كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

يوميات كان السينمائي الدولي 2008 (1)

كان من محمد رضا

مهرجان كان السينمائي الدولي الحادي والستون

   
 
 
 
 

كل يوم

أعلنت المخرجة الفلسطينية ماري- آن جاسر عن أن السلطات الإسرائيلية أوقفتها عند بوابة العبور بين الأردن ودولة الكيان ولم تسمح لها بالدخول. المخرجة التي تعرض فيلمها الروائي الطويل الأول »ملح هذا البحر« كانت في طريقها لحضور العرض العالمي الأول لفيلمها في رام الله حين طلب منها بوليس الحدود العودة حيث قدمت وحين سألت عن السبب قيل لها أن السبب هو أنها أمضت »ردحاً طويلاً من الوقت في فلسطين« سابقاً٠

فيلم ماري آن جاسر معروض في قسم »نظرة ما« وهو أحد فيلمين عربيين معروضان في »كان« رسمياً الفيلم الآخر هو »أريد أن أرى« لجوانا حاجي توما وخليل جريش وهما يمثّلان السينما اللبنانية. هذا الفيلم كان فاز بدعم للسيناريو الذي كتبته المخرجة وزوجها قبل نحو عام وتم تصويره كثالث فيلم روائي لهما من بعد »البيت الزهر« و»اليوم التام«٠

لكن خارج المسابقة عرض لفيلمين عربيين آخرين ومن السينما المصرية الجديدة تحديداً هما »بايبي دول« للمخرج الشاب عادل أديب والثاني »عين شمس« للمخرج (الشاب أيضاً) إبراهيم بطوط وهما لا يلتقيان، عملياً، الا من حيث الهويّة. فالأول من إنتاج يؤمن بأن طريق الوصول الى العالمية يكمن في أفلام منفّذة بتقنيات ومزايا إنتاجية عالية، والآخر يؤمن بأن الطريق ذاتها تتسع لأفلام صغيرة ومستقلة- وهذا بالفعل أمر صحيح٠

من هوليوود أن شركات الأفلام هناك تخشى أن يكون ما حدث في مهرجان سندانس الأميركي تمهيداً لما قد يحدث في سوق الفيلم في مهرجان »كان«. فحسب الوارد أن المهرجان الأميركي أخفق في تنشيط أحد أهم أقسامه وهو بيع الأفلام الجديدة وجذب الموزّعين. صحيح أن كان هو أكبر حجماً لكن هوليوود تشير الى أن الأزمة الإقتصادية المستفحلة حول العالم قد تلقي بظلالها على حركة التجارة حتى في هذا المهرجان الفرنسي٠

صرّح الممثل كلينت ايستوود أنه لم يكن أسعد حالاً حينما وافقت أنجلينا جولي على بطولة فيلمه الجديد والمشترك في المسابقة »استبدال«٠ قال: "وضعت يدي على قلبي الى أن سمعت موافقتها. أعتقد أنها ممثلة أفضل بكثير من معظم الأدوار التي لعبتها الى الآن وآمل أن تفوز عنه بالجائزة التي تستحق"٠ تؤدي الممثلة دور أم فقدت طفلها صغيراً لكنه يعود إليها ولداً، او هكذا خيّل لها إلى أن تبدأ في الإرتياب أنه هو فعلاً إبنها المختفي٠

-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠|*| -٠-٠-٠-٠-٠---٠-٠

المهرجان على أبواب الدورة الحادية والستّين بلكنة لاتينية

العلاقة بين كان وهولييود بسيطة: كهرباء وتذاكر

بين العديد من المواصفات التي يمكن إلصاقها بمهرجان »كان« السينمائي الدولي هو أنه مصنوع للإعلام٠ عند كثيرين، أعتاد المهرجان النظر الى المرآة طويلاً وما عاد يستطيع الإستغناء عن الصورة التي تتبدّى لها كلما نظر إليها٠ صورة من الهالات الكبيرة والعروض المتلاحقة والنجوم الذين يصعدون السجّادة الحمراء ومئات المصوّرين الذين يصطفّون على جانبي الأدراج والشخصيات العالمية التي تحضره وألوف الصحافيين والنقاد الذين يكتبون عنه يومياً في أكثر من 80 لغة٠

لا يستطيع أن يتصوّر إمكانية التخلّي عن أي جزء من هذه الصورة. لا عن السعي لعرض أكبر او أفضل الأفلام، ولا عن السعي للبحث عن السينمائيين الجدد ولا التخلّي عن السينمائيين القدامي، ولا سد الباب أمام طلبات الإشتراك من قبل الصحافيين والمصوّرين المتكاثرين. لا يستطيع إهمال الجانب الدعائي ولا يستطيع إهمال الجانب الفني... وبل لا يستطيع أن يتصوّر تقليص حجم السوق التجارية التي يقيم. كان هو كل هذه الأمور كبيرة وبرّاقة٠ 

Blindness

كان بحاجة الى وفوده وزوّاره وضيوفه. الى المآدب. الى الحفلات. الى السهرات. الى العروض. وهذه العروض لا يجب أن تكون، في عرفه، محصورة في نطاق الأفلام الجيّدة والفنية والتي يبحث أصحابها عن مستقبل لهم في الغد القريب، بل هو لا يقترح نفسه نافذة تطل علي التجارب الفنية بحد ذاتها، ولا -كما تفعل المهرجانات الأصغر- شاشة لعرض الأعمال الفنية التي لا تحمل لجانب كلمة »فنية« أي لقب آخر. كان يريدها فنية وكبيرة الإنتاج. فنيّة ولامعة. فنيّة وناطقة بالإنكليزية. فنيّة ومزروعة بالنجوم. فنية من بعد أن استولت عليها شركات التوزيع الفرنسية. حك ظهري. أحك لك ظهرك٠

و»كان« لا يريد هذا النوع من الأفلام فقط. حتى هذا ليس كافياً. يريد أن يعرض آخر ستيفن سبيلبرغ، وأفضل فيلم خزنته هوليوود لموسم الصيف. كان يريد النجوم ويريد المنتجين ويريد الجمهور الذي يحب براد بت وأنجلينا جولي، جورج كلوني وجوليا روبرتس، هاريسون فورد ونانسي ألن، وودي ألن وبينيلوبي كروز٠

فيي العام 2006 عندما قام المهرجان بعرض فيلم »شيفرة دافنشي« خارج المسابقة. الفيلم الأميركي الذي أخرجه رون هوارد كان بدا للجميع من دون إستثناء كالقنبلة الموقوتة إعلامياً. فالفيلم يناقض رواية الكنيسية حول المسيح وحياته ومماته ويبلور حكاية مفرطة في الخيال والإستفزاز الديني عندما يقترح أن لا شيء مما نصّت عليه التعاليم الدينية هي أمور مؤكدة او أماكنها الصحيحة. بناءاً على ذلك، حاربت الكنيسة الكاثوليكية الرواية التي وضعها دون براون ثم الفيلم الذي وصل الى العروض ضمن توقّعات بأن يكون حدث الموسم. حال عرضه في ليلة الإفتتاح وبينما كان النقاد لا يزالون يصفّرون معربين عن استيائهم من الفيلم، كان الصحافيون يتسابقون على السلالم لترجمة هذا الإستياء لجرائدهم المنتظرة التي كان يهمّها أمر واحد من كل هذا: هل يهين الفيلم الكنيسة وكيف٠

حينها، تأكد للبعض، ولو متأخراً، أن المهرجان هو لسان حال وضع تجاري تسيطر عليه الشركات الهوليوودية. وهو أمر كنا ذكرناه هنا من مطلع العقد الحالي ملاحظين أن »كان« في سعيه أن يبقى الإختيار الأول لكل الناس، كان لابد له أن يستجيب لطلبات هوليوود لناحية الإهتمام بمنتوجاتها الكبيرة. كان بالنسبة لهذه الشركات هو شاشة إعلامية ذات إمكانيات تسويقية كبيرة. لا يهم إذا ما خرج الفيلم بجائزة. المهم أن يخرج بمقالات٠

ماذا يستفيد كان من هذا؟

إزدياد الإعتماد على هوليوود يدخل في نطاق أنه من دون هوليوود ليس هناك ما يكفي من نجوم. ومن دون نجوم، ليس هناك ما يكفي من صحافيي الأخبار ومصوّري النجوم. البزنس كله يتغيّر. كان بحاجة الى هوليوود لتزويده بالكهرباء وهوليوود بحاجة الى كان لتزويدها بتذاكر الشبّاك. وما يلعبه كان هنا هو أن يكون أكسجيناً لحياة الإعلام على جانبيها: جانب الصحافة وجانب الأفلام٠

سينما لاتينية

على الرغم من كل هذا فإنه من الصعب، وبل من المستحيل تقريباً، طوي الصفحة عنه. لا يستطيع هذا الإعلام التغاضي عن الحدث ولا المصوّرين عن هذا العيد ولا النقاد عن هذه النافذة التي تضعهم في مستهل إبداعات العالم او ما تسلل منها الى العروض الرسمية مهما كانت٠

أفلام المسابقة هذا العام خير دليل على أن العالم السينمائي لا يتوقّف عن العطاء سواء مال »كان« صوب التجارة او مال صوب الفن أولاً. وهي تنقسم في شكل واضح بين أفلام لمخرجين قدامى وأخرى لمخرجين جدد (في أول او ثاني او ثالث أعمال لهم). هذا ما يوعز ملاحظة أخرى: معظم الوافدين بأفلامهم يعودون الى الشاشة الفرنسية الجامعة مرّة أخرى. بكلمات أخرى هم زبائن مداومون على حضور المهرجان الذي استطاع كسب ثقتهم وتجديد طموحاتهم بالفوز فازوا سابقاً او لم يفوزوا٠

أفلام المسابقة تنطلق بالفيلم الجديد للمخرج البرازيلي فرناندو مايريليس وعنوانه »عمي« وفيه تقوم جوليان مور بتمثيل دور زوجة طبيب في مدينة معظم من فيها يُصاب بالعمى، وذلك عن رواية الحائز على نوبل جوزيه ساراماغو. مع جوليان مور في هذا الفيلم الناطق بالإنكليزية والتي اشترته شركة ميراماكس قبل وصوله الى هنا، مارك روفالو وأليس براغا وداني غلوفر مع المكسيكي غايل غارسيا بارنل٠

وكان المخرج سبق وأن قدّم فيلماً أثار الإهتمام ووصف بأنه أفضل فيلم لاتيني حين خرج للعروض قبل خمسة أعوام هو »مدينة الله« حول ما يواجهه صبيان الشوارع من إدمان وحياة جريمة٠ هذا الفيلم يختلف بالنسبة لموضوعه وربما سيختلف بالنسبة لسياسة تصويره التي كانت في الفيلم السابق مبنية على مفهوم الكاميرا المحمولة٠

