المسرح المصري تاريخ طويل من التطور وقف على خشبته الكثير
من النجوم المحترفين، قليل منهم من الرجال وقليل من النساء، ومن الشخصيات
النسائية البارزة على خشبة المسرح المصري كانت الفنانة سهير البابلي.
ولدت سهير البابلي في مدينة فارسكور، محافظة دمياط، بدت
عليها الموهبة في سن مبكرة، التحقت بمعهد الفنون المسرحية، مما جعلها تواجه
ضغوطًا عائلية كبيرة، ولكنها استمرت في مشوارها الفني حتى أصبح إحدى أبرز
ممثلات المسرح المصري إلى جوار أدوارها في السينما والدراما التلفزيونية.
في المسرح علامات
من البداية كانت سهير البابلي متألقة على خشبة المسرح سواء
في مسارح الدولة أو المسرح التجاري – كما يطلقون عليه- فيما بعد، والبداية
كانت مبكرة، حيث عينت ممثلة في المسرح القومي وهي لا تزال في السنة الثانية
في معهد الفنون المسرحية.
ولعبت شخصيات في مسرحيات "سقوط فرعون لألفريد فرج والناس
اللي فوق لنعمان عاشور في موسمي 1957 و1958، ثم لعبت أدوار أخرى مع كرم
مطاوع في يرما للكاتب المسرحي الإسباني فيديريكو غارسيا لوركا، والفرافير
ليوسف إدريس في عامي 1964 و1965.
كما لعبت دور بهية في مسرحية نجيب سرور آه يا ليل يا قمر
وفاطمة في بلدي يا بلدي لرشاد رشدي، كما عملت مع سعد أردش وحمدي غيث وكمال
يس وغيرهم.
كانت مرحلة الستينيات من المراحل المتوهجة للمسرح المصري،
وشملت نشاطاً مسرحياً متنوعاً، ومنافسة قوية بين المسرح الكوميدي الهزلي
والمسرح الميلودرامي والجاد، وتم تحويل الكثير من النصوص المسرحية المصرية
والعالمية إلى عروض كانت تحقق كثير من النجاح أو الجدل.
أما في السبعينيات اختلفت الموازين قليلاً وارتفع شأن
المسرح الخاص أو التجاري بصورة أكبر وبرز نجوم جدد للكوميديا في مصر، فجاءت
مسرحية مدرسة المشاغبين لكي ترفع اسم جميع المشاركين فيها إلى مكانة أخرى
سواء في السينما أو المسرح.
وكانت سهير البابلي أحد العوامل الرئيسية في نجاح العرض
لتمكنها من أداء الشخصية بصورة مناسبة لدراما العمل، وقد بررت تماسكها أمام
المشاغبين في كثير من البرامج، وقالت أنها ما كان يجب عليها أن تضحك أو
تنغمس معهم في فكاهتهم وإلا فقدت هيبة الشخصية الحازمة التي تؤديها.
في نفس الحقبة قدمت سهير مسرحية نرجس، إخراج عبدالرحيم
الزرقاني، وكانت آخر علاقتها بالمسرح القومي، وفي الثمانينيات، جمعت مسرحية
ريا وسكينة بين نجمة السينما والغناء شادية ونجمة المسرح سهير البابلي،
وبالطبع عبدالمنعم مدبولي وأحمد بدير، وحققت المسرحية نجاحاً ساحقاً وأصبحت
ضمن المسرحيات المهمة في التراث المصري.
وكان آخر أعمالها المسرحية "ع الرصيف" و" نص أنا نص إنتي"
وعطية الإرهابية، مع انشغالها بتقديم أفلام سينمائية بالإضافة إلى الدراما
التلفزيونية من خلال بكيزة وزغلول الذي حققت فيه مع إسعاد يونس نجاح
جماهيري مهم في ذلك الوقت.
السينما والدراما.. جانباً من مسيرة سهير الفنية
في البداية شاركت سهير البابلي بأدوار صغيرة في أفلام مثل
البنات والصيف ونهر الحب ويوم من عمري وأيام الحب، ورغم تألقها ونجوميتها
في المسرح لم تمنحها السينما نفس التوهج، نجدها في السبعينيات نجمة مدرسة
المشاغبين بلا منازع ولكنها تشارك بدور صغير في فيلم أميرة حبي أنا.
ربما كانت الثمنينيات أكثر عطاءً لنجومية سهير البابلي على
مستوى السينما والدراما، شاهدنا لها أفلام مثل استقالة عالمة ذرة، و
انتخبوا الدكتور سليمان عبدالباسط أمام عادل إمام، حدوتة مصرية إخراج يوسف
شاهين وبطولة نور الشريف، والمسلسل التلفزيوني الشهير بكيزة وزغلول من
إخراج أحمد بدر الدين.
في أوائل التسعينيات قدمت فيلم ليلة عسل مع عزت العلايلي والممثلين الشباب
حينها، سماح أنور وخالد النبوي وكمال أبورية، وهو فيلم اجتماعي كوميدي من
إخراج محمد عبدالعزيز.
وكان آخر أعمالها في الدراما التلفزيونية مسلسل قلب حبيبة
مع جومانا مراد وفتحي عبدالوهاب وأحمد خليل، من إخراج خيري بشارة، وكانت قد
ارتدت الحجاب في ذلك الوقت. |