ملفات خاصة

 
 
 

فيلم «الوحشي»:

الأمريكي بريدي كوربيت يشيّد قلعة سينمائية حصينة

نسرين سيد أحمد

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

البندقية ـ «القدس العربي»: في فيلمه «الوحشي» The Brutalist، المشارك في المسابقة الرسمية في مهرجان البندقية السينمائي (من 28 أغسطس/آب إلى 7 سبتمبر/أيلول) يقدم المخرج والممثل الأمريكي بريدي كوربيت إنجازا سينمائيا ضخما، وملحمة سينمائية ضخمة لم يعد إنجازها بالأمر الهين. تفوق مدة الفيلم ثلاث ساعات، بالضبط ثلاث ساعات و35 دقيقة، تتخللها استراحة 15 دقيقة، ويتناول أكثر من 30 عاما من حياة بطله وشخصيته الرئيسية، وهو مهندس معماري مجري يهودي شهير، تبقى أعماله المشيدة في بودابست شاهدا على إبداعه، لكن نشوب الحرب العالمية واجتياح النازي للمجر، يضطره للفرار إلى الولايات المتحدة، مهاجرا معدما يبيت في الطرقات ويقتات على الفتات.

يجتاز كوربيت بنجاح كبير التحدي تلو الآخر في الفيلم، فأحد أهم عناصر الفيلم هو المعمار بمصطلحاته، وكوربيت ليس معماريا، كما أن جزءا لا يستهان به من حوار الفيلم باللغة المجرية، التي لا يتحدثها كوربيت. ولا يمكن تجاهل الإنجاز التقني الكبير الذي قدمه كوربيت بتصوير الفيلم على شريط سينمائي 70 مليمترا. قد يبدو للبعض أن كوربيت يستعرض قدراته، أو يتباهى بإنجازه أو يود أن يبدو أنه يضطلع بمهمة سينمائية لا يقدر غيره على إنجازها، لكن صدق الفيلم والألم الذي نستشعره من شخصيته الرئيسية جدير بمحو تلك التصورات من أذهاننا.

«الوحشي» الذي يستقي اسمه من المدرسة الوحشية في الهندسة المعمارية، عمل ضخم في كل المقاييس، لكن جوهره قصة إنسانية مفعمة بالألم، هي قصة المعماري لازلو توث، الذي شاءت له الأقدار أن يصل إلى الولايات المتحدة بعد رحلة فرار مريرة من النازي. يؤدي إدريان برودي بحساسية مرهفة دور لازلو توث، الذي حصل على جائزة الأوسكار عن دوره في فيلم «عازف البيانو» (2002) لرومان بولانسكي، الذي نتوقع لدوره في هذا الفيلم الترشيح والحصول على العديد من الجوائز. بعد أعوام من الضياع والألم، التي لا يروي لنا الفيلم الكثير عنها لكن أثرها واضح على كل اختلاجة من اختلاجات وجه توث، وفي كل رجفة من يده، أو في صوته، يصل توث إلى بنسلفانيا، يصل وحيدا، بعد أن تقطعت السبل بينه وبين زوجته وابنة شقيقته، اللتين لا يعلم إن بقيتا على قيد الحياة أو لقيتا حتفهما في معسكر من معسكرات النازي. وفي فيلادلفيا يلتقي توث بابن عمه أتيلا، صاحب متجر الأثاث، الذي يخبره أن زوجته إرجيبيت (فليسيتي جونز) وابنة شقيقته جوفيا (رافي كاسيدي) ما زالتا على قيد الحياة، عالقتان على حدود النمسا.

حين نرى لازلو في بداية الفيلم بملابسه الرثة ومظهره الكث نعتقد أنه رقيق الحال متواضع التعليم، لكننا رويدا رويدا نعلم مكانته المرموقة في بلاده المجر، بعد أن يقول رأيه بصراحة بالغة وبرؤية ثاقبة في قطع الأثاث التي يعرضها أتيلا في متجره. في بنسلفانيا تكيل الحياة الصفعات للازلو، الذي يضطر إلى العيش في العراء، يقتات على الفتات بعد أن ينشب خلاف بينه وبين ابن عمه. يحاول لازلو نسيان ألمه ولو لوهلة وجيزة، بإدمان المخدرات، التي ينفق ما يتكسبه من مال قليل للحصول عليها. لكن يبدو لوهلة أن الحال سيتبدل للأفضل، عندما يحصل أتيلا على عقد كبير لتجديد أثاث وتصميم مكتبة الثري هاريسون فان بورين (غاي بيرس) كهديه له من أبنائه، وهي مهمة ضخمة يطلب فيها أتيلا العون من لازلو، ستصبح أولى مهماته المعمارية، وربما مشروعه المعماري الوحيد، في الولايات المتحدة.

