كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

رحيل المخرج السينمائي مصطفى العقاد

أبحر في التاريخ ورحل حالماً بتجسيد شخصية صلاح الدين

طاهر عبد مسلم *

عن رحيل أمير الأحلام

مصطفى العقاد

   
 
 
 
 

فقدت الأوساط السينمائية والثقافية علما كبيرا من اعلام الأبداع السينمائي على مستوى الوطن العربي والعالم وهو المخرج العربي الكبير مصطفى العقاد الذي  توفي متأثرا بجراح  اصيب بها في تفجيرات العاصمة الاردنية عمان يوم الاربعاء الماضي. ونقلت وكالة الانباء الاردنية (بترا) عن الطبيب المشرف على علاج العقاد 70 عاما قوله أنه توفٌي في تمام الساعة السابعة والربع من صباح الجمعة  نتيجة جلطة في القلب وكسور متعددة في أضلاع الصدر في الجانب الايسر وإصابات مختلفة أخرٌ واكد اقارب له ان العقاد اصيب بجرح كبير في الرقبة وفقد الكثير من دمه.

وكان العقاد الذي وصل الاردن لحضور حفل زفاف في العقبة ووصلت ابنته ريما من بيروت قد أصيب بجروح في حين قتلت ابنته ريما في تفجير انتحاري استهدف فندق حياة عمان.

وكان العقاد في الفندق يستقبل ابنته لحظة الانفجار مما أسفر عن مقتلها وإصابته إصابة بالغة توفي في اثرها.

والعقاد /70 عاما/ السوري المولد ولد في حلب (شمال سوريا) العام 1935 وانتقل لدراسة السينما العام 1954 في  الولايات المتحدة. ودرس الفنون المسرحية في جامعة لوس انجليس في كاليفورنيا وتخرج منها

فيلم الرسالة

وأخرج العقاد فيلم /الرسالة/ عام 1976 الذي يتناول حياة النبي محمد (ص)

والذي قام ببطولته الممثل الشهير انتوني كوين الذي قام فيه بدور حمزة عم النبي.

وفي فيلم الرسالة الملحمي الذي صور السنوات الاولى للاسلام واجه العقاد تحديا كبيرا في تصوير فيلم لا يرى ولا يسمع فيه المشاهدون صورة او صوت النبي محمد.

ويعتبر اهم فيلم عن الاسلام انتج حتى الان كما اخرج العقاد فيلم عمر المختار اسد الصحراء (1980) الذي قاد ثورة مسلحة ضد الاستعمار الايطالي في ليبيا واعدم العام 1932 من بطولة الممثل الامريكي انطوني كوين ايضا.

في العام 1978 بدأ انتاج سلسلة افلام الرعب هالوين (ثمانية افلام) التي حققت  نجاحا كبيرا.

ومنذ سنوات كان العقاد يحضر لاعداد فيلم عن صلاح الدين.

والعقاد اشهر مخرج عربي حقق شهرة على الساحة العالمية بعمله في هوليود نفسها.

ذكريات من حلب والمغامرة نحو الغرب

ولد العقاد في مدينة حلب عام 1935 .وهو يستذكر صفحات من طفولته في هذه المدينة في حوار مع موقع عربيات ..يقول  (( حلب هذه المدينة الصغيرة التي أحملها في قلبي دائماَ هي مدينتي ، ولدت و نشأت فيها .... كان لدينا جار يعرض الأفلام السينمائية و كان يأخذني في الصغر لأتابع  كيفية عرض الأفلام و كيفية قص المشاهد الممنوعة و مع مرور الوقت أصبحت مولعاَ بالسينما ، و عندما بلغت الثامنة عشرة من عمري قررت أن أصبح  مخرجاَ سينمائياَ و في هوليوود تحديداَ ويا لها من ردة فعل كانت لأهالي حلب بعد أن بحت لهم بأحلامي فقد أضحيت أضحوكتهم .

قالوا : " احلم على قدك ، اذهب الى الشام أو مصر لتدرس الإخراج هناك " ... لكني كنت مصمماَ على هوليوود !!)) .

(( عندما أعود الى الوراء أجد أن ما كنت أفكر فيه آنذاك  كان ضرباً من الجنون فأولاً ،،  أبي رجل فقير " على قد حاله "

ثانياَ ،، الفكرة كانت مرفوضة اجتماعياَ لكنني قررت و عقدت العزم ... كنت حينها طالباَ في احدى المدارس الأمريكية عندما قدمت طلباَ لجامعة " يو سي ال آي "  شاء الحظ أن أحظى بالقبول ... عندها  قال لي ابي " افعل ما تشاء لكنني غير قادر على اعانتك مادياَ " و مكثت عاماَ كاملاَ أعمل لكي أوفر ثمن بطاقة الطائرة ، و قبل رحيلي أعطاني ابي مصحفاَ و 200 دولار فهذه كانت أقصى قدراته ..))

  ـ و عن رحلته يقول  :

(( الرحلة كانت شاقة ، فلقد ذهبت فقير مادياَ لكنني غني دينياَ و تربوياَ و قومياَ و هذا كان رأسمالي ... وعندما وصلت إلى أمريكا وعرفت المجتمع هناك قدّرت قيمة الأخلاقيات التي ربّاني عليها ابي ، لكنني لا أنكر أني حملت معي بعض مركبات النقص و على مقاعد الدراسة و مع الاختلاط بعدة جنسيات اكتشفت أنه لا ينقصني شئ  كوني مسلم و عربي ... و بعد هذا الاكتشاف حدث انقلاب في تفكيري و مركب النقص تحول الى ثقة ، و من هذه النقطة بدأت أنقل الخبرة إلى وطني و صممت أن أقدم لأمتي خلاصة تعبي و تصميمي و ذلك عن طريق الأفلام السينمائية ، و توجهت الى التاريخ ففي يوم من الأيام  حكمنا الأندلس و علمنا " الهمج " الأوربيين ! نحن من علّم الفلك و الطب و اكتشف الأبجدية )) .

  ـ وعندما سئل عن الشعب العراقي قال  :

(( الشعب العراقي مثقف و عظيم ))...

الحلم بشخصية صلاح الدين وافلام اخرى

يقول:  الآن هو التوقيت المناسب لفيلم " صلاح الدين " ، فسيرة صلاح الدين هي الإسقاط المعاصر للأحداث التي تجري على الساحة اليوم ، وفي زمنه كانت فلسطين كما هي عليه الآن لكن هو جاء و "  نظّف " ووحد و غزا أخلاقياً .. إنني أريد إخراج صلاح الدين لتثبيت عروبة القدس ... لكنني لا أزال أبحث عن تمويل لهذ المشروع الضخم ، لأن تكلفته باهظة وأنا  مصمم و في التصميم تكمن العزيمة.

