من بطولة أنجلينا جولي
كلينت إيستوود في «التغيير» يصنع سينما المتعة
عبد الستار ناجي
الحديث عن كلينت
ايستوود، يعني الحديث عن اسطورة سينمائية، فهذا النجم يتربع على عرش
النجومية منذ
مطلع الستينيات حتى اليوم، ممثل مقتدر، ومخرج فذ، وقيمة خفية،
وبصمة سينمائية
رفيعة، ويؤكد كل مرة، يعود بها الى جمهوره، أنه يأتي «دائما» محملا بالتحف
السينمائية، التي تظل حاضره في وجدان وذاكرة السينما وعشاقها.
وعودته تأتي
مع
فيلم «التغيير»
«CHANGELLING»
الذي عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان
السينمائي الدولي في دورته الحادية والستين.
وقبيل الحديث عن «التغيير»،
نشير الى ان كلينت ايستوود من مواليد 31 مايو 1930 في سان فرانسيسكو،
الولايات
المتحدة الاميركية.
في رصيده كم من الاعمال السينمائية، كممثل وكمخرج، ومن
الاعمال الاخيرة التي قدمها تأتي افلام، رسائل من اوباما
«2006» واعلام من آبائنا
«2006»،
وطفلة المليون دولار «2004» وكم اخر من الاعمال من ابرزها «لا غفران» «1992».
فماذا عن «التغيير»؟
فيلم يذهب بنا الى سينما المتعة، بكل ما
تعني هذه المفردة، القصة والاداء والاحتراف العالي، وايضا القضية المثيرة
للجدل.
تجري الاحداث في لوس انجلس 1928، حينما تضطر احدى الامهات
«انجلينا
جولي»
للذهاب الى عملها، وفيما تعود تكتشف غياب ولدها، وتبدأ مهمة البحث عنه،
وبعد
جهد، يتم العثورعليه، ولكنها تكتشف أنه ليس ابنها، بينما الشرطة تصر على
انه ابنها،
وهو يدعي بأنه طفلها ويحمل ذات الاسم، ولكن قلب الام دليلها،
فهي تعرف كافة
التفاصيل عن طفلها، حتى انها كانت تقيس طوله كل حين، وفيما يعود من جديد،
تكتشف أنه
ينقص ثمانية سنتيمرات عن طوله الاصلي، مما يؤكد شكوكها، ولكن مسؤول الشرطة
يجبرها
على انه ابنها، وهي ترفض.
وتتطور الامور، مما يدفعها لان تلجأ الى الصحافة
والاعلام ويتقدم لمساعدتها قسيس مشغول بالاعمال الخيرية،
وحينما يجد مسؤول الشرطة
أنها تثير له المشاكل، يأمر بإرسالها الى مستشفى الامراض النفسية، وهناك
تتواصل ذات
العملية، بل ان هناك جناحاً خاصاً بالذين يرفضون التعاون والتعامل مع
الشرطة بشكل
ايجابي، وهم يخضعون لشتى اصناف التعذيب، من اجل التوقيع او
الاعتراف على ما تريده
الشرطة.
ولكن الصحافة والقسيس ومجموعته يظلون يبحثون عنها لاطلاق
سراحها،
خصوصا بعد
ان يعثر محقق اخر، على خيوط جريمة ترتبط بقصة طفل تلك السيدة
المفقود.
حيث يعثر المحقق على طفل يخبره أنه لايريد العودة الى المزرعة
التي
عثر عليه
بها، لانه لا يريد العودة الى قريب له يقوم باغتيال الاطفال، فهو يجمع
الاطفال من الشوارع، ويقوم باغتيالهم بشكل وحشي ويأمر الطفل بدفنهم في
المزرعة..
وتتفجر القضية، خصوصاً حينما يتعرف ذلك الطفل على صور طفل السيدة المفقود
واسمه «والتر»
وتمضي الاحداث، عشرات الاطفال المخطوفين، والشرطة بدورها تخفي الحقائق،
وتدير البدائل، وتتصاعد الازمة.
ويتم القبض على القاتل، ولكنه يبقى مصرا على
انه لم يقتل أياً من الاطفال، بل انه ينكر وقبيل لحظة اعدامه،
أنه قام باغتيال «والتر».
ويتم الحكم بالاعدام، وايضا تنحية قيادات الشرطة بكاملها في لوس انجلس اثر
تلك الفضيحة التي تزامنت مع الانتخابات في ذلك الحين مما صعد الازمة.
وتظل
الام المفجوعة، تنتظر والسنوات تمر، حتى تتصل بها ذات يوم امرأة تحمل ذات
المعاناة
حيث تم اختطاف طفلها في نفس الفترة لتخبرها أنه تم العثور على طفلها، والذي
يقوم
بدوره برواية حكاية هرب مع طفلين اخرين بينهم «والتر» من تلك
المزرعة، بل ان «والتر»
ساعده على الهرب بعد ان علقت ملابسه بالاسلاك.
وتظل الام تترقب..
وتنتظر.. من رده بأنه «الأمل» فما اروع الامل.
