ملفات خاصة

 
 
 

بيتلجوس.. بيتلجوس”.. فيلم الافتتاح في مهرجان فينيسيا الـ81

أمير العمري- فينيسيا

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

تكاد معظم مهرجانات السينما العالمية تتبع نهجا موحدا في اختيار فيلم الافتتاح، فعادة ما يكون الفيلم من “أفلام التسلية”، ولا عيب في ذلك شريطة أن يكون عملا جديدا ينقل السينما نقلة نوعية إلى الأمام، أو يكون معبرا عما وصلت إليه السينما في زمانه.

ولابد أن هذا كان ماثلا في أذهان المدير الفني لمهرجان فينسيا السينمائي، ألبرتو باربيرؤا، عندما وقع اختياره على الفيلم الأمريكي الجديد “بيتلجوس.. بيتلجوس” Beetlejuice Beetlejuice أو الشبح المخادع” كفيلم افتتاح للدورة الـ81 من المهرجان.

الفيلم بمثابة عودة للمخرج الكبير تيم بيرتون، إلى عالمه الخيالي السحري، الذي يمزج فيه بين الكوميديا والرعب، ويطلق العنان لكل ما في مخيلته من ألاعيب وحيل وابتكارات فنية بصرية، بل ويمزج أيضا بين التصوير الحي والأنيماشن، في جزء ثانٍ أو “تكملة” للفيلم الذي كان السبب في شهرته قبل 36 عاما أي فيلم “بيتلجوس” (1988).

كان الفيلم القديم فاتحة سلاسل من أفلام باتمان كما تحول أيضا إلى عمل من أفلام التحريك وعرض مسرحي حقق نجاحا كبيرا في وقته. ولكن هل هناك ضمانات أن يتكرر النجاح من خلال نفس الشخصيات بعد مرور السنين؟

تيم بيرتون يستعيد الأفكار الأساسية في الفيلم السابق: فكرة الشخصية الشريرة أو الشبح المخيف الذي يمكنك استدعاءه لو كررت اسمه ثلاث مرات، وهو يستطيع أن يفعل المعجزات، ويقدم لك ما لا يمكنك تصوره كما لو كان شيطانا منفردا بالعالم السفلي، ولكن له أيضا شروطه التي قد تسحقك. ومنها أيضا فكرة العلاقة بين عالم الأحياء وعالم الموتى، باعتبار العالمين متجاوران، وأن الموتى يتجسدون في هيئة أشباح حلا نراها لكنهم يروننا، لكن “ليديا” هي الوحيدة التي يمكنها أن ترى الأشباح وتخاطبهم. وكانت هي بطلة الفيلم القديم من خلال أداء الممثلة وينونا رايدر، التي تعود إلى الفيلم الجديد في نفس الدور ولكن بعد أن أصبحت لديها الآن ابنة هي “أستريد” (تقوم بدورها جينا أورتيجا)، وهي ابنة متمردة رافضة.

وبينما أصبحت ليديا الآن تقدم برنامجا في التليفزيون عن تلك الأرواح والأشباح التي يمكنها التواصل معها، ترفض أستريد تصديق هذا وتعتبر أنه كله من نوع اللغو والخرافات.

 طبعا هذا الرفض سينتهي سريعا إلى الإيمان بالعكس، عندما تتجسد الأشباح بالفعل أمام أستريد، ويظهر الموتى من عالمهم بل وتنتقل أستريد نفسها إلى العالم الآخر، عن طريق خدعة من جانب شاب أوهمها بحبه لها، لكنه كان مجرد شبح، يستولي على حياتها ويدفع بها الى عالم الأموات حيث ترى أباها الذي نعرف من نقبل انه مات في حادث غرق في نهرا الأمازون وهو يعمل من أجل مكافحة التلوث البيئي.

يعود نفس الممثل الذي سبق له القيام بدور بيتلجوس، وهو مايكل كيتون، إلى القيام بالدور نفسه، ولكن رغم قدراته السحرية الخارقة لديه نقطة ضعف، فهو يهرب باستمرار من مطاردة شبح زوجته الشريرة التي تقوم بدورها الفاتنة الايطالية مونيكا بيلوتشي.

وبينما تستعد ليديا للزواج من “روي” الذي يوهمها بحبه لها وفي الحقيقة يريد الاستيلاء على أموالها وما تحققه من نجا مالي كبير، يريد الشبح بيتلجوس أن يتزوجها ويضع هذا شرطا لكي ينقذ ابنتها أستريد ويعيدها إلى الحياة.

وليديا لديها زوجة أب تقوم بدورها كاثرين أوهارا، تصدم لوفاة زوجها الذي هو والد ليديا وجد أستريد، في حادث تحطم طائرة، لكنه لا يموت جراء الحادث نفسه بل عندما يهاجمه أحد أسماك القرش ويلتهمه بعد أن كان يتأهب للخروج من مياه البحر التي سقطت فيعا الطائرة، وهو المشهد الطويل الذي نشاهده من خلال “التحريك”!

وهناك ضابط شرطة أو بالأحرى ممثل سينمائي يلعب دور الضابط يطارد الشبح بيتلجوس يريد أن يقبض عليه. وهناك العديد من الشخصيات الأخرى والمواقف التي تشبه مجموعة مفككة من الاسكتشات التي يتلاعب فيها تيم بيرتون بالشريط الصوت، ويستخدم الأغاني والمؤثرات المضخمة والتداخل بين الأصوات، والمؤثرات البصرية واستخدام الصور المولدة عن طريق الكومبيوتر CGI، ويدخل أيضا فكرة “الميديا” الجديدة والهواتف المحمولة وهي الفكرة التي أصبحت من القوالب المتكررة في كثير من الأفلام الحديثة التي ترغب في اجتذاب الشباب.

ومعظم مشاهد النصف الأول من الفيلم تدور في منزل الأشباح الذي ورثته ديليا وهو الذي كان موطن أحداث الفيلم القديم، لكن بيرتون ينتقل فيما بعد إلى عالم الأموات، وإلى ما يسميه قطار الأرواح الذي ينقل الأرواح بين العالمين، ويصور في مشاهد سيريالية، الجنة والجحيم.

والمشكلة الواضحة في الفيلم تتمثل في غياب الحبكة بشكل فادح، بحيث يصبح الفيلم كما أشرت من قبل، مجموعة من المشاهد المتفرقة والشخصيات التي تخدم فكرة أكثر من كونها شخصيات قريبة من عالمنا، فكلها شخصيات كرتونية مصنوعة، وحواراتها ممطوطة، وثرثراتها لا تنتهي. ويجاهد الممثلون جميعا في افتعال الحركات التي يتصورون أنها من الممكن أن تثير الضحك، خصوصا وأن الفيلم يستخدم كثيرا ما يعرف بالإفيهات أو العبارات التي ترمي إلى الإضحاك لما فيها من مفارقات، لكنها لم تعد تضحك أحدا.

بدا لي دور وليم دافو زائدا عن الحاجة، خصوصا أن المشاهد التي يظهر فيها لا تتسق مع سياق السرد في الفيلم، كما أنها مشاهد ثقيلة الوطأة أيضا. والحقيقة أن أداء مايكل كيتون نفسه يبدو أيضا نمطيا وغير فعال في توليد الضحك، إنه يتخذ شكل مهرج السيرك ولكن من دون براعة السرك وفلسفته بالطبع.

وشخصيا وجدت أن اختيار جينا أورتيجا في دور أستريد، غير موفق، سواء من حيث الشكل أو الأداء بل إنها تتميز بثقل ظل واضح وعدم انسجام مع باقي الطاقم.

استقبال عرض الافتتاح كالعادة في مثل هذه العروض الاحتفالية، قوبل بالتصفيق والإعجاب من قبل جمهور متعكش لرؤية مجموعة النجوم المشاركين في الفيلم بعد أن عانى المهرجان العام الماضي من غياب الكثير من النجوم بسبب إضراب الممثلين في هوليوود، لكنهم حاضرون هذه السنة بكامل طاقتهم ولياقتهم.