«الوحشي» في مقامه الأول فيلم عن الفقد والألم النفسي، عن الضياع والخسارة، الخسائر المادية والنفسية، وعن الزلزال النفسي الذي يتسبب فيه اقتلاع المرء من جذوره وحياته رغما عنه. لا يتحدث لازلو، ولا تتحدث زوجته إرجيبيت ولا ابنة شقيقته جوفيا، عما واجهوه من ألم وظلم حين أُخرجوا عنوة من المجر، لكننا نعلم أن هذا الألم أصبح جوهر حياتهم. يحاول كل منهم تضميد جراحه بطريقته الخاصة، فيتجرد أتيلا من هويته السابقة تماما، ويعتنق المسيحية ويغير اسمه ليمحو هويته اليهودية، وينغمس لازلو في المخدرات والمهدئات، بينما تمتنع جوفيا تماما عن الحديث، كما لو كانت خرساء، لأن الصدمة أفقدتها القدرة على الحديث.
لازلو يبدو لنا طوال الفيلم رجلا على شفا الانهيار والسقوط في هوة سحيقة من اليأس. ما ينتشله من الدمار النفسي التام هو العودة إلى المعمار، حين يوكل له هاريسون فان بورين مشروعا ضخما لمجمع تكريما لذكرى والدته، يضم مكتبة وصالة ألعاب رياضية وكنيسة، لكن حتى هذا المشروع الذي كان من المفترض أن يكون سبيله لتحقيق الذات في أمريكا، يتحول إلى لعنة تنهكه وتنتهكه جسديا ومعنويا. هاريسون فان بورين يمثل طبقة رجال المال والأعمال في الولايات المتحدة، الذين يخالون أن ثروتهم تمنحهم الحق في امتهان الجميع واستغلالهم، بل واغتصابهم جسديا. ويبرز فان بورين أيضا كيف يمكن للفن والمعمار والثقافة أن يكونا تحت رحمة صاحب المال. تخضع رؤية لازلو الفنية وتصميمه المعماري للميزانية التي يخصصها فان بورين للمشروع، ولرغبته في الخفض في التكاليف، الذي يأتي على حساب القيمة المعمارية للعمل.

يعتبر فان بورين أن ثراءه يمنحه الحق في التحكم في الرؤية الإبداعية للفنان، بل يعتبر الفنان ذاته وحياته ملكا له، طالما يقدم له المال. ويتوقع فان بورين، الذي يعتبر نفسه من أنقذ لازلو من الفقر والتشرد، من الأخير أن يكون طوع بنانه وأن يأتمر بأوامره.

الشعور بالغربة أحد القضايا الرئيسية التي يناقشها الفيلم. يقسم كوربيت فيلمه إلى مقدمة وخاتمة وفصول تُكتب عناوينها على الشاشة، وعنوان الفصل الأول هو «لغز الوصول» والمقصود هنا هو وصول لازلو إلى الولايات المتحدة، وأول ما يراه هو تمثال الحرية مقلوبا رأسا على عقب، بفعل حركة السفينة التي يستقلها، فكما لو كانت الحرية التي يمثلها التمثال الشهير قد انقلبت إلى النقيض في حالة هؤلاء المهاجرين. يواجه لازلو شظف العيش والوحشة والقسوة والعنف الجسدي. يأتي الفيلم نقيضا للحلم الأمريكي المتمثل في أنه يحق للجميع الثراء والرفاه والوفرة، طالما عملوا لذلك، لكن لازلو يعمل ويكدح ويقدم إبداعه الفني دون الحصول على التقدير الذي يستحقه. يذكرنا «الوحشي» الذي كتب له السيناريو كوربيت ومونا فاستفولد، بأعمال المخرج الأمريكي الأهم في جيله، بول توماس أندرسون، خاصة أفلامه الملحمية مثل «ستسيل الدماء». ويحقق كوربيت معادلة صعبة للغاية، حيث أخرج فيلما صعبا ضخما بتمكن كبير. كما أنه نجح نجاحا كبيرا في تقديم فيلم طويل بلا تطويل ولا مط، حيث نشعر بأن كل حركة وكلمة واختلاجة وجه جاءت في موضعها بدقة متناهية.

 

القدس العربي اللندنية في

03.09.2024

 
 
 
 
 

سبب خيبة أمل المخرج الأميركي تيم بيرتون

البلاد/ مسافات

أكّد المخرج الأميركي تيم بيرتون، في البندقية مع طرح أحدث أعماله "بيتلجوس بيتلجوس" أن "خيبة أمل" انتابته من المجال السينمائي خلال السنوات الأخيرة، لافتا إلى أنه شعر بـ"نوع من الضياع".

وقال في مؤتمر صحفي قبل العرض المسائي للجزء الجديد من فيلم "بيتلجوس": "شعرت خلال السنوات الأخيرة بخيبة أمل من المجال السينمائي"، وفقا لوكالة "فرانس برس".

وبعد ستة وثلاثين عاما على فيلم "بيتلجوس" الذي حقق شهرة كبيرة، يجمع الجزء الجديد ممثلين من العمل الأصلي بينهم مايكل كيتون في الدور الرئيسي، ووينونا رايدر، المراهقة التي تتواصل مع الأشباح، بالإضافة إلى وجوه جديدة في العمل كحبيبته مونيكا بيلوتشي.

وبين الممثلين في "بيتلجوس بيتلجوس" أيضا جينا أورتيغا (21 عاماً)، نجمة مسلسل "ونسداي" الذي أنتجه بيرتون وكان لنجاحه تأثير إيجابي عليه.

وأضاف المخرج "قلت لنفسي إذا كان عليّ أن أعيد إنجاز شيء ما، فينبغي أن يكون نابعا من القلب، شعرت بأنني ضائع قليلا، إلا أن إنجاز هذا الجزء الجديد بثّ الطاقة فيّ من جديد. لقد شكل الفيلم عودة إلى الأشياء التي أحب القيام بها وإلى الطريقة التي أرغب في استخدمها، مع أشخاص أحبهم".