في اليوم التالي، نبقى مع السينما اللاتينية، هذه المرّة في إطار الفيلم الأرجنتيني »عرين الأسد« للمخرج بابلو ترابيرو حول فتاة قتلت عشيقيها (لواطيين في الوقت ذاته) وأنجبت من أحدهما وهي في السجن وكيف ستواجه الحياة من جديد إذا ما استطاعت الخروج من السجن (او عرين الأسد؟) وهي ما تطمح إليه رغبة في تأمين حياة أفضل لطفلها٠

الفيلم الإسرائيلي »الرقص مع بشير« وهو فيلم خاص من ناحيتين: أول مرّة فيلم رسوم متحرّكة على مادة وثائقية وهذا حسب المعروف عن الفيلم الى الآن وليس حسب المشاهدة٠ بمعنى أن الفيلم هو وثائقي المنهج إنما تمت الإستعاضة عن صوره الحيّة بالرسومات. الناحية الثانية هي أنه يدور عن مذابح صبرا وشاتيلا- من أي زاوية؟ هل يتحدّث عن دور إسرائيل فيها، أم يضع اللوم على حزب الكتائب وحده؟ هذا ما سيطلعنا عليه الفيلم حين عرضه، لكن إحدى الصور القليلة المنشورة حوله تُظهر رجلاً يحمل حول عنقه تلك القلادة التي عادة ما يرتديها أفراد الجيش. إذاً؟

ثلاثة أميركية

فيلم أرنو دسبليشان »أنشودة الكريسماس« هو أحد فيلمين يمّثلان السينما الفرنسية، يتبعه في اليوم الثاني الفيلم التركي »القردة الثلاث« للمخرج نوري بيلج سيلان الذي سبق له وأن أمّ المهرجان مرّتين في السابق مرّة في فيلم »ثلج« والأخرى في فيلم »فصول« قبل عامين٠

ومن المخرج البزازيلي أيضا وولتر ساليز (وبالإشتراك مع مخرج آخر لأول مرّة بالنسبة له هو دانييلا توماس، فيلم Linha de Passe الذي يتمحور حول أربعة أشقّاء يحبّون رياضة كرة القدم وفي طريقهم للإشتراك ف مباراة عند أطراف البلاد٠

الصين تشترك، وبطلوع الروح، بفيلم واحد وذلك بسبب الرقابة التي تزداد صرامة هناك وحواجز الإشتراك في المهرجانات الدولية لكل فيلم يبدو حالكاً ومنتقداً، ما يذكّرنا بحال ما قبل إنهيار الإتحاد السوفييتي. الفيلم المشترك هو »مدينة 24« لجيا زانغكي٠

هذه هي بعض الأسماء المعروفة حديثاً في عالم السينما. وهناك آخرون أكثر شهرة من بينهم الألماني فيم فندرز الذي يشترك في فيلمه الجديد »قتال باليرمو« مع ميلا جوفوفيتش ودنيس هوبر في البطولة. وفيلم كلينت ايستوود الجديد »الإستبدال« مع أنجلينا جولي وجون مالكوفيتش وآمي رايان في البطولة٠

والمخرج الأميركي الآخر ستيفن سودربيرغ مشترك بفيلم من جزأين حول شخصية الثوري تشي غيفارا، كل جزء من ساعتين تقريباً. لكن أحد المواقع اللاتينية كشف قبل حين على أنه في الوقت الذي يأتي فيه القسم الأول عاكساً لحياة المناضل اللاتيني المعروف، فإن القسم الثاني يبدو دون مستوى الأول. علينا أن ننتظر ونرى٠

وهناك فيلم أميركي ثالث في المسابقة وهو أصغر الأفلام الأميركية حجماً وعنوانه »سينيدوش، نيويورك« وهو الفيلم الأول لكاتب السيناريو تشارلي كوفمن مع فيليب سيمور هوفمان في البطولة٠ الكثير من الحديث المؤيد لهذا الفيلم مبني على أن تشارلز كوفمن برهن عن جدارته بالنسبة للمادة المكتوبة، إذ هو من كتب سابقاً »أن تكون جون مالكوفيتش« و»أشعة شمس على عقل بلا تلوّث«٠

الكندي أتوم إيغويان عائد بفيلم »وله« مع راتشل بلانشارد وسكوت سبيدمان وُصف بأنه حول علاقة الجيل الجديد بالتكنولوجيا٠

أما معظم الباقين فهم من الجدد تماماً مثل كورنل مندروسكو وهي مخرجة مجرية تقدّم فيلماً بعنوان »دلتا« يمكن وصفها بالدراما القروية. الإيطالي الجديد ماتاو غاروني يكشف اللثام عن مشاكل مافاوية في إطار فيلمه الجديد »غومورا« ومواطنه الإيطالي باولو سورينتو يقدّم »المقدّس« عن حياة رئيس وزراء إيطاليا الراحل غيلو أندريوتي. والسنغابوري إريك خو يتعرّض لحياة أب وإبنه في »سحري« وهو دراما باللغة التاميلية٠

وتبعاً لهذه السمة اللاتينية هذا العام فإن الأرجنتين لديها فيلم جديد مخرجته أسمها لوكريشا مورتل وفيلمه الذي يتعامل والوضع السياسي الحالي من خلال قصّة إمرأة بعنوان »الفتاة المقدّسة«٠

-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠|*| -٠-٠-٠-٠-٠---٠-٠

زوايا التاريخ

في العام الماضي تابعنا المهرجان من بدايته الأولى سنة 1939 (ولو أن المهرجان تحذف هذه البداية كون المهرجان قد ألغي حينها بسبب دخول القوّات الألمانية بولندا واحتلالها) وحتى مطلع الخمسينات. هذا العام نعود الى السنوات العشر الممتدة من 1958 والى 1967 وهو عام قبل إلغاء المهرجان مرّة ثانية بسبب أحداث الثورة الثقافية في فرنسا حين أدّت الى أغلاق المهرجان أبوابه٠

1958

أهم الأفلام المشتركة في مسابقة تلك الدورة

البجع يطير. إخراج: ميخائيل كالاتوزوف (الإتحاد السوڤييتي)٠

الأخوان كارامازوف. إخراج: رتشارد بروكس (الولايات المتحدة)٠

جحا. إخراج: جاك باراتييه (فرنسا)٠

عمّي. إخراج: جاك تاتي ( فرنسا)٠

حافة الحياة. إخراج: إنغمار برغمَن ( السويد)٠

باراس- باثار. إخراج: ساتياجِت راي ( الهند)٠

فاسيلي برونين. إخراج: خواجة أحمد عبّاس ( الهند)٠

رجل من قش. إخراج: بييترو جيرمي (إيطاليا)٠

السعفة الذهبية:: البجع يطير. إخراج: ميخائيل كالاتوزوف ( الإتحاد السوڤييتي)٠

هذا الفيلم الرقيق يبقى في البال طويلاً بسبب حنانه ورقّته. قصّة حب خلال الحرب العالمية الثانية من دون تسييس. قصّة عاشقين هو ينفصل عنها متّجهاً لخطوط القتال وهي تبقى وحيدة بإنتظاره لولا أن شقيقه الأكبر منها يريدها لنفسه. تضطر للزواج منه رغم أن مشاعرها تبقى عالقة بحبيبها. ذكي الدلالات. شفّاف وتمثيل رائع من تاتيانا سامويلوڤا في دور البطولة٠

لجنة التحكيم الخاصّة

فاز بها فيلم »عمّي« لجاك تاتي، أحد أعماله المناهضة للحداثة من دون أن تتخلّى عن قطرة واحدة من الشكل والحس الكوميدي الرفيع الذي كان أسلوب تاتي في كل أعماله٠

أفضل ممثل

بول نيومان عن »الصيف الطويل الحار« لمارتن رِت ( الولايات المتحدة)٠

أفضل ممثلة

بيبي أندرسون، إيفا دولبك، باربرو هيرو، إنغريد تولين عن »حافة الحياة« لإنغمار برغمان (السويد)٠

أفضل مخرج

إنغمار برغمان عن »حافة الحياة« ( السويد)٠

-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠|*| -٠-٠-٠-٠-٠---٠-٠

سينما من

كل يوم سينما معيّنة تشترك في مهرجان هذه السنة نجول خلاله على وضعها الحالي٠

لم تحضر السينما المصرية في العام الماضي الى »كان« بل حضرت، وبقوّة، السينما اللبنانية نيابة عنها. هذا العام هناك فيلمين مصريين معروضان هما »عين شمس« لإبراهيم البطوط و»بايبي دول« لرامي إمام علماً بأنهما معروضان خارج الإطار الرسمي٠

خلال عام كامل من أيار/ مايو الماضي الى أيار/ مايو العام الحالي، بدا أن السينما المصرية في الوقت الذي تزدهر فيه حركتها التجارية داخل مصر، الا أن الإنتاجات التي أطلقتها أخفقت من جديد في جذب الجمهور بأعداد كبيرة خارج موطنها٠ معرفة حدود إنتاجاتها الحالية ربما كان الدافع الخفي وراء قيام معظم المنتجين العاملين اليوم بالتركيز على السوق الحلية وحدها. الغاية هي أنه من الأفضل ضمان نجاح محلي من السعي لكسب جمهور عربي واسع من الصعب كسبه عن طريق صالات السينما٠

وإذ تشهد الساحة المصرية مزيداً من أنابيب التمويل قادمة من محطّات مثل »روتانا«و»آرت« وقريباًmbc  فإنها تشهد أيضاً محاولة صادقة لتعميم الفيلم الجيّد ففي الأيام القليلة الماضية تم افتتاح صالة خاصّة بالأفلام الفنية الهادفة تملكها شركة المخرج يوسف شاهين بإدارة غابي خوري. وليس من المنتظر أن تستطيع الأفلام التي ستعرضها تلك الصالة تغيير الواقع العام للعروض السينمائية، او تشكيل منافسة على ما هو معروض، لكن مجرّد وجود صالة متخصصة بعرض الأفلام العربية غير المصرية، والأجنبية التي طالما يسمع ويقرأ عنها الهواة من دون مشاهدتها، هو بحد ذاته مشروعاً مهمّاً ينضم الى فيلمي »بايبي دول« و»عين شمس« من حيث حجم وأهمية الطموحات٠

العام السينمائي المصري شهد حركة مشجّعة على صعيد الإنتاجات خلال عام: عودة محمد خان الى الواجهة بفيلمه »في شقّة مصر الجديدة« وكذلك عودة يوسف شاهين بفيلم »هي فوضى« الذي أخرجه بالإشتراك مع خالد يوسف وتحقيق سعد هنداوي لأول فيلم روائي طويل له وهو »ألوان السما السابعة« مع ليلى علوي وفاروق الفيشاوي هي بعض الأهم والأفضل من بين ما حققته هذه السينما مؤخراً٠

مدونة ظلال وأشباح في 13 مايو 2008

 
 

الدورة الحادية والستون لمهرجان كان السينمائي الدولي تفتتح يوم غد:

انتفاضة 68 تعود الي الكروازيت وفلسطين ولبنان تضمنان حضورا معتبرا في خانة نظرة خاصة

زياد الخزاعي

ثلاثة افلام عربية فقط ستحضر ضمن خانات الدورة الحادية والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي (من 14 ـ 25 ايار/ مايو 2008). هذا عدد مذل، فالناظر الي المهرجانات العربية التي بدأت تُفرخ من دون حساب سيُدهش للعناوين السينمائية العربية التي تظهر فجأة ومن دون سابق انذار.

