كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مشاركة فرنسية في مسابقة مهرجان «كان»

«حكاية عيد الميلاد» خيبة سينمائية كبيرة

عبد الستار ناجي

مهرجان كان السينمائي الدولي الحادي والستون

   
 
 
 
 

اختيارات مهرجان كان السينمائي في غاية الصعوبة، ولكن قدر مهرجان كان، شيء من المعاناة مع السينما الفرنسية حيث الاختيارات في غاية الصعوبة، ولابد من عملين أو ثلاثة تمثل السينما الفرنسية في مهرجان كان. ومن بين تلك الخيارات ما هو دون المستوى، بل وبعيد عن المستوى المطلوب. وقد مثل فرنسا في الدورة الحادية والستين لمهرجان كان السينمائي فيلم «حكاية عيد الميلاد» من توقيع أرنود سيلاشين ومن بطولة حفنة من نجوم السينما الفرنسية تتقدمهم النجمة القديرة كاترين دينوف ومعها جان بيير روسولين وكيارا ماستروياني وأني كونسيني وماثيو المريك.. كل هذه الأسماء اجتمعت من أجل حكاية متداخلة، ازدحمت بالوجوه والشخصيات، وأسرة تحمل خللا في الجينات.

الأب (ابيل) تزوج من الجميلة جوان (كاترين دينوف) أنجبت له ولداً وابنة ثم ابنا آخر، يعانون من أمراض وراثية نادرة، تنقلهم من الحالات النفسية وبسرعة وحدة، من لم يمت في مرحلة الطفولة، يحمل معه مرضا ومعاناة.

يتم تحديد موعد للقاء جميع أفراد الأسرة، في احتفالات عيد الميلاد، بالقرب من نهاية العام لكل منهم، يحضر الأبناء والأحفاد مشبعين بأمراضهم ومعاناتهم، وأيضاً خلافاتهم التي توارثوها جيلا بعد آخر.

الابن الأكبر هنري، هو الأكثر مرضاً، واقتراباً من نهايته، وهذا الأمر بالنسبة لابن الابنة الكبرى، وعلى الجدين (ابيل جوان) تحمل تبعيات وملابسات تلك الأيام.

انهم يعلمون جيداً، بأن النهاية قادمة، ولكن عليهم أن يزرعوا الأمل، وان عملوا على زيادة حجم تلك الأسرة، التي تظل منذورة للمعاناة والألم الجسدي والنفسي.

وفي خط متواز، فرص المشاكل الاجتماعية لكل شخصية، الابنة الكبرى تعاني من الوحدة وظروف ابنها المريض، والابن الأكبر أعزب يحمل معه صديقته الجديدة، وهي يهودية وتجد نفسها وكأنها غريبة في احتفالات أسرة مسيحية، وهكذا، كمية من اللغو.. واللغو.. واللغو.

وأيضاً كمية من الشخصيات والأحداث والصور التي يمكن اقتطاع أي منها، دون الإخلال بمسيرة الحدث الدرامي.

وتمضي مسيرة الفيلم، على مدى ساعتين ونصف، من الأحداث التي لا تعمق الشخصيات، بل تجعلها تذوب متداخلة متشابكة ومتقاطعة، حتى أنه يمكن استثناء بعض الشخصيات وبترها، دون أي تغيير.

فيلم يدرج ضمن الخيبات الكبرى، وهذا ما انعكس على المؤتمر الصحافي للفيلم الذي حضره نجوم الفيلم الذين راحوا يعيشون حالة من الدفاع من كمية الهجوم والأسئلة التي تمزج النقد بشيء من السخرية، رغم حضور كاترين دينوف. مشيرين إلى أن المخرج أرنو سيلاشين، قدم من ذي قبل العديد من الأعمال السينمائية الكبيرة، بل انه تعود أن يحط رحاله في مهرجان كان السينمائي، ومن أبرز أعماله «ملك وملكة» 2007، و«الصديق» 2007، «اللعب برفقة رجل» 2003، «استرخان»، وقد عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، من بطولة ايمانويل ديفو التي تقوم في هذا الفيلم بدور صديقة الابن الأكبر اليهودية، وهي في جملة أعمالها تقدم دور السيدة اليهودية.

أما النجمة كاترين دينوف، فرغم تقديمها لدور الجدة، فإنها لاتزال تمتلك تلك الطلة الجميلة، وذلك الجمال الآخاذ، والحضور.. ولكن ماذا عليها أن تفعل في فيلم يزدحم باللغو والكلمات والجمل التي تتواصل وبسرعة كبيرة، يصعب معها تقطيع المشاهد، بل ان المشاهد يعتقد في بعض اللحظات، أنه أمام حفل اذاعي.

«حكاية عيد الميلاد» إحدى السقطات الكبرى للسينما الفرنسية رغم وجود (حفنة) من النجوم الكبار، كما أن الفيلم يمثل «خللا» صريحا في اختيارات الثنائي جيل جاكوب وتيري فريمون للمسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي.

annahar@annaharkw.com 

براد وأنجلينا: نعشق فرنسا

عبد الستار ناجي

أكد النجم الاميركي براد بيث وزوجته أنجلينا جولي، بمناسبة حضورهما العرض الاول للفيلم الكارتوني «كونغ فو باندا» انهما «يعشقان فرنسا»، بل انهما تحدثا للصحافيين وبصوت مشترك، وباللغة الفرنسية... نحب فرنسا والجدير بالذكر ان الثنائي بيث وجولي، قاما بنقل مقر اقامتهما من لوس انجلس الى جنوب فرنسا، حيث قاما بشراء قصر في الجنوب، بالقرب من مدينة «كان» الفرنسية، بانتظار ان تضع أنجلينا مولودها الجديد، وكي يبقيا بعيدا عن ضجيح الصحافة والاعلام الأميركي الذي يظل يحاصر تحركاتهما.

وقد تعود الثنائي براد وأنجلينا التواجد للمشاركة في فعاليات مهرجان «كان» السينمائي الدولي، على مدى السنوات الخمس الماضية.

وكان آخر حضور لأنجلينا مع فيلم «القلب الرحيم» في العام الماضي، والذي عرض خارج المسابقة الرسمية، في حين قدم براد فيلم «الفن فورتين» خارج المسابقة بمشاركة صديقة النجم جورج كلوني، ومن قبله بعامين قدم فيلم «تروي» في حفل افتتاح مهرجان «كان» السينمائي.

ضمن جدول اعمالهما، كما اشارت مصادر صحافية مرافقة لهما، انهما سيقومان بزيارة الشرق الاوسط، وبالذات منطقة دارفور وذلك بعد ثلاثة اسابيع فقط من انجابها في يوليو المقبل. 

الأردن حاضرة بقوة في مهرجان «كان»

عبد الستار ناجي

للمرة الأولى في تاريخ مهرجان «كان» السينمائي الدولي، تحضر المملكة الاردنية الهاشمية وبقوة، في سوق الفيلم الدولية، من خلال جناح خاص، مقرون بعدد من المشاريع السينمائية الجديدة، التي سيتم انتاجها في عدد من المواقع في المملكة الاردنية الهاشمية. من بينها فيلم «المتحول 2» من انتاج ستوديوهات برامونت ودريموريكس، وهذا الفيلم يتم انتاجه بالتعاون مع الهيئة الملكية الاردنية، والتي باتت تشرف على تحقيق عدد من الانتاجات السينمائية المهمة. وضمن المشاريع التي أعلن عنها، والتي سيتم تصويرها في الاردن، هنالك فيلم «الفريق أي» من انتاج ستديوهات فوكس الأميركية. والمعروف ان الاردن، ظلت وعلى مدى عقود عدة موقعا متميزا لانتاج وتصوير مجموعة مهمة من الاعمال السينمائية من بينها «لورنس العرب» اخراج دايفيدلين. و«انديانا جونز» اخراج ستيفن سبيلبرغ وبطولة هاريسون فورد وشون كونري. كما صدر اخيرا هناك فيلم «معركة من اجل حديثه» اخراج بريان دي بالما. كما تشير مصادر الفريق المشارك في المهرجان، ان المملكة الاردنية بصدد التحضير لمهرجان سينمائي جديد، من المتوقع ان يتم الاعلان عنه في مطلع العام المقبل، وربما في الدورة المقبلة من مهرجان «كان» السينمائي، حيث سيتم التنسيق مع عدد من كبريات المهرجانات الدولية. هذا وشهد الاردن حاليا التحضيرات لاقامة ستديوهات عدة حديثة، تلبي الطلب المتزايد عالميا وعربيا لتصوير مجموعة من الاعمال السينمائية في مناطق متعددة من الاردن الذي يمتاز بتباين تضاريسه، حيث الصحراء والبحر والجبل وايضا الموزاييك الثقافي المتعدد.

وكان الفيلم الروائي الاردني الاول «كابتن ابو رائد» قد فاز بجوائز عدة في مهرجانات «أخرى» ودبي السينمائي الدولي.

النهار الكويتية في 18 مايو 2008

 
 

«إنديانا جونز» يربح مليار دولار

كان: عبد الستار ناجي ومحمد الظاهري

اعلن في مهرجان كان السينمائي الدولي أنه من المتوقع أن يحصد الفيلم الجديد من مسلسل انديانا جونز مبلغا يتجاوز المليار دولار. جاء ذلك قبيل ساعات قليلة من اطلاق الفيلم الجديد الذي يحمل عنوان «انديانا جونز ومملكة الجمجمة الكريستال».

