أكد الكاتب في النقد السينمائي البحريني حسن حداد، أن عدم وجود
منتجين مغامرين ساهم في قلة منتجي الأفلام السينمائية في المملكة،
مبيناً أن «السينما هي تجارة وصناعة قبل كل شيء ولابد أن يكون هناك
منتجين مغامرين بأموالهم لتكتمل عملية إنتاج الأفلام السينمائية».
وأضاف أنه من الصعب الحديث عن «سينما بحرينية» في الوقت الحالي حتى
مع وجود أفلام سينمائية طويلة وقصيرة وازدياد دور العرض السينمائي
في السنوات الـ10 الأخيرة.
وعن السينما العربية، قال حداد إن غالبيتها تتجه إلى الجانب
الترفيهي الاستهلاكي إلا أن هناك طاقات سينمائية خلاقة نجحت في
الوصول إلى المحافل الدولية بل والحصول على التقدير المناسب الذي
تستحقه بالفعل..وفيما يلي نص الحوار:
- لماذا توجهتم للنقد السينمائي وكيف كانت بداياتك؟
بسبب مشاهداتي للأفلام وقراءتي عن السينما، التي بدأت منذ نهاية
السبعينيات من القرن الماضي، فكنت مهتماً بالأفلام المصرية أكثر،
بسبب لغتي الإنجليزية المتواضعة وكان تركيزي على الأفلام القديمة
التي لم أشاهدها، أو التي أعيد مشاهدتها برؤية مختلفة وكانت مرحلة
الفيديو تيب، التي كانت منتشرة مع نهاية السبعينات.
وكنت أقرأ كل شيء عن السينما، كتب ومجلات ومراجع كثيرة كانت سبباً
رئيساً لتجربة الكتابة، التي بدأت عام 1983، بمقال عن فيلم عادل
إمام الشهير «الغول»، والذي أثارة حينها ضجة رقابية وصحافية ونشر
هذا المقال في جريدة أخبار الخليج.
طبعاً، قبلها كانت هناك محاولات كثيرة ولكنها لم تنجح بسبب رداءتها
الكتابية حيث كنت أراجع ما أكتبه مع أخي الكبير الشاعر قاسم حداد،
الذي كان له الفضل الأول في تعليمي وتوجيهي إلى الكتابة ثم توجهت
إلى الكاتب أمين صالح، باعتباره مهتم أكثر بالسينما وكان عوناً
ومحفزاً لي في تطوير موهبتي في الكتابة.
- هل توجد أنواع للنقد السينمائي؟
بالطبع، فللنقد السينمائي والنقد الفني عموماً أنواع ومدارس نقدية
يمكن تحديدها في: النقد التفسيري والنقد التقديري، الأول يفسر
العمل الفني، والآخر يحكم عليه وليس هذا معناه أن الأول يأتي قبل
الآخر إنهما مندمجان مع بعض ومتلازمان، لإعطاء وجهة نظر نقدية
وجمالية في العمل الإبداعي.
كذلك النقد السياقي، وهو الذي يبحث في السياق التاريخي والاجتماعي
والنفسي للعمل الفني، أما النقد الانطباعي، فيتناول تأثير العمل
النفسي والفني على المتلقي. ثم يأتي النقد القصدي، الذي يتناول
مقصد الفنان من العمل المنتج. وآخر مدارس النقد الفني، هو النقد
الباطن، أو ما يسمى «النقد الجديد»، الذي يركز على الاهتمام على
العمل وبواطنه ومميزاته، من دون النظر في مقصد العمل أو تفسيره.
-قبل حوالي 12 سنة أنشئت موقع «سينماتك»، من أين أتت فكرة الموقع
وما هدفه؟
بدأت بأرشيف ورقي كبير منذ نهاية السبعينات من القرن الماضي عن كل
شيء يعني بالفن والثقافة وصل إلى ما يقارب الـ 500 ملف ثم استمر
إلكترونياً مع الموقع حتى الوقت الحاضر.
