أول ما تبادر إلى ذهني وأنا أقرأ عنوان كتاب الناقد
السينمائي البحريني الأستاذ حسن حداد "تعال إلى حيث
النكهة" ذاك الإعلان الجميل عن سكاير مارلبور، وهو
إعلان عمل بطريقة سينمائية، حيث راعي البقر يشعل
سيكارته بواسطة قطعة خشب يسحبها من نار مشتعلة قربه،
لنسمع الصوت بعد ذلك يقول "تعال إلى حيث النكهة، تعال
إلى مارلبورو".
حسن حداد أراد في كتابه هذا ان يأخذنا إلى نكهة
الفنون، وسابعها، فن السينما، الفن الذي أنار عيون
العالم اجمع بنقله ثقافات وحضارات وعادات، وحكايات، لم
نكن نتوفر عليها لولا السينما .
حسن حداد ناقد متمرس بل يقف في طليعة نقاد السينما
العرب، لذلك فهو يعرف خفايا هذا الفن، ويستشعر
جمالياته، ويستنشق نكهته، كل ذلك وضعه في كتاب طارحا
رؤاه النقدية للعديد من الأفلام السيمائية المهمة، من
خلال بحوث ودراسات وندوات ابتدأها بدراسة عن السينما
الأمريكية أو سينما هوليوود من خلال تناوله لبعض
أفلامها "مايكل كليتون، إخراج توني غيلوري، وفيلم
المخرجة بول هاجيس، في وادي إيلاه، وحرب تشارلي ويلسون
لمايك نيكولز .
وتحت عنوان، السينما تحلم، يتناول حداد، مسابقة
أفلام الإمارات والجهد المبذول فيها وأهميتها، ثم
يتطرق إلى موضوع مهم هو السينما والصحافة، بعد ذلك
يكتب دراسة مهمة عن السينما الهندية، تلك السينما التي
شغلت حيزا كبيرا من بواكير أعمارنا .
وتحت عنوان نجوم، يتحدث حسن حداد في كتابه عن
مجموعة من نجوم السينما العربية والعالمية ممثلين
ومخرجين، مثل، شادي عبد السلام، عثمان سامبين، ميكي
روكي، ناصر خمير، يوسف شاهين، أسماء البكري، مارلون
براندو، ميرل ستريب، محمود مرسي، تاركوفسكي، توفيق
صالح، مصطفى العقاد، وأخرين، متناولا أعمالهم طارحا
رؤاه النقدية عن كل واحد منهم .
ليطلعنا بعد ذلك على كتاباته النقدية عن مجموعة من
اهم الأفلام العربية والعالمية مثل، سكر بنات، لنادين
لبكي،
the invasion للمخرج بيتر بيرغ وبطولة النجمة
نيكول كيدمان، وفيلم
The kingdom لبتر بيرغ أيضا،
v for vendetta
لـ جميس ماكتيغو، وعمارة يعقوبيان
لمروان خالد، وفيلم ويجا للمخرج لخالد يوسف، دم الغزال
لمحمد ياسين، ومملكة السماء لمخرج ردلي سكوت، وحرب
النجوم للمخرج ستيفن سبيلبيرغ، وأفلام أخرى حيث بلغ ما
تناوله من أفلام ثلاثة وعشرين فيلما .
بعد ذلك يتحدث حسن حداد عن عدد من المهرجانات
السينمائية العربية، مهرجان وهران للفيلم العربي،
أسبوع أفلام الخليج العربي، مهرجان الخليج السينمائي،
ومهرجان البحرين لأفلام حقوق الإنسان .
لينتقل بعد ذلك إلى قراءاته لعدد من الكتب تعنى
بالشأن السينمائي، ويطلعنا بعد ذلك عن رؤى وحكايات عن
فيل غياب الذي كتب له السيناريو وهي أول مرة يكتب فيها
سيناريو ويتم تصوير الفيلم، ويخرجه محمد اشد أبو علي،
سينما العيد، وخلق مكتبة، حكايات عن طموح وأمنيات
ومشاريع وذكريات .
تعال إلى حيث النكهة، هو خاتمة الكتاب، يتحدث فيه
حسن حداد، عن طقس المشاهدة السينمائي، وأهمية وعذوبة
"المقدمات التي تعرض، برومو الأفلام التي ستعرض تباعا،
في دار العرض وحرصه على مشاهدتها .
تعال إلى حيث النكهة كتاب مهم، لناقد مهم يتوفر على
ذائقة سينمائية كبيرة، ويشكل مرجعا مهما لدارسي
السينما. |