وأعلن أيضا عن أن الفيلم تم بيعه الى (69) دولة دفعة واحدة، وحددت له الايام المقبلة كي يعرض في جميع تلك الاسواق وفي اوقات متقاربة جدا.

هذا وسيجري العرض الاول للحلقة الجديدة من مسلسل انديانا جونز، في مدينة كان الفرنسية، وضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، وبحضور نجوم الفيلم، حيث يتقدمهم المخرج ستيفن سبيلبرغ والمنتج جورج موكاس والنجم الكبير هاريسون فورد، الذي يعود لهذه السلسلة بعد انقطاع تجاوز العشرين عاما.

ويمثل الفيلم تجربة جديدة من افلام المغامرات على الطريقة الهوليوودية. وقد بادرت الشركة المنتجة الى انتهاج أسلوب تضمن وفقه اعادة الأجزاء السابقة في اكثر من (100) محطة في انحاء العالم من اجل اعادة العلاقة، بين الاجيال الجديدة التي لم تشاهد تلك الاجزاء من قبل، وهو منهج احترافي رفيع المستوى، عمل اولا على تسويق الاجزاء السابقة وايضا فتح الابواب على مصراعيها امام الفيلم الجديد ليصل الى الجماهير معتمدا على حرفية اعلامية واعلانية عالية المستوى.

وكان فريق عمل الفيلم قد وصل الى كان ولمدة (48) ساعة فقط، كي يقدم خلالها (4) عروض للفيلم ويشارك في مؤتمر صحافي في قاعة السفراء في قصر المهرجانات، والمشاركة في احتفالية خاصة، تم توجيه الدعوة اليها باشتراطات امنية عالية المستوى، لوجود اكبر حشد من نجوم السينما الاميركية.

* رومانسية وودي آلن

يضفي وودي آلن مسحة من الخفة والفكاهة على مهرجان «كان» السبت بفيلمه الاخير «فيكي كريستينا برشلونة» وهو كوميديا ساخرة تتنافس فيها سكارلت جوهانسون وبينيلوب كروز للفوز بقلب عاشق فاتن يجسده خافيير برديم.

وهي عاشر مشاركة للمخرج النيويوركي وودي آلن (72 عاما) خارج المسابقة الرسمية لمهرجان كان حيث سيطأ البساط الاحمر مساء اليوم مع نجوم فيلمه.

وبعد ثلاثيته اللندنية «ماتش بوينت» و«سكوب» و«حلم كساندرا»، نصب وودي آلن كاميرته في برشلونة بدعوة من منتج محلي لتصوير هذه القصة الخيالية التي تجمع نجمته سكارلت جوهانسن والنجمين الاسبانيين كروز وبرديم اللذين انتقلا الى هوليوود.

ويدخل الفيلم مباشرة في صلب الموضوع من خلال صوت صديقتين شابتين اميركيتين هما فيكي الرصينة (ريبيكا هول) وكريستينا المتقدة (سكارلت جوهانسن) يمضيان الصيف في العاصمة الكاتالونية.

* كاترين دينوف تحضر افتتاح فيلم «بدي اشوف» اللبناني

تواصل الأعمال اللبنانية حضورها المتميز في فعاليات مهرجان «كان» السينمائي، فبعد ان حظي فلم نادين لبكي في دورة العام الفائت بتغطية واسعة، ولقي حينها ردود أفعال إيجابية، وذلك ضمن برنامج «أسبوع المخرجين»، عرض يوم أول من أمس وضمن تظاهرة «نظرة ما»، التي تأتي بعد المسابقة الرسمية من حيث الأهمية، عُرض فيلم المخرجين اللبنانيين خليل جريح وجوانا الحاج «بدي شوف». والفيلم هو التجربة الإخراجية الطويلة الأولى للمخرجين بعد عدة أفلام قصيرة متميزة، أهمها فلم «رماد»، الذي عرض في عدد من المهرجانات قبل خمس سنوات. وشاركت في هذا الفيلم الممثلة الفرنسية الشهيرة كاترين دينوف، وهو فيلم تأملي حول الحرب اللبنانية الإسرائيلية عام 2006 وآثارها النفسية والاجتماعية والعاطفية على المجتمع اللبناني. وتجدر الإشارة إلى أن النزاع القائم في لبنان هذه الأيام القى بظلاله على ارض المهرجان، حيث شهد غياب عدد كبير من المخرجين والمنتجين والصحافيين السينمائيين اللبنانيين جراء إغلاق مطار بيروت والميناء البحري، وصعوبة الانتقال عبر البر إلى بلد يمكن من خلاله الوصول إلى فرنسا. مما اضطر المخرجة نادين لبكي التي كان من المفترض أن تحضر بعض الفعاليات الخاصة وان تتسلم وسام شرف من وزير الثقافة الفرنسي إلى البقاء في بيروت على أمل إيجاد مخرج. كما أن الحفل الافتتاحي الذي كان مقررا أن يقام بمناسبة عرض فيلم جورجي وحاجي قد ألغي لغياب عدد كبير من طاقمه. وبمناسبة افتتاح الفيلم قالت كاترين دينوف: «أنا احب لبنان، وأنا ضد الحرب في كل مكان، وسعادتي كبيرة حينما شاركت في هذا الفيلم، رغم الظروف الصعبة التي رافقت تصوير الفيلم، إلا انني اليوم في غاية السعادة، حينما اشاهد العرض مع جمهور كان، متمنية ان يعود لبنان الى استقراره، حيث كان دائما رمزا للحضارة ومنارة للثقافة والتميز».

وكانت كاترين دينوف قد حضرت في اليوم الرابع للمهرجان عرض فيلمها «حكاية عيد الميلاد» ضمن المسابقة الرسمية، كما تشارك في الاعلان عن عدد من المشاريع السينمائية الجديدة.

* افتتاح «نظرة ما»

جاء افتتاح تظاهرة «نظرة ما» يوم الخميس الفائت بحجم الحدث الذي تمثله، وجاء فيلم ستيف ماكوين hunger «الجوع» في أول فيلم روائي طويل يقوم بإخراجه وتصويره مفاجأة كأحد أهم الأفلام التي عرضت في المهرجان حتى الآن. وهو وإن كان يدور حول حكاية نقلت إلى السينما أكثر من مرة إلا انه تناولها بصورة جديدة ومغايرة، ليس فقط في هذه الحكاية وحسب، بل بالنسبة إلى كل القضايا الحساسة التي تختلط فيها السياسة بالحرية بحقوق الإنسان. الفيلم يدور حول الإضراب عن الطعام حتى الموت، الذي قام به السجناء السياسيون الايرلنديون في الثمانينات من القرن الماضي بقيادة الايرلندي بوبي ساندز. استطاع ماكوين طوال دقائق الفيلم أن يستحوذ على المشاهدين في كل لحظة من لحظات فيلمه. وهو بمقدار تقديمه لجرعات العنف المتواصلة وغير العادية بمقدار ما كان مبتعدا عن أي محاولة لاستغلالها استغلالا عاطفيا وميلودراميا. وهو ما جعل المشاهد في تواصل دائم معه.

الشرق الأوسط في 18 مايو 2008

 
 

محمود عبدالعزيز يعود متألقا و«السيناريو يغرق في المباشرة»

«ليلة البيبي دول» سذاجة الطرح لم يشفع لها كبار النجوم

عبد الستار ناجي

اكبر حشد من نجوم السينما العربية - المصرية والسورية واللبنانية. يزدحمون في فيلم واحد، ضخم الانتاج، بل هو الانتاج الاغلى في السينما العربية حتى الان. والمناسبة فيلم «ليلة البيبي دول» والعرض في سوق الفيلم الدولي في مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث عرس السينما، وحيث لا مجال مطلقا للمجاملة، او سفح قصائد المديح والمبالغة. امام تلك المعطيات نعبر عن شيء من القسوة، وهي بلا ادنى شك قسوة المحب للسينما العربية المصرية، على وجه الخصوص، التي لطالما تعلمنا منها وشكلت وعينا، وامتعتنا بعد بتاريخها ونجومها وصناعها الكبار.

والان وبعد هذه المقدمة، تعالوا نذهب الى فيلم «ليلة البيبي دول» من اخراج عادل اديب، معتمدا على السيناريو الاخير الذي كتبه والده السيناريست الراحل. عبدالحي اديب. وقبل ان نذهب للفيلم، نشير الى اننا امام كاتب لطالما اثرى المكتبة السينمائية بأعماله ونتاجاته التي شكلت بصمات عريضة في تاريخ السينما العربية. احتراف وخبره.. وايضا الدقة في اختيار الموضوعات.

ولكن ماذا حدث في «ليلة البيبي دول»؟

منذ المشهد الاول، نحن امام ضخامة في الانتاج، فالمقدمة تشير الى اننا سنكون امام فعل سينمائي، ذي مستوى احترافي عالٍ.

ولكن الى اين تذهب تلك المؤشرات؟

وهذا سؤال اخر، يضاف الى كومة الاسئلة التي ستنهمر كما المطر، بالذات حول طروحات العمل، وكتابة الشخصيات، والقيم التي تمثلها، والرسالة التي توصلها. وهذه الرحلة تأتي عبر متاهات وهوامش وتفاصيل وحكايات واضافات ومبالغات، وقبل كل هذا وذاك «تلك» المباشرة والمرهفة، التي تدمر البناء الدرامي ونسيج تطور الشخصيات.

