تم نشر هذه القسم في ديسمبر 2013
 
 
 
 
 
 

دوريات سينمائية

( الرف الخامس )

SHORT - كراسات الفيلم القصير

سابق

<<

06

07

08

09

10

>>>

13

>>

لاحق

اطلع على بعض المعلومات عن كل الأعداد

العدد السادس من المجلة ( 06 )

إهداء

فهرس

غلاف العدد

اللقطة الأولى

السينما ليست فقط حكاياتٍ مُصوّرة

إبراهيم عمر

أذكر أنّني منذ سنواتٍ بعيدة، كنت أتحدث مع صديقٍ حول معاني كثيرة في السينما، تحدثنا عن معظمها بمعرفةٍ قليلة، وحماسٍ زائدٍ للغاية، كنّا وقتها نلتمس خطواتنا السينمائية الأولي، عندما وصلنا في حديثنا عن التجريب، والسينما الطليعية، وتلك المُصطلحات التي لا يمكن فهمها إلاّ عن طريق البحث الدؤوب، ذكرت لصديقي وقتها بعض المدارس السينمائية، تجريد، تجريب، سينما تدميرية، طليعية، توقف وقتها عند كلمة تجريد، وتحدثنا عن هذا المصطلح، هل هو مصطلح تشيكلي أكثر منه سينمائي؟ وهنا بدر سؤالٌ آخر، وجديد، ماهي السينما في الأساس؟ أليست السينما هي التشكيل، التدمير، اختلاق معني آخر للمعاني الثابتة التي نعرفها، ما الذي يجعل فيلماً أكثر اصالةً عن فيلمٍ أخر، أليس هو الاختلاف، صنع شي يكسر المفاهيم يُسمى أحياناً بالتجديد، وكسر المعنى تماماً، وتدمير المفاهيم الثابتة، والمُكررة للسينما بشكلٍ عامّ؟

عندما بدأنا بتحضير العدد السادس، وهو مختلفٌ في ظروف تمرّ بها الإنسانية بظروف استثنائية، وباللحظات الثابتة التي نعيشها بصورةٍ يومية، لحظات العزل الجماعيّ، كان لابدّ أن يكون عددنا السادس مختلفاً، يعكس مدى الاختلاف عن سكون الكون، واخترتُ مع صلاح سرميني، أن نجعل من السكون الذي يحدث حولنا، نوع من الضجيج، فكان العدد السادس "سينما، وتجريد" نحاول فيه بشكلٍ حصري في مجلةٍ عربية لأول مرة يتمّ فتح موضوع كهذا، لأنّنا نحاول بهذا أن لا تكون السينما مجرد قصص مصورة، مجرد التركيز في القصة، التي هي بالأساس عنصراً مهماً بالطبع، لكنها ليست هي الأساس، لأنّ الصورة هي الوسيلة الاصيلة للسينما.

نأمل في هذا العدد أن نفتح نقاشاتٍ دائمة حول السينما الإصيلة، وعن السينما التي نتمنى أن تنتشر في عالمنا العربي، بمعرفةٍ، وأدراكٍ كبير، وبوعيّ من السينمائيين لنشر المعرفة حولها، ولجعل السينما وسيلة أيضا لاختلاق معني آخر يختلف عن سينما الحكايات المصورة التي أصبحت هي المسيطرة كلياً في عالمنا العربي.

هذه الدعوة الأصيلة التي ندعوها من منبرنا هذا، المجلة الالكترونية "شورت/كراسات الفيلم القصير"، هي دعوة نتمنى أن تفتح آفاقاً أخرى لهذا النوع الأصيل من السينما، ورُبما تنجح، أو تخيب، لا أعلم النتائج في هذا الاتجاه، لكننا في هذه المجلة (المتواضعة جداً) نحاول أن نفتح مواضيع لا يتمّ تناولها بصورة جادة، وحقيقية، وحتى لا يتمّ تناولها أبداً.

هذا العدد رُبما يصحح أيضا للبعض، ضبط المعاني، كما كنت أنا وصديقي، حينما كنّا نتحدث عن مدارس السينما فقط بالحماس الزائد، رُبما يكون بين القراء أناس تنقصهم المعرفة العلمية، ويفكرون فعلاً بصنع سينما مختلفة عن تلك التي نراها كلّ يوم تزداد أكثر، وتركز كثيراً على القصة، لا نريد للسينما ابداً أن تكون مجرد قصة مصوّرة، نريدها أن تكسر الحواجز، وتخلق معاني أخرى جديدة، نأمل أن تصبح هذه الأمنيات واقعاً حقيقياً في عالمنا العربي، ونأمل أيضا أن نقاشنا هذا حول التجريد، يكون مجرد بداية لكل الفنانين الجادين في عمل سينما طليعية أنجزها آخرون منذ بدايات السينما نفسها.

