تم نشر هذه القسم في ديسمبر 2013
 
 
 
 
 
 

دوريات سينمائية

( الرف الخامس )

SHORT - كراسات الفيلم القصير

سابق

<<

06

07

08

09

10

>>>

13

>>

لاحق

اطلع على بعض المعلومات عن كل الأعداد

العدد التاسع من المجلة ( 09 )

إهداء

فهرس

غلاف العدد

اللقطة الأولى

السينما، وثلاثية التجربة، المشاهدة، والعمل؟

إبراهيم عمر

 

ما الذي يجعل شخصاً يمتلك شغفاً كبيراً بالسينما، أن يدرسها دراسةً أكاديميةً لمدة أربع سنوات، أو ثلاث، أو سنة، بدلاً من أن يسلك طريقاً آخر، وهو "شراء كاميرا ديجتال، وتصوير ما يودّ تصويره" طالما أنّ الفيلم يُبنى في غرفة المونتاج، تلك الجملة التي تختذل كلّ شيء على شاشة المونتاج، وتجعل من هذا الفنّ يبدو ضيئلاً للغاية.

في رأييّ، الفيلم يُبنى ذهنياً في قلب المخرج قبل أيّ خطوة فيزيائية، هذا الشعور الداخلي الذي يجعلك تتحرك تجاه موضوع ما، بدلاً عن الأخر، هذا التحرّك الذي لا يمكن تجاهله بالسهولة التي تجعلك تقول "إنّ غرفة المونتاج هي المكان الوحيد القادر على خروج الفيلم إلى النور".

أن تترك كلّ شيءٍ خلفك، لدراسة هذا النوع الأصيل من الفن؟ هو الجواب الذي وجدته بعد سنين من البحث عن ماهية السينما، أنا أختلف كثيراً عن وجهه النظر التي تقول "إنّ السينما التي تمارسها أكاديمياً، تجعلك خائفاً من صنع شيءٍ، لأنّ تجربتك الدراسية مرّت على الكثير من التجارب السينمائية، والمعارف؟ "هذا النوع من الرؤية للسينما، هي نظرة مخيفة تماماً، وقاصرة، لأنّ شخصاُ درس علم الجمال لا يمكن أن ينزلق خائفاً من مواجهة، وترميم قبح الواقع الذي نعيشه، لأنّه في الأساس السينما بدأت كحلم عندما تجرأ "الأخوين لوميير" من التقاط تلك اللقطة "خروج العمال من مصنع لا سيوتا" لالتقاطها من الواقع، وجعلها ثابتة كوثيقة تؤكد على أنّ الفنون، وخاصة السينما، تؤكد لعبة الزمن، مرور الزمن عليها، وثباته في آنٍ واحد، وهو الفن الوحيد في كلّ الفنون الذي يجسّد مكاناً، وزماناً.

في هذه المجلة الإلكترونية "شورت/كراسات الفيلم القصير"، المتواضعة جداً، في أحلامها، وطموحاتها، نحاول في عددها التاسع، أن نفتح ملفاً مهماً لدراسة السينما، في مدرسة الجيزويت بالقاهرة، وهي واحدةٌ من المؤسّسات التعليمة في مصر، والوطن العربي التي تساهم في نشر التعليم، والثقافة السينمائية الأصيلة، تطرّقنا في هذه النافذة عن أهمية الدراسة السينمائية، والمعرفة بصورة كبيرة على نموذج التدريس في مدرسة الجيزويت بالقاهرة، وعن كيفية التمرحل الدراسي للسينما، وكالعادة، منذ بدايات "شورت/كراسات الفيلم القصير"، تخيّرنا بأن يكون الشخص صاحب التجربة هو محور الحديث، وكما فعلنا في الأعداد السابقة، وسوف نفعله في اللاحقة، أن نجعل من كلّ التجارب تُحكى من قبل الأشخاص الذي خاضوا تجاربهم، لأنّ شهاداتهم تُعتبر وثيقة زمنية مهمة.

في مدرسة الجيزويت بالقاهرة، اطلعنا على الكثير من المواد، لكننا فضلنا أن يتحدث الطلاب عن تجاربهم، كما يحكي لنا مؤسّسو المدرسة كيف كانت البدايات، وأين تتموقع المدرسة اليوم في ظلّ الظروف الحالية.

من أكثر الأشياء التي أثارت فضولي أثناء الشروع في تجهيز ملف تدريس السينما في مدرسة جيزويت القاهرة في عددنا التاسع، هو روح الانتماء الذي لاحظته من جميع المشاركين في هذا العدد، هذه الروح وحدها كافية لتغيّر كلّ شيء إلى الأفضل، وحدها السينما قادرة على تغييّر المفاهيم، وترميم الواقع المحيط، بالمحبة، والوفاء التي رأيتها من جميع المشاركين في العدد التاسع.

باسم "شورت/كراسات الفيلم القصير"، نشكر كلّ من ساهم بكلمة، كتابة مقالة، نصحية شفوية، حوار، وكتابة تجربتة الذاتية في هذا العدد، ولكلّ من أعطى من وقته لخروج هذا العدد إلى النور، نور شاشة الكمبيوتر، ورُبما نور النهار عندما سوف تُطبع المجلة ورقياً.

ستواصل "شورت/كراسات الفيلم القصير" النهج الذي بدأنا فيه، وسنظل دائماً مع نشر الثقافة السينمائية في هذا الوطن العربي الكبير الذي لا يهتم كثيراً بثقافة الفيلم القصير.