ودعونا نذهب الى الفيلم.. المشهديات الاولى، تشير الى شخصية رجل مصري مقيم في الولايات المتحدة «محمود عبدالعزيز» يعتزم العودة الى مصر برفقة وفد اميركي يضم سيدة من الحزب الحاكم وتتمتع بعلاقات سياسية واقتصادية واسعة «ليلى علوي»، الرجل المصري يحاول تأمين كافة الظروف ليكون اللقاء مع زوجته، التي غاب عنها لاكثر من عام، فهو يلتهم حبوب الفياجرا، ويحلم بشيء واحد.

فور وصول الوفد، تبدأ التداخلات، مجموعة ارهابية يقودها عوضين «نور الشريف» تريد مهاجمة الوفد الاميركي، بمساعدة سائق تاكسي سوري الاصل «جمال سليمان»، الذي يلتقي مصادفة مع المصري العائد فاذا به صديق الامس والجامعة.

وتزدحم الحكايات، السياسية الاميركية ذات اصول من اوروبا الشرقية، سائق التاكسي مناضل سابق، المصري العائد مشغول في البحث عن شقة تجمعه لمدة ساعات مع زوجته الجميلة «سولاف فواخرجي» قبيل عودته مجدداً الى اميركا، حيث الزيارة المقررة لمدة يوم واحد.

«عوضين» الارهابي يريد ان يثأر من الاميركان، بعد ان قطعوا رمز رجولته في سجن «ابو غريب» في بغداد، حيث كان يرافق وفوداً صحافية، ليلتقي هناك مع حبيبة الامس «غادة عبدالرزاق»، التي افترق عنها منذ زمن بعيد. وتمضي الحكاية وسط كم من الالتباسات السياسية، والحوارات المباشرة، والسذاجة في الطرح، وتنامي الاحداث.

الكل يتحدث ذات الخطاب على طريقة «شعبان عبدالرحيم» «انا باكره اسرائيل» تلك الاغنية التي تتكرر مرات عدة.. وكأن معادلة الكره كافية بأن تحقق العدالة. فيلم يريد ان يقول كل شيء، اعتبار من عودة القوة للرجل العائد، الى الرجولة الضائعة، الى قضايا فلسطين ولبنان والعراق.. وايضا «الهولوكوست» والمجازر التي تعرض لها اليهود على يد النازية والرايخ الثالث.

كل شيء.. ولاشيء.

كل القضايا، ولاقضية مكتوبة بعناية ودقة، الا المحور الخاص بشخصية «حسام» المصري العائد من اميركا، فهو مشغول بقضية اساسية «جنسية» ورغم ذلك نراه يتحدث في السياسة، ويقلب الدنيا رأسا على عقب في احد المؤتمرات، التي يفترض ان يكون احد منظميها.

لو تتبعنا اي شخصية في الفيلم، نجد بأنها مرتبكة، غير مبنية بدقه، هندستها الفكرية وتطورها الدرامي، بناؤها في سياق العمل يذهب في اتجاهات متفاوتة ومتضاربة.

اعتبارا من «حسام» الى «عوضين» الى سيدة الأعمال الاميركية وبقية الشخصيات، التي ازدحم بها العمل، بمبرر تارة، وبدون مبرر تارات عدة.. وهي كثيرة.

وهذا ما يجعلنا نعود الى تلك الاسئلة، لماذا كل هذا، ولماذا كل هذا الخلل، وهذا الانحدار المجلجل، وهذا الاندفاع صوب اللاشيء؟.

اجل كل هذا الفريق والانتاج.. الى ماذا يذهب؟. الى لاشيء؟. وهذا ما يحزن، فنحن امام انتاج ضخم واكبر حشد من نجوم السينما المصرية والعربية، الذين يتفاوت مستوى ادائهم، بعضهم يتجدد ويبتكر، يذهب بعيدا في التعامل مع الشخصية التي بين يديه، يقرأها بعناية وباهتمام والتزام، وهذا ما حصل تماما، مع الفنان الكبير محمود عبدالعزيز، الذي يدخل مرحلة جديدة من نضج تجربته.. ومشواره.. شخصيته تتجاوز ما قدمه من ذي قبل في «العار» و«الكيت كات» وغيرها من اعماله.. مرحلة تؤكد نضجه.. وفهمه.. واحتياجه الى قفزة جديدة.. وهذا ما يقوم به.. في «ليلة البيبي دول». ونحن هنا لانريد ان نعقد مقارنات، بين اداء هذا النجم او ذاك، لاننا امام كم من الارتباكات، فتتجاوزها بموضوعية «سولاف فواخرجي» وهي تجسد دور الزوجة عازفة «التشيلو» التي تنتظر عودة زوجها من اميركا من اجل تنظيم هيرموناتها الانثوية التي تعطلت.. اما بقية الشخصيات فهي الارتباك بعينه.. والتكرار بلا حدود وعدم الاضافة.. ونتساءل كيف لنجم كبير بمستوى محمود حميدة ان يقدم هذه الشخصية بهذه الطريقة من الاداء المسطح.. والمبالغ.. والباهت.. وهكذا الامر بالنسبة للنجمة القديرة ليلى علوي، التي غرقت بمكياج الشخصية دون ان تهتم بمعادلاتها.. وأبعادها.

في الفيلم اخطاء، تقترب من الكوارث، على صعيد الازياء.. والماكياج.

وفي الحين ذاته، هنالك اشراقات تستحق الثناء، تمثلت في التصوير، وايضا الموسيقى التصويرية التي كتبها بعناية واحتراف الموسيقار ياسر عبدالرحمن. ونعود للمخرج عادل اديب، الذي اجتهد في تقديم تجربة، حاول بها ان يكون امينا على النص الذي كتبه والده، ولكنه لم يستطع ان يعيد قراءته.. وان يخلق حالة من السياق والايقاع لأي من مشاهد الفيلم، وحينما يضيع ايقاع المشهد، يضيع ايقاع الفيلم، فكيف وجملة المشاهد ضائعة الايقاع خالية من معادلات الاضافة للبنية الدرامية للفيلم.؟

لقد ذهب عادل اديب في كافة الاتجاهات الا الاتجاه صوب فيلم «ليلة البيبي دول» يغرق في الغوغائية.. والخطابية.. والمباشرة..

وفيلم «ليلة البيبي دول» لم يشفع له حضور كبار النجوم، الذين نسجوا ادوارهم كل حسب رغبته، امام مخرج ترك الحبل على الغارب، وحينما دخل الى غرفة المونتاج، وجد بأنه عمل كل شيء.. الا الايقاع.. والسياق.. والنبض.. والمقولة.

فيلم ينتهي الى لا مقولة..

وحينما يكون الفيلم بلا مقولة.. تكون «الكارثة».

ويحزن حقا، ان يكون اغلى انتاج سينمائي عربي.. هو بمثابة كارثة فنية. ما نتأمله عن «غودنيوز غروب» وهم بلا ادنى شك مجموعة طموحة.. المطلوب المزيد من الالتفات الى قضايا الانسان.. والى المعادلات التي بها يفهم الاخر.. من اجل وصول العمل لاكبر قاعدة جماهيرية.

الابداع والتميز والمقولة السينمائية الواضحة.

ونخلص..

«ليلة البيبي دول».. الخطاب السياسي المسطح.. والمقولات المرتبكة.. والقضايا المزدحمة.. والاداء الاستهلاكي المكرر.. كل ذلك.. جعل اللجنة المنظمة لمهرجان كان السينمائي تعتذر عن قبول الفيلم في اي من التظاهرات الرسمية، فكان مكانه سوق الفيلم فقط.. ولكن الى اي الاسواق سيصدر مثل هكذا انتاج؟ اللهم الا اذا كانت الاسواق العربية هي المعنية بهكذا انتاج لاتستطيع كل الاسواق العربية والفضائيات تغطية كلفته.. المرتفعة جداً.

annahar@annaharkw.com

النهار الكويتية في 19 مايو 2008

 

كاترين دينوف تحضر افتتاح فيلم «بدي شوف» اللبناني

حضرت النجمة الفرنسية كاترين دينوف العرض الاول للفيلم اللبناني «بدي شوف» اخراج جوانا حاج توما وخليل جريج، وذلك في قاعة «كلود ديبوسى» في قصر المهرجانات في مدينة كان الفرنسية، ضمن تظاهرة «نظرة ما» وهي التظاهرة الثانية من حيث الاهمية. والفيلم يتناول حرب 2006، وقيامها بجولة في انحاء متعددة من لبنان، حيث ترصد الكاميرا عذابات ونتائج الحرب من دمار وخراب. وبمناسبة افتتاح الفيلم قالت كاترين دينوف: انا احب لبنان، وانا ضد الحرب في كل مكان، وسعادتي كبيرة حينما شاركت في هذا الفيلم، رغم الظروف الصعبة التي رافقت تصوير الفيلم، الا انني اليوم في غاية السعادة فيما اشاهد العرض مع جمهور كان، متمنية ان يعود لبنان الى استقراره، حيث كان دائما رمزا للحضارة ومنارة للثقافة والتميز.

وكانت كاترين دينوف قد حضرت في اليوم الرابع للمهرجان عرض فيلمها «حكاية عيد الميلاد» ضمن المسابقة الرسمية. كما تشارك في الاعلان عن عدد من المشاريع السينمائية الجديدة. 

