قصة العرب في مهرجان كان السينمائي.. لا تنتهي
البلاد/
طارق البحار
قدمت مصر في عام 1956 فيلمين في منافسات مهرجان كان
السينمائي، وكان فيلم "ابن النيل" للمخرج يوسف شاهين وفيلم "ليلة حب"
للمخرج أحمد بدرخان على قائمة تضم 36 فيلما تتنافس على الجائزة الكبرى،
وواجهوا أفلاما لأسماء معروفة مثل أورسون ويلز وفيتوريو دي سيكا ولويس
بونويل، وفاز عطيل لويلز واثنان سنتان من الأمل لريناتو كاستيلاني بالجائزة
الأولى في ذلك العام.
يعتبر المخرج الجزائري محمد لاخضر حمينة هو أول من فاز في
مهرجان كان بفيلم "رياح الأوراسي " عام 1967، الفيلم من بطولة عائشة أجوري
ومحمد شويخ، وفاز بجائزة أفضل عملا أولا
فاز لأخضر مرة أخرى في عام 1975 عندما حصل فيلم "وقائع سنين
الجمر" على السعفة الذهبية، على خلفية نضال الجزائر من أجل الاستقلال، أسر
الفيلم الجماهير بمشاعره الخام وتصويره الثابت لأمة في حالة اضطراب، الفيلم
من بطولة يورغو فوياجيس والحاج سمين محمد الصغير.
وصنع التاريخ فيلم "خارج الحياة" للمخرج مارون بغدادي في
مهرجان كان عام 1991 بفوزه بالسعفة الذهبية للفيلم القصير، التقط الفيلم
المشهد الذي مزقته الحرب في بيروت، وأظهر مشاعر وصراعات شخصياتها وسط فوضى
الصراع الأهلي.
وبعد سنوات دخل فيلم "تدخل إلهي" للمخرج الفلسطيني إيليا
سليمان المنافسة مجددا، عندما تم اختياره للتنافس على السعفة الذهبية في
عام 2002، تدور أحداثه في إطار كوميدي سريالي في الناصرة حول حياة رجل
وصديقته، يفصل بينهما حاجز في الضفة الغربية.
ذهبت السعفة الذهبية في ذلك العام إلى فيلم رومان بولانسكي
المأساوي في الحرب العالمية الثانية عازف البيانو من بطولة أدريان برودي.
بعد أربع سنوات في عام 2006 تم تقديم فيلم المخرج الجزائري
رشيد بوشارب أيام المجد الذي ينقل المشاهدون إلى شمال إفريقيا التي احتلتها
فرنسا في عام 1943، ويؤرخ محنة رجال شمال إفريقيا الذين تم تجنيدهم للقتال
ضد النازيين، وشجاعتهم -جنبا إلى جنب- مع التمييز الذي يواجهونه داخل
الجيش الفرنسي
في ذلك العام، عاد سليمان إلى مهرجان كان كعضو في لجنة
التحكيم، برئاسة المخرج هونغ كونغ وونغ كار واي. وذهبت السعفة الذهبية إلى
الريح التي تهز الشعير لكين لوتش.
أحدثت المخرجة اللبنانية نادين لبكي ضجة في مسابقة الكاميرا
الذهبية عام 2007 مع "كراميل"، حيث يتعمق الفيلم في حياة خمس نساء لبنانيات
ونضالاتهن وانتصاراتهن أثناء عملهن في صالون تجميل في بيروت.
ضمت لجنة التحكيم في ذلك العام المخرج الموريتاني عبد
الرحمن سيساكو وترأسها المخرج البريطاني ستيفن فريرز، اما الفائز بالسعفة
الذهبية كان 4 أشهر و3 أسابيع و 2 يوم للمخرج الروماني أيام مونجيو.
وفي العام التالي، أدرج فيلم المخرجة الفلسطينية آن ماري
جاسر "ملح هذا البحر" في قائمة "نظرة ما"، يتتبع الفيلم ثريا، وهي مهاجرة
فلسطينية من بروكلين وهي تشرع في رحلة لاستعادة أصول عائلتها المجمدة في
يافا.
