تنطلق فعاليات مهرجان «العين السينمائى» فى دورته الرابعة
التى ستقام فى مدينة العين، تحت رعاية الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو
المجلس التنفيذى لإمارة أبوظبى، وبحضور الشيخ الدكتور سعيد بن طحنون آل
نهيان فى الفترة من 23 وحتى 27 يناير الجارى، تحت شعار «سينما المستقبل»،
حيث يستمر المهرجان فى تقديم وعرض باقة من أبرز الأفلام المحلية والخليجية
والعربية والعالمية، منها عروض أولى وحصرية.
وأعلن عن تفاصيل الدورة الرابعة من مهرجان «العين
السينمائى» الذى يحمل فى جعبته هذا العام عددا من المبادرات الجديدة
والبرامج المختلفة واتفاقيات فى خدمة «الفن السابع» فى الإمارات، ليكون
المنصة الأبرز لدعم صناع السينما والمواهب الإبداعية المحلية، وتقديم أفضل
إنتاجات السينما فى المنطقة، وذلك خلال مؤتمر صحفى عقد مؤخرا، حضره كل من
عامر سالمين المرى مؤسس ومدير عام المهرجان، وسعيد سالمين المدير الفنى
لبرنامج سينما العالم، وإيفان خضير مدير العمليات، وسلطان المرى المدير
التنفيذى للجهة المنظمة للمهرجان.
وأوضح عامر سالمين المرى، خلال المؤتمر الصحفى، أن «العين
السينمائى» سيظل المنصة الأبرز للاحتفاء بصناع السينما فى المنطقة من
المخضرمين والمواهب الشابة، إذ سيعيش محبو وعشاق «الفن السابع» 5 أيام فى
حب السينما، وذلك بعد النجاح اللافت الذى حققه المهرجان خلال الـ3 سنوات
الماضية، وخصوصاً العامين الماضيين، فرغم أزمة جائحة «كورونا»، وتأثيرها
الكبير على الحركة الفنية فى العالم أجمع، إلا أن المهرجان استطاع أن يثبت
حضوره واستمراريته وأن يستقطب أهم وأميز الأفلام العربية والأوروبية، منها
أفلام رُشحت بعضها إلى جوائز الأوسكار 2021، منها الجزائرى «هيليوبوليس»
والمصرى «لما بنتولد» والتونسى «الرجل الذى باع ظهره»، إلى جانب الاتفاقات
والمبادرات الفنية التى تهدف إلى دعم السينما وصناعها والكفاءات والمواهب
الإماراتية، الأمر الذى أسهم فى إدراج اسم مهرجان العين على خارطة
المهرجانات السينمائية فى المنطقة.
المسابقات الرسمية
لفت «المرى» إلى أن دورة هذا العام استقطبت العديد من
الأفلام المتفردة، فى مسابقات المهرجان المختلفة، خصوصاً مسابقة «الصقر
الخليجى الطويل» الذى يتنافس على جائزتها الكبرى 4 أفلام إماراتية، هى «B82»
للمخرج خالد محمود، «سفران» للمخرج صالح كرامة و«كروموسوم» للمخرج على
جمال، و«حين» للمخرج سعيد راشد سعيد، و3 أفلام خليجية هى السعودى «حياة
امرأة» للمخرج سمير عارف، والبحرينى «هوا» للمخرج محمد القفاص، والعُمانى
«الزيج» للمخرج صلاح الحضرمى.
وذكر أن دورة هذا العام يتنافس بها ضمن مسابقات المهرجان
الرسمية 47 فيلماً فى «الصقر الإماراتى القصير» 15 فيلماً، و«الصقر الخليجى
الطويل والقصير» 15 فيلماً، و«الصقر لأفلام الطلبة» 8 أفلام، و«الصقر
لأفلام المقيمين» 9 أفلام.
ونوّه إلى أن المهرجان سيستمر فى تعاونه مجدداً مع بعثة
الاتحاد الأوروبى لدى الإمارات، حيث تم اختيار 3 أفلام من بولندا ولاتفيا
ولتوانيا لعرضها على شاشات المهرجان فى عرض خليجى أول، والتى حصدت سابقاً
العديد من الجوائز من أهم المهرجانات الدولية السينمائية.
«الركن الكلاسيكى»
كشف «المرى» عن مبادرة جديدة تسلط الضوء على أبرز الإنتاجات
من الأفلام الإماراتية القصيرة التى تستحق إدراجها وعرضها ضمن «الركن
الكلاسيكى» لما تحتويه من أفكار ومضامين اجتماعية هادفة، وكان أغلبها
بمثابة الانطلاقة الحقيقية لصانعيها فى عالم الإخراج، منها «سبيل» للمخرج
خالد محمود، و«تنباك» للمخرج عبد الله حسن أحمد، و«باب» للمخرج وليد الشحى،
ونوه المرى إلى أن الهدف من «الركن الكلاسيكى» الذى سيتم إدراجه ضمن
فعاليات المهرجان السنوية، هو إبراز أهم وأميز الأفلام السينمائية المحلية
القصيرة، التى حصدت جوائز هامة فى عدد من المهرجانات الخليجية والعالمية،
لتكون بمثابة منصة تعليمية تثقيفية للجيل الحالى، ليكتسبوا الأدوات
الإخراجية والفنية ذات المستوى العالى، التى يتم تنفيذها فى تلك الأفلام،
التى أصبحت علامة مميزة فى تاريخ السينما الإماراتية.