وجهة نظر

حرب

عبد الستار ناجي

نحترم جميع المهرجانات، ونعول كثيرا على الدور الذي تضطلع به، ولكن ما يحصل في هذه المرحلة من تاريخ المهرجانات، بالذات، بين مهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان الشرق الاوسط «في ابوظبي» هو شيء يقترب من تكسير العظام.

نحن نعلم نوعية اللحمة، والعلاقة، والاخوة، ولكن التنافس يذهب بعيدا، بل الى مرحلة قصية يصعب معها تصديق كل ما يجري.

حرب ضروس وتصريحات مبطنة وحضور يسابق الآخر وميزانيات مذهلة، ومحاولة استقطاب هذا الكادر وذلك الفيلم وغيرها من المعادلات الفنية.

حرب مجلجلة ضارية، تبدو اوراقها خفية، ولكنها في حقيقة الامر صريحة وواضحة وحادة. ان المرحلة المقبلة من تاريخ هذا المهرجان او ذاك، تتطلب وعيا وادراكا مختلفين، وتتطلب ايضا منهجية عمل تأخذ بعين الاعتبار السبل المتطورة التي ذهبت اليها كبريات المهرجانات.

فكان مثلا، بعيدا عن المنافسة، وبمسافات فلكية عن برلين وفينسيا وغيره، ورغم اقتراب مواعيد لوكارنو وفينسيا وسان سباستيان وايضا مونتريال، الا ان هناك تعوداً وعملاً مشتركاً، فلماذا تختلف المعادلة عندنا؟ وبمبادرة رائعة، تقوم ادارة مهرجان القاهرة مثلا بترحيل الموعد لأيام عدة كي تتيح الفرصة لمهرجاني دبي ومراكش من اجل العمل وفك الاشتباك والتداخل في المواعيد.

فلماذا لا نقرأ تجارب الآخرين، ولماذا نتطاحن ونندفع بقوة لتصفية بعضنا بعضاً، والخاسر لن يكون هذا المهرجان او ذاك، بل السينما وعشاقها واهل الفن السابع.

فمن يبادر الى اطفاء عنف المواجهة بين مهرجاني دبي وأبوظبي؟

وعلى المحبة نلتقي 

النهار الكويتية في 19 مايو 2008

 

«أنديانا جونز» يتوقع أن يحصد بليون دولار

عبد الستار ناجي

أعلن في مهرجان كان السينمائي الدولي، وقبيل ساعات قليلة من اطلاق النسخة الجديدة من سلسلة «انديانا جونز» والتي تحمل عنوان «أنديانا جونز وملكة الجمجمة الكرستال» ان الفيلم يتوقع ان يحصد من الأسواق العالمية في نهاية الأمر، مبلغا يتجاوز البليون دولار. وقد أعلن ان الفيلم تم بيعه الى 69 دولة دفعة واحدة، وحدد له الايام المقبلة للعرض في جميع تلك الأسواق وفي أوقات متقاربة جدا. هذا وسيكون العرض الأول للفيلم في نسخته الجديدة، هنا في مدينة كان الفرنسية، وضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، وبحضور نجوم الفيلم يتقدمهم المخرج ستيفن سبيلبرغ والمنتج جورج لوكاس والنجم الكبير هاريسون فورد، الذي يعود لهذه السلسلة بعد انقطاع تجاوز العشرين عاما، والفيلم يمثل تجربة جديدة من أفلام المغامرات على الطريقة الهوليوودية، وقد بادرت الشركة المنتجة الى انتهاج منهجية عملت على اعادة الاجزاء السابقة في أكثر من 100 محطة في أنحاء العالم، من أجل اعادة العلاقة بين الأجيال الجديدة، التي لم تشاهد تلك الأجزاء من ذي قبل، وهو منهج احترافي رفيع المستوى عمل أولا على تسويق الأجزاء السابقة وايضا فتح الأبواب على مصراعيها امام الفيلم الجديد ليصل الى الجماهير معتمدا على حرفية اعلامية واعلانية عالية المستوى. وكان فريق عمل الفيلم قد وصل الى كان ولمدة (48) ساعة فقط، يقدم خلالها (4) عروض للفيلم ويشارك في مؤتمر صحافي في قاعة السفراء في قصر المهرجانات، والمشاركة في احتفالية خاصة تم توجيه الدعوة اليها باشتراطات أمنية عالية المستوى، لوجود أكبر حشد من نجوم السينما الأميركية.  

سينما عربية

«الغار الأخير» فيلم جزائري يبحث عن هوية

عبد الستار ناجي

ضمن تظاهرة «أسبوع المخرجين» وهي التظاهرة الثالثة من حيث الأهمية، قدم فيلم «الغار الأخير» من توقيع الفرنسي الجزائري رباح أمير سميش، الذي كان قد قدم في الأعمال الماضية مجموعة من الأعمال السينمائية، التي يظل هاجسها البحث عن الهوية.

فهذا الشاب الجزائري الأصل، والذي يمثل الجيل الثالث من المهاجرين الجزائريين، يجتهد في البحث عن هويته، فهل هو عربي أو قبائلي؟ هل هو مسلم أم أوروبي أم علماني أو عشرات الهويات المتداخلة؟

حكاية الفيلم في غاية البساطة، مجموعة من المهاجرين العرب والأفارقة، الذين يعملون في أحد المشاريع في باريس والتي يديرها رجل من أصول عربية.

وتبدأ اشكاليات تلك المجموعة من المغتربين في تأكيد هويتهم الاسلامية على وجه الخصوص، فهذا يريد أن يكمل اسلامه، فيقوم بتطهير نفسه بنفسه، وذلك يريد بناء مسجد، وثالث يريد أن يصبح إماماً، وهكذا كم من التداخلات، التي تجسد حالة الالتباس التي يعيشها الكثير من المغتربين من العرب والأفارقة.

وتتطور الأحداث بإيقاع بطيء، وهو جزء من ايقاع المخرج رباح سميش، الذي يظل في جملة أعماله السابقة، يعيش تلك الحالة المرتبكة من غياب الهوية الفنية والشخصية.

وقبل أن نتواصل مع أحداث الفيلم، نشير إلى أن المخرج من مواليد الجزائر 1966، انتقل مع أسرته للإقامة في فرنسا عام 1968، وفي عام 1999 أسس شركته الخاصة للانتاج السينمائي بعنوان «سارازنك» وفي عام 2002 قدم فيلمه الروائي الأول «واش واش» وفي عام 2005 كتب وأخرج فيلم «شفرة رقم واحد» والذي عرض للمرة الأولى في تظاهرة «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي الدولي عام 2006.

ويتجدد اللقاء، وتمضي الحكاية، حيث الالتباس والفهم الخاطئ للاسلام والقرآن، وأيضاً الكثير من الممارسات، اعتباراً من الصلاة إلى بقية الفروض والواجبات.

وفي الوقت الذي يعيش المسؤول اشكاليات مادية وعملية، يرى البعض الآخر، مصلحته فوق كل شيء، فيبرر كل شيء حسب مصلحته، ومن المشاهد المشبعة بالسخرية، ذلك الرجل الذي يقوم بتطهير نفسه بنفسه، ما يتسبب له في كثير من الألم، ويتحمل ألمه، ليسقط في موقع العمل حتى يحصل على اصابة عمل، وهو يكذب لأنه قام بتطهير نفسه وحينما يرفض مسؤول العمل تعويضه مادياً، يرى العامل في ذلك التصرف نوعاً من الاعتداء على حقوقه.

وتتوالى التجارب.. كل منها، يؤكد أن الدين هو المعاملة، وليس المغالاة، والفهم الملتبس، والتصرف الخاطئ، وتفضيل المصالح الشخصية والذاتية، على روح المجموعة.

ولكن كل ذلك، يأتي وسط حالة من الالتباسات، تنطلق أصلاً، من الالتباس في الهوية، وعدم الفهم (الصريح) لدى المخرج (أصلا)، فكان أن انعكس ذلك الخلل، على جملة المعطيات.

جملة الأحداث تتسم بالسذاجة، وأيضاً الكتابة الركيكة للأحداث والحوار والشخصيات، على الرغم من أهمية الموضوع بل وحساسيته.

مثل هكذا موضوع يتطلب بحثاً منهجياً وتحليلاً معمقاً للشخصيات وظروفها، ولكننا طيلة الفيلم نظل نرصد مجموعة من الشخصيات المفرغة، والهامشية، المشغولة بقضايا الاسلام، دون معرفة أصغر الأشياء، والانشغال بالأشياء الكبيرة، دون معرفة الهامش والأشياء الصغيرة.

ومنذ اللحظة الأولى، نكتشف بأن الفيلم يسير في اتجاه المواجهة، ولربما العنف، وهذا ما يحصل، حينما تكون المواجهة بين العمال، ومسؤولهم، حيث يتم ضربه، من أجل أن يرفع الأذان وتقام الصلاة، فأي صلاة تقام بالعنف؟ وأي صلاة تقام على جسد الآخر ومصلحته؟

ارتباك في القراءة، أدى إلى ارتباك في التنفيذ والفهم.. والمحصلة.

كل ذلك، بسبب غياب الهوية لدى المخرج رباح سميش.

النهار الكويتية في 19 مايو 2008

 

الفيلم الفلسطيني.. ملح هذا البحر

تكرار لموضوع دائم

عبد الستار ناجي

ضمن تظاهرة - نظرة ما- عرض الفيلم الفلسطيني «ملح هذا البحر» من اخراج آن ماري جاسر وبطولة سهير حماد وصلاح بكري، ونشير الى أن المخرجة الشابة آن ماري من مواليد 17 ابريل 1974 في بيت لحم.