عادت السينما العربية في عام 2015 عندما فاز فيلم "موج 98"
للمخرج علي داغر بالسعفة الذهبية للفيلم القصير، وعرض الفيلم موهبة وإبداع
جيل جديد من صانعي الأفلام بصوره الجريئة ورواية القصص المثيرة وبعد ذلك
بعام، اجتاحت فيلما هدى بن فيلم إلهيات مهرجان كان، وفازت بجائزة الكاميرا
الذهبية لأفضل فيلما روائيا أولا، وسلطت واقعية الفيلم الجريئة وأدائه
القوي الضوء على نضالات الشباب في ضواحي باريس، مما أكسبه بنيامين إشادة
واعترافا واسعين.
في عام 2017، تم ترشيح فيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية
"الجميلة والكلاب" في فئة نظرة ما، وبعد عام في عام 2018، عادت لبكي إلى
المهرجان مع "كفر ناحوم"، وهي قصة قوية عن الفقر والقدرة على الصمود تدور
أحداثها في بيروت، قصة الفيلم المفجعة وأدائه الذي لا ينسى أكسبها لبكي
جائزة لجنة التحكيم وعززت مكانتها كواحدة من أكثر المخرجين موهبة في
السينما العربية.
عادت لبكي كعضو لجنة تحكيم في نظرة ما في العام التالي،
عندما كان فيلم المخرجة المغربية مريم التوزاني الأول "آدم" أحد الأفلام
المختارة.
بالنسبة للسعفة الذهبية، عاد سليمان إلى المنافسة بفيلمه
"لابد أن تكون الجنة"، كما تنافس المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش في فيلمه
"مكتوب حبي: إنترميزو".
في عام 2020، عرض فيلم جيمي كيروز "مفاتيح مكسورة" -لأول
مرة- في المهرجان، حيث قدم منظور حول نضالات الشباب اللبناني وسط
الاضطرابات السياسية. دخل فيلم "سعاد" للمخرج أيتن أمين مسابقة الوافدين
الجدد في ذلك العام، وكان لتصويره الصادق للأنوثة والأخوة صدى لدى الجمهور.
تنافس فيلم المخرج المغربي نبيل عيوش "كازابلانكا بيتس" في
المهرجان عام 2021. يتتبع مجموعة من الموسيقيين الشباب وهم يتنقلون في
تحديات متابعة شغفهم في مجتمع يتميز بعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية.
في عام 2022، دخل فيلمان عربيان فئة "نظرة ما"- القفطان
الأزرق من المغرب للمخرج توزاني وفيلم "حمى البحر الأبيض المتوسط" للمخرج
مها حاج من فلسطين.
في العام الماضي في عام 2023، تنافست الدراما الوثائقية
"أربع بنات" لكوثر بن هنية على السعفة الذهبية، وفي ذلك العام، في قسم
"نظرة ما"، كان هناك فيلمان إقليميان: "وداعا جوليا" لمحمد كوردفاني من
السودان، وفيلم "أم كل الأكاذيب" لأسماء المدار من المغرب بحسب موقع
thenationalnews.
واليوم تقدم السعودية دور مهم في هذا القطاع العالمي بعدد
من الأفلام في الدورة الـ 77 من كان السينمائي مع -لأول مرة- في تاريخ
مهرجان كان السينمائي، حيث تشارك السينما السعودية من خلال فيلم "نورة"،
وذلك في مسابقة "نظرة ما" التي تعد ثاني مسابقات المهرجان أهمية بعد
مسابقته الرئيسة
الفيلم مدعوم من صندوق البحر الأحمر السينمائي الذي يدعم
رواية القصص والمواهب في الفن السابع. "نورة" كتبه وأخرجه وأنتجه توفيق
الزايدي، وشارك في بطولته الفنان يعقوب الفرحان، المعروف بدوره في مسلسل
"رشاش"، والوجه السينمائي الجديد ماريا بحراوي، إلى جانب الممثل البارز عبد
الله السدحان، المشهور بدوره في مسلسل "طاش ما طاش". |