ملفات خاصة

 
 
 

أوسكار من جديد ولسه الأفلام ممكنة

كتب من واشنطن:

توماس جورجيسيان

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 97)

   
 
 
 
 
 
 

الليلة الكبيرة للسينما وعشاقها فى هوليوود جذبت اهتمام مئات الملايين من كل بقاع الأرض.حفل أوسكار هذا العام حدث يوم الأحد 2 مارس 2025.

الحدث كان مبهرا كعادته.وقبله ومعه   لم  يتوقف الحديث عن وجوه جديدة وأسماء موهوبة خطفت أنظار عشاق الأفلام  وأيضا عن حالة صناعة السينما وتحديات فرجة الأفلام وبالطبع ما زال فى البال الحرائق التى شهدتها ولاية كاليفورنيا خلال الماضى القريب.

فى هذه الليلة كان لفيلم «أنورا» نصيب الأسد من الجوائز (5 أوسكار). كما حصل فيلم من لاتفيا وفيلم آخر من البرازيل على أول أوسكار لهذين البلدين. وكان لافتا للأنظار حصول فيلم «لا أرض أخرى» على جائزة أفضل فيلم وثائقى. والفيلم يتناول جرائم الاحتلال الإسرائيلى ومعاناة الشعب الفلسطينى.ولم يتردد مخرجا الفيلم الفلسطينى باسل عدرا والإسرائيلى يوفال ابراهام فى الحديث عما حدث ويحدث وحق الفلسطينيين فى تقرير مصيرهم

ما شاهدناه من مشاهد فى الحفل وما سمعناه من كلمات عبر بها المبدعون عما يشعرون به وما عشناه من لحظات بهجة وخيال تؤكد أن الأفلام لسه ممكنة. وأن السينما لها إبهارها وسحرها أينما كان المشاهد لأفلامها. ولا شك أن الأفلام شكلت أحلامنا وذكرياتنا. ومعها رأى المشاهد والعاشق لها عالما جديدا مختلفا عما يعيشه وأحيانا حلق فى أجواء عالم آخر يريد أن يعيشه بعد أن يخرج من دار السينما.

«أنورا» الذى حصل على أوسكار أحسن فيلم. فيلم مستقل لم تنتجه شركة كبرى لديها أموال ضخمة. ميزانية إنتاجه ستة ملايين دولار فقط. وإيراداته حتى الآن تقدر بـ 40 مليون دولار. الفيلم يتناول حياة بائعة هوى من نيويورك تتزوج ابن ثرى روسى. مخرجه شان بيكر وقد حصل على أوسكار أحسن مخرج شدد على أهمية عودة عشاق السينما إلى صالات السينما. لأنها حسب تعبيره المكان الذى جمع بيننا وخلق بيننا صداقات ونقاشات حول السينما وحب الأفلام.

بطلة الفيلم مايكى ماديسون حصلت على جائزة أحسن ممثلة وسوف تحتفل بعيد ميلادها الـ26 يوم 25 مارس الجارى. وهى وجه جديد وموهبة متألقة خطفت الأنظار والأضواء.

أما الممثلة زوى سالدانا (46 سنة) فقد حازت على أوسكار أحسن ممثلة مساعدة عن دورها المتميز فى فيلم إميليا بيريز. وجاءت كلماتها المؤثرة بعد تسلمها الجائزة لتشد انتباه الحضور وهى تتكلم عن أسرتها المهاجرة وطموحها الفنى.

وأنا أتابع مشاهد أوسكار 2025 المبهرة تأتى فى بالى سطور كتبها الناقد السينمائى الكبير رءوف توفيق.. فى كتابه «سينما المشاعر الجميلة».. وهو من هؤلاء الذين علمونى عشق السينما.. 

نشتاق كثيرا لأن يفهمنا أحد

نشتاق للحنان والحب

نشتاق لمن يخفف عنا حدة الأيام وطول المسافات

وكأننا قطارات تسير على قضبان..نلهث ونتصارع ونتوجع.. دون أن تتوقف القطارات على محطات للراحة والتقاط الأنفاس.. ودون أن تلتقى الخطوط!

حالة اشتياق.. نمر بها جميعا.. وننتظر ما قد تلقى به الأقدار فى طريقنا وتجعل الخطوط تتلاقى... مع هذه الكلمات للأستاذ رءوف أشاهد الحفل ويتأكد لى سحر الأفلام وسرها فى أن نسرح بها .. ومعها.

وكان لا بد فى الليلة الكبيرة الاحتفاء بالممثل القدير جين هاكمان الذى غادر حياتنا مؤخرا وكان فى الـ95 من عمره. النهاية الدرامية لحياته والعثور على جثته وجثة زوجته فى بيتهما بسانتا فيه بولاية نيو مكسيكو.

هاكمان ترك بصماته التمثيلية المميزة فى ذاكرة مشاهدى أفلامه. مقالات عديدة كتبت عن حضوره التمثيلى وعن أدائه الخاص. ستة عقود من التمثيل و72 فيلما وقد حصل على جائزتي أوسكار. وجاء مورجان فريمان الممثل القدير ليقول فى حفل أوسكار هذا الأسبوع أهل السينما فقدوا عملاقا.. وأنا فقدت صديقا عزيزا.

من يتابع باهتمام أحوال السينما يعرف أن مع مرور السنين لم تعد الأفلام تصنع كما كانت تصنع أو تنتج من قبل. كما أننا نحن كمشاهدين لم نعد نشاهد الأفلام كما كنا نشاهدها من قبل. والبعض يتساءل هل هوليوود التى كانت فى وقت ما توصف بأنها مصنع الأحلام قادرة على صنع أحلام جديدة؟ وإذا كانت هوليوود تنتج سنويا ما بين 600 و800 فيلم فإن بوليوود سينما الهند فى المقابل تنتج سنويا ما بين 1500 و2000 فيلم.

وجدير بالذكر أنه فى نفس يوم حفل أوسكار هذا العام (2025) 2 مارس من 60 سنة فى عام 1965 عرض لأول مرة الفيلم العظيم والشهير Sound of Music (صوت الموسيقى) فى الولايات المتحدة. وكان من بطولة جولى أندروز وكريستوفر بلامر ومن إخراج روبرت وايز. ومن منا يمكن أن ينسى عظمة وإبهار هذا الفيلم العابر للأجيال. الفيلم حصل على خمس جوائز أوسكار من عشر جوائز كان صوت الموسيقى مرشحا لها. ومعروف أن الفيلم مدته 174 دقيقة (تقريبا ثلاث ساعات). وقد تكلف إنتاجه 802 مليون دولار. وإيراداته زادت على 285 مليون دولار

مشهد أخير

عفوا.. نحن كبشر فى حالة اشتياق للذهاب إلى مكان أجمل وزمان أحلى. وهذا بلا شك من حقنا طالما أحياء. أسمع هذه العبارة تتكرر حولى خاصة لدى عشاق السينما والأفلام بما فيها من جمال وخيال وسرحة وفسحة وراحة ورحرحة وانطلاق وتحليق فى آفاق لم نعرفها من قبل

علاقاتنا الحميمة مع الأفلام وممثليها ومشاهدها وموسيقاها تحتاج الى دراسات ونقاشات تبحث عن السر فى لهفة المشاهدة وعن الكيمياء فى التفاعل الوجدانى مع الفيلم وعالمه المبهر. وأكيد لسه الأفلام ممكنة.  

