خاص بـ«سينماتك»

 

Anatomy of a Fall

"تشريح سقوط".. وهم الحقيقة المطلقة

بقلم: عمّار ملص/ خاص بـ«سينماتك»

 
 
 
 
 
 

للحقيقة أشكال مختلفة:

في عام 1964 وفي معرض إعلانه التجاري لفيلمه "Bande à part" ذكر "جان لوك غودار" عبارة نسبها الى د. و. غريفيث؛ أحد رواد السينما الصامتة حيث قال: "كل ما تحتاجه لصنع فيلم هو فتاة وبندقية".

فيلم "تشريح سقوط" للمخرجة الفرنسية "جوستين ترييت" والحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان 2023 لا يخرج عن هذه القاعدة وإن غابت البندقية وبقيت المرأة المتهمة بقتل زوجها.

تبدأ القصة في اليوم الذي سيتمحور كامل الفيلم عنه، حيث تقوم الكاتبة ساندرا (لعبت دورها ساندراهولر) بإجراء مقابلة في المنزل الذي تتشاركه مع زوجها الكاتب أيضاً وصموئيل (لعب دوره وصموئيل ثيس) وابنها دانيال (لعب دوره ميلو ماتشادو-غرانر) مع طالبة من بلدة مجاورة. خلال هذا الوقت، يعمل الزوج الذي لا نراه على الشاشة، على تجديد العلية ويشغل موسيقى صاخبة مما يتسبب في إيقاف المقابلة ومغادرة الطالبة. خلال هذا الوقت، يأخذ دانيال كلب العائلة للتنزه في الثلج. عندما يعود، يجد والده ميتاً ومضرجًا بدمائه، والموسيقى لا تزال تصدح بنفس القوة. تصل والدته وتطلب الإسعاف. تُرسل الجثة للتشريح، لكن النتائج لا تكون حاسمة، مما يدفع النيابة لفتح حول مقتل الزوج تكون فيه زوجته المشتبه الوحيد.

تدعي النيابة التي يرأسها محامي شاب عدواني (لعب دوره أنطوان رينارتز) أن ساندرا دفعت زوجها في نوبة غضب، ويدعم ذلك بأدلة ظرفية سلسة. من ناحية أخرى، يدفع محامي الدفاع فنسنت رينزي (لعب الدور الممثل سوان أرلود) بفرضية انتحار صاموئيل مورداً أسباباً منطقية لدعواه. يبقى دانيال الذي لا يتذكر الأحداث التي سبقت السقوط بشكل واضح، الشاهد الوحيد على كل ما حدث. 

يتناول الفيلم فكرة موضوعية الحقيقة؛ وكيف بالإمكان الاعتقاد أننا نعرف تماماً ما حدث. فنحن نُواجه باستمرار بأفكارٍ تبدو صحيحة في ظاهرها، ثم يتم تقديم معلومات متناقضة ولكنها مقنعة بنفس القدر تغير وجه الحقيقة بشكل كامل.

معضلة تناولها "إمانويل كانط" مسبقاً في كتابه "نقض العقل المحض" حيث يقول: "لا يمكننا أن نحصل على معرفة عن الأشياء في ذاتها، بل فقط عن الظواهر، وحتى هذه الظواهر لا نعرفها إلا بقدر ما تتوافق مع القدرات المعرفية المستخدمة في ملاحظتها."

كان كانط يعتقد أن معرفتنا بالعالم تأتي من تفاعل بين الحواس والعقل، فنحن نعرف الظواهر كما يظهرها عقلنا وفقاً لقدراته الإدراكية. تحد هذه العملية من قدرتنا على فهم الحقيقة المطلقة، حيث أن العقل ينظم المعلومات الحسية وفق أنماط وإطارات معرفية مسبقة.

