بعد معاناة مع المرض الخبيث، رحل المخرج على عبدالخالق، أمس
الأول، عن عمر ناهز 78 عامًا، وفقدت مصر أحد أعمدة الإخراج فى السينما
المصرية منذ عام 2009، حيث توقف عن العمل معلنًا اعتزاله قبل سنوات،
ومطالبًا الدولة بالعودة إلى الإنتاج.
«عبدالخالق»، مخرج الملاحم الوطنية، فمن خلال أعماله رصد
بطولات الجيش المصرى وبسالة جنوده، وذلك من خلال فيلم «أغنية على الممر»،
الذى شارك فى العديد من المهرجانات، ونال عدة جوائز، كما كان فيلم
«إعدام ميت» من أهم الأفلام الذى ستظل خالدة فى أذهان
الجمهور، كما جذبت أعماله الشهيرة رواد مواقع التواصل الاجتماعى، وأصبحت
مادة للكوميكس والميمز على مواقع التواصل الاجتماعى مثل «الكيف» و«البيضة
والحجر». رحل «عبدالخالق»، ولم ترحل أعماله، التى ستظل علامات فى ممر
إبداعه فى تاريخ السينما المصرية.
صاحب مشوار يستحق التقدير على ما قدمه للفن المصرى
المخرج الراحل على عبدالخالق، صاحب فكرة ورؤية ومحتوى ووجهة
نظر صنع من خلالها عالمًا كاملًا خلد باسمه، هو ابن جماعة السينما الجديدة
التى نشأت فى ستينيات القرن الماضى، وكان من أبرز أعضائها على عبدالخالق،
رأفت الميهى، مصطفى محرم، داود عبدالسيد، وقدمت أهم الأعمال فى تاريخ
السينما فيلم «أغنية على الممر».
وانطلق «عبدالخالق» بعدها ليقابل توأم روحه سينمائيًا،
المؤلف الكبير الراحل محمود أبوزيد، ليصنعا سويًا سينما «العلم والدين
والمجتمع»، ويشرحا من خلال 4 أعمال نفسية الشعب المصرى ما بعد الانفتاح
وفكرة الحلال والحرام واختلاطها عند المصريين، وذلك من خلال أفلام: «العار،
الكيف، جرى الوحوش، البيضة والحجر»، كل هذه المسيرة الطويلة والأعمال
المهمة التى قدمها المخرج الكبير صاحب مشوار يستحق كل التقدير والثناء على
ما قدمه للسينما المصرية، خاصة أعماله التى جمعته بالمؤلف الكبير الراحل
محمود أبوزيد، ليشكلا ثنائى مميز فى تاريخ السينما، إذ اجتمعا سويًا فى 4
أعمال، قدّما خلالها تشريحًا دقيقًا وحقيقيًا لنفسية المصريين بعد فترة
الانفتاح الاقتصادى واختلاط مفاهيم الحلال والحرام، وصراع العلم والدين،
وسيادة قيم الفهلوة والاستهلاكية، وتحول المثقفين إلى دجالين وأفاقين، وذلك
من خلال 4 أعمال «العار»، «الكيف»، «جرى الوحوش»، و«البيضة والحجر».
ولا يمكن حصر تاريخ على عبد الخالق السينمائى فى فيلم
«أغنية على الممر»، أو أعماله مع المؤلف محمود أبوزيد فقط، فهو قدم مئات
الأفلام السينمائية التى جمعت بين الجودة الفنية والنجاح التجارى، امتاز
بعضها بالطابع التجارى المسلى الترفيهى، الذى هو هدف أساسى من أهداف
السينما، واستطاع كذلك من خلالها أن يتناول أهم القضايا المطروحة على
الساحة وقتها.
وأهم تلك الأعمال أفلام مثل «السادة المرتشون» مع النجوم
محمود ياسين، محمود عبدالعزيز، سعيد صالح، نجوى إبراهيم، الذى تناول قضية
الانفتاح واستيراد الأغذية الفاسدة فى ذلك الوقت، فيلم «شادر السمك» الذى
يعد من أوائل الأفلام التى تناولت سوق وتجارة السمك فى مصر، وحقق نجاحاً
تجارياً ضخماً أمام فيلم من أروع أفلام السينما وهو فيلم «الحريف».
وقدم أعمالاً هامة وناجحة تجارية مع النجمة نبيلة عبيد، ومن
أهم تلك الأعمال فيلم «الوحل» مع النجم نور الشريف والنجم كمال الشناوى
والفنان مجدى وهبة، وناقشا من خلاله قضية المخدرات، وحقق الفيلم نجاحاً
تجارياً جيداً جداً فى وقتها. وقدم معها أفلاما أخرى مثل «الحناكيش، درب
الرهبة، عتبة الستات».
