ملفات خاصة

 
 
 

كلاسيكيات السينما على شاشة «ڤينيسيا»

الإقبال عليها اليوم أفضل ممّا مضى

ڤينيسيامحمد رُضا

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

داوم مهرجان «ڤينيسيا» منذ سنوات بعيدة على الاحتفاء بالأفلام التي حفرت لنفسها مكانات تاريخية وفنية راسخة. ومنذ بضعة أعوام نظّمها في إطار برنامج مستقل يحمل عنوان «كلاسيكيات ڤينيسيا».

لا يُستهان بالإقبال الجماهيري، ولا بين النقاد أيضاً، على هذه الأفلام. الجمهور المحتشد لها هو من أهم أجزاء الصورة الشاملة لما يعرضه المهرجان من أفلام (أكثر من 300 فيلم في شتى برامجه وعروضه).

ما هو خاص بالنسبة للعروض الكلاسيكية أنها عاشت ليُعاد عرضها على الشاشات الكبيرة عوض استسهال البعض بالبحث عنها في المنصات المختلفة أو على الإنترنت لمشاهدتها بأحجام صغيرة وبنسخ قد لا تكون ناصعة ومرممة كتلك التي يوفرها المهرجان للحاضرين.

منتخبات مهمّة

سبعة أفلام تستوقفنا بين منتخبات ڤينيسيا العام الحالي (27 فيلماً) هي «الليل» (La Notte) لمايكل أنجلو أنطونيوني (إيطاليا) و«الرجل الذي ترك وصيّته في فيلم» (The Man Who Put His Will on Film) لناغيسا أوشيما (اليابان)، و«انعطاف نهر» (Bend of a River) لأنتوني مان (الولايات المتحدة)، و«الحرارة الكبيرة» (The Big Heat) لفريتز لانغ (الولايات المتحدة)، و«البشرة الناعمة» (The Soft Skin) لفرانسوا تروفو (فرنسا)، و«فتاته فرايدي» (His Girl Friday) لهوارد هوكس (الولايات المتحدة)، بمنأى عنها، بيد أنها في القسم نفسه، فيلم «مارون يعود إلى بيروت» لفيروز سرحال (إيطاليا)، و«الليل» (1961) هو أحد تلك الأفلام التي تمتعت بجمهور عريض عندما أنجزه أنطونيوني في ذلك الحين. أحد أسباب نجاحه أنه على عكس فيلمه السابق لهذا الفيلم، وهو «المغامرة» (L‪’Avventura) تحدث عن موضوعه بوضوح بدل إبقائه رهينة التساؤلات كما كانت عادته. ليديا (جين مورو) متزوّجة من جيوڤاني (مارشيللو ماستروياني) وعلاقتهما الحالية تمر بفتور. يؤمّان حفلة ساهرة. هو ينجذب لامرأة أخرى (مونيكا ڤيتي)، وهي تستمتع بالحديث مع رجل آخر (بيرنهارد فيكي)، حين عودتهما للبيت يدركان بأن عليهما استعادة وحدتهما.

بنبرة مختلفة أسس الياباني ناغيسا أوشيما حكاية فيلمه «الرجل الذي ترك وصيّته في فيلم» (1970). هو دراما لغزية عن طالب لديه يملك كاميرا فيلم يسرقها منه شاب آخر. هذا السارق ينتحر. العلاقة بين ما صوّره الطالب الأول وكيف ترك تأثيره في المنتحر يمرّ بقناة من الغموض في فيلم لم يعمد أوشيما لنوعه بعد ذلك. والغموض لا يتوقف عند انتحار السارق، بل يستمر مع انتحار صاحب الكاميرا، أو احتمال ذلك لأن المخرج لم يشأ التحديد في فيلم ممنهج ليكون أقرب إلى التجريب.

تروفو وهوكس

مثّل جيمس ستيوارت حفنة من أفلام الوسترن التي أخرجها أنتوني مان و«انعطاف نهر» (1952) واحد منها. كلها جيدة بمستوى واحد من الحرفة والمهارة. الحكاية هنا هي لرجل قبل مهمّة إيصال شحنة من البضائع مقابل مال. شريكه في الرحلة (آرثر كنيدي) يميل إلى بيع البضائع لمجموعة تعرض مبلغاً كبيراً من المال لشرائها ما يسبّب التباعد بين الرجلين اللذين كانا صديقين إلى ذلك الحين. الفيلم مشحون بالمواقف الحادة والتمثيل الجيد من الجميع (بمن فيهم روك هدسون وجولي أدامز وآخرون في أدوار مساندة).

ممثلو فيلم «الحرارة الكبيرة»، ومنهم غلين فورد، ولي مارڤن، وغلوريا غراهام، جيدون كذلك في هذا الفيلم البوليسي (1953) الذي يلمع فيه فورد تحرياً قُتلت زوجته خطأ، بتفجير سيارة كان سيقودها. المسؤولية تتعارض ورغبته بالانتقام فيتخلى عن الأولى. غراهام هي المرأة التي يضربها القاتل لي مارڤن ويلقي على وجهه أبريق ماء يغلي فيشوّهها. ممتاز بين أفلام الفترة البوليسية.

ما سبق يشي بتنوّع كبير ليس في حدود اختلاف أسلوب التعبير الفني لكل فيلم، بل للكيفية التي يتحكّم فيها المخرج بمفرداته وقواعده السينمائية للوصول إلى أعلى مستوى من حسن التنفيذ.

هذا التنوّع الشديد يتوالى مع اختيار فيلم فرنسوا تروفو «البشرة الناعمة» (1964) الذي ينتمي إلى أعماله الدرامية ذات المنوال الرومانسي، يحكي قصّة ناشر يعيش حياة هانئة مع زوجته، لكن ذلك لا يمنعه من خديعتها مع مضيفة طيران التقى بها. هذا ليس من أفضل أعمال تروفو.