وينتهي الفيلم ولا تنتهي
الحكاية، انها حكاية الانتظار.. والجريمة.. والاصل.. وقمع الشرطة.. والحديث
عن
خيارهم.. وايضا عناصرها السيئة.. وكم اخر من الحكايات
والعلاقات الانسانية
والاجتماعية المتداخلة.
فيلم محمل بالاتهامات، والمواجهات الصريحة مع
الشرطة، بحثا عن مصير افضل للانسان في كل مكان.. انها حكاية ام
واسرة ومجتمع،
وحكاية السلطة والاعلام والدور الاجتماعي المترقب للمجتمع الحقيقي، وهو
ايضا سينما
تحمل المتعة البصرية.
سينما وصورة بعناية، عبر مشهديات تعود الى الثلاثينيات
من القرن الماضي، وفي لوس انجلس على وجه الخصوص.
واداء رفيع متناغم، بالذات،
من
النجمة انجلينا جولي، التي تؤكد أنها تنضج يوما بعد اخر، وتتفجر قدراتها،
وايضا
قدرتها في اختيار الادوار والتعاون مع مبدعين كبار، أمثال
المخرج كلينت ايستوود،
الذي تعامل مع السيناريو باحتراف، والرؤية البصرية بعمق، وانسيابية وتطور
ايجابي
وسهل للاحداث، وتجاوز الصيغ التقليدية في التطرق لموضوعات العنف.
تمثيل عال،
ومع انجلينا، وبدور القسيس يطل علينا الممثل الرائع جون مالكوفيتش، الذي
يمثل بعمق،
ويعيش الدور باحتراف، وبدور رجل الشرطة جيفري دوفان وعدد اخر
من النجوم من اجيال
السينما الاميركية، والملاحظة الابرز في هذه التجربة، ان ايستوود يستغني في
هذه
المرة، عن النجوم، الذين تعود التعامل معهم في اعماله السابقة.
كلينت
ايستوود في فيلم «التغيير» يصنع سينما المتعة، وسينما الفرجة التي ترحل بنا
من كرسي
المشاهد الى داخل الحدث.. فنلهث وراء الحكاية.. ونتفاعل مع
دموع انجلينا جولي..
وكفاحها
وحلمها بأن يعود ابنها.. ولكنها في الحين ذاته تكشف خيوط جريمة كبرى..
وكماً من الضحايا الابرياء الذين سقطوا تحت فأس مجرم مهووس ومريض
نفسي.
كلينت ايستوود، كعادته رائع.. ومقتدر.. ومتميز.
والسينما تعشق
المبدعين الذين يمنحونها التميز والاستمرارية.. والمتعة.
النهار الكويتية في 22
مايو 2008
مخرج يبتكر صورة جمالية لموضوع قاسٍ
«دلتا»
فيلم هنغاري عن زنى المحارم
عبد الستار ناجي
المخرج الهنغاري
كورنيل مندروسو، يسير على ذات النهج الذي يعمل من خلاله عدد من صناع سينما
المؤلف،
ومنهم «بيلاتار» حيث للصور بهاؤها وحضورها، والصورة هي الاهم
في معادلة الفيلم
السينمائي، اما القصة فهي مجرد ذريعة لتقديم الشكل.
الفيلم الجديد لكورنيل
بعنوان «دلتا»، يتحدث وبشكل صريح عن زنى المحارم، حيث نتابع حكاية شاب يعود
من
القرية، الى حيث تقيم امه في منطقة الدلتا، عند مصب أحد
الانهار في
المجر.
وهناك يلتقي للمرة الاولى مع زوج والدته، وايضا شقيقته «من
والده
ايضا»
والتي لم يرها منذ ولادتها.
جاء من اجل بناء منزل في اطراف المصب،
مرتفع عن الماء، من اجل صيد الاسماك، ومنذ اللحظة الاولى تبادر شقيقته وهي
صبية
شابة جميلة الى مساعدته، بعد ان كانت تساعد والدتها وزوجها في
ادارة «بار» ولكن زوج
الام يرفض في البداية.
وفي اليوم الذي تقرر الفتاة ان تترك البيت للانضمام
الى شقيقها يعتدي زوج امها عليها جنسيا، وهي تخفي الامر، عن
شقيقها، ولكنها تصاب
بحمى شديدة يسهر على علاجها شقيقها، وفي الوقت ذاته يقوم ببناء المنزل
والممشى الى
الشاطئ.. وما ان تصحو من مرضها، حتى تبادر الى مساعدته.
ولكن الامور تتطور
بينهما في ذلك الخلاء الى زنى المحارم، حيث يعاشرها معاشرة الازواج، وترتفع
الاصوات
في القرية رافضة لتلك العلاقة وذلك التواجد المشترك.
ويتحول الرفض الى لحظة
عنف، يتم خلالها اغتيال الفتاة اولا، ثم شقيقها ثانيا.
كل ذلك عبر مشهديات
سينمائية خصبة بالصور، والحكايات، وايضا النسق الجمالي في التصوير، وحركة
الكاميرا،
التي تتحرك بكثير من البطء، حتى ان هناك بعض المشاهد تمتد
لاكثر من سبع دقائق في
حركة بسيطة لمتابعة ادق التفاصيل.