هذا صحيح بالنسبة لموت صموئيل. في البداية، قد نفترض أنه سقط عرضياً، لكن عند التحقيق الأولي، تبدأ الشرطة في الاشتباه في أنه لم يكن حادثًا وأنه في الواقع جريمة قتل ارتكبتها ساندرا في نوبة غضب. تبدو بعض المعلومات التي يقدمونها حول كيفية سقوط الجثة والحقائق المكتشفة حول العداء في علاقة ساندرا وصموئيل مقنعة جدًا. ولكن بعد ذلك نكتشف أنه كان في حالة ذهنية مرتبكة، حيث كان يشعر بالذنب بسبب حادثة ابنه، الذي أُصيب بالعمى الجزئي في سن الرابعة بسبب إهمال غير مقصود من طرفه. وكان غير سعيدٍ بحياته كمعلم بدلاً من أن يكمل مسيرته ككاتب. لذا، فإن فكرة قفزه عمداً قد تكون فكرة صحيحة أيضًا.

مثلاً يعتمد الادعاء على التركيز على الصفات الشخصية في ساندرا التي قد تجعلها قادرة على القتل. اختيار لحظات أخرى، أكثر إشراقاً، أي عرض حقائق من زوايا مختلفة كما تشير ساندرا سيعطي صورة مختلفة تمامًا عن علاقتها بزوجها.

يستخدم الفيلم شهادات متضاربة للخبراء، مما يظهر الطبيعة الذاتية لتفسير الأدلة. ففي منتصف المحاكمة يستدعي الادعاء خبير تناثر الدماء ليشهد بأن وفاة صموئيل لا بد أن تكون بسبب ضربة متعمدة على الرأس من قبل شخص آخر، قبل سقوطه. يبدو أن الخبير مقتنع تمامًا بتفسيره ولديه فيديو محاكاة لإثبات ذلك. تميل القضية ضد ساندرا. لكن بعد لحظة، يجادل خبير آخر (خبيرة هنا) بأنه من المستحيل تقريبًا أن يكون تناثر الدم قد نجم عن ضربة من إنسان. سقط صموئيل من على السقيفة، ثم ارتد في الهواء، وتناثرت الدماء بالطريقة التي شاهدناها. يملك الخبير الثاني أدلة تجريبية ورسومات توضيحية لإثبات ذلك. لم تكن ساندرا قادرة على فعلها. ما يقوله الفيلم هو أن حتى الأدلة الفيزيائية قد تكون عرضة للتفسير الذاتي وإعادة التقييم، وأنه يمكن لوجهات نظر متضاربة تمامًا، حتى من خبراء معتمدين، أن تبدو مقنعة بنفس القدر.

تأتي الشهادة الأكثر أهمية في الجزء الأخير من الفيلم. حيث نرى الأب والابن في السيارة. يٌعبر الأب عن بعض الأفكار التي قد تشير إلى رغبته في الانتحار. لكن الصوت الذي نسمعه ليس صوت الأب، بل صوت الابن، وكأنه قد تم دبلجة صوت الأب من قبل الابن الذي يقدم الشهادة في المحكمة. هل حدث هذا الحوار فعلاً، أم أننا قد نُدفع لتغيير معتقداتنا لتتناسب مع القصة التي نريد تصديقها. آلية أخرى قد يسلكها عقلنا دون وعي منا بالضرورة من أجل خلاصنا الفردي وخلاص للآخرين؛ توجب على دانيال هنا بصفته ابن كاتبين أن يكتب قصته الخاصة، القصة التي يريد أن يصدقها، حتى وإن لم تكن بالضرورة متسقة مع الديناميات الحقيقية للوقائع بحيث قلبت حكماً بدا حتى تلك اللحظة أنه يتجه نحو إدانة ساندرا بتهمة القتل.

 
 
 
 
 
 

وفاة الزواج أم وفاة الزوج؟

ينشغل "تشريح سقوط" بالأسباب الشكلية التي قد تجعل النيابة وبالنتيجة عامة الناس يعتقدون أن ساندرا مذنبة. تركز النيابة على التكهنات المستمدة من تاريخ العلاقة المتوترة بين الزوجين، مما يجعل المحاكمة هنا كأنها محاولة حقيقية لتشريح الزواج- العائلة، وبحث في الديناميكيات المعقدة للعلاقات طويلة الأمد وكيف يمكن تشويهها بسهولة حال تعرضها للتدقيق المعقد.

