كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

تتغلّب على البوليس وتصر على استعادة ابنها المخطوف.. أنجلينا جولي ل «الجزيرة»:

في هذه المرحلة من حياتي أستطيع أن أقول إن حياتي متوازنة

هوليود - محمد رضا

مهرجان كان السينمائي الدولي الحادي والستون

   
 
 
 
 

الفيلم الجديد للمخرج كلينت ايستوود هو (الاستبدال) بطولة الممثلة إنجلينا جولي، وتكاد أن تكون الاسم الوحيد المعروف في هذا الفيلم لولا أن بعضنا يعرف بالطبع الممثل جون مالكوفيتش الذي يلعب دوراً مسانداً.. إنها المرّة الثانية التي يرتبط فيها الممثل مالكوفيتش بعمل لكلينت ايستوود.

المرّة الأولى كانت في أواخر الثمانينيات عندما ظهر اليثنان معاً في فيلم (في خط النار)? لكن بالنسبة لأنجلينا جولي هي المرّة الأولى التي تمثِّل فيها عملاً تحت إدارة ايستوود وحسبما تقول: (تمنيت لو أن هذه المرّة وقعت منذ سنوات بعيدة).. دورها هنا نابع من شخصية حقيقية لأم اسمها كرستين كولينز فقدت، في العام 1928، ولدها وولتر ابن الثامنة من العمر حين عادت ذات مرّة من عملها لتجده اختفى من البيت.

تنطلق للبحث عنه وتخبر البوليس وبعد نحو عشرة أسابيع ينبئها البوليس أنه وجد ابنها وأنه بخير.. حين تصل إلى استقباله في قطار آتٍ من خارج مدينة لوس أنجيليس وسط حشد صحافي قامت شرطة المدينة بتدبيره لأجل الظهور بمظهر الساهر على القانون، تكتشف أن الولد الذي جيء به ليس ابنها.

تقول ذلك للكابتن الذي يصر على أنها على خطأ وأن هذا الصبي إنما ابنها بالفعل ويتم التقاط الصورة التي تظهر في الصحف في صباح اليوم التالي.. لكن كرستين تبرهن لنفسها وللبوليس أن الصبي لا يمكن أن يكون ابنها لأنه أولاً تمَّ تطهيره، وثانياً لأنها كانت تقيس طول قامة ابنها وهو الآن أقصر من ذي قبل بثلاثة سنتميترات.

إنها مسألة بالغة البساطة أن يراجع البوليس نفسه، لكن ليس هذا الكابتن الذي باتت القضيّة متّصلة بموقف ذاتي متصلّب لمجرّد أنه لا يود الظهور أنه على خطأ.

وحين ترفض الإذعان والقبول بما يسألها القبول به، يرسل بها إلى المصحة النفسية على أساس أنها مختلّة الأعصاب وبحاجة إلى طبيب نفسي? في هذه الأثناء هناك مصلح اجتماعي (مالكوفيتش) يعرف ما يحدث ويستخدم برنامجه الإذاعي لنشر وقائع ما يدور ويؤلّف حملة ضد البوليس الفاسد والتلفيق الذي أرسل بموجبه امرأة بريئة إلى المصحّة.. هناك يمضي الفيلم بعض الوقت لتصوير ما ينتظر كرستين.

الطبيب يعرض عليها الإفراج عنها للحال إذا ما وقّعت على ورقة تعترف فيها بأنها كانت على خطأ وأن الصبي إبنها، لكنها ترفض.. والفيلم بعد ذلك يمضي في وجهات روائية أخرى تضيف تشويقاً وإثارة ودراما على هذا الوضع نتعرّف فيها إلى ما حدث مع ابنها الحقيقي ثم إلى محاكمات رجل قتل عدداً من الأولاد الذين قام باحتجازهم في مزرعة خارج المدينة.
 

جميلة وموهوبة

فيلم كلينت ايستوود رزين وكلاسيكي والصورة دائماً ما تؤدي إلى صورة أبلغ منها وتؤدي دور اللحمة التي تبني الفيلم إلى حيث يبغي المخرج الوصول اليه.. في كل ذلك أنجلينا جولي متجاوبة ومتلائمة مع الدور والشخصية.. مقنعة على الرغم من أنها في بعض الأحيان ما تبدو كما لو كانت بحاجة إلى حوار أفضل وأقوى.

هي، كما نعلم جميعاً من قبل، جميلة وموهوبة لكنها هنا أكثر من أي فيلم مضى لا تعتمد على جاذبيّتها النسوية لكي تؤدي الدور بل تتجرّد من الذات الخاصّة أكثر من مرّة.. خلال المقابلة معها تكررت الإشارات إلى الاحترام الذي تكنّه أنجلينا لمخرج بات أيقونة خاصّة في السينما الأميركية والجمهور هنا يحبّه كما هو اليوم: ناضج ومتأمّل في النفس إلى جانب أنه مخرج جيّد?

في آخر فيلم لك قبل هذا الفيلم، وهو:
A Mighty Heart

شاهدناك في دور زوجة تبحث عن زوجها الصحافي الذي اختفى في باكستان وأنتِ حبلى بولدهما الأول.

وهنا نجدك تبحثين عن ابنك.. كلا الفيلمين يحملان نظرة إلى العائلة.

ما هو الرابط الذي تشعرين به في هذا الصدد من حيث أنك ربّة عائلة كبيرة من الأولاد؟

أنجلينا جولي: لم أصدّق حين قرأت السيناريو أن هناك حادثة يمكن أن تقع على هذا النحو.. أعجبت جداً بالدور لأكثر من سبب وفي المقدّمة أنها أم مسؤولة وهذا، من هذه الناحية، يقترب من الفيلم الآخر الذي ذكرت.. هي هناك إمرأة مسؤولة أيضاً.. البحث يختلف بين الفيلمين لكن المسؤولية واحدة والإصرار على معرفة الحقيقة هو واحد في الفيلمين.
 

لكن هذا الدور استثنائي؟

لم أشاهد فيلماً مماثلاً في قصّته وهي حقيقية، بل لأنها حقيقية كما أعتقد.

ما أهمية أنها امرأة من فترة زمنية بعيدة؟ هناك نحو ثمانين سنة بينكما?

أنجلينا جولي: وجدتها إمرأة سابقة لعصرها.. هذه المرأة التي عايشت تجربة مريرة لسنوات كانت قررت في صميم نفسها أنها لن تذعن للضغط الممارس عليها.. لم تخف من البوليس ولا من المصحة النفسية وكلاهما مؤسستان كانتا فاسدتين حسبما نرى.. إنه من الصعب أن نصدّق أن هذا حدث، لكنه وقع فعلاً والوثائق لا تزال متوفّرة.
 

لكن إذا ما كان الفيلم واقعي الأحداث، ماذا عن شخصيّتك بالتحديد؟ هل طُلب منك أن تتفاعلين أكثر مما يجب في بعض الأحيان؟ هل وجدت أن عليك أن ترفعي نبرة الغضب أو التوتّر أو أي انفعال آخر؟

أنجلينا جولي: على العكس.. كلينت أراد مني أن أعايش الدور ولاحظت أنه يفضّل أن يرى تمثيلاً يؤدي إلى تجسيد شخصية امرأة عنيدة في حقّها وجسورة في الإصرار على كشف الحقيقة? هناك مشاهد أصرخ فيها وأنفعل فعلاً، لكنها المشاهد التي كان عليها أن تحمل هذا الانفعال.

كانوا يقولون عن كلينت ايستوود إنه مخرج الرجال، لكن الحقيقة هي أنه يولي النساء أهمية كبيرة.. موقفه من المرأة رائع، ومبرهن عليه أكثر من مرّة آخرها في فيلم (مليون دولار بايبي).

أنجلينا جولي: هذا صحيح.. هل تذكر فيلمه الوسترن (غير المسامَح).. لم يكن دور المرأة في ذلك الفيلم كبيراً، لكنه كان إيجابياً وبطولياً.. كذلك كما ذكرت في (مليون دولار بايبي).. أعتقد أنه مخرج بمقدرة كبيرة على التواصل مع الجنسين داخل العمل وخارجه.
  

كيف وجدّته كمخرج؟ 

أنجلينا جولي: كنت أقرأ عنه إعجاب العاملين به.. إنه من النوع الذي يصوّر باقتصاد ويعرف كيف يستخرج من الممثل المشاعر المطلوبة من دون توجيهات كثيرة.. تقف أمام الكاميرا وطالما أنك تعرف ما تؤديه وكيف تؤديه يترك لك حريّة التفاصيل.. أعتقد أنه مخرج يتمتّع بالثقة بنفسه وبالحرفة العالية التي تجعله مرتاحاً جداً في عمله. 

سينما المضمون

هل تجدين من الصعب الاهتمام بمهنتك كممثلة وبمهامك كأم خصوصاً أنك أيضاً مندوبة الأمم المتحدة إلى الدول النامية?

أنجلينا جولي: كنت أعتقد أنه بالضرورة لا بد من طغيان جانب على آخر.. الحقيقة أن ذلك لا يحدث بالصورة التي تستدعي القلق.. عائلتي لا تتركني ولا أنا أتركها بعيدة عن مكان التصوير.. إنها حاضرة معي في البال وفي المكان أيضاً.. كذلك مهنتي حين أكون مع العائلة.. أقرأ سيناريوهات وأشاهد أفلاماً للمخرجين الذين يطلبونني للعمل.. في هذه المرحلة من حياتي أستطيع أن أقول إن حياتي متوازنة.

من الطبيعي أن يكون لديك أكثر من عرض تدرسينه.. ما الذي يحوز إعجابك؟

أنجلينا جولي: كانت رغبتي في السنوات القليلة السابقة القبول بأي دور بطولة في فيلم أحس أنه سيكون جماهيرياً وناجحاً.. لكني في الآونة الأخيرة بدأت البحث عن النوعية في العمل المقدّم.. عن الرسالة التي فيه وكيف تستطيع أن تصل وما الذي تحتويه هذه الرسالة?