لم أفهم حتى الآن معنى اختيار اسم “بيتلجوس” Beetlejuice الذي يعني في الترجمة الحرفية “عصارة الخنفس”، فهو ابتكار لشيء لا وجود له ولا معنى له ولا يمكن أن يخيف أحدا!

 

####

 

احتجاج سينمائي على المشاركة الإسرائيلية في مهرجان فينيسيا

فينيسيا/ عين على السينما

قالت مجلة هوليوود ريبورتر إنه مع افتتاح الدورة الـ81 من مهرجان فينيسيا السينمائي، وقع 300 سينمائي على عريضة احتجاج ضد تجميل صورة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وعرض فيلمي “عن الكلاب والرجال” (Of Dogs and Men) الذي تدور قصته على خلفية أحداث السابع من أكتوبر الماضي، والفيلم من إخراج داني روزنبرغ الذي يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية ويلصق بالشعب الفلسطيني العمليات الإرهابية في المنطقة، والفيلم الثاني هو “لماذا الحرب؟ للمخرج آموس جيتاي، (Why War)، الذي قيل إنه من إنتاج شركة إسرائيلية تدعم الفصل العنصري والإبادة الجماعية.

وجاء في نص الرسالة: “نحن، الفنانين وصناع الأفلام والعاملين الثقافيين الموقعين أدناه، نرفض التواطؤ مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ونعارض تجميل الفن لإبادة غزة ضد الفلسطينيين في مهرجان فينيسيا السينمائي الـ81، وعرض فيلمين من إنتاج شركات إسرائيلية متواطئة”.

وعبر الموقعون في رسالتهم عن غضبهم بسبب صمت المهرجان السينمائي بشأن الفظائع التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

وتابع الموقعون على العريضة: “وإننا كعاملين في مجال الفن والسينما في جميع أنحاء العالم، فإننا نطالب باتخاذ تدابير فعالة وأخلاقية لمحاسبة إسرائيل العنصرية على جرائمها ونظام القمع الاستعماري ضد الفلسطينيين، من غير المقبول عرض الأفلام التي تنتجها شركات إنتاج متواطئة في نظام متورط في فظائع مستمرة ضد الشعب الفلسطيني في فينيسيا. ولا ينبغي لمهرجان الفيلم أن يبرمج إنتاجات متواطئة في جرائم الفصل العنصري والتطهير العرقي والإبادة الجماعية، بغض النظر عن مرتكبيها، ويجب أن يمتنع عن القيام بذلك في المستقبل”.

ووقع على العريضة عدد من صناع الأفلام والممثلين ومنهم المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، والفنان صالح بكري والفنانة الفلسطينية روزاليند النشاشيبي والمخرج الفلسطيني رائد أنضوني.

ومن بين الموقعين الممثل والموسيقي الأميركي شاول وليامز، والممثلة الإيطالية سيمونا كافالاري، وصانعة الأفلام الألمانية مونيكا مورير، والممثلة البرازيلية أليساندرا نيغريني.

 

موقع "عين على السينما" في

29.08.2024

 
 
 
 
 

300 فنان يعارضون مشاركة إسرائيل في «فينيسيا»

اتهموا المهرجان بـ«التواطؤ مع النظام العنصري»

فينيسيامحمد رُضا

احتج 300 سينمائيّ لدى إدارة مهرجان «فينيسيا»، المقام ما بين الـ28 من الشهر الحالي والـ7 من سبتمبر (أيلول) المقبل، بسبب عرض فيلمين إسرائيليين في ظل الإدانات الدولية لعمليات الإبادة التي يُنفّذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزّة والضفّة الغربية.

ووقع المحتجون عريضةً بهذا الشأن، ومنهم المخرج الإيطالي إنريكو برنتي، والموسيقار أليساندرو بوريني، والممثل نيكولو سيني، والممثلتان سيمونا كافالاري وشيارا باشيتي. ومن العرب المخرج المعروف هاني أبو أسعد، والممثل صلاح بكري، إلى جانب آخرين.

وجاء في العريضة: «نحن الفنانين وصانعي الأفلام والعاملين في الثقافة الموقعين، نرفض تواطؤ مهرجان فينيسيا مع النظام العنصري (....) بعرض فيلمين إسرائيليين». وفي فقرة أخرى، تشير العريضة إلى أن المهرجان بقي صامتاً حيال «فظائع إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني}.

 

####

 

رسالة احتجاج من 300 فنان ضد المشاركة الإسرائيلية بمهرجان «ڤينيسيا»

ڤينيسيامحمد رُضا

وقّع 300 سينمائيّ عريضة احتجاج لإدارة مهرجان «ڤينيسيا»، المقام ما بين الـ28 من الشهر الحالي وحتى 7 سبتمبر (أيلول) المقبل بسبب استقبالها عرض فيلمين إسرائيليين في الوقت الذي أدانت فيه المحكمة العليا عمليات الإبادة التي يُنفّذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزّة والضفّة الغربية.

من الموقعين على هذه العريضة المخرج الإيطالي إنريكو برنتي والموسيقار أليساندرو بوريني والممثل نيكولو سيني والممثلتان سيمونا كاڤالاري وشيارا باشيتي. ومن العرب المخرج المعروف هاني أبو أسعد، والممثل صلاح بكري، لجانب آخرين.

وفي الواقع بدا الأمر نشازاً عرض فيلمين إسرائيليين في مهرجان «ڤينيسيا» في حين أن الأحداث لا تزال في أوجها، وأن إدارة المهرجان لم تشأ أي اشتراك روسي بسبب الحرب الأوكرانية.

الفيلمان هما «لمَ الحرب» للمخرج آموس غيتاي (معروف بأفلام تطرقت إلى موضوع العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين). فيلمه الجديد يمرّ على خلفيات الحرب القائمة وقيل إنه لا يتناولها مباشرة.

الفيلم الثاني هو الروائي «عن الكلاب والرجال» لداني روزنبيرغ، وهو فيلم روائي صُوّر على خلفية الأحداث الجارية، ومثّله فرنسيون من بينهم إيرين جاكوب، وماثيو أمالريك، وميشا لاسكوت.

لإجراءات مؤثرة تبدأ الرسالة حسب ما نشرته مجلة «ذَ هوليوود ريبورتر» في تقريرها اليوم (الخميس) بعنوان «لا تمييع فنياً في دورة مهرجان ڤينيسيا الـ81».

وتنص فقراتها على معارضة قيام المهرجان في هذا الوقت تحديداً باختيار فيلمين إسرائيليين في مسابقته بعيداً عن أخذ مجريات الوضع وقرار المحكمة العليا الدّولية بإدانة إسرائيل والإبادة الجماعية التي تقوم بها منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. تقول: «نحن الفنانون وصانعو الأفلام والعاملون في الثقافة الموقعون، نرفض تواطؤ مهرجان ڤينيسيا مع النظام العنصري (....) بعرض فيلمين إسرائيليين حُقّقا، مما يجعل المهرجان طرفاً في غسل أفعال القمع الإسرائيلية ضد الفلسطينيين».

وفي فقرة أخرى تشير الرسالة الاحتجاجية إلى أن المهرجان بقي صامتاً حيال «فظائع إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. هذا الصمت يغضبنا كثيراً (....) ندعو إلى إجراءات مؤثرة لإدانة التفرقة العنصرية الإسرائيلية بسبب جرائمها ونظام الاضطهاد الاستعماري ضد الفلسطينيين».

حتى كتابة هذه السطور لم يصدر عن المهرجان أي رد فعل أو تعليق، لكن الغالب أن رد المهرجان سيتضمّن نفي تأييده فعلياً ما يدور في غزّة والتمسّك بالتفرقة بين الفن والسياسة. وكان المهرجان تعرّض لاحتجاجات مماثلة في السابق ولو أصغر حجماً عندما عرض أفلام في دوراته القريبة السابقة لرومان بولانسكي، ووودي ألن، ولوك بيسون الذين اتُهموا بالتحرش الجنسي في مناسبات متعددة. حينها قرّر مدير المهرجان ألبرتو باربيرا أن المحكمة لم تدن أياً من هؤلاء، وأن الفن والتصرفات الشخصية أمران منفصلان في نظره.