«سينماتك» كانت تواصلاً لذلك المجهود للأرشفة السينمائية كما إن
الحرص على وجود كل شيء كتبته في مكان واحد، كان من أهم الأسباب
لإنشاء «سينماتك»، ويصفني الأصدقاء المقربون جداً بصفة «مجنون
سينما»، فيما يرى البعض في هذا الوصف صورة سلبية والآخرين يرون
العكس ولا يهمني الأمرين المسألة غاية في البساطة.
فـ«سينماتك» الوجبة الأولى باعتباري أبدأ صباحي معها مروراً
بالليل، كما إنها الابن الخامس حيث أتفرغ لها بعد إنجاز آخر طلب
لأبنائي الأربعة قبل نومهم رغم أن سينماتك ليست أصغر أبنائي فابني
علي يصغرها بسنتين.
- كتبتم سيناريو فيلم غريب وفاز بالعديد من الجوائز، لماذا اخترت
نص «الوحيد وحده» للشاعر قاسم حداد تحديداً لتحويله لفيلم قصير؟
فكرة كتابة سيناريو سينمائي بالنسبة لي، لم تكن مسألة سهلة ليس
لأنني غير قادر على فعلها بل لأنني عندما أفكر في الأمر لا يغيب عن
هاجسي مسألة تنفيذه، فالسيناريو ليس كالرواية أو القصة يمكن كتابته
وطبعه في كتاب ونشره.
المفاجأة جاءت عندما عثرت على نص «الوحيد وحده» لأخي وصديقي قاسم
حداد منشوراً في إحدى الصحف عثرت عليه بالصدفة وأنا أتصفح الإنترنت
يا لها من حالة إنسانية مؤثرة، إنه العذب الشفيف.. هذا ما شعرت به
وأنا أقرأ.
-حدثنا عن الأفلام السينمائية البحرينية والخليجية وما رأيك بها؟
مصطلح السينما البحرينية ليس صحيحاً بالمعنى العلمي.. وهذا بالطبع
ينطبق على معظم دول العالم العربي فيما عدا مصر ففي مصر هناك سينما
لها مؤسساتها ومعاملها واستوديوهاتها وتراث سينمائي زاخر.
من الصعب الحديث عن «سينما بحرينية» في الوقت الحالي حتى مع وجود
أفلام سينمائية طويلة وقصيرة وازدياد دور العرض السينمائي في
السنوات العشر الأخيرة.
فمصطلح «سينما»، أجده يحتمل كثيراً من الصفات التي لابد من توافرها
للحديث عن السينما كصناعة إن وجود سينما في أي مكان من العالم
تسبقه تراكمات فنية وتقنية، لتكوين عجلة إنتاج متواصلة ومعامل
واستوديوهات وهذا أمر لا يمكن التعويل عليه في الوقت الحالي.
- ما هي نظرتك للسينما العربية، هل تمتلك أدوات وقوة من شأنها أن
تعكس الواقع العربي الحقيقي الذي لا يخلو من مشاكل تعيق نموه بشكل
طبيعي؟
السينما صناعة وتجارة قبل أي شيءـ فلابد أن يكون هناك المنتج الذي
يمكنه أن يغامر بماله في فن مطلوب من الجماهير العريضة مشكلة
المنتج العربي هي الجمهور/ المتلقي باعتبار أن أي فيلم عربي «غير
مصري»، يحتاج إلى جمهور يغطي تكلفة هذا الإنتاج وهذا لن يأتي من
فيلم أو عشرة، إنه تراكم كمي لابد له أن يعطي ثماره في المستقبل.
بالنسبة لمضمون السينما العربية، نرى أن الغالبية منها، تتجه
للجانب الترفيهي الاستهلاكي إلا أن هناك طاقات سينمائية خلاقة نجحت
بالوصول إلى المحافل الدولية، بل والحصول على التقدير المناسب الذي
تستحقه بالفعل. |