بروفايل.. مخرج «البيضة والحجر» و«العار» و«الكيف» الذى
أنشد «أغنية على الممر»
رحل المخرج على عبدالخالق بعد صراع قصير مع مرض السرطان،
وبعد مسيرة حافلة بدأت بالتحاقه بالمعهد العالى للسينما قسم إخراج، وعقب
تخرجه فى المعهد عام 1966 عمل مساعدًا لفترة ثم اتجه إلى إخراج الأفلام
التسجيلية، ومن أشهر هذه الأفلام فيلمه التسجيلى «أنشودة الوداع» الذى حصل
على العديد من الجوائز الدولية من مهرجانات الأفلام التسجيلية والقصيرة،
ومنها الجائزة الثانية من مهرجان «ليبزج» السينمائى بألمانيا، كما حصل
فيلمه «السويس مدينتى» على الجائزة الأولى من مهرجان وزارة الثقافة الأول
للأفلام التسجيلية عام 1970.
وقدم عبدالخالق أول أفلامه الروائية الطويلة عام 1972
بعنوان «أغنية على الممر» عن مسرحية بالاسم نفسه للأديب على سالم، وحقق
الفيلم نجاحًا فنيًّا هائلًا، وحصل على الجائزة الثانية من مهرجان كارلو
فيفارى، وجائزة من مهرجان طشقند السينمائى.
وشكل خلال فترة الثمانينيات ثنائيًّا مع المؤلف محمود
أبوزيد فى عدة أفلام سينمائية ناجحة مثل: «العار» 1982، «الكيف» 1985، «جرى
الوحوش» 1987، «البيضة والحجر» 1990، وحققت جميعها نجاحًا كبيرًا وضعت اسمه
بين عمالقة الإخراج فى مصر.
واتجه على عبدالخالق مع بداية الألفينات للدراما
التلفزيونية، حيث قدم عدة مسلسلات منها: «نجمة الجماهير» 2003، «البوابة
الثانية» 2009. وقبل عدة سنوات اعتزل على عبدالخالق الإخراج، معلنًا عدم
التراجع عن قراره حتى تتدخل الدولة وتقوم بالإنتاج كما كانت فى السابق
لتستطيع ضبط السوق الفنية.
وكشف على عبدالخالق قبل أسابيع تفاصيل إصابته بالسرطان فى
مداخلة تلفزيونية، بأحد البرامج: «بدأت فى وحدة المركز الطبى العالمى جلسات
إشعاع تستمر لخمسة أيام، بمعدل جلسة كل يوم، وفى انتظار نتيجة تحاليل لعينة
أخذت منى لتحديد نوع السرطان، والأدوية المناسبة لمواجهته».
وأضاف: «من المنتظر أن تظهر نتيجة التحاليل خلال أيام، وهى
تحاليل كثيرة تكلفتها 30 ألف جنيه قابلة للزيادة».
وردًّا على سؤال: هل تم تحديد مكان الإصابة بالسرطان؟ قال:
«فى إيدى وكتفى الشمال وبقت حركتها صعبة ومؤلمة جدًّا، وفى الرئة وعظم
الحوض والفخذ اليمنى». ورحل على عبدالخالق تاركًا خلفه مكتبة سينمائية
زاخرة بالأعمال التى ستظل علامة بارزة فى تاريخ السينما والفن المصرى.
حضور محدود من جانب النجوم فى تشييع جثمان المخرج الكبير
كلمات رثاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى وغياب عن حضور
جنازته ووداعه حتى مثواه الأخير، هكذا جاءت جنازة المخرج الراحل على عبد
الخالق الذى توفى عن عمر ناهز الـ78 عامًا، أمس الأول، بعد صراع قصير مع
مرض السرطان، إذ قضى أيامه الأخيرة بأحد المستشفيات، وشيع ظهر أمس جثمانه
من مسجد السيدة نفيسة.
يعتبر المخرج على عبدالخالق من أعمدة الإخراج فى السينما
المصرية، حيث درس فى المعهد العالى للسينما قسم إخراج، وعقب تخرجه فى
المعهد عام 1966 عمل مساعدًا لفترة ثم اتجه إلى إخراج الأفلام التسجيلية،
ومن أشهر هذه الأفلام فيلمه التسجيلى «أنشودة الوداع» الذى حصل على العديد
من الجوائز الدولية من مهرجانات الأفلام التسجيلية والقصيرة ومنها الجائزة
الثانية من مهرجان «ليبزج» السينمائى بألمانيا، كما حصل فيلمه «السويس
مدينتى» على الجائزة الأولى من مهرجان وزارة الثقافة الأول للأفلام
التسجيلية عام 1970.