وحقق مخرج "إدوارد سكيسورهاندز" و"تشارلي أند ذي تشاكلت فاكتوري" انطلاقة ناجحة بعد صدور الجزء الأول من "بيتلجوس".

وقال المخرج البالغ 66 عاما والذي لا يبدو أنه يعتزم تصوير جزء ثالث من "بيتلجوس" إن "المضحك هو أنّني بقدر ما أحب هذا الفيلم، لم أفهم مطلقا أسباب نجاحه". ويعيد المخرج في الفيلم الجديد إحياء الدور الرئيسي في العمل، وهو طارد أرواح شرير يعيد تأديته مايكل كيتون (72 عاما).

 

####

 

Wolfsجورج كلوني وبراد بيت.. أسوأ ما قدم الاثنان بالسينما

البلاد/ مسافات

تعرض فيلم جورج كلوني وبراد بيت، الجديد، Wolfs إلى نقد لاذع، واعتبر من أسوأ ما قدم الاثنان.

والفيلم الذي يتناول قصة شرطي وصديقه، وصف بأنه فوضوي وغير مكتملة، ولم يعطه النقاد أكثر من نجمة واحدة.
والفيلم الذي تبلغ تكلفته 200 مليون دولار أميركي، والمقرر عرضه في دور العرض في 20 سبتمبر، يتبع اثنين من نجوم فيلم
Ocean’s Eleven حيث يضطران إلى العمل معًا على مضض لإصلاح مشكلة تنشأ عندما تستيقظ المدعية العامة الصارمة في مكافحة الجريمة لتجد شابًا ميتًا في العشرينيات من عمره كانت على علاقة معه، وفق “دايلي ميل”.

ولكن النقاد يقولون إن الفيلم، الذي حقق ميزانية قياسية لأي فيلم يتم بثه عبر الإنترنت، فشل، وكتب روبي كولين من صحيفة The Telegraph “الفيلم فوضوي، اشتكى جورج كلوني مؤخرًا من أن كوينتين تارانتينو لا يعتبره نجمًا سينمائيًا. إذا صنع المزيد من الأفلام مثل هذا، فسوف يثبت كلوني قريبًا أن تارانتينو على حق”.

وقال الناقد سيدانت أدلاخا ، إن المشاكل المتعلقة بالفيلم، الذي عُرض لأول مرة في البندقية ليلة الأحد، تظهر مبكرًا وبشكل متكرر، ويقول هو والنقاد الآخرون إن واتس، بدا وكأنه يعتمد على مكانة كلوني وبيت كنجوم لجعله فيلمًا ناجحًا في شباك التذاكر، مع حبكة باهتة و”نص غير مكتمل يحتوي على القليل من الفكاهة أو العمق”، ويزعم باري ليفيت من ديلي بيست، أن كل النكات تدور حول فكرة واحدة مفادها أن أيًا من الشخصيتين لا يريد العمل مع الآخر.

ويواصل ليفيت: “إن كل من كلوني وبيت، يقدمان هنا أداءً آليًا، ويحركان أفواههما ويخرجان حوارًا مطولًا لأنهما يتقاضيان الكثير من المال للقيام بذلك (أكثر من 35 مليون دولار لكل منهما، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز).”

ويقول النقاد إن المخرج بدا وكأنه يعتمد على مكانة كلوني وبيت كنجوم لجعل الفيلم ناجحًا.

وفي النهاية، خلص بعض النقاد إلى أن فيلم Wolfs يعاني من نفس المشاكل التي تعاني منها أفلام منصات البث على الإنترنت أو عند الطلب الأخرى، حيث كتبت هيئة الإذاعة البريطانية أنه “نوع من الأفلام التي يمكن مشاهدتها بسهولة ولكنها قابلة للنسيان والتي تم إنشاء خدمات البث على الإنترنت من أجلها”.

 

####

 

ريتشارد غير وحديث عن Pretty Woman

البلاد/ مسافات

مازح الممثل ريتشارد غير، زميلته الممثلة جوليا روبرتس، أثناء حديثه في جلسة نقاش ضمن فعاليات مهرجان البندقية السينمائي الـحادي والثمانين ، بأن “ليس لديهما أية كيمياء” وذلك بعد عرض مشهد جمعهما في الفيلم الكوميدي الرومانسي “Pretty Woman” الذي عرض في عام 1990.

ومع عرض المشهد الذي يظهر فيه “غير” بشخصية رجل الأعمال الثري، ضحك وقال: “من الواضح أن هذا الممثل وهذه الممثلة ليس بينهما كيمياء، ولم أرَ هذا المشهد منذ وقت طويل هذا مشهد مثير“.

كما اعترف “غير” خلال جلسة النقاش بأنه يعتقد أن شخصيته كانت “مكتوبة بشكل إجرامي”: وقال “لقد كانت في الأساس بذلة وقصة شعر جيدة”.

كما كشف أن مشهد البيانو الشهير كان مرتجلًا بعدما طلب منه المخرج أن يتخيل ما ستفعله هذه الشخصية أثناء قضاء بعض الوقت في الفندق فبدأ بالعزف على البيانو عشوائيا بما يتناسب مع شخصية الثري أدوارد.

وفي معرض حديثه عن استقبال الفيلم، الذي أوصل “غير” و”روبرتس” إلى شهرة هوليوود، قال “غير” إنّه لم يكن بإمكانه التنبؤ بمدى نجاح الفيلم وتأثيره على الكثيرين بعد كل هذه السنوات.