البعض يقول ان الحظ لم يحالفهم مع ادارة الرئيس جيل جاكوب وساعده الايمن تيري فيرمو، وآخرون يستمرئون التدليس ليعلنوا ان فريق كان لم يرفض فيلمهم او لم يطالب بحذف مشاهد منه، بل ان الوقت لم يسعف العمليات الفنية كي يصبح جاهزا للتقديم!، وهي قضية ملتبسة وغير مقنعة مثلما تقدم بها المخرج المصري عادل اديب حول فيلمه الجديد ليلة البيبي دول . ولو افترضنا ان جهد هذا المخرج المتواضع الموهبة كاد ان يصل الي المشاهدة الاولي امام لجنة الاختيارات، فلماذا تم الاعلان مسبقا ان النسخة الكاملة ستعرض علي هامش سوق الفيلم أسوة بفيلم حليم الذي انتجه شقيقه عماد الدين وانتهي معروضا في صالة متواضعة رغم الهرج الفارغ الذي نُقر له قبل بدء المهرجان بأشهر؟.

مهرجان كان ليس للكسالي. والسينمائيون العرب للأسف كسالي انتاج وافكار. تنتهي جل اعمالهم الي الاستبعاد، والسبب يكمن في عدم جديتهم واتكاليتهم وأنفتهم الفارغة. ان التفخيم المر في التسريبات لبعض هؤلاء السينمائيين يطرح معضلة اخلاقية هي مزيج من الفهلوة التي لا تنطلي علي مهرجان عريق، والكثير من البلاهة التي يظن أصحابها ان بامكانهم خداع منظومة الصحافة العربية بكونهم ضحية مؤامرات غربية ضد السينما العربية ككل!

كان كمهرجان لا يضيره الاختيار، فهو حصانته وقوته في آن. وكلما حقق عمل عربي اختراقه ضمن احد الخانات، حدانا التفاؤل بأن آخرين سيتبعون. بيد ان الامر لم يكن بمثل هذه السهولة. ويمكن للمرء المشارك في تغطيات فعاليات هذا المهرجان ان يلمس الاعراض ـ حتي في حدود الفضول ـ لفيلم عربي ما من قبل جمهور عالمي في صالات المدينة الساحلية، وكاد باكورة اللبنانية نادين لبكي سكر بنات (الذي ستبدأ عروضه الشعبية في لندن نهاية الاسبوع الجاري) ان يكون استثناء نادرا في حجم الاستقطاب الذي توافر لحكايته المتفكهة علي حال المرأة اللبنانية المعاصرة في الدورة الماضية، فيما أصاب الشريط الثاني لمواطنتها دانييل عربيد اهتماما متواضعا عند عرضه بالموازاة، ورغم ذلك تكاتف الفيلمان حول القضية ـ العلة: متي يكون حضورالسينما العربية في كان ومهرجانات اوروبا تقليدا ثابتا؟.

وعلي خطي هاتين الموهوبتين، تأتي الفلسطينية آن ماري جاسر لتضمن باكورتها الروائية ملح هذا البحر (وهو الفيلم الاول الذي تنتجه فلسطينية) مكانا معتبرا ضمن عروض الخانة الاثيرة نظرة ما التي يرأس لجنة تحكيمها صاحب حافة الجنة المخرج التركي فاتح أكين، فيما سيكون صاحب الانسانية وحياة يسوع المخرج الفرنسي برونو دومون رئيسا لمسابقة الكاميرا الذهبية ، وبعد عملها المميز كأنه عشرون مستحيلا (الذي اختير ضمن دفعة السينفاونديشن المخصصة للمواهب الجديدة في كان 2003) تأتي حكاية هذا الفيلم بما يقارب السيرة الذاتية وهو من بطولة سيد حامد وصالح بكري، ويتناول قضية امرأة اميركية شابة من اصل فلسطيني تدعي ثريا تعيش في بروكلين، يصلها خبر اقدام السلطات الاسرائيلية علي تجميد مدخرات جدها الذي أُرغم علي النزوح في عام النكبة 1948، فتقرر العودة الي فلسطين للمطالبة بحقوق العائلة. ومع تعقد قضيتها وتجولها بين حيفا ورام الله تلتقي مع الشاب الفلسطيني عماد الذي يطمح الي الهجرة نهائيا. ويكون لتقابل الشخص العائد كضد للكائن الساعي الي التخلي عن كينونته، الاساس الدرامي الذي تلعب عليه المخرجة جاسر لتسرد القليل من الاسقاطات التاريخية والكثير من تفاصيل الحياة الضاغطة التي تمر بها الشخصيتان الشابتان. وضمن الخانة نفسها سيشارك الثنائي اللبناني المميز جوانا حاجي توما وخليل جريج عملهما الجديد بدي شوف مع النجمة الفرنسية كاترين دينوف التي يشاركها ربيع جابر رحلة تقودهما من الضاحية الجنوبية وسط دمار بيروت نحو عمق الجنوب اللبناني بعيد حرب تموز الاخيرة ليقفا كشاهدين علي خراب الحرب التي عاثت بها اسرائيل قصفا وتدميرا وقتلا للعاصمة وقري الجنوب. ومثل عمليهما السابقين البيت الزهر و يوم آخر تكون للفاجعة دورها الدرامي الضاغط. اما صاحب واش واش و بلد رقم واحد الجزائري رابح عميور زيميش فسيشارك بفيلمه الجديد المقويس الاخير من بطولة الممثل الجزائري الكوميدي فلاج والممثلة الفرنسية ناتالي ريتشارد والممثل المالي سوتيغوي كوياتا حول صاحب محل صيانة في منطقة صناعية تدعي أغوني في ماو يقرر تحويل كراج متروك الي مسجد من دون اخذ موافقات المصالح الرسمية وكذلك الامام الكبير الامر الذي يدخله كما هو متوقع في محاسبات معقدة تختلط فيها الطائفية بالعقلية المنمطة للدين الحنيف.

ثلاثة افلام قد لا تكفي كي تتحقق لنا المباهاة بين الاخرين، بيد ان هناك نشاطات موازية قد تشفي الغليل وتعوض الحضور الناقص. فالمخرجة المصرية الاصل الاميركية الاقامة هيدي سامان ستشارك بفيلمها القصير الخادمة ، وسيكون هناك تكريم لصاحبة صمت القصور (حاز علي الكاميرا الذهبية في دورة العام 1994) و موسم الرجال (عرض في خانة نظرة خاصة عام 2000) المخرجة التونسية مفيدة التلاتلي، ويتزامن هذا التكريم مع مرور الذكري الاربعين علي انشاء قسم اسبوعي المخرجين الذي يعد من اهم اقسام هذا المهرجان الذي سبق ان احتفي بالسينما التونسية. واختارت ادارة المهرجان التلاتلي، التي سبق ان اختيرت عضوا في لجنة تحكيمه في دورة سابقة، للاشراف علي طاولة مستديرة بعنوان مسيرات نساء تشارك فيها عشرون سينمائية عربية بينهن المخرجة اللبنانية نادين لبكي والمنتجة المصرية ماريان خوري والممثلة التونسية هند صبري والممثلة العراقية عواطف نعيم. كما تشارك التلاتلي في لقاء اخر تحت عنوان سينما والتزام ضمن تظاهرة اسبوع النقاد . وتعتبر التلاتلي (61 عاما) من رواد السينما التونسية وقد درست في اكاديمية باريس للفيلم عام 1965 قبل ان تعمل مشرفة سيناريو ومنتجة في التلفزيون الفرنسي ما بين 1968 و1972. وطوال مسيرتها السينمائية التي شهدت ايضا ميلاد الفيلم الطويل الثالث نادية وسارة عام 2003 قامت التلاتلي بمونتاج عدد هام من الافلام العربية التي لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا مثل ذاكرة خصبة للفلسطيني ميشال خليفي و حلفاوين لفريد بوغدير و نهلا للجزائري فاروق بلوفة و باب السماء مفتوحة للمغربية فريدة بليزيد. وتعرض الدورة الجديدة لمهرجان كان عشرة افلام تونسية من بينها باب عزيز للناصر خمير و جنون للفاضل الجعايبي و الحادية لرشيد فرشيو. (من دون ان نغفل مشاركة صحافي مصري من صحيفة ايجيبت ابيدو الناطقة بالفرنسية ضمن طاقم لجنة تحكيم نظرة خاصة ).

دورة هذا العام منذورة الي سينما امريكا اللاتينية، ففيلم الافتتاح الذي سيتنافس علي السعفة الذهبية سيكون من حصة صاحب مدينة الرب و الحدائقي المجتهد البرازيلي فرناندو ميريليس وجديده العمي المقتبس عن رواية خوزيه ساراماغو التي اصدرها عام 1995 ويسرد فيها معاناة طبيبة (الممثلة الاميركية جوليان مور) وهي تشهد عاجزة انتشار وباء غامض يصيب الناس بالعمي، وتكون الوحيدة المبصرة ما يجعلها عرضة لمطاردة دموية لمعرفة سرها علي يد عصابة اشرار يقودهم قاتل شاب (الممثل غايل غارسيا بيرنال). واجتهد ميريليس علي تدريب 700 ممثل علي تقنية اداء العمي. وواجه الشريط اول اعتراضات الانجاز من مؤلفه ساراماغو الذي رفض أفلمة روايته معتبرا ان اصراره علي مقاومة اغراء الاقتباس السينمائي قائم علي كون روايته عنيفة ترصد المهانات الاجتماعية والاغتصابات، وخشيت ان تقع بأيدي تجيرها لدوافع خاطئة .