 

صباح الخير المصرية في

12.03.2025

 
 
 
 
 

لماذا ركز حفل الأوسكار على بوند وترك لينش على الهامش

في حفل احتفى بالسينما المستقلة والابتكار الفردي، لم يحظ المخرج الرؤيوي صاحب فيلم "مخمل أزرق" سوى بإشارة عابرة بالكاد لامست ذكراه. وفي المقابل، نال جيمس بوند إشادة مذهلة امتدت لـ 10 دقائق كاملة. ترى، ما الذي يحدث هنا؟

كلاريس لاغراي 

ملخص

ركز حفل الأوسكار على تكريم جيمس بوند بإشادة مطولة، بينما لم يحظَ ديفيد لينش إلا بإشارة عابرة على رغم تأثيره العميق في السينما، ما يعكس هيمنة القيم التجارية على الجوائز، مقابل تقدير محدود للإبداع الفردي الذي يجسده مخرجون مستقلون.

سادت همسات محتارة عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال حفل الأوسكار الأخير، بينما بدأت مارغريت كوالي تؤرجح ساقها عالياً على أنغام موسيقى أفلام جيمس بوند، قبل أن تظهر المغنيات ليزا ودوجا كات وراي ليؤدين أغنيات "عِش ودع غيرك يموت" و"الألماس يبقى إلى الأبد" و"سكايفول". هل مات جيمس بوند... نهائياً هذه المرة؟ 

الأنباء عن وقوع العميل 007 في قبضة شبكة أمازون لا تبشر بمستقبل مشرق للجاسوس الأسطوري، إلا إذا كنتم متحمسين لفكرة إنتاج مسلسل مستمد من سلسلة الأفلام عن شخصية "أم الشابة". لكن مديحاً يمتد لعشر دقائق كاملة بدا مبالغاً فيه بعض الشيء. 

يبدو أن حفلات الأوسكار تعاني من ارتباط مزمن بتكريم سلسلة أفلام بوند، فقد سبق "الاحتفاء" بها على خشبة المسرح خلال حفلي عامي 2013 و2022. لكن هذا العام، أكثر من أي وقت مضى، كانت هناك شخصيات أخرى تستحق أن تُمنح مزيداً من وقت الحفل الذي نشاهده على شاشاتنا.

كان حجم فقدان المواهب خلال العام الماضي مؤلماً بشكل خاص. وفاة جين هاكمان، في فبراير (شباط) الماضي، أحدث صدمة. وعند افتتاح فقرة "في الذاكرة" السنوية، تحدث مورغان فريمان، الذي شارك هاكمان بطولة فيملي "غير المغفور له" Unforgiven و"تحت الاشتباه" Under Suspicion، بكلمات مؤثرة عن صديقه، ذلك الممثل الذي تعامل مع فنه بصدق لا يتزعزع، واحتضن الجانب القاسي لشخصياته ليكشف عن روح متألقة بداخلها.

كادت الدموع تنهمر من عيني. كانت خسارة هاكمان صعبة جداً بلا شك، لكن هذه السنة شهدت أيضاً وفاة الفنان الأكثر تأثيراً في حياتي، وفي حياة عديد ممن أعرفهم: المخرج ديفيد لينش، الذي كان يحول الأحلام إلى واقع على الشاشة. لم يكن لينش مجرد مخرج، بل كشف لنا الإمكانيات اللامحدودة للسينما كوسيلة للتعبير، كما كشف لنا عن عوالم مخفية داخل أنفسنا، عن الضوء الذي ينبثق من الظلام الدامس، وعن الحب الذي يعيش في أعماق الشر وبين براثنه.

بين الحضور، جلست إيزابيلا روسيليني، نجمة فيلمي "مخمل أزرق" Blue Velvet و"قلب جامح" Wild at Heart، والشريكة السابقة لديفيد لينش. كانت حاضرة بسبب ترشيحها لجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم "الملتقى" Conclave، وقد ارتدت فستاناً من المخمل الأزرق تكريماً لـ لينش، وأحضرت معها ضيفتها لورا ديرن، واحدة من أبرز المتعاونين مع لينش، التي شاركتها البطولة في فيلمي "مخمل أزرق" و"قلب جامح" وكذلك في فيلم "إمبراطورية الداخل" Inland Empire ومسلسل "توين بيكس: العودة" Twin Peaks: The Return.

قلت لنفسي: ها هي اللحظة، ستصعدان إلى المسرح وتتحدثان عن هذا الفنان العظيم، بأسلوب محب ورحيم، كما يفعل من يعرفونه. ربما تعود ليزا أو دوجا كات أو راي لتقديم أغنية "في الأحلام" التي غناها روي أوربيسون في فيلم "مخمل أزرق". ربما سيحولون المسرح إلى الغرفة الحمراء الشهيرة في سلسلة "توين بيكس". ألن يكون ذلك رائعاً؟ لكن بدلاً من ذلك، عرض مونتاج فقرة "في الذاكرة" على أنغام "قداس الموت" لـ موزار، ولم يحصل لينش إلا على... 10 ثوانٍ من وقت العرض. ألم يكن ما حدث ظلماً؟ لقد بدا كذلك بالفعل.

لم يحصل لينش طوال حياته على جائزة أوسكار في الفئات التنافسية. تم ترشيحه أربع مرات، وحصل على جائزة الأكاديمية الفخرية عام 2019. كان خطابه ملاحظة شكر قصيرة، أتبعها بهذه الكلمات التي وجهها إلى تمثال الأوسكار الجديد الذي كان يحمله بيده: "لديك وجه مثير للاهتمام، تصبحون على خير". هذه هي آلية عمل الصناعة. الجوائز هي أساساً لأولئك الذين يلتزمون بالقواعد ويلعبون ضمن حدودها، وليس لأولئك الذين يتجاهلونها ويبتكرون أشكالاً جديدة.

لكن لا يمكن إنكار تأثير لينش على الأفلام التي تم الاحتفاء بها في ليلة الأوسكار، سواء كان ذلك في التفاصيل الصغيرة أو الكبيرة. فطريقة تصويره للحياة العادية كحكاية خرافية (ماذا عن قصة فيلم "أنورا" Anora المنسوجة على غرار حكاية سندريلا؟)، وطريقة تجسيده للخطايا البدائية في قلب أميركا (هل تذكرتم اللمسات السريالية في فيلم "الوحشي" The Brutalist؟)، إضافة إلى الطريقة التي حول فيها رواية فرانك هربرت "كُثيب" Dune إلى السينما (هل قال أحدكم "كُثيب: الجزء الثاني"؟) كانت روح لينش حاضرة في تلك القاعة. ولذلك، كان من المؤلم أن يلقى إرثه مجرد تلميح بسيط من التقدير في حفل كان يركز في جوهره على كرامة الفن والحرفة.