ونرصد الحكاية أولاً: حيث نتابع -ثريا- ذات 28 والتي تعود من بروكلين في الولايات المتحدة، حيث ولدت وتحمل الجنسية الأميركية تعود الى فلسطين المحتلة حيث تبدأ المواجهات اعتباراً من التفتيش في المطار، وذلك بسبب اصولها العربية الى كم من الحكاية، التي تنطلق في مجموعة من المستويات أولها رغبتها في استعادة مبلغ من المال كان قد تركه جدها لافراد الأسرة، ولكن إدارة البنك ترفض صرف المبلغ لأن ما تم قبل الاحتلال قد انتهى وعليها ان تستدين اذا كانت تريد نقوداً، ولكنها تريد نقودها ونقود اسرتها.

وفي أحد المطاعم في رام الله تتعرف على شاب يعمل هناك وتتطور العلاقة بينها وبين ذلك الشاب وصديق له يعمل كمصور سينمائي وتتزايد الاشكاليات مع الشاب في شغله ومعها لأن الفيزا المقررة لها ستنتهي وهي تريد البقاء في اسرائيل كي تظل قريبة من الذكريات التي تربت عليها فهي تعرف حيفا من خلال ذكريات جدها ووالدها وولدتها وتعرف ادق التفاصيل هناك.

ولكن بينها وبين بقية الانحاء الاسرائيلية الفلسطينية الكثير من الحواجز والممنوعات.

وتقرر ان تقوم مع اصدقائها عامل المطعم الذي ترتبط به عاطفياً وصديقه بعملية سرقة البنك واسترجاع المبلغ الذي تركه جدها.

وتنجح المغامرة ويقوم الثلاثة بسرقة المبلغ المطلوب وفوقه مبلغ آخر ليبدأوا بعدها برحلة الى عمل الأراضي المحتلة وهم يتنكرون بالقلنسوة اليهودية للرجال وبالطرحة الخاصة للفتيات ويصلون حيفا، بل ويزورون منزل الأسرة وفي البداية ترحب الساكنة التي تقطن البيت وانها تؤمن بحق الفلسطينيين في الحياة والحوار والأرض.

ولكن الفتاة العائدة تريد البيت وتريد طردها وتتصاعد المشكلة ما يدفع -ثريا- لان تغادر المكان مع صديقها، وبقاء المصور بعد شيء من الاستلطاف مع الفتاة الاسرائيلية وتمضي الرحلة حتى الوصول الى اصول الشباب والأماكن التي شردت منها اسرته وهناك يتم القبض عليها حيث يكون مصيرها التسفير للعودة مجدداً الى اميركا.

هذه هي الحكاية..

وهي حكاية تتعلق بمشاهدتها في السينما الفلسطينية والسنوات بل العقود الطويلة ورغم التطور الكبير في الاحداث والمتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية إلا أن خطاب الفيلم يظل يتحرك في مساحة زمنية تلقي ظلالاً على الماضي البعيد وترفض ان يتحرك الى اللحظة والزمن الجديد.

في الفيلم مساحات من التفكك والتضادات في رسم ايقاع كل شهر بالإضافة الى الحوار القريب من خطاب مراحل سابقة من تاريخ العالم العربي والصراع اليومي الإسرائيلي، وقد يبدو هذا الأمر مبرراً لقلة التجربة والوعي إلا أن المعطيات تشير الى وجود لغة بصرية جميلة عند المخرجة آن ماري جاسر.

ومقدرتها على توليف فعل سينمائي يحتاج الى الكثير من النضج كي يصل الى مرحلة اكبر تتيح له التواصل مع جمهور المشاهد في الغرب على وجه الخصوص.

خطاب مكرر وصور تحمل الحنين..

والخطاب المكرر والحنين وحدهما لا يمتلكان المبرر لتقديم عمل سينمائي يخاطب المشاهد والنقاد وايضاً يعمل على ايصال القضية المراد طرحها.

فيلم «ملح هذا البحر» فيلم يعاني من الثبات حيث تصل المعلومة منذ اللحظة الأولى ولهذا فإن الأحداث على صعيد الخطاب السياسي تظل مكررة ولا تحمل أي إضافة وهنا الإشكالية الكبرى في أي من التجارب السينمائية.

النهار الكويتية في 19 مايو 2008

 
 

يوميات "كان" السينمائي الدولي 2008 ... ( 6 )

المهرجان يحتفي بالجزء الرابع منه

إنديانا جونز.. بطولة وأكاذيب ولصوصية

كان محمد رضا

أخيراً حان الوقت وانطلق فيلم "إنديانا جونز ومملكة الجمجمة الكريستال" على شاشات مهرجان "كان" السينمائي الدولي.

لقد أصبح معتاداً ومألوفاً من المهرجان الفرنسي أن يعرض فيلماً أمريكياً صيفياً في الوقت الذي يتم فيه افتتاح الفيلم عالمياً. الرابط ينفع الفيلم وينفع المهرجان.

الفيلم يستفيد من حيث إن الإعلام المركّز الذي يعيش لأسبوعين تقريباً في هذا الجزء من العالم يحمل قيمة إعلامية وإعلانية كبيرة وبالنسبة لمنتجي الفيلم مجّانية. فمعظم النقاد والصحافيين الحاضرين يدفعون ثمن وجودهم هنا إما من جيوبهم أو من جيوب الشركات والمؤسسات التي يعملون لحسابها. والقلّة يدعوها المهرجان هي ذاتها كل سنة حسب اتفاقات وقوانين لا يفصح عن طبيعتها.

المهرجان سيستفيد من الإثارة التي يحملها معه الفيلم الأمريكي الجماهيري الصرف بما في ذلك إثارة الطاقم الذي يتألّف الفيلم منه أمام الكاميرا أو خلفها.

في العام 2000 عرض فيلم برايان دي بالما "مهمّة الى المريخ" عرضاً خاصّاً خارج المسابقة من دون داع حقيقي: لا الفيلم فنيّاً ولا هو فيلم جماهيري بسبب ثقل موضوعه.

وأدرك المهرجان أن هذا النوع من الاختيارات ليست نافعة. بعد عامين قدّم فيلماً جماهيرياً من الطينة الأولى وهو "ستار وورز- هجوم الكلونز". اليه ضمّ فيلماً جماهيرياً فرنسياً من كلود ليلوش هو "الآن، سيداتي وسادتي" وفيلم آخر لبرايان دي بالما هو "أنثى قاضية" الذي كان تعاوناً مخفقاً على كل صعيد خصوصاً على صعيد العلاقة المستحدثة آنذاك بين المخرج المذكور والمنتج العربي طارق بن عمّار.

في العام 2005 قدّم فيلماً آخر من إنتاج وإخراج جورج لوكاس هو الجزء الثالث من الثلاثية الثانية من سلسلة "حرب النجوم".

في العام التالي لم يتوان المهرجان عن تقديم تنازل جديد لهوليوود إذ عرض، خارج المسابقة، فيلم برت راتنر السيىء "رجال إكس- الوقفة الأخيرة".

ولم يكن "شيفرة دافنشي" بعيداً عن هذا النوع من الاحتفالات المرتّبة مع هوليوود واليوم لدينا الجزء الجديد من سلسلة جمعت أفلامها الثلاثة الأولى منذ طرحها أول مرة سنة 1981 بليونا و125 مليون دولار.

على ذلك، فإن التحدّي الأكبر الذي يواجهه هذا الفيلم في "كان" هو ذات التحدي الكبير الذي يواجهه الفيلم في عروضه الدولية: كيف يمكن إقناع جمهور بات معظمه من المراهقين بأن هاريسون فورد، ابن الخامسة والستّين لا يزال ممثلاً قادراً على تجسيد بطولة تتطلّب الحركة والقوّة. السؤال الذي لا يود أحد في هذا الفيلم أن يسمعه هو: هل إنديانا جونز ضروري في غمار أفلام تعكس وتجسّد وتعيش العصر الأحدث من المغامرات وتوجّه تكنولوجيات المؤثرات والخدع كيفما أرادت لتخلق من شخصياتها الرائدة عنواناً للقوّة والإقدام والبطولة؟

في الوقت الذي يؤكد فيه صانعو هذا الجزء الرابع الجديد من "إنديانا جونز" أن هاريسون فورد مثّل كل مشاهد الأكشن بنفسه، وأن المؤثرات المبرمجة على الكمبيوتر لم تتدخل في صنع الفيلم، بقدر ما يعكسون حاجتهم للتأكيد على هذا العنصر لغاية معروفة وهي التأكيد، بالتالي، على أن هاريسون فورد كان على قدر المهمّة المسندة إليه وأنه لا يشكو من علّة تمنعه من القيام بأصعب المشاهد. صحّته في أفضل حال وقدراته البدنية جيّدة ولا يشكو الترهّل ولا القلب ولا من أي أعراض تعيقه.

إنه التحدّي بلا شك لكنه ليس كل التحدّي.

الجانب الآخر من المهمّة الصعبة الموكلة الى "كان" والإعلانات التجارية والمقالات المنشورة بالمناسبة للقيام بها، هي أصغر حجماً جماهيرياً، لكنها أهم على صعيد المعنى المحدد بشخصية إنديانا جونز.

يكفي النظر الى شكله العام كما تم رسمه وتصميمه في العام 1981.