الفيلم الثاني الاكثر أهمية سيكون جديد الاميركي ستيفن سودبيرغ تشي الذي سيسرد علي مدي اربع ساعات حقبتين من حياة المناضل اللاتيني والايقونة السياسية غيفارا (يؤدي الدور الممثل المميز بينيثيو دي تورو). ولا ترتبط المناحي الدرامية للقسمين كثيرا، اذ ان القسم الاول المعنون بـ الارجنتيني يركز علي النشأة، فيما يذهب الثاني رجل العصابات الي سرد الصيرورة النضالية لتشي وكاسترو للاطاحة بحكم الديكتاتور باتيستا. صاحب مذكرات دراجة نارية و المحطة المركزية البرازيلي والتر ساليس سيتنافس (بمشاركة دانييلا توماس) عبر جديده لينها دي باسيه حول فرقة موسيقية من اربعة اشقاء ميسوري الحال يسعون الي عبور حاجز الغيتو لتحقيق احلامه. الي هذا هناك مشاركات من الارجنتينيين بابلو تارابيرو وعمله الثالث ليونيرا حول امرأة حسناء تصفي عشيقيها وتلد ابنا في السجن وتسعي الي تربيته خارج القضبان، وزميلته لوكريشيا مارتيل نساء بلا رؤوس عن سيدة في خريف العمر تنقلب حياتها بعد حادثة سيارة تفقدها ذاكرتها. (ويصل الحضور اللاتيني الي لجنة التحكيم الدولية حيث سيكون المخرج المكسيكي الفونسو كوارون عضوا فيها والتي سيرأسها الممثل والمخرج الاميركي المميز شون بن وعضوية الجزائري الفرنسي رشيد بوشارب والممثل والمخرج الايطالي سيرجو كاستيليتو والممثلتين الاميركية ناتالي بورتمان والالمانية الكسندرا ماريا لارا والمخرج التايلاندي الموهوب ابيشاتبونغ ويراسيثاكولا وصاحبة شريط الرسوم المتحركة برسيبوليس المخرجة الايرانية الاصل مرجاني ستراباري).

دوليا ضَمَنَ الثنائي جاكوب ـ فيرمو قامات سينمائية داخل المسابقة وفي العروض الموازية، فالأولي سيتنافس فيها الممثل والمخرج ذائع الصيت كلينت ايستوود مع فيلم تشانجلينغ حيث تؤدي انجيلينا جولي دور ام خطف ابنها الصغير، وسيحضر الكندي الارمني الاصل اتوم اغويان مع فيلمه الاخير عبادة ، في حين سيقدم الالماني فيم فيندرز (السعفة الذهبية في 1984 عن فيلم باريس تكساس ) فيلم نيران باليرمو وهي قصة حب بين رجل يؤدي دوره دنيس هوبير وفتاة من صقلية. ويعود الاخوان البلجيكيان لوك وجان بيار داردين الحائزان علي السعفة الذهبية في 1999 و2005 مع فيلم صمت لورنا الذي تحاول فيه البطلة قطع علاقاتها واتصالاتها بعصابة لصوص. وبعد ان نال الجائزة الكبري للجنة التحكيم عن فيلم بُعد عام 2003، يشارك التركي نوري بيلجي جيلان مع فيلم القرود الثلاثة .

وبعد تنافسه العام الماضي بشريط الليل لنا يعرض المخرج الاميركي الشاب جيمس غراي بـ العاشقين وهو الثالث بعد الباحات عام 2000 والشريط المذكور آنفا. وهذا الفيلم الرومانسي الاول للمخرج الذي اشتهر بوصفه لقسوة المافيا الروسية كما في اوديسا الصغيرة الذي حصل عنه علي الاسد الفضي لمهرجان فينيسيا عام 1994 ولم يكن قد تجاوز عمره الخامسة والعشرين. ويشارك كاتب السيناريوهات الشهير تشارلي كوفمان الذي انتقل الي الاخراج مع فيلم سينيكدوك، نيويورك من بطولة فيليب سيمور هوفمان.

وتشارك فرنسا بثلاثة افلام هي من حواديث عيد الميلاد لارنو ديبلييشان و حدود الفجر للمخرج فيليب غاريل الذي يشارك فيه ابنه لوي. كما يأتي المخرج الموهوب لوران كانتيه الي المسابقة مسلحاً بجديده بين الجدران المقتبس عن رواية لفرنسوا بيغودو والتي تروي الحياة اليومية لفصل دراسي في مدرسة صعبة، وهو الفيلم الرابع للمخرج البالغ من العمر 46 عاما بعد فيلمه الاول المميز موارد بشرية عن عالم الوظيفة الحاصل علي جائزتي سيزار والذي تلاه بـ جدول اعمال الذي يروي المصير المأساوي لرجل مولع بالكذب والذي حصل عنه علي جائزة في مهرجان البندقية 2001.

وتساهم ايطاليا التي غابت عن الدورة السابقة حيث تشارك بفيلمين هما غومورا لماتيو غاروني و ال ديفو لباولو سورنتينو الذي يتناول شخصية رئيس الوزراء الاسبق الايطالي جوليو اندريوتي. وسيكون احد الافلام الاكثر غرابة بين الافلام المتنافسة هو شريط المخرج الاسرائيلي الشاب آري فولمان فالس مع بشير وهو وثائقي تدور احداثه في بيروت الغربية لدي وقوع مجازر صبرا وشاتيلا في 1982 وبطله شخصية السياسي اللبناني الذي اغتيل في بيروت بشير الجميل وادي مقتله الي مذبحة صبرا وشاتيلا. ومن آسيا يقدم السنغافوري اريك خو سحري وهو عبارة عن مأساة يحاول فيه ساحر مدمن علي الكحول التقرب من ابنه و 24 مدينة للصيني خيا زانغكي.

وستعرض خارج المسابقة خمسة افلام هي فيكي كريستينا برشلونة الذي صوره في اسبانيا الممثل والمخرج الكوميدي المخضرم وودي آلن مع بينيلوبي كروز وسكارلت يوهانسن وخافيير براديم وانديانا جونز ومملكة الجمجمة الكريستال للمخرج ستيفن سبيلبرغ الذي يؤدي فيه الممثل هاريسون فورد شخصية عالم الاثار المغامر. وشريط الرسوم المتحركة كونغ فو باندا للمخرجين مارك اوزبورن وجون ستيفنسون الي جانب العمل الذي انجزه الصيني جي ووان كيم هام 1965 ويدعي الطيب والشرير والغريب .

وسيتولي الممثل الاميركي المعروف روبرت دي نيرو تسليم السعفة الذهبية وسيعرض له في ختام المهرجان فيلم ما الذي حدث للتو لباري ليفنسون الذي يشاركه بطولته بروس ويليس وروبن رايت بن وجون تورتورو وشون بن. اما مواطنهم المخرج مارتن سكورسيزي صاحب سائق التاكسي و عصابات نيويورك و الثور الهائج فسيدير للعام الثاني علي التوالي التظاهرة التي يدعمها الصندوق الدولي لدعم الفيلم حيث اختار ثلاثة افلام من العالم الثالث وسيكون اهمها هذه المرة رائعة المخرج التركي ميتين اركسان صيف جاف الذي انجزه عام 1964 والذي سيقدمه المخرج التركي الالماني فاتح أكين.

واما قسم نظرة ما فسيفتتح بفيلم الجوع الذي يتناول حياة المناضل بوبي ساندس عضو الجيش الجمهوري الايرلندي الذي توفي في معتقله عام 1981 بعد اضراب طويل عن الطعام.

تكريمات

خصص المهرجان تكريمات متعددة لكل من المخرج البرتغالي امانويل دي اولفييرا الذي يحتفل نهاية هذا العام بميلاده المئة وسيعرض له باكورته العمل عند نهر دورو التي انجزها عام 1931. وستكون الذكري 85 علي تأسيس شركة ورنر بروذرز هي الفرحة السينمائية التي ستكرم بها مختارات من افلامها والتي ستعرض علي شاشة عملاقة قبالة شاطيء الكروازيت ومنها هاري القذر (1971) وماتريكس (1999) من بين اخريات، وستكون ليلة انطلاق الاحتفالية ذات طعم خاص، اذ سيعرض صاحب علم آبائنا و فتاة المليون دولار نجم هوليوود كلينت ايستوود شريطا قصيرا من اخراجه (وهو الثاني في هذه الدورة) ويحمل عنواناً مخاتلاً هو يجب ان تتذكر هذا:حكاية ورنر بروذرز . كما ستعرض نسخة مصححة لرائعة المخرج الفرنسي ماكس اوفليس لولا مونتيس (1955) التي تتشارك مع عدد من الكلاسيكيات العالمية في الخانة الدائمة كل عام. ومن العناوين الاخري نذكر: دليل (1965 ) للهندي فيجاي اناند و لنغادر (1988) لبروس ويبر و سانتا سانغري لالخاندرو جودرويسكي. وهناك عرضان للبريطاني ديفيد لين وآخر عن ملحمته لورنس العرب من توقيع ان مونفاري وطوله 52 دقيقة.

الي هذا سيتم تكريم اثنين من كبار مدراء التصوير في العالم هما لازلو كوفاتش وفيلموش زيغموند، وبالمناسبة سيعرض عنهما شريط احتفائي بمنجزاتهما عنوانه لا حاجة للترجمة . الي ذلك ستعرض مقاطع من الفيلم الوثائقي سينما السينمات للمخرج والمنتج كلود فانتورا ويغطي التاريخ الفيلمي ما بين 1982 وحتي 1990. وبمناسبة ذكر الوثائقي فهناك عناوين أخري هامة تناثرت في مختلف الخانات نذكر منها شريط البوسني امير كوستاريتسا عن لاعب كرة القدم مارادونا اضافة الي شريط جيمس توباك عن بطل الملاكمة العالمي مايك تايسون .

ثورة 1968

في صيف ذلك العام هبّ الطلاب في فرنسا ولاحقا اوروبا ليحققوا اكبر انقلاب حداثي في تاريخ القارة العجوز. انتفاضة غيرت قيم السياسة والاعراف الاجتماعية ومفاهيم الثقافة والايديولوجيا والفنون. وكما كانت من ضحاياها حكومات واقطاب سياسة، كانت دورة ذلك العام لمهرجان كان ايضا من الضحايا حيث عمدت ادارته وقتذاك الي الغائها بعد تهديدات ومخاوف. ومع ذكراها الاربعين يستعيد فريق جيل جاكوب افلام مسابقة تلك الدورة ليعاد عرضها كاملة واهمها شريط الاسباني كارلوس ساورا ببرمينت فابرا الذي دار الكثير من الجدل حوله عند الاعلان عن مشاركته. ومن المخرجين الاخرين وافلامهم نذكر: الفرنسي كلود لولوش 13 رحلة فرنسية ، والبريطاني بيتر كولينسون ميتة اليوم الطويل ، والروسي الكسندر زرخاي آنا كارنينا .

ناقد سينمائي من العراق يقيم في لندن

القدس العربي في 13 مايو 2008

 
 

غدا افتتاح مهرجان كان..

ترقب واثارة واستعادة أمجاد "المفتش هاري"

المدى/ وكالات: يبشر مهرجان كان الواحد والستون الذي يبدأ غدا الاربعاء بكثير من الاثارة والتشويق وسط تنافس افلام من دول عدة منها اسرائيل والارجنتين والفيليبين بعضها خارج عن الانماط المألوفة وفي ظل الترقب الشديد المحيط بعودة كلينت ايستوود الى المهرجان. ويفتتح المهرجان الذي يستمر بين 14 و25 ايار/مايو بعرض فيلم "بلايندنس" من بطولة جوليان مور ومارك روفالو وداني غلوفر وغايل غارثيا برنال، من اخراج البرازيلي فرناندو ميريلس الذي سبق ان شارك في مهرجان 2002 بفيلم "مدينة الله" حول حرب العصابات في ريو والذي حقق نجاحا باهرا. والفيلم المقتبس عن رواية تحمل العنوان نفسه للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو الحائز جائزة نوبل للاداب عام 1998، يتحدث عن انتشار وباء غامض يصيب بالعمى.