وكان العقاد قد تحدث عن مشروع  فيلم عن " صبيحة الأندلسية " ... المرأة  التي حكمت الأندلس ، وهناك أيضا فيلم آخر يروي قصة ملك من ملوك انكلترا الذي أرسل في عام 1213م وفدا الى الخليفة في الأندلس يطلب منه ثلاثة أشياء:

أولاَ ،، أن أن تكون انكلترا تحت حماية الخليفة .

ثانياَ ،، أن تصبح انكلترا بلدا مسلما . ثالثاَ ،، تدفع انكلترا جزية إلى الخليفة.

الطريف ان الوفد عندما وصل الى قرطبة كان مبهورا بالحضارة هناك آنذاك .... والمفارقة الأطرف أن الوفد طَرد من قبل الخليفة ، باعتقاد أن أي ملك يحكم شعبه ويسلمه إلى قوة أخرى ليس أهلاَ لحمايته !! ...  هذا العمل سيتم بأيدي كتّاب أجانب و عرب ، العنصر الأجنبي يجب أن يحضر ليكون التأثير أقوى .... و لكي تصل رسالتنا يجب أن نستعمل كوادرهم و لغتهم ، فعندما تَنقل الرسالة من الغربي الى الغربي يكون صداها أعلى ....

كيف نظر للأنسان العربي

أن ثقتي بالإنسان العربي كبيرة وهذا من واقع خبرتي الشخصية فلقد أتيت من بيئة فقيرة وا ستطعت أن أحقق أهدافي بعد مثابرة عنيفة ... وأتمنى من كل عربي ومسلم أن يتمسك بأخلاقياته لأن الغرب ليس أفضل منا بشئ و أتمنى أن نتخلص من مركبات النقص المتفشية في مجتمعاتنا...

* ناقد سينمائي عراقي

موقع "ألف ياء" في

14.11.2005

 
 

 دريد لحام :

العقاد فارس عظيم .. وأخشى أن يكون الفارس الأخير! 

حلب (سوريا) - رويترز : رثى الفنان العربي السوري الكبير دريد لحام زميله المخرج العالمي مصطفى العقاد الذي توفي متأثرا بجراحه بعد مقتله في تفجيرات الأردن الانتحارية ، حيث وصفه لحام بـ"الفارس العظيم".

وقال الممثل السوري دريد لحام : "مصطفى العقاد فارس عربي إستطاع أن يخترق العقل الغربي ويخاطبه بالأسلوب اللي يمكنه إستيعابه ، وقام بتوصيله من خلال أهم فيلمين وهما "الرسالة" الذي يحكي فيه عن عظمة الاسلام وعن انه دين التسامح والسلام".

وتابع لحام قوله : "وفيلم "عمر المختار" الذي يحكي فيه عن شرف المقاومة في مواجهة عهد إرهاب الاستعمار ، إن العقاد فارس عظيم .. إخترق العقل الغربي ، وأخشى ان يكون .. الفارس الأخير".

وقال محمد زهير العقاد شقيق المخرج الراحل : "مصطفى بقدر ما كان عربي في كل خلية فيه ومؤمن بكل خلية فيه خدم الاسلام وخدم العروبة ، ومع الاسف أدعياء الاسلام صار قتله على يدهم .. الله يرحمه بس يبقى هو أكبر منهم ، واكبر من كل ها المجرمين".

وكان العقاد المولود في سوريا وأحد المخرجين العرب القلائل المشهورين في الغرب وابنته ريم بين 56 شخصا قتلوا على أيدي انتحاريين بعد تفجيرات استهدفت ثلاثة فنادق فخمة بالعاصمة الاردنية عمان يوم الاربعاء الماضي.

وتوفي العقاد بأحد المستشفيات في عمان متأثرا بجراح أُصيب بها في التفجيرات ، بينما قتلت ابنته في الحال ، وتم دفن العقاد في مسقط رأسه حلب يوم الاحد الماضي.

موقع "في البلد" في

14.11.2005

 
 

مصطفى العقاد.. مخرج اغتيل قبل أن يكمل الرسالة

تفجيرات عمان دفنت مصطفى العقاد لكنها لم تقتل أحلامه

زياد طارق رشيد

لم تعرف أحلام مصطفى العقاد حدودا, ولم تولد كبيرة لتضمحل وتنزوي في ركن ما من الذاكرة. أحلام العقاد كان يولدها الواقع العربي الذي كان يدفعه إلى مواصلة كفاحه في الغرب لإزالة الغبار عن صورة العرب والمسلمين.

الحديث عن مصرع العقاد عكسته مراسم تشييع الإبداع في سوريا والأردن، فدموع ذويه وبكاء محبيه لونت صورته السينمائية التي بعثرتها شظايا الانفجارات وخلفت تساؤلات حانقة جوهرها لماذا يودع العباقرة بمشاهد مأساوية؟ ولماذا لا نتذكر عظماءنا إلا وهم أموات؟

مسيرة العقاد من سوريا إلى الولايات المتحدة ومن هوليود إلى الأردن ومنها إلى مثواه في حلب أكبر وأطول من أن يحتضنها تقرير إخباري, لكن من حقه علينا أن نسرد للعالم حكايته مع الطموح والغربة والشهرة والموت.

العقاد عاش أميركيا بحلم عربي (الفرنسية)

صدى حلم قديم

ولد مصطفى العقاد في مدينة حلب بسوريا عام 1935 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها, ومنها سافر إلى الولايات المتحدة لدراسة الفنون المسرحية في جامعة كاليفورنيا عام 1954, وتخرج منها عام 1958.

رسم تراث مدينة حلب وقلعتها القديمة صدى حلم قديم ظل حيا في ذاكرة العقاد. وكبر حب العقاد للسينما بعد أن كان جاره في حلب الذي كان يعمل مشغلا لآلة العرض السينمائي في إحدى دور السينما, يريه كيفية عرض الأفلام وكيفية قص المشاهد الممنوعة.

عندما بلغ العقاد الـ18 قرر أن يصبح مخرجا سينمائيا مشهورا يقدم أفلامه للعالم من هوليود. في ذلك الحين ضحك كل من يعرف العقاد من أهالي حلب على هذا الحلم وقالوا له "احلم على قدك", ونصحوه بالذهاب إلى دمشق أو القاهرة لدراسة الإخراج, غير أن العقاد الشاب كان مصرا على هوليود.

الموت القادم عبر فتيل المتفجرات غيب مبدعا أظهر للعالم بأس حمزة وسيف علي وصلابة عمر المختار

ومن عاصمة السينما العالمية أنتج وأخرج فيلم الرسالة عام 1976 بنسختين عربية بطلاها عبد الله غيث ومنى واصف وإنجليزية كان نجماها أنتوني كوين وإيرين باباس. وقد كسر فيلم الرسالة (The Message) بقيمته الفكرية حاجز تغييب الدين الإسلامي في الذاكرة الغربية، وكان بانوراما سينمائية تحكي للعالم قصة الرجل الذي أصبح أمة.