عالم آثار يدرّس في الجامعة لكن حين يُطلب منه تأدية مهمّة ما، فإنه يستبدل الملابس اللائقة بالحياة الجامعية والمدنية عموماً بسترة جلدية وبحقيبة يضعها على كتفه الأيمن وقبعة لوازم التشبّه بأبطال سابقين. الى جانبه مسدّس جاهز دائماً وفي يده سوط... جاهز أيضاً طوال الوقت.

في الأساس، إذا ما قدّمت بطلاً يقدّس مسدّسه فإن هذا البطل في العرف الاجتماعي هو إنسان محافظ، يؤمن بالقوّة، والعنف عنده ضرورة لترويض الآخرين. والترويض على طريقتين: القتل، وهذا يفعله المسدس، والضرب بالسوط، ولهذا فإن السوط يمنح الرمز الأول امتداداً.

لا ريب أن كل من شاهد ذلك الجزء الأول من إنديانا جونز، الذي خرج تحت عنوان "تابوت العهد المفقود" يذكر ذلك المشهد الذي يبرز لإنديانا جونز، في أحد شوارع القاهرة المزدحمة بالشحّاذين والمعوزين والباعة الذين سيخسرون ما لديهم حين يقلب إنديانا عرباتهم بعد قليل، فارس طويل القامة يرتدي عباءة سوداء ويلعب بالسيف بمهارة متوعّداً إنديانا. لقطة على الفارس الماهر والمسلّح بالسيف، ثم لقطة على هاريسون فورد الذي يقلب عينيه في السماء لحظة ثم يسحب مسدّسه ويطلق النار على الفارس فيرديه. المعنى المكثّف هنا ليس فقط أن المسدس يوجز الوقت الذي كان ستتطلّبه المبارزة، لو وقعت، بل إنه لا وقت لإنديانا ولا للفيلم لتقدير الحرف والمهارات البطولية والفروسية التراثية. عوض الاشتباك وتعريض الحياة للخطر، القوّة العصرية للقتل ستحل كل شيء.

إنديانا جونز قد يمثّل لهواة أفلام المغامرات البطولة والجرأة والإقدام، لكنه يمثّل لآخرين عديدين الكذب القائم على المصلحة الفردية. إنه عالم آثار من نوع ليس واقعياً. من ناحية ليس هناك عالم آثار يمسك السوط ويضرب به الآخرين ولا عالم آثار يعمد أساساً الى الحل العسكري لعلمه وتحرّياته. في الحقيقة أن إنديانا جونز هو عالم آثار وحيد من نوعه من حيث إنه لا يحترم الشعوب الأخرى (مصريون، هنود، آسيويون آخرون، أتراك، ألمان الخ...) بل يعاملهم بكرباجه.

الأكثر من ذلك هو أنه يسمح لنفسه بسرقة الآثار التي يعتبرها ملكه بمجرّد أنه وصل إليها. إذا ما كانت لديك شخصية حياتية واقعية كهذه، فإن التسمية الأنسب هو أنه لص آثار وليس عالم آثار. ومن مقدّمة الفيلم الأول نراه يمارس ما هو خبير فعلي فيه: هناك ما يعتبر، حسب الفيلم كنزاً أثرياً موضوعاً في نفق جبلي تم تصميمه من قبل شعب بدائي في أمريكا اللاتينية على نحو أن كل من يحاول سرقة ذلك الأثر فإنه سيحرّك سلسلة من الأفعال تنتهي بكرة من الحجارة الصلبة الكبيرة تتدحرج باتجاه السارق. إذ ينتبه جونز الى الخطر يركض أمام تلك الكرة التي تزداد سرعتها تباعاً. فجأة إنديانا خارج النفق الجبلي وهو يقفز متعلّقاً بحبل نجاة من دون أن يتخلّى عن الكنز الذي سرقه.

في "إنديانا جونز والحملة الصليبية الأخيرة" يسرق أثراً آخر (هو "صليب كورونادو") وينجح مرّة أخرى مع تأكيده لنفسه أن مثل هذا الأثر التاريخي عليه أن يوضع في المتحف... أي متحف؟ ليس متحف البلد الذي تقع فيه الأحداث، بل متحف أمريكي بكل تأكيد.

لكن الشخصية لا تبدو مبنية على شخصية خيالية بالكامل. كاتب لمحطة إذاعية أمريكية اسمه كرستوفر جويس قابل بعض علماء الآثار الذين قالوا له إن سرقة الآثار كانت وظيفة بعض علماء الآثار وأحدهم يذكر اسم هنريك شلايمان في العقد السابع من القرن التاسع عشر. كان هنريك يسرق من مواقع أثرية ويبيع للمتاحف الأوروبية.

شخصية إنديانا جونز وضعها المنتج جورج لوكاس الذي لن تجد في سلسلة أفلامه عملاً ذا قيمة فنيّة فعلية، بل إن سلسلته هذه وسلسلة "ستار وورز" التي أخرج بعضها وأنتجها كلها تقوم على البطولة ذات المبدأ الفاشي والمهام العسكرية وإثبات القوّة المنتمية الى التنظيم الأعلى (بالنسبة لسلسلة "ستار وورز") ولوكاس قال ذات مرّة إنه استوحى الشخصية من شخصيّتي زورو وفلاش غوردون.

زورو كان فارساً اسبانياً يعيش في المكسيك وقد راعه الجور الذي يقوم به الحاكم على الفلاحين وسرقته لممتلكاتهم وأموالهم على شكل ضرائب أعلى من قدرة هؤلاء على الدفع. يقرر السرقة من السارق، أي من النظام العسكري نفسه، وإعادة الغنائم الى أصحابها مرتدياً قناعاً يخفي وجهه إذ إنه حين لا يحارب يكوب شخصاً آخر يتظاهر بالجبن أو المهادنة.

من هنا العلاقة واهية الا إذا كان جورج يعلم عنها أكثر مما نفعل نحن. أما "فلاش غوردون" فهو شخصية من أدب الخيال العلمي وهو عبارة عن مغامر فضائي يتصدّى للأشرار الفضائيين الذين يريدون السيطرة على الأرض. بذلك هو تأثير ممكن جداً في سلسلة "ستار وورز" أكثر مما هو تأثير في شخصية إنديانا جونز. 

أوراق ناقد

السينما وبوش

هناك مشروعان أعلن عنهما هنا في "كان" الأول يتناولان شخصية واحدة وحقبتها. الشخصية هي جورج وبوش.

أحد هذين الفيلمين هو جزء ثان من "فهرنهايت 11/9" الذي كان مايكل مور حققه قبل أربع سنوات ونال عليه الكثير من المدح والكثير من الهجوم أيضاً، لكنه انتهى بجائزة رئيسية من هذا المهرجان وبأوسكار أفضل فيلم تسجيلي في الولايات المتحدة.

مشروعه الجديد لا يزال قيد التحضير وقد تمضي بضعة أشهر قبل أن نسمع بأن الكاميرا دارت عليه، لكن مور يقول إن حسابه مع بوش وإدارته والكذبة الكبيرة التي أودت بالولايات المتحدة الى الحرب لا يزال مفتوحاً لم ينته.

تريد أن تعرف حجم وقع أفلامه؟ تابع الهجوم الذي يتعرّض عليه من قبل اليمين الأمريكي والجمهوريين والمحافظين الجدد. وصل الأمر بعد الفيلم السابق أن قام البعض بإنتاج أفلام ضد فيلمه ولو أن أياً منها لم يشهد ربع الاهتمام الذي شهده فيلم مور.

الفيلم الثاني من المخرج أوليفر ستون. وهو باشر تصويره فعلاً قبل خمسة أيام واختار له عنواناً معبّراً هو (W) وقسّم السيناريو الى ثلاثة فصول: الأول عن نشأته شابّاً والثاني عن فترة انتقاله من الضياع والمراهقة الى الاهتمام بالسياسة مبكراً والثالث حول السنوات التي سبقت مباشرة وصوله الى البيت الأبيض ثم تجربته فيه ودخوله حرب العراق.

فيلم ستون، وهو مخرج متقلّب وينشد المواضيع التي تثير قضايا عوض أن يقصد القضايا ذاتها، هو من نوع يمكن تسميته بالكوميديا السياسية الساخرة. إنه لا يبتدع هذا النوع من السينما بل سبقه إليه عدّة مخرجين بينهم ستانلي كرامر وبالتأكيد ستانلي كوبريك حين أخرج فيلمه الجديد: "دكتور سترانجلف"، أو "كيف توقّفت عن القلق وأحببت القنبلة".

لكن الواضح هنا هو أن تركة بوش في نهاية هذا العام لن تنهي أزمة العالم معه. لا نتصوّر أن الصفحة الجديدة، سواء فاز أوباما أو كلينتون، ستكون ناصعة تماماً منذ البداية، الا إذا ما فاز منافسهما الجمهوري مكّاين الذي يعد بأن يمشي على خطى سلفه.

من ينظر الى التاريخ الأمريكي، سيجده مترجماً الى مئات الأفلام التي هي إما أفلام جمهورية التوجّه أو أفلام ديمقراطية التوجّه. وهناك قسم قليل جدّاً، بالمقارنة، متحرّراً من كلا الفريقين وأكثر اهتماماً بنقد النظام بأسره. الى هذا ينتمي مايكل مور، اما أوليفر ستون فسيبقى يصطاد في هذا النهر أو ذاك حسبما يجد أن المناسبة سانحة.