وبعد خمس سنوات على فيلم "ميستيك ريفر"، يعرض المخرج والممثل كلينت ايستوود في مهرجان 2008 فيلم "تشانجلينغ" (التبديل) الذي تقع احداثه في اميركا العشرينيات وتجسد فيه انجيلينا جولي دور امرأة خطف ابنها.

ومن المحتمل ان يفاجىء ايستوود هواته بظهوره على شواطئ كان حيث سيتم عرض نسخة تم ترميمها رقميا للفيلم الشهير "المفتش هاري" من بطولته.

ويتميز مهرجان كان بحضور قوي لنجوم السينما الاميركية مثل انجيلينا جولي وبينيسيو ديل تورو الذي يجسد شخصية الثائر ارنستو غيفارا في فيلم "تشي" لستيفن سودربرغ، وبينيلوبي كروث وسكارلت جوهانسون التي تلعب في فيلم وودي آلن الاخير "فيكي كريستينا برشلونة"، فضلا عن هاريسون فورد وستيفن سبيلبرغ اللذين اجتمعا هذه السنة لاستكمال سلسلة مغامرات "انديانا جونز" بفيلم رابع.

ومن النجوم غير السينمائية التي ستظهر في مهرجان كان هذه السنة الملاكم الاميركي مايك تايسون الذي شكلت حياته مادة فيلم يشارك في المهرجان ضمن فئة "نظرة ما" ولاعب كرة القدم الارجنتيني الاسطوري دييغو مارادونا الذي صور المخرج امير كوستوريتسا فيلما وثائقيا عن حياته.

ويستضيف المهرجان مخرجين سبق ان فازوا بسعفة ذهبية وهم اتوم ايغويان مع فيلم "ادوريشن" وفيم فندرز مع فيلم "ذي بالرمو شوتينغ" والشقيقان داردين (فازا بالسعفة الذهبية في 1999 و2005) مع فيلم "صمت لورنا".

الا ان هذه الاسماء الشهيرة تحاذي اسماء جديدة واعدة.

ويستحضر الاسرائيلي اري فولمان ذكريات شخصية أليمة في فيلم رسوم متحركة وثائقي وفق نوع جديد يطلقه في السينما، حول المجازر التي ارتكبت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت عام 1982.

كما يشارك مخرجان شابان ارجنتينيان سبق ان قدما الى كان غير انهما يشاركان للمرة الاولى في المسابقة للفوز بالسعفة الذهبية الرسمية، وهما يعرضان فيلمين يعالج كلاهما قصة امرأة.

ويعرض بابلو ترابيرو فيلم "ليونيرا" حيث تجسد صديقته مارتينا غوسمان دور والدة مرغمة على تربية طفلها في السجن، فيما تعرض لوكريسيا مارتيل فيلم "امرأة بدون رأس" حيث يسيطر الندم على ماريا اونيتو بعد حادث سيارة تخشى ان تكون قتلت فيه احد.

ويضاف الى هذه المجموعة المميزة من المخرجين الاميركيين اللاتينيين المشاركين في مهرجان هذه السنة، البرازيلي والتر ساليس الذي يعرض مع دانييلا توماس فيلم "لينا دي باسي".

وبين الافلام المرتقبة لمخرجين شبان "24 سيتي" حيث يدقق جيا زانغي في تصدعات الصين الشيوعية نتيجة تفشي الرأسمالية اخيرا، و"سيربيس" حيث ترسم بريانتي مندوزا صورة عشاق فيليبينيين، و"القرود الثلاثة" للتركي نوري بيلج جيلان.

وسبق ان شارك جيلان الذي يسرد المشاعر بحس مرهف في مهرجان 2006 بفيلم "المناخات" الذي تميز ببراعة تصويره وطغى عليه تأثير المخرج الايطالي مايكل انجيلو انطونيوني.

ومن الجانب الفرنسي، يقدم ارنو ديبليشان "قصة عيد الميلاد" الذي يروي قصة عائلية مضطربة من بطولة كاترين دونوف وماتيو امالريك، ويعرض لوران كانتيه فيلم "بين الجدران" عن الحياة في مدرسة لاطفال من احياء صعبة، فيما يصور فيليب غاريل ابنه لوي في فيلم "حدود الفجر".

المدى العراقية في 13 مايو 2008

 
 

عدد كبير من نجوم السينما والرياضة والثقافة يحضرون المهرجان

'العمى' يفتتح مهرجان كان السينمائي

باريس – من ريبيكا فراسكيه

22 فيلما عالميا تتنافس على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الحادي والستين.

يفتتح مهرجان كان الحادي والستون الاربعاء بفيلم "بلايندنس" (العمى) اول الافلام المتنافسة على السعفة الذهبية، للمخرج البرازيلي فرناندو ميريلس، وهو فيلم فلسفي مثير مقتبس عن رواية للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو.

وسيقوم الممثل ادوارد باير باحياء حفل الافتتاح الذي ستبث وقائعه مباشرة على محطة "كانال بلوس" التلفزيونية.

واول من سيطأ السجاد الاحمر من نجوم السينما الممثلون جوليان مور ومارك روفالو وداني غلوفر وغايل غارسيا برنال الذين يشاركون في فيلم "بلايندنس" الذي سيطلق عرضه مهرجان كان لعام 2008.

فبعد ست سنوات على عرض فيلمه "مدينة الله" خارج المنافسة حول حرب العصابات في ريو والذي حقق نجاحا باهرا، يخوض ميريلس المنافسة لنيل السعفة الذهبية مع هذه الرواية عن انتشار وباء غامض يصيب بالعمى مقتبسة عن كتاب "العمى" للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو الحائز جائزة نوبل للاداب لعام 1998.

لكن الاضواء ستسلط ايضا على الممثل والمخرج الاميركي شون بن الذي سيترأس لجنة تحكيم المهرجان المؤلفة من الممثلين ناتالي بورتمن وسيرجيو كاستيليتو والكسندرا ماريا لارا وجان باليبار فضلا عن المخرجين الفونسو كوارون وابيشاتبونغ ويراسيثاكول ورشيد بوشارب ومارجان ساترابي.

واعتبارا من الخميس، سيتابع المهرجان مسيرته بعرض فيلمين اخرين من الافلام الـ22 المشاركة في المنافسة الرسمية.

واكثر الافلام الملفتة للانتباه هو فيلم "فالتس ويز بشير" (رقصة فالس مع بشير) للاسرائيلي اري فولمان وهو فيلم رسوم متحركة وثائقي، من نوع جديد غير مسبوق في عالم السينما، حول المجازر التي ارتكبت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت في العام 1982.

والثاني بعنوان "ليونورا" للمخرج الارجنتيني الموهوب الشاب بابلو ترابيرو (36 عاما) الذي تجسد صديقته مارتينا غوسمان دور ام مرغمة على تربية طفلها في السجن.

والجمعة سيعرض اول الافلام الفرنسية الثلاثة المتنافسة على السعفة الذهبية "ان كونت دو نويل" (قصة عيد الميلاد) للمخرج ارنو ديبليشان. ويروي الفيلم قصة عائلية مضطربة من بطولة كاترين دونوف التي تجسد دور والدة ماتيو امالريك الذي يلعب دور ابن يعاني من حرمان عاطفي تتمحور حوله الخلافات.

ولجهة المشاهير، فان النجوم الاميركيين سيكون حضورهم قويا بين 14 و25 ايار/مايو، امثال انجيلينا جولي وبينيسيو دل تورو الذي يجسد شخصية الثائر ارنستو غيفارا في فيلم "تشي" لستيفن سودربرغ، وبينيلوبي كروث وسكارلت جوهانسون التي تلعب في فيلم وودي آلن الاخير "فيكي كريستينا برشلونة"، فضلا عن هاريسون فورد وستيفن سبيلبرغ اللذين اجتمعا هذه السنة لاستكمال سلسلة مغامرات "انديانا جونز" بفيلم رابع.

ومن النجوم غير السينمائيين الذين سيظهرون في مهرجان كان هذه السنة الملاكم الاميركي مايك تايسون الذي شكلت حياته مادة فيلم يشارك في المهرجان ضمن فئة "نظرة ما"، ولاعب كرة القدم الارجنتيني الاسطوري دييغو مارادونا الذي صور المخرج امير كوستوريتسا فيلما وثائقيا عن حياته.

كما سيتميز مهرجان كان هذه السنة بعودة الممثل والمخرج الاميركي كلينت ايستوود الذي يكشف في 20 ايار/مايو، بعد خمس سنوات على فيلمه "ميستيك ريفر"، فيلمه "تشينجلينغ" (تبديل). وتدور احداث الفيلم في اميركا العشرينات وتجسد فيه انجيلينا جولي دور امرأة مضطربة يتآكلها القلق بعد خطف ابنها.

الى ذلك يستضيف المهرجان مخرجين سبق ان فازوا بسعفة ذهبية امثال اتوم ايغويان مع فيلم "ادوريشن" (عبادة) وفيم فندرز مع فيلم "ذي باليرمو شوتينغ" (لقاء في باليرمو) والشقيقين داردين (فازا بالسعفة الذهبية في 1999 و2005) مع فيلم "صمت لورنا".

الا ان هذه الاسماء الشهيرة تحاذي اسماء جديدة واعدة امثال بريلانتي مندوزا مع فيلمها "سربيس".

ميدل إيست أنلاين في 13 مايو 2008

 
 

يقدم خلطة من أجيال الحرفة السينمائية في دورته الجديدة

مهرجان كان السينمائي في الحادية والستين.. يرفض أن يشيخ

عبد الستار ناجي

أي سحر ذلك الذي يمتلكه مهرجان كان السينمائي الدولي، وأي قدرة على الاستمرارية، وأي تحد حقيقي للشيخوخة، فهذا العرس السينمائي، الذي ستنطلق أعماله في الفترة من (14 - 25) مايو الحالي، يحتفل بدورته الحادية والستين، ورغم ذلك، فإنه يرفض أن يشيخ، ويرفض أن يستسلم لمعادلة التكرار، لأنه يعلم بأن السينما تستمد وجودها من الحياة، ومعادلة الحياة هي التجدد والاستمرارية العامرة بالابتكار والتميز. ورغم أننا لانزال بعيدين بعض الشيء، عن موعد الافتتاح، مساء يوم الأربعاء المقبل، إلا أن مدينة كان تشهد هذه الأيام ازدحاماً ملحوظاً، ولنا أن نتصور، هذه المدينة التي تستلقي على الريفييرا الفرنسية، والتي لا يتجاوز عدد سكانها المئة ألف، ولربما أكثر قليلاً، يصلها دفعة واحدة أكثر من نصف مليون شخص، ورغم ذلك، فإن كان كعادتها تعرف موعدها مع المهرجان، بل انها هيأت نفسها لمثل هذا الملتقى والعرس، ولعله الأكبر والأهم في قائمة مناسباتها واحتفالاتها، كما انه الأهم على خارطة المهرجانات السينمائية الدولية.