هل أفهم من ذلك أنك توافقين على سينما المضمون؟

أنجلينا جولي: لا أعتقد أن سينما المضمون تختلف عن باقي أنواع السينما.. الفيلم الجيّد هو الذي يحكم على المضمون.. وإذا ما كان سيصل إلى الناس أم لا? أقصد أن الرسالة التي في هذا الفيلم نموذجية من حيث إنها لا تتطلب مواقف دعائية أو شكلاً خطابياً جافّاً.. تستطيع أن تضع كل ما تريد إيصاله داخل الفيلم وبطريقة سلسلة.. وهذا ما يعجبني في أفلام ايستوود.

ماذا كانت ردّة فعلك حين علمت أن ايستوود يعرض عليك أن تكوني بطلة فيلم له؟

أنجلينا جولي: سألته أين كنت قبل اليوم.. طالما تمنيّت أن أكون في أحد أعماله.. تمنيت لو أن هذه المرّة وقَّعت منذ سنوات بعيدة.. لقد استلمت هذا السيناريو بينما كنت أقرأ سيناريو آخر.. كان عليّ أن أختار عملاً واحداً فقط، وسارعت إلى اختيار هذا الفيلم قبل أن أنجز قراءة السيناريو.. الى هذا الحد كان جيّداً، لكن الذي حدا بي للقبول به أوّلاً والثقة به ثانياً هو أنه جاء من كلينت.

قبل سنوات لعبت بطولة فيلم ناجح مع زوجك براد بت وذلك في (مستر ومسز سميث).. هل ستتكرر هذه التجربة؟ وهل تعتبرينها ناجحة على صعيد مهنتك؟

أنجلينا جولي: نعم أعتبرها كذلك.. إنه فيلم مختلف عما توجّهت إليه في العامين الأخيرين لكنه نوع مطلوب من حين لآخر لأنه مريح لا يتطلّب جهداً كبيراً في التركيز لأن الشخصية مكتوبة من الخيال وحده.

(مستر ومسز سميث) كان تجربتي الأولى مع براد بت في السينما، وهناك الآن مشروع التمثيل في جزء ثانٍ من هذا الفيلم بعد أشهر قليلة.

هل ترين أن (الاستبدال) سيتوجّه بك إلى ترشيحات الأوسكار؟

أنجلينا جولي: هذا السؤال سابق لأوانه.. نحن ما زلنا في إطار العرض العالمي الأول للفيلم الآن ومن المبكر التفكير في المستقبل.. لكن إذا ما كان التخمين مهمّاً في هذه المرحلة فإنه قد يصل إلى الأوسكارات فعلاً.. هل أفكر في أن يتم ترشيحي وأفوز؟ هذه أمنية لكن إذا لم تتحقّق الآن ستحقق في المستقبل.. هكذا آمل?
  

اللقطة الأولى
نموذج ليوم في كان

منذ تسعة أيام وجدول هذا الناقد اليومي يبدأ في الخامسة صباحاً عندما أصحو من النوم بعد ساعات قليلة من النوم لأعود إلى الكومبيوتر الذي كنت أعمل عليه قبل ذهابي إلى النوم بعد الثانية عشرة ليلاً.. في الساعة السادسة والنصف أنتهي من الكتابة ولدي نصف ساعة لكي آخذ (دوش) سريعاً، وأرتدي ملابس الخروج وأنطلق? في الساعة السابعة أو السابعة والربع أخرج من الشقّة المستأجرة وأنطلق في مسيرتي (هي في ذات الوقت الممارسة الرياضية المثلى) صوب قصر المهرجانات حيث فيلم الصباح.

إنها عادة قديمة من المهرجان البدء بتقديم الحفل الأول في الصباح الباكر ومع أن ظروف الحياة تغيّرت، الا أن ظروف العروض المبكرة لم تتغيّر.

على الطريق إلى قصر المهرجانات لم أنس أن أمر على فندق الهلتون (الذي صار اسمه من هذا العام (سيتفاني) لكي ألملم المجلات اليومية.. الفيلم عادة ما يبدأ في الثامنة والنصف، وأحياناً في التاسعة، لكني أحب أن أصل قبل ثلاثة أرباع الساعة لأقف في الصف مع نقاد آخرين.

لماذا؟ أساساً لأني أحب الجلوس على كرسي معين في صف معيّن ولا أريد أن أتأخر فأخسر ذلك الكرسي أو سواه بقربه وأجد نفسي في مكان لا أرغب الجلوس فيه، وثانياً لأن كلام النقاد في الصفوف الصباحية مثير للتندر.

إنه عادة ما يكون دردشة حول الأفلام التي شُوهدت ورأي هذا وذاك أستمع وقلّما أتكلّم وحين أفعل لا أستخدم نفس النبرة المهذّبة التي تحرص على تقليل أهمية الرأي الخاص. طبعاً لا أتشنج ولا أرفع صوتي ولا أقاطع بل أقول ما أريد قوله بصوت خافت إنما مثل السهم.. أدخل وأجلس حيث أريد وأستمع لموسيقى الجاز الهادئة التي تصاحب فترة الانتظار.

دائماً ما يجلس ورائي رجل لا ينتبه إلى أنه إذا ما ضرب الكرسي الذي أمامه اهتزّ الكرسي وأزعجني.. لكني أنتظر عرض الفيلم وحين يفعل ذلك، وهو يفعل ذلك من دون قصد، أمرر له المرّة الأولى.

المرّة الثانية أستدير صوبه وأطلب منه أن ينتبه? يبدأ الفيلم وينتهي والآن إلى فيلم آخر.

ويبدأ الفيلم الآخر وينتهي وإلى الفيلم الثالث الذي ينتهي عرضه في الثانية بعد الظهر.

آكل سلطة مع تونا وأزور بعض الأصدقاء وأجول في الستاندز العربية ليس كلها معاً.. لكن واحداً أو اثنين في اليوم. في الساعة الرابعة أسجّل تعليقي لتلفزيون أبوظبي، وفي الخامسة والنصف أشاهد فيلمي الرابع وفي السابعة والنصف فيلمي الخامس? في الساعة العاشرة إما أتوجه إلى البيت لأكتب وإما أجلس مع بعض الأصدقاء لكن الغالب، وبالأمس الذي أتحدّث عنه، فضّلت العودة إلى البيت للكتابة.

ثم أنام متأخراً في الليل وأصحو باكراً جدّاً.. هذا البرنامج اليومي ليس من ابتكار هذه الدورة من مهرجان كان، بل هو برنامج أمارسه وغيري من العالقين في حب السينما ونتحمّل من أجله التعب وقلة النوم وأحياناً قلّة تهذيب الآخرين.

إنه ما يؤمّن في نهاية المطاف مشاهدة كل هذا العدد الكبير من الأفلام التي نأتي خصيصاً لمشاهدتها هنا.
 

يحدث الان

المخرج مارتن سكورسيزي لن ينجز الفيلم الموسيقي الجديد عن حياة المغني الجامايكي بوب مارلي كما أعلنت هوليوود في مطلع العام، وذلك لأن المخرج اعتذر عن المشروع لكثرة المشاريع التي بين يديه حالياً ولعدم رغبته في إنجاز فيلمين موسيقيين متلاحقين بعد أن سبق له وأن قدّم، كآخر أعماله، فيلماً عن الفرقة البريطانية (ذ رولينغ ستونز).. جوناثان دامي سيتولّى مهمة إخراج الفيلم الجديد.

والمخرج الأميركي المعروف الآخر سبايك لي وقّع على اتفاق يقضي بتحقيق فيلم بيوغرافي حول لاعب كرة السلة الشهير مايكل جوردان وسيكون من النوع التسجيلي.. يقوم المخرج المعروف حالياً بالسفر بين الدول التي ستشهد بدء عرض فيلمه الأخير.

Miracle at St.Anna

مخرج أفلام الرعب والكوميكس سام رايمي (يقف وراء سلسلة سبايدر مان) حالياً سيقوم بإنجاز حلقات تلفزيونية بعنوان: (القانون الأول للساحرة) من بطولة الممثلة الجديدة بردجت ريغان قبل أن يعود إلى الشاشة الكبيرة لإخراج فيلم من بطولة ميشيل فايفر بعنوان: (غلطة الشاطر) سيكون، كما يقول، أول فيلم كوميدي - عائلي بالنسبة إليه.

يتواجد الممثل براد بت حالياً في مكان تصوير فيلم (الحياة الخاصة لبيبالي) كمنتج فقط.

الممثل المعروف قرر في آخر لحظة عدم التمثيل في هذا الفيلم واختار كيانو ريفز للمهمّة.. الملفت عدد الممثلات المشتركات في هذا العمل ومن بينهن مونيكا بيلوشي، روبين رايت بن، وينونا رايدر، ماريا بيلو، جوليان مور وممثلة جديدة اسمها بلايك لايفلي.. براد بت أخذ عطلة قصيرة يقضيها إلى جانب زوجته في مهرجان (كان) الحالي وسيعود إلى العمل قبل نهاية هذا الشهر.

أنجز الممثل توم هانكس تصوير مشاهده في فيلم (مدينة إمبر) الذي يتحدّث عن مدينة من الأضواء أدهشت العالم بأنوارها المختلفة ذات المصدر الطبيعي الغامض إلى أن تبدأ تلك الأضواء بالخفوت من دون سبب ظاهر.. إلى جانب توم كروز لدينا في هذا الفيلم بيل موراي، تيم روبنز
 

شاشة عالمية

ملح هذا البحر نقدياً 6-10

جماهيرياً ليس بعد

إخراج ماري آن جاسر

تمثيل سهير حمد، صالح بكري

النوع دراما اجتماعية

موجز: تصل ثريا الأميركية ذات الأصل الفلسطيني قادمة من الولايات المتحدة بهدف العيش في فلسطين والمطالبة بمبلغ من المال كان والدها أودعه في البنك قبل النكبة.