المسألة الأخرى التي يفرزها هذا الموضوع هو أن أمريكا والعالم بعد 11/9 أصبح مثل دجاجة مذبوحة قليلاً بحيث معاناتها تطول. الفيلمان سيتحدّثان عن الذابح الحقيقي. الجزّار ذو السكين الذي لا يزال يُظهر كل الرعاية لصالح الدولة المعتدية والقليل من الاهتمام لصالح الدولة المعتدى عليها. لكن هذا هو ما كان يمشي على خطّه السياسيون الأمريكيون أيام قهرهم الشعب الأمريكي الحقيقي حيث هناك نوعان من التعامل: واحد يأخذ فيه الرجل الأبيض نصف ما لدى الآخر ونوع على الرجل الآخر أن يعطي الأبيض النصف الباقي. 

أفلام اليوم

فيلمان ويوم في السجن

* * * Hunger جوع

إخراج: ستيف مكوين

أيرلندا- مسابقة نظرة ما

يستيقظ كل صباح يوم حالك المدعو جيري كامبل (ليام مكماهون) ويخرج من بيته وأوّل ما يفعله هو النظر الى الشارع الذي يمتد ميّتاً أمامه. يعود الى سيارته المتوقّفة في مرآب البيت ويفحصها قبل الصعود إليها فلربما كانت ملغومة. تنظر اليه زوجته من وراء النافذة المغلقة. يصعد السيّارة ويقودها الى حيث يعمل. إنه شرطي يعمل في سجن يحتوي في أحد أقسامه على سجناء من "جيش أيرلندا الجمهورية" ونتعرّف الى اثنين منهم أحدهما اسمه دايفي (برايان ميليغَن) وصل للتو وتم وضعه في زنزانة ينزل فيها سجين آخر. نحو ثلاثة أرباع الساعة من الفيلم تدور حول تعذيب المسجونين وما يعانونه من ضرب وعنف يماثل، لكنه لا يبلغ المدى الذي وصل إليه التعذيب في أبو غريب. مهمّة جيري ضرب السجناء والسجناء لا يرتعدون خوفاً بل يضربون إذا ما استطاعوا. يرفسون ويقاومون وفي أقل الاحتمالات يبصقون ما يزيد من غضب جيري فيضرب بشدّة حتى تحمر عظام أصابعه وتتورّم. تستطيع رغم ذلك أن تدرك أن جيري لا يحب عمله هذا. ذات يوم يتوجّه الى زيارة أمّه في مأوى للعجزة يحمل لها زهوراً تحبّها، لكنها غائبة عن الإدراك تنظر أمامها من دون أن يبدو على محياها أنها تسمعه أو تراه أو تعلم بوجوده. يجلس قريباً منها منحنياً عليها. في الوقت ذاته يدخل رجل يسحب مسدّسه ويطلق النار على جيري. لقد نفّذت المقاومة الأيرلندية وعدها بقتله وما كان جيري يخشاه حدث. يسقط قتيلاً.

بالتدريج ثم على نحو ثابت ننتقل الى السجين بوبي ساندس. إنه شخصية حقيقية (يقوم بتمثيله مايكل فاسبندر) قرر الاضراب عن الطعام لأن بريطانيا لا تريد الموافقة على اعتبار سجيني الجيش الجمهوري هم سجناء سياسيون ونسمع رفض مسز تاتشر القاطع وهي تقول (بينما الكاميرا تسبح فوق مشهد لغسل الماء الآسن) إن الجيش الأيرلندي يحاول استخدام أبسط وسائل المشاعر الإنسانية وهي الشفقة وذلك عن طريق أضرابه. أمامنا يضعف الممثل ويصبح جلدة على عظمة في تفاني يؤكد إيمان صانعي الفيلم أو على الأقل رغبتهم في إجادة التعبير عن بذلهم في تلك المرحلة من تاريخ أيرلندا (تقع الأحداث سنة 1981) في تقديم عمل واقعي وسياسي.

ستيف مكوين، طبعاً ليس الممثل الأمريكي الراحل، فنان تشكيلي في الحقيقة يعمد الى فيلمه الأول وما يصب عليه اهتمامه الأول هو أن يكون في الوقت ذاته تفصيلياً، واقعياً، حقيقياً وصادماً. وهناك الكثير مما يصدم في الفيلم الذي يختار له المخرج إيقاعاً بطيئاً لكنه ليس مضجراً على الإطلاق. بعض الفوضى في ترتيب الأحداث والسرد الذي يتّجه في النصف الآخر وجهة تهمل الشخصيات السابقة يشي بأن المخرج ليس من يسرد يستطيع بناء دراما حكواتية. الفيلم يضعف في دقائقه الأخيرة وينتهي حاصراً نفسه بمشاهد طويلة لا تحتوي ذات ما حوته المشاهد السابقة من قدرات تعبيرية.

* * Leonera عرين الأسد

إخراج: بابلو ترابيرو

أرجنتين، كوريا الجنوبية، البرازيل- المسابقة

السجن في "عرين الأسد" يختلف عن ذاك الذي في "جوع" من حيث إنه ليس سجناً رجالياً وليس سجناً نسائياً، لكن ما يحدث فيه، كما هو متوقّع، مماثل من حيث المبدأ. والمخرج بابلو ترابيرو، الذي سبق له وأن حقق عملين لافتين هما "وُلد وأُطعم" و"العائلة المتدحرجة"، يختار أن يبدأ فيلمه بلقطة قريبة لوجه طلته جوليا، كما تؤدّيها ماتينا غوسمان، وهي تستيقظ ذات صباح. نلحظ دماً على الوسادة لكنها تبدو كما لا تدرك شيئاً. تذهب الى عملها ولا يكشف لنا الفيلم عن مصدر ذلك الدم الا حين تعود مساء وتفتح الكاميرا على رجلين مضجرين بالدماء، أحدهما زوجها وهو عند تلك اللحظة لا يزال حيّاً، والآخر عشيقها الذي كان يتناوب عليهما وهو ميّت.

لا تستطيع بطلة الفيلم أن تدرك ما الذي حدث في الليلة السابقة، لكن الجريمة وقعت وهي الآن في السجن تمضي عقوبتها. حين يدخل الفيلم المكان الذي تنتقل إليها جوليا، نواكب من تلك اللحظة عالماً أليفاً على عكس العالم الذي شيّده "جوع" والذي يبقى تعبيراً سياسياً وإنسانياً أكثر بكثير مما تحمله مشاهد السجن في هذا الفيلم. الكثير من الشخصيات والمفارقات التي تقوم بها، شوهدت في أي من الأفلام التي دارت أحداثها في السجون. كليشيهات عدّة من بينها نشوء علاقة بين جوليا وسجينة أخرى ثم وضع طفل جوليا الذي دخلت به حاملاً ورغبتها في أن تخرج من السجن لتبدأ حياة جديدة. على نحو يمكن فهمه ولكن لا يمكن قبوله على هذه الصورة، فإن المخرج يسعى لعرض الحالة ولا يريد أن يكون حاكماً فيها، بذلك، وبسبب من خلو الفيلم من أي جديد فعلي، يتخلّى الفيلم عن أن يرتبط الا بأساسيات التعاطف مع الشخصية التي بدورها قد لا تثير تعاطف الجمهور.

الخليج الإماراتية في 19 مايو 2008

 
 

الا ليت الشباب يعود يوما

نجوم هوليوود العجائز يتمسكون بوهم الشباب

لوس انجليس – من ايان بلير

الموهبة والغرور وحب الذات وجراحات التجميل تدفع نجوم هوليوود كبار السن للعب ادوار الإثارة والشباب.

متى يجب أن يتخذ المرء قرار الاعتزال.. بالنسبة لمعظم الناس الذين بلغوا الستين من العمر لا يحتاج هذا القرار إلى تفكير.. فخير البر عاجله لكن في عالم النجومية حيث يدعم خليط من الموهبة والغرور وحب الذات وأحيانا جراحات التجميل الحياة المهنية يبدو القرار أصعب بكثير.

ولعل أحدث الامثلة في هوليوود الممثل هاريسون فورد (65 عاما) بطل فيلم "انديانا جونز ومملكة الجمجمة الكريستال" ويقوم فيه بدور عالم آثار والذي يبدأ عرضه في أنحاء العالم هذا الاسبوع بعد عرضه عالميا للمرة الاولى في مهرجان كان السينمائي.

لكن فورد ليس وحده في محاولة الحفاظ على صورة بطل أفلام الحركة والإثارة الشاب قوي البنية. فما زال نجوم السينما من أيام الستينات والسبعينات من آل باتشينو إلى سلفستر ستالون مصرين على الانتصار على الجميع والفوز بقلب البطلة حتى لو كانت أصغر منهم بأربعين عاما. حتى روبرت دينيرو لعب أدوارا مثيرة للتساؤل في الآونة الأخيرة حيث لعب دور قرصان طائر في فيلم "الغبار النجمي".

ويبدو أن قلة مثل جاك نيكلسون ووارن بيتي وكلينت ايستوود تقبلوا فكرة أن وضع البطل بالنسبة لهم قد ولى. فقد اكتفى بيتي الان بوضعه كنجم يلتفون حوله في مجتمع هوليوود بينما أصبح ايستوود مخرجا حاصلا على جائزة أوسكار ونيكلسون ما زال نيكلسون.

اما فورد فأكثر حظا من معظمهم. فبعد سلسلة طويلة من أفلام الإثارة والدراما عاد هذا النجم بدور بلغت ايرادات أجزائه الثلاثة السابقة نحو 1.1 مليار دولار على مستوى العالم. وكان اخر أجزاء ثلاثية انديانا جونز فيلم "انديانا جونز والحملة الاخيرة" قبل 19 عاما.