ومن خلال هذه القراءة الشاملة، نرصد عدداً من تظاهرات كان لهذا العام.

لجنة التحكيم

لجنة التحكيم لهذا العام، يقودها النجم والمخرج الأميركي النزق شون بين ولعل اختياره لرئاسة لجنة التحكيم، يعني الرهان على معادلات التغيير، فهذا النجم رغم انتمائه إلى هوليوود إلا أنه من الرافضين لمنهجية عملها، ومن الداعين إلى تغيير جميع المعادلات الخاصة بهيمنة الاستديوهات الكبرى على وجه الخصوص.

معه في لجنة التحكيم كل من الممثل والمخرج الايطالي سيرجيو كاستيلتو والممثلة الأميركية (ذات الأصول الاسرائيلية) نتالي بورتمان والمخرج المكسيكي الفونسو كورون والمخرج التايلندي ابشاتونغ وراستكول والممثلة الالمانية اليكسندرا ماريا لارا وأيضاً المخرج العربي (المتفرنس) رشيد بوشارب، وقد تم منذ أيام اضافة اسم المخرجة الايرانية مارجان ساترابي (أخرجت فيلم بيرسيوليس)، مشيرين إلى أن هناك عدداً آخر من اللجان، فلجنة تحكيم الأفلام القصيرة يترأسها المخرج التايواني هيو هيساو هيسنا ومعه في اللجنة المخرجة الدانماركية سوزان بير والممثلة الفرنسية مارينا هفذز ومواطنها اوليفيه اسياس والاميركي لاري كارديش.

ويترأس لجنة تحكيم مسابقة «نظرة ما» التركي الألماني فاتح أكن. ومسابقة الكاميرا الذهبية التي تمنح لأول عمل سينمائي، فقد أسندت رئاستها إلى برونو ديومن وهو مخرج فرنسي.

والمتأمل في تلك الأسماء، يكتشف أن اللجنة المنظمة حريصة أشد الحرص على معادلات التغيير، وتجاوز الصيغ التقليدية في اختيار الأسماء المشاركة، ومثل هذا التجاوز يمنح المهرجان الحيوية والدماء الجديدة.

المسابقة الرسمية

يتنافس على جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي في دورته الحادية والستين، مجموعة من أجيال السينما العالمية.

وكانت اللجنة المنظمة، قد أعلنت في نهاية ابريل الماضي أسماء مجموعة من الأعمال، اضيفت اليها ثلاثة افلام جديدة ودعونا نتعرف على جديد كان لهذا العام. اختارت اللجنة المنظمة التي يقودها جين جاكوب سكرتير عام المهرجان، وتيري فريمو المنسق العام للمهرجان (جيلين مختلفين)، اختار هذا الثنائي 22 فيها تتنافس على مجد كان، فمن تركيا تم اختيار فيلم «القرود الثلاثة» لنوري بليج سبليان ومن بلجيكا يعود الأخوان جان بيير ولوك داراين بفيلمهما الجديد «صمت لورنا» مشيرين إلى أن هذا الثنائي حاصل على جائزة السعفة الذهبية مرتين من ذي قبل وهمها يفكران في الثالثة.

من فرنسا يأتي فيلم «قريباً من نويل» (قريباً من عيد الميلاد) اخراج ارتو ديسبلشين، أما الأميركي المخضرم كلينت ايستوود فيقدم فيلم «التغيير» أما الكندي الأرمني الأصل (ومن مواليد القاهرة) أتوم اغويان فيقدم فيلم «المودة» واري فولمان بفيلم «والتزوباشير» وفيليب جاريل في «حدود لابي» ويقدم مانيو جاروني الايطالي فيلمه المرتقب «جومورا» وهو يعود بالسينما الايطالية الى المسابقة الرسمية بعد غياب سنوات.

وهناك جيازانجكي بفيلم «24 مدينة» ويقدم شالي كومان فيلم «سيدوش» نيويورك، أما ايرم خاو فيقدم «سحري» وتقدم لوكريتا مارتيل فيلم «امرأة بدون رأس» ويقدم بارلينت ماندوزا «دلتا» أنا البرازيلي العائد «والتر ساليس» فهو يشارك دانييلا توماس فيلمها الجديد «خط العبور» وعن حياة تشي غيفارا في فيلم تتجاوز مدته الساعات الأربع بعنوان «شي» يقدمه الاميركي ستيفن جوديربرغ، اما بولو سورنتينو فيقدم ال ديفو وبالو ترابير فيقدم «لبونيرا»، ويعود فيلم ويندر بفيلم «قتال بالريمو»، ومن اميركا جيمس غراي بفيلم «العاشقان» أما آخر الاختيارات الفرنسية فهو بين «الحيطان» لوران كانيه وفرانسوا باغدو.

وخارج المسابقة هناك حفنة افلام واسماء، وفي مقدمتها وودي آلان الذي يقدم «فيكي كرستينا برشلونة» ويقدم كيم جي ون «الطيب والسيئ والحذر»، أما العودة المرتقبة والمنتظرة، فستكون مع ستيفن سبيلبيرغ بفيلم «انديانا جونز» و«مملكة الكرستال».

وضمن العروض الخاصة في منتصف الليل يقدم البوسني أمير كوستاريتسا فيلم «ماردونا» أو (يد الله)، وتعرض جينيفر لينش ودايفيد لينش فيلم «سبرفلاش» وفيلم «المحاسب» لان هونغ جن. وفي اطار العروض الخاصة هناك ستة افلام هي «بعيداً عن الوقت والمدينة» لترانس ديفز، و«شيلسا في الروك» لايبيل فيريرا، و«سنجازو» لماركو توليو جوردانيا أما ونج كاروي فيقدم «رماد الزمن الضائع» وتقدم مارينا ستوفيتش فيلم «رومان بولانسكي: مطلوب».

ويقدم رئيس لجنة التحكيم في عرض خاص له فيلم «الموجة الثالثة» لاليسون تومسون.

ويبقى أن نقول ان فيلم الافتتاح سيكون بعنوان «الحمى» لفرناندو موراليس، أما فيلم الختام، فقد تم اختياره لأسباب عدة ومنها محاولة استرضاء النجم الكبير روبرت دونيرو، حيث سيعرض له فيلم «ماذا حدث الآن؟» من توقيع باري ليفنسون.

ونخلص.. أنها المحطة الأولى.. ولنا في كل يوم محطة.

 

وجهة نظر

شون

عبد الستار ناجي 

اختيار النجم الأميركي شون بين لرئاسة لجنة التحكيم الدولية لمهرجان كان السينمائي الدولي، يعطي دلالة أكيدة، بان الدورة الحالية للمهرجان، ستذهب بعيدا في اختياراتها المتجددة، بالذات على صعيد النتائج.

وقد يبدو الامر سابقا لموعده، فنحن من بداية المهرجان والكل موجود (شون بين) يفتح الباب أمام اجتهاد مشروع للبحث عن التجديد، وتجاوز كل الصيغ التقليدية.

فنحن امام ممثل ومخرج، يعلن وبشكل دائم رفضه الصريح والواضح لهيمنة شركات الانتاج الأميركية الكبرى، ويدين كل لحظة المنهج الذي تمارسه السينما الهوليوودية ضد الآخر مهما كانت هويته.. وجنسيته وثقافته.

يذهب في أخلاقه الى نقاط صعبة وحرجة، يناقش قضايا وموضوعات مثيرة للجدل، يسلط الضوء على لحظات تفجر لدى المشاهد كل مفردات الوعي والتحليل.

ولهذا فإن حضور «شون» على رئاسة لجنة التحكيم، تجعلنا أمام مرحلة جديدة، شكلا ومضمونا، ومنعطفا سيتحدث عنه نقاد العالم، خصوصا في الحفل الختامي، فالسعفة الذهبية ستذهب (حتما) الى نهج... وقيمه... وقضية.

شون لا يجامل، ومن قبله ايضا، مهرجان كان السينمائي القيادي الثنائي جيل جاكسوب وتيري فربمون، فكل منهما، وريث تاريخ سينمائي حافل ومسيرة من الانجازات والالتزام المطلق، والا لما وصل مهرجان كان الى هذه المكانة، وايضا لما وصلا ايضا الى قيادة هذا العرس الكبير.

ما أحوجنا ان ندرس مثل هذه الظواهر الغنية الشامخة، والتعرض لها بالدراسة والتحليل، وتقديم صيغ متجددة لجمهور السينما وعشاقها، بدلا من الانشغال بهذا الكم الكبير من الاعمال الهامشية التي تسرق وقتنا... ومالنا... دون ان تضيف الى وعينا.

ما أحوج شركة السينما الوطنية الكويتية لان تفتح الأبواب على مصراعيها امام اختيارات فنية تتجاوز ما تدفع به ستديوهات هوليوود، الى الشركات المستقلة والسينما الاوروبية والايرانية الجديدة.

وعلى المحبة نلتقي

النهار الكويتية في 13 مايو 2008

 وجهة نظر

«كان»

عبد الستار ناجي 

وصلت البارحة مدينة «كان» الفرنسية، التي تستعد لاستقبال عرسها السينمائي الدولي، في دورته الحادية والستين، ورغم ان المهرجان تنطلق أعماله مساء الغد، إلا ان المدينة راحت ترتدي حلة وكأنها في موسم عرسها.. وفرحها.. كيف لا.. وهو عيد السينما العالمية؟!

أسأل د. ماجدة واصف - مديرة مهرجان السينما العربية في باريس ومديرة السينما في معهد العالم العربي في باريس ومسؤولة الصحافة العربية في مهرجان كان «هذا العام» عن الحضور العربي، فترد قائلة: مهرجان كان فتح ذراعيه وأبوابه لاستقبال جميع الأعمال، ومن بينها الأعمال العربية، تم مشاهدة كم كبير من الأعمال، وعلى المستوى العربي، تم ارسال «حفنة» أعمال من أنحاء العالم العربي، واستطيع ان أقول ان المشاركات هذا العام ايجابية فيلمان فلسطيني ولبناني تظاهرة - «نظرة ما»-، وفيلم جزائري في أسبوع المخرجين والمخرج الجزائري الأصل رشيد بوشاري ضمن لجنة التحكيم.

وتشير الى ان إدارة مهرجان «كان» تلقت من العالم العربي أكثر من 40 فيلماً متفاوتة المستوى، ولكن الخيارات لم تتجاوز الثلاثة أفلام.

هذه قرارات مهرجان «كان»، حيث لا مجاملات، ولا اختراقات للجان المشاهدة والاختيار.