أما شون بيكر، وأثناء استلامه جائزة أفضل مخرج عن فيلم "أنورا" الذي فاز بأربع جوائز أخرى، فقد أطلق دعوة حماسية للحفاظ على دور السينما، قائلاً إنها "تجربة جماعية لا يمكنك الحصول عليها في المنزل". وقد فعل مقدم الحفل كونان أوبراين الشيء نفسه، لكن بطريقة فكاهية، حيث قدم مشهداً تخيلياً في إطار كوميدي يدعي فيه ابتكار مفهوم جديد للبث المباشر، يُعرض في مكان واحد بحيث لا تحتاج إلى حمل الشاشة ("فالمبنى هو الذي يحملها!"). واحد من أفضل اختيارات تلك الليلة كان رؤية نجوم الأفلام المرشحة في الفئات التي عادة ما يتم تجاهلها مثل أفضل تصميم أزياء وأفضل تصوير سينمائي، وهم يصعدون إلى المسرح ليقدموا تكريماً مباشراً للحرفيين الذين يقفون وراء هذه الأعمال.

شهد الحفل عديداً من الانتصارات التي بدت وكأنها تدافع عن الإبداع الفردي على حساب القوة المؤسساتية - فلم يقتصر الأمر على كونها ليلة مميزة للأفلام المستقلة، حيث فاز فيلم "أنورا" بخمس جوائز، بل كان أيضاً ليلة مميزة لفيلم "تدفق" Flow من لاتفيا. هذا الفيلم، الذي أخرجه غينتس زيلبالوديس باستخدام برنامج "بليندر" Blender المجاني ومفتوح المصدر، والذي يركز على قصة قطة، فاز بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة متفوقاً بذلك على الجزء الثاني من فيلم "قلباً وقالباً" Inside Out 2 الذي أنتجته ديزني، و"الروبوت البري" The Wild Robot من إنتاج دريم ووركس. في حين أن أقوى انتصار في تلك الليلة كان لوثائقي "لا أرض أخرى" No Other Land، الذي يسلط الضوء على تدمير القرى الفلسطينية في الضفة الغربية على يد القوات الإسرائيلية المحتلة، والذي فاز بالجائزة على رغم أنه لم يجد بعد جهة تتولى توزيعه في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، يجب أن نأخذ في الحسبان أن شبكة "أي بي سي" المملوكة لشركة ديزني هي التي تقوم بإنتاج حفل الأوسكار، وهو ما يفسر ظهور شخصية "ديدبول" الراقصة في الحفل، على رغم أن فيلم "ديدبول وولفرين" Deadpool & Wolverine لم يتلق أي ترشيح على الإطلاق. كذلك يمكن أن يسهم هذا في تفسير التكريم المطول الذي حظيت به أفلام بوند. بالطبع، ستفضل ديزني أن تضع القيمة المالية لشخصية بوند، التي تجذب الجماهير وتشهد على قوة العلامات التجارية، في المقام الأول على حساب الأشياء البسيطة مثل المعنى أو العاطفة.

صحيح أن لينش عمل ضمن التيار السائد، لكنه لم يتكيف معه بشكل مريح. ومن هنا، سيظل رمزاً لكل مخرج من أمثال شون بيكر، وبرادي كوربيت، وكورالي فارجا - على سبيل المثال لا الحصر - من بين المخرجين الذين رُشحوا هذا العام لجائزة أفضل فيلم، والذين يواصلون النضال من أجل خلق فن شخصي في منظومة أصبحت أكثر عدائية. ربما أخفقت الأكاديمية في تكريم لينش، لكن انتصاره النهائي يكمن في كل كلمة أو خطاب يطالب بالصدق في الفن، وبالفن في الصدق.

مراسلة ثقافية @clarisselou

© The Independent

 

الـ The Independent  في

14.03.2025

 
 
 
 
 

الوثائقي الحائز على جائزة الأوسكار ..

«فرونت رو» توزع فيلم «لا أرض أخرى»  في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

دبي ـ «سينماتوغراف»

حصلت شركة «فرونت رو فيلمد إنترتينمنت» ومقرها دبي، على حقوق توزيع الفيلم الوثائقي الحائز على جائزة الأوسكار "لا أرض أخرى" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

تمّ إبرام الاتفاقية بعد مفاوضات بين إيلي توما من Front Row وستيفاني فوكس من شركة Autlook Filmsales النمساوية للمبيعات.

يروي فيلم "لا أرض أخرى"، من إخراج الناشط الفلسطيني باسل عدرا والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام، رحلة عدرا وهو يستكشف الدمار الذي لحق بمسقط رأسه، المخصص للتدريب العسكري. وتكتسب جهوده في التوعية زخمًا كبيرًا بدعم من أبراهام.

عُرض الفيلم الوثائقي لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي الدولي 2023، وفاز بجائزة الجمهور في بانوراما، بالإضافة إلى جائزة برلين السينمائية المرموقة للأفلام الوثائقية.

منذ عرضه الأول، حصد فيلم "لا أرض أخرى" 68 جائزة مميزة في مهرجانات سينمائية مختلفة، كما نال تقدير جمعية نقاد السينما في بوسطن، وجوائز الفيلم الأوروبي، وجوائز جوثام، ليحصد في النهاية جائزة أفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2025.

ويمثل هذا الإنجاز أول مرة يفوز فيها فيلم وثائقي بجائزة الأوسكار دون الاستعانة بشركة توزيع محلية.

ورغم التحديات التي واجهها الفيلم في تأمين التوزيع في الولايات المتحدة، اختار صناع الفيلم التوزيع الذاتي بالشراكة مع شركة سينتيك ميديا، التي سهّلت حجز دور العرض.

عُرض الفيلم لأول مرة في 2 فبراير على شاشة واحدة، محققًا إيرادات بلغت 26,000 دولار أمريكي، واستمر في تحقيق النجاح لمدة أربعة أسابيع إضافية، متجاوزًا حاجز 1.2 مليون دولار أمريكي، ومُعرضًا على 120 شاشة.

وفي وقت سابق من هذا العام، أصدرت شركة فرونت رو فيلمها الأصلي الثاني على نتفليكس، "قلعة الرمل"، الذي وصل إلى قائمة أفضل 10 أفلام لمدة أسبوعين في أكثر من 77 دولة على منصة البث.

أصدرت الشركة أيضًا أفلامًا حديثة حازت على جوائز مرموقة مثل "المادة" و"المتدرب" و"إميليا بيريز"، ومشاريع ذات طابع سياسي مثل "عشرون يومًا في ماريوبول" و"العنكبوت المقدس" لعلي عباسي و"إلى أين نذهب الآن" لنادين لبكي.

