صدر عن وزارة الثقافة والاعلام - الثقافة والتراث و المؤسسة
العربية للدراسات والنشر كتاب نقدي جديد للبحريني حسن حداد حمل عنوان"تعال
الى حيث النكهة.. رؤى نقدية في السينما"وجاء الكتاب في 265 صفحة من القطع
الكبير.
ونقرأ على الغلاف الاخير للكتاب: ننتخب السينما لأن تكون
العامل المهم الذي يساهم في تشكيل الوجدان العربي وصياغته ، واهمية هذا
الدور تنبع دوما من واقع المجتمع الثقافي والاجتماعي نفسه ، بمعنى فقدان
التأثير المهم للكلمة المكتوبة على الجماهير ، التي تعاني من الأمية ، لذلك
تبقى الغلبة للاذاعة المسموعة" الراديو"والمرئية"السينما والتلفزيون ".
والسينما ليست فكرا ونصا وحسب ، بل هي بالدرجة الاولى صناعة
وتجارة ، فهي منذ بدايتها ، لم تأخذ على عاتقها مهمة القيام بتوعية
الجماهير ورفع مستواها الفكري والثقافي ، ولم يأخذا هذا الهدف حيزا من
اجندة المنتجين ، بل كانت السينما ولا تزال ، لدى الغالبية منهم ، تجارة
تدر عليهم الكثير من الارباح ، اذن ، فالانتاج هو الحجر الاساس الذي تقوم
عليه صناعة السينما ، والمسيطر على عملية الانتاج هو الذي يحدد هوية هذه
السينما ، لكن يجب ان نتعرف ، بناء على كل هذه المعطيات ، بأن عملية
الانتاج ليست عملية سهلة ، بل هي محكومة بشبكة من العلاقات لا تقتصر ، كما
في الانتاج الادبي على ورق وقلم وتكاليف طباعة تظل محدودة نسبيا ، بل هي
عملية تمر عبر آلات ومواد ومؤسسات ورساميل هي التي تكون ما
نسميه"صناعة"سينما.
ومما لا شك فيه ان الذي يصنع السينما ليس الفنان كما تعتقد
الغالبية ، بل هو التاجر صاحب رأس المال القادر على توصيلها للمتفرج ، هذا
بالضبط ما آمن به رأس المال الامريكي ، منذ البداية ، عندما جعل من السينما
صناعة تدر الارباح الخيالية ، وتملأ الجيوب بمليارات الدولارات.