ومثل هكذا تجربة، تجعلنا نتعرف عن قرب، على المستوى الذي تعيشه صناعة السينما في العالم العربي، والتي ذهبت الى فضاءات بعيدة عن الفن.. والانسان.. والابداع.. والقضايا المحورية.. فكان الحفل.

ما أحوجنا ان نتعلم من تلك الدروس الكثير، خصوصاً هي تأتي من الحدث السينمائي الأهم في العالم.

وعلى المحبة نلتقي.

annahar@annaharkw.com

النهار الكويتية في 12 مايو 2008

 
 

مهرجان «كان» يبدأ دورته الـ61 مساء اليوم:

لبنان وغيفارا والافتتاح لصاحب نوبل

كان (جنوب فرنسا) – ابراهيم العريس

كم يبدو مضحكاً ذلك الناقد الفرنسي الذي تذكر فجأة ان ثمة في الأفق جو «أيار 68» النضالي التقدمي، فوقف محتجاً حين قيل له ان فيلم الافتتاح سيكون «العمى». وقال: «فيلم أميركي آخر لافتتاح المهرجان». لاحقاً حين عرف ان الفيلم ليس اميركياً ولا يحزنون ابتسم مرحباً. كثر غيره اعتقدوا الأمر نفسه قبل أن يتبين لهم ان «العمى» فيلم عن رواية برتغالية (لصاحب نوبل خوسيه ساراماغو)، لمخرج مكسيكي ومن بطولة فنانين آتين من شتى اللغات والبلدان.

لمرة إذن، تسري كوزموبوليتية «كان» على افتتاحه الذي يعلن مساء اليوم انطلاق فعاليات ايام المهرجان. للوهلة الأولى خيل لكثر ان السياسة لن تكون حاضرة بقوة أو في شكل مباشر على الأقل. ولكن منذ الآن يمكن القول ان أحداث لبنان الدامية فرضت نفسها. إذ ما أن تنتبه الناس هنا الى انك لبناني، حتى تنهال عليك الأسئلة القلقة. في هذا الإطار، لعبت الصدفة دوراً اضافياً، إذ من السينمات العربية لا تحضر في هذه الدورة سوى ثلاثة أفلام اثنان منها يتحدثان مباشرة عن «حروب لبنان»، فيما الثالث فلسطيني يتحدث عن القهر الفلسطيني الذي لا يبعد هو الآخر عن الحروب اللبنانية. فإذا كانت حرب «تموز 2006» حاضرة من خلال فيلم اللبنانيين حاجي توما/ جريج، وفي فيلمهما هذا «بدي شوف» بخاصة من خلال كاترين دونوف، فإن حرب الغزو الإسرائيلي العام 1982، حاضرة من خلال الفيلم الإسرائيلي/ الفرنسي «فالز مع بشير» المتحدث عن ذكريات مخرجه آري فولمان حول أحداث صبرا وشاتيلا. أما الفيلم الفلسطيني، الذي بدأ منذ الآن يستقطب الاهتمام بغزة وما يدور فيها، فإنه يربط المسارين والمصيرين (اللبناني والفلسطيني) في بوتقة المهرجان.

طبعاً لا يعني هذا ان الدمار الجديد للبنان سيشغل بال المهرجانيين طوال الوقت. فهناك في «كان»، ومنذ مساء اليوم، زحام سينمائي حقيقي يمتلئ بكبار السينمائيين وبالأفلام التي باتت تقول ان السينما المستقلة – بما فيها خصوصاً السينما الأميركية المستقلة – تكاد تصبح جزءاً اساسياً مما هو سائد في سينما اليوم. وهنا في «كان» على رغم ان اليافطات الإعلانية الصاخبة التي تملأ الجدران والأعمدة وواجهات الفنادق، هي للأفلام الجماهيرية المليئة بالعنف والجنس والبطولات الخارقة، فإن الصالات وأفلامها تجعل السينمائي يحسب وكأنه في «سانداس» (مهرجان السينما الأميركية المستقلة الأول)، ما يشي بأن أموراً كثيرة تتبدل في ملكوت الفن السابع. وبالتأكيد فإن نجومية وودي آلن وكلينت ايستوود والأخوين داردين وتشارلي كوفمان وكوستوريتسا وسودربرغ وعشرات غيرهم من طليعي الإبداع السينمائي في عالم اليوم، سوى خير دليل على هذا.

منذ اليوم، وقبل ساعات على الافتتاح، من الواضح ان الجمهور «الكاني» العريض ينتظر وودي وأصحابه، أكثر كثيراً مما ينتظر شارون ستون أو مادونا او حتى سكارليت جوهانسون أو هاريسون فورد. في «كان» المخرجون هم الملوك، وأفلامهم هي تاج المهرجان. أما الباقي فألوان وصخب وموسيقى ذات ضجيج. وفي انتظار تفريق لجنة تحكيم شين بن بينها، يقول الناقد الفرنسي الصديق، إذ يطمئن الى ان فيلم الافتتاح ليس «اميركياً امبريالياً»، ان السينما تتغير كثيراً، ومنذ سنوات أوصلت الى ذروة اليوم... وإن هذا التغير يسير نحو الأفضل. ترى هل ثمة، حقاً، تغيير افضل من ذاك الذي يجعل الافتتاح لفيلم مأخوذ عن رواية فاز صاحبها – وعنها تحديداً – بجائزة نوبل. وعرف مخرجه تحديداً عبر فيلم برازيلي هو «مدينة الله». وهل ثمة، حقاً، تغيير افضل من ان يكون الفيلم المنتظر أكثر من غيره في «كان» هو فيلم أميركي – هوليوودي يعيد الاعتبار الى تشي غيفارا؟

مساء اليوم، وسط صخب الحديث عن لبنان وحروبه وأحزانه، تنطلق إذن أول دورة لـ «كان» بعد أعوامه الستين الأولى، ببرنامج يقول: السينما في خير طمئنونا عنكم.

الحياة اللندنية في 14 مايو 2008

 
 

الافتتاح اليوم وسط إجراءات أمنية مشددة

«أنديانا جونز» حديث مهرجان كان السينمائي الدولي

عبد الستار ناجي

يفتتح مساء اليوم الأربعاء الرابع عشر من مايو، في مدينة كان الفرنسية مهرجان كان السينمائي الدولي، في دورته الحادية والستين وقد تم اختيار فيلم «العمى» ليحظى بشرف الافتتاح وهو انجاز وشرف رفيع، ورغم تلك المكانة المرتقبة إلا ان الانظار تتجه لفيلم «أنديانا جونز ومملكة الجمجمة البلورية» من توقيع ستيفن سبيلبرغ الذي يأتي مقرنا بحملة اعلامية تتجاوز حتى الحملات الرئاسية لكثير من دول العالم.

وقبل ان نذهب للحديث عن «أنديانا جونز» نشير الى ان فيلم الافتتاح «العمى» من توقيع المخرج البرازيلي فيرناندو ميريليس وذلك احتفاء بالسينما القادمة من أميركا الجنوبية رغم ان الفيلم ناطق بالانكليزية، ومن بطولة النجمة الأميركية جوليان مور وتدور احداث الفيلم في مدينة وهمية تصاب بوباء فقدان البصر، وتبقى امرأة لوحدها في مواجهة تلك الآفة القاتلة.

مع جوليان مور في الفيلم النجم المكسيكي الجميل يانيل غارسيا برنيل وايضاً الممثل الأسمر داني جلوفر ومارك رافيلو.

ونعود الى مدينة كان التي تعيش منذ يوم وسط ظروف مناخية متقلبة فمن الرياح الشديدة الى الغيوم الى الشمس المشرقة وايضاً اجراءات امنية مشددة، فالدخول الى قصر المهرجان وسط تلك الطوابير من الاعلاميين والصحافيين والموزعين والمنتجين والنجوم يتطلب الكثير من الوقت ومثل هذه الاجراءات تشهد عاماً بعد آخر مزيداً من التعقيد ومزيداً من الاجراءات لحفظ أمن وسلامة ضيوف أهم المهرجانات في العالم.

وكعادتها ارتدت مدينة كان الفرنسية اجمل حللها حيث ازدان قصر المهرجانات ببوستر ضخم عن بداية عام «الصورة» في حين احتلت اعلانات فيلم «أنديانا جونز» واجهة فندق الكارلتون وهو أكبر الفنادق وأفخمها على الكوت دي زور وشارع الكروازيت.

وليس بعيداً عن الكارلتون وفي زاوية كافيه رويال مقابل فندق فوجا هيلتون ارتفعت اعلانات فيلم «ليالي البيبي دول» مع صور نجوم الفيلم ومن بينهم ليلى علوي وجميل راتب ومحمود حميدة والفيلم من انتاج جود نيوز «عماد الدين أديب» الذي وصل الى كان قادماً من باريس مع فريق عمل الفيلم بكامله.

ونعود مجدداً، الى حديث كان وحديث عشاق السينما في العالم، ونعني «أنديانا جونز ومملكة الجمجمة البلورية» الذي يحمل توقيع ستيفن سبيلبرغ وانتاج صديقه جورج لوكاس «مخرج سلسلة أفلام حرب النجوم» ومن بطولة النجم هاريسون فورد وكان هذا الثلاثي قد تعاون في تحقيق اعمال عدة من هذه السلسلة ومنها «أنديانا جونز ومغيرو التابوت المفقود والحملة الأخيرة ومعبد القدر» وتم الاعلان ان يوم 21 مايو سيكون موعداً لاطلاق الفيلم في فرنسا ومهرجان كان السينمائي سيكون صاحب السبق في اطلاق وعودة هذا الفيلم بعد 22 عاماً من التوقف لاسباب عدة من بينها عدم افتتاح سبيلبرغ بأكثر من 30 نصاً وسيناريو عرضت عليه وهكذا الأمر بالنسبة للوكاس وفورد.

وفي الفيلم رحلة في عالم من المغامرات الخصبة يقودها أنديانا جونز الذي كان اسمه في النص الأصلي أنديانا سميث إلا أن سبيلبرغ وجد ان الأسم قريب الشبه من اسم نيفادا سميث الذي قام ببطولته الراحل ستيف ماكوين ولهذا تم التغيير فكان النجاح والانتشار.

وبعد ان كنا شاهدنا أنديانا ووالده ونعني هاريسون فورد وشون كونري في الجزء الأول نشاهد في الجزء الجديد هاريسون فورد وابنه شي لابوف الذي يقوم بدور ابن فورد في الفيلم ويجسد شخصية ويليامز.

ونشير هنا الى ان الاطلالة الأولى على مدينة كان هذه الأيام تجعل المتابع العادي يعتقد أن كان ومهرجانها يحتفلان بانديانا جونز وليس بعرس السينما العالمية، ومثل هذا الأمر يجسد مساحة الهيمنة التي تتمتع بها السينما الأميركية وسطوة الاستديوهات الكبرى في أميركا بل في أنحاء العالم.