هذا الاتهام الجديد بالتواطؤ مع إسرائيل عبر عرض فيلمين من إنتاجها هو تطوّر مختلف في هذا الصدد، وبذلك فعلى المهرجان إيجاد مبررات تتجاوز تلك التي ذُكرت سابقاً.

لا يمكن قبول أو إدانة فيلم لم يُعرض بعد ولو أن مضمون كل من هذين الفيلمين ليس مهمّاً للمُوَقعين على العريضة، ولسبب مفهوم. فيلم داني روزنبيرغ «عن الكلاب والرجال» يتمحور حول فتاة شابة تبحث عن كلبها المفقود وسط الحرب الدائرة. أما فيلم عاموس غيتاي (الذي يعدّه بعض النقاد العرب معادياً يسارياً للحكم في إسرائيل) فإن فيلمه «لمَ الحرب» (Why War)، قيل عنه إنه بصدد الخلفيات أكثر مما هو تعليق على الحاضر وإن كان ينطلق منه.

 

####

 

«البحر الأحمر السينمائي» تشارك في مهرجان البندقية بـ4 أفلام

جدّدت شراكتها مع برنامج «فاينل كت» للعام الثالث

البندقية: «الشرق الأوسط»

تواصل «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» حضورها بالمهرجانات الدولية من خلال مشاركتها في الدورة الواحدة والثمانين من مهرجان البندقية السينمائي بين 28 أغسطس (آب) و7 سبتمبر (أيلول) 2024، وذلك عبر 4 أفلام حظيت بدعم «صندوق البحر الأحمر».

وتشمل قائمة الأفلام المشاركة فيلم «عائشة» للمخرج التونسي مهدي البرصاوي، الذي سيُعرض ضمن قسم «أوريزّونتي» المرموق، وكان قد حصد جائزة سوق البحر الأحمر في الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، بينما سيُعرض فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» لمخرجه المصري خالد منصور ضمن «أوريزّونتي إكسترا» في إنجاز جديد للسينما المصرية، التي تعود إلى منافسات مهرجان البندقية بعد 10 سنوات من الانقطاع، وهو أيضاً أحد الأفلام المختارة ضمن برنامج «اللودج» التابع لمعامل البحر الأحمر لعام 2021، كما حظي بدعم الصندوق عام 2023.

وسيعرض فيلم «عائشة لا تستطيع الطيران» للمخرج المصري مراد مصطفى، و«حتى بالعتمة بشوفك» للبناني نديم تابت، ضمن مبادرة «فاينل كت» التي تدعمها المؤسسة للعام الثالث على التوالي، عبر جائزة مالية قدرها 5000 يورو، تُمنح للفيلم الفائز في مرحلة ما بعد الإنتاج. كما سيُعرض فيلم «سودان يا غالي» للمخرجة التونسية الفرنسية هند المدب، ومن شمال شرقي آسيا فيلم «قتل حصان منغولي» للمخرجة الصينية شياوشوان جيانغ، ضمن قسم «جورنات دجلي أوتوري».

وعلى هامش مهرجان البندقية، تواصل المؤسسة للعام الرابع على التوالي دعمها لحفل «أمفار» الخيري، بقيادة جمانا راشد الراشد، رئيسة مجلس الأمناء، إلى جانب شخصيات أخرى بارزة في الصناعة السينمائية. من بينهم: أكيلي بوريولي، ويليم دافو، ماتيو فانتاشيوتي، أليخاندرا غيري، أندريه جيلوت، هاري غوودوينز، تي رايان غرينوالت، لوسيان لافيسكونت، جوليان لينون، توني مانسيلا، كيفين مكلاتشي، كاثرين أوهارا، فين روبرتي، كارولين شوفيله، ديفيد تايت، أمير أوريار، وجون واتس.

من جانبها، قالت جمانا الراشد: «إن المؤسسة فخورة بدعمها 4 أفلام استطاعت الوصول إلى مهرجان دولي عريق مثل (البندقية السينمائي)، ما يجسّد قوة وأهمية السينما التي تنتجها منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا»، مشيرة إلى حرص المؤسسة على الاستمرار في دورها الداعم للإبداع والتنوّع الفكري والثقافي، ولا سيما أنها توسّعت هذا العام نحو آسيا عبر الدعم الذي قدّمته للمخرجة الصينية شياوشوان جيانغ.

ونوّهت الراشد إلى أهمية استمرار الشراكة مع برنامج «فاينل كت»، التي أثمرت حتى الآن مشروعين سينمائيين مبدعين لصنّاع أفلام موهوبين من جميع أنحاء المنطقة.

وتُقدم مبادرة «فاينل كت»، التي تدعمها المؤسسة على هامش «مهرجان البندقية»، منذ عام 2013، دعماً للأفلام من قارّة أفريقيا، ودول من الشرق الأوسط، هي العراق، ولبنان، وفلسطين، وسوريا.

وتأتي المبادرة ضمن برنامج «جسر البندقية للإنتاج»، أحد برامج مهرجان البندقية السينمائي، بإشراف ألبرتو باربيرا، وتنظيم «لا بينالي دي فينيسيا». ويتيح الفرصة لتقديم الأفلام التي لا تزال قيد الإنتاج إلى محترفي السينما الدوليين، لتسهيل مرحلة ما بعد الإنتاج، والوصول إلى أسواق الأفلام الدولية بسلاسة.

ويمتدّ البرنامج لـ3 أيام من الأنشطة والفعاليات بين 1 و3 سبتمبر 2024، في ليدو البندقية، حيث تُعرض مجموعة أفلام أمام نخبة من المنتجين والموزّعين ومبرمجي المهرجانات السينمائية.

يشار إلى أن «صندوق البحر الأحمر السينمائي» دعم منذ تأسيسه عام 2021 أكثر من 250 مشروعاً سينمائياً من العالم العربي وأفريقيا وآسيا، وأطلق مبادرات لدعم رواية القصص وصناعة السينما بالمنطقة.

 

الشرق الأوسط في

29.08.2024

 
 
 
 
 

Maria.. وهل حياة المشاهير سوى احتضار حزين؟

فينيسيا -عصام زكريا*

في المشاهد الأخيرة من فيلم Maria، إخراج بابلو لارين وبطولة أنجلينا جولي، والذي يتناول حياة مغنية الأوبرا الأشهر ماريا كالاس، تتوالى عناوين الفيلم على سلسلة من اللقطات المتداخلة لماريا الحقيقية والشخصية المتخيلة التي تؤديها جولي.

في هذه اللقطات تبدو ماريا الحقيقية جميلة، جذابة، تبتسم وتغمز بعينيها للمصورين، وتشيع بهجة وسحراً في الصور، وعلى النقيض تبدو أنجلينا جولي في شخصية ماريا كئيبة ومطفأة، تخلو من الوميض الذي كان يحيط بكالاس، والذي يحيط بأنجلينا النجمة السينمائية، وهو أمر غريب لا يمكن تفسيره إلا من خلال فحص الاختيارات والقرارات التي اتخذها صناع هذا الفيلم.

ولع النجوم بالنجوم

أنجلينا جولي هي بالتأكيد أشهر اسم يشارك في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، الذي بدأت فعالياته الأربعاء، ومن الطبيعي أن تلاحقها الكاميرات وعيون المعجبين، من لحظة وصولها إلى فينيسيا إلى حفل الافتتاح، وصولاً إلى السجادة الحمراء وفقرة التصوير التي سبقت عرض Maria، المشارك في المسابقة الدولية، والذي شهد عرضه العالمي الأول صباح الخميس.