الفيلم السابع المختار هنا، «فتاته فرايدي» (1940) هو كوميديا. واحد من تلك الأفلام التي تميّزت بمهارة المخرج هوارد هوكس في الكتابة وفي إخراج هذه الكوميديات العاطفية. في البطولة كاري غرانت في دور الصحافي الذي يسعى لإثناء زوجته (روزيلاند راسل) عن طلب الطلاق. غرانت لديه نموذج لا يتغير في التمثيل وهو هنا يمارسه بنجاح مثالي.

العالمون سينتبهون إلى أن الحبكة ليست بعيدة عن الفيلم الكلاسيكي الآخر «الصفحة الأولى» (The Front Page) الذي أُنجز مرّتان الأولى سنة 1931 على يد لويس مايلستون، والثانية الفيلم الأشهر الذي حقّقه بيلي وايلدر سنة 1974.

في غير مكانه

«مارون يعود إلى بيروت» (2024) ليس كلاسيكياً، ما يُثير التساؤل في اختياره بهذا القسم. بالتالي هو الوحيد بين ما يرد هنا الذي لم تُتح لنا بعد مشاهدته قبل وصوله إلى هذا المهرجان. تسجيلي عن حياة وأفلام المخرج مارون بغدادي التي بدأت سنة 1975 بفيلم «بيروت يا بيروت». لم يكن فيلماً جيداً، لكن بغدادي اشتغل على نفسه وحقّق ما هو أفضل في لبنان وفرنسا.

ما تبقى ليس سهلاً الحديث عنه في المجال المحدود هذا، لكنه يحتوي على أفلام مهمّة أخرى من الهندي غيريش كاسارايڤالي («الشعائر»، 1977)، ومن روبن ماموليان «دم ورمال» (الولايات المتحدة، 1941)، ورينيه كليمو («ألعاب ممنوعة»، 1952)، وآخرين لهم باع ونجاح في تحديد هويات سينما الأمس الزاخرة.

 

####

 

شاشة الناقد: فيلم افتتاح «ڤينيسيا» 81 مبهر وموحش

ڤينيسيامحمد رُضا

BEETLEJUIC BEETLEJUICE

(وسط)

* إخراج: تيم برتون | بطولة: مايكل كيتون، كاثرين أوهارا، وينونا رايدر (خارج المسابقة، الولايات المتحدة)

يختلف جمهور اليوم عن جمهور 1988 عندما خرج ما بات الآن الجزء الأول من هذا «بيتلجوس بيتلجوس». آنذاك كان الفيلم جديداً في الفكرة والشخصيات وليس بعيداً عن موجة قصيرة المدى حين كان التلفزيون يعرض حلقات مُعادة من «عائلة أدامز» التي نُقلت إلى الشاشة الكبيرة في عام 1991، وبنجاح أيضاً.

جمهور اليوم شاهد كثيراً من الأفلام التي عنت حينها أكثر ما تعنيه للجيل الجديد، وهذا الفيلم واحد منها. يعمد إلى التركيبة نفسها، ورسم الشخصيات نفسها، بل يضيف إلى كل ذلك المزيد من الغرابة الدّاكنة والشخصيات ذات النوازع الغريبة حتى عندما تبدو كما لو كانت طيبة في مكان ما من القلب.

قبل 36 سنة لعبت ليديا (وينونا رايدر) دور فتاة صغيرة. الآن نراها كبرت ولديها برنامج تلفزيوني، لكنها ليست بالضرورة سعيدة كونها ترى أمواتاً بينهم معجب سابق يتواصل معها ذهنياً. المعجب الآتي من بعيد هو بيتلجوس (مايكل كيتُون) الذي يقرر إدخال الرّعب والتفرقة بين عائلة ليديا حال عودتها إلى البيت المهجور الذي شهد أحداث الفيلم السابق.

الفكرة وراء العودة هي الرغبة في بيع المنزل الذي ترعرعت فيه ليديا ووالدتها. لقد توفي والدها ولم يعد هناك داع للاحتفاظ بالمنزل، لكن البيت ما زال يُثير الوحشة والمخاوف وتزوره أرواح شريرة.

فكرة هذا الفيلم تصل شبه ميّتة بسبب أن الجديد المروي هنا ليس مثيراً بحد ذاته، والحكاية تتعرض لالتواءات وتقاطعات تجعل متابعة الفيلم مثل فرض مدرسي على المشاهد حِفظُه. ينتقل بلا تردد بين أحداث ومفارقات متوالية بحيث يسبب وجود كثيرٍ من الأحداث تدور في وقت واحد دون أن يجد الفيلم محوراً يجمعها ويرويها بقدر أقل من التقاطعات.

المشكلة الناتجة عن كل ذلك أن الفيلم مشغول بخطوطه القصصية المتعارضة، وعليه توفير عدد كاف من المشاهد ليوفي شخصياته حقها. هذا ما يجعل العمل أقرب إلى «استكشات» منه إلى قصّة ذات سرد متواصل.

كلّ ما سبق لا يمنع أن للفيلم نبرة كوميدية سوداء من تلك التي اشتهر بها المخرج برتون في أفلامه السابقة مثل «فرانكنويني» (Frankenweenie) 1984، و«عروس الجثة»، (Corpse Bride) 2005.

‫NONOSTANTE

(وسط)

* إخراج وبطولة: فاليريو ماستندريا | إيطاليا (مهرجان ڤينيسيا، قسم آفاق).

«بالرغم من» (أو «أشعر بتحسن»، (Feeling Better) كما عنوانه المختار للتسويق عالمياً) فيلم ثاني للمخرج المتحوّل من التمثيل فاليريو ماستندريا الذي لديه شعبية لا بأس بها في موطنه الإيطالي بين هواة الأفلام الكوميدية.

