أكثر من 60 عامًا وستبقى رغم الرحيل.. مراحل تتويج ملكة
البهجة سهير البابلي
زينب عبداللاه
مشوار طويل ورحلة ثرية مليئة بالإبداع والحب والعطاء عاشتها
الفنانة الراحلة الكبيرة سهير البابلى حتى توجها الجمهور ملكة على عرش
البهجة والقلوب والكوميديا وأيقونة للسعادة.
رحلة امتدت لأكثر من 60 عامًا بدأتها سهير حلمى إبراهيم
البابلى ابنة مدينة فراسكور بمحافظة دمياط، تلك الطفلة التى ظهرت مواهبها
الفنية مبكرا، ورغم معارضة أسرتها التحقت بمعهدى الفنون المسرحية ومعهد
الموسيقى بعد حصولها على الثانوية العامة.
بدأت سهير البابلى حياتها الفنية منذ عام 1957 بعدد من
الأعمال المسرحية ومنها، شمشون وجليلة، سليمان الحلبى، واستمر هذا الارتباط
والعشق للمسرح حتى أصبحت ملكة بلا منافس.
كانت المحطة الفارقة فى مشوار نجومية سهير البابلى عام 1973
بمسرحية "مدرسة المشاغبين" أحد أهم المسرحيات التى غيرت موازين الكوميديا
وفتحت الطريق أمام نجوم المسرح الجدد من أبطال المسرحية.
ومع بداياتها المسرحية شقت سهير البابلى طريقها فى السينما،
وشاركت فى عدد كبير من الأفلام، منها "لن أعود" و"المرأة المجهولة" و"ساحر
النساء" و"حياة امرأة"و"يوم من عمرى" و"أنا ومراتى" و"الحلوة عزيزة" و"نهر
الحب" و«جناب السفير"، وغيرها، وفى عام 1975 شاركت فى فيلم "أميرة حبى أنا"
مع سعاد حسنى وحسين فهمى، وقدمت دور "أمانى" الزوجة المتسلطة الشريرة،
وأثبتت البابلى قدرتها على أداء أدوار مختلفة.
انطلقت الفنانة الكبيرة وقدمت عددًا من أهم الأعمال
المسرحية التى حققت نجاحات مذهلة ومنها: نرجس، على الرصيف، نص أنا ونص أنت،
الدخول بالملابس الرسمية، وعطية الإرهابية، ووصلت إلى قمة التألق فى مسرحية
"ريا وسكينة" التى شاركتها البطولة فيها النجمة شادية عام 1983 وحققت
نجاحًا منقطع النظير واستمر عرضها لفترة طويلة.
وبالتزامن مع التألق المسرحى للنجمة الكبيرة تألقت فى عدد
من الأعمال السينمائية والتليفزيونية المحفورة فى الأذهان، ومنها: "ليلة
عسل، استقالة عالمة ذرة، أخطر رجل فى العالم، الشاهد الوحيد، توالت الأحداث
عاصفة، وعم حمزة".
وكانت النقلة الحقيقية لها على مستوى التليفزيون فى مسلسل
"بكيزة وزغلول"، والذى شاركت فى بطولته مع النجمة إسعاد يونس، وحقق المسلسل
نجاحًا جماهيريًا منقطع النظير جعل صناع العمل يحولونه إلى فيلم سينمائى،
وأصبحت بكيزة إحدى أيقونات الكوميديا التى رسخت فى أذهان الجمهور وعشقها
الكبار والصغار.
وفى قمة نجاحها عام 1997 وأثناء عرض مسرحية "عطية
الإرهابية" قررت النجمة سهير البابلى اعتزال الفن وارتداء الحجاب، وفاجأت
الجميع بهذا القرار، وتركت المسرحية، فاستعان المخرج جلال الشرقاوى بابنته
عبير الشرقاوى لتمثل الدور وتنقذ الموقف.
وبعد اعتزالها لمدة تجاوزت تسع سنوات قررت سهير البابلى
العودة للتمثيل بشروط، فقدمت مسلسل «قلب حبيبة» عام 2005 مرتدية الحجاب.
وبعدها دخلت البابلى تجربة فنية أخرى فى مسلسل "قانون
سوسكا" ولكنه لم يكتمل بسبب مشكلات الإنتاج.
وحتى وقت قريب كانت سهير البابلى تتلقى عروضًا بتقديم برامج
اجتماعية إذاعية وتليفزيونية ولم ترفض الفنانة العودة للتمثيل ولكنها كانت
تشترط أن يكون العمل هادفًا يخلو من الإسفاف.
خلال فترة ابتعادها عن التمثيل لم تبتعد سهير البابلى حبيبة
الملايين عن جمهورها وظلت دائماً على تواصل معه ، وستبقى دائما رغم رحيلها
ساكنة في القلوب التي عشقتها وعشقت فنها وتوجتها ملكة على عرش البهجة
والسعادة. |