وصرح جيانلوكا شقرا، الرئيس التنفيذي لشركة "فرونت رو فيلمد إنترتينمنت": "في عالمٍ مليء بالسرديات السائدة، من الضروري مراعاة وجهات النظر المتنوعة. يقدم هذا الفيلم منظورًا فريدًا، يجمع بين صانعي الأفلام الذين تجمعهم رؤية عادلة. اللقطات المعروضة مذهلة ولا مثيل لها. من واجبنا ضمان وصولها إلى الجمهور. من خلال عدسة هؤلاء المخرجين، تتحول الكاميرا إلى أداة فعّالة للحقيقة والمقاومة، وتحمي تاريخ قريتهم."

تعتزم "فرونت رو" عرض الفيلم قريبًا في دور عرض مختارة، يليه عرض مميز عبر خدمة الفيديو حسب الطلب في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

موقع "سينماتوغراف" في

15.03.2025

 
 
 
 
 

" لا أرض أخرى" فيلم إشكالي عن الأمل الفلسطيني

باسل عدرا ويوفال ابراهام يكسران الصورة السوداء بالكاميرا الحية

هوفيك حبشيان 

ملخص

"لا أرض أخرى" الفائز أخيراً بجائزة "أوسكار" أفضل فيلم وثائقي، نتاج تعاون بين الفلسطيني باسل عدرا المقيم في قرية مسافر يطا المحتلة، ويوفال أبراهام الصحافي الإسرائيلي من بئر السبع المتضامن مع القضية الفلسطينية.

أحدث فوز فيلم "لا أرض أخرى" بعض الضجة والبلبلة في بعض الأوساط الثقافية المسيسة، وأعاد إلى الضوء فيلماً كان "ضائعاً" مذ فاز قبل عام بجائزة أفضل وثائقي في مهرجان برلين السينمائي، مثيراً حينذاك جدالاً من نوع آخر، إذ لم يعجب الواقفين في صف إسرائيل في ألمانيا. ورغم أن الفيلم يتناول الصراع الطويل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مقدماً صورة من الداخل عن تلك المعاناة في مواجهة الظلم المستمر، فهو تمكن من الوصول إلى جائزة هوليوود الشهيرة التي يهيمن عليها اللوبي اليهودي، كما ادعى طويلاً بعض العرب. هذا الفوز لم يعفه من الاتهام الذي لا يستند إلى دليل، بأن الشراكة الإخراجية مع الإسرائيلي هي التي فتحت أمامه أبواب الاعتراف، ولولا هذه "الوصاية" لكان استحال عليه الفوز.

جميعنا قد يكون محقاً إلى درجة ما في تكهن افتراضات تبقى في نهاية الأمر بعيدة من الواقع أو تتقاطع معه بعض الشيء، ولكن يصعب الانكار بأن هذه الـ"أوسكار" ليست تكريماً لمهارات سينمائية، بل إشارة إلى الاعتراف بالجهود الكبيرة التي بذلت والتضحيات والشجاعة التي وضعت طوال الأعوام الخمسة التي استغرقها التصوير. هذا من دون أن ننسى أن النص يقدم رؤية لا تخلو من الأمل، يأتي غداة السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 المشؤوم. فرغم الصورة القاتمة، يشجع الفيلم على الإيمان بحل للقضية، والحل يتطلب عدم الابتعاد تماماً من فكرة التلاقي والحوار. غالب الظن أن هذا الأمل هو ما وحد المصوتين، وأسهم في شرع الطريق أمامه إلى الجائزة. 

لم يتردد باسل عدرا في زج حياته في دائرة الخطر وهو يصور الانتهاكات، إذ استلقى أمام الجنود، غير عابئ بالأسلحة والقوة التي تهدده. وبذلك، أصبح الفيلم أكثر من مجرد عمل فني توثيقي، مما يؤكد مرة جديدة أن المصوتين على الجائزة يتوقعون من المرشحين الآتين من أرض النزاعات أن يدفعوا باللحم الحي، مقابل الاعتراف بهم.

الخاص والعام

ورغم أن الفيلم لا يضيف جديداً على مستوى المحتوى، مقارنةً مع أعمال أخرى تناولت الأوضاع في فلسطين، فإن تمحوره على الشاب الفلسطيني الطموح والعنيد باسل عدرا، يعطيه طابعاً مغايراً، إذ يتقاطع العام بالخاص لتوثيق تفاصيل معركة مستمرة لأبناء القرية الصغيرة (مسافر يطا في جبال الضفة الغربية) ضد محاولات تهجيرهم وهدم بيوتهم واستبدالها بثكنات عسكرية. هذه المعركة ليست من أجل قضايا لوجيستية، بل صراع على الهوية والوجود والحياة بكل ما تحمله الأخيرة من معانٍ تتضاعف تحت وطأة الأزمات وغريزة البقاء. 

الفيلم أكثر من سرد تاريخي للمنطقة، بل شهادة على التفاوت في مجال الحريات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. بينما الإسرائيليون يتنقلون بحرية بين مدنهم وقراهم، يضطر الفلسطينيون أصحاب الأرض للعيش في حال من الترقب والخوف المستمر، حياتهم تتحكم فيها قرارات خارج إرادتهم. القوة هي التي تحدد من يملك الحق في العيش أين ومتى.

باسل عدرا الذي ولد ونشأ في مسافر يطا، يروي لنا قصته الشخصية وصراع عائلته ضد الممارسات الإسرائيلية. بينما يوفال أبراهام، الآتي في بئر السبع، يقدم لنا رؤيته كإسرائيلي لا يتوانى عن استخدام منصته الإعلامية للحديث عن هذه القضية. يتقاطع الاثنان في الفيلم في لحظات كثيرة، في إشارة إلى الفرق الواضح بين موقع كل منهما حيال ما يحدث. يوفال، الذي يشعر بواجبه الأخلاقي لدعم الفلسطينيين في مسعى نادر للعدالة، يرى نفسه في موقف مختلف عن غالبية الإسرائيليين، ذاك أنه يختار الانحياز للحق من خلال رفضه الانضمام إلى الجيش والعمل في مجال الصحافة الاستقصائية. أما باسل، الذي نشأ على مبدأ مواجهة هذا الواقع، فلا يعرف إلا طريق المقاومة، مهما كان الثمن. الصداقة التي ستتبلور بينهما، ما هي إلا دليل على محاولة مشتركة لفهم الاختلافات وتجاوز الحواجز التي باتت، خصوصاً بعد السابع من أكتوبر، لا حل سواها.