هذا الفيلم لديه اتجاهان مجتمعان: معالجة كوميدية وموضوع جاد عن النائمين في «كوما» في أحد المستشفيات.

ليس سهلاً معالجة هذا الموضوع إلّا من خلال مفتاح خاص يستطيع دخول تلك الشخصيات ورؤاهم. بطل الفيلم لوي (ماستندريا) وباقي «النائمين» ليسوا بالفعل في سبات عميق. نراهم يعيشون حياة موازية. هم في الظاهر نائمون دائمون وفي الغيب أحياء طبيعيون. وضعٌ يُشبه التقمّص كما لو أن كل واحد من هؤلاء يستغلّ سباته ليحلم بأنه ليس محكوماً عليه، وحتى حين، بالنوم المتواصل.

يقترح الفيلم أن سباتهم ذاك هو نعمة، فهم متحرّرون من مسؤوليات الحياة وواجباتها وما زالوا يستطيعون بناء حياة جديدة. لوي في الواقع يجدها فرصة فريدة للوقوع في الحب من جديد. لكن الأمور ليست دائماً كما يحب أن تكون حتى في تلك الحياة الموازية. في أحد المشاهد يتحوّل لقاؤه بالمرأة التي تعرّف إليها (تؤديها الأرجنتينية دولوريس فونزي) يتحوّل اللقاء إلى عاصفة من الجدال الغاضب. إنه أحد أفضل المشاهد أداءً.

الحبكة التي يحملها الفيلم أثقل من أن تمكّن ماستندريا من الوصول إلى نهاية الفيلم بعد 90 دقيقة من دون تعب. صعب تركيب حكاية كوميدية ودرامية معاً تدور حول حياة مزدوجة وصولاً لنهاية ذات معنى. لكن حسنة الفيلم توحيد الموضوع المطروح مع بصرياته وألوانه، ولو أن ذلك ليس كافياً للارتفاع به صوب وضع مهم على صعيد ما.

 

####

 

رسالة احتجاج من 300 فنان ضد المشاركة الإسرائيلية بمهرجان «ڤينيسيا»

ڤينيسيامحمد رُضا

وقّع 300 سينمائيّ عريضة احتجاج لإدارة مهرجان «ڤينيسيا»، المقام ما بين الـ28 من الشهر الحالي وحتى 7 سبتمبر (أيلول) المقبل بسبب استقبالها عرض فيلمين إسرائيليين في الوقت الذي أدانت فيه المحكمة العليا عمليات الإبادة التي يُنفّذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزّة والضفّة الغربية.

من الموقعين على هذه العريضة المخرج الإيطالي إنريكو برنتي والموسيقار أليساندرو بوريني والممثل نيكولو سيني والممثلتان سيمونا كاڤالاري وشيارا باشيتي. ومن العرب المخرج المعروف هاني أبو أسعد، والممثل صلاح بكري، لجانب آخرين.

وفي الواقع بدا الأمر نشازاً عرض فيلمين إسرائيليين في مهرجان «ڤينيسيا» في حين أن الأحداث لا تزال في أوجها، وأن إدارة المهرجان لم تشأ أي اشتراك روسي بسبب الحرب الأوكرانية.

الفيلمان هما «لمَ الحرب» للمخرج آموس غيتاي (معروف بأفلام تطرقت إلى موضوع العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين). فيلمه الجديد يمرّ على خلفيات الحرب القائمة وقيل إنه لا يتناولها مباشرة.

الفيلم الثاني هو الروائي «عن الكلاب والرجال» لداني روزنبيرغ، وهو فيلم روائي صُوّر على خلفية الأحداث الجارية، ومثّله فرنسيون من بينهم إيرين جاكوب، وماثيو أمالريك، وميشا لاسكوت.

لإجراءات مؤثرة تبدأ الرسالة حسب ما نشرته مجلة «ذَ هوليوود ريبورتر» في تقريرها اليوم (الخميس) بعنوان «لا تمييع فنياً في دورة مهرجان ڤينيسيا الـ81».

وتنص فقراتها على معارضة قيام المهرجان في هذا الوقت تحديداً باختيار فيلمين إسرائيليين في مسابقته بعيداً عن أخذ مجريات الوضع وقرار المحكمة العليا الدّولية بإدانة إسرائيل والإبادة الجماعية التي تقوم بها منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. تقول: «نحن الفنانون وصانعو الأفلام والعاملون في الثقافة الموقعون، نرفض تواطؤ مهرجان ڤينيسيا مع النظام العنصري (....) بعرض فيلمين إسرائيليين حُقّقا، مما يجعل المهرجان طرفاً في غسل أفعال القمع الإسرائيلية ضد الفلسطينيين».

وفي فقرة أخرى تشير الرسالة الاحتجاجية إلى أن المهرجان بقي صامتاً حيال «فظائع إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. هذا الصمت يغضبنا كثيراً (....) ندعو إلى إجراءات مؤثرة لإدانة التفرقة العنصرية الإسرائيلية بسبب جرائمها ونظام الاضطهاد الاستعماري ضد الفلسطينيين».

حتى كتابة هذه السطور لم يصدر عن المهرجان أي رد فعل أو تعليق، لكن الغالب أن رد المهرجان سيتضمّن نفي تأييده فعلياً ما يدور في غزّة والتمسّك بالتفرقة بين الفن والسياسة. وكان المهرجان تعرّض لاحتجاجات مماثلة في السابق ولو أصغر حجماً عندما عرض أفلام في دوراته القريبة السابقة لرومان بولانسكي، ووودي ألن، ولوك بيسون الذين اتُهموا بالتحرش الجنسي في مناسبات متعددة. حينها قرّر مدير المهرجان ألبرتو باربيرا أن المحكمة لم تدن أياً من هؤلاء، وأن الفن والتصرفات الشخصية أمران منفصلان في نظره.