تتحول المحاكمة إلى نقاش حول شخصية ساندرا الزوجة أكثر من كونها حول جريمة قتل. تتكشف العديد من الأمور حول حياتها، من احتمالية سرقتها لفكرة كتابها من محاولات زوجها الأدبية الفاشلة، إلى خياناتها الزوجية، وتوجهاتها الجنسية وصعوبات العلاقة بينهما. وإذا ذهبنا في تشريح هذا الزواج أكثر سنرى أن الفيلم يتناول التنافس في الأسرة الحديثة وتأثيرها على الصحة النفسية لأفرادها. تُظهر شخصية ساندرا كشخصية قادرة على التعامل بمرونة مع الأزمات الشخصية والمهنية، مع تنوع طرق الهروب التي تتبعها، بينما يعاني زوجها من صعوبة في التكيف مع التغيرات الجديدة مما يؤدي إلى انغماسه في دوامة من الصراعات الداخلية، ويصبح غير قادر على التعامل مع حياته الخاصة أو مسيرته الأدبية.

نحن أمام شكلين محتملين للزوجة. روائية مهووسة بالوقت وازدراء لمسؤولياتها العائلية والزوجية كما يقترح المدعي العام، لكن النص يقترح منظوراً آخراً؛ امرأة جُرّت من لندن التي تحبها من قبل الرجل الذي تحبه وعلقت في منزل منعزل في بلد لا تتحدث لغته. تساعد في رعاية ابنها، وتستمتع بعملها لأنها جيدة فيه ويجعلها سعيدة.

تظهر قسوة هذا التشريح من خلال الجروح التي لا تشفى نتيجة انتهاك خصوصية هذه العائلة أمام مدينة بأكملها، يكتشف دانيال أموراً لا يفترض بطفل في الحادية عشرة أن يعرفها. يرى نفسه في المحاكمة وأدلتها، ويكاد يصدق تورط والدته في وفاة والده، تهز الشكوك بين قاعة المحكمة والمنزل علاقة الابن بوالدته، وتغذي المعضلات الأخلاقية محاولاته لفهم والدته وعالمها الداخلي. حتى الكلب واجه خطر أن يصبح ضحية لمحاولة أخيرة يائسة لفهم ما هو صحيح وما هو غير ذلك عندما يحاول دانيال التأكد من إمكانية أن يكون والده قد حاول الانتحار بإعطائه كمية كبيرة من الأسبرين.

في النهاية تعود ساندرا حرة وبريئة إلى منزلها الذي لم يكن مظلماً وكئيباً بهذا الشكل، البيت يغرق في ظلام جنائزي، حيث ينتظرها دانيال، وما يبقى هو حب يتقوى بسبب الموت وحياتين لإعادة البناء، مع العلم أنهما قد يكونان أبناء الأكاذيب.

 

النظام القضائي/ السيرك:

تقول الفتاة التي تم تعيينها من المحكمة لترافق دانيال في إحدى حواراتها "القانون ليس صديقك"، مضيفة أن القانون إن كان صديقك، فهو ليس صديقٌ للآخرين. القانون لا يستطيع الانحياز. تبدو هذه الجملة صدى حقيقي للآلهة تيميس التي ترمز في الأساطير اليونانية إلى مفهوم العدالة العمياء، حيث تظهر عادة وقد غُطيت عينيها بقطعة قماش كدلالة على أن العدالة يجب أن تُطبق دون تحيز أو تمييز بناءً على خصائص الأشخاص مثل الوضع المالي أو الاجتماعي، مركزة فقط على الحقائق.