صراع واتفاق

يكشف الفيلم اختلافات جوهرية في طريقة فهم كل منهما للصراع ولو أنهما متفقان على الأساسيات. يوفال قادر على الانسحاب من الميدان في كل مرة يشعر فيها بأنه فعل ما يكفي لكي يريح ضميره، بينما باسل لا يعرف سوى المواجهة المستمرة التي تضمن له البقاء. يوفال اختار أن يكون مناضلاً في ظل توافر خيارات أخرى أمامه، بينما باسل يعي تماماً أنه مسير لا مخير. يوفال يرى في عمله ناشطاً، وسيلة لحماية نفسه من تهديدات المستقبل، بينما باسل يراه ضرورة للنجاة اليوم. في هذا السياق، يتعامل الفيلم مع معركة مستمرة بين الظالم والمظلوم، مع تمسك بالفكرة الأساسية: إصرار على الحياة من جهة، وقرار متواصل لتدمير هذه الحياة من جهة أخرى.

نشعر بأهمية الصورة في عالمنا الحالي، لكون الفيلم يعتمد في شكل أساس على التصوير كأداة توثيقية تكشف الحقيقة. وعليه، تتنقل الكاميرا بين مشاهد الغضب والصراع، ناقلة اعتراضات أهل القرية الرافضين لإجراءات الهدم. لكن لا حياة لمن تنادي. الجرافة التي تسحق كل شيء، آلة البطش التي لا تترك أثراً سوى الخراب، هي التي تقرر!

من الناحية البصرية، يوازن الفيلم بين مشاهد عفوية استخدمت لما تحمله من دلائل على ارتكابات إسرائيل، وأخرى دخيلة ملتقطة بعناية كما في أي فيلم روائي. هذه الثنائية تثير الشكوك حول صدقية الفيلم، خصوصاً أن بعض المشاهد تبدو مصممة في شكل يتجاوز حدود الواقع، مما يمدنا بالإحساس أنها اصطناعية ومفبركة. في هذا الصدد، هناك سؤال يلح: إلى أي مدى من الممكن أن نصدق ما يقوله لنا الفيلم، وكيف يمكن الفصل بين ما يتجسد عفوياً وما هو مقحم على الأحداث من مشاهد "مدبرة" تحمل نفساً درامياً، خصوصاً أن المخرج لديه تلك النزعة الاستعراضية، مدفوعاً بالرغبة والحاجة إلى نقل معاناته ومعاناة ناسه إلى العالم.

أحد الانتقادات التي يمكن توجيهها إلى باسل عدرا هو حضوره الطاغي في الفيلم. فهو لا يترك مساحة لأي شخص آخر ليظهر بوضوح، بل ويهيمن على المشهد وكأن الآخرين مجرد كومبارس. الجميع في حياته يلتف حوله، بينما هو في مركز هذا العالم الذي يبدو مغلقاً على ذاته.

لا يتبع "لا أرض أخرى" الأسلوب التقليدي للوثائقيات الغاضبة التي تنطوي على المفردات النضالية والشعارات الثورية. هنا، لا نجد خطباً حماسية أو تعبيرات عاطفية مكررة حول القضية التي تشغل العرب، بل بحث في تجارب الأفراد وحيواتهم اليومية في سياق معاناتهم، بعيداً من التنظير والشعارات. نكتشف الواقع ببساطة وصدق، من دون تجميل أو محاولة لتفخيم الأمور.

 

الـ The Independent  في

16.03.2025

 
 
 
 
 

"أنورا" فيلم عن التفاوت الطبقي والحب والصراعات الاجتماعية

إلياس حموي

بين المهمشين والأثرياء صراع ممتد في التاريخ.

واصل المخرج شون بيكر العمل على ثيمته المفضلة التي طبعت أغلب أفلامه، وهي قصص المهمشين وصراعاتهم من أجل حياة أفضل، وهي الثيمة التي منحته أوسكارا عن فيلمه الحديث "أنورا"، الفيلم الذي يدخل عالم الدعارة والنفوذ والعائلات الروسية الثرية، ليصور حكاية حب تتحدى التفاوت الطبقي والقيود العائلية.

فاز الفيلم الأميركي أنورا تأليف وإخراج شون بيكر بأوسكار أفضل فيلم للعام 2025 في حفل جوائز الأوسكار الذي أقيم في ولاية كاليفورنيا الأميركية في الثالث من شهر مارس الجاري وقد حصل على أربع أوسكارات إضافية بالإضافة لجائزة أفضل فيلم في سابقة تاريخية لهذا المهرجان، حيث حصد أوسكار أفضل سيناريو أصلي وأفضل إخراج وأفضل مونتاج بالإضافة لجائزة أفضل ممثلة التي حصلت عليها بطلته ميكي ماديسون.

وقبل الأوسكار، حصد الفيلم جائزة السعفة الذهبية العام الماضي في مهرجان كان السينمائي في دورته السابعة والسبعين، ورغم أهمية الأفلام التي كانت تنافسه على جائزة أوسكار لأفضل فيلم إلا أن فيلم بيكر استطاع انتزاع هذه الجائزة المرموقة.

المخرج استخدم الألوان كعنصر رئيسي فكانت الصورة أقرب إلى صورة فيلم تسجيلي يصور بكاميرا ديجيتال محمولة

فتاة من القاع

يروي الفيلم قصة أنورا (ميكي ماديسون) الفتاة المنحدرة من أصول روسية والتي تعمل كراقصة تعري في أحد ملاهي بروكلين في نيويورك بالإضافة لعملها كبائعة هوى خارج أوقات دوامها كي تستطيع تأمين معيشتها وهي التي تتقاسم مع أختها شقة صغيرة في أحد الأحياء الفقيرة إلى أن يأتي اليوم الذي يزور الملهى الذي تعمل به الشاب الروسي العشريني إيفان زاخاروف أو فانيا كما ينادونه (مارك ايدلشتاين). يعجب إيفان بأنورا ويعرض عليها قضاء ليلة حمراء مقابل مبلغ كبير من المال فيصطحبها إلى فيلا أهله الفخمة فهو ينتمي لعائلة أوليغارشية ثرية روسية فتذهل أنورا من هذه الفخامة التي لم تكن تحلم يوما أن تدخل إليها فتحاول إسعاد فانيا بقدر ما تستطيع فهو بالنسبة إليها الدجاجة التي تبيض ذهبا لكن هذا الشاب اللاهي المبذر يزداد إعجابه بها ويطلب منها تمديد إقامتها عنده لأسبوع آخر فتقبل بذلك.

في هذا الأسبوع يبدأ بالانجذاب إليها وحبها، يعرض عليها الزواج فتوافق على الفور فكيف لها أن ترفض هذا الزواج الذي سينتشلها من الفقر والعار الذي يلحقها من مهنتها. يتزوجان ويهديها معطفا من الفرو الثمين تعود ملكيته لأمه وخاتما من الألماس ويسافران لقضاء أسبوع في لاس فيغاس.