هذا الاتهام الجديد بالتواطؤ مع إسرائيل عبر عرض فيلمين من إنتاجها هو تطوّر مختلف في هذا الصدد، وبذلك فعلى المهرجان إيجاد مبررات تتجاوز تلك التي ذُكرت سابقاً.

لا يمكن قبول أو إدانة فيلم لم يُعرض بعد ولو أن مضمون كل من هذين الفيلمين ليس مهمّاً للمُوَقعين على العريضة، ولسبب مفهوم. فيلم داني روزنبيرغ «عن الكلاب والرجال» يتمحور حول فتاة شابة تبحث عن كلبها المفقود وسط الحرب الدائرة. أما فيلم عاموس غيتاي (الذي يعدّه بعض النقاد العرب معادياً يسارياً للحكم في إسرائيل) فإن فيلمه «لمَ الحرب» (Why War)، قيل عنه إنه بصدد الخلفيات أكثر مما هو تعليق على الحاضر وإن كان ينطلق منه.

 

الشرق الأوسط في

29.08.2024

 
 
 
 
 

المؤتمر الصحفي لفيلم «ماريا» في «فينيسيا السينمائي» ..

أنجلينا جولي أمضت «سبعة أشهر»  تتدرب على غناء الأوبرا

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

تحدثت أنجلينا جولي بالتفصيل عن استعدادها لأداء دور أيقونة الأوبرا ماريا كالاس في فيلم ”ماريا“ للمخرج بابلو لاراين في المؤتمر الصحفي لمهرجان فينيسيا السينمائي، قائلة إنها تدربت لمدة ”سبعة أشهر تقريباً“.

يجمع فيلم ”ماريا“ بين لاراين والكاتب ستيفن نايت - الذي عُرض مشروعه الأخير ”سبنسر“ في فينيسيا عام 2021 - ويروي الفيلم ”قصة صاخبة وجميلة ومأساوية لحياة أعظم مغنية أوبرا في العالم، والتي أعيد تخيلها خلال أيامها الأخيرة في باريس خلال سبعينيات القرن الماضي“.

وقالت جولي عن تعلمها غناء الأوبرا: ”الجميع هنا يعلم أنني كنت متوترة للغاية“. ”لقد أمضيت ما يقرب من سبعة أشهر في التدريب لأنك عندما تعمل مع بابلو لا يمكنك أن تفعل أي شيء بنصف ما تريد. إنه يطلب منك بطريقة رائعة أن تقوم بالعمل حقًا وأن تتعلم وتتدرب حقًا.“ وأضافت جولي إنها ’لم تغنِّ أمام الجمهور‘ من قبل، مما زاد من الضغط عند تصوير مشاهد المسرح المكتظ في مسرح لا سكالا في باريس.

وتابعت : ”أتذكر أنني كنت متوترة للغاية في المرة الأولى التي غنيت فيها. كان أبنائي هناك وساعدوا في إقفال الباب حتى لا يدخل أحد غيري، وكنت مرتعشة“. ”بدأني بابلو، من باب لياقته، في غرفة صغيرة وأنهاني في لا سكالا. لذا فقد منحني الوقت لأكبر.“

وردًا على سؤال حول ضجة الأوسكار المحتملة للفيلم، قالت جولي إنها تهتم بشكل أساسي بتكريم إرث كالاس ومعجبيها.

وقالت: ”خوفي هو أن أخيب آمالهم“. ”إذا كانت هناك استجابة للعمل، فأنا ممتنة جدًا، ولكن.. لقد جئت حقًا لأهتم بها، لذلك لم أرغب في الإساءة إلى هذه المرأة.“

من جانبه، قال لاراين إنه ”لم يكن يريد أن يصنع فيلمًا مظلمًا عن حالة مأساوية“، بل عن ”امرأة قضت حياتها تغني للآخرين، وتعتني بالآخرين، وتهتم بعلاقاتها، والآن هي مستعدة للاعتناء بنفسها وإيجاد مصيرها الخاص“.

إلى جانب جولي، يشارك في بطولة فيلم ”ماريا“كل من بييرفرانشيسكو فافينو وألبا روهرواتشر وهالوك بيلجينير وكودي سميت ماكفي وستيفن آشفيلد وفاليريا جولينو.

وقد حصلت نتفليكس على حقوق توزيع فيلم ”ماريا“ في الولايات المتحدة، يوم أمس الأربعاء، ولكن لم يتم الإعلان عن موعد إطلاقه بعد.

 

####

 

ضمن فعاليات «فينيسيا السينمائي الـ 81» ..

ألفونسو كوارون وكيت بلانشيت يعرضان مسلسل «إخلاء المسؤولية»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

ألفونسو كوارون هو أول من يعترف بأنه لا يعرف كيف يصنع مسلسلاً تلفزيونياً. بل ربما يكون أكبر من أن يتعلم كيف، على حد قوله.

لقد صنع المخرج الحائز على جائزة الأوسكار الآن مسلسلًا من الناحية الفنية، وهو مسلسل ”Disclaimer“ من سبعة أجزاء على AppleTV+، والذي عُرضت أربع حلقات منه اليوم الخميس في مهرجان فينيسيا السينمائي. لكنه قام بذلك على طريقته: في صناعة الأفلام.

استناداً إلى كتاب رينيه نايت الذي يحمل نفس الاسم الصادر عام 2015، فإن ”Disclaimer“ هو مسلسل إثارة نفسي عن الصحفية والكاتبة الوثائقية كاثرين رافينسكروفت (كايت بلانشيت) التي تكتشف أنها شخصية في رواية تكشف عن سرها المظلم.