لكن الفيلم يظهر النظام القضائي كمنصة لمعارك نفسية وقانونية شديدة، حيث تحاكم الحياة الشخصية للأفراد كأنها جرائم فعلية. وبدلاً من الحقائق، تحتل العواطف والأحكام المسبقة مركز الصدارة في قاعة المحكمة. يُستخدم أي عيب لدى ساندرا كدليل ضدها، حتى لو كان غير ذي صلة بالقضية نفسها. في الوقت نفسه، الجميع مستعد لتبرئة الزوج، ويبدو أن وفاته تجعله محصنًا ضد النقد أو التساؤل. يسعى هذا النظام إلى تعيين مذنب بأي ثمن، حتى لو كان ذلك يعني تمزيق عائلة متضررة بالفعل. يفضح المدعي العام خصوصيات ساندرا لتقويض سمعتها، مشكلًا إدراك الآخرين فيضع ساندرا الأم في مكان يجعلها تقاتل لتبرئة نفسها، لدرجة أنها تضطر لتكذب أحياناً أو تلطخ سمعة زوجها من أجل إزالة أي شكوك حولها.

تتحول المحاكمة إلى محاكمة امرأة، تقلب القواعد المفترضة لشكل العلاقات الزوجية التي لا يوجد إجماع عليها بالضرورة، سواء كان ذلك في اختيارها للغات، توجهها الجنسي، مكانتها كأم، وطريقتها في الكفاح للبقاء في علاقتها. لذلك نرى كل الشهود الذين يشيرون بطرف خفي إلى أو مباشر إلى ذنبها هم من الرجال بينما تتحدث جميع النساء لصالح البراءة.

حتى في فريق الدفاع تظهر المحامية (نور بودعود) كأبرز عضو في هذا الفريق. امرأة تقوم بتقديم حجج محدودة وناجحة دون دراماتيكية وتبدو الأكثر تقديراً من قبل القاضي.

لا يبدو أن الغرض من المحاكمة هو تحقيق العدالة، بل هو لعبة غير أخلاقية مفرداتها التلاعب بالغريزة والعواطف والمناورات الاستراتيجية يأتي معها السؤال ما إذا كانت قاعة المحكمة تخدم المجتمع أم أنها عرض لتفوق القوي وربما الذكوري/ الأبوي، ولاستعراض هشاشة المؤسسات التي تأخذ مثل هذه القضية للمحكمة. بعيداً عن هكذا نظام لا يمكن أي قاضي عاقل أن يتناول مثل هذه القضية التي لا تملك أي أدلة مادية. لتتحقق "العدالة" بسبب شهادة نصف أعمى. هناك تحوير واضح لفهم تيميس كفلسفة. العدالة عمياء بالمعنى الفعلي للكلمة كما تعرضها "تيرييت".

 

المحاكمة وشاشة التلفزيون:

هناك الكثير من اللحظات التي تُظهر طواقم التلفاز وكيف يتحدثون عن المحاكمة من وجهة نظرها. هناك مشهد مضحك جدًا في الواقع حيث تكون ساندرا في غرفتها بالفندق وتشاهد التغطية الإعلامية لنفسها بينما تكون مشغولة بالتهام طعامها.

يعرض الفيلم كل التفاصيل الصغيرة المرتبطة بهذه المهنة. يعدل المراسلون التلفزيونيون شعرهم وسماعة أذنهم قبل أن يبدأوا بالتحدث، يلفتون انتباهنا إلى حقيقة أننا امام عروض إعلامية محيطة بالمحكمة.

يتعمق الفيلم في رصد تأثير الإعلام على التصورات المجتمعية، خاصة في قاعة المحكمة. يبرز الفيلم كيف يمكن أن تؤثر التغطية الإعلامية على الرأي العام وتؤثر على الإجراءات القضائية بل حتى على نزاهة المحاكمة من خلال استراتيجيات التهويل الإعلامي. فمثلاً منذ البداية وقبل أن تظهر أي واقعة مثبتة تقرر الميديا أن قرار المحكمة بإطلاق سراح ساندرا هو أمر خطير لأن المتهمة ستكون على احتكاك مع الشاهد. في لقطة أخرى علوية تحيط الكاميرات والمراسلين الصحفيين بالمحامية التي تبدو صغيرة وتكاد تختفي بين هذه الكاميرات. هيمنة وطغيان وسطوة الميديا واضحة في هذه اللقطة على حساب أي حقيقة لا تريدها وعلى حساب أي سردية محتملة لا تناسب سرديتها. السردية التي يتوجب على ساندرا أن تخلقها بما ينسجم مع الخط المقبول للإعلام. وحده محامي ساندرا يكون واعياً منذ البداية بهذه اللعبة. تقول له ساندرا "مهلاً لم أقتله" فيجيبها "ليس هذا هو الهدف" لأنه يعلم من الناحية العملية أنه يحتاج إلى إنشاء قصة يفهمها الإعلام أولاً بغض النظر عن الحقيقة، هذا هو عمله. بالنسبة لساندرا كان موت زوجها حادثًا. لكنها ستقول في المحكمة، بناءً على نصيحة محاميها، إنه كان انتحارًا. تلك هي القصة الأكثر تصديقًا والأكثر درامية والأكثر قبولاً.