ينتمي Maria إلى نوعية من الأفلام انتشرت خلال العقدين الأخيرين، تدور حول نجوم يؤدي دورهم نجوم، من نوعية La Mome (La vie en rose) الذي جسدت فيه الفرنسية ماريون كوتيار شخصية إديث بياف، وGrace الذي جسدت فيه نيكول كيدمان شخصية جريس كيلي، من بين أفلام كثيرة نالت اهتماماً واسعاً، خاصة من قبل المهرجانات السينمائية التي تعشق أسماء النجوم المعاصرين والراحلين، وخاصة عندما يجتمع هؤلاء في فيلم واحد.

في Maria تلعب أنجلينا جولي شخصية ماريا كالاس، التي ولدت منذ قرن وثمانية أشهر، وتحولت إلى أسطورة حية خلال منتصف القرن الماضي بفضل عدة عوامل، على رأسها صوتها الساحر، وجمالها اليوناني الأخاذ وارتباطها العاصف بالملياردير وزئر النساء أرسطو أوناسيس، ثم موتها المبكر قبل أن تكمل عامها الخامس والخمسين.

من بين حياة كالاس الممتلئة بالدراما والإنجاز الفني الاستثنائي، قرر صناع فيلم Maria أن يركزوا فقط على الأسابيع الأخيرة من حياة النجمة، وهي أسابيع حزينة راحت فيها النجمة تصارع، مستسلمة، المرض الذي فتك بكبدها وقلبها، وتسعى، دون جدوى، لاستعادة بريق صوتها، مغرقة نفسها في أقراص المسكنات والدخان وأشباح الماضي، وحيدة سوى من خادم وخادمة مخلصين يتحولان إلى كل ما لديها.

فرقة المكتئبين!

هذه الفترة الحزينة من حياة ماريا كالاس العريضة، هي التي اختارها صناع فيلم Maria، كاتب السيناريو ستيفن نايت (كاتب سيناريو فيلم Spencer عن حياة الأميرة ديانا)، والمخرج بابلو لارين (المتخصص أيضا في أفلام السير الشخصية، والذي صنع من قبل بجانب Spencer فيلمي Jackie، عن حياة جاكلين كيندي، التي تزوجت أيضاً من أوناسيس، وتظهر بشكل عرضي في فيلم Maria، كما صنع فيلم El Conde، الذي يتناول في قالب خيالي حياة ديكتاتور تشيلي المخيف أوجستو بينوشيه). 

واختيار صناع الفيلم لهذه الفترة تحديداً، بجانب اختيار أنجلينا جولي، التي تميل منذ سنوات إلى تمثيل (وإخراج) أعمال جادة كئيبة، إنما يعكس مزاج هؤلاء الثلاثة، المؤلف والمخرج والبطلة، ولكن لا يجب علينا أن نصدق أنه يعكس مزاج ماريا كالاس، أو أياً من الشخصيات السابقة التي صنعوا أفلاماً عنها.

في أحد مشاهد فيلم Maria تقول كالاس لصحفي شاب متخيل (يؤدي دوره كودي سميت- ماكفي) "كنت أغني بناء على طلب أمي، وتوقفت عن الغناء بناء على طلب أوناسيس، والآن أغني لنفسي".

هذه هي الجملة/الحكمة التي يعتمد عليها الفيلم في بناء فكرته، وهي تقديم ماريا كالاس كامرأة مغلوبة على أمرها، تبيع صوتها وجسدها للنازيين بفعل الفقر والخوف وطمع أمها، ثم كرفيقة حياة (زوجة غير شرعية بحسب الفيلم) لأغنى رجل في العالم، الذي يشتريها بطريقته، ويمنعها من الغناء.

هذه المرأة المريضة التي فقدت جودة ورونق صوتها تقرر الآن أن تثور على الماضي، الذي تحرقه في استعارة سينمائية، حين تخبر الصحفي الذي يجري الحوار معها بأنها أشعلت النار في كل ملابس أعمالها الأوبرالية لكي تتخلص من الماضي

ملوك وملكات الدراما

تقوم السينما عادة بتحويل الحياة والواقع إلى دراما Dramatize، حتى أصبحت "الدراما" قيمة في حد ذاتها، وحتى صارت كلمة "دراما" تعني المبالغة والتطرف في تجسيد الواقع غالباً، لأسباب "جماهيرية"، تتعلق بجذب انتباه وكسب تعاطف الجمهور، و"فنية"، تتعلق باستعراض مهارات الكتابة وخلق الشخصيات القوية وتطوير الصراع وصنع التشويق والتأثير.

وليس أدل على ذلك من استخدام الناس لكلمة "دراما" لوصف من يبالغون في ردود أفعالهم واستعراض مشاعرهم، وظهور مصطلحات من نوعية "ملكة الدراما" Drama Queen لوصف نوع معين من النساء الهستيريات.

في Maria تحولت ماريا كالاس بفعل أنجلينا جولي والسيناريست والمخرج إلى "ملكة دراما"، والأمر ليس صدفة، ولا يتعلق بشخصية كالاس بقدر ما يتعلق باختيارات هؤلاء الثلاثة.

وحين نتذكر ما فعله ستيفن نايت ولارين في Spencer من تحويل ديانا إلى كتلة من الكآبة، وما فعله لارين في Jackie من تحويل جاكلين كيندي إلى كتلة لا تقل كآبة، يمكننا أن نفهم هذا المزاج والتوجه اللذين عالجا به شخصية ماريا كالاس.

يبرهن Maria على الفكرة القائلة بأن أي عمل تاريخي إنما يعكس "خيال" صناع هذا العمل عن التاريخ وعن واقعهم المعاصر، وصناع الفيلم لم يروا في ماريا كالاس سوى وجه الضحية، ضحية الأم الجشعة والرجال الشرهين من النازيين إلى أوناسيس، وبالرغم من أنها تؤكد في أحد المشاهد أنها ليس لها حياة أو سعادة خارج المسرح، إلا أن الموهبة والإنجاز وعبقرية الإبداع لم ير منها صناع الفيلم سوى المعاناة والفشل، وهو أمر غريب وغير مفهوم من فنانين كبار لا يقل غرابة عن تصرف كالاس، حين أحرقت ملابسها (أو ادعت أنها أحرقتها).

لا يجب أن يصرفنا ادعاء "ماريا" بأن الحياة ليس لها سوى وجه واحد كئيب، وصور كالاس في نهاية الفيلم إنما تعكس وجها آخر للحياة ممتلئ بالإنجاز والثقة والفرح.

* ناقد فني

 

####

 

رئيسة لجنة تحكيم مهرجان فينسيا:

الغموض يحيط بمستقبل السينما

فينيسيا -رويترز

قالت الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير رئيسة لجنة تحكيم مهرجان فينيسيا السينمائي، الأربعاء، إن الضعف دب في أوصال السينما في السنوات القليلة الماضية، وإن استمرار الصناعة لا يمكن اعتباره أمراً مسلماً به.

ويجمع هذا الحدث، الذي يستمر 11 يوماً، صنّاع الأفلام من جميع أنحاء العالم، ويمنحهم فرصة غالية للترويج لأعمالهم، التي قد لا تحظى بشهرة عالمية لولاه.

لكن وراء السجادة الحمراء الأنيقة في المهرجان، يستبد القلق بالسينمائيين المخضرمين على مستقبل الصناعة، إذ لم تتعاف مبيعات شباك التذاكر بعد جائحة فيروس كورونا، مما أثار تساؤلات حول الجدوى المالية طويلة الأجل للأفلام.

وقالت أوبير، في المؤتمر الصحفي بمناسبة تدشين أقدم مهرجان سينمائي في العالم "ما يهمنا جميعا هو أن تستمر السينما قدر الإمكان، نعلم أنها ضعفت في الآونة الأخيرة".

وأضافت "أنا لست مخرجة، أنا ممثلة فحسب، لكننا نعرف ما يتطلبه صنع فيلم من شجاعة وجلد وتوحد وتصميم"، وأكدت أن هدفها هو مساعدة السينما على الاستمرار "لأطول فترة ممكنة". 