أتبع العقاد الرسالة بتحفة ثانية أسماها "أسد الصحراء" عام 1981. ويسرد فيلم (The Lion of the Desert) الناطق باللغة الإنجليزية قصة نضال الشعب الليبي ضد الاحتلال الإيطالي. وكان الفيلم الذي جسد السيرة النضالية للبطل عمر المختار تحفة سينمائية تعاون في نقشها مع الزعيم الليبي معمر القذافي الذي كان يؤمن بأن "السينما سلاح أقوى من الدبابات". ويؤكد العقاد أن القذافي مول فيلمي الرسالة وعمر المختار.

وبالإضافة إلى هاتين التحفتين أخرج العقاد وأنتج ثمانية أجزاء من سلسلة افلام الرعب "هالوين" (Haloween) الذي استمر في إنتاجها وإخراجها منذ عام 1978 حتى عام 2002. كما قدم "موعد مع الخوف" (Appointment with Fear) عام 1985 و"جولة حرة" (Free Ride) عام 1986.

المسؤولون الأردنيون والسوريون تزاحموا على حمل نعش العقاد (الفرنسية)

أميركي بحلم عربي

عاش العقاد أميركيا بحلم عربي ومثلت تجربته السينمائية قدرة فذة ومتجددة عكست الرؤى العربية التي غيبتها العتمة. لقد نقل العقاد في "الرسالة" تاريخ السيرة النبوية المضيء بعد أن حصل على موافقة المرجعيات الدينية كالأزهر والحوزة في النجف الأشرف.

كان العقاد معجبا بالتاريخ العربي وأبطاله، ورغم حياته في الغرب فإن هواه ظل عربيا، وطالما تمنى أن يجسد بصورة البانوراما الكبيرة ملحمة الحروب الصليبية مجسدة في شخص القائد صلاح الدين الأيوبي. كما حلم بصناعة فيلم عن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن, يكشف من خلاله التعريفات المتضاربة التي رافقته.

المفارقة أن العقاد قتل بسلاح يعتقد أنه لتنظيم القاعدة وشاء القدر أن يكون موجودا في الأردن للقاء ابنته ريم التي جاءت من بيروت لحضور حفل زفاف في فندق غراند حياة, غير أن الموت القادم عبر فتيل المتفجرات غيب مبدعا أظهر للعالم بأس حمزة بن عبد المطلب وأسطورة سيف الإمام علي بن أبي طالب وصلابة أسد الصحراء عمر المختار.

موقع "الجزيرة نت" في

14.11.2005

 
 

حلب الشهباء تودع ابنها المخرج السينمائي العقاد 

شيعت مدينة حلب الشهباء اليوم جثمان ابنها المخرج السينمائي مصطفى العقاد الذي ذاع صيته عالميا. وتوفي العقاد (68 عاما) متأثرا بجروح بالغة أصيب بها في الهجمات الدموية التي استهدفت ثلاثة فنادق في عمان الأربعاء الماضي.

وبعد صلاة الجنازة على الجثمان في جامع الروضة بحلب, ألقى محمود عكام مستشار وزير الأوقاف كلمة نوه فيها بأعمال الفقيد السينمائية, ثم حمل الجثمان على الأكتاف إلى المقبرة الجديدة في شرق مدينة حلب حيث ووري الثرى.

ومثل وزير الثقافة محمود السيد الرئيس السوري بشار الأسد في مراسم التشييع, وألقى كلمة نقل فيها تعازي القيادة السورية لأهل الفقيد, لافتا إلى أن الأسد أصدر مرسوما يوصي بمنح الفقيد وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة تقديرا لمواقفه القومية والوطنية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن السيد أن فقدان العقاد ليس خسارة عربية سورية فقط بل هو خسارة على الصعيدين القومي والعالمي, مؤكدا أن الفقيد كان مؤمنا برسالة أمته العربية الإنسانية والحضارية وجسد إيمانه في فيلمه المشهور "الرسالة".

وكان جثمان المخرج السوري قد وصل من عمان السبت إلى الحدود السورية يرافقه رئيس الوزراء الأردني عدنان بدران ووزير الثقافة أمين محمود. وكان في استقباله رئيس الوزراء السوري ناجي العطري وعدد من الوزراء.

وكان العقاد قد أصيب وهو في بهو فندق غراند حياة يستقبل ابنته، القادمة من بيروت، لحظة وقوع الانفجار الذي أسفر عن مقتلها على الفور، فيما أصيب العقاد بجرح كبير في الرقبة وفقد الكثير من دمائه.

ومن أشهر الأفلام التي أخرجها مصطفى العقاد فيلما "عمر المختار أسد الصحراء" و"الرسالة". كما أن العقاد هو منتج سلسلة أفلام الرعب "هالوين".

شهرة عالمية

العقاد قدم عطاء وافرا للسينما العربية (رويترز)

والعقاد أكثر مخرج عربي حقق شهرة على الساحة العالمية بعمله في هوليوود نفسها. ولد في حلب شمال سوريا عام 1934 وانتقل لدراسة السينما في الولايات المتحدة عام 1954, ودرس الفنون المسرحية في جامعة لوس أنجلوس في كاليفورنيا وتخرج منها عام 1958.

ومن أشهر أفلامه "الرسالة" (1976) الذي يعتبر أهم فيلم عن الإسلام أنتج حتى الآن وشارك في بطولته أنطوني كوين الذي جسد شخصية حمزة عم الرسول.

كما أخرج العقاد فيلم "عمر المختار أسد الصحراء" في عام 1980 الذي قاد ثورة مسلحة ضد الاستعمار الإيطالي في ليبيا وأعدم عام 1932, من بطولة الممثل الأميركي أنطوني كوين أيضا.

وعام 1978 بدأ إنتاج سلسلة أفلام الرعب "هالوين" (ثمانية أفلام) التي حققت نجاحا كبيرا. ومنذ سنوات كان العقاد يحضر لإعداد فيلم عن صلاح الدين.

المصدر: الفرنسية

موقع "الجزيرة نت" في

14.11.2005

 
 

وصول جثمان المخرج السوري مصطفى العقاد لدفنه في سوريا

بعد خمسة عقود من مغادرته سوريا إلى هوليوود عاد المخرج السينمائي مصطفى العقاد إلى بلاده في نعش من الأردن حيث لاقى حتفه في تفجير بفندق.

وكان العقاد المولود في سوريا وأحد المخرجين العرب القلائل المشهورين في الغرب وابنته ريم بين 57 شخصا قتلوا على أيدي انتحاريين بعد تفجيرات استهدفت ثلاثة فنادق بالعاصمة الأردنية عمان يوم الأربعاء.

وقد اشتهر العقاد في هوليوود كمنتج منفذ لسلسلة أفلام الرعب (هالوين) Halloween.  ولكنه اشتهر في العالم العربي لإخراجه فيلماً عن السنوات الأولى للإسلام وفيلماً آخر يروي قصة أحد زعماء المقاومة الليبية ضد الاحتلال الايطالي "عمر المختار أسد الصحراء".