هناك لحظة تقرر فيها الكاميرا النظر إلى الناس في المحكمة، لقطات ثابتة تنظر إلى الناس، وطريقة لباسهم وتعبيرات وجوههم تعطيني انطباعًا أن بعضهم موجود من أجل العرض فقط، وليس لأنهم يهتمون بها أو بزوجها القتيل. لا يهتمون بذلك، يهتمون بالعناوين، يهتمون بالعرض، إنهم غارقون في الدراما. مهووسون بالدراما القضائية والجرائم.

في عام 2023 أنتجت نتفليكس وحدها ما يقارب الـ 35 عملاً بين مسلسل وفيلم حول "دراما الجريمة".

هوس آخر يظهره الفيلم، ويرتبط بافتتان الناس بالتلصص، خاصة عندما يتعلق الأمر بمراقبة لحظات حميمية للآخرين. يتمثل الأمر في الحصول على متعة بالتلصص وذلك من خلال مراقبة الآخرين دون علمهم، خاصة في أماكن خاصة مثل غرف النوم أو غرف تبديل الملابس، ويكون مرتبطًا أحياناً برغبة في السيطرة أو السلطة على الأشخاص الذين يتم مراقبتهم. الفيلم يعطي الجمهور هذه الفرصة بشكل جيد. تُكشف كل الأسرار الخاصة بغرفة النوم الخاصة بساندرا وصموئيل لإشباع الفضول المريض للجمهور (في المحكمة) والجمهور (في السينما) نعم، نحن متلصصون ونحب التفاصيل القذرة!

 

من كيروساوا إلى ترييت

أثناء استجواب الطبيب النفسي الخاص بصاموئيل يقول الطبيب "بعد فترة" -من الجلسات- أستطيع أن أعرف ما هو الحقيقي وما هو غير ذلك "فيجيبه المحامي كم أنت محظوظ".

تمت معالجة موضوع صعوبة الوصول إلى الحقيقية وذاتيها وحالة الغموض التي نعيشها نتيجة تنوع الروايات المنطقية والتي تحمل كلأً منها قوة في ذاتها منذ بدايات السينما العالمية. فـ"كيروساوا" عرض الموضوع ذاته عام 1950 في فيلمه الشهير "راشمون" حيث تدور القصة حول جريمة قتل واغتصاب في الغابة، تُروى من أربع وجهات نظر مختلفة: القاتل، الضحية (من خلال وسيط)، الزوجة، والشاهد العابر. تحمل كل رواية تناقضا مع الروايات الأخرى، يستكشف الفيلم كيف يمكن لعدة أشخاص أن يروا الحدث نفسه بطرق مختلفة بناءً على تجاربهم ومعتقداتهم الشخصية وينتهي الفيلم دون أن يعطي إجابة نهائية. "ترييت" أعطت جواباً نهائياً ربما، لكننا ومع أن الفيلم ينتهي مع الكلب (والذي يراه البعض صاحب البصيرة الأوضح في الفيلم) الذي يذهب لينام بجانب ساندرا إلا أن الشكوك تبقى وإن كانت فعلاً غير مهمة.

 

سينماتك في ـ  04 أغسطس 2024

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004