الأحداث تؤدي بها إلى التسلل إلى الجزء الإسرائيلي من فلسطين حيث تزور البيت الذي كان والداها وُلدا فيه بصحبة شاب يترك مخيم رام الله للمرة الأولى.

رأي الناقد: في القصّة كل ما تحتاجه السينما الفلسطينية من ذخيرة تطلقها في اتجاه الوضع المؤسف الذي يعيشه الفلسطينيون والمرحلة القاتمة للصراع القائم بينهم وبين الدولة التي احتلّتهم.. وهو يقول كل شيء بصراحة ومن دون خوف من اتهام بأنه ذو وجهة نظر واحدة.

رأي آخر: مع الإدراك بمدى الألم البالغ الذي لا بد أن الفلسطيني يعيشه بسبب ما مرّ به من أحداث منذ ستين سنة، إلا أن المخرجة كانت بحاجة إلى اعتماد الصورة وليس الحوار سبيلاً لإنجاز المهمة - جاي وايزبرغ (مجلة فاراياتي).

THE CHRONICLE OF NARIA: PRINCE CASPIAN

نقدياً 5-10

جماهيرياً

6-10

إخراج أندرو أدامسون (سابقاً:) شرْك 2.

تمثيل جيورجي هنلي، سكندر كينس، وليام موسلي، آنا بوبلول وآخرون من غير المعروفين.

النوع فانتازيا ومغامرات

موجز: مملكة نارنيا تعيش وضعاً سيئاً بعد المغامرة السابقة، فقد مرّت ألف سنة والمملكة أصبحت تحت رحمة ملك شرير يذيق أهلها العذاب.. الأولاد الثلاثة الذين يخوضون المغامرة مجدداً يريدون تحقيق العدالة وتعيين الملك الشرعي للبلاد إذا ما استطاعوا التغلّب على دهاء الشرير الأول في الفيلم.

رأي الناقد: أفضل من الفيلم الأول وأكثر نضجاً واعتناءً من حيث إن المغامرات تأخذ شكلاً شبه تاريخي ما يذكّر بأفلام الحروب التاريخية في العصور الوسطى.. كذلك تثير حكايته الاهتمام لحسن معالجتها رغم أنها لا تقول جديداً على صعيد الحبكة.

رأي آخر: يشابه الجزء الأول من الفيلم من حيث يقدّم مادته بديناميكية بصرية محدودة وبالاعتماد على المعركة كعنصر حاسم في الفيلم وذروته الخاصة.. المعركة في الكتاب الذي صدر في العام 1951 احتلت صفحات قليلة، في هذا الفيلم تبدو كما لو كانت مماثلة لمعركة تحرير نورماندي في فيلم (أطول يوم في التاريخ) - مايكل فيليبس (تشيكاغو تربيون).

REPRISE

نقدياً 7.7-10

آخر 4-10

إخراج واكين ترايير (أول فيلم).

تمثيل أنيراس دنيالسن واسبن كلومن- هاينر

النوع دراما نروجية

موجز: صديقان منذ الصغر هما: فيليب وإريك كل يحاول شق طريقه كروائي أديب.. وكل منهما يبعث بروايته التي انتهى من طبعها بالبريد، لكن واحداً منهما هو الذي ينجح في إيجاد الناشر ونجاح أحدهما يثير حسد الآخر خصوصاً عندما يُترجم هذا النجاح إلى ثروة مادية وعلاقات اجتماعية.

رأي الناقد: لا يثير الفيلم إعجاب المعتادين على مواضيع غير شخصية أو على مواضيع أكشن ومفارقات مثيرة وشيّقة.. على العكس، هذا الفيلم يشبه واحداً من أفلام الستينيات بأسلوب عمله وارتياحه إلى إيقاع خاص به.. لكن حتى هذا الناقد تبرّم منه أكثر من مرّة، لكنه قدّر اختيار المخرج لقصّته وأسلوبه.

رأي آخر: المخرج النروجي يقدم عمله الموحي كأول أعماله.. إنه يدغدغ عملية الإبداع الذاتية ويتحدّث عن صداقة تنمو وتتوقّف ويقبض على تلك اللحظة من الحياة حيث الفكرة وحدها هي الأهم وكيف يمكن لأحد أن يؤسس حياته تبعاً لها - كارينا شوكانو (لوس أنجيليس تايمز).
 

أفلام الاسبوع

1(-) The Chronicle of Narnia: Prince Caspian***  

$55.045.805
Walt Disney

يزيح هذا الفيلم الفانتازي فيلم (آيرون مان) من على القمّة بإيراد جيّد لكنه ليس قياسياً.. الأولاد الثلاثة يعودون إلى تلك الخزنة التي يطلّون من خلالها على عالم فانتازي كامل يقبع في التاريخ حيث يحاول شرير الاستئثار بالحكم وعلى الأولاد مساعدة الأمير الشرعي للبلاد.

2 (1)
Iron Man***

$31.838.996
Paramount

أسبوع ثالث من النجاح جامعاً للآن نحو 223 مليون دولار في السوق الأميركية وحدها.. أكشن من الكوميس حول سوبر هيرو جديد يؤديه روبرت داوني.. الفيل م جيد في الإمكانيات وضعيف في الإقناع أحياناً.. تمثيل جيّد طالما أننا نرى وجه الممثل.. بعد ذلك وتحت القناع كل شيء هو مسألة تقنيّات

3 (2)
What Happened in Vegas

$13.883.874
Fox

كوميديا عاطفية مطروقة في أكثر من نحو.. هذه المرّة نجد كاميرون داياز وأشتون كوتشر على طرفي لعبة شد الحبل.. يربح كل طرف منهما بالدور كما لو أن الفيلم مباراة ملاكمة مرتّبة حسب دوراتها.. لا هي مقنعة في شخصيّتها ولا هو جيّد في تمثيله.

4 (3)
Speed Racer**

8.117.450$
Warner

افتتاح جيد نسبة إلى الرقم المنجز من شباك التذاكر، لكنه ضعيف إذ يوحي بأن هذا الفيلم العلمي- الخيالي المنفتح على العائلة بأسرها سيخسر موقعه الثالث هذا سريعاً: قصّة قائد سيارة السباق الذي سيدخل أصعب مباراة في حياته طلباً للفوز كما انتقاماً من مقتل شقيقه.

5 (4)
Made of Honor

4.702.950$
Sony

بعد أن بحث باتريك دمبسي طويلاً عن دور يعيد تقديمه إلى الشاشة الكبيرة إثر محاولات مخفقة، يجد ضالته في هذه الكوميديا العاطفية حول الرجل الذي يكتشف أنه يحب المرأة التي كانت صديقته من دون أي رابط عاطفي من قبل.. قديمة ألعب غيرها.. ربما، لكن الفيلم ينجح في هذه الحدود فقط.

6 (5)
Baby Mama

$4.680.619
Universal

صديقتان تكشفان عن أن الحياة تحت سقف واحد في مهمّة واحدة يمكن أن تكون صعبة جدّاً حتى ولو كانت الغاية بالنسبة إليهما نبيلة.. كلا الممثلتين، وهما تينا فاي وآمي بولر، خبرتا التلفزيون وما زالتا فيه على الشاشة الكبيرة - كوميديا اجتماعية.

7 (6)
Forgetting Sarah Marshall

$2.786.220
Universal

على إيقاع الأفلام العاطفية المعهود: حب فعاصفة فخلاف فافتراق فلقاء من جديد في هذا الفيلم الذي يصب في خانة التقليد والمليء بمصادفات عديدة.. كتبه ويقوم ببطولته شاب طموح اسمه جاسون سيغال.. جمع للآن نحو 55 مليون دولار.

8 (7)
Harold الجزيرة Kumar Escape From Gaunanamo Bay

$1.997.450
Universal

حين يعتقد الأف بي آي أن هذين الشابين جون تشو، بملامحه الصينية، وكال بن، بملامحه الأوسطية إرهابيان كيف لا يمكن لهما إلا الفرار بحثاً عن ملجأ آمن؟ قصّة خفيفة من وحي عالم من الشبهات يعيش فيه الأميركيّون غير الأنغلو ساكسون اليوم

9 (8)
The Forbidden Kingdon

$1.073.856
Lionsgate

ترفيه أميركي في الصين إذ ينتقل شاب معجب بفنون القتال الشرقية (النينجا وغيرها) إلى الصين ليواصل دراسته في هذا المجال، لكنه ينتقل فجأة إلى عالم من الأمس البعيد حيث بعثة من المحاربين (يقودها جت لي) في سبيل إنقاذ زعيم سجين (جاكي تشان).

13 (10)
The Visitor

672.448
Overture Films

بروفسور في الجامعة يعيش خارج المدينة لكن لديه شقّة في نيويورك. في إحدى زياراته لها يكتشف وجود شاب وفتاة يعيشان فيها وكلاهما من المهاجرين الجدد إلى الولايات المتحدة وكلاهما عربي (حائز سليمان وهيام عبّاس).

الفيلم الأول لممثلة الفلسطينية اللامعة هيام عبّاس في السينما الأميركية بعد أن شقّت طريقها أوروبياً.
 

الجزيرة السعودية في 23 مايو 2008

 
 

القبس في مهرجان «كان»

المرأة الأم تشمخ بحضورها في الدورة 61

كان (فرنسا) ــ صلاح هاشم

من أهم ملامح مهرجان «كان» الحادي والستين شموخ المرأة كأم وشجاعتها، وقد برز ذلك في عدد كبير من الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، التي اضطلعت فيها المرأة بدور الأم كحارس للطفولة، وللإنسانية، ومستقبل الإنسان. ولاشك في ان لجنة تحكيم المهرجان في هذه الدورة، سوف تجد صعوبة يقينا في اختيار الممثلة التي تستحق الفوز بجائزة أحسن ممثلة في أفلام المهرجان من بين عدد كبير من الممثلات النجمات اللواتي حققن شهرة عالمية من قبل، مثل أنجلينا انجلينا في فيلم «تبادل» للأميركي كلينت ايستوود.