اللقطة الأخيرة

لماذا المهرجانات؟

حسنين الهاني

 

المهرجانات بشكلٍ عامّ، وبكلّ أشكالها، وصنوفها، ومواسمها، وبلدانها، هي عبارة عن مشاريع استثمارية، وفي طيّاتها كثير من الأرباح؛ وليس شرطاً أن تكون أرباحاً مادية، فقد تكون فكرية، اجتماعية، أو حتى سياسية.

أيّ مهرجانٍ في العالم يستقطب ضيوفاً (أقصد المهرجانات العالمية طبعاً)، وهم مجموعة من البشر بمختلف الثقافات، والميول، وآلرغبات، وهم بحاجةٍ إلى سكن، وطعام، وسياحة، ونقل، ورُبما أسواق كي يتبضعون منها على سبيل الحاجة، أو المتعة، وتختلف أعداد ضيوف المهرجان تبعاً لنوعه، وصنفه، فعلى سبيل المثال مونديالات الرياضة هي مهرجانات، سباق الخيول، والإبل، والصقور هي مهرجانات، معارض الأجهزة التقنية، والسيارات هي مهرجانات ...ووووو إلخ.

ما يهمّنا هنا، هي السينما، فالمهرجان السينمائي ليس مجرد عروض، فالعروض أصبحت يسيرة، وموجودة بأكثر من شكل؛ مواقع التواصل الاجتماعي، واليوتيوب، وبعض الشبكات الإلكترونية المنتشرة في كلّ بقاع العالم؛ منها نيتفليكس، وسينمانا، وغيرها، وهذه المحركات الإلكترونية جعلت من المستحيل ممكناً، فبإمكانك أن تشاهد أيّ شيء، وكلّ شيء، وأنت في بيتك، أو سيارتك، أو عملك، وبهاتفك الخاصّ، لكن، ليس هذا هو المهم...المهم أن تجعل من المهرجان سفيراً لبلدك؛ من خلال الترويج للمناطق السياحية، والمطاعم، والأسواق، والعادات، والتقاليد، والإرث الحضاري، والفنادق، والصناعة، والزراعة، وكلّ شيء قابل للتسويق، والترويج،.. هذا من جانب، ومن جانبٍ آخر، وهو الأهمّ بالنسبة لي كسينمائي، المهرجان أشبه بالبورصة، ومركز تجمهر المختصين في الشأن السينمائي، فضيوف المهرجان هم من الأكاديميين، والصحفيين، وصُناع الأفلام، وشركات الإنتاج، فالمهرجان يحمل في طيّاته كثيراً من الفعاليات من غير العروض، فهنالك لقاءات بين المشاهير في السينما، ومن لهم دور، وباع فيها، وإقامة الجلسات النقدية التي تناقش الأعمال التي وردت، وتتناول الأفلام الواردة لهذا المهرجان، وربما حتى التي لم تردّ تكون شاهد إثبات فيما حققته هذه الأفلام التي أنتجت في حينها، أكيد تتضمن المكسب المادي من خلال شباك التذاكر في دور العرض، وربما حققت مبيعات هنا، وهناك.

إذن، ومما ذكرنا آنفاً، ثمة كثير من الفوائد لإقامة أيّ مهرجان في البلد؛ فهو ترويجيّ، تثقيفيّ، وحتى تسويقيّ.. فالسينما هي سفير البلدان، والشعوب؛ فمن خلال فيلم سينمائي واحد أستطيع أن أشاهد أغلب معالم، ومميزات هذا البلد، في حين يصعب تحقيق هذه السمة من خلال 10 سفراتٍ سياحية مثلاً.

وما أطمح إليه، هو أن أجعل السينما لها دور بالغ في تحسين اقتصاد البلد، فهو يحتاج إلى أيدي عاملة بمختلف التخصصات؛ النجار، والخياط، والكهربائي، والنقل، وآلكوافير، وكلّ التخصصات الفنية التي تُسهم في صناعة الفيلم السينمائي، وبزيادة إنتاج هذه الأفلام، سوف تكون هنالك تجارة، وسابقاً كان شعار السينما على أنها (فنّ، وصناعة، وتجارة)، واليوم أصبحت (فنّ، وتجارة، وصناعة، ورسالة، وعلم)، فأيّ سلعة تُصنع تحتاج إلى معرض للمبيعات، وهنا المهرجان أشبه بهذا المعرض الكبير الذي ممكن أن يكون أكبر من معرض، فهو ورشة، ودرس، وتعارف، وتسويق..

وأخيراً، كلّ هذا الذي خضناه من حديث مفصل، ومتشعب، لا ينطبق على المهرجانات المستحدثة، والتي تًسمى (مهرجانات أونلاين)؛ فهي لا تحمل سوى العنوان فقط بأن هذه الفعالية المجانية القلب، والقالب هي مهرجان شأنها شأن عمل أيام، وشهور للتحضير لأسبوع ثقافي سينمائي منوع.. أعتقد - ومن وجهة نظري- أن هكذا فعالية رُبما تُسيء حتى لمعشوقة الملايين من البشر، السينما.

في المهرجان المقام، أنت مجبرٌ أن تلتزم بقيافتك، ومواعيدك، وورقتك النقدية، لا أن تستبسط هذا المجهود، بأن ترى في بيتك من دون أن تتفاعل مع هذه الشاشة العملاقة.

اطلع على بعض المعلومات عن كل الأعداد
 

سابق

<<

06

07

08

09

10

>>>

13

>>

لاحق

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004