تم نشر هذه القسم في ديسمبر 2013
 
 
 
 
 
 

دوريات سينمائية

( الرف الخامس )

SHORT - كراسات الفيلم القصير

سابق

<<

06

07

08

09

10

>>>

13

>>

لاحق

اطلع على بعض المعلومات عن كل الأعداد

العدد الثامن من المجلة ( 08 )

إهداء

فهرس

غلاف العدد

اللقطة الأولى

الفيلم القصير، والنقد السينمائي

كاظم مرشد السلوم

 

تُخصص المهرجانات السينمائية التي تُقام في معظم أنحاء العالم، وعلى مدار السنة، قسماً خاصاً لعروض الأفلام السينمائية القصيرة، بنوعيّها الروائي، والوثائقي، معظم الأفلام التي تُعرض هي أفلامٌ مهمة، تحمل أفكاراً، وطروحاتٍ قد لا تتوفر عليها الكثير من الأفلام الطويلة، ويأتي ذلك في خلال وقتٍ قصير قد لا يتجاوز الخمسة عشر دقيقة، حرص صانعوها على تكثيف الفعل الدرامي، وضغطه كي يصل إلى المتلقي، وهذا التكثيف يعني التعامل مع عناصر اللغة السينمائية بطريقةٍ تبدو لي صعبة للغاية، وليست بالمهمة السهلة.

من خلال حضوري لمهرجاناتٍ سينمائية مختلفة، وحرصي على مشاهدة هذا النوع المهمّ من الأفلام، لاحظت عدم اهتمامٍ واضح بها من قِبل البعض، فغالباً ما يكون الحضور قليلاً مقارنةً بعروض الأفلام الطويلة، وفي الغالب، تجد أن معظم الحضور هم صُناع الأفلام، وبعض طلبة معاهد، وكليات السينما، ولا يحضر من المدعوين للمهرجان نقاداً، أو اختصاصاتٍ أخرى إلاّ القليل، لدى سؤالي للبعض عن سبب ذلك، كان التبرير أنها تُعرض في فترة الظهيرة، وهو وقت غير ملائم لهم، أما البعض الآخر، وخصوصاً النقاد، فأجاب أن الأفلام الروائية الطويلة التي تجلبها المهرجانات، وغالباً ما تكون أفلاماً مهمة، والبعض منها عرض أول، فمن غير المعقول أن أذهب لمشاهدة مجموعة من الأفلام القصيرة، وأفوّت فرصة مشاهدة فيلماً مهماً لمخرجٍ مهمّ، قد لا تُتاح لي الفرصة لمشاهدته ثانية.

ورغم الأهمية الكبيرة، والواضحة للفيلم القصير، باعتباره جنساً فيلمياً له اشتراطات، وقواعد عمل خاصة به، إلاّ أنه لا يحظى باهتمام نقديّ كبير، فلا نجد الكثير من الكتابات النقدية التي تتناول أفلاماً قصيرة، روائية كانت أم وثائقية، وكأنّ النقد السينمائي يكتب للأفلام الطويلة فقط، فإذا كان النقد يُكتب للمتلقي كصلة وصل بينه، وبين الفيلم، للفيلم القصير أيضاً جمهور ينتظر كتابات نقدية عن أفلام شاهدها، وهذا الانتظار نابع من محاولة الجمهور معرفة ما حمله الفيلم من رموز، ودلالات قد تكون عصية، أو غير مفهومة عند البعض منهم،ِ فهل أن البعض يترّفع عن الكتابة النقدية عن هذا النوع من الأفلام، وهو يعرف أنّ العديد منها قد حصل على جوائز الأوسكار، والسعفة الذهبية، وغيرها من جوائز المهرجانات المهمة، وأن كبار المخرجين السينمائيين قد بدأت حياتهم المهنية بهذا النوع من الأفلام، بل أن مخرجاً كبيراً مثل يوسف شاهين، وبعد عديد النجاحات التي حققها، يعود في العام  1998 لعمل فيلم قصير بعنوان "كلها خطوة"، كذلك يقوم المخرج الجزائري الياس سالم صاحب فيلم "الوهراني" الذي يتحدث عن ما حصل بعد الثورة الجزائرية، بإخراج فيلم قصير بعنوان "لم يرَ، ولم يعلم".

وأتساءل، هل فات البعض من النقاد مشاهدة الفيلم القصير للمخرج أنس خلف "ماريه نستروم" الذي يتحدث عن المهاجرين السوريين، أو فيلم "الببغاء" للمخرجين دارين سلام، وأمجد الرشيد، الذي يتحدث عن هجرة اليهود العرب الى فلسطين، وكلا الفيلمين يستحقان الكتابة النقدية عنهما، وكذلك العديد من الأفلام العربية، والعالمية الأخرى.

أعتقد أنه من الإنصاف أن يكون هناك اهتمام نقديّ واضح بالأفلام القصيرة، من باب تشجيع صانعيها، ومعظمهم من الشباب أولاً، ومن باب تشجيع الجمهور على متابعتها ثانياً، وبالتأكيد من أجل قراءتها قراءة نقدية تفكك ما تطرحه في زمن فيلمي قصير جداً.