وتبادل ناجي العطري رئيس الوزراء السوري ونظيره الأردني عدنان بدران التعازي عند بلدة نصيب السورية على الحدود مع الأردن حيث تسلمت أسرة العقاد نعشه الذي حملته عربة أردنية في موكب إلى سوريا.

وتوفي العقاد بأحد المستشفيات في عمان متأثرا بجراح أُصيب بها في التفجيرات بينما قتلت ابنته في الحال. وسوف يُدفن العقاد في مسقط رأسه حلب يوم الأحد.

وقال العطري إنها خسارة كبيرة لسوريا التي فقدت واحدا من أبنائها الأبرار.

وأشهر فيلمين للعقاد بين العرب قام ببطولتهما الممثل العالمي انطوني كوين.

وأخرج العقاد فيلم (الرسالة) The Message عام 1976 الذي يتناول حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث قام كوين بدور حمزة عم النبي. وفي هذا الفيلم الملحمي الذي صور السنوات الأولى للإسلام واجه العقاد تحديا كبيرا في تصوير فيلم لا يرى ولا يسمع فيه المشاهدون صورة أو صوت النبي محمد عليه السلام.

كما اخرج العقاد فيلم (أسد الصحراء) Lion of the Desert عام 1981 الذي يتناول قصة كفاح المناضل الليبي عمر المختار الذي جسد كوين شخصيته أيضا.

ويقول المقربون من العقاد في سوريا انه كان يتحدث دائما عن خطة لإخراج فيلم عن القائد الإسلامي الشهير صلاح الدين.

وقال وزير الثقافة السوري محمود السيد أن الوزارة كانت تعتزم تكريم العقاد لأعماله في مهرجان دمشق للسينما في وقت لاحق من العام الحالي.

وقال السيد للتلفزيون السوري الذي خصص برنامجا للعقاد (70 عاما) في ذروة ساعات المشاهدة الليلية أن العقاد قال في رسالة انه سعيد للغاية لهذا التكريم.

ويذكر معظم السوريين كلمات العقاد عندما قال في مقابلة ردا على سؤال بشأن قصة نجاحه "شكرا لوطني .. شكرا لوطني .. شكرا لوطني..".

وكان العقاد ذكر يوما أن أصدقاءه في حلب اعتادوا السخرية من حلمه بأن يصبح مشهوراً في هوليوود ونصحوه بأن يخفض من آماله بالتوجه إلى القاهرة عاصمة السينما في الشرق الأوسط.

وغادر العقاد حلب متجها إلى لوس انجليس في الخمسينات للدراسة

####

وفاة المخرج العربي السوري مصطفى العقاد

رغب في إنتاج فيلم سينمائي يتناول حياة زعيم تنظيم القاعدة

عمان (اف ب): توفي المخرج العربي السوري الذي يتمتع بشهرة عالمية مصطفى العقاد (68 عاما) في احد مستشفيات عمان متأثرا بجروح اصيب بها في احد الاعتداءات التي استهدفت مساء الاربعاء ثلاثة فنادق في العاصمة الاردنية حسبما ذكر احد اقربائه.

وجرح المخرج السوري في حين قتلت ابنته ريما في تفجير انتحاري استهدف فندق "غراند حياة" في عمان مساء الاربعاء.

وقد وصل العقاد الى الاردن لحضور حفل زفاف الجمعة المقبل في العقبة كما وصلت ابنته ريما من بيروت.

وكان العقاد في بهو الفندق يستقبل ابنته لحظة وقوع الانفجار ما اسفر عن مقتلها على الفور. واكدت اقارب له ان العقاد اصيب بجرح كبير في الرقبة وفقد الكثير من دمه.

والعقاد اشهر مخرج عربي حقق شهرة على الساحة العالمية بعمله في هوليود نفسها.

ولد في حلب (شمال سوريا) العام 1934 وانتقل لدراسة السينما العام 1954 في الولايات المتحدة. ودرس الفنون المسرحية في جامعة لوس انجليس في كاليفورنيا وتخرج منها العام 1958.

ومن اشهر افلام العقاد "الرسالة" (1976) الذي يعتبر اهم فيلم عن الاسلام انتج حتى الان وشارك في بطولته انطوني كوين الذي جسد شخصية حمزة عم الرسول.

كما اخرج العقاد فيلم "عمر المختار اسد الصحراء" (1980) الذي قاد ثورة مسلحة ضد الاستعمار الايطالي في ليبيا واعدم العام 1932 من بطولة الممثل الاميركي انطوني كوين ايضا.

في العام 1978 بدأ انتاج سلسلة افلام الرعب "هالوين" (ثمانية افلام) التي حققت نجاحا كبيرا.

ومنذ سنوات كان العقاد يحضر لاعداد فيلم عن صلاح الدين. 

####

العقاد .. خاطب العالم بنفس منهجه وتفكيره ومنطقه

رغب في إنتاج فيلم سينمائي يتناول حياة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن

عمان (وكالات): لم تكن عمان السلام .. عاصمة الوفاق والاتفاق .. حاضنة العرب ترغب أن تنال يد الغدر المخرج العملاق للروائع الإسلامية مصطفى العقاد وابنته ريما . "ريما" القادمة اللحظة من لبنان كان الشوق يقودها إلى أبيها الحاني بخطى سريعة لتعانق في قاعة فندق "جراند حياة" ذلك الفنان السبعيني العريق، لكن اليد الآثمة صادرت مشهد اللقاء الحميمي بكل جبن وقسوة وألم. وكان الشهيد العقاد قد أعلن في مؤتمر صحفي في الكويت وخلال مشاركته في أحد البرامج الرمضانية بأنه يرغب في صناعة وتقديم فيلم سينمائي يتناول من خلاله حياة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لكنه نوه إلى أن هناك اختلافاً في تعريف من يكون بن لادن، كما كان يحضّر لإخراج فيلم "فارس الأندلس".