ولاشك في أن معيار الاختيار لن يكون أداء الممثلة في كل فيلم على حدة فقط، بل سيشمل الجودة الفنية للفيلم أيضا، وتكامل عناصره في «كل» فني سينمائي شامل يستحوذ على مشاعرنا في التو، وهنا ستكون المنافسة على أشدها، بين عدد من أحسن الأفلام القوية الجيدة التي شاهدناها في المهرجان، ومن فرط إعجابنا بها، صارت قطعة منا، أو كما يقول المخرج والمفكر الفرنسي السينمائي الكبير جان لوك جودار، أكبر منا، حيث أن هذه الأفلام التي سافرت بنا في العالم من سان باولو في البرازيل الى لوس انجلوس في أميركا، مرورا ببلجيكا، لم تشمخ بدور الأم فيها فحسب، بل تسامقت أيضا بجودتها وفنها، وعكست الظروف والمتغيرات، التي طرأت على عالمنا المعاصر، وكشفت عن تناقضات مجتمعاتنا الإنسانية ومشاكلها وأزماتها تحت الشمس.

بل وربما تكون مهدت أيضا لرسم وتشكيل ملامح أو موجات سينمائية جديدة، كما عودنا مهرجان «كان»، ككشاف للمواهب.

في فيلم الافتتاح «العمى» اخراج البرازيلي فرناندو ميريل وبطولة جوليان مور وداني جلوفر، نسافر الى سان باولو في البرازيل، ونعيش في الفيلم قصة وباء العمى الذي ينتشر بسرعة داخل مدينة حديثة، يمكن ان تكون سان باولو في البرازيل، حيث صورت أغلب مشاهد الفيلم، أو أي مدينة أخرى عملاقة حديثة مماثلة مثل طوكيو أو نيويورك أو لندن ــ تحتها بالوعات وفوقها دخان وأهلها غرباء داخل جلودهم وحماك الله من انانيتهم وركضهم وتنافسهم ــ فتعلن الحكومة عن حجز المصابين بذلك الوباء في حجر صحي أو مستشفى خاص، لعزلهم عن بقية المواطنين الآمنين، الى ان يكتشف لوباء العمى علاج.

غير أن ذلك العزل يتحول تدريجيا الى سجن كبير، تحت حراسة مشددة، وتسود الفوضى وحالة الارتباك بين العميان ضحايا الوباء، وتدلف الى داخل السجن خلسة زوجة طبيب العيون في الفيلم، وتصبح وهي الوحيدة التي تبصر والعين التي ترى.

وعلى الرغم من ان الفيلم لم يعجبنا، بسبب تقريريته وخطبه ومباشرته الزاعقة، وبدا لنا مخرجه في حيرة من أمره، ولا يعرف كيف يتصرف في القصة، وكيف ينهيها، كما فشل في ايجاد معادل موضوعي لتجسيد الحكاية الرمزية، برزت الممثلة الاميركية جوليان مور في دور «المخلص» زوجة الطبيب في بعض مناطق ومواقف الفيلم، وظهر أن ادارة المهرجان اختارت هذا الفيلم «العمى» لكي تعلي في حفل الافتتاح من قيمة ودور المرأة في قيادة الإنسانية، لكن في فيلم ماسخ للأسف، بلا طعم ولا حضور ولا نكهة.

جوليا في سجن النساء

ونخرج من «العمى» في سان باولو لنسافر الى الأرجنتين، حيث نتعرف على مأساة «جوليا» ــ 26 سنة ــ التي تستيقظ فجأة فتجد جثة صديقها غارقة في الدماء والى جواره يرقد صديقه المصاب والمجروح ايضا لكنه مازال على قيد الحياة.

وبسرعة تعتقل جوليا وتصبح متهمة بقتل حبيبها واصابة صديقه بجروح، وتنقل الى سجن النساء وهي حامل، حيث تعيش السجينات مع اطفالهن حتى سن الرابعة، ومن بعدها يقوم احد أفراد الأسرة بتربية الطفل في الخارج، أو تتكفل إدارة السجن بالبحث عن أسرة تتكفل به.

ويرسم الفيلم صورة بالغة القوة لواقع سجن النساء في الارجنتين، وعملية تحول «جوليا» من امرأة بريئة ولم تنضج بعد، الى امرأة ذات شخصية قوية وإرادة من حديد، وبخاصة حين تجرى لها عملية قيصرية وتلد طفلها، وتطلق عليه اسم «توماس»، وتتطور علاقتها تدريجيا بالطفل. فقبل ان تلده كانت تضرب بطنها بقبضتها علها تتخلص منه، وتتصور انه كان السبب وراء حبسها، لكنها تبدأ تنجذب اليه، وتقبل عليه وتحبه، وبسرعة يصبح توماس كل شيء في حياتها وتجسيدا لأمومتها، وعليها الآن أن تربيه وتحميه، بانتظار التحقيق في جريمة القتل التي ارتكبتها، وتقديمها مع صديق زوجها الى المحاكمة، والتحقيق معهما لاكتشاف من القاتل.

وتعود أم جوليا الى الارجنتين من فرنسا لتزور ابنتها في السجن، وتحاول بمساعدة احد المحامين ان تنتزع توماس من صدر أمه، لكي تربيه خارج السجن بمعرفتها، وتنجح بالفعل في ذلك، غير ان جوليا التي عشنا معها ومع توماس لحظات سعادة بهيجة ومشرقة حقا رغم قسوة السجن وعذاباته، لا تستسلم ولا تخضع ابدا، وتطالب بعودة ابنها اليها، وتصرخ أعيدوا اليّ طفلي، فيلقى بها في الحبس وتعامل مثل الكلاب.

وتتعاطف معها السجينات اللواتي يقمن تضامنا معها واستجابة لمطلبها العادل في الحديث مع مدير السجن بحرق قطع الأثاث داخل الغرف وقلبها رأسا على عقب والخبط على الحلل وأدوات المطبخ، فيحضر مدير السجن بسرعة قبل أن تنشب ثورة، ويتفاهم مع جوليا لدرء الفضيحة، ويطلب منها تهدئة السجينات، ويسمح لجوليا بزيارة ابنها في الخارج.

وتكون جوليا قررت امرا، وبخاصة بعد ان حكم عليها بالحبس لمدة عشر سنوات، فتخطف ابنها في نهاية الفيلم، وتهرب بتوماس الى خارج البلاد بجواز سفر مزور. وتشمخ هنا الممثلة الارجنتينية مارتينا غوسمان في دور جوليا، وتعيش الدور بكل ما فيها من احاسيس ومشاعر، وتجعلنا في سجن النساء مع الأطفال نستشعر دورها كأم بمعنى الكلمة ونعيش معها الدور حتى النخاع.

صمت لورنا

ثم يطلع علينا الشقيقان داردين من بلجيكا بفيلمهما «صمت لورنا» الذي يكشف عن وجه جديد من خلال أداء الممثلة الجميلة أرتا دوبروشي من كوسوفو، وتلعب دور فتاة ألبانية مهاجرة الى بلجيكا، تتحايل على البقاء هناك بأي طريقة فتتزوج زواجا غير شرعي على ورق ومن دون معاشرة بمدمن على المخدرات والهيرويين، وبمساعدة سائق تاكسي مجرم، للحصول على الجنسية البلجيكية، وتدفع نظير ذلك مبلغا من المال.

وبعد حصولها على الجنسية تتفاهم مع سائق التاكسي المجرم على أساس طلاقها بسرعة من زوجها المزيف المدمن وتحت الادعاء بأنه يضربها وتقدم شكوى ضده للبوليس.

ونراها في اول الفيلم في صحبة زوجها المدمن وهما يعيشان في شقة ومن دون معاشرة الى ان يتم طلاقها منه، وعلى أساس ان تتزوج لورنا من جديد زواجا على ورق رجل عصابات روسي، ليسهل له ذلك الحصول على الجنسية البلجيكية نظير مبلغ وقدره عشرة الآف يورو تمنح نقدا للورنا.

وبعد حصول لورنا مباشرة على ورقة الطلاق من زوجها المدمن، وقبل ان يغادر الشقة، يكون سائق التاكسي تخلص منه بسرعة بإعطائه جرعة هيرويين زائدة خلصت على حياته، غير أن لورنا تمنح زوجها المدمن في لحظة جسدها وتحبل منه، فيصبح الجنين في أحشائها عقبة تحول دون زواجها رجل العصابات الروسي.

وينهار حلم لورنا في فتح مطعم صغير في بلجيكا يجمعها وعشيقها الألباني الحقيقي، ويستيقظ ضمير لورنا وتستشعر الإثم الذي ارتكبته في حق زوجها المدمن، فتقرر الإبقاء على الجنين، في حين تحاول العصابة التخلص منها لأنها تستطيع أن تفضح أمرهم للشرطة، بعد ان فشلت خطتهم الإجرامية. وتهرب لورنا في نهاية الفيلم الى داخل غابة، وتعثر على كوخ خشبي مهجور تحتمي بداخله، وتبدأ تخاطب الجنين في أحشائها ان يا طفلي سوف أحميك، ولن يستطيعوا أبدا قتلك، وتروح تخاطب ذلك الجنين في مونولوغ طويل هامس مؤثر.

