيلمه الروائي الأول الطويل، الذي أستغرق صنعه أكثر من ست سنوات، وتنبأت له بفوز فيلمه بجائزة، إما في مسابقة إسبوع النقاد ، أو مسابقة ” الكاميرا الذهبية ” التي تشارك فيها كل الأفلام الأولى لمخرجيها في جميع تظاهرات مهرجان ” كان ” 74..وكتبت عن الفيلم وإعجابي به في موقع ( سينما إيزيس )..

ولم أكن أعلم وقتها، أن توقعاتي ستصدق،وأنه سيفوز بالفعل بالجائزة الكبرى في تظاهرة ” إسبوع النقاد – شيك بقيمة 15 ألف يورو – ويرفع عاليا إسم مصر بلدنا بفيلم ينتصر للفقراءوالناس الغلابة – وأصبحنا كلنا أناس غلابة في وطن القبح والقمامة ، والإستغلال الفاحش للفقراء..

وطن الأسياد أصحاب المصانع ،والمتاجر والعزب والاقطاعيات والمقاولات الذين يتاجرون باللحم الإنساني، وهم يفرمون اللحم لإطعام كلابهم..

وعندما يضبطون الأم وهي تخفي شيئا من اللحم الذي تفرمه للكلاب، في محاولة لتهريبه الى أطفالها الجوعى، يقبض عليها، و يتم تعذيبها.وفي مصر ستجد ماهو أعظم وأبشع من تعذيب الأم في الفيلم، وماهو أعظم وأبشع من تعذيب الخدم العبيد في منازل الأثرياء في واقع بلدنا…ومن دون مبالغات،.

كما أني وقتذاك عندما اندفعت وسط الزحام، لأهنأ عمر الزهيري العميق الذي ولد كبيرا على فيلمه، ولتهنئة السينما المصرية الشابة الجديدة في شخصه، وإرتباطه بإضافات التراث الفني السينمائي المصري الكبير لتطويرفن السينما، بكل إختراعات وإبتكارات الفن المدهشة، كما في أعمال صلاح أبو سيف وكمال سليم وتوفيق صالح وبركات وكمال الشيخ وغيرهم ..

لم أكن أتوقع أبدا وقتذاك أن يثير فيلم ” ريش ” كل هذه الضجة التي أعقبت عرضه في مهرجان ” الجونة ” -بخلطته الجهنمىة وضيوفه- – بدعوى أن الفيلم يسيء الى مصر ،بنشر غسيلها الوسخ، وإظهار الفقراء بصورة بشعة ،و الإنسحاب المخزي، لمجموعة من الممثلين،أثناء العرض، للتصريح بأن الفيلم لم يعجبهم.. لأنه مش زي الأفلام التجارية المصرية البذيئة الوقحة اللي بيمثلوا فيها وبيقبضوا الملايين..

ترى هل كان فيلم ” ريش ” قد حل – بالضبط في وقته – لإيقاظ ” ضمير ” أمة كادت أن تغيب طويلا، في سباتها العميق – والسكوت أيضا على الظلم – في مايخص السينما التي تريد، ومهما كان لونها وشكلها وصورة الناس الموجودين فيها، ونقف مع حق أي سينمائي أو مبدع فنان بأن يصورها كما يشاء أو يعبر عنها كما يريد ، أما أن هذا الأمر، لابد أن ينسحب أيضا على كل جوانب حياتنا..؟

الحكاية أكبر من النقاش حول مهرجان ” الجونة ” وطبيعته ” الجهنمية ” في الجمع بين الإستعراض ،وعروض الأزياء والهابيننج – الحدث المسرحي وعروض الأفلام في الهواء الطلق، و أكبر من المستفيدين منه بالفعل ،ومن تصريحات أصحابه، وبعض الممثلين من ضيوف المهرجان، المستفزة..

ولن يكفي أي مهرجان سينمائي في مصر، أن يقول أنه يجلب لنا أفلام جديدة، ويسبق بعرضها على ضيوفه، مهرجان ” القاهرة ” السينمائي العريق وبس، ليصبح مهرجانا سينمائيا معترفا به، بسبب حصول أصحابه على ترخيص بإقامة مهرجان، على ذوقهم .. وبفلوسهم.

أي نقد ،في رأيي، أي نقد بلا إنحياز .. لاقيمة له البتة .