ومضت تقول "لكن هذا هو السبب وراء وجود مهرجان مثل فينيسا، فهو نظام بيئي أكثر ضرورة من أي وقت مضى لإعلان هذه القيم، ولذا أنا سعيدة حقا لوجودي هنا".

وشاركت أوبير (71 عاما) في أكثر من 120 فيلماً، وفازت بجائزة أفضل ممثلة مرتين في مهرجان البندقية، في عامي 1988 و1995. كما تدير هي وعائلتها أيضا اثنتين من دور السينما الفنية الصغيرة في باريس.

ويُقدر أن تصل إيرادات شباك التذاكر السينمائي العالمي نحو 34 مليار دولار في عام 2023، وفقا لبيانات موقع "جور ستريت أناليتكس" بزيادة قدرها 30.5% عن عام 2022، لكنها لا تزال أقل 15% عن متوسط العائدات السنوية بين عامي 2017 و2019، قبل جائحة فيروس كورونا.

وتراجعت المبيعات مرة أخرى هذا العام في الولايات المتحدة، أكبر سوق للأفلام في العالم، مما يدق ناقوس الخطر.

وافتُتح مهرجان فينيسا، مساء الأربعاء، بالعرض الأول عالميا لفيلم Beetlejuice Beetlejuice للمخرج تيم بيرتون، الذي يعرض خارج المسابقة الرسمية. وينتهي المهرجان في السابع من سبتمبر، حين تعلن أوبير الفائز بجائزة الأسد الذهبي.

 

الشرق نيوز السعودية في

29.08.2024

 
 
 
 
 

«بيتلجوس.. بيتلجوس»… خيبة تيم بيرتون الكبيرة

شفيق طبارة

بعد ستة وثلاثين عامًا على فيلمه بيتلجوس Beetlejuice» 1988»، وخمس سنوات على فيلمه الأخير دامبو Dumbo» 2019»، يعود المخرج الأمريكي تيم بيرتون بفيلم جديد قديم، افتتح الدورة الحادية والثمانين لمهرجان فينيسيا “البندقية” مساء أمس الأربعاء.  

كما يشير عنوانه، فـ بيتلجوس بيتلجوس «Beetlejuice Beetlejuice» هو الجزء الثاني من الفيلم الذي طُرح عام 1988، وأصبح منذ ذلك الوقت أحد أهم أفلام الرعب الكوميدية، وأحد أكثر أعمال الممثل مايكل كيتون جنونًا ومتعة وخفةً

في الجزء الثاني، يعود كيتون إلى دوره المفضل، أي الشبح بيتلجوس، الذي لا يزال يسعى إلى الخروج من عالم الأموات إلى عالم الأحياء، والزواج من ليديا ديتز (وينونا رايدر).

لا أخفي سرًا أنني كنت من أشد المنتظرين لفيلم تيم بيرتون الجديد. هذا المخرج المشهور بأفلامه المضحكة المرعبة والفانتازية، قدم لنا أفلامًا مثل باتمان «Batman» عام 1989 وإدوارد سيزورهاندس «Edward Scissorhands». 

دخلت إلى الصالة لمشاهدة الفيلم في العروض الصباحية، لأخرج منها خائبًا، غير مبال بما شاهدت. لا يزال الفيلم يحمل إلى حد ما روح بيرتون وشخصية بيتلجوس، وأيضًا جميع الشخصيات القديمة بالإضافة إلى شخصيات جديدة. ولكنه يفتقر إلى الأفكار الجديدة، كأننا نشاهد فيلمًا لمخرج لا يعرف ما الذي يقدمه، وهذه لم تكن حال بيرتون في أيّ من أفلامه القديمة.

تدور أحداث الفيلم الجديد حول ليديا (وينونا رايدر)، التي تعمل الآن مضيفةً لبرنامج عن صيد الاشباح. بعد وفاة أبيها، تعود ليديا ووالدتها ديليا (كاثرين أوهارا)، وابنتها استريد (جينا أورتيغا) التي لا تؤمن بالأشباح، وحبيبها ومدير إنتاج برنامجها روري (جاستن ثيرو)، إلى منزل وينتر ريفر القديم الذي بدأت جميع أحداث الفيلم الأول فيه. لنراه اليوم بيتًا مهجورًا. بعد وفاة الوالد، يعودون من أجل الدفن وبيع البيت والانتهاء كليًا من ماضيهم. ولكن بيتلجوس الشبح لا يزال في البيت ويريد تحقيق حلمه القديم بالزواج، خاصة أنّ لديه دافعًا جديدًا للخروج من عالم الأموات، وهي دلوريس (مونيكا بيلوتشي) الشبح التي تمتصّ الأرواح وتسعى إلى الانتقام من بيتلجوس، زوجها السابق.

بعدما مزج الجزء الأول الرعب بالخيال القوطي بأسلوب فريد من نوعه، ومزج اللاحياة، أي الحياة بعد الموت، بالحياة الحقيقية، بطريقة طفولية مضحكة، مخصّصة للكبار، وصنع عالمًا سورياليًا يعكس التباين بين الحياة والموت، والطبيعية والغرابة، جاء الجزء الثاني لينسف كل هذا. حتى خيال بيرتون الباذخ بدا هنا باليًا، حتى التصميم المرئي، بدا كأنه عفا عليه الزمن

«بيتلجوس بيتلجوس» فيلم غير متوازن، مع لحظات من الفكاهة المملة أو غير المضحكة، حتى الفكاهة السوداء غير ناجحة، ناهيك بأنّه ليس «مقرفًا» (كما تميز الفيلم الأول). جاء الجزء الجديد بحبكة تبدو كأنها كتبت على عجل، فبدا الفيلم غير متماسك مع نهاية فقيرة نوعًا ما. كل ما بناه الفيلم على مدى ساعة وربع الساعة تقريبًا، نهاه بخمسة عشر دقيقة بطريقة ساذجة.

«بيتلجوس بيتلجوس» لا يرتقي إلى جزئه الأول. أجمل لحظاته هي الفقرة الغنائية قرب نهاية الفيلم، ودودة الصحراء التي تلتهم كل من يخرج إلى الصحراء كما في فيلم «كثيب Dune» الآتية أيضًا من الفيلم الأول. عدا عن ذلك، فهو عبارة عن فراغ كبير، حتى إنّك لا تستمتع بمشاهدته. أتمنى ألا نكون بحاجة لذكر بيتلجوس ثلاث مرات، ولا أن نرى جزءًا ثالثًا منه.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

29.08.2024

 
 
 
 
 

عودة نجوم هوليوود بقوة إلى فينيسيا الساحرة

"البندقية 81": سيغورني ويفر تفوز بـ"الأسد الذهبي" لإنجاز مدى الحياة

 أحمد العياد

إيلاف من البندقيةباعتبارها ثالث ممثلة أميركية تحصد جائزة الأسد الذهبي لإنجاز مدى الحياة من مهرجان البندقية، كان حضور المهرجان السينمائي الكبير على موعد مع مشاعر جياشة للنجمة الأميركية خلال تسلمها الجائزة.

في أجواء اتسمت بالبساطة، افتتحت الدورة الجديدة من مهرجان البندقية السينمائي الدولي مساء الأربعاء في جزيرة الليدو ، فكان النجوم العالميين على موعد مع العودة للبندقية من جديد والتي تحتضن الفعاليات المستمرة حتى 7 سبتمبر وتتضمن عرض عشرات الأفلام العالمية الهامة.

وفيما كانت النجمة الأميركية سيغورني ويفر محط الأنظار بحصولها على جائزة الأسد الذهبي لإنجاز مدى الحياة، كان لافتا عودة نجوم السينما العالميين بعدما تأثرت النسخة الماضية بإضرابات هوليوود، فيما تشهد الدورة الجديدة مشاركة قوية للسينما الأميركية.