Pretty Woman من إخراج غاري مارشال، تخطت إيراداته أربعمئة مليون دولار في شباك التذاكر أمام ميزانية قيمتها اربعة عشر مليونًا. تدور أحداثه حول رجل أعمال يختار بائعة هوى لترافقه في الحفلات والمناسبات الاجتماعية حفاظًا على مظهره الاجتماعي ولكنه يقع في حبها.

 

البلاد البحرينية في

03.09.2024

 
 
 
 
 

بيدرو ألمودوفار يقدم أوّل أفلامه الطويلة بالإنكليزية في "فينيسيا"

(فرانس برس)

قدّم المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار بعد بلوغه 74 عاماً أوّل فيلم روائي طويل له باللغة الإنكليزية، ضمن مهرجان فينيسيا السينمائي، الاثنين.

وتدور قصة فيلم "ذا روم نكست دور" الذي يتنافس على جائزة الأسد الذهبي، حول إنغريد (جوليان مور)، وهي روائية قلقة بشأن نهاية حياتها، ومارثا (تيلدا سوينتون)، وهي صديقة طفولتها ومراسلة حرب سابقة اعتادت تحدي الموت وتعيش وحيدة في شقتها الفارهة في نيويورك.

وتحيل مشاهد استذكارية في الفيلم إلى مراحل سابقة من حياة مارثا: ابنتها التي لم تتسنّ لها تربيتها بسبب انشغالها بالعمل، والتي لم تتحدث معها أبداً عن والدها البيولوجي، والعلاقات العاطفية الفاشلة في حياة هذه المرأة التي تتمتع بشخصية قوية وحرة لكنها تعاني من الوحدة.

وتتجدد الصداقة بين المرأتين في خضم معركة مارثا ضد مرض سرطاني في مراحله النهائية. وفي ظل رفضها الخضوع لعلاج جديد غير مضمون النتائج، تقرّر مارثا إنهاء حياتها عن طريق تناول عقار اشترته بشكل غير قانوني عبر الإنترنت.

وتطلب من إنغريد أن ترافقها في لحظاتها الأخيرة، عبر الانتقال معها إلى منزل فخم مستأجر في الريف، والنزول في "الغرفة المجاورة" (وهي ترجمة اسم الفيلم "The Room Next Door").

وتبقى إنغريد قريبة على الدوام من صديقتها، لكنها لا تعطيها العقار الذي تنوي مارثا تناوله بمفردها، في إحدى الليالي، خلف بابها المغلق. وقد وعدتها بأن أحداً لن يعرف شيئاً عن الاتفاق بينهما. لكن إنغريد تضع ثقتها في رجل، يؤدي دوره جون تورتورو، وكان شريك الاثنتين في مرحلة سابقة.

"عالم يحتضر"

ولا يشبه فيلم بيدرو ألمودوفار الجديد الأعمال الصاخبة والاستفزازية في بدايات المخرج الإسباني الشهير، كما أنه بعيد عن الأعمال المشحونة بالعواطف التي قدمها مثل "أوْل أباوت ماي ماذر" أو "توك تو هير".

كذلك يبتعد المخرج في فيلمه الجديد عن السيرة الذاتية "باين أند غلوري" الصادر سنة 2019، مقدماً عملاً زاخراً بالميلودراما، من دون إحداث ثورة في طريقة مقاربة موضوع القتل الرحيم، الذي يتم تناوله بانتظام في السينما.

وطعّم المخرج فيلمه الجديد ببعض اللمسات السياسية والاجتماعية، مضمّناً إياه تشبيهاً بين نهاية الحياة والكارثة المناخية في العالم حالياً.

وقال بيدور ألمودوفار الذي يتطرق في أعماله بشكل متزايد إلى مسائل العجز والخوف من الموت، خلال مؤتمر صحافي في "فينيسيا" إن "الفيلم يدور حول امرأة تحتضر في عالم يحتضر بدوره على الأرجح".

أضاف: "لقد ولدت في منطقة لا مانشا، حيث توجد ثقافة عميقة حول الموت (...) أشعر بأنني قريب جداً من شخصية جوليان (مور)، لا أستطيع قبول أنّ كائناً حياً يجب أن يموت. الموت في كل مكان لكنه أمر لم أفهمه أبداً. أبلغ 74 عاماً وكل يوم يمر ينقص من عمري".

بيدرو ألمودوفار يحقّق حلم "هوليوود"

ولطالما دغدغ مشروع تصوير فيلم في الولايات المتحدة، باللغة الإنكليزية، مخيلة المخرج الإسباني الذي يشكل بلا منازع أبرز السينمائيين في بلاده، وأحد أهم الأسماء في السينما الأوروبية.

بعد محاولات فاشلة في هوليوود، اختار بيدرو ألمودوفار تصوير فيلمه على الساحل الشرقي الأميركي، في نيويورك، المدينة التي فتحت أبواب الولايات المتحدة أمامه عندما بدأ مشواره في الثمانينات.

وطرح ألمودوفار في عام 2020 أوّل فيلم متوسط الطول باللغة الإنكليزية، بعنوان "ذا هيومن فويس"، استناداً إلى رواية لجان كوكتو، من بطولة تيلدا سوينتون أيضاً. بعد ثلاث سنوات، كرر التجربة مع فيلم أقصر بعنوان "سترينج واي أوف لايف"، وهو عمل عن المثلية الجنسية من بطولة إيثان هوك وبيدرو باسكال.

