تم نشر هذه القسم في ديسمبر 2013
 
 
 
 
 
 

دوريات سينمائية

( الرف الخامس )

SHORT - كراسات الفيلم القصير

سابق

<<

09

10

11

12

13

>>

صفحات

اطلع على بعض المعلومات عن كل الأعداد

العدد الثالث عشر من المجلة ( 13 )

إهداء

فهرس

غلاف العدد

اللقطة الأولى

الفيلم القصير

أمنية عادل

تعدّ السينما هي الفنّ الجديد الوليد الذي استقبله العالم، ويتمتع به، ويضع له النظريات، والدراسات. السينما هي نتاج الإبداع البشري المستمرّ الذي استهله الإنسان مع فنون العمارة، وجمعت السينما فنونه الست الشهيرة حيث (العمارة، النحت، الفنون البصرية، الموسيقى، الشعر، المسرح)، حيث الفن السابع الجامع لجميع الفنون، والذي استقى منها جميعاً عناصره التعبيرية، سواء على الصعيد البصري، أو المضمون.

الفيلم القصير هو جانبٌ من صناعة السينما التي باتت جزءاً أصيلاً من الترفيه في العالم، يُعتبر الفيلم القصير من أكثر جوانب الصناعة تجريبيَةً، حيث أنه أكثر أريحية لصناع الأفلام للخروج عن القواعد التجارية المعتادة، إذّ عادة ما تُقرأ السينما القصيرة وسط ملامح أكثر فنية من الأفلام الطويلة، لاسيما التجاري منها.

من أبرز ملامح السينما القصيرة هو التكثيف، حيث التركيز على لحظة ما، أو موقف معين واضح، يتم فيه التعبير عن الحالة الدرامية من خلال العناصر السينمائية، كما هو الحال مع الشعر، والتركيز على لحظة معينة يتمّ اقتطاعها من تاريخ البشرية، سواء كانت لحظة ذاتية، أو عامة، يتمّ قراءتها برؤية صاحبها، صانع الأفلام\الشاعر.

حالة من التكثيف اللحظي، والقدرة على التعبير بقليل من المشاهد\قليل من الكلمات، يتلاقى السرد الشعري مع السرد الدرامي بالفيلم القصير، كما هو الحال أيضاً مع فن القصة القصيرة، حيث الوقوف على اللحظة.

شاعرية الصورة

يبدو أن العالم يجنح نحو التكثيف في الفنون، فخلال العقود الماضية الأخيرة ظهر نوعٌ جديد من الشعر حيث الشعر القصير جدا، أبيات شعرية قليلة تتناول لحظة بعينها، كما بات للسينما القصيرة محبيها، ومتذوقيها، والمهرجانات التي تعبر من خلالها إلى أعين المشاهدين، وبات لها سمات خاصة تمتاز بها هذه السينما عن غيرها.

تتسم سينما الفيلم القصير بشاعرية بصرية تتجلى مع توظيف رؤية صانعها للعناصر المكونة للصورة السينمائية، من خلال التركيز على الجوانب الإنسانية، والعاطفة لدى المشاهد، وخلق صلة بين المُشاهد وعالم الفيلم، كما هو الحال مع الصور الشعرية المكثفة التي تصف اللحظات النماذجية التي يمرّ بها الإنسان.

عادةً ما ينطلق الشعر من نقطة خاصة إلى العام، حيث الإنسانية، وقضاياها، وأزماتها، لا يخلو الشعر من ذاتية قائله، وكذلك سينما الفيلم القصير، حيث عادة ما ينتقل الموقف الذاتي البسيط إلى عالم كبير يتقاطع مع الوعيّ الجمعيّ العام، والشعور الإنساني العام، إذّ لا يقف الفيلم القصير عند الجوانب التقنية، وسبل السرد التقليدية حيث البداية، والوسط، والنهاية فقط، لا تقف عند حدّ القصة التي تسردها سواء بطريقة تقليدية، أو أكثر تجريباً، وتتجه نحو قول الكثير من وراء الشريط السينمائي القصير التي يقدمه.  

اللقطة الأخيرة

فيلم "الست"، ضدّ التفسير على طريقة سوزان سونتاج

إبراهيم عمر

في بحثها "ضدّ التفسير" المنشور عام 1966، تقول سوزان سونتاج :"إن التأكيد المفرط على المضمون أدى إلى مشروع دائم للتفسير لم يتحقق ابداً".

