يقدّم الكاتب البحريني المتخصص في النقد السينمائي، هذه
الدراسة السينمائية الواسعة الأطراف، المتعددة الأبواب التي تشمل أخباراً
وتقييماً للعديد من نجوم السينما العالمية والعربية، وتحليلاً لقسم كبير من
الأفلام الأجنبية والعربية، وتعليقات عن المهرجانات السينمائية كالمهرجان
الدولي للفيلم العربي في وهران، وأسبوع أفلام من الخليج العربي، ومهرجان
الخليج لسينمائي الأول، ومهرجان البحرين لأفلام حقوق الإنسان، وقراءات في
الكتب المختصة بالسينما، وانعكاسات لبعض الرؤى الخاصة بالكاتب والمتعلقة
بأجواء السينما ومحيطها، وسرد لحكايات جرت في إطارها، كتعليقه عن التمتع
بطقوس السينما في ما قبل العرض السينمائي التي يحرص "دائماً على الاحتفاء
بها في كل مرة" وأبرزها الإعلانات المصورة وبشكل خاص إعلان "تعال إلى حيث
النكهة" لسجائر مارلبورو، والتي يُحدث مرورها متعة لها طعم خاص يربط
الذكريات الحلوة بالحاضر المعاش.
"إن الذي يصنع السينما ليس الفنان كما تعتقد الغالبية، بل
هو التاجر صاحب رأس المال القادر على توصيلها للمتفرج. وهذا بالضبط ما تيقن
منه وآمن به رأس المال الأميركي منذ البداية، عندما جعل من السينما، صناعة
تدر الأرباح الخيالية وتملئ الجيوب بمليارات الدولارات"، على ضوء هذه
الحقيقة ينطلق الباحث، ليناقش "بعض أهم العناصر الفنية والمحطات التي جعلت
من هذه السينما الأميركية، هي السائدة في العالم"، ومنها انتشار صالات
العرض التي ساهمت في زيادة الانتاج السينمائي، وتأثير الحرب العالمية
الأولى في تراجع مسيرة السينما الأوروبية، وصعود نجم السينما الأميركية،
وازدهار فن كتابة السيناريو.
يعرض بالتحليل لثلاثة أفلام "تمثل السينما الأميركية أفضل
تمثيل"، من حيث الجودة والعمق، وهي فيلم "مايكل كليتون" من إخراج توني
غيلوري وتمثيل جورج كلوني، وفيلم "في وادي إيلاه" من إخراج بول هاجيس،
وفيلم "حرب تشارلي ويلسون" من بطولة توم هانكس وإخراج مايك نيكولز.
من خلال مهرجان "أفلام من الإمارات" الذي تابعه الكاتب منذ
ولادته، يجزم "بأن السينما كصناعة في دولة الإمارات (كما في بقية دول
الخليج) لن تكون لها قائمة إلا من خلال دعم القطاع العام".
سيدع الناقد "السينما تحلم"، في فصل عن كل مكوناتها
وعناصرها، ثم يقيم العلاقة الوثيقة والهامة بين الفن السينمائي والصحافة
والإعلام، على المستوين العالمي والعربي، ويتطرق إلى إيرادات شبابيك تذاكر
الأفلام الهندية.
يقدّم هذا الكتاب متعة في قراءة نقد سينمائي يحبب أكثر
بالسينما وبعناصرها ومكوناتها، ومعرفة تتطال صناعتها وأفلامها وممثلاتها
وممثليها، وما يدور خلف كواليسها ومهرجاناتها، لجميع القراء محبي هذا الفن
السابع ومشاهديه وطلابه.