في فيلم "ذا روم نكست دور"، اعتمد ألمودوفار مجدداً على المؤلف ألبرتو إغليسياس في الموسيقى التصويرية، كما تعاون مع علامات تجارية كبرى في أزياء الممثلات.

وكان المخرج قد قال في حديث مع وكالة فرانس برس في يونيو/حزيران الماضي إن "كل شخصية يجب أن ترتدي ملابس معينة. بهذه الطريقة، يتم التعبير عن الكثير من المشاعر".

 

العربي الجديد اللندنية في

03.09.2024

 
 
 
 
 

اهتمام بالإنتاج السينمائي المغربي في مهرجان موسترا بالبندقية

دور إنتاج مغربية تحظى بثقة كبار صناع السينما في مهرجان موسترا بالبندقية

البلاد/ مسافات

تحتضن مدينة البندقية الإيطالية فعاليات الدورة 81 لمهرجان موسترا السينمائي خلال الفترة الممتدة من 28 أغسطس إلى 7 سبتمبر، وقد لفت الإنتاج السينمائي المغربي انتباهًا كبيرًا خلال هذه الدورة.

التمثيلية المغربية التي يرأسها عبد العزيز البوجدايني، مدير المركز السينمائي المغربي، تكونت من أربع دور إنتاج مغربية ذائعة الصيت على المستوى العالمي وهي:

DUNE Films -، الممثلة في المنتجة سناء الكيلالي، وهي الشركة التي تحظى بثقة أكبر صناع السينما العالميين لإنتاج العديد من الأفلام العالمية بالمغرب، مثل الجزء الثاني من فيلم Gladiator المزمع عرضه في القاعات السينمائية في نوفمبر المقبل ومسلسل Flight 103 الذي يحكي قصة تفجير لوكربي.

ZAK Productions -، الممثلة في المنتج زكرياء العلوي، المتخصصة في الإنتاج السينمائي، ومن بين إنتاجاتها الفيلم العالمي Indiana Jones الذي تم عرض الجزء الخامس منه سنة 2023 وفيلم Mission Impossible 5 للمثل العالمي توم كروز.

AGORA Films -، الممثلة في المنتجة سعاد المريقي، المتخصصة في الإنتاج السينمائي المغربي الفرنسي، مثل فيلم LA DARONNE وفيلم INDIGO.

KASBAH Films -، الممثلة في المنتج كريم الدباغ، الذي قدم العديد من الأعمال الأجنبية مثل فيلم Men in Black 2.

خلال ندوة حول السينما المغربية بعنوان " المغرب: أرض مرحبة بإنتاج الأفلام الأجنبية من خلال برنامج الدعم النقدي "، سلطت التمثيلية المغربية الضوء على الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها بلادنا في مجال الإنتاج السينمائي كما أبرزوا التطور الملفت الذي شهدته صناعة السينما في المغرب من خلال تنوع المناظر الطبيعية وكذلك المدن التاريخية كمدينة ورززات والصويرة وغيرها، التي جذبت العديد من الإنتاجات السينمائية العالمية مثل Gladiator وGame of Thrones وغيرها.

تجدر الإشارة إلى أن السينما المغربية وصناعة السينما العالمية في المغرب تعيش في السنوات الأخيرة دينامية متزايدة بفضل التوجيهات الملكية السامية ودعم المركز السينمائي الوطني برئاسة عبد العزيز البوجدايني لشركات الإنتاج الوطنية، بفضل برنامج الدعم النقدي الذي يرمي لاستفادة شركات الإنتاج من تعويضات على الرسوم والضرائب، الشيء الذي يرمي لتشجيع صناع السينما العالميين على اتخاذ المملكة المغربية قبلة لإنتاجاتهم.

 

البلاد البحرينية في

04.09.2024

 
 
 
 
 

رسالة فينيسيا السينمائي: "ذئاب"

سليم البيك/ محرر المجلة

في المهرجانات السينمائية الكبرى تحضر تظاهرة "خارج المسابقة"، وتكون لأفلام لا مكان لها في المسابقة الرسمية، إما برغبة من أصحاب المهرجان أو أصحاب الفيلم. وأفلام هذه الفئة لا تكون صالحة لمسابقات المهرجانات عموماً، تشمل أساساً أفلاماً تجارية بالمعنى الكبير للكلمة، بإنتاجات ضخمة، هوليوودية، تعتمد على النجوم والتأثيرات، وتبعث على كثير من الضجة السمعية والبصرية في الصالة.

من بين أبرز ما عرض في مهرجان فينيسيا السينمائي، ضمن هذه الفئة كان فيلم الأمريكي جون واتس، "ذئاب" (Wolfs). بعبارة واحدة: أهمية الفيلم تنحصر في نجومية بطليه، جورج كلوني وبراد بيت. من دونهما ليس في الفيلم ما يجعله خاصاً.

احتاج المهرجان المكثر من السينما الأمريكية ونجومها، حضور نجوم بحجم هذين، من بعد إضراب نقابة الكتاب والممثلين الأمريكيين العام الماضي وحؤول ذلك دون حضور لنجوم في مهرجانات. ولم تفوّت وسائل إعلام المهرجان الاهتمام الخاص بحضور النجمين. أما الفيلم بوصفه فيلماً، فهذا موضوع آخر.

الفيلم المناسب تماماً للعروض التجارية، وهو لأبّل بْلس، يحكي عن رجلين يقدّمان، كلاً على حدة، الخدمة ذاتها في مشاكل معقدة، كمقتل أحدهم ورغبة آخر في التخلص منه. وكل منهما لا يعمل إلا بمفرده كالذئب، لكن الظرف اضطرهما للعمل معاً.