الفنان الشهيد انطلق من مدينة حلب الشهباء مغامرا يرتاد البر والبحر ويخترق الأجواء ليصنع لنفسه اسماً عاليا في عاصمة السينما العالمية "هوليوود".. متكئا على مقومات شخصيته العربية والإسلامية التي منحته القدرة الإبداعية في الفن السابع مؤكدا حضوره الفني على المستوى العالمي ليتمكن فيما بعد من أدواته التقنية العالية ولغته السينمائية المبدعة أن يستحضر ويستنطق بيت التاريخ وذاكرته الحية في فيلميه .. "الرسالة" و "عمر المختار". وتفوق مصطفى العقاد في التعامل بذكاء أيديولوجي واع مع تقنياته لخدمة قضاياه وقيمه وأفكاره العربية والإسلامية منطلقا من مفهومه بأن السينمائيين الذين هم همزة الوصل بين الفكرة والفن وبين الجمهور عليهم أن يحوّلوا الجمهور من مجرد مشاهد إلى متفاعل. ويشعر وهو يعمل بحرية انه يخدم في أعماله الأمة العربية وتراثها لذلك طالما انطلق للعالمية وليس العليائية وهو يتخصص كمخرج عربي مخاطبة العالم بنفس منهجهم وتفكيرهم ومنطقهم. وقال في تصريحات صحفية سابقة "انه نتيجة أحداث سبتمبر أصبح هناك ربط بين الإسلام والإرهاب، ونجح الإعلام الصهيوني في وضع اليهودية والمسيحية في كفة واحدة ضد الإسلام". وأوضح .."انه إذا كان هناك أي إرهاب باسم الدين فهي الحروب الصليبية ولكن لا نتهم المسيحية كما يفعلون بالإرهاب ..ولكن أشخاصا معينين منهم فقط، وبهذه المقارنة نستطيع أن نخاطب العالم لأنهم ومن مصادرهم جاء قادتهم وذبحوا الرهبان وأشعلوا الكنائس". ويرى أن الجنسية الأمريكية التي يحملها مجرد وثيقة فقط تعني تجمع شعوب العالم كشركة مساهمة والمجتهد يدخل للمشاركة حسب نص الدستور وليس حكم الأغلبية. وكان العقاد يمارس طقوسه الدينية بكل حرية في أمريكا، فوالده كان قاسياً جداً في تربيته الأخلاقية والدينية والبيئية ولكنه يشكر الله على هذا الأب الذي جعله يذهب لأمريكا فقيراً معدماً مالياً لكنه غني دينياً وأخلاقياً وتراثياً وهذا ما جعله يحافظ على شخصيته بسبب هذه التربية الجادة. ويقول عن بيته في ولاية لوس انجلوس أن الداخل إليه يشعر انه يعيش في حلب من حيث اللغة، الدين، المأكولات، الموسيقى، وعندما يخرج من البيت ويغلق الباب يصبح أمريكياً في التفكير والطريقة العملية والمنطقية ونظام العمل وكل شيء ورفض تغيير اسمه كما طلبوا منه مراراً في هوليوود. أما فيلم "الرسالة" الذي أنتجه وأخرجه العقاد يعد من أفضل الأفلام الدينية العربية التي أنتجت في تاريخ السينما، ولذلك للاستعدادات الكبيرة التي قام بها المخرج وانتقائه أفضل الكفاءات الفنية من ممثلين ومصورين وديكورات وأزياء ومواقع تصوير، وقد حرص على الحصول على موافقة الأزهر على سيناريو الفيلم الذي اشترك في كتابة السيناريو والحوار له أدباء مصر الكبار مثل توفيق الحكيم ويوسف إدريس بالإضافة إليه.

ومنذ البداية عمل العقاد على تجاوز المشكلة الكبيرة التي واجهت معظم منتجي الأفلام الدينية السابقة وهي تقديم الفيلم باللغة الأجنبية، ولكن هذه المرة ليس بطريقة الدبلجة وإنما بطريقة إنتاج الفيلم مرة ثانية بممثلين أجانب، مستثمرا جميع مواقع التصوير السابقة والديكورات وغير ذلك. وقد أظهرت طريقته قدرة الممثل العربي على القيام بدوره على أفضل وجه وبما لا يقل كفاءة عن زميله العالمي، بل أن الكثير من النقاد العرب والأجانب أشاروا إلى هذا الموضوع فضلا عن تصريحات الممثلين الأجانب أنفسهم. ولعل مرد ذلك كله إلى الإحساس العميق الذي شعر به الممثل العربي في تقديمه لموضوع الفيلم ومسؤوليته كمسلم وعربي إزاء هذا الموضوع، وهو ما صرح به أغلب المشاركين في الفيلم. كما كشف العقاد من خلال موضوع الفيلم المحبك عظمة الدين الإسلامي وقدرته في البقاء والانتشار ورفضه كل أشكال العنف ودعوته للتسامح.

ويقول العقاد "أنا مسلم، عربي لا أستطيع الإساءة للإسلام، ولهذا حرصت أن يخرج العمل في أفضل صورة ممكنة سواء من ناحية القصة والسيناريو أو ناحية التصوير وفريق الممثلين والإخراج".

وبعد أحداث 11 سبتمبر تم بيع 100 ألف نسخة من فيلم الرسالة للقوات الأمريكية وأجرت معهم إحدى المجلات حوارا لمعرفة سبب ذلك فقالوا إنهم أرادوا معرفة الإسلام.

العقاد لم يرغب الموت في عمان بل تصوير فيلمه الحلم عن صلاح الدين الأيوبي

عمان (وكالات): لم يرغب المخرج العربي العالمي مصطفى العقاد الموت في عمان إنما كان قد اختارها لتنفيذ مشروعه الحلم وهو تصوير فيلم تاريخي عن القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي .

سافر العقاد لعمان أواخر العام الماضي للتحضير لانجاز هذا الفيلم التاريخي والتقى عددا من المسؤولين لدراسة تنفيذ الفيلم في المناطق الأردنية ضمن مبادراته الايجابية في تقديم التاريخ العربي الإسلامي إلى العالم الغربي بعد فلمي (الرسالة) و(عمر المختار). وقتها التقى الصحفيين في مركز الحسين الثقافي وكان من حديثه حزينا لغياب العرب عن الساحة الإعلامية العالمية. ولدى سؤاله حول مبادرته آنذاك أجاب "إن على العرب أن يرفعوا من مساهماتهم في الإعلام باعتباره احد المنابر المهمة في توضيح صورتهم الايجابية خاصة أن الإعلام الصهيوني متغلغل في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ويعمل على استغلال المفاهيم الخاطئة والمظاهر المشوهة للإسلام" .

ويعتقد العقاد الذي كان يحمل في فكره مشروعا إعلاميا ضخما لمواجهة الغرب أن السلاح المهم الذي يجب استغلاله هو الإعلام فهذا السلاح كان بالنسبة للعقاد أقوى من أي هدير أو زوبعة السلاح الذي لا يوجه إلى مكانه الصحيح والدليل أن فيلمه (الرسالة) كان له تأثيره على الغرب أكثر من أي دعوات .

وكشف وقتها العقاد أن العاهل الأردني الراحل الملك الحسين كان أول من أهتم بعرض فيلم الرسالة في الأردن بعد أن رفضت العديد من الدول العربية عرضه .

ويقول العقاد أن "الملك حسين استدعاني ومنحني وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى بعد أن شاهد الفيلم الذي ما زال لغاية الآن يعرض بعد مرور أكثر من 25 سنة على إنتاجه" لافتا إلى أن عرضه لا زال ممنوعا في بعض الدول العربية.

ويضيف أن الإعلام العربي يستطيع التأثير على الشعب الأميركي بسهوله إذا تسلح بالإمكانيات والخبرات والتقنيات فهو أهم وسيلة للتواصل الجماهيري.

وعرض العقاد في ذلك الوقت إنشاء فضائية عربية تواجه الغرب بلغته حيث كان يؤمن بهذه الفكرة إذ انه في أهم أفلامه "الرسالة" صور نسختين الأولى بالعربية من بطولة منى واصف وعبدالله غيث والثانية باللغة الانجليزية بطولة انتوني كوين وانداريا باباس .