من هذه النقطة أودّ النظر إلى نقطة تجعل من التفسير أمراً بلا معني، أو أن النظرة التي يمتلكها المشاهد العادي، وهو يفسرعملاً فنياً ما، أهم من ناقد يحاول فكّ طلاسم الاعمال الفنية، خاصة فن السينما.

فيلم "الست" (إخراج سوزان ميرغني)، 20 دقيقة، إنتاج السودان/قطر عُرض في مهرجان كليرمون فيران، وحاز على جائزة  "كنال بلس"، يعتمد كلياً على البناء الخطي، لكن هذا البناء أعتمد كثيراً على حوارٍ ضعيف، لا يدفع القصة للأمام، يمكنك أن تحوّل أيّ جملة من مكانها، دون أن يحدث تأثيراً كبيراً، والقصة التي يعتمد عليها الفيلم كثيراً تحمل عدة طبقات غير واضحة، المواضيع متعددة مقارنة مع المدة الزمنية، خاصة إذا نظرنا إلى مفهوم، وتعريف الفيلم القصير "هو حدث واحد بلا فروع كثيرة، تتمحور حوله الشخصيات، أو شخصية واحدة "، في "الست"، أنت كمشاهد أمام مواضيع متعددة، ذات طبقات كثيرة، تحمل قراءت لا يتحملها فيلم قصير ابداً هو اقرب لمشروع فيلم طويل يحتاج لإعادة كتابة !.

المُشاهد الأجنبي، المُشاهد المحلي .. ؟

إذا حاولت تطبيق هذه النظرية في فيلم "الست"، التي أحاول التفكير فيها دائماً، وهي: لماذا ينبهر المشاهد الذي يأتي من ثقافة خارج ثقافة الفيلم، بينما المشاهد الذي يأتي من نفس الثقافة التي جاء منها الفيلم يكون اقل انبهاراً، وأحيانا، يكذب ما يراه، أو يصدقة بلا مبالاة، وهذا يحدث في الكثير من الأفلام مؤخرًا حيث ظهر  جيل من السينمائين يهتمؤن بالمشاهد الغربي، والمهرجانات الغربية، أكثر من إيمانهم بالفيلم، وكثرت العملية التسويقية للفيلم، وقلت القضية الفنية تماماً .

السؤال هنا: كيف يمكن أن نكون ملتحمين بالفيلم، ونحن ندرك، ونعي ثقافة الفيلم تماماً، والخلفية التي جاء منها، وفيما يخص التفسير، والمعني! ما الذي يجده الشخص خارج ثقافة الفيلم، ويلتحم معه؟ هل يجد الشخص الذي لا ينتمي إلى ثقافة الفيلم ما يشبع نظرة، شغفه مثلاً، إذا اعتقدنا فقط أن السينما تخاطب العين والمشاعر معاً، هل هذا الغريب الذي جاء من ثقافة أخرى خارج ثقافة الفيلم، لكي يدخل لمدة قصيرة هنا في فيلم "الست"، تتراوح هذه المدة 20 دقيقة، هل يجد ما يرغب فيه حقاً؟ وما الذي يخلق الإنبهار بالنسبة للشخص الذي جاء من خارج الثقافة؟ الحكاية فقط، الصورة، لغة الحوار، أيّ شي يمكنه أن يكون مبهراً لهذا الشخص الذي جاء غريباً من ثقافة أخرى للدخول إلي هذه الثقافة في مدة قصيرة تتراوح نتيجتها فيلماً قصيراً؟

التفسير الأخير ..ليس هناك شيء أخير .

فيلم "الست" تجربة تستحق الوقوف عندها كثيرًا، خاصة أن السينما السودانية القصيرة، تحتاج إلي تكاتف حقيقي من المثقفين، والمنظريين في هذا الجانب، ونحتاج دائماً أن لا يتوقف الانتاج سينمائياً، وأن لا تصدق الأنا السينمائية "السودانية " بأنها مركز العالم، فالسينما عمل جماعي حقيقي، يستحق من الكل الوقوف حوله بصدق، وأن يعي المخرج السوداني اولاً أن السينما ليست جوائز، ومهرجانات، السينما قضية، وهمٌ إنساني، وأن تحمل هذه القضية اولاً وأخيراً، وان التفسير لا يحتاج ابداً إلي تفسير.  

اطلع على بعض المعلومات عن كل الأعداد
 

سابق

<<

09

10

11

12

13

>>

صفحات

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004