غير ان فيلم «صمت لورنا» الذي يكشف عن وضع المهاجرين الى بلجيكا والتحايل على البقاء بطرق إجرامية وغير شرعية، بدا لنا على الرغم من حصول مخرجيه على سعفتين ذهبيتين عن فيلمين «روزيتا» و«الابن» من قبل في دورات سابقة من المهرجان، أقل وقعا وتأثيرا من الفيلمين المذكورين، وأقرب الى الفيلم الكلاسيكي التقليدي ولا غبار عليه، كما اننا لسنا ضد الكلاسيكية في السينما، غير انه لم يبلغ فقط المستوى السينمائي الذي كنا نتوقعه من المخرجين الكبيرين، وعلى الرغم من تمكن تألق آرتا دوبروشي في دور الشابة الألبانية المهاجرة الى بلجيكا، وكشف الأخوين داردين في فيلمهما الواقعي عن آليات الجريمة المنظمة،وعن عملية انتقال الأموال من يد الى يد في الفيلم، ودوران رأس المال، وخضوع الأفراد في المجتمعات الصناعية الغربية الى المادة التي صارت تتحكم الآن في كل شيء، وتدوس على القيم والمثل والعواطف النبيلة، وكل تلك الفضائل التي يفاخر بها الإنسان.

أنجلينا تبحث عن ابن مفقود

ثم نسافر مع أفلام المهرجان الى لوس انجلوس في أميركا، ونعود الى الوراء الى عام 1928، حيث نتعرف على السيدة كريستين والتر، في فيلم «تبادل» للاميركي كلينت ايستوود ــ 78 سنة، منها 30 سنة سينما ــ وتقوم بدورها في الفيلم الممثلة الأميركية النجمة انجلينا جولي، وتعيش كريستين في الفيلم وحدها مع ابنها والتر، في التاسعة من عمره، بعد أن هجرها زوجها، خوفا من مشاركتها مسؤولية تربية الابن، وهرب بجلده.

وتعمل كريستين في شركة اتصالات تلفونية في لوس انجلوس المدينة، ونراها في المشاهد الأولى من الفيلم كرست كل حياتها لعملها وابنها، حتى انها ترفض دعوات رئيسها في العمل للخروج معها، وإقباله عليها وتودده إليها، فلم تكن كريستين تهتم بمثل تلك الأمور، أو تبحث عن رجل يملأ عليها حياتها، بل كانت تركز على تربية الصغير وتعليمه، ونجحت في ان تجعله يكبر بسرعة، ويعتمد على نفسه، فلا يخاف الظلام، لا يخشى أن تتركه أمه في البيت وحده.

وذات يوم تعود كريستين كولينز من عملها فلا تجد والتر في البيت كعادته ينتظرها فتقلق كثيرا عليه، وتروح تبحث عنه في جنون في كل مكان من دون جدوى، فتقرر الاتصال بالبوليس الذي يطمئنها الى أن والتر مثل بقية الاطفال الذين يتغيبون، سيعود في اليوم التالي الى حضن أمه، وان الشرطة لا تبدأ في البحث عن الاطفال الضائعين المفقودين الا بعد مرور 24 ساعة على اختفائهم. لكن تمر الشهور من دون ان يعثر على والتر أي أثر وكأنه فص ملح وذاب، أو كأنه تبخر في الجو. لكن بعد مرور 5 أشهر يبلغ مدير شرطة لوس انجلوس كريستين بأنهم عثروا اخيرا على ابنها والتر، وتصطحبه كريستين الى محطة القطار، وتسارع عند وصوله الى الركض على الرصيف لاستقبال ابنها مع الصحافيين والمصورين الذين حضروا الى المحطة لتغطية الحدث، ويقف القطار ويهبط منه والتر، وتفاجأ كريستين بأنه ليس ابنها والتر بل صبي آخر غير ابنها، وتقبل تحت ضغط مدير الشرطة أن تجرب ابنها المزيف الجديد لمدة أسبوعين فقط، ومن بعدها تواصل الشرطة بحثها عن ابنها.

وتبدأ كريستين حياة جديدة مرعبة مع هذا الصبي الغريب الذي حل في دارها، وتحاول أن تحل ذلك اللغز المخيف، فلاشك ان هناك من يتأمر على حياتها وهي تريد فقط أن تعرف أين ابنها، وما حدث له، ومن يكون ذلك الكائن الغريب الذي يمثل عليها دور الابن، وينام في فراش والتر، ولمصلحة من؟

وتبحث كريستين كولينز عن إجابة لتلك التساؤلات المحيرة، وتفتش في الفيلم عن الحقيقة، وتدريجيا تكتشف ان شرطة لوس انجلوس في تلك الفترة أي في العشرينيات في أميركا كانت وكرا للفساد، ولم تكن تهتم بالبحث عن ابنها، بل بفرض سيطرتها على الجريمة المنظمة في المدينة، بعد ان تخلصت من المجرمين واللصوص بقتلهم، ووضعت رجالاتها في مكانهم، وتدرك كل هذه الأمور من خلال راعي كنيسة، تعرفت عليه، ويقرر أن يقف الى جوارها في معركتها مع شرطة لوس انجلوس ومحاربة الفساد، لاكتشاف حقيقة ما جرى لابنها والتر.

وثيقة مهمة

اعتبر فيلم «تبادل» من أقوى الأفلام التي عرضها المهرجان، ومن المحتمل كما أتصور لعدة اعتبارات سوف اذكرها لاحقا أن يفوز الفيلم بجائزتين: جائزة أحسن فيلم في المهرجان ــ السعفة الذهبية ــ وتمنح لمخرج الفيلم ايستوود، وجائزة أحسن ممثلة وتمنح لبطلة الفيلم انجلينا جوليا التي تألقت في ادائها الانساني الرائع كأم.

الفيلم على مستوى الشكل، بدا لنا جميلا وأنيقا بكلاسيكيته، وانسيابية احداثه التي حبست أنفاسنا، ونعومة اخراجه، من خلال عنصر التشويق الجميل في الفيلم، ويقدم أحد أرفع نماذج السينما الهوليوودية المتمكنة من فن الحكي ورسم الحبكة الدرامية وتأليف وتوليف السيناريو المتماسك المتين، كما في أفلام كابرا وجون هيوستون واليا كازان، نموذج يجعلنا كما في أفلام ملك الرعب هتشكوك، مشدودين من التوتر والترقب والرعب الى مقاعدنا، ونريد أن نعرف مع كريستين كولينز أين اختفى ابنها المفقود. ولنتبين في ما بعد ان الفيلم يشتمل على عدة طبقات ومستويات، حيث ان المسألة في الفيلم هي أكثر من مجرد البحث عن الابن فقط، اذ تشمل كذلك المعركة التي تخوضها كريستين لاكتشاف الحقيقة ضد شرطة لوس انجلوس الفاسدة، وعمدة المدينة الفاسد، وسلطة الدولة ومؤسستها القانونية، بحيث انها (كريستين) تتحول في الفيلم الى رمز للثورة على الفساد، وتجعل المواطنين في المدينة يخرجون للتظاهر في الشارع بعد أن أدركوا ان ادارة الشرطة بدلا من ان تخدمهم وتحميهم، كانت تستغلهم وتبتزهم وتسرقهم، وتلقي بمن يحتج أو يحاول فضحها منهم أو الاعتراض على ماتفعل، خلف جدران المصحات العقلية.

كما تتضمن ايضا وعلى مستوى آخر حكاية سفاح مرعب كان يقوم باختطاف الأطفال والاعتداء عليهم في مزرعته في ريف لوس انجلوس، وحبسهم في عشة فراخ، قبل ان يقوم بقتلهم وذبحهم مثل الأرانب من بعد، وتمزيق جثثهم بالبلط والسكاكين، ويذكرنا بحكاية «ريا وسكينة» في فيلم صلاح ابوسيف الاثير، ويجعلنا نرتعد من الخوف والرعب حين يتجه رجال الشرطة الى مزرعة السفاح في الفيلم، ويكتشفوا جثث أكثر من عشرين طفلا مطمورة في التراب.

كما يشتمل الفيلم الذي يسمح بعدة قراءات ايضا على جزء خاص بالعلاج النفساني كما كان يمارس في فترة العشرينيات في أميركا، والفيلم كله يعتبر وثيقة سياسية مهمة لتلك الفترة لأنه يعتمد على قصة حقيقية وقعت بالفعل، وتقود بطلته معركة ضد السلطة وهي تفتش عن حقيقة ما جرى لابنها.

مادونا مخرجة أفلام للمرة الأولى

ظهرت مادونا نجمة موسيقى البوب مخرجة افلام للمرة الاولى في مهرجان «كان» السينمائي الدولي امس الاول من خلال عرض فيلمها الوثائقي حول الازمة التي يواجهها مليون طفل في مالاوي اصبحوا ايتاما بعد ان فقدوا آباءهم وامهاتهم نتيجة اصابتهم بمرض الايدز.

ويبدأ الفيلم، وهو بعنوان «آيام بيكوز وي آر» (أو «ما انا عليه نتيجة لما نحن عليه»)، بقول مادونا: «النا س يسألونني دوما عن سبب اختياري لملاوي.. انني لم اخترها.. بل هي التي اختارتني».

ويتطرق الفيلم، الذي تبلغ مدته 90 دقيقة، ايضا الى تبني المغنية الاميركية في عام 2006 لطفل من ملاوي، احدى افقر دول العالم، حيث لا يتعدى دخل اكثر من 60% من مواطنيها البالغ عددهم 13 مليون نسمة الدولار يوميا.

وقبل وصول مادونا الى قصر الاحتفالات صعد درج المهرجان ابطال فيلم «تشي» للاميركي ستيفن سوديبرغ المخصص لتشي غيفارا. وبين النجوم الذين حضروا العرض الذي استمر اربع ساعات و28 دقيقة (مع استراحة) نجم كرة القدم الارجنتيني السابق دييغو مارادونا وبطل العالم السابق في الملاكمة مايك تايسون.

ويتناول فيلمان وثائقيان يعرضان في كان حياة مارادونا وتايسون، الاول من اخراج امير كوستوريتسا والثاني جيمس توباك. والبطلان الرياضيان السابقان من محبي التشي ولديهما وشم لوجه الثائر الارجنتيني.