وكان من بين أبرز الحضور على السجادة الحمراء مونيكا بيلوتشي، كيت بلانشيت، انجلينا جولي، كاترين أوهارا، وجاستن ثيرو، فيما حرص النجوم على التقاط الصور التذكارية على السجادة الحمراء التي عادت إليها الأضواء مجدداً مع استقبال المهرجان لعدة أفلام سينمائية تضم نجوم مهمين عالمياً.

وخلال تسلمها جائزة إنجاز جائزة الأسد الذهبي لإنجاز مدى الحياة، تحدثت ويفر عن تأثرها الشديد بالجائزة، مؤكدة أنها تعيش "لحظات لا تنسى"، فيما داعبت الحضور بحديثها عن مرافقة تمثال "الأسد الذهبي" لها على متن الطائرة حتى تعود إلى منزلها وأن يكون زوجها مستعداً للاعتياد على وجوده بجانبها باستمرار.

ووجهت الممثلة الأميركية الشكر لجميع من ساندوها بمسيرتها الفنية، معربة عن تقديرها للمهرجان لمنحها الجائزة عن مسيرتها الفنية، فيما جرى عرض رسالة من المخرج جيمس كاميرون تحدث فيها عن استحقاقها الجائزة وحبها للسينما وسط تصفيق ومشاعر جياشة برزت خلال وجودها على المسرح.

وتعد سيغورني ويفر ثالث ممثلة أميركية تنال الجائزة في تاريخ المهرجان.

خيبة أمل مع الإفتتاح

وافتتح المهرجان عروضه السينمائية بالفيلم الأمريكي "Beetlejuice Beetlejuice" من إخراج تيم بيرتون، وبطولة مايكل كيتون، ووينونا رايدر، كما تشارك فيه النجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، إلى جانب ممثلين كثر آخرين، وهو الفيلم الذي يعرض خارج المسابقة الرسمية التي تشهد هذا العام تنافس 21 فيلم على جوائز المهرجان.

تباينت آراء النقاد حول الفيلم فأشاد العديد من المراجعين بعودة تيم بيرتون إلى أسلوبه الغريب والقوطي الذي ميز أعماله المبكرة، حيث وُصف الفيلم بأنه "رحلة نوستالجيا" لمحبي الفيلم الأصلي. كما تمت الإشادة بأداء الممثلين العائدين مثل مايكل كيتون ووينونا رايدر وكاثرين أوهارا، الذين أظهروا انتقالاً سلسًا إلى أدوارهم الشهيرة.

ومع ذلك، كانت هناك آراء متباينة بشأن حبكة الفيلم وإيقاعه. رأى بعض النقاد أن الفيلم اعتمد بشكل كبير على إرضاء المعجبين واسترجاع الذكريات من الفيلم الأصلي، مما قد يبعد الجمهور الغير مرتبط بالجزء الأول من الفيلم.

كما أشار آخرون إلى أن حس الفكاهة والأسلوب البصري للفيلم كانا متذبذبين، حيث كانت بعض النكات ناجحة أكثر من غيرها. ووُصف الفيلم أيضًا بأنه "بوفيه تيم بيرتون"، حيث يقدم الكثير من أسلوبه المميز، لكنه ليس دائمًا بطريقة متماسكة أو مُرضية.

 

موقع "إيلاف" السعودي في

29.08.2024

 
 
 
 
 

ماريا” بابلو لارين في مهرجان فينيسيا: لعنة الصوت الجميل

أمير العمري فينيسيا

من الأفلام الكثيرة المنتظرة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي الـ81، فيلم “ماريا” Maria للمخرج التشيلي بابلو لارين. فهو خاتمة ثلاثيته عن مشاهير النساء، أي بعد فيلميه “جاكي” عن جاكلين كنيدي، و”سبنسر” عن ديانا سبنسر الأميرة الراحلة، والواضح أن لارين مغرم بهذا النوع من الأفلام التي تروي سير المشاهير، فهو الذي أخرج أيضا فيلم “نيرودا” Neruda (2016) عن الشاعر الشيلي الكبير بابلو نيرودا.

ومع ذلك يمكن القول إن فيلم “ماريا” الذي تقوم ببطولته أنجيلينا جولي، ليس عن حياة “الديفا” اليونانية الشهيرة “ماريا كالاس” بقدر ما هو عن الفترة الأخيرة من حياتها، وتحديدا الأسبوع الأخير قبل مفارقتها الحياة، وكيف أصبحت أسيرة نجاحها، وسجينة دورها الوحيد كإحدى أكبر مغنيات الأوبرا في عصرنا، ثم كيف أصبحت القوة الوحيدة التي تمتلكها، أي صوتها، هو أداة دمارها النفسي، بعد أن فقدت القدرة على السيطرة عليه، أو بعد أن أصبح يخذلها، ومن هنا بدأت نهايتها، وبدأ موتها الحقيقي قبل أن تموت بالفعل.

من مزايا فيلم بابلو لارين، أنه بفضل تسليطه الضوء بقوة على تلك شخصية الديفا الشهيرة، من خلال الأداء المدهش لأنجلينا جولي، لابد أنه سيدفع الكثيرين من ججمهور السينما من الشباب الذين لم يعيشوا عصر ماريا كالاس، إلى البحث عن ماريا الحقيقية، ومعرفة مسار حياتها المعقد الذي لم يكن ممكنا أن يحيط به الفيلم كله بالطبع، ومن هنا فقد ابتكر كاتب السيناريو ستيفن نايت في ثاني تعاون له مع لارين بعد “سبنسر”، حيلة تسمح بالعودة من مشهد موت كالاس الذي يفتتح الفيلم، في سبتمبر عام 1977، للعودة إلى الماضي، واستعراض بعض المواقف التي أحاطت بهذه الشخصية الفريدة والتي تسلط الأضواء على شخصيتها التي تبدو في الظاهر عنيفة متسلطة، لكنها في الحقيقة، ضعيفة، ممزقة.

لم تكن ماريا كالاس بكل المقاييس المعروفة، تتمتع بالجمال الأنثوي، فملامحها كانت فظة بعض الشيء، لكن جمالها كان ينبع من قوة صوتها وقدرتها العبقرية على التعبير من خلال الغناء الأوبرالي بكل ما يمكن التعبير عنه من أحاسيس ومشاعر تفيض من بين النغمات التي ترتفع هي بها إلى عنان السماء وترفع جمهورها ومستمعيها معها.

ودون شك، تساهم أنجلينا جولي التي قامت بالدور، من ناحية في “تجميل” صورة ماريا كالاس الشكلية، خصوصا وهي تظهر في عشرات من اللقطات القريبة (كلوز أب) التي تتناقض تماما بالطبع مع تلك التي نراها في خاتمة الفيلم لماريا الحقيقية بأنفها الضخم الذي يحتل جزءا كبيرا من وجهها.

ولعل العبارة التي يقولها لها يقول لها صديقها التاريخي “أوناسيس” في الفيلم ردا على استنكارها لما يمكن أن يعجب الرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي في صوت ضعيف مثل صوت مارلين مونرو التي تشاهدها ماريا وهي تغني له “عيد ميلاد سعيد يا سيدي الرئيس”، فكانت عبارة أوناسيس كاشفة حينما قال “إن ما يعجبه ليس صوتها، بل ما ليس لديك أنت، فلديها الجسد، بينما لا تمتلكين أنت سوى الصوت”!

ولكن بعيدا عن فكرة “تجميل” ماريا شكلا وتقريبها من الجمهور وجعلها تبدو في صورة امرأة حالمة تعيش أسيرة ما حققته في حياتها من نجاح، تظل حتى النهاية تتطلع إلى استعادة المستحيل، فقد برعت أنجلينا جولي كثيرا في أداء الشخصية، متماهية معها إلى أقصى حد ممكن، وأضفت عليها من داخلها، بل وبذلت جهدا كبيرا في الأداء الأوبرالي بصوتها بعد تدريبات مكثفة مرت بها، ولكن لارين أيضا يمزج بين صوت أنجلينا الحقيقي وصوت ماريا من التسجيلات القديمة، مع صوتها الحقيقي بالطبع في مشاهد الفلاش باك الكثيرة.   