وشكل المخرج الراحل خلال فترة الثمانينيات ثنائيًّا مع
المؤلف محمود أبوزيد فى عدة أفلام سينمائية ناجحة مثل «العار» 1982،
«الكيف» 1985، «جرى الوحوش» 1987، «البيضة والحجر» 1990.
بداية من التسعينيات قل عدد الأفلام التى أخرجها عبد الخالق
ليتجه مع بداية الألفينات للدراما التلفزيونية، ويقدم عدة مسلسلات منها
«نجمة الجماهير» 2003، «البوابة الثانية» 2009.
وشهدت جنازة المخرج الراحل على عبدالخالق غيابًا لنجوم الفن
ولم يحضر سوى وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى، والدكتور أشرف زكى
نقيب المهن التمثيلية، والمؤلف ناصر عبدالرحمن، والمخرج المسرحى خالد جلال،
والفنانة نهال عنبر، وخالد عبد الجليل، مستشار وزيرة الثقافة لشؤون
السينما، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، والمخرج عمر عبدالعزيز رئيس
اتحاد النقابات الفنية، ومدير التصوير سعيد الشيمى، رفيق مشوار المخرج
الراحل، إلى جانب المخرج أشرف فايق.
ونعت نقابة المهن السينمائية المخرج الراحل: «المخرج الكبير
على عبدالخالق الذى وافته المنية بمستشفى المعادى العسكرى بعد صراع مرير مع
المرض، صاحب مسيرة فنية حافلة».
وأعربت الفنانة بشرى عن حزنها الشديد لرحيل المخرج الكبير
على عبد الخالق، وقالت: «وفاته خبر صادم.. رحيل المخرج الكبير أستاذنا على
عبد الخالق.. كان لى الشرف إنى أشتغل معاه فى بداياتى من خلال مسلسل (أصحاب
المقام الرفيع)، وكانت تجربة ثرية جدًّا، ومن حسن الحظ إن فنان فى بداياته
يشتغل مع مخرج مهم زى أستاذ على اللى أخرج فيلم تاريخى زى أغنية على
الممر».
وأضافت: «صاحب الأعمال التى لا تنسى فى السينما
والتلفزيون.. لن أنسى لما كان يقوللى إنتى شطورة يا بنوتة بس عندية وصعبة،
أقوله عندية فى الصح بس يا أستاذ على، يرد يقوللى بخفة ظله المعهودة يا
مجرمة برشاقة فى حرف الراء كما اللغة الفرنسية».
ونعت الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد، المخرج على عبد الخالق،
وقالت: «كان صديقًا غاليًا وزميلًا عزيزًا، التقينا فى 5 أعمال سينمائية
كبيرة من أهم أفلام السينما المصرية، هى الوحل وشادر السمك ودرب الرهبة
والحناكيش وعتبة الستات».
وأضافت: «كما التقينا من خلال شاشة التلفزيون فى مسلسل
(البوابة الثانية)، وبالإضافة إلى هذا كله كانت تجمعنا صداقة متينة وأخوة
غالية. رحم الله على عبدالخالق الإنسان بأخلاقه الطيبة، والفنان بأعماله
الفنية الهامة».
وقالت وزيرة الثقافة خلال تشييع جثمان الراحل وظهرت عليها
علامات التأثر لرحيله: «ننعى الفن المصرى كله، فقدنا قيمة كبيرة فى الفن
المصرى».
وقال نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكى: «اَخر مكالمة
جمعتنى به كان بيطمنى عليه».
ونعت الفنانة مادلين طبر المخرج الكبير على عبدالخالق
ووصفته بـ«أحد أبطال صناع الفن الجاد والممتع، وقدم سلسلة من الأفلام
الوطنية والجاسوسية والعاطفية، منها (إعدام ميت، الكيف، أغنية على الممر،
حائط البطولات، العار، إلحقونا)، ومخرج عشرات المسلسلات الناجحة، واحد منها
شاركت ببطولته وهو (أصحاب المقام الرفيع)». وأضافت مادلين، فى تصريحات
لـ«المصرى اليوم»: «رحل تاركًا غصة فى قلوب محبيه، آخر تواصل لى معه أعرب
عن امتنانه، لأنه بتوصية من الرئيس تم نقله إلى المستشفى العسكرى فى
المعادى للعناية الفائقة، وبعد يومين هاتفته، ليخبرنى بأنه ما زال فى
العناية». |