وقال ماردونا في تصريح لتلفزيون المهرجان «التشي هو للعالم بأسره وليس للارجنتينيين فقط».

القبس الكويتية في 23 مايو 2008

 
 

من توقيع البرازيليين والتر ساليس ودانييلا توماس

«التمريرات» تحليل في المجتمع البرازيلي

عبد الستار ناجي

حينما نذكر السينما البرازيلية، فلابد من التوقف طويلا امام العم المخرج الرائع والتر ساليس، الذي اذهل العالم من خلال فيلمه التحفة «محطة المركزية للبرازيل» والذي فاز عنه بجائزة مهرجان برلين وترشح للاوسكار كأفضل فيلم اجنبي، هذا البرازيلي العاشق للتفاصيل الاجتماعية لبلاده، يعود برفقة دانييلا توماس وبفيلم «التمريرات» او بمعنى حرفي «تمريرات كرة القدم».

الحكاية باختصار شديد، صورة ترصد حكاية امرأة برازيلية واربعة من ابنائها، وكل منهم من رجل، وكل من ابنائها حلمه وظروفه، احدهم يتمنى ان يصبح لاعب كرة قدم مشهوراً ومحترفاً، والثاني يعمل في محطة بنزين وفي الحين ذاته يشارك في الجلسات الدينية، حيث للدين المسيحي تقاليده، وايضا الحديث المبالغ فيه عن المعجزات، اما الثالث فيعمل كمراسل، والرابع هو الاسمر ويتمنى ان يقود احد الباصات العمومية ولذلك فهو يقضي اغلب نهاره يتنقل بين الباصات يراقب حركة السائقين وكيفية تعاملهم مع السيارة.

اما الام المسكينة فهي تعمل في احد المنازل، بانتظار ان تضع مولودها الخامس، ولهذا يأتي قرار صاحب المنزل بمنحها اجازة، فكيف ستكون اوضاعها، وكيف ستتحمل وحدها كلفة تربية ومساعدة ابنائها الكبار؟.

وتمضي الأيام..

لاعب الكرة وبعد انتظار يجد الفرصة ليلعب في اخر دقيقتين ويغير النتيجة، والمتصوف المتدين يترك كل شيء، ويذهب مع المتعبدين في الغابات ولكن لا شيء يحدث، فنحن اليوم لسنا في عالم المعجزات.

والثالث المراسل، يحترف سرقة السيارات ويتعرض لحادث.

اما الطفل الصغير، فيحقق حلمه ويقود الباص..

وكأن تلك الاحلام تحققت، ولكن لا شيء في حقيقة الامر تحقق، فالبرازيل تعيش على فوهه بركان من الفقر يلقي يوميا بحممه ومتاعبه ومشاكله.

ويذهب بنا المخرج الي كم من التفاصيل في حياة المجتمع البرازيلي، ولعل سؤالاً يطلقه احد الابناء الى شقيقه يسأله ما هو الدين في البرازيل؟ فيرد «كرة القدم» هي كل شيء، ولكن كيف ستكون الحياة مع كرة القدم، وكيف ستكون الحياة بدون كرة القدم.

كم من التداعيات الاجتماعية والتحليل الدقيق والمتأني والحرفي لموازين المجتمع البرازيلي، الذي يمثل خليطاً من الاجناس والاعراق والثقافات.. ولكن جميعها يسير الى حافة الفقر.. بل ان شرائح كبيرة تغرق في وحل الفقر والعدم.

«التمريرات» الى ان تذهب بتلك الشخصيات، حتى لاعب الكرة، عليه ان يلعب سنوات طويلة مقابل اجر قليل، بينما السماسرة ينعمون بكل شيء، والتمريرات تقدم الام الى البطالة، وتقود المتدين الى شيء من الصحوة لاكتشاف ان ما يدور حوله مجرد اوهام، فالمعجزات لم تعد قادرة على ان تساعده، على العمل، وتساعد امرأة اخرى عجوز على النهوض والمشي وهكذا بقية الشخصيات التي تذهب الى قدرها، تحاول تجتهد وتعمل، ولكن لاخلاص.

عند والتر ساليس ودانييلا توماس جهد سينمائي سخي، وكتابة سينمائية تقود الشخصيات الى عالم من الالم والقسوة والوجع.

كل الشخصيات تبحث عن الخلاص.. ولا خلاص في زمن كرة القدم وغياب المعجزات.

فيلم «التمريرات» احتراف سينمائي، هو ليس بجديد على والتر ساليس بالذات، الذي يعتبر احد اهم شعراء السينما في البرازيل واميركا الجنوبية على وجه الخصوص.

ونخلص.. التمريرات.. سينما ألم المجتمع في البرازيل.  

من إخراج الأرجنتينية لوكرسيا مارتل

«امرأة بلا رأس» سينما اللاشيء

عبد الستار ناجي

هنالك نوعية من الأعمال السينمائية، تحاصرك بعدم الفهم، تجعلك حائراً في الطروحات، واعترفت شخصياً، بأنني وبعد مشاهدة فيلم «امرأة بلا رأس» أو بلا وعي، من اخراج لوكرسيا مارتل، حيث نتابع فيلماً يرصد حكاية امرأة وخلال عودتها على الطريق السريع، تصدم شيئاً يبدو لها أنه كلب، وحينما تنزل من سيارتها، يرسخ في ذهنها أنها ضربت شخصاً.

تذهب مباشرة إلى المستشفى لاجراء بعض الفحوصات بعد اصابتها برأسها، وبعد كم من الحكايات تعترف لزوجها وشقيقها بأنها ارتكبت حادثاً مرورياً.

ويتحرك زوجها وشقيقها، ولكن لا شيء، لا أخبار وهي حينما تعود لاستلام نتائج الفحوصات، يؤكد لها فريق المستشفى، أنه لا وجود لمثل هذه الفحوصات، بل لا وجود لأي وثيقة بهذا الجانب حتى حينما تذهب الى الفندق، فإنه لا شيء ولا سجل لها في الفندق.

وينتهي الفيلم، ويظل السؤال، لماذا؟ وما أهمية مثل هذا الكم من الأحداث الوهمية، ولماذا تلك التصورات لحكايات وحوادث ليس لها أي مكان من الصحة.

فيلم أرجنتيني لمخرجة تقدم فيلمها الثالث، وهي دائماً تسير على النهج ذاته، ونعني سينما الأفلام التي تدخل اليها وتخرج منها، فلا تفهمها، حتى لو أمعنت التحليل والبحث.. وهذا ما خلصت إليه، وعذراً لعدم الفهم. 

وجهة نظر

سينمات

عبد الستار ناجي

بعد سنوات من حصار السينما العربية المصرية، يأتي اليوم دور حصار السينما الأميركية، وهو امر لا نعاني منه وحدنا سواء في الكويت او العالم العربي بشكل عام، بل هي قضية عالمية، تتم مناقشتها حتى في البرلمان الاوروبي، لمعرفة الجوانب الايجابية والسلبية لذلك الحصار وتلك الهيمنة على اسواق العالم.

التواجد في مهرجان كان السينمائي الدولي، يتيح فرصاً أكبر لمشاهدة «سينمات» من أنحاء المعمورة، وبالتالي التماس مع ثقافات متعددة ومتنوعة وثرية بكل مفردات المعرفة وتشكيل الوعي.

ان خطورة الانغلاق والانحباس في دائرة واحدة من النتاجات السينمائية، هي امر يتعلق بتشكيل الوعي والذهاب به الى زوايا لا يمكن السيطرة عليها لاحقا.

ما احوجنا ان تفتح شركة السينما الكويتية الوطنية الابواب على مصراعيها امام نتاجات سينمائية جديدة تأخذ بعين الاعتبار الحاجة الى الانفتاح والتماسك مع المعارض والثقافات الانسانية بكل اتساعها وشمولها وزخمها.

مثل هكذا امر، لا يبدو مكلفاً، كما هو شأن كلفة شراء الافلام «المصرية او الأميركية»، بل هو امر متاح، وجملة تلك الاعمال مترجمة وتؤمن لنا الفرص الحقيقية للاطلاع على احدث التيارات في صناعة الفن السابع.

وعلى مدى اكثر من ثلاثة عقود وفيض من التجوال في المهرجانات السينمائية، نستطيع القول ان السينما في العالم لا تنحصر على السينما المصرية أو الأميركية، بل هي فضاء خصب وثري.

وحتى لا نفهم بشكل خطأ، فنحن هنا لسنا ضد السينما الأميركية او المصرية، ولكننا ضد الانغلاق والقبول بسيطرة وهيمنة الاخر.

السينما مساحة أكبر من الاوكسجين النقي، فلماذا لا نشرع الابواب والنوافذ من اجل التماس مع ذلك الاوكسجين القادم بقاع المعمورة.

وهي دعوة للانفتاح..

ومحاولة قبول الآخر.. مهما كان.

وعلى المحبة نلتقي

annahar@annaharkw.com

النهار الكويتية في 23 مايو 2008

 
 

بطلة فيلم «معركة سياتل» مع شارليز ثيرون...

كوني نيلسن: مهنتي لكسب لقمة العيش ... لا للرومانسية

كان (جنوب فرنسا) - نبيل مسعد

إنها بلا شك من أفضل ممثلات هوليوود حالياً، نظراً الى قدراتها الفنية الكبيرة التي تسمح لها بالانغماس في شخصيات سواء كانت درامية أو مخيفة أو رومانسية بالقوة والصدق التَّامين. ما جلب لها الجوائز الدولية في السنوات العشر الأخيرة. ولدت كوني نيلسن في الدنمارك حيث أمضت طفولتها قبل أن تسافر إلى فرنسا وإيطاليا لإكمال دروسها الجامعية وتعلم اللغات، ثم الى الولايات المتحدة حيث نجحت في لفت انتباه هوليوود والفوز بأجمل الأدوار النسائية في أفلام متنوعة.