ويقول لينارد مالتين الناقد والمؤرخ بمجلة "انترتينمنت تونايت" "فجأة أصبح لطيفا مرة أخرى و"صورته" على أغلفة جميع المجلات في أميركا... لكن بدون هذا الدور ربما كان ليظل في نفس المركب مع الاخرين."

وتردد أن فورد وصانعي الفيلم ستيفن سبيلبرج وجورج لوكاس أصروا على أن يكون "اندي" بطل الفيلم في نفس سن فورد على ان تقع معظم مشاهد الحركة الصعبة على عاتق شريكه في البطولة شيا لابيوف البالغ من العمر 21 عاما.

وربما يكون عنوان اللعبة في هوليوود الآن بالنسبة لبعض النجوم الطاعنين في السن "خذ الفلوس واجري". ووجهت انتقادات لكل من دي نيرو وباتشينو على وجه الخصوص لاختياراتهما لادوارهما السينمائية على مدار السنوات العشر الماضية ومن بينها "جيجلي" و"مصادفة سعيدة" وفيلم "اثنان مقابل المال" وهو اسم على مسمى.

ويقول تود مكارثي كبير النقاد السينمائيين لمجلة ديلي فارايتي المتخصصة في شؤون الفن "على دي نيرو أن يعيل أفراد أسرته وهم كثر بالاضافة إلى مهرجان ترايبيكا السينمائي وامبراطوريته الصغيرة من الفنادق والمطاعم."

وأضاف "أعتقد أن هذا كان دافعه الرئيسي لانه في بدايات مشواره الفني بدا حاذقا للغاية في اختيار أدواره والمخرجين الذين يعمل معهم."

وتابع مكارثي قائلا انه بالنسبة لاشخاص مثل فورد حين تطلق المجلات عليهم لقب "اكثر الرجال جاذبية في العالم" يعطيهم هذا كنجوم صورة يصعب التخلي عنها.

وتكون النتيجة مشهدا لنجم في الثامنة والستين من العمر مثل باتشينو محاط بالشابات في فيلم "88 دقيقة" أحدث أفلامه والذي وجه له النقاد انتقادات قاسية.

وليس التشبث بالاضواء جديدا على النجوم وفي بعض الحالات من الممكن أن يدر ايرادات غير متوقعة. ففي أوائل الستينات اشتركت بيتي ديفيز وجوان كروفورد في فيلم نظر اليه حينذاك على أنه فيلم مبتذل إلى حد ما وغير مسل وهو فيلم "ماذا حدث للصغيرة جين..".

ويقول مالتين "حقق الفيلم نجاحا باهرا بحيث أدى إلى موضة للاستعانة بممثلات طاعنات في السن في أفلام خيالية او أفلام رعب...حتى أوليفيا دي هافيلاند وديبي رينولدز وشيلي وينترز شاركت بها."

وأشار مالتين إلى أنه بين أفلام هوليوود الشبابية الهوى لا يوجد سوى بضعة أفلام ذات ميزانية كبيرة كتبت لممثلين ممن هم في الستينات والسبعينات من العمر.

ويضيف مالتين أنه حتى نيكلسون (71 عاما) "شارك في فيلم كوميدي لادم ساندلر لكن فيلمه "قائمة الامنيات" كان اكثر افلامه عاطفية على مدار عمره."

وحقق الفيلم ايرادات عالية عند عرضه واستطاع نيكلسون بذلك أن يجمع بين الافلام ذات الإنتاج الضخم وافلام الجوائز مثل "حكاية شميت".

ميريل ستريب هي الاخرى اشتركت في أفلام دون المستوى لكنها استطاعت أن تتخطى الكبوة وتوسع من نطاق وجودها الكبير بالفعل. فقد ظهرت بجرأة في الفيلم الهزلي "ملتصق بك" ثم سرقت الاضواء دون عناء من النجمة الشابة ان هاثاواي في فيلم "الشيطان يلبس برادا" ولقيت اشادة كبيرة من قبل النقاد.

ويقول مالتين "يحب الممثل أن يمثل... بل قد نقول ان عليه أن يمثل. وأعتقد أنه بالنسبة لكثيرين تصبح المسألة في لحظة ما اختيار أفضل السيء حتى يظل تحت أنظار الجماهير ويبقى في اللعبة."

ويرى مالتين عنصرا اخر في المعادلة اذ يقول "أفلام هوليوود تزداد غباء على غباء كل عام."

ولا تبشر هذه الاخبار بالخير بالنسبة للنجوم ممن هم في الاربعين من العمر مثل جورج كلوني او براد بيت او من اقتربوا من هذه السن مثل مات ديمون الذي يبلغ من العمر 37 عاما. وهم قد يتجهون في نهاية المطاف إلى الاخراج أو الإنتاج أو مثل بطل فيلم "المدمر" السابق ارنولد شوارزنيجر يتجهون إلى السياسة.

واذا سألت كلوني الذي يوشك على اخراج فيلمه الرابع ان كان يعتزم الاكثار من الاخراج والاقلال من التمثيل مستقبلا لا يتردد في الاجابة قائلا "أجل... أتمنى هذا. أحب الاخراج وهو اكثر ابداعا من التمثيل بدرجة لا نهائية."

ويقول مكارثي انهم يستطيعون استلهام أسطورة كاري جرانت ويقول " بالرغم من أنه كان لا يزال يبدو رائعا توقف وانسحب وهو في الثانية والستين من عمره حين أدرك أنه يكبر بطلات أفلامه بأكثر من 40 عاما. توقف عن التمثيل فحسب."

ميدل إيست أنلاين في 19 مايو 2008

 

فيلم عن ناس يتزوجون من اجل جميع الاسباب الخاطئة

وودي الن ورؤية صعبة للحب

كان (فرنسا) – من بوب تورتيلوتي  

فيلم 'فيكي كريستينا برشلونة' يتناول علاقات حب مختلفة من بينها علاقة جنسية ثلاثية الأطراف ينال إعجابا كبيرا في مهرجان كان.

يتناول فيلم وودي الن الجديد "فيكي كريستينا برشلونة" النساء والرجال وتعدد الاحباء ولكن عندما يأتي الامر للحب في الحياة الواقعية فان الن (72 عاما) يعتقد ان تعدد الاطراف في علاقة جنسية في ان واحد أمر ليس مقبولا في رأيه هذه الايام.

وقال للصحفيين في مؤتمر صحفي السبت في مهرجان كان السينمائي "يصعب أن تجد شريكا واحدا."

واضاف عن ايجاد أكثر من شريك "يمكن ان نفعل ذلك في الافلام لاني اتعامل مع من هم أكبر من شخصيات الحياة .. ولكن في الحياة الواقعية معظمنا لا يستطيع التعامل مع شيء كهذا."

فيلم "فيكي كريستينا برشلونة" الذي يتعرض لعدة علاقات حب مختلفة من بينها علاقة جنسية ثلاثية الاطراف نال اعجابا كبيرا في مهرجان كان باعتباره احد افلام الكوميديا الخفيفة القليلة في المهرجان.

وتخوض العديد من الافلام في أوضاع انسانية كئيبة مثل فيلم "الجوع" وفيلم الرسوم المتحركة الوثائقي الاسرائيلي "الرقص مع بشير" الذي يتناول تجميع مخرج الفيلم اري فولمان لذكرياته عن مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطينيين في لبنان عام 1982.

ووصفت صحيفة ديلي فارايتي المتخصصة في الاعمال الفنية "فيكي كريستينا" بانه فيلم "جذاب وممتع ومسل يمر مرور يوم مشمس هاديء في المدينة الاسبانية" مضيفة ان الفيلم أكثر سخونة بدرجة كبيرة عن أسلوب الن المعتاد.

وقال الن انه بالتأكيد اراد ان يجعل الفيلم مضحكا ولكنه يعتبره أيضا قصة مأساوية بعض الشيء لاشخاص لا يستطيعون العثور على الحب واخرين يقعون في الحب ربما بشكل مبالغ فيه وناس يتزوجون من اجل جميع الاسباب الخاطئة.

ويركز الفيلم على سائحتين اميركيتين تسافران الى برشلونة لقضاء الصيف. احداهما فيكي "ريبيكا هال" التي تريد قضاء الصيف في دراسة جزء من الثقافة الاسبانية قبل ان تتزوج والاخرى كريستينا "سكارليت يوهانسون" وهي في بحث دائم عن اشباع رغباتها.

الاثنتان تجدان الحب ولكن الحب يأتي مع تعقيدات.. في حالة كريستينا فان علاقتها بالرسام خوان انطونيو (خافيير بارديم) تتضمن مشكلة تتجسد في زوجته السابقة ماريا ايلينا (بينيلوبي كروز) وهي رسامة أيضا.

وبالرغم من أن ماريا ايلينا وكريستينا تصبحان غريمتين في البداية الا أن علاقة غير تقليدية تنشأ بينهما وبين خوان انطونيو. وفي ذات الوقت تعيد فيكي التفكير في زواجها الوشيك بعد رحلة يقوم بها خطيبها الى برشلونة.

وقال الن "اردت تقديم الرومانسية للناس كما اردت بعض الضحكات. اردت رؤية شابتين تذهبان الى برشلونة ... وتبدأ الامور تدريجيا في التفكك."

ميدل إيست أنلاين في 19 مايو 2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)