أما “الحيلة الدرامية” التي يلجأ إليها سيناريو ستيفن نايت، هي أن يجعل ماريا تتخيل أن صحفيا شابا يريد أن يجري معها مقابلة صحفية طويلة مصورة بكاميرا الفيديو، تستعرض خلالها مسار حياتها، وتكشف لأول مرة ما لا يعرفه أحد عنها. ولذا فالفيلم مقسم إلى نحو خمسة أجزاء، يسبق كل منها عنوان محدد على أداة الكلاكيت، وصولا إلى الفصل الأخير، قبل الوفاة.

هذه الحيلة بدت مصطنعة بعض الشيء، خصوصا أنها أوقعت الفيلم في مسار سردي أقرب إلى المسار التسجيلي مع الإكثار من مشاهد الغناء الأوبرالي من الماضي عندما كانت ماريا كالاس متألقة على مسرح سكالا الشهير في ميلانو، ثم في نيويورك ولندن وباريس، وخصوصا أيضا، أن هذا المسار السردي أفقد الفيلم بعض الشيء، قوته “الدرامية” فقد تستعاض عن الحبكة الدرامية للأحداث بالدراما” الداخلية التي تدور داخل وعي الشخصية نفسها، أي صعودها وتألقها وبلوغها القمة، ثم شعورها بالإحباط واليأس بعد أن فقدت ما تعتبره حياتها، أي الأوبرا، وأصبحت عاجزة عن العودة إلى الغناء، وأقبلت كما نرى، على تعاطي الحبوب المهدئة التي أثرت كثيرا على صحتها وقد تكون السبب في إنهاء حياتها مبكرا في عمر 53 عاما.

ويتم التعبير عن هذه الدراما الداخلية العنيفة من خلال الانتقال المستمر إلى مشاهد الأوبرا من الماضي، عندما كانت ماريا تتمتع بقدرتها الهائلة على الأداء، ومحاولاتها المستمرة لاستعادة هذا التألق بعد أن أصبح صوتها يخذلها، وفي كثير من هذه المشاهد المستمدة من الماضي ينتقل لارين بين الألوان والأبيض والأسود، من دون منطق ما يفرض هذه الانتقال، بل لهدف جمالي بحث.

معظم المشاهد تدور داخل الشقة الفسيحة الفاخرة التي عاشت فيها ماريا كالاس سنوات حياتها الأخيرة في باريس، بعد أن اعتزلت العالم. والشخصيات في الفيلم محدودة: فهناك إلى جانب ماريا، شخصية خادمها المطيع الأمين “فيروشيو” (الذي يقوم بدوره الممثل الإيطالي بييرفرانشيسكو فافينو) وخادمتها “برونا” (تقوم بدورها الممثلة الإيطالية ألبا رورواشر) والاثنان مواليان حتى النهاية لسيدتهما رغم كل ما يلاقيانه على يديها من سوء معاملة وفظاظة نتيجة شخصيتها المتسلطة، واعتدادها بنفسها ورغبتها في تأكيد سلطتها وسكوتها خصوصا بعد أن فقدت خضورها كمغنية أوبرا من مشاهير العالم، وابتعدت تماما عن عالمها الأثير، وأصبحت تقرض ذكريات الماضي وتقتات على الحسرات والآلام الداخلية.

وهناك أيضا الممثل التركي “هالوك بيللنجر” في دور أوناسيس، وكان أداءه فيه مقنعا بدرجة كبيرة. والحقيقة أن حضور شخصية أوناسيس في الفيلم أساسي، وهو الذي لعب دورا كبيرا في حياتها رغم حبه الشديد لها. فهو الذي أراد لها الابتعاد عن الأوبرا، وامتدت علاقتهما الطويلة لسنوات رغم أنهما كانا متزوجين، ولكن حتى بعد طلاقهما، لم يتزوجها أبدا، فقد رفضت هي أن تصبح كما تخبرنا في الفيلم، مجرد جلية أخرى يقتنيها.

وهي تعلق ساخرة من زواجه بجاكلين كنيدي التي لت تظهر شخصيتها في الفيلم لكنه سيعترف لها بأنها كانت بالفعل نوعا من الاقتناء.

 وفي مشهد يدور مع الرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي تخبره أنها تشعر بأن كلاهما يتمتعان بمكانة كبيرة في العالم، ورغم هذا فهي لا تشعر بأنهما متقاربان، ثم تتركه وتنهض في تأفف واضح.

سنتعرف من خلال الحوارات التي يجريها معها الصحفي الشاب (الذي يمنحه الفيلم اسم عقار من عقاقير المهدئة التي أدمنت عليها)، على طفولتها في لمحة سريعة من خلال الإشارة إلى أمها التي كانت دائما تشعرها بفضلها عليها وكيف أنها هي السبب فيما حققته من شهرة وتطالبها برد الجميل بمنحها المال، وكانت هي التي أرسلتها للتدرب على الغناء من صغرها لا من أجل الفن، بل من أجل الحصول على المال، بل ودفعتها كما نرى في أحد مشاهد الفلاش باك، أثناء الحرب العالمية، وقت احتلال النازيين اليونان، للغناء وبيع جسدها للضباط الألمان مقابل المال. ولكن الأم كانت أيضا امرأة وحيدة تجتر مرارتها، في وحدتها بعد أن تخلى زوجها عنها.

تخرج ماريا في بعض المشاهد مع الصحفي الشاب للتجول في حدائق التويلري قرب قصر اللوفر، وكثيرا ما يرتد الفيلم في مشاهد بالأبيض والأسود إلى لقاءات ماريا كالاس مع التايكون اليوناني أوناسيس، أو نعود إلى علاقتها الغريبة مع خادميها، فيروشيو الذي يحميها ويمنع عنها الذين يريدون النيل منها كما في مشهد الصحفي الفرنسي الذي يهاجمها ولا نعرف إن كان واقعا أم متخيلا، وخادمتها الوفية التي ربما لا تفهم كثيرا في الغناء الأوبرالي لكنها تعرف ان صوت ماريا لم يعد كما كان، ورغم ذلك فهي دائما تجيب عندما تسألها رأيها بأن غناءها “رائع”.

الصورة في الفيلم هي العنصر الأكثر بروزا، والتصوير البديع الذي قام به المصور الأمريكي الكبير إدوارد ليشمان (كارول، الكونت، مياه داكنة) ينتقل بين الحقيقة والخيال، ويمزج الماضي والحاضر في ألوان براقية لامعة يطغى عليها الأصفر والأحمر والبني، ليضفي شعورا بالنوستالجيا في مشاهد الماضي، ثم النزعة الاكتئابية في مشاهد الحاضر.

شريط الصوت وحده عمل عبقري بكل معنى الكلمة، فهو يوازي الصورة ويتفوق عليها أحيانا، في انتقاء دقيق ومحسوب من أوبرا عايدة ولاترافياتا وفيوليتا، ومن فيردي وروسيني وبوتشيني.

فيلم “ماريا” ليس تحفة سينمائية، فهو ينقصه السرد الدرامي الأكثر تشويقا وإثارة، لكنه يظل رغم التكرار، واللعب على الفكرة نفسها من زوايا مختلفة، متعة للعين وللأذن.

 

موقع "عين على السينما" في

30.08.2024

 
 
 
 
 

أنجلينا جولي "تحيي" ماريا كالاس على الشاشة

قالت إنها تخشى تقييم محبي مغنية الأوبرا والفيلم ينافس لنيل جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية

أ ف ب

يتمحور العمل على المرحلة الأخيرة من حياة ماريا كالاس والتي أمضتها المغنية الشهيرة داخل شقتها الباريسية في ظل أجواء حزينة، مذ تركها حب حياتها صانع السفن اليوناني الشهير أرسطو أوناسيس ليرتبط بالسيدة الأميركية الأولى السابقة جاكي كينيدي.