اللقطة الأخيرة

المُستقبل للأفلام القصيرة

نهى محمد شبلاق*

عندما كنت في السنة الدراسية الجامعية الثانية، طُلب من الطلاب، والطالبات شراء كاميراتٍ شخصية متخصصة بالتصوير الفوتوغرافي ذات ملحقات خاصة، وذلك ضمن مساق التصوير الضوئي، فاشتريت كاميرا من نوع (نيكون) مع عدة فلاتر ملونة بسعرٍ باهظ الثمن، في السنة التي تلتها طُلب من طلاب الدفعة الجديدة كاميراتٍ من نوع (الديجيتال)، وهي الأحدث، والأكثر تطوراً، الآن لا يُخفى على أحد التطور الذي حدث لكاميرات الهواتف المحمولة بكافة أنواعها، فلو عدت إلى الصور القديمة التي تمّ التقاطها في وقتٍ سابق، لوجدت أنّ الصور الحديثة المُلتقطة عبر كاميرا الهاتف المحمول هي الأكثر وضوحاً، وجمالاً، ولقررت الاستغناء عن الكاميرا القديمة، ورُبما التخلص منها بشكلٍ نهائي، ليس غريباً ارتفاع أسعار الهواتف المحمولة الحديثة، مع احتوائها على خصائص للكاميرا، أو الكاميرات التي تحتويها، تتيح للجميع التقاط الصور، أو صنع مقاطع الفيديو باحترافيةٍ عالية، بالإضافة لخصائص التعديل على الصور الموجودة ضمن مواصفات الهاتف المحمول، أو التطبيقات المتوفرة لهذا الغرض.

الآن مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي، ومع تنوّع التطبيقات التي تتيح لمستخدميها عرض مقاطع صغيرة، أصبح بإمكان الجميع صنع أفلامهم الخاصة، وعرضها للآخرين، كما أنّ التوّجه نحو الجمهورمباشرة دون وساطة شركات الإنتاج اليوم هو أسهل من ذي قبل، نظراً للإقبال الجماهيري على كلّ ماهو جديد في عالم التكنولوجيا، فعندما تصبح شاشات الهواتف، والألواح المحمولة مصادر للترفيه، والمعرفة، والفائدة، فلن ينتظر المتلقي عودته للمنزل لمشاهدة برامج التلفاز، أو لقراءة الصحف الورقية، بل سيجعل من أوقات الإنتظار المتعددة خلال النهار فُرصاً ثمينة للإثراء الفكري، والحسي، وذلك عبر الاطلاع على ما يُعرض في وسائل التواصل الحديثة.

كما أن خاصية (الستوري) ذات المدة المحددة للعرض، عززت مفهوم نشر القصص اليومية القصيرة، ومما ساهم في نشر ثقافة (القصة القصيرة) هو سهولة وصولها إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدين حول العالم أجمع بفضل الفضاء التكنولوجي الذي جعلنا نعيش في عالم الكتروني صغير يتسع للجميع.

وبالرغم من أنّ تاريخ نشأة الأفلام القصيرة يعود إلى زمنٍ ماضٍ، إلاّ أنه من الفنون التي تلقى رواجاً في العصر الحديث، فنجد إقبالاً جماهيرياً على مشاهدة، وتداول مقاطع اليوتيوب، وغيرها المتخصصة في تمثيل مقاطع ساخرة ذات طابع كوميدي، أو حتى وثائقيات تقدم مقتطفات من الواقع المعاش، ونتيجة لهذا الإقبال الشعبي، نجد كثرة في المعاهد التي تقيم ورشات عمل تدريبية متخصصة بكتابة النصوص، والتصوير الاحترافي، وبرامج المونتاج، والإخراج النهائية بهدف دعم الهواة، ومحبي هذه الصناعة، وإعدادهم كمختصين محترفين في صناعة الأفلام القصيرة، فكما هو معروف، فإنّ الفيلم القصير الجيد ليس  مقاطع مختصرة لفكرة لفيلم طويل، ولا محاولة أولية لصناعة فيلم أطول زمناً، أو بروفة تجريبية لصناع الأفلام المبتدئين، بل هو فكرة مكتملة، وبناء منطقي، وحبكة متقنة ترغم المتلقي على المشاهدة حتى النهاية.

صانع الأفلام القصيرة اليوم أمام تحدي كبير، فجمهور العصر الحديث أكثر ذكاءً، واطلاعاً، ومعرفة، يستطيع التقاط الفكرة، والمغزى من العمل المقدم إليه، ومقارنتها بأعمالٍ أخرى، والمفاضلة بينهم، فإنّ لم يكن صانع الأفلام القصيرة على درجةٍ من الاحترافية، فسيواجه صعوبة في منافسة الجيد، والمُتقن المتوافر على الساحة الفنية.

*مهندسة ديكور، سيناريست، وكاتبة قصصية.

اطلع على بعض المعلومات عن كل الأعداد
 

سابق

<<

06

07

08

09

10

>>>

13

>>

لاحق

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004