قام كل من كوارون وبلانشيت وكيفن كلاين برحلة إلى مهرجان الفيلم الإيطالي للظهور لأول مرة والتحدث عن المسلسل قبل بدء عرضه في 11 أكتوبر.

قال كوارون، مخرج أفلام من بينها ”Gravity“ و”Roma“، في مؤتمر صحفي اليوم الخميس: ”قرأت الكتاب وفي ذهني على الفور رأيت فيلمًا، لكنني لم أكن أعرف كيف أصنع هذا الفيلم“. ”كان طويلاً للغاية. لم أتمكن من صياغته على هذا النحو.“ وقال إنه لم يفكر في وقت لاحق فقط في أن الفيلم قد ينجح في شكل أطول، مستوحى من أسلافه مثل راينر فيرنر فاسبيندر وديفيد لينش وكرزيستوف كيشلوفسكي.

وقال كوارون: ”لقد كنت مفتونًا وكانت تلك هي نقطة الانطلاق“.

بدأ الكتابة وفي ذهنه اسم واحد لكاثرين: بلانشيت، خائفًا من أنها قد ترفض. لكنها لم ترفض فحسب، بل كانت هي من اقترحت كلاين لشخصية بريطانية. ويلعب ساشا بارون كوهين دور زوجها في المسلسل ويلعب كودي سميت-ماكفي دور ابنها.

وسرعان ما أدرك الجميع أن التعامل معه كفيلم وتصويره كفيلم سيستغرق وقتًا أطول بكثير من المسلسلات العادية. حتى أنه استعان باثنين من المصورين السينمائيين، إيمانويل لوبيزكي وبرونو ديلبونيل، لإضافة لغة بصرية متميزة لوجهات النظر المختلفة في القصة. استغرق الأمر كله حوالي عام.

قال كوارون: ”لقد كانت عملية طويلة حقًا“. ”وأنا أشعر حقًا بالممثلين لأنهم كانوا عالقين مع الشخصيات لفترة طويلة جدًا.“ ضحكت بلانشيت قائلة: ’ما زالوا يتعافون‘.

ستعرض الحلقات الثلاث الأخيرة يوم غدٍ الجمعة في المهرجان. وعلى الرغم من أن المهرجان معروف أكثر بعروضه الأولى للأفلام الروائية الطويلة، إلا أنه يستضيف مجموعة مختارة من المسلسلات أيضاً.

وتشمل هذه الأفلام هذا العام أيضًا فيلم السيرة الذاتية لموسوليني للمخرج جو رايت ”M: ابن القرن“ وفيلم ”السنوات الجديدة“ للمخرج رودريجو سوروجوين وفيلم ”عائلات مثلنا“ للمخرج توماس فينتربيرج.

 

####

 

تعرف على | تفاصيل «ماريا» لـ أنجلينا جولي أبرز أفلام مسابقة «فينيسيا السينمائي الـ 81

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

يشكّل عرض فيلم "ماريا" الذي يتناول المرحلة الأخيرة من حياة المغنية ماريا كالاس، أحد أبرز محطات الدورة الحادية والثمانين لمهرجان فينيسيا السينمائي، إذ يمثل هذا الفيلم مخاطرة لأنجلينا جولي التي تجسد شخصية "صوت القرن".

وتولّى إخراج العمل التشيلي بابلو لارين الذي فاز خلال الدورة الفائتة من مهرجان البندقية بجائزة أفضل سيناريو عن فيلم "إل كوندي".

وفي رصيد لارين (48 عاماً) المعروف بإنجازه أفلاماً من نوع السيرة الذاتية، أعمال عدة أبرزها "نيرودا" (عن الكاتب التشيلي بابلو نيرودا)، و"جاكي" (عن السيدة الأميركية الأولى جاكي كينيدي) و"سبينسر" (عن الأميرة ديانا) الذي عُرض خلال مهرجان فينيسيا السينمائي عام 2021 وتولّت كريستن ستيوارت دور البطولة فيه.

وقد اختار لارين هذه المرة المرحلة الأخيرة من حياة ماريا كالاس، والتي أمضتها المغنية الشهيرة في شقتها الباريسية في ظل أجواء حزينة منذ أن تركها حب حياتها صانع السفن اليوناني الشهير أرسطو أوناسيس، ليرتبط بالسيدة الأميركية الأولى السابقة جاكي كينيدي.

وقد أشاد مدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا بـ"الأداء المذهل لأنجلينا جولي" في دور المغنية التي توفيت عام 1977 جراء سكتة قلبية عن 53 عاماً.

ويشارك في العمل إلى جانب النجمة الأميركية ثلاثة ممثلين إيطاليين بارزين هم فاليريا غولينو في دور أختها، وبيارفرانشيسكو فافينو وألبا رورفاتشر في دور الخادمين اللذين بقيا بجانبها حتى موتها.

ولتجسيد شخصية المغنية التي كانت لتحتفل بعيد ميلادها المئة في (ديسمبر) 2023، اختار بابلو لارين أنجلينا جولي (49 عاماً) التي حققت عودتها الكبيرة إلى الشاشة مع فيلم "إتيرنلز" (2021) وسلسلة "ماليفيسنت" (الجزء الثالث قيد التحضير) التي تؤدي فيه دور جنية شريرة.

واستعداداً لهذا الفيلم الذي يشكّل نوعا من لعبة مرايا بين نجمتين تنتميان إلى عصرين وعالمين مختلفين، أخذت جولي دروساً في الغناء لتكون قادرة على تجسيد شخصية المغنية، وهو رهان يتّسم بجرأة كبيرة.