ويشكك المخرج العقاد بالأفلام السينمائية التي تمولها جهات أجنبية باعتبارها لا تخدم قضايانا وإنما قد يكون لها أهداف أخرى .

ويقول "لا يوجد حاليا شيء مشرف في العالم العربي سوى التاريخ الذي يجب أن نرتكز عليه لمواجهة حملات التشويه ضد الإسلام".

وعلق صاحب أهم فيلم عالمي عن التاريخ الإسلامي أن العرب بحاجة إلى تثقيف مستمر وتوعية داخلية قبل تثقيف الغرب وبيان حقيقة الإسلام كدين متسامح محب للشعوب.

في تلك الزيارة قبل الأخيرة للأردن استقبله آنذاك رئيس الوزراء فيصل الفايز وقد أكدت له الحكومة الأردنية دعمها لأعماله الدرامية والسينمائية والتي لها أهميتها على المستوى العربي والعالمي لتعطي الغرب صورة واضحة عن المجتمع العربي الإسلامي خاصة وانه أمام سيل من الأفلام التي تسعى لتشويه صورة حضارته.

وأكد العقاد بدوره على الدور الملقى على عاتق المخرجين العرب لتأكيد الأصالة العربية مشيرا إلى انه كمخرج عربي مغترب يشعر دائما بمثل هذا الحنين النابع من إيمان عميق بقضايا الأمة العربية.

لقد اعتبر النقاد السينمائيين المخرج العقاد احد أهم النماذج السينمائية التي تستحق الاهتمام والمتابعة والتي دافعت عن قضايا الأمة في الرد على الاستعمار الذي استخدم السينما كسلاح لسلخ الإنسان العربي عن ثقافته وجذوره الحضارية.

وكانت أفلامه من أهم الأفلام السينمائية في وقت مازالت السينما العربية تعاني أسباب الهبوط ولم تنجح على مدى خمسين عاما في إبراز القضية الفلسطينية بالشكل الذي يخدم التوجهات العامة للشعوب فيما نجح اللوبي الصهيوني في فرض هيمنته على السينما الهوليودية .

تشرين السورية في

14.11.2005

 
 

دوّت الأخبار صاعقة على قلوبنا جميعاً

وقف مصطفى العقاد في أعرق مؤسسة فنية وإعلامية ليشكّل ظاهرةً بحدّ ذاتها تحمل إرثها وتراثها وعنفوانها

د.بثينة شعبان

والد يتّقد شوقاً للقاء ابنته وحبيبة قلبه بعد طول انتظار وابنة لمعت عيناها لرؤية والدها الحبيب في بهو الفندق وحين ركض الاثنان للعناق المنتظر كان المجرمون يحوّلون بإرهابهم الأعمى هذا العناق الجميل بين الأب وابنته إلى عناق الموت المجانيّ لنفسين بريئتين لم ترتكبا ذنباً سوى لأنهما وُجدتا في المكان الذي اختاره الإرهابيون ليكون شاهداً على العار الذي يشاركون أعداء الأمة بوصمه على تاريخها.

دوّت الأخبار صاعقة على قلوبنا جميعاً وفاة " حبيبة قلب" المخرج السوري الكبير مصطفى العقاد الذي اختلطت جراح جسده بجراح الروح والحزن لفراق أعزّ من لديه فقرّرت الروح أن تستسلم أيضاً وكانت الخسارة الثانية والكبرى، خسارة رجل نشر في العالم قيم الإسلام السمحة وحمل معه ثقافة العروبة وكبرياء الانتماء إلى هوليوود ليقف شامخاً بإنتاجه في مؤسسة عمدت خلال عقود إلى تشويه صورة العرب والمسلمين وإنتاج الأفلام للأطفال والكبار التي تنتقص من قيمة العربي والمسلم وتصوّره على أنه إنسان متخلف رافض للحضارة، غير قادر على استيعابها.

وقف مصطفى العقاد في أعرق مؤسسة فنية وإعلامية ليشكّل ظاهرةً بحدّ ذاتها تحمل إرثها وتراثها وعنفوانها لينجح في عرض سماحة الدين الإسلامي ومساهمات العرب في الحضارة الإنسانية والأخلاق الكريمة في أفلامه وأتى فيلمه "الرسالة" ليكشف للعالم الغربي حقيقة رسالة الإسلام السمحة التي انتشرت في العالم من خلال الإقناع واحترام ما أنتجته الحضارات والشعوب من تاريخ وقيم وتراث و التأقلم معها لحد الانصهار والتوحد وليس من خلال الإبادة الجسدية أو الثقافية للحضارة أو للشعب للبناء على أنقاضهما. ‏

وثمّن الفيلم كلّ المؤشرات الأخلاقية للرسالة المحمدية التي يحتاجها عالمنا اليوم حين أكدّ الرسول العربي حتى خلال الحروب ألا يقطع المسلمون شجرة حيثما توجهوا وألا يقتلوا طفلاً أو امرأة وألا يهينوا أو يعذّبوا أسيراً، وأن يتقوا الله ويحافظوا على كرامة الإنسان في كلّ ما يفعلون. وبهذا فإن فيلم الرسالة هو ما يحتاج أن يراه العالم اليوم في الغرب والشرق بمن فيهم الإرهابــــــيون والحاقدون العنصريون على حدٍ سواء ليعلموا أن الإسلام مما يسوّفون براء. ومن المؤلم حقاً أن يقضي صاحب "الرسالة" و" عمر المختار" في هجوم إرهابي " إسلامي" في العاصمة الأردنية المسلمة " عمّان" بينما كان يستعد للقاء الأهل والأحبّة والقدوم إلى دمشق لحضور مهرجان السينما في بلده الذي يعتز به وتعتز به سورية، وهذه إعادة مقيتة للإرهاب الدموي " الإسلامي" الذي حصد آلاف الأرواح المسلمة البريئة في مساجد وأسواق وشوارع العراق والجزائر ومصر والمغرب وسورية وتركيا، والذي حصد تراث التسامح الذي تميز به الإسلام منذ انبلاج فجره من الذاكرة الحديثة لعالم اليوم في خدمة مجانية يقدمها الإرهابيون "الإسلاميون" للعنصريين الذين يشنون صراع الحضارات ضد الإسلام والمسلمين. ‏