«موسوعة السينما الإماراتية»
ذكر «المرى» أن من المبادرات التى سيشهدها «العين
السينمائى» وسيتم إطلاقها فى دورته الرابعة، «موسوعة السينما الإماراتية»،
وهى عبارة عن كتاب أرشيفى يتضمن تاريخ ومراحل تطور السينما فى الإمارات
ومسيرتها وإنجازاتها خلال الـ 50 عاماً الماضية، وبدء تأسيس أول دور عرض
وأماكن السينما القديمة الشهيرة، وتطور صالات العرض فى الإمارات، وبدايات
الفيلم الإماراتى وتطوره سواء القصير أو الطويل، وذلك بهدف تقديم محتوى
معرفى للقارئ الخليجى والعربى عن تاريخ وإنجازات السينما الإماراتية، وأن
تكون الموسوعة بمثابة مرجع للباحثين والمتخصصين والمبدعين والطلبة ولكل
صناع السينما بشكل عام.
تكريمات
يكرم مهرجان «العين السينمائى» نخبة من المؤثرين فى صناعة
«الفن السابع»، وسيستمر فى الاحتفاء بأبرز صناع السينما فى المنطقة ضمن
برنامج «إنجازات الفنانين»، وذلك لمسيرتهم الفنية الحافلة بالعديد من
الإنجازات وإسهاماتهم الكبيرة للارتقاء بالسينما وهم المنتج والكاتب
والمخرج الكويتى الراحل خالد الصديق، وهو من رواد الحركة السينمائية فى
الكويت، حيث أنتج وأخرج أول فيلم كويتى روائى طويل بعنوان «بس يا بحر» عام
1972، ونال العديد من الجوائز والتكريمات العالمية والعربية احتفاء بمسيرته
الفنية الطويلة، والمنتج والفنان الإماراتى سلطان النيادى، الذى سخر حياته
وإبداعاته الفنية من أجل الارتقاء بالفن الإماراتى، مقدماً العديد من
الأعمال المحلية التى جسد من خلالها شخصيات لاتزال محفورة فى ذاكرة المشاهد
الإماراتى والخليجى والعربى حتى الآن، كما استعرض من خلالها مراحل مختلفة
ومهمة من تاريخ الإمارات، والناقد السينمائى المصرى طارق الشناوى، حيث
يعتبر من أهم وأبرز النقاد السينمائيين فى المنطقة، ونال العديد من الجوائز
والتكريمات عن كتاباته النقدية وتأثيرها الإيجابى على المشهد السينمائى
العربى والخليجى.
أفلام سينما العالم
لفت سعيد سالمين فى المؤتمر إلى أنه وبعد ما حققه برنامج
أفلام «سينما العالم» من نجاح كبير خلال دورات المهرجان السابقة، والتى
تأخذ جمهور وزوار وضيوف المهرجان فى رحلة حول العالم، لتبادل الخبرات
والثقافات السينمائية المختلفة، تم اختيار باقة من الأفلام ضمن برنامج
«سينما العالم» التى شاركت فى أهم مهرجانات العالم وحصدت جوائز متعددة،
وبعضها رشح من دولتها إلى الأوسكار، لعرضها على شاشات المهرجان طوال فترة
فعالياته، والتى تتنوع قصصها بين الدرامية والاجتماعية، منها «ريش» للمخرج
المصرى عمر الزهيرى، و«الست» للمخرجة السودانية سوزانة مرغنى، و«الهدية»
للمخرجة الفلسطينية فرح نابولسى.
«مهرجان أبوظبى للسيناريو غير المنفذ»
أشار «المرى» إلى أن «العين السينمائى» يعود مجدداً للتعاون
مع «مهرجان أبوظبى»، باعتباره الشريك الاستراتيجى الثقافى للمهرجان، فى
مسابقة «مهرجان أبوظبى للسيناريو غير المنفذ»، وقال: نسعد بهذه الشراكة
التى من خلالها تم تنفيذ هذه المبادرة الخلاقة التى تستهدف المؤلفين
الإماراتيين الشباب، لخلق جيل جديد من الكتاب يستطيع إثراء المحتوى المحلى
بمواضيع جديدة تقدّم للسينما، موجهاً شكره للقائمين على مهرجان أبوظبى الذى
يعد من أحد أبرز المهرجانات الذى يسهم بشكل فعال فى إثراء المشهد الثقافى
فى المنطقة، على هذا التعاون المثمر فى خلق حالة إبداعية فريدة بالتركيز
على المواهب الشابة، موضحاً أن ثمار هذا التعاون ستظهر فى دورة العام
الحالى من خلال عرض الأفلام التى فازت فى المسابقة الدورة الماضية.
ومن جهتها قالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبى
للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفنى لمهرجان أبوظبى: إنّ إسهام المجموعة
فى دعم مهرجان العين السينمائى يأتى منسجماً مع دورها فى إثراء الرؤية
الثقافية للإمارات وترسيخ مكانة الدولة كعاصمة إقليمية للثقافة والفنون،
عبر تحفيز الإبداع العربى وتعزيز حضوره عالمياً.
وأضافت: تستمر شراكتنا مع «العين السينمائى» لتعكس التزامنا
بتمكين صناعة السينما وكتابة سيناريو، وتمثيلاً وإخراجاً وإنتاجاً،
والاستثمار فى الشباب لخلق أجيال مبتكرة من السينمائيين والمخرجين
والمهنيين. وختمت بالقول: يمثّل «العين السينمائى»، الذى ينعقد فى دورته
الرابعة فى 23 يناير الجارى، منصة خلاقة للاحتفاء بصانعى السينما العرب
والعالميين، كما يتيح صقل المواهب والطاقات الإبداعية السينمائية الشابة من
خلال استقطاب وتبادل الخبرات والمهارات، ويسهم المهرجان كذلك فى تسليط
الضوء على الصناعات الثقافية الإماراتية كإحدى ركائز اقتصاد المعرفة
للخمسين عاماً القادمة. |