يمضي الفيلم في سرد تصاعدي مع تطور هذه الأحداث حتى يصل إلى الذروة التي لم تكن متوقعة بالنسبة للزوجين المتهورين، حيث يصل أهل إيفان الأثرياء من روسيا في زيارة مفاجئة لنيويورك فيعرفان بأمر هذا الزواج، يجن جنون الوالدين فيحاولان إبطال الزواج بأي طريقة معتبرين أنه وصمة عار ارتكبها ابنهما الطائش ستلوث اسم هذه العائلة الارستقراطية وخصوصا أن الزوجة آتية من بيئة فقيرة وتعمل في الدعارة. يضغطان على فانيا كي يطلق زوجته لكنه يرفض ويهرب وتبقى أنورا في مواجهتهما مدافعة عن هذا الزواج بشراسة لوحدها.

بعد هروب الزوج تحاول عائلته تهديد الزوجة ويرسلان إليها عدة أشخاص من روسيا منهم قس كي يقنعها بترك الفتى ورجل عصابات اسمه إيغور (يوري بوريسون) يتعاطف معها مع مرور الوقت ويحبها رغم العراك الذي حدث بينهما في البداية، حيث قامت بضربه مدافعة عن نفسها فهما ينتميان إلى الطبقة الفقيرة نفسها، وينشأ حب بينهما في ظل غياب فانيا الهارب من الزواج ومن المسؤولية فهو ضعيف الشخصية أمام أهله الأثرياء ولا يستطيع إلا أن يمتثل لرغبتهم تاركا هذا الزواج وهذه الفتاة المسكينة في مهب الريح.

"أنورا" ليس أول فيلم لبيكر يتناول فيه شخصية مهمشة تعمل في الدعارة فهذه الثيمة تسيطر على معظم أفلامه

لغة تسجيلية

استخدم شون بيكر في تصوير فيلمه الكاميرا المحمولة خلال معظم الوقت لإضفاء واقعية على الأحداث، فكانت اللقطات مهتزة عندما كانت تصور حياة آني قبل الزواج دلالة على اختلال الواقع الذي تعيشه، بينما كانت ثابتة حين انتقلت إلى الفيلا دلالة على استقرار وضعها، وكانت اللقطات قريبة ومتوسطة تظهر انفعالات وأحاسيس الشخصيات. أما الإضاءة فلعبت دورا في نقل واقع الشخصية وكانت خافتة وقاتمة في تصوير حياة البطلة ما قبل الزواج ومشعة بعد الزواج من إيفان.

واستخدم المخرج الألوان كعنصر رئيسي في الفيلم فكانت صورة الفيلم أقرب إلى صورة فيلم تسجيلي يصور بكاميرا ديجيتال محمولة وهذا ليس جديدا على شون بيكر وهو الذي صور فيلمه “تانغرين” عام 2015 بكاميرا هاتف “أيفون 5”.

وفيلم “أنورا” ليس أول فيلم لبيكر يتناول فيه شخصية مهمشة تعمل في الدعارة فقد كانت هذه الثيمة تسيطر على معظم أفلامه منذ بدايته. في عام 2012 قدم فيلمه “الممثلة الناشئة” الذي يروي قصة علاقة إنسانية تجمع بين ممثلة إباحية وامرأة عجوز، أما في فيلمه “تانغرين” قدم قصة فتاتين متحولتين جنسيا تعانيان في مجتمعها الجديد أما في العام 2017 قدم فيلم “ذا فلوريدا بروجيكت” الذي يروي قصة طفلة فقيرة تعيش هي وأمها بالقرب من مدينة ديزني لاند الترفيهية مصورا معاناتهما في ظل الفقر والتهميش.

في العام 2021 قدم فيلمه “ريد روكيت” الذي يروي قصة ممثل أفلام إباحية شهير يقرر العودة إلى مدينته تكساس بعد أن أمضى حياته في تمثيل الأفلام الإباحية فيعاني من النبذ والعار والتهميش في مجتمعه القديم جراء المهنة التي كان يعمل فيها.

كل هذه الأفلام التي قدمها شون بيكر في مسيرته إلى حد الآن جعلت منه مخرج المهمشين والمنبوذين الأول في العقد الأخير من تاريخ السينما الأميركية.

كاتب سوري

 

العرب اللندنية في

17.03.2025

 
 
 
 
 

"فتاة الأوركسترا": فيلمٌ عادي يفوز بـ"أوسكار"

نديم جرجوره

هل يستحقّ "الفتاة الوحيدة في الأوركسترا" (2023، 35 دقيقة)، للأميركية مولي أوبراين، "أوسكار" أفضل وثائقي قصير، في الحفلة الـ97 لجوائز "أكاديمية فنون الصورة المتحرّكة وعلومها" (2 مارس/آذار 2025)؟

تكشف مُشاهدته في المنصّة الأميركية "نتفليكس" (يُعرض منذ الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2024) أنّه عاديّ للغاية، رغم إضاءته جوانب من سيرة أورين أوبراين (1935)، عازفة الكونترباص، وابنة الممثلين الهوليووديين جورج أوبراين ومارغريت تشرشل، وعمّة المنتجة والمخرجة مولّي، التي (أورين) تُصبح، عام 1966، أول امرأة موسيقية في "الأوركسترا الفلهارمونية بنيويورك"، بفضل الأميركي ليونارد برنشتاين (1918 ـ 1990)، قائد الفرقة، والملحن وعازف البيانو والمُدرِّس والمؤلّف الموسيقي.

لا فذلكات بصرية، ولا تصنّع ثقافي، ولا ابتكارات سينمائية، بل حوار مع العازفة، ولقطات قديمة (صُور فوتوغرافية وتسجيلات بصرية)، وحكاية مروية بسلاسة، لكنّها تُقدِّم شخصية امرأة صلبة تريد تواضعاً في سيرتيها الحياتية والمهنية، فتنصرف إلى تدريس العزف على الكونترباص بعد تقاعدها من الفرقة عام 2021. اختيارها هذه الآلة استجابة لرغبةٍ لديها في العزف مع موسيقيين آخرين: "لم يكن لديّ طموح في أنْ أصبح عازفة منفردة، أو ما شابه. أحبّ أنْ أكون في الخلفية". تقول أيضاً: "أفضّل أنْ أكون فنانة سرّية، على أنْ أكون ذائعة الصيت". ثم: "أنا فنانة في ذهني، لا أريد دعاية".

غياب الفذلكات والتصنّع والابتكارات يُقابله اختيارٌ صائب لمقاطع من أفلامٍ قليلة لوالديها، والأبرز "المحاكمة الكبرى (The Big Trial)" (إنتاج 1930) لراوول والش. حوار مقتضب بين بْريك (جون واين) وروث (مارغريت تشرشل) لاحقٌ على حكاية ترويها العازفة عن بدايات انتسابها إلى فرقة، جميع أفرادها رجالٌ، تنقل مولي أوبراين من أقوالٍ لمعظمهم بأنّهم يهتمّون بها (يحملون حقيبتها، يحجزون مقعداً لها في الحافلة، إلخ)، فتضحك ساخرةً لأنّ الواقع مناقض لهذا تماماً. يقول بْريك: "يجدر بك ألّا تمتطي الحصان هنا وحدك، بعيداً عن القطار"، فتسأله روث عن السبب، ليجيبها: "لأنّها منطقة خطرة، وربما يحدث شيءٌ لك".