سيشكل الرجلان ثنائياً في محاربة عصابات مخدرات، أجنبية طبعاً، ألبانية وأخرى تشيكية. ينتهي الفيلم بما يوحي بضرورة جزء ثان منه، ليخلق الفيلمُ ثنائياً مثالياً كأي أبطال سينمائيين أمريكيين، لا يُهزَم أو يموت من موسم وجزء إلى آخر، وقد يكون بداية سلسلة أفلام ناجحة تجارياً وتحديداً منصّاتيا، وكل هذا البُلشِت الأمريكي.

شاهدتُ الفيلم، بكل ضجيجه والصراخ المدوي لمشهده الافتتاحي، في عرض التاسعة صباحاً، بعد استيقاظ في السادسة للحاق بالقارب المتهالك والبطيء، الواصل من جزيرة سان ماركو إلى جزيرة ليدو.

أقول لنفسي إني ما كنت لأشاهد الفيلم في صالة السينما، في أي مساء كان لي فيه وقت زائد عن الحاجة، وكنت مرتاحاً ومتكاسلاً. كنت حتماً سأختار غيره. للساعة خلال المهرجان ثقلها، بين المشاهدة والكتابة والتجوال وغيرها، وإن كان لا بد أن يتندّم أحدنا على شيء في أي تجربة، مهما صغر، هي عندي هنا مشاهدة هذا الفيلم.

ليست هذه الأسطر نقداً لفيلم سيعجب الأغلبية، فيلم نجوم، وهو يبقى لطيفاً وخفيفاً بحسب مزاج أحدنا ووقته وطاقته. هو أولاً خارج المسابقة الرسمية وأنا أحاول التركيز في هذه التعليقات اليومية على أفلام المسابقة، وهو ثانياً أكثر غباء من الرغبة في نقده. هذه الأسطر نقدٌ لفعلتي في منح الفيلم فرصة لتغيير رأي أوّلي لي به، بمشاهدته.

 

####

 

رسالة فينيسيا السينمائي: "حصاد"

سليم البيك/ محرر المجلة

هو واحد من الأفلام الطموحة، التي تزاحم، بتجريبية وجرأة سرديتين، أفلاماً "كبرى" لمخرجين أكثر تكريساً، لكن بالتزاحم يجد الفيلم لنفسه، باستحقاق، مكاناً في المسابقة الرسمية للدورة الحادية والثمانين للموسترا.

فيلم اليونانية أثينا راشيل تسانغاري، "حصاد" (Harvest) لا يشبه أياً من أفلام هذه الدورة، والأهم أنه لا يشبه أفلامها السابقة، ذات الطابع الخاص هي بدورها، بطيئة وإيمائية وتأملية، ساخرة وعبثية. ولها أفلام ممتازة منها "أتينبيرغ" (٢٠١١)، و"فارس" (٢٠١٥).

نحن هنا أمام سرد وتصوير فنيين، بالمعنى البعيد للكلمة، بالمعنى المجرّد، وهذا ربما ما جعل القصة تدور في مكان وزمان مجهولين، وهذا ما جعلها، ربما كذلك، تقدم حكاية بدائية للإنسانية يمكن أن تُحكى بالترميز للأطفال. من دون حيوانات لكن بأقنعتها.

في الفيلم قرية وأهلها القليلون، يعيشون بغرابة، بما لا يبعث على أي ثقافة أو مجتمع معلومين. في الجوار قصر وساكنه يتحكم بأهالي القرية، باستعباد، يجبرهم على هجرة قريتهم الصغيرة، ويلاحق راسمَ الخرائط كي يحدد مواقع القرية وما حولها، فيستملكها. البعض يقاوم والبعض ينهزم. هي قصة الإنسان، الهزلية، منذ أول البشرية إلى اليوم.

يبدأ الفيلم بحريق وينتهي بآخر، أحد الأهالي، أحد الجيدين، سينحرف ويتحول إلى خادم عن السيد ومتسيّد على أبناء قريته، أقرب إلى عبد المنزل، في وقت لا حيلة لدى عبيد الحقل سوى الرحيل والنجاة.

الفيلم أقرب إلى أسلوب مسرحي، الأحداث محدودة المواقع، كما هي إطارات الكاميرا، كأنها لوحات ثابتة. ينتاب أحدنا حدس أوّل المشاهدة، في العلاقة ما بين الفيلم ولوحات فان خوخ، مع القصة واللقطات الأولى، والعنوان المأخوذ، بالضرورة، من لوحة لفان خوخ بالعنوان ذاته. إثر المشاهدة يدرك أحدنا أن سلسلة لوحات لفان خوخ كانت مورداً أولياً للرؤية البصرية للفيلم، كأن اللوحاتَ مواقعُ القرية. حتى راسم الخرائط، بأسلوبه الدوائري في النقر والرسم، كان أقرب في شكله لبورتريهات الرسام الهولندي. كآبة فان خوخ وعدميته متوزعة على طول الفيلم، نهايته المأسوية كذلك.

نعرف عن كآبة فان خوخ من أعماله الممتلئة بالغربان، ومن سيرته ونهايته، ومن رسائله المكتوبة إلى أخيه. الكآبة في الفيلم كانت جماعية، في سياقها الحكائي ما بين الخير والشر في أبسط مظاهره، وفي جماليات تصوير من بين الأبرز على طول المهرجان إلى حينه. التراجيديا الواقعية الفان-خوخية كانت هنا ممتدة في التاريخ والجغرافيا والجماعة.