ان زنى المحارم امر محرم في كافة الاديان،
وفي احد المشاهد، يسأل رجل عجوز الفتاة، هل تقيمين مع شقيقك
كشقيق، او مثل حياة «الخنازير»!!؟.
انها حياة الخنازير..
ولابد من الموت..
وتكون
النهاية الموت، وذهاب جثتيهما الى حيث النهاية..
فيلم ومخرج يبتكران صورة
جمالية لموضوع هو في غاية القسوة..
يناقش بعمق، يرفض، وتحقق العدالة
ارادتها.. وهو الموت.
فيلم يقول الكثير.. غير الصورة والمضمون.. وربما يكون
احد فرسان الحفل الختامي لمهرجان كان السينمائي الدولي.
كيت بلانشيت: تربيت على حب «أنديانا جونز»
عبد الستار ناجي
اعترفت النجمة
الاسترالية كيت بلانشيت، في حديث خاص بانها تربت على حب «انديانا جونز»
وقالت في
حديث مطول، نقتطف منه، سعادتها الكبيرة في تجسيد احدى الشخصيات الرئيسة في
النسخة
الجديدة من فيلم «انديانا جونز ومملكة الجمجمة البلورية».
وقالت: عشت
طفولتي، وأنا استمتع وأحب مشاهدة أفلام «انديانا جونز» ولطالما حلمت بتجسيد
احدى
شخصياتها، وحينما اتصل بي المخرج الكبير ستيفن سبيلبيرغ سألني سؤالاً
واحداً يقول
فيه «ما هو رأيك في أن تكوني معنا في «انديانا جونز»، فكان
الرد بكلمة واحدة
موافقة».
وكانت كيت قد وصلت الى كان، بعد اسبوعين فقط من انجابها
لمولودها
الأخير،
حيث ستغادر كان متوجهة إلى لوس انجلس لتصوير فيلمها الجديد
هناك.
وتجسد كيت في الفيلم شخصية ضابطة روسية تطارد انديانا جونز من
أجل
الحصول
على الجمجمة البلورية وسط كم من المغامرات والمطاردات المشوقة، كما تتميز
كيت باتقان اللكنة الروسية في الفيلم، حتى يعتقد المشاهد بأنها ممثلة ذات
أصول
روسية.
النهار الكويتية في 22
مايو 2008
وجهة نظر
مواعيد
عبد الستار ناجي
خلال مهرجان كان السينمائي الدولي، اقتربت
من تجربة في غاية الاهمية، تتعلق بالمواعيد.
ودعوني اروي لكم هذه الحكاية،
لقد اتصلت قبيل شهر ونصف من موعد مهرجان كان السينمائي، بالمرافق الاعلامي
والصحافي
لفيلم «انديانا جونز ومملكة الجمجمة البلورية، من اجل الحصول
على موعد، وبعد دقائق
وصل الجواب «تم تسجيلك ضمن اللائحة».
وحينما جاء اليوم والوقت، ذهبت الى
فندق «دي كاب» خارج مدينة كان، والذي تحول الى ما يشبه الترسانة من كثرة
الحرس.
ومن بعيد شاهدت عدداً من النجوم بينهم هاريسون فورد والمخرج
ستيفل
سبيلبرغ.
لقد ذهبت قبل الموعد بساعة تقريبا، وكان امامي من اجل لقاء
هاريسون
فورد اكثر
من «30» زميلاً صحافياً واعلامياً وناقداً، والموعد بحد اقصى «3» دقائق..
سؤال او اثنان وينتهي الأمر، لان كل شيء تريد ان تعرفه عن هاريسون والفيلم
موزع في
الملف الصحافي، وهو بعدة لغات مكتوبة او منسوخة على اقراص مدمجة.
الموعد كان
1:20
ظهراً،
وقبلنا كان ثلاثة صحافيين، جلسوا معه وكان موعدهم معه 1:16 دقيقة،
وفعلا، انتهوا في اربع دقائق ودخلنا انا وصحافي ياباني وثالث بلجيكي،
وجلسنا «4»
دقائق فقط لامجال للمجاملات، وكانت الاسئلة سريعة والاجوبة اسرع مع شيء من
الضحك.
وظل هاريسون يلتقي مع الصحافيين والتلفزيون حتى الرابعة، حينما
انتقل
الى قصر المهرجان ليعقد مؤتمرا صحافيا، ثم يحضر حفل افتتاح الفيلم في
المساء، ويحضر
حفل عشاء، ثم يغادر عائدا الى لوس انجلس.
اهم ما في هذه التجربة دقة
المواعيد، والاحتراف العالي من قبل المرافقين الصحافيين، والالتزام من قبل
هاريسون
فورد.
هكذا تسير الامور في كان.. وفي صناعة الفن السابع.. فالنجومية
هي
التزام،
وليس تأخراً في المواعيد كما يفعل اكبر عدد من نجومنا في العالم
العربي.
وعلى المحبة نلتقي
annahar@annaharkw.com
النهار الكويتية في 22
مايو 2008
|