وكانت ماريا كالاس نجمة بارزة في عصرها، خلال مسيرتها الغنائية الاستثنائية التي أدت خلالها عروضا على أرقى المسارح، من لا سكالا في ميلانو إلى أوبرا باريس، أم لعلاقتها الغرامية المضطربة لتسع سنوات مع أوناسيس والتي حظيت بمتابعة إعلامية كبيرة.

وولدت المغنية باسم ماريا كالوغيروبولو قبل أن تصبح كالاس، وقد اتّبعت نظاماً غذائياً صارماً عام 1954 وخسرت 30 كيلوغراماً من وزنها.

وبالإضافة إلى اليونانية، لغتها الأم، كانت تتحدث الإنجليزية والفرنسية والإيطالية بشكل ممتاز.

وقد أثارت ماريا كالاس الجدل في بعض المواقف، ففي الثاني من (يناير) 1958، قالت على مسرح أوبرا روما بحضور الرئيس الإيطالي، إنها فقدت صوتها ورفضت متابعة الغناء في نهاية القسم الأول من أوبرا "نورما".

وقد نددت إدارة الأوبرا بتصرّف المغنية.

وبعد سبع سنوات أي في العام 1965، حققت نجاحاً كبيراً من خلال تأدية أوبرا "توسكا" في باريس، قبل جولة موسيقية عالمية أخيرة عام 1973.

 

####

 

عريضة احتجاج لسينمائيين يرفضون مشاركة الأفلام الإسرائيلية في مهرجان فينيسيا الـ 81

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

خلال حفل افتتاح الدورة الـ81 لمهرجان فينيسيا السينمائي، حرص عدد من الحضور على التعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وضرورة وقف المجازر التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

وظهر أحد الحضور من صناع السينما مرتدياً قميصاً يحمل عبارة "فلسطين حرة"، بينما حملت الممثلة الإيطالية علامة خشبية تحمل عبارة "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة".

كما شهدت بداية المهرجان توقيع 300 سينمائي على عريضة احتجاج ضد تجميل صورة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وعرض فيلمي "من الكلاب والرجال" (Of Dogs and Men) الذي تدور قصته على خلفية أحداث السابع من أكتوبر الماضي، والفيلم من إخراج داني روزنبرغ الذي يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية ويلصق بالشعب الفلسطيني العمليات الإرهابية في المنطقة، والفيلم الثاني هو "لماذا الحرب؟" (?Why War)، الذي أنتجته شركات إنتاج إسرائيلية تدعم الفصل العنصري والإبادة الجماعية.

وجاء في نص الرسالة: "نحن، الفنانين وصناع الأفلام والعاملين الثقافيين الموقعين أدناه، نرفض التواطؤ مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ونعارض تجميل الفن لإبادة غزة ضد الفلسطينيين في مهرجان فينيسيا السينمائي الـ81، وعرض فيلمين من إنتاج شركات إسرائيلية متواطئة".

وعبر الموقعون في رسالتهم عن غضبهم بسبب صمت مهرجان فينيسيا السينمائي بشأن الفظائع التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

وتابع الموقعون على العريضة: "وإننا كعاملين في مجال الفن والسينما في جميع أنحاء العالم، فإننا نطالب باتخاذ تدابير فعالة وأخلاقية لمحاسبة إسرائيل العنصرية على جرائمها ونظام القمع الاستعماري ضد الفلسطينيين، من غير المقبول عرض الأفلام التي تنتجها شركات إنتاج متواطئة في نظام متورط في فظائع مستمرة ضد الشعب الفلسطيني في البندقية. ولا ينبغي لمهرجان الفيلم أن يبرمج إنتاجات متواطئة في جرائم الفصل العنصري والتطهير العرقي والإبادة الجماعية، بغض النظر عن مرتكبيها، ويجب أن يمتنع عن القيام بذلك في المستقبل".

ووقع على العريضة عدد من صناع الأفلام والممثلين ومنهم المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، والفنان صالح بكري والفنانة الفلسطينية روزاليند النشاشيبي والمخرج الفلسطيني رائد أنضوني.

ومن بين الموقعين الممثل والموسيقي الأميركي شاول وليامز، والممثلة الإيطالية سيمونا كافالاري، وصانعة الأفلام الألمانية مونيكا مورير، والممثلة البرازيلية أليساندرا نيغريني.

 

####

 

نظرة أولى | «ماريا» عودة طموحه لأنجلينا جولي للمنافسة على أوسكار 2025

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

«ماريا»، الفيلم الجديد للمخرج التشيلي بابلو لارين، الذي تلعب فيه أنجلينا جولي دور مغنية الأوبرا الأسطورية ماريا كالاس، وعُرض ضمن مسابقة «فينيسيا السينمائي الـ 81»، هو أكثر أدوارها طموحاً منذ زمن بعيد، ومع ذلك لا يبدو الدور وكأنه عودة إلى الظهور بقدر ما هو مشروع تم بناؤه حول حضورها المحجوب استراتيجياً.

يأتي الدور مصحوبًا بكل أنواع التفاصيل التي تعد بمثابة بشائر بشرعيته، مثل حقيقة أن جولي قضت شهورًا في التدريب على غناء الأوبرا، حيث يمتزج صوتها الحقيقي بصوت كالاس الشهير كلما أدت شخصيتها.

وعلى الرغم من ذلك، هناك شيء ما غير دافع لأي مخاطرة فيما تفعله جولي على الشاشة، وهو مستوى من الإزالة يجعلها تبدو وكأنها تلعب دور امرأة تؤدي دور ماريا كالاس. بعض جوانب ذلك مقصود - ماريا هي الجزء الأخير في ثلاثية لارين التي بدأت مع ناتالي بورتمان في دور جاكي أوناسيس في فيلم «جاكي» واستمرت مع كريستين ستيوارت في دور الأميرة ديانا في فيلم «سبنسر»، وعلى الرغم من أنه أضعف الأجزاء الثلاثة، إلا أنه، مثل الأجزاء السابقة، يدور حول صناعة الصورة بقدر ما يدور حول المرأة الأيقونية في مركزه.