الخسارة التي مُنيت بها سورية والأمة العربية والسينما العالمية بخسارة علمٍ من إعلامها تبرهن للمرة الألف أن الإرهاب في عالم متداخل ومنفتح ومتواصل يهددّ كل شخص في كلّ مكان ولا بدّ من تجفيف منابعه والتوقف عن استخدامه لأغراضٍ سياسية أو الإدعاء بأنه ينحصر في منطقة أو عرق أو دين أو أنه يشكّل خطراً لمجتمع دون الآخر ولا بدّ من التوقف مليّاً ومواجهة الحقيقة المرّة و وضع الاستراتيجيات السليمة من قبل الأسرة الدولية لمواجهته خاصةً وأن البعض، ولأسباب سياسية داخلية، يصدر بيانات تدّعي نجاحاً قد أُحرز في مواجهة الإرهاب والحدّ من أخطاره وهذا ما لا يمتّ إلى الواقع بصلة إذ تتسع رقعة الإرهاب لتشمل كلّ مكان وأيّ زمان وهذا دليل قاطع على أنّ المعالجة التي تمّ تبنيهّا إلى حدّ اليوم ليست المعالجة السليمة ولم تعطي النتائج المرجوّة منها، وقبل أن يطال الإرهاب المزيد من الأبرياء في الشرق والغرب والشمال والجنوب لا بدّ من وقفة صادقة مع الذات والبحث الحقيقي والمخلص عن أسباب تفاقم هذه الظاهرة والسبل الكفيلة للحدّ منها. ‏

إن تركيز المسؤولين الغربيين في تصريحاتهم وكتاباتهم على أن الانتخابات في فلسطين والعراق وأفغانستان تمثل ربيعاً حقيقياً لشعوب هذه البلدان وأنّ عمليات الإصلاح الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تؤتي أكلها وأن استمرار عقد الندوات هنا وهناك وإعطاء الفتات من المعونات هو دليل على تقدّم الديمقراطية والتحديث والإصلاح متجاهلين تماماً وضع هذه الشعوب تحت الاحتلال والنقمة الناجمة من القـهر والإذلال والخراب التي يسببها الاحتلال للشعوب، وشعورهم بانعدام العدالة،لا بل والتمييز العنصري ضدهم وما يروّجه الإعلام العالمي من تشويه لتاريخ لعروبة وقيم الإسلام مركزين فقط على الانتخابات كمعيار وحيد للديمقراطية مع إهمال تام لكرامة الشعوب. وعلّ الأحداث الأخيرة التي جرت في فرنسا، البلد الديمقراطي العريق، تشهد أن الانتخابات ليست المعيار الوحيد الذي ترتأيه الشعوب للديمقراطية لأن ما تحرص الشعوب عليه أولاً هو مستوى الحياة والكرامة الإنسانية و الإحساس بالعدالة والمساواة قبل أيّ شيء آخر وإلا كيف نفسّر لجوء ملايين الفرنسيين إلى الانتفاضة على تاريخ عريق من الانتخابات والقانون والنظام واستبداله بإحراق السيارات بدلاً من رفع أصواتهم في " الإعلام الحرّ" للتعبير عن معاناتهم وعن إحساسهم بالغبن والضيم ولا شك أن هذه الأحداث تدعو للتوقف ملياً في أسبابها ولمعالجة هذه الأسباب بدلاً من اتهام هؤلاء جميعاً وفي عشرات المدن بالغوغائيين و الفوضويين. ‏

إنَّ ما تدل عليه هذه الأحداث هو أن المطلوب اليوم وبشكل ملّح هو معالجة حقيقية وصادقة لمعاناة البشر في كلِّ مكان بدلاً من إطلاق التهم وخلق المبرّرات لتقسيم العالم إلى متحضّر وغير متحضّر وديمقراطي وغير ديمقراطي، لأنَّ العالم وقضاياه أصبحت متداخلة متشابكة ولهذا فإن الأسرة الدولية يجب أن تتصرف فعلاً " كأسرة دوليـة" وتصارح نفسها بالأسباب الحقيقية لما يجري في عالم اليوم والذي يطال الجميع في أي مكان وزمان. ‏

أما أن يقضي صاحب فيلم " الرسالة" و" عمر المختار" على أيدي مجرمين آثمين يدّعون أنهم يرتكبون الجرائم من أجل الإسلام، وهو الذي قدّم أكبر خدمة للإسلام ورسالته السمحة فيجب أن يدفع جميع المسلمين في العالم وقادتهم وكتّابهم ومفكريهم وإعلامييهم أن يدينوا هذه الأعمال الآثمة و أن يكونوا مبادرين اليوم قبل الغد لاتخاذ مبادرات لتقويض منطق الإرهاب و الالتفات إلى معالجة جراحات الشعوب وإحساسها بانعدام العدالة وإنهاء الاحتلال والظلم والاستيطان والعدوان والتوقف عن الخلط بين الحرية والديمقراطية من جهة و بين انتخابات تجري في ظل الاحتلال الأجنبي أو بالوصاية الدولية لتكريس إحساس الشعوب بالإذلال القومي وامتهان حقوقها وكرامتها من جهةٍ أخرى. ‏

علينا جميعاًَ تطويق المجرمين ومن يغذيّهم ويروّج لإعمالهم في الشرق والغرب حيث يتمّ وضع حدّ مرة وإلى الأبد لهذا الالتباس المقصود بين الإسلام والإرهاب و الذي دفع الأبرياء ثمنه من أرواحهم في أمكنةٍ مختلفة من العالم ودفع الإسلام والمسلمين ثمنه من تاريخهم السمح وحقوقهم وكرامتهم ولا شك أن آخرين سيستمرون بدفع الثمن ما لم يحدث اختراق جاد يعترف بتداخل القضايا في عالم اليوم وتداخل الثقافات والحضارات والشعوب ويضع الأسس الأخلاقية السليمة للعدالة الإنسانية التي يتوق لها الجميع في الشرق والغرب والتي تمثّل الأساس المتين لتوحيد الجهود من أجل وضع حد نهائي للعنف و القتل والإرهاب وطغيان القوة الغاشمةوالتي يمثّل الاحتلال أحد أبشع وجوهها. ‏

تشرين السورية في

14.11.2005

 
 

اغتيال مخرج ,,, ام اغتيال رسالة

سلمان محمد شناوة  

فى ليلة واحدة اتفق القدر على اخراجها كا احد افلام الرعب هلاويين التي تفنن المخرج مصطفى العقاد باخراجها ,, فى ليلة نسج القدر خيوطه العنكبوتية ليلتقى مخرج فلم الرسالة والذى اعطي للعالم الاسلامي القدرة الى نقل صورة الاسلام النظيف الى معاقل الغرب ,, ليقول لهم من هؤلاء القادمون من الشرق , القادمون من الصحراء الحارقة لينشروا الدين الجديد , ولاول مرة يرى العالم صورة غير تلك التي كان ينظر بها لمئات السنيين ,,, من هم المسلمون !!!! والف علامة تعجب يتركها على كل غرائب الشرق وسحر الصحراء ,, والصورة التي ارتسمت فى ذهن الغربي طويلا ,, حيث لا يذكر الشرق الاسلامي ,, الا تبادر الى ذهنه الحرملك وجوارى هارون الرشيد ,, والنساء الفاتنات السابحات فى دنيا المجون ,,