اختيار ملائم لبدايات مليئة بقسوة الذكورية، وحدّة اللحظة الاجتماعية والثقافية والحياتية في أميركا ستينيات القرن الـ20. وهذا رغم أنّ برنشتاين يرى فيها ما يُشبه المعجزة، فيُلحقها بفرقته الموسيقية.

لا مقارنة بالأفلام الأخرى، المرشَّحة للجائزة نفسها، لعدم مُشاهدتها. لكنّ الصنيع الفائز بها، المشغول بحرفية مهنية تقليدية بحتة، غير ممتلك مختلفاً أو تجديداً أو مغايراً للمألوف، سينمائياً أولاً وأساساً. فيلمٌ يُشاهَد، لكنّه يظلّ فيلماً عاديّاً، يُشاهد فقط، فيمنح غير العارف بعضاً من سيرة امرأة وعازفة ومُدرِّسة. أمّا الجائزة، فتبقى تفصيلاً غير مُهمّ، مع أنّ فيلماً كهذا غير مُستحقٍّ إياها.

 

العربي الجديد اللندنية في

17.03.2025

 
 
 
 
 

15 مارس 2026 موعد حفل توزيع جوائز الأوسكار

وكونان أوبراين يقدم للمرة الثانية الدورة الـ 98

لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»

أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عن موعد إقامة حفل توزيع جوائز الأوسكار الثامن والتسعين، والذي سيتم تنظيمه يوم الأحد، 15 مارس 2026، في مسرح دولبي بـ«هوليوود»، في لوس أنجلوس.

ومن المقرر أن يُبث الحفل مباشرةً على قناة ABC، بالإضافة إلى أكثر من 200 دولة حول العالم، مما يجعله واحدًا من أبرز الأحداث السينمائية المنتظرة.

وسيتم نقل حفل الأوسكار 2026 على شبكة ABC، بالإضافة إلى توفير بث مباشر عبر منصات رقمية مختلفة لضمان وصول الحدث إلى جمهور عالمي واسع. كما سيتم تنظيم تغطية شاملة للحفل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما يتيح للمشاهدين متابعة لحظات التتويج والتكريم فور حدوثها

وأكدت الأكاديمية أن كونان أوبراين، الإعلامي والكوميدي الشهير، سيعود لتقديم الحفل بعد نجاحه في استضافة النسخة السابقة من الأوسكار في 2 مارس 2025.

جاء هذا القرار بعد أن لقي أوبراين إشادة واسعة من المشاهدين والنقاد، وساهم في رفع نسبة المشاهدة لتصل إلى 19.7 مليون مشاهد، وهو أعلى معدل للحفل منذ خمس سنوات.

وفي تعليق له على عودته، قال أوبراين مازحًا: «أنا متحمس للعودة إلى مسرح دولبي! يبدو أن الأكاديمية لم تجد شخصًا أفضل مني، أو ربما لا يريد أحدٌ آخر هذه الوظيفة».

 

موقع "سينماتوغراف" في

18.03.2025

 
 
 
 
 

إسرائيل تعتقل المخرج الفلسطيني بلال حمدان الحائز على الأوسكار

دبي -الشرق

اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، المخرج الفلسطيني الحائز على الأوسكار حمدان بلال، وفقاً لما أفادت به مصادر محلية وشهود عيان، وذلك بعد تعرضه لاعتداء عنيف من قبل مستوطنين في قرية سوسيا جنوب الضفة الغربية.

ونشر المخرج الإسرائيلي يوفال أبراهام، شريك حمدان في إخراج فيلم "لا أرض أخرى"، في منشور على منصة "إكس" أنّ "مجموعة من المستوطنين هاجمت منزل حمدان بلال، وفي حين كان مصاباً بجروح، وينزف دخل جنود سيارة الإسعاف التي كان قد طلبها واعتقلوه".

وأفادت منظمة "مركز اليهود لعدم العنف" بأن "عشرات المستوطنين اقتحموا سوسيا الواقعة ضمن منطقة مسافر يطا المهددة بالتهجير، حيث اعتدوا على ممتلكات السكان المحليين، قبل أن يهاجموا بلال بالضرب المبرح ما أسفر عن إصابته بجروح في الرأس ونزيف حاد".

وتابعت المنظمة في منشور على "فيسبوك": "وصلت مجموعة المهاجمين حوالي الساعة السادسة مساءً، مسلحين بالهراوات والسكاكين وبندقية واحدة على الأقل؛ وكان العديد منهم ملثمين، توجه خمسة ناشطين يهود أمريكيين إلى مكان الحادث لتوثيق الهجوم، فتعرضوا لاعتداء عنيف من المستوطنين، الذين استخدموا الحجارة لتحطيم سيارتهم التي كان الناشطون بداخلها".

وأعربت إدارة مهرجان برلين السينمائي الدولي، عن قلقها العميق إزاء التقارير التي أفادت بتعرض المخرج الفلسطيني حمدان بلال، المشارك في إخراج الفيلم الوثائقي الفائز بجائزة المهرجان No Other Land، لهجوم من قبل مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين في منطقة مسافر يطا جنوب الضفة الغربية.

وأكد المهرجان في بيانه أن حماية صُنّاع الأفلام الوثائقية والصحفيين من أعمال الانتقام والعنف، تُعد أمراً جوهرياً في المجتمعات الديمقراطية، مشدداً على أهمية الحفاظ على حرية التعبير والعمل الإبداعي.

كما طالبت الأكاديمية الأوروبية للأفلام بالإفراج الفوري وغير المشروط عن حمدان بلال، وذكرت في بيان نُشر عبر حسابها الرسمي، أن بلال تعرّض للضرب على يد مستوطنين إسرائيليين، قبل أن يتم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال. ولا تزال ظروف اعتقاله ومكان احتجازه غير معروفة حتى الآن.

وأعربت الأكاديمية عن بالغ قلقها على سلامة بلال الجسدية والنفسية، ودعت المؤسسات السينمائية والثقافية حول العالم إلى الانضمام للمطالبة بإطلاق سراحه فورًا، تحت شعار: "أطلقوا سراح حمدان بلال واحموه الآن!"

وكان فيلم No Other Land (لا أرض أخرى) الفلسطيني، قد فاز بجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم وثائقي طويل، ويحكي الفيلم قصة تحالف يتطور بين ناشط فلسطيني وصحافي إسرائيلي وسط صراع شعبيهما في الضفة الغربية المحتلة.

وهو إنتاج مشترك بين فلسطين والنرويج، ومن إخراج الثنائي الفلسطيني باسل عدرا وحمدان بلال، والثنائي الإسرائيلي يوفال أبراهام وراحيل تسور.