ماريا، التي تعيش في باريس في نهاية حياتها، لم تغني على المسرح منذ سنوات لكنها لا تزال لا تستطيع التوقف عن الأداء - سواء كان ذلك من خلال غناء أغنية في المطبخ لمدبرة منزلها برونا (ألبا روهرواخر) أو من خلال أداء دور المغنية لصحفي تلفزيوني (كودي سميت ماكفي) الذي هو في الواقع هلوسة متخيلة.

تتلاعب أفلام لارين الثلاثة بفكرة الصورة كسلطة وسجن في الوقت نفسه، معترفةً بمدى سخافة المشكلة التي يجب أن تصارعها، وفي الوقت نفسه تحاول التعامل معها بالجدية التي تتطلبها موضوعاتها، لكن ماريا تواجه أصعب الأوقات في العثور على هذا التوازن والتوفيق بين الجدية التي تريدها من موضوعها وبين إصرارها على أنها قضت معظم حياتها في محاولة إرضاء من حولها.

يتنقل الفيلم بين العروض المسرحية المصغرة التي تشكل يوميات ماريا في عام 1977 وتلك التي قدمتها في الماضي على المسرح، ولكن لا يوجد شيء وراء هذه العروض، ولا يوجد جوهر جسدي للشخصية تحت الأزياء المسرحية والملابس اليومية الأكثر فخامة.

السيناريو الأرجواني للعمل كتبه ستيفن نايت كما لو أن كل سطر لم يكن المقصود منه أن يُقال كجزء من مشهد بل أن يُبرز في إعلان نهائي.

ما الذي تناولته؟“ يتساءل فيروتشيو (بييرفرانشيسكو فافينو) - خادم ماريا ورفيقها الدائم الآخر إلى جانب برونا - عندما يحاول مراقبة استهلاك ماريا للحبوب المخدرة. فترد عليه قائلة: ”لقد أخذت حريتي، طوال حياتي، وأخذ العالم حريته معي“.

وعندما يتمكن فيروتشيو من ترتيب زيارة لماريا للطبيب الذي كانت تتجنبه، يخبرها هذا الطبيب مطمئناً أنه ”بحاجة إلى إجراء محادثة معها حول الحياة والموت، والعقل والجنون“.

هل ماريا مجنونة؟، من المؤكد أنها في حالة من الفوضى، تتأرجح خارجة عن سيطرة مساعدتها المنزلية الحنونة، حيث تتخيل مقابلة مع سميت ماكفي، كما تحاول إعادة اكتشاف صوتها بمساعدة عازف البيانو (ستيفن آشفيلد) الذي قد يكون هو الآخر من نسج خيالها.

ومع ذلك، يظل فيلم ”ماريا“ شديد الحساسية مع شخصيته الرئيسية، وكذلك الممثلة التي تلعب دورها، غير راغب في الاعتراف بأنه قد يكون هناك شيء ممتع بقدر ما هو مأساوي في مشهد نجمة أوبرا تمزق غرفة ملابسها بحثًا عن بعض الكواليس الأخيرة.

تبدو جولي مذهلة في الفيلم، مع عظام الوجنتين الزاويتين والمعاطف المنزلية المزركشة، كما تبدو رائعة في تسريحة عين القطة وخوذة النحل في ذكريات الماضي بالأبيض والأسود لعلاقتها الرومانسية مع أرسطو أوناسيس (هالوك بيلجينر).

وتبدو أيضًا ماريا مذهلة، حيث أعطى المصور السينمائي إدوارد لاشمان باريس السبعينيات مظهرًا دقيقًا لبطاقة بريدية عتيقة، وقام لارين بتصوير رحلات خيالية تتضمن ظهور جوقات من بين الحشود في ساحة تروكاديرو وفرق الأوركسترا التي تجلس على الدرج تحت المطر.

ولكن على الرغم من الجهد الواضح الذي بُذل في صناعة فيلم ”ماريا“، وهو مبني حول أداء يُفترض أن يكون موضع إشادة لشجاعته، لكن بالفعل لا يوجد مشهد مميز يمكن المخاطرة به ليكون فارقاً، وإن كانت أنجلينا جولي حجزت بدورها في هذا الفيلم مكاناً للمنافسة في أوسكار 2025.

 

####

 

النجوم يتجاهلون الصحافة ويثيرون الاحتجاجات في «فينيسيا السينمائي الـ 81»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

مهرجان فينيسيا السينمائي هذا العام هو الأكثر ازدحاماً بالنجوم في دورته الحديثة.

وقائمة نجوم الصف الأول على السجادة الحمراء في ليدو - براد بيت وجورج كلوني وأنجلينا جولي ونيكول كيدمان وكيت بلانشيت وجينا أورتيجا ودانيال كريغ وجواكين فينيكس وليدي غاغا - تحير العقل.

لكن الصحفيين السينمائيين الدوليين الذين يحضرون المهرجان هذا العام يشتكون من إبعادهم عن هذه الوليمة التي يشارك فيها المشاهير، حيث تمنع الاستوديوهات ووكلاء العلاقات العامة الوصول إلى النجوم لإجراء مقابلات صحفية.

القليل من كبار الشخصيات البارزة في مهرجان فينيسيا هذا العام يجرون مقابلات صحفية دولية أو يشاركون في ”لقاءات صحفية“ حيث يقوم فريق عمل الفيلم بإجراء مقابلات مع صحفيين من وسائل الإعلام الدولية.

بيت وجولي وكلوني وغيرهم الكثير سيشاركون فقط في المؤتمر الصحفي الرسمي للمهرجان ولا شيء آخر.