من أعمال نيلسن الناجحة فيلم «المصارع» الذي تقاسمت بطولته مع راسل كرو ويواكين فينيكس. ويتذكرها الجمهور جيداً في فيلم «مهمة فوق كوكب المريخ» للسينمائي بريان دي بالما، خصوصاً الفيلم الدنماركي «أخوة» للمخرجة سوزان بير، حيث ظهرت نيلسن في مشهد قوي وصعب تطلب منها أن تنهار عصبياً فجاء حضورها مؤثراً إلى أبعد حد، مقدمة الدليل على كيفية خروجها الكلي من شخصيتها كي تعيش ظروف شخصيتها الخيالية أمام الكاميرا مثلما فعلته أيضاً في أحد أهم أفلامها وهو «ديمون لافر» للفرنسي أوليفيه أساياس حيث بدت في لقطة طويلة مجردة من ثيابها وهي تتشاجر مع عشيقها الذي لعب دوره النجم شارل بيرلينغ.

وكوني الأربعينية منذ فترة وجيزة، زوجة وأم وتتباهى دائماً بقدرتها على المزج الذكي بين نشاطاتها الفنية وحياتها العائلية قائلة إن العملية تتلخص في حسن التدبير والتنظيم لا أكثر ولا أقل.

جالت نيلسن أخيراً على عدد من العواصم الأوروبية كي تروج لفيلم «معركة سياتل» الذي تتقاسم بطولته مع وودي هارلسون وشارليز ثيرون ومن إخراج ستيوارت تاونزند. ولم تترك مناسبة مهرجان كان تفوتها، خصوصاً لحضور عرض الفيلم الفرنسي «أسطورة عيد الميلاد» الذي يشارك فيه الممثل الشاب إيميل بيرلينغ.

وفي كان التقتها «الحياة» وحادثتها.

·     يشاهدك الجمهور في أعمال كبيرة وقوية تدخل إلى تاريخ السينما، مثل فيلم «المصارع» و»مهمة فوق كوكب المريخ». ثم من ناحية ثانية في أفلام تجارية عادية مثل «القانون والنظام» في التلفزيون أو «الصيف القاتم» في السينما، فكيف تختارين أدوارك في الحقيقة؟

- في الحقيقة أختار أعمالي طبقاً لقاعدة واحدة فقط هي تلك التي تفرضها علي عائلتي الصغيرة، بمعنى أنني أخطط كي أتفادى البقاء بعيدة عن زوجي وابني أكثر من ثلاثة أو أربعة أسابيع متتالية وذلك مرة واحدة في السنة. فلا بد من أن يدور تصوير الأفلام التي تطرح علي في البلد نفسه الذي أقيم فيه مع العائلة، أي الولايات المتحدة، ومثلما ذكرته فأنا أقبل الابتعاد والتصوير في منطقة أخرى مثل أوروبا أو أفريقيا أو أي مكان في العالم مرة واحدة في السنة لا أكثر ولا أقل. وطالما انني أحترم هذا القانون الشخصي أوافق على كل الأفلام التي أتلقى عرض المشاركة فيها لذا تجدني أمثل في أعمال مختلفة جداً عن بعضها البعض.

·         ألا تدخل نوعية الفيلم في قرارك؟

- لا بد من أن يتميز السيناريو بحد أدنى من الجودة طبعاً وألا يكون الفيلم من النوع الرخيص، فأنا أحافظ على صورتي لدى عائلتي ولا أرغب في أن يعاني إبني مثلاً من كون أمه تظهر في أفلام إباحية أو مخالفة لأبسط قواعد الأخلاق. وهذا هو المقياس الأول في نظري، أما غير ذلك فأنا أمارس مهنتي وبالتالي أسخّر موهبتي لأي فيلم يعرض علي.

·         كلامك غريب ونادر فلا توجد ممثلة التقيناها إلا وأكدت أنها تختار أدوارها طبقاً لجودة الحبكة والنص لشخصية المخرج أيضاً؟

- كل واحدة لها طريقتها. ودعني أسألك إذا كان الموظف المكتبي يختار مثلاً في كل صباح الملفات التي سيعالجها طوال نهاره لمجرد أن بعضها لا يلائم مزاجه؟ أنا لا أتخيل ذلك، ومن ناحيتي مثلما قلته للتو أمارس مهنتي التي هي التمثيل وأكسب منها لقمتي فلا أوجع رأسي بألف اعتبار واعتبار قبل أن أوقّع على عقد العمل في كل مرة.

·         هل لهذا السبب ظهرت في لقطة إباحية طويلة من فيلم «ديمون لافر»؟

- نعم وفي غيره من الأفلام طالما أنها أعمال جادة وليست رخيصة، وهذا ما فسرته لك من قبل، وفي شأن «ديمون لافر» فهو من أجمل أفلام بداية الألفية الجديدة وتم عرضه في أكبر المهرجانات السينمائية في العالم وحاز على جوائز عدة غير أن مخرجه أوليفييه أساياس هو من أكبر عباقرة السينما الفرنسية والعالمية حالياً.

·     أنت مثلت في «المصارع» مع النجم راسل كرو الذي يعتبر من أكبر النجوم حالياً والذي يتمتع بجمهور نسائي واسع، والجميع يتذكر كيف أن الممثلة ميغ ريان غادرت زوجها من أجله لمجرد أنها عملت معه في فيلم واحد، فكيف كانت تجربة العمل معه؟

- هل تعتقد أنني من النوع الذي يتأثر بالعمل مع أحد دونجوانات السينما؟ أنا امرأة ناضجة ولست مراهقة تحلم بالفارس الشجاع وتفتش عنه فوق الشاشة الكبيرة من خلال شخصيات الأبطال الوهميين مثل كرو وغيره. ولأرد عليك بجدية تامة فأنا مثلت معه مثلما أمثل مع غيره، وأقصد أن كل واحد منا اتقن عمله أمام الكاميرا وحسب، أما خارج أوقات التصوير فكنا نتحدث في مواضيع عامة، وانتهت علاقتنا يوم انتهاء التصوير. ودعني أؤكد لك أنه ممثل جيد ومحترف ولا يلعب بحكاية وسامته وجاذبيته إطلاقاً، إلا مع جمهوره طبعاً ومع ميغ ريان، كما يبدو.

·         تجردين مهنتك الفنية من أدنى رومانسية؟

- لأن مهنتي ليست رومانسية بل صعبة تتطلب ذاكرة وجهداً وتدريباً مستمراً.

·     في مناسبة الذاكرة التي كانت أيضاً موضوع فيلم «ديمون لافر» من بطولتك، فهل تتخيلين أحداث هذا الفيلم مثل محو الذاكرة بطريقة علمية إصطناعية ممكنة في مستقبل بعيد بفضل التطورات التكنولوجية؟

- أتمنى ألا تكون مثل هذه التجارب التي يتحدث عنها الفيلم ممكنة بأي شكل من الأشكال في يوم ما ولا حتى في مستقبل بعيد، لأنها تحد من حرية الفرد وتفرض الديكتاتورية على البشرية، لكنني لم أفكر في هذا الأمر طوال فترة عملي في الفيلم، لأنني اعتبرته مثل غيره عبارة عن حكاية خيالية مصنوعة لتجذب الجمهور العريض ومجردة من أي ناحية تسجيلية.

الجينز

·     لا نشاهدك أبداً سفيرة لدار من الدور المتخصصة في التجميل أو العطور مثل العديد من زميلاتك نجمات السينما، علماً أنك امرأة جميلة، فهل ترفضين هذا النوع من العروض؟

- أنا لا أتلقى عروض تمثيل ماركات محددة، وأشكرك على المجاملة الخاصة بملامحي، ولست نادمة على هذا الشيء في الحقيقة لأنني إذا فعلت ذلك سأضطر دوماً لمراعاة مظهري حيثما أتردد من أجل أن أليق بالماركة الفاخرة التي اختارتني سفيرة لها. وأنا في الحقيقة لا أميل إلى الأناقة البالغة في كل ظروف الحياة وتجدني أخرج من بيتي مرتدية أبسط ما عندي وأتردد إلى المحلات العامة مع إبني بلا ماكياج وبالبنطلون الجينز. أنا امرأة عادية جداً أمثل مثلما تعمل غيري في مصرف أو مصنع، وهذه حقيقتي، ولا أقول هذا الكلام على سبيل التواضع أو أي شيء أخر بل فعلاً لأنني أنظر إلى نفسي وإلى عملي بهذه العين. وأعتقد أن ماركات الجمال تعرف هذا الشيء عني لذلك لا تعرض علي تمثيلها رسمياً. أنا اكتسبت عقليتي هذه من تقاليد بلدي الأصلي الدنمارك، فالمرأة هناك لا تفرق بين مهنة وأخرى ولا تبالي كثيراً باستخدام الماكياج ومبتكرات الجمال إلا إذا شعرت برغبة حقيقية في التصرف هكذا، فهي تضع حريتها ومزاجها فوق كل الاعتبارات. وعلى رغم أنني غادرت الدنمارك وأقيم في أميركا، لا أزال أحتفظ بثقافة وتراث مسقط رأسي، وهو شيء طبيعي في رأيي.

·         هل يترك لك عملك أي مجال لممارسة هوايات ما، وأقصد بخلاف الاهتمام بعائلتك؟

- أصف عملي بكونه أولى هواياتي بما أنه لا يفارق عقلي مهما فعلت وأينما تواجدت. وأنا أعيش على النمط الآلي الذي يفرضه علينا العصر الحالي، فنحن نعيش مثل الآلات المبرمجة. ورداً على سؤالك أقول إن هواياتي في شكل عام هي الموسيقى والقراءة والرسم.