أكدت أنجلينا جولي التي تؤدي شخصية ماريا كالاس في فيلم عرض أمس الخميس خلال مهرجان البندقية السينمائي، أنها تخشى أن "تخيب أمل" محبي الأوبرا والمغنية الشهيرة.

وقالت النجمة الأميركية البالغة 49 سنة خلال مؤتمر صحافي خصص للتحدث عن فيلم "ماريا" الذي ينافس لنيل الأسد الذهبي "إن المعيار بالنسبة لي لمعرفة إذا ما كان أدائي جيداً بما يكفي هو آراء محبي الأوبرا وماريا كالاس، وأخشى أن أخيب ظنهم".

ويتمحور العمل على المرحلة الأخيرة من حياة ماريا كالاس والتي أمضتها المغنية الشهيرة داخل شقتها الباريسية في ظل أجواء حزينة، مذ تركها حب حياتها صانع السفن اليوناني الشهير أرسطو أوناسيس ليرتبط بالسيدة الأميركية الأولى السابقة جاكي كينيدي.

وكانت ماريا كالاس نجمة بارزة في عصرها، إن لناحية مسيرتها الغنائية الاستثنائية التي أدت خلالها عروضاً على أرقى المسارح من لا سكالا في ميلانو إلى أوبرا باريس، أم لعلاقتها الغرامية المضطربة لتسعة أعوام مع أوناسيس والتي حظيت بمتابعة إعلامية كبيرة. وقد توفيت المغنية عن 53 سنة.

وقالت جولي وهي تجلس إلى جانب مخرج الفيلم التشيلي بابلو لارين "لقد تعلقت بها جداً، لذا لا أريد أن أسيء إلى صورة هذه المرأة".

دروس في الغناء

واستعداداً لهذا الفيلم أخذت جولي دروساً في الغناء لتكون قادرة على تجسيد شخصية كالاس، وهو رهان يتسم بجرأة كبيرة وجعلها "متوترة جداً".

وقالت جولي "أمضيت نحو سبعة أشهر وأنا أتدرب"، شاكرة بابلو لارين الذي جعلها تغني "للانطلاق من غرفة صغيرة وصولاً إلى مسرح لا سكالا" في ميلانو. وأضافت "لقد منحني الوقت للتقدم لكنني كنت أخشى ألا أكون أهلاً للمهمة".

وتابعت "كنت أحب موسيقى البانك أكثر من الأوبرا ومختلف أنواع الموسيقى، لكنني كنت أستمع أكثر إلى فرقة ذي كلاش (فرقة روك بريطانية)".

وعندما سئلت عن نقاط مشتركة مع المغنية لجأت أنجلينا جولي التي واجهت بدورها طلاقاً مضطرباً من براد بيت حظي بتغطية إعلامية كبيرة إلى أسلوب مازح، قائلة "ثمة أمور كثيرة لن أقولها، لكن ربما تعرفونها أو تفكرون بها"، مما أثار الضحك بين الحاضرين.

وتابعت "النقطة المشتركة بيننا هي اللطف الكبير وعدم إمكان التعبير علناً عن هذا اللطف"، مشيرة إلى أن أهم نقطة مشتركة بينهما هي "الضعف".

 

الـ The Independent  في

30.08.2024

 
 
 
 
 

البندقية السينمائي: عودة نجوم وتحدّيات جديدة

انطلق مهرجان البندقية السينمائي في دورته الحادية والثمانين مساء الأربعاء الماضي، ويستمر حتى السابع من أيلول/ سبتمبر المقبل. وتترأس الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير لجنة التحكيم الدولية التي ستمنح جائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم من بين 21 عملًا متنافسًا.

وفي مؤتمر صحافي، أكدت أوبير على أهمية المشاركة في المهرجان، مستشهدة بشعار الألعاب الأولمبية "المهم هو المشاركة" للتخفيف من حدة المنافسة. وقالت: "المهم هو وجود كل هذه الأفلام هنا، فعرضها بهذه الطريقة هو فوز لها أصلًا". وأضافت الممثلة البالغة 71 عامًا: "لدي تاريخ طويل مع مهرجان البندقية، ولن أخبركم متى بدأ لأنّ ذلك سيجعلني أقول إن الوقت يمرّ بسرعة كبيرة جدًا".

ومن المتوقع أن يعود المهرجان إلى ألقه هذا العام بعد تأثر دورة العام الماضي بإضرابات هوليوود. وسيشهد حضور نجوم بارزين مثل أنجلينا جولي، نيكول كيدمان، براد بيت، جورج كلوني، وليدي غاغا التي تشارك في الجزء الثاني من فيلم "جوكر". وأشار مدير المهرجان، ألبرتو باربيرا، في حديث لوكالة فرانس برس، إلى "حضور واسع للنجوم لم يشهده المهرجان منذ أكثر من عشرين عامًا"، مؤكّدًا أنّ هذا الحدث السينمائي يحافظ على "منافسة سليمة" مع نظيره الفرنسي (مهرجان كان السينمائي).

ويفتتح المهرجان بعرض فيلم "بيتلجوس بيتلجوس" للمخرج تيم بيرتون، وهو جزء جديد من فيلمه الشهير بعد 36 عامًا، مع عودة مايكل كيتون للدور الرئيسي. كما سيشهد الافتتاح منح الممثلة الأميركية سيغورني ويفر جائزة الأسد الذهبي الفخرية عن مجمل مسيرتها. وتتنوع الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، منها فيلم "ماريا" عن حياة المغنية ماريا كالاس بأداء أنجلينا جولي، وفيلم بيدرو ألمودوفار الأول باللغة الإنكليزية "ذي روم نكست دور". كما يشارك في المنافسة الجزء الثاني من فيلم "جوكر" مع ليدي غاغا، والذي يأمل بطله خواكين فينيكس في تكرار نجاحه في جوائز الأوسكار.

وتحدثت أوبير عن التحديات التي تواجه صناعة السينما، خاصة بعد جائحة كوفيد-19. وقالت: "أنا لست مخرجة، أنا مجرّد ممثلة، لكننا ندرك أنّ إنجاز فيلم ينطوي على شجاعة وتحمل ووحدة وتصميم".

وأوضح باربيرا أنّ المهرجان تلقى "عددا محدودا جدا من الأفلام من جنوب شرق آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية"، معتبرا أنّ هذه الدول تأثرت أكثر من غيرها بجائحة كوفيد-19 وتعود بوتيرة بطيئة إلى معدلات إنتاجها المعتادة. ولفت إلى وجود "60 دولة" في مختلف الأعمال المختارة.

وقال من جهة ثانية "أعتقد أنّ الأفلام الوثائقية لهذا العام تتمتع بقوة تعبيرية وفنية وسياسية ولن تفشل في استرعاء فضول الجمهور واهتمامه"، مشيرا إلى عملين يتمحوران على الصراع الروسي الأوكراني "يظهران الحرب من وجهتي نظر متعارضتين". 

يذكر أن مهرجان البندقية أصبح في السنوات الأخيرة منصة مهمة لإطلاق الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار، مما يزيد من أهميته في المشهد السينمائي العالمي. وقد فازت أفلام مثل "بور ثينغز" و"نومادلاند" و"جوكر" بجائزة الأسد الذهبي قبل أن تحقق نجاحات كبيرة في موسم الجوائز.

وفي ختام تقريرها، أشارت وكالة فرانس برس إلى أن المهرجان سيشهد أيضًا عرض أفلام خارج المنافسة الرسمية، منها الجزء الثاني من "هورايزن: أن أميركان ساغا" للمخرج كيفن كوستنر، وفيلم "وولفز" من بطولة جورج كلوني وبراد بيت. كما سيكون المخرج الفرنسي كلود ليلوش ضيف شرف في المهرجان حيث سيكشف عن فيلمه الواحد والخمسين.

 

ضفة ثالثة اللندنية في

30.08.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004