يمكن الخروج من الفيلم بقصة تُحكى للأطفال وفيها عبرٌ ما، ويمكن الخروج بنص ديني أخلاقي، ويمكن البقاء فيه، في الفيلم، بوصفه عملاً فنياً بديعاً حول صراعات إنسانية أزلية/أبدية، في اللامكان واللازمان، أي في كل مكان وكل زمان.

 

مجلة رمان الثقافية في

04.09.2024

 
 
 
 
 

فيلم «أرض المعركة» للإيطالي جياني إيميلو… لماذا يفر الجنود من القتال؟

نسرين سيد أحمد

البندقية ـ «القدس العربي»: في فيلم «أرض المعركة» للمخرج الإيطالي جياني إيميليو، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي (28 أغسطس/آب إلى 7 سبتمبر/أيلول) نجد أنفسنا أمام سؤال وطني وأخلاقي في المقام الأول: هل الفرار من القتال ومن أهوال القتال خيانة عظمى حقا؟ هل هو دليل على الجبن، أم رغبة في إنقاذ النفس من حرب لم يختر الجندي أن يشارك فيها، ولم يكن سببا في اشتعالها؟
العام هو 1918، في أواخر الحرب العالمية الأولى، والمكان هو مستشفى عسكري إيطالي، حيث يعمل طبيبان صديقان، تختلف رؤيتهما للحرب اختلافا تاما. الأول هو جوليو (غابريال مونتيسي) الذي يرى مساعدة بلاده على الانتصار في الحرب، مهما كانت التكلفة البشرية، واجبا قوميا، ولذلك يبذل قصارى جهده في أن يعيد الجرحى إلى الجبهة، حتى قبل أن يتماثلوا للشفاء تماما، طالما تسمح حالتهم بالقتال. أما الطبيب الثاني فهو ستيفانو (أليساندرو بورجي) الذي يرى أن الجنود، الذين لا يزال الكثير منهم مجرد صبية، يزج بهم في آتون الحرب دون رغبة منهم، ويتفهم رغبة بعضهم في الفرار والعودة لديارهم. تجمع المستشفى الاثنين مع الممرضة آنا (فدريكا روسيليني) التي تجمعها صداقة طويلة مع الاثنين
.

في هذا المستشفى نرى شبابا يعانون من الصدمة من أهوال الحرب، والكثير من المصابين الذين دمرت الشظايا والقذائف أجسادهم. لكننا نرى أيضا شبابا يتعمدون أن يعرضوا أنفسهم لإصابات تؤجل عودتهم للجبهة، أو تعفيهم من القتال كلية. ونرى أيضا من يعمل في الخفاء، مستعينا بخبرته الطبية، في مساعدة هؤلاء الجنود على أن يصابوا بأعطاب تؤدي لإعفائهم من القتال وعودتهم إلى ديارهم.

لا يصور إيميليو أرض المعركة التي تعنون الفيلم قط، ولا نرى في الفيلم مشاهد القتال بصورة مباشرة، لكن الحرب حاضرة واضحة جلية في كل لحظات الفيلم في أجساد الجنود المصابين في المستشفى، الذين مزقت أجسادهم الحرب، وفي نظرات الخوف والصدمة، وفي الذعر من العودة إلى القتال. المعركة حاضرة في صراخ الجرحى، وفي دمائهم المراقة وفي الأعداد الجديدة من المصابين التي تتوافد على المشفى في كل يوم. لا يقدم المخرج إنجازا بصريا كبيرا ولا فيلما يشار له بالبنان، لكنه يقدم فيلما يدين الحروب وأهوالها، لأنها تجعل الناس حطبا لها، ولأنها تدفع الكثير من الجنود إلى تشويه أجسادهم أو إصابة أنفسهم بعاهات حتى لا يزج بهم ثانية في الحرب، بعد أن أبعدتهم الإصابة عنها. ويصور الفيلم القسوة الشديدة للآلة العسكرية، التي لا يهمها من يسقط جريحا أو صريعا، بل تستخدم المزيد من الشباب حطبا لها. وبينما ما زال العالم يترنح من وطأة الحرب العالمية الأولى، التي لم تنته بعد، تواجه البلدان حربا جديدة وعدوا جديدا يحصد الأرواح حصدا، وهذا العدو هو وباء الإنفلونزا الإسبانية، الذي يتفشى في المدنيين والجنود على حد سواء. وهنا تتحول الحرب في الفيلم إلى حربين أسلحتهما مختلفة تماما. أولاهما هي الحرب العالمية بمدافعها وضباطها وقادتها. وثانيتهما هي الحرب ضد الوباء، وسلاحها العلم، ومحاولات الأطباء للحد من تفشي الوباء، والمختبرات في محاولة التوصل لعلاج.