فيلم الرسالة ,,تم انتاجه فى 1976 ولغاية اليوم فى 2005 يبقى الفلم الوحيد الذى لاتمل العين من مشاهدته واعادته ,, واعادة احداثه ,, وتلك المشاهد التي تبقى فى الذاكرة طويلا ,, لقاء الانداد فى غزوة بدر ,, ومقتل حمزة ,, وغزوة احد ,, ولحظة بناء اول مسجد فى الاسلام ,, وغيرها ,, وغيرها ,,, فيلم يساوى كل الافلام التي انتجت بالعربية ,, ورسالة تساوى كل رسالات الارض ,, ومخرج ,, قل مثيله فى العالم العربي ,, ومشاريع لو سمح لها بالخروج ,, ربما تغيرت امور كثيرة ,,,

وفلمه الثاني ,, عمر المختار,, والبطولة فى عصر انعدمت به البطولات وبقى فى صفحات التاريخ لا يدرى به احد حتي جاءت قدرة العقاد لاخرجه الى الوجود ,, وكلنا اصبحنا عمر المختار ساعة مشاهدة الفلم مثلما كلنا اردنا ان نكون ,, مصطفى العقاد لنا هذه المقدرة فى اعادة الحياة الى هذه البطولات المنسية ,,

والناصر صلاح الدين والذى بقى فى مخيلة العقاد يابي ان يخرج للوجود ,, وربما لو خرج لحارب كل هذه الفزاعات التي تنشر فى العالم الدمار والخراب بحجة الجهاد وقتل الابرياء من المسلمين ,,,

والمفارقة ان من اخرج فيلم الرسالة اغتالته ايدى من يدعون الجهاد والاسلام وكانهم لم يشاهدوا يوما فيلم الرسالة ,, او انهم لم يشاهدوا يوما فيلم عمر المختار ,, وكانهم ما تاقت انفسهم يوما الى قتال الغزاة ,,,

اغتالوا ,,فى يوم عرس مخرج الرسالة ,, ولكن هل يستطيعون ان يغتالوا الرسالة ,, انهم يحاولون فى افعالهم هذه ,, لانهم يغتالون كل التعاليم السمحة للاسلام ويبقون فقط بشكل الاسلام المستبد ,, وشكل الاسلام الغاصب المدمر ,, القاتل ,,

فى تلك الليلة اتي العقاد مني اقصى الغرب ليلتقي بابنته فى مكان اعد للموت ,(( ولاتدرى نفس باى ارض تموت )) وكانه على موعد مع رسل الموت ,,,

ولا ادرى متي يرسل لنا الزمان بمثل العقاد ,, ولا ادرى متي يرسل لنا الزمان من يستطيع ان يستخدم وسائل الغرب فى نقل ثقافتنا الى العالم ,, حتي يعرفوا عنا ما لا يستطيع مليون سيف ان يفعله ,,,, فموجود لدينا مليون سياف ,, ولكن لا عقاد واحد .

وشتان بين قوة السيف وقوة كاميرا السينما ,,,,,

والي رحمة الله شهداء تلك الليلة,,,

واللعنة على القاتليين والظلمة ,,,,

موقع "الحوار المتمدن" في

15.11.2005

 
 

الإخراج ضحية الإرهاب من جديد :

من ثيو فان كوخ إلى مصطفى العقّاد

حليم الخوري 

بالأمس، استهدف الإرهاب الأعمى حياة المخرج السينمائي الهولندي القدير ثيو فان كوخ، عندما اغتاله أحد المجرمين المتطرّفبن في وضح النهار في أحد شوارع العاصمة الهولندية أمستردام، بطعنه وإطلاق النار عليه، وذلك بسبب فيلمه الجريء بعنوان "الخضوع"، الذي تناول فيه موضوع اضطهاد المرأة وهدر حقوقها الاجتماعية والإنسانية في المجتمعات العربية، بحجّة مخالفة العادات والتقاليد والأعراف الإسلامية. فاهتزّ المجتمع الهولندي بأسره لهذه الجريمة النكراء واللاأخلاقية، كما استنكرتها جميع الفعاليات الثقافية التي تؤمن بالإنسانية وترفض بشكل مطلق مبدأ القتل وتصفية الآخر لمجرّد الاختلاف معه بالرأي أو الفكر أو المعتقد.

واليوم، وبعد مرور عام تقريباً على تلك الحادثة المروّعة، يخطف هذا الإرهاب ذاته، وإن بأسلوب آخر، حياة المخرج العربي والعالمي الكبير مصطفى العقّاد، على أيدي حفنة من السفلة والمنحطّين، الذين يدعون أنفسهم حماة للإسلام ولحضارته، والذين برهنوا مجدداً، من خلال عملهم الشنيع هذا، عن مدى إساءتهم لدينهم وعدائهم للإنسان والإنسانية على حدّ سواء، وأثبتوا مرة أخرى عجزهم المطلق عن فهم معاني العدالة والتسامح والتضامن والتكافل في وجه الأعداء والمستعمرين، التي كان إسلام العقّاد يعبّر عنها، والتي انعكست جليّاً في اثنين من أضخم إنتاجاته السينمائية على الإطلاق، هما فيلمي "الرسالة" و"عمر المختار".

إذن، مثقّف آخر مؤمن بالعروبة الحقّة ومناهض للمؤامرات الصهيونية وعدو للجهل والتخلّف ورافض للانغلاق والتقوقع والتحجّر الديني، يسقط مجدداً ضحيّة التعصّب والتطرّف الأعميين. هذا المبدع العربي الذي حاول جاهداً طوال حياته الفنية، لا سيّما بعد دخوله هوليوود من بابها الواسع، أن يقدّم أفضل صورة للعرب والمسلمين في الغرب، بعد أن ساهمت التصرّفات الإجرامية لبعض الجماعات والمنظمات الإسلامية المتزمّتة المشحونة نفوسها بالعصبية والهمجية والجهل المدقع، كالتي خطفت حياته (وحياة الكثيرين من الأبرياء الذين كانوا متواجدين معه في أحد الفنادق الأردنية لحظة وقوع الانفجارات الإرهابية في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2005)، بتشويهها.

لقد هوى مصطفى العقّاد، فهوت معه معالم تراث ثقافي وحضاري وفكري كبير. تراث مشرق وغنيّ بمعاني القومية العربية والانتصار ضد الاستعمار الغربي وإبراز الصورة الحقيقية للحضارة العربية والإسلامية العريقة في مختلف المجالات العلمية والفكرية والرفض المطلق بالتالي لكلّ الآراء التي تصوّر العالم العربي والإسلامي على أنّه عالم سطحي ومتخلّف وجاهل.

أجل، إنّها لمفارقة غريبة حقّاً أن ينتهي مشوار الرجل الذي وهب حياته وسنيّ عمره في سبيل تقديم لوحة مختلفة عن الإبداع الثقافي العربي، البعيد كلّ البعد عن صور التخلّف والانحطاط والرجعية، على أيدي حثالة أعمى بصيرتها الجهل والحقد والغباء.

موقع "الحوار المتمدن" في

15.11.2005

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)