وبالنسبة للصحفيين السينمائيين الدوليين، ومعظمهم من الكتاب المستقلين، فإن ”سياسة عدم إجراء مقابلات“ - حيث لا يمكن للصحفيين أن يصرخوا بأسئلة للنجوم على السجادة الحمراء على أمل الحصول على مقطع صوتي قصير - تعني عدم إجراء مقابلات حصرية لبيعها لصحفهم الإقليمية أو مواقع الإنترنت أو البرامج التلفزيونية والإذاعية.

يقول ماركو كونسولي، وهو صحفي أفلام إيطالي مستقل: ”إنها كارثة“. ”نحن نعيش على هذه المقابلات مع الأسماء الكبيرة، وهذا يدفعنا للمجيء إلى هنا وتغطية الأفلام المستقلة الأصغر حجماً أيضاً.“

أحد الاستثناءات الرئيسية لقاعدة عدم وجود مقابلات حصرية هو فيلم ’جوكر‘ من إنتاج وارنر بروس، وهو الجزء الثاني المرتقب بشدة من فيلم تود فيليبس، حيث سيقوم كل من النجمين خواكين فينيكس وليدي غاغا بإجراء مقابلات صحفية دولية مكثفة في فينيسيا.

ونشرت مجموعة من أكثر من 50 صحفيًا من صحفيي المهرجانات السينمائية الدولية يوم أمس الخميس رسالة مفتوحة احتجاجًا على ”سياسة عدم إجراء مقابلات“. ونُشرت الرسالة على مجموعة صحفيي المهرجانات السينمائية الدولية على فيسبوك، والتي تضم أكثر من 700 عضو من بينهم أيضاً مسؤولي دعاية سينمائية ومبرمجي المهرجانات.

وجاء في الرسالة : "هذا العام في مهرجان فينيسيا لن تجري أي مقابلات للنجوم مع الصحافة، وهذا القرار، يضع فئة كاملة من الصحفيين، خاصة المستقلين منهم، في خطر، وهم الذين غالبًا ما يساعدون بعملهم الشغوف والدؤوب في نجاح الأفلام، ويمنحون صوتًا ومكانة للمخرجين والممثلين، ويساهمون في إشعال النقاش حول المشاريع التي تهدف إلى الحصول على جوائز الأوسكار والغولدن غلوب وغيرها من الجوائز المرموقة".

 

####

 

نيكول كيدمان وأنطونيو بانديراس ينافسان بـ «بيبي غيرل» في مسابقة «فينيسيا السينمائي»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

عادت نيكول كيدمان إلى مهرجان فينيسيا السينمائي لحضور العرض العالمي الأول لفيلم (Babygirl ـ بيبي غيرل) مساء اليوم الجمعة.

وعند وصولها إلى المهرجان بالتاكسي المائي، وقفت للمصورين على الرصيف تحت أشعة الشمس الحارقة قبل أن تشق طريقها إلى مؤتمر صحفي. وقد ارتدت كيدمان فستاناً أسود متوسط الطول من بوتيغا فينيتا بأكمام قصيرة وياقة عميقة على شكل حرف V.

وتدور أحداث الفيلم الدرامي المثير حول مديرة تنفيذية قوية تعرض حياتها المهنية والعائلية للخطر من خلال إقامة علاقة غرامية مع متدرب أصغر منها سناً.

صُنِع فيلم ”بيبي غيرل“ من قبل المخرجة هالينا راين التي استوحت الفيلم من حبها لأفلام الإثارة الجنسية لمخرجين مثل بول فيرهوفن وأدريان لين.

ويلعب أنطونيو بانديراس دور زوج شخصية كيدمان، بينما يلعب هاريس ديكنسون دور المتدرب، وكتبت راين في بيان مخرجة الفيلم: ”تسمح العلاقة الغرامية في قلب فيلم ’Babygirl‘ لرومي وصموئيل بالتعبير عن حيرتهما حول السلطة والجنس والعمر والتسلسل الهرمي والغريزة البدائية، وعلى الرغم من طبيعته المحظورة، إلا أن متعة هذا الاستكشاف هي متعة التحرر وحتى الشفاء.“

وقالت نيكول كيدمان في المؤتمر الصحفي للفيلم: ”يدور ”بيبي غيرل“ حول الرغبة، والأفكار الداخلية، والزواج، والحقيقة، والسلطة، والموافقة. إنها قصة تحرر المرأة من خلال وجهة نظر هالينا راين التي كتبته وأخرجته. لقد كان عميقا وحرا للغاية أن أكون بين يديها، لقد شعرت بالاهتمام الشديد، وفي الواقع كنا جميعا نحمي بعضنا البعض بشكل كبير، وفي نفس الوقت شعرت بأن الديناميكية حقيقية. أنا فخورة بأن تتم دعوتي في مهرجان فينيسيا حيث تُصنع السينما أخيرًا بقيادة نسائية.“

يُعرض فيلم ”بيبي غيرل“ في مسابقة مهرجان فينيسيا إلى جانب أفلام مثل ”ماريا“ و”الغرفة المجاورة“ و”كوير“ و"جوكر2"، وسيتم الإعلان عن الفائزين في 7 سبتمبر.

جاءت كيدمان إلى فينيسيا قبل 25 عامًا بفيلم آخر مثير: فيلم ”Eyes Wide Shut“ للمخرج ستانلي كوبريك. ولكن حتى مع وجود سيرة ذاتية مليئة بالأعمال التي تتخطى الحدود والمثيرة والصعبة، لا يزال لديها بعض التوتر بشأن هذا الفيلم.

ستطلق شركة A24 فيلم ”بيبي غيرل“ في دور العرض يوم 25 ديسمبر.

 

موقع "سينماتوغراف" في

29.08.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004