والمعروف ان الدورة الحادية والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي تنطلق اعمالها في الفترة من 14 الى 25 مايو ويترأس لجنة التحكيم الدولية النجم والمخرج الأميركي شون بين وشارك في عضوية اللجنة عدد بارز من النجوم والمبدعين بينهم المخرج الجزائري الفرنسي رشيد بوشارب.

ونخلص..

«كان» النجوم والفن السابع تغرق في الاجراءات الأمنية وأنديانا جونز في كل مكان. 

بينها الجزائري الأصل رشيد بوشارب

لجنة تحكيم مهرجان كان يقودها أميركي نزق

عبد الستار ناجي 

حينما أعلن سكرتير عام مهرجان كان السينمائي جيل جاكوب في يناير من العام الحالي عن اسم رئيس لجنة التحكيم للدورة الحادية والستين التي ستنطلق اعمالها في الرابع عشر من مايو الحالي يومها خرجت الكثير من التحليلات التي تشير الى نوعية المواجهة التي سيقودها ذلك الرئيس ونعني الممثل والمخرج الأميركي النزق شون بين والذي شارك لاحقاً وبشكل شخصي في اختيار عدد من الأسماء لتلتحق بمجموعته القتالية لتأسيس مرحلة جديدة من الاختيارات وبالتالي من ذوق المشاهد في العالم والفوز في مهرجان كان، يعني التأسيس لمنهج والتأكيد عليه وايضاً فتح الباب امامه للانطلاق في ظل الزخم الإعلامي الكبير، مشيرين الى ان اللجنة المنظمة للمهرجان توقعت ان يتجاوز عدد الصحافيين والنقاد والإعلاميين هذا العام السبعة آلاف مشارك بين الصحافة المقروءة والمرئية والمسموعة فكيف سيكون حال هذا الفيلم أو ذاك إذا ما كتب عنه بشكل ايجابي أو فاز بسعفة كان الذهبية.

ونعود للجنة التحكيم وبالذات لاسم شون بين والذين يعرفون هذا النجم المشاكس يعلمون جيداً نوعية الاتجاهات التي يذهب إليها بدايته تعود لليوم الذي قرر فيه ان يتزوج من المطربة «مادونا» ويومها كانت اخبار خلافاتهما تتجاوز عدد اغانيها وأفلامها وهو بتلك البداية كان يعلن عن شخصيته المزاجية وطبعه العصبي وحدة تصرفاته، أما على صعيد الأفلام فهو يذهب بعيداً في اختياراته المثيرة للجدل، ولعل ابرزها دوره في فيلم ميت يمشي والذي حصده يومها عنه أوسكار افضل ممثل وفي رصيده كم من الأعمال التي تتحرك في اتجاهات تصب دائماً في مقدرتها على اشارة الجدل.

والحديث عن شون بين يطول فنحن أمام نجم «ممثل ومخرج» يميل الى التجديد ويراهن على كل مفردات الانعتاق من كل ما هو تقليدي ودارج ومستهلك وكان تريد مثل هذه الشخصية التي تراهن على التجديد لان السينما دون التجديد ستجد نفسها في طريق مسدود وتنتهي كصناعة وكان لا يريد لهذه الصناعة وأهلها ومبدعيها ان تنتهي بل تتواصل وتتطور وتزدهر.

مع شون بين الممثل والمخرج الايطالي سيرجيو كاستيلتو الذي اقترن اسمه بالمبدعين الكبار في السينما الإيطالية والأوروبية بوجه عام نجم لا يؤمن بالاختيارات السهلة والحلول المعروفة واذا كنا نفتقد في السينما التي نشاهدها في العالم في ظل هيمنة حضور السينما الأميركية والهندية والمصرية هو عدم الانفتاح على سينمائيات اخرى ومنها الايطالية العامرة بالأسماء والمبدعين الكبار.

ومن بين اعضاء لجنة التحكيم تأتي النجمة الشابة نتالي بورتمان وهي اسرائيلية اميركية عرفت عالمياً من خلال سلسلة «حرب النجوم» ولها العديد من الاعمال والشخصيات المهمة في العام الماضي قدمت في حفل الافتتاح فيلم «الليالي الغبية» مع المخرج الصيني كاروي يونغ وهي تتحدث وبطلاقة بأكثر من خمس لغات ومن بينها العربية طبعاً «لأنها تعيش بين اسرائيل ولوس انجلس» وهي من أبرز المنادين بالحوار والدعوة للسلام وترتبط بعدد من المنظمات الاجتماعية الداعية للسلام بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي.

في لجنة التحكيم هناك ايضاً المخرج المكسيكي الفونسو كورون والمخرج التايلندي ابشا تونغ وراسنكول والممثلة الالمانية ماريا لارا.

وأيضاً الرائع رشيد بوشارب وهو فرنسي من أصول جزائرية قدم العديد من الاعمال السينمائية المهمة وأخرها فيلم «البلديون» الذي قدمه منذ عامين في مهرجان كان السينمائي وفاز عنه فريق التمثيل بجائزة احسن ممثل ومنهم «رشيدي زيم وسامي بوعجيلة وجمال دبوز وكم نتمنى ان تتاح الفرصة للمشاهد العربي بمشاهدة هذا الفيلم الجميل الذي يرصد دور العرب والافارقة في تحرير مدينة الاخراس ابان الاحتلال النازي لفرنسا.

وفي لجنة التحكيم لا يمكن تجاوز المخرجة الايرانية الشابة مارجان ساترابي التي حققت ظهوراً لامعاً في العام الماضي من خلال فيلمها الجميل «برسيبوليس» وهو فيلم كارتوني روت من خلاله حكاية طفولتها وانتقالها من ايران مع بداية الثورة التي قادها الخميني وسفرها الى باريس للدراسة ثم عودتها للعيش في طهران والانتقال لاحقاً الى فرنسا للاقامة وبشكل نهائي والتخصص في الافلام الكارتونية الساخرة والفيلم استعان بالبطولة الصوتية للنجمة الفرنسية القديرة كاترين دبتوف وابنتها كيارا ماستروياتي وزوجها النجم الايطالي الراحل مارسيلو ماستروياتي.

ولا نريد ان نطيل...

فتلك الأسماء وقائدها هي كيفية التغيير في مهرجان كان وايضاً نتائجه.

وهذا ما سيتأكد في مساء يوم 25 مايو الحالي.  

 نجمات يضئن ليالي مهرجان كان السينمائي

عبد الستار ناجي  

يتوقع ان تشهد مدينة كان الفرنسية، ازدحاما لاكبر عدد من نجمات السينما العالمية، للمشاركة في فعاليات الدورة الحادية والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي، ومن ابرز الحاضرات الاميركية سكارليت جوهانسون والتي كانت قد حضرت من ذي قبل عدة مرات، اخرها مع وودي آلان في فيله «نقطة المباراة» وتحضر هذا العام مجددا مع آلان في فيلمها «فيكي كرستينا برشلونة». اما انجلينا جولي، والتي باتت تقيم في جنوب فرنسا مع زوجها براد بيت بانتظار موعد ولادتها، فإنها ستقدم هذا العام فيلم «التغيير»، وكانت قد قدمت في العام الماضي «القلب الرحيم» مع المخرج مايكل بنتربوتوم سيعرض لها خارج المسابقة ايضا فيلم «كونج فو باندا».

اما الجميلة الايطالية مونيكا بيلوتش، فتجدد حضورها هذا العام، ففي عام 2002 قدمت فيلم «الغير قابل للاعادة» ثم «ماتريكس» وفي هذا العام تقدم «سانجوبازو» مع المخرج توليو جوردانا.

الاسبانية بينلوبي كروز، شبة الحاضرة دائما، وحضورها هذه المرة، لن يكون مع صديقها المخرج بدرو المودفار والذي فازت معه عام «2006» بجائزة افضل ممثلة ولكن حضورها هذا العام مع الاميركي وودي الان في فيلم «فيكي كرستينا برشلونة»

المصادر المقربة من ادارة المهرجان، تؤكد حضور المطربة الشعبية مادونا، التي سيعرض لها فيلم طويل بعنوان «القدر والمصير» والذي يتزامن مع اطلاق البومها الجديد «هارد كاندي».

وكانت مادونا قد حضرت عام 1991 في فيلم «في الفراش مع مادونا». ومن الحاضرات هذا العام ايضا النجمة والموديل ميليا جوفوش التي عرفت عالميا من هنا من كان في عام 1997 حينما قدمت فيلم «العنصر الخامس» مع المخرج لوبيسون وتحضر هذا العام بدور قصير وبفيلم كبير هو «موعد في باليرمو» اخراج الالماني فيم ويندر. ونقول.. انها الايام الاولى.. فكان دائما عامر بالنجوم والنجمات. 

وجهة نظر

الصديق

عبد الستار ناجي 

إلا من يسأل اين خالد الصديق؟

لدينا عشرات الابار من البترول، ومئات الشركات، ومثلها من المؤسسات، وغيرها من المرافق، ولكن لدينا خالد الصديق واحد، الذي استطاع ان يدخل الكويت الى ذاكرة السينما العالمية من خلال فيلمه الرائع، «بس يا بحر» وبمناسبة مهرجان كان السينمائي الدولي، اتذكر جيداً، اطلالته الاولى، حينما حمل «بس يا بحر» الى تظاهرة اسبوع المخرجين في مهرجان كان، ويومها رفرف علم الكويت على قصر المهرجانات في كان، وتم الاحتفاء بالصديق وبميلاد السينما الكويتية ومن هنا طاف الفيلم عشرات المهرجانات حاصدا الجوائز والشهرة والترحيب.

وبعد مرور اكثر من ثلاثة عقود ونيف من الزمان، الا من يسأل عن ابن الكويت خالد الصديق - وعن حال السينما الكويتية.

الا من يكلف نفسه بالاطمئنان على مبدع - لم يجد في الكويت من يمد له يد العون، فكان ان اضطر للعمل في عدد من بقاع المعمورة، ومن بينها السودان (عرس الزين) والهند وايطاليا (شاهين).

اعلم جيدا، أن الصديق ظل ينتظر ساعات، وايام، واسابيع، واشهر، وسنوات على ابواب جملة وزراء الاعلام، ولكن لا شيء، سوى وعود و«ما يصير الا خاطرك طيب».

والنتيجة، لم تتحقق الوعود، ولم يصر خاطر الصديق طيباً.

اليوم اتذكر الصديق والسينما الكويتية وايضا اسهامات الفنان هاشم محمد الشخص من خلال فيلم «الصمت» وانا اشاهد الاعلام تزين قصر المهرجانات، ويظل الامل في ان يعود العلم الكويتي ليرفرف مجدداً، شاهدا على ارادة القرار.. وتحدي الابناء.. وعزيمتهم.. فمتى يأتي ذلك اليوم، ومتى تلمع عدسات المصورين في استقبال مبدعينا هنا في كان.

اسئلة نسوقها للذين يعنيهم الامر.

وعلى المحبة نلتقي

annahar@annaharkw.com

النهار الكويتية في 14 مايو 2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)