 

####

 

بعد حملة تضامن دولية: إسرائيل تُفرج عن المخرج الفلسطيني حمدان بلال

دبي -الشرق

أفرجت إسرائيل عن المخرج الفلسطيني حمدان بلال، الشريك في إخراج الفيلم الوثائقي No Other Land الحائز على جائزة الأوسكار، وذلك بعد تعرضه للاعتقال والضرب من قبل الجيش الإسرائيلي، بحسب المخرج الإسرائيلي يوفال أبراهام.

وكتب المخرج الإسرائيلي المشارك في الفيلم، يوڤال أبراهام، في منشور عبر منصة "إكس": "بعد أن قضى الليلة مكبل اليدين، وتعرض للضرب داخل قاعدة عسكرية، أصبح حمدان بلال الآن حرًا، وهو في طريقه إلى منزله وعائلته".

وكان اعتقال بلال قد أثار موجة غضب وتضامن في الأوساط السينمائية العالمية، حيث أُطلقت عريضة على موقع Change جمعت أكثر من 3700 توقيع، تطالب بالإفراج الفوري عنه وضمان سلامته الجسدية والنفسية، وتمكينه من الوصول إلى عائلته ومحاميه.

وجاء في نص العريضة الذي نشرته مجلة "فارايتي" الأميركية: "نحن، أعضاء من المجتمع السينمائي العالمي، نطالب بالإفراج الفوري عن المخرج حمدان بلال، وضمان سلامته، في ظل تقارير تفيد بأنه أُخرج قسراً من سيارة إسعاف بعد اعتداء عنيف من مستوطنين، وتم اعتقاله من قبل الجيش الإسرائيلي دون أي معلومات واضحة عن مكان احتجازه. هذا الانتهاك الصارخ يتعارض مع حرية التعبير والفن وحقوق الإنسان.”

وقع على العريضة عدد من أبرز صناع الأفلام العالميين، من بينهم روجر روس ويليامز، أليكس جيبني، ليز جاربوس، فيشر ستيفنز، يوروبا ريتشن، نانفو وانج، وجيرالين درايفوس وغيرهم.

فيلم No Other Land، الذي أُنجز بشراكة فلسطينية-إسرائيلية، يتتبع قصة عائلة فلسطينية تواجه التهجير وهدم منازلها على يد السلطات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ويظهر في الفيلم تعاوناً نادراً بين الناشط الفلسطيني باسل الأدرة والصحفي الإسرائيلي يوڤال أبراهام، في توثيق معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال.

 

الشرق نيوز السعودية في

25.03.2025

 
 
 
 
 

مستوطنون يعتدون على أحد مخرجي "لا أرض أخرى" والاحتلال يعتقله

لندن/ العربي الجديد

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المخرج الفلسطيني حمدان بلال، وهو أحد مخرجي الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" (No Other Land)، بعد تعرّض منزله لهجوم عنيف من قبل مجموعة مستوطنين ملثمين أمس الاثنين.

الاعتقال جاء بعد لحظات من اقتحام نحو 15 مستوطناً مسلحاً قرية سوسيا في مسافر يطا، جنوبي الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، حيث يقطن بلال. والشهادات التي نقلها ناشطون أميركيون يهود من مركز "اللاعنف اليهودي"، الذين كانوا حاضرين خلال الاعتداء، أكدت أن المستوطنين بدأوا برشق الحجارة نحو منازل الفلسطينيين، قبل أن يحطموا خزان مياه قرب منزل بلال ويطاردوه حتى مدخل بيته.

في رواية أحد الشهود، ويُدعى يوسف، بدا واضحاً أنّ جنود الاحتلال لم يتدخلوا لحماية السكان، بل على العكس حضروا إلى المكان برفقة مستوطنين يرتدون أزياء عسكرية، وعمدوا لاحقاً لتسليم بلال إلى الجيش. وقال أحد الشهود إنّ المستوطنين حطّموا نوافذ سيارة بلال، وكسّروا زجاجها بالكامل، ومزّقوا أحد إطاراتها، بحسب ما نقلته صحيفة ذا غارديان البريطانية.

ولم يتوقف الاعتداء عند هذا الحد، فقد وجد الناشطون الأميركيون في المنزل عقب الاعتداء بقع دماء على الأرض، وأكّد أحد أفراد عائلة بلال أنها نتيجة إصابته في الرأس. ورغم إصابته، لم يتم استدعاء سيارة إسعاف، بل حضرت قوات الاحتلال واقتادته إلى جهة مجهولة، برفقة رجل آخر يُدعى ناصر، من دون توضيح أسباب الاعتقال.

من جهته، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، وقوع "مواجهة عنيفة بين فلسطينيين وإسرائيليين"، بعد ما وصفه بـ"هجوم بالحجارة على مدنيين إسرائيليين"، مضيفاً أنّ جنوده أوقفوا ثلاثة فلسطينيين ومستوطناً واحداً لـ"التحقيق".

واللافت أنّ هذا الاعتداء يأتي بعد أيام فقط من فوز الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" بجائزة أوسكار عن فئة أفضل فيلم وثائقي قصير. الفيلم الذي أخرجه أربعة شبان: فلسطينيان (حمدان بلال وباسل عدرا) وإسرائيليان (يوفال أبراهام وراحيل تسور)، وثّق على مدار سنوات عمليات التهجير القسري وهدم القرى الفلسطينية في الضفة الغربية، وسلّط الضوء على مقاومة السكان للاحتلال.

وقال باسل عدرا، وهو أحد مخرجي الفيلم، في حديث لـ"ذا غارديان"، إنّ "عنف المستوطنين يتصاعد يومياً، والفلسطينيون هنا يتعرضون لهجمات شبه يومية. ربما ما حدث مع حمدان هو انتقام بسبب الفيلم وجائزة أوسكار". ووصف عدرا الاعتداء بـ"المرعب"، قائلاً إن المستوطنين والجنود كانوا يهددونهم بالسلاح، بينما كانت الشرطة الإسرائيلية تراقب من دون أن تحرّك ساكناً. وأضاف: "حمدان حاول حماية عائلته، فهاجموه، وعندما طلب النجدة، منع الجنود أي أحد من مساعدته، ثم اختطفوه".

وقال وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار، في تعليق سابق، إن فوز فيلم "لا أرض أخرى"، هو "لحظة حزينة لعالم السينما"، في موقف اعتُبر مؤشراً واضحاً إلى موقف المؤسسة الرسمية الإسرائيلية من العمل، وما يحمله من رواية فلسطينية تُزعج الاحتلال. ليست هذه المرة الأولى التي يتعرّض فيها طاقم الفيلم لاعتداءات. ففي فبراير/ شباط الماضي، كان باسل عدرا نفسه ضحية لهجوم عنيف من مستوطنين ملثمين.

 

العربي الجديد اللندنية في

25.03.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004