يبدو لنا الفيلم مشتتا أحيانا بين الحربين، حرب السلاح والجنود وحرب الأطباء في محاولة مواجهة الوباء. ربما يود المخرج أن يوضح لنا أنه توجد حروب أخرى أكثر أهمية، وربما أكثر شرفا، يتعين على العالم أن يخوضها، مثل التصدي للأمراض والأوبئة التي تفتك بالكثيرين، ومن التصدي للفقر، الذي يجعل الناس فريسة أسهل للأوبئة. لكن هذه الرسالة تأتي على حساب الفيلم، الذي يبدو أحيانا مشتتا منقسما. وربما كان من الأفضل أن يركز المخرج على تحدٍ واحد ومعركة واحدة. لا يقدم الفيلم نهاية واضحة لأي من الحربين ويشتتنا بين عالمين.
«
أرض المعركة» فيلم واعد، يحمل في شقه الأول رؤية واضحة وصوتا قويا في مواجهة الحروب، ثم تأتى الانفلونزا الإسبانية فيتبدد الصوت وتتفكك الرؤية. يبدو لنا في بادئ الفيلم أن جوليو وستيفانو قد حزما أمرهما وقررا توجهاتهما الأيديولوجية والأخلاقية ومفهومهما للواجب بصورة واضحة في النصف الأول من الفيلم، لتأتي الانفلونزا الإسبانية لتبدد الرؤية وتقضي على اتزان الفيلم
.

 

القدس العربي اللندنية في

04.09.2024

 
 
 
 
 

"عائشة لا تستطيع الطيران" يفوز بجائزة في مهرجان فينيسيا.. ومنتجته تعلّق

إيمان محمد

أعلن المخرج المصري مراد مصطفى فوز فيلمه "عائشة لا تستطيع الطيران" بجائزة الدعم الرسمية "فاينال كت" من مهرجان البندقية السينمائي الدولي في دورته الـ 81، التي بدأت في 20 أغسطس/آب الماضي وتستمر حتى 7 سبتمبر/أيلول الجاري.

وقال مصطفى عبر حسابه على فيسبوك، "فيلمنا (عائشة لا تستطيع الطيران) يفوز بجائزة الدعم الكبرى من مهرجان البندقية السينمائي الدولي بدورته الـ 81 بالإضافة لـ4 جوائز أخرى".

من جانبها، عبرت منتجة الفيلم سوسن يوسف للجزيرة نت عن سعادتها بالفوز، خاصة أنها المرة الأولى التي يحصل خلالها فيلم مصري على هذا الدعم خلال الـ12 دورة -تمثل عمر الجائزة- موضحة أن العمل نافس 7 أفلام أخرى، منها 3 أفلام مصرية "فهى مسابقة مشاريع قيد الإنجاز، فـ (عائشة لا تستطيع الطيران) لا يزال في مرحلة التصوير".

ومع عرض 40 دقيقة من أصل ساعتين هي مدة الفيلم الأصلية، تلقى صناع الفيلم ردود فعل مشجعة وحماسية.

وعن الدعم الذي تلقاه الفيلم من مهرجان البندقية، قالت يوسف إن مبلغ الجائزة هو عبارة 5 آلاف يورو، إلى جانب دعم لوجيستي للمشروع مثل تصحيح الألوان ومكساج الصوت وهي من ضمن متطلبات تطوير الفيلم.

واعتبرت المنتجة المصرية أن الأهم هو حصول "عائشة لا تستطيع الطيران" على دعم رسمي من مهرجان البندقية، لأن الجائزة يقدمها المهرجان من خلال لجنة تحكيم خاصة، "ولم أتوقع الفوز بالجائزة، خاصة أن المنافسة قوية والفرصة غير مضمونة".

لكنها في المقابل قالت إنها لم تستبعد تتويج الفيلم "لأنه حصل على 4 جوائز من قبل".

وحول إن كانت المهرجانات الكبرى -ومن بينها البندقية- يضعون شروطا أو قيودا معينة على العمل الذي يتم منحه دعم أو جائزة للتطوير، قالت يوسف إن هذه الجوائز هي دعم صناع الأفلام الجدد ومباركة لطريقهم، دون أي تدخل أو فرض قيود.

وتحدثت منتجة "عائشة لا تستطيع الطيران" عن تعاونها الرابع والجديد مع المخرج مراد مصطفى بعد أن قدما سويا "حنة ورد"، و"خديجة"، وفيلم "عيسى" الحائز على جائزة "رايل" التي تمنح لأفضل فيلم قصير في أسبوع النقاد بمهرجان "كان" في 2023.

وقالت يوسف إن الموهبة والصدق فيما يقدمه مصطفى يعطي ثقة لجميع المنتجين، مما يكسبه الرهان، مشيرةً إلى أن التعاون بينهما فاق توقعاتها.

وكانت يوسف أشارت في تصريحات سابقة للجزيرة نت، إلى أن المخرج مصطفى يهتم بالأبطال الأفارقة، وحريص على تقديم أفكار خارج الصندوق بصدق شديد، ولديه موهبة غير مسبوقة في اختيار الممثلين.

وأوضحت أنها ومراد عاشا في منطقة عين شمس الشعبية، التي يسكنها عدد كبير من المهاجرين الأفارقة. "وبالتالي، هناك الكثير من الحكايات المختلفة التي تستحق أن تُروى، ولأننا نحاول دائما أن نقدم تجارب من واقعنا، وُلدت لدينا فكرة الفيلم".

وتدور أحداث "عائشة لا تستطيع الطيران" الذي يجسد البطولة فيه كل من بوليانا سيمون وعماد غنيم وممدوح صالح وزياد ظاظا، حول مهاجرة أفريقية في العشرينيات من عمرها تعيش في العاصمة المصرية القاهرة، حيث يتناول العمل التوترات التي تواجهها في مجال عملها بالرعاية الصحية.

المصدر الجزيرة

 

الجزيرة نت القطرية في

04.09.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004