 

سينما إيزيس في

26.10.2021

 
 
 
 
 

تحت سقف الوطن

طارق الشناوي

أهم ما أسفرت عنه تلك المعركة المفتعلة حول فيلم (ريش) أننا رأينا عمليًا سماء الوطن تتسع للجميع، ولم يتم إقصاء أحد من التعبير عن رأيه.

تردد بقوة بعد (ماء النار) الذى ألقاه شريف منير فى وجوه صنّاع الفيلم، متشككًا فى ذمتهم الوطنية، أن هناك غضبًا ما، وأن شريف ينفذ المطلوب، وبعدها تابعنا أحد المحامين يتقدم ببلاغ ضد الفيلم، كما رأينا بعض الشخصيات العامة وهم يتشدقون بنفس الفزاعة، صورة مصر فى الخارج وكيف نسمح بتشويهها؟ تابعت مدير الرقابة فى أحد البرامج يبرئ ساحته من الفيلم، مؤكدًا أن التصريح تم فقط على الورق، وأنه لم يسمح بعد بعرض الفيلم جماهيريًا، حالة الخوف نفسها وصلت لإدارة مهرجان (الجونة) وأصدروا بيانًا مرتعشًا لتبرير موافقتهم على السماح بـ(ريش)، هناك كالعادة من يزايد فى كل شىء، واعتقدوا، ولا أدرى كيف، أن مصر العظيمة من الممكن أن تمارس عنفًا أو حتى استبعادًا ضد فنان أو عمل فنى حصل على موافقة الدولة، قال رأيًا على شريط سينمائى يتناول عائلة فقيرة، وبدأنا نرى صراخًا وعويلًا فى (الميديا)، وأعلنت رأيى فى أكثر من فضائية أن سمعة مصر لا يمكن أن يقترب منها فيلم أو مسلسل أو برنامج، بلد بكل هذا الإرث الحضارى بحكم التاريخ والجغرافيا، ما الذى من الممكن أن يؤثر على سمعته، هذا لو افترضنا أن الفيلم يحمل أى إساءة، رغم أن سلاح التشكيك فى الذمة الوطنية لصناع الفيلم سيطر على المشهد.

ما حدث على أرض الواقع أكد أن القيادة السياسية كانت أكثر رحابة من الآخرين، وبالعكس فتحت الباب لكل الآراء للتعبير بكل حرية.

ليس المطلوب قطعًا الإشادة، كما أن انتقاد عمل فنى حصل على جوائز عالمية مثل (كان) وغيرها حق للجميع، بشرط عدم التشكيك فى الجوائز أو تصدير الإحساس بأن هناك مؤامرة كونية تشارك فيها كل الأطراف، وأن لدينا عملاء فى الداخل على تواصل مع عملاء الخارج.

الجوائز ليست أبدًا قميصًا واقيًا يحمى صانع العمل من توجيه سهام النقد، على شرط أن يظل فى إطاره الفنى، كل جائزة تعبر عن مجموعة تفاعلت معا، وانتهت لنتيجة محددة، لو تغير نصف الأعضاء، الاحتمال وارد جدًا أن تنتهى لنتائج أخرى، على شرط ألا نعتبر أن الجوائز مؤامرة ضد الوطن.

الصورة مع الزمن اتضحت أكثر، تم التعامل مع الأمر بحياد وثقة، والأبواب التى اعتقد البعض أنها موصدة مع سبق الإصرار، باتت متحررة تقبل كل الآراء، فتح الباب للتعبير هو المكسب الكبير من تلك المعركة.

تكتشف أحيانًا أن هناك من يريد أن يصفى حسابات مع زيد أو عبيد، وتحت غطاء (ريش) يبدأ توجيه معركته، ممثل مثلًا لم يعد مطلوبًا، يسأل كيف يُسمح لمن ليسوا أعضاء فى النقابة بممارسة التمثيل، بينما هناك مخضرمون قابعون فى بيوتهم، حسابات أخرى، خارج النص، ورغم ذلك فإن الصورة فى نهاية الأمر طلعت حلوة، عندما تقرأ الجريدة أو تتابع القناة الفضائية وتجد أمامك كل الآراء مطروحة، هذا يعنى أن سماء الوطن اتسعت للجميع، بينما عقول بعض البشر هى الضيقة!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

26.10.2021

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004