ما ذكرت، لا يعني التعميم، فهناك العديد من النقاد الذين يتابعون هذه الأفلام، ويكتبون عنها برؤى نقدية ثاقبة، لكني أطمح الى إيلاء اهتمام أكبر بها نقدياً، وجماهيرياً.

اللقطة الأخيرة

لماذا أصنع فيلماً؟

محمد زرزور

 

"سأفعلها، وأصنع فيلماً"، هو التحدي الأول الذي يخوضه صُنّاع الأفلام مع أنفسهم، لتفريغ فكرة، أو مجموعة من الأفكار تدور في خواطرهم لتحويلها إلى أحداث، وصور متتالية تغدو فيلما.....

ولكن، ماذا بعد؟

فهل يتساءل صانع الفيلم بعد أن يمتلك مولوده بين يديه أين سيذهب به؟ وهل قدم هذا المُنتج لمجرد الإنتاج، وإضافته إلى سيرته الذاتية؟ أم كان يحلم مع كلّ كلمة يكتبها في السيناريو، ومع كلّ صورة يرسمها في الستوري بورد، بأنه يصعد معها سلالم التكريم في كبرى مهرجانات العالم؟

بالتأكيد، كلّ مخرج لأيّ عمل سينمائي، سواء كان طويلاً، أم قصيراً، ومهما كان نوعه، روائياً، أو تسجيلياً، أو وثائقياً، عليه أن يقدم قيمة مضافة لفن السينما عموماً، ولثقافته السينمائية على وجه خاصّ، أسوةً بمنعطفاتٍ هامة في تاريخ السينما منها "مشهد في حديقة رونداي" أول تقديم لصورة متحركة في التاريخ عام 1888، وكذلك "مغني الجاز" أول فيلم ناطق في السينما عام 1927 مثلاً.

فالمخرج دائماً مطالبٌ بالبحث عن ما هو أول في فيلمه، حتى و لوكان هذا الأول مختصراً على زاوية المعالجة للفكرة.

مما يقودنا هنا إلى سؤال آخر، هل هواة السينما، وعشاقها يستطيعون فعل ذلك دون اللجوء إلى أكاديميات، ومعاهد تقدم العلوم المتخصصة بالفن السابع، أم يكتفون بتراكم الخبرات التي اكتسبوها من علوم الحياة المختلفة؟

وقد تكون إجابات البعض بأن وجود الأكاديميات لا يعني بالضرورة توفر الخبرة، ويستشهدون بجيل الرواد الذي قدم للعالم فنّ السينما  لمجرد دافع الحب له، فيما يصرّ البعض الآخر بأن التعليم الأكاديمي هو أساسي لكلّ من يرغب في الإسراع باكتساب الخبرة السينمائية، و لهم بمايكل أنجلو أنطونيوني خير مثال، وهو واحدٌ من ثلاثة مخرجين في العالم نال الجوائز السينمائية الكبرى: السعفة الذهبية، الأسد الذهبي، الدب الذهبي، وهو الذي بعد دراسته للاقتصاد، تعلم التقنيات السينمائية في "المركز السينمائي التجريبي" في روما أقدم مدارس أوروبا لصناعة الأفلام.

وأيأ كان السينمائي، فإنه لا يختلف مع أحد، على أن الفن هو عمل إبداعي أولاً وأخيراً، وبالتالي، ليس كلّ خريج أكاديمي هو مبدع بالضرورة، ولكن، ما يميزه عن غير الدارسين، هو القدرة على التحليل العلمي للفيلم، وما يدل على ذلك لجوء غير الأكاديميين، ومع تطوّر التكنولوجيا، إلى المواقع الالكترونية المهتمة بالشأن السينمائي، والتلفزيوني لصقل خبراتهم، وتنميتها.

وربما قد تأخر بعض الشيء ظهور هذه الأكاديميات في عالمنا العربي، حتى أنّ سوريا، والتي تُعتبر ثاني دولة عربية عرفت، وانتجت السينما بعد مصر، لا تمتلك معهداً عالياً لتعليم السينما حتى الآن.

أما الناحية الثالثة، والتي تجعل من فيلمك حاضراً في منصات المهرجانات، فهي الطريقة السليمة لتسويقه، وتقديمه، فمهما كانت الفكرة مهمة، ونابعة من حريَف سينمائي، فقد تضيع قبل أن تعرف طريقها الصحيح، ومن هنا كانت الضرورة للتعامل مع شركات تسويقية توفر الكثير من الجهد، والوقت على صانع الأفلام، وهذا الموضوع رُبما لا يقتصر فقط على السينما المستقلة، وقد يتعدى إلى المؤسسات الكبرى.

إذاً، كغيرها من الصناعات، أصبحت صناعة الأفلام القصيرة تمتلك خطاٌ انتاجياً يبدأ من الفكرة، وينتهي ما بعد المشاركات، والترشيحات للجوائز، فإذا كنت أصنع الخبز لآكل، فأني أصنع الفيلم لأكون.

اطلع على بعض المعلومات عن كل الأعداد
 

سابق

<<

06

07

08

09

10

>>>

13

>>

لاحق

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004