شخصية فذة

·     عملت مع شارليز ثيرون في فيلمك الجديد «معركة سياتل» علماً أنها صارت الآن إحدى أشهر الممثلات، فهل نشأت بينكما صداقة ما؟

- نالت شارليز ثيرون أخيراً الاعتراف بفنها الذي تستحقه منذ عشر سنوات وربما أكثر من ذلك، فهي ممثلة فوق العادة ولكن الأدوار القوية كانت تنقصها إلى أن قررت أن تنتج فيلم «متوحشة» بنفسها وتمنح لنفسها فيه دور مجرمة سفاحة تطلَّب منها تغيير مظرها كلياً والتحول من أيقونة جمال لدى عطور دار كريسيان ديور إلى ممثلة فوق العادة. إن الفنان يحتاج إلى العمل الذي يلفت إليه الانتباه، ذلك الدور الذي يولد الشرارة ويسمح للجمهور وأهل المهنة بملاحظة شخصية فذة والاعتراف بأن كل ما فعلته هذه الشخصية سابقاً وحتى هذه اللحظة هو أيضاً من صميم العبقرية. أنا سعيدة جداً من أجلها وأتابع عملها منذ سنوات طويلة لأنني أجدها مثيرة للاهتمام، وكنت أترقب اللحظة التي فيها ستنطلق بسرعة الصاروخ، وها هو الأمر قد حدث. ولأرد على سؤالك فأنا لا أتمتع بأي علاقة صداقة معها وكانت علاقتنا مهنية بحتة طوال أيام التصوير، خصوصاً لأننا لم نتقاسم الكثير من اللقطات في الفيلم.

·         هل لك صداقات في محيط عملك السينمائي في شكل عام؟

- لا، فالعدد الأكبر من أصدقائي لا يعملون في الفن.

·         لماذا لا تتفقين إذاً مع الفنانين؟

- لأنهم لا يتكلمون إلا عن أنفسهم وهذا شيء لا أحبذه عند الناس بشكل عام.

·         وهل تتكلمين أنت عن شيء غير نفسك؟

- أنا مستعدة لقضاء ساعة كاملة في حديث صحافي حول السياسة والجغرافيا والتاريخ والمجتمع والمعلومات العامة من دون أن أذكر نفسي أو عملي أو السينما مرة واحدة.

الحياة اللندنية في 23 مايو 2008

 
 

مهرجان "كان" يعكس وجه السياسة القبيح

القسم الثقافي

مع كل التوقعات التي صاحبت التحضيرات لمهرجان كان هذا العام والتي رجحت الاختلاف سمة أساسية للدورة الحادية و الستين جاء تصريح الممثل الأمريكي شون بين رئيس لجنة التحكيم بقوله إنّه يريد أن تكون "السعفة الذهبية" هذه السنة "سعفة سياسيةً تُمنح لفيلم يعكس هواجس العالم الذي نعيشه وهمومه".

وبعيدًا عن الطرق التي سوف تسلكها السعفة الذهبية وغيرها من جوائز المهرجان الأحد القادم فإن هناك العديد من الأفلام ذات الوجه السياسي، وكذلك الإنساني التي تركت خلفها صدى لدى النقاد والجماهير على حد سواء.تحدثت بجرأة قد تبدو للوهلة الأولى غير مسبوقة عن أحداث الشرق الأوسط.

الرقص مع بشير

فكان الفيلم الإسرائيلي المشارك في المسابقة الرسمية "رقصة الفالس مع بشير" أول هذه الأفلام التي أثارت الكثير من الجدل والتوتر وتقدمت الترشيحات لنيل السعفة الذهبية.

حيث عرض الفيلم -المشارك في المسابقة الرسمية- ضمن برنامج الاحتفالية بمرور ستون عاما على إقامة دولة اسرائيل.

الفيلم يحكي التجربة الشخصية لمخرجه الإسرائيلي آري فولمان عن مجزرة صابرا وشاتيلا عبر تقنيات فنية عالية.

يقدم الفيلم عبر صور متحركة ذكريات حقيقية لمجموعة من الجنود قابلهم المخرج شاركوا في المذبحة في محاولته الكشف عن دوره فيها متضمنا بعض المشاهد الوثائقية لما تعرض له الأبرياء من أطفال ونساء.

غير أنه وفي المؤتمر الصحفي عبر عن كون فيلمه ليس سياسيا وأن من قام بالمجزرة هم ميليشيات لبنانية متجاهلا حقيقية بثها الفيلم والتي تفضح تورط الجيش الإسرائيلي في المجزرة.

قائلا: "فيلمي يتحدث عن الذكريات الضائعة المقموعة التي آلت إليها أحلامنا، حيث يقوم عدد من الجنود الذين عايشوا المجزرة عن قرب وانفعلوا بالمأساة، بسرد ذكرياتهم"، مؤكدا على أنه مجرد فيلم ذاتي وصفه البعض بأنه حالة تطهير من الذنب يمارسها المخرج نيابة عن الجنود الذين سردوا من خلال الفيلم ندمهم على ما لم يتمكنوا من منعه!

على الجانب الآخر جاء عرض الفيلم الفلسطيني "ملح هذا البحر" للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر والذي شهد إقبالا جماهيريا واسعا فيما اعتبره البعض حالة من صناعة التوازن بين الاحتفال بالتأسيس وإحياء ذكرى النكبة.

"ملح البحر"

إذ قدم تييري فريمو المدير الفني لمهرجان كان السينمائي الدولي المخرجة آن ماري جاسر وهو يقدمها مع فريق فيلمها "ملح هذا البحر"، مرتديا "الكوفية" الفلسطينية على كتفيه التي أهدتها إياه المخرجة.و جاء عرضه في اليوم التالي لإحياء الفلسطينيين الذكرى الستين للنكبة والذي كان مصدر فخر لمخرجة الفيلم الذي تتقاطع قصته مع الذكرى؛ إذ يثير الفيلم قضية الهوية الفلسطينية من خلال حكاية ثريا الفتاة التي ولدت في بروكلين بنيويورك وقررت العودة للإقامة في بلدها الأصلي فلسطين، لكن بمجرد وصولها إلى المطار حاملة جوازا أمريكيا تكتشف معنى الحواجز والإغلاق ومعنى أن تكون فلسطينيا.

يحكي الفيلم علاقة بين البطلة والبطل والتي تمثل المستوى الأدنى من الفيلم وعلاقة البطلة الملتبسة بأرض تنتمي إليها وسرقت منها.. وتحاول أن تجد مخرجا يكفل لها هوية ذات ملامح محددة. 

يظهر ذلك من خلال المشهد الذي تذهب فيه البطلة لزيارة بيت جدها لتجد ساكنته إسرائيلية فتعرض عليها أن تتركه لها في مقابل اعترافها بأنه كان لجدها وسرق منه!!

يحفل الفيلم الذي ابتعد عن الصراخ والخطابية وتمسك بالتفاصيل الدقيقة اليومية بالكوميديا السوداء التي تكشف عن غرابة الواقع الفلسطيني، فالبطلة تحاول أن تستعيد أموال جدها من المصرف الفلسطيني البريطاني، لكنها تفشل في استعادة حق جدها الذي تحفظ المصرف على أمواله بعد النكبة فتسطو مع رفاقها على المصرف وتستعيد فقط المبلغ الذي تم التحفظ عليه وبعض الأموال الأخرى "كفائدة". وتذهب لتعيش في القدس بلا تصاريح.

يشارك الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجته في مسابقة نظرة خاصة لينافس مع 18 فيلما غيره على جائزة الكاميرا الذهبية.

"بدي شوف"

على نفس الوتيرة السياسية جاء الفيلم العربي الآخر الذي يشارك في نفس المسابقة لمخرجيه جوانا حاجي توماس وخليل جريح بعنوان "بدي شوف" وهو عبارة عن فيلم تسجيلي طويل حول زيارة الممثلة الفرنسية كاترين دينيف إلى لبنان على أثر حرب لبنان 2006، والذي استعرض زيارة الممثلة لبيروت التي رافقها فيها الممثل اللبناني ربيع مروة تجولت معه في بيروت التي أصبحت خرابا بعد الحرب في محاولة منها لترى آثار الهجوم الإسرائيلي على بيروت.

الفيلم لم يحظ باستقبال جيد من النقاد العرب على وجه الخصوص فقد شابه العديد من العيوب الفنية والفكرية لكونه واحدًا من فيلمين عربيين اختارا الصراع الإسرائيلي مادة لهما. لكنهما لم يكونا على مستوى القضية البالغة من العمر أرذله.

فالفيلم الذي استغرق عرضه ساعة وربع الساعة لم يقدم أي محاولة لتفسير الحرب أو تقديم تحليلات سياسية لما حدث، قدم فقط النتيجة وانتهى بحفل السفارة الفرنسية الذي أنهت به الممثلة جولتها في بيروت.

"ليلة البيبي دول"

وربما دخول الأفلام الثلاثة السابقة في مسابقات المهرجان يدفعنا للشك في الأسباب التي ساقها عماد أديب(صاحب شركة جود نيوز) حول سر استبعاد فيلمه (السياسي) "ليلة البيبي دول" الذي لم يلحق سوى بالسوق التجارية التي تقام على هامش المهرجان.  

الفيلم الذي يعد الأعلى تكلفة في تاريخ السينما المصرية ونجح صناعه (آل) أديب في حشد عدد كبير من وجوه السينما اللامعة من مصر والعالم العربي في محاولة لتقديم فيلم مميز عن الأحداث التي مرت بها المنطقة العربية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

الفيلم الذي كتبه عبد الحي أديب قبل وفاته لم يكن على مستوى الدعاية التي رافقته إذ علت فيه نبرة الخطابية واستسلم مخرجه (عادل أديب) للأفكار الكثيرة المتنوعة عن أمريكا و إسرائيل و الهولوكوست وأبو غريب و فلسطين ليقدمها في شكل محاضرة!

كما لم يضف كل هؤلاء النجوم شيئا يذكر .. فخرج الفيلم بسيط على مستوى الفكرة والسيناريو والأداء والأفكار.

إسلام أنلاين في 23 مايو 2008

 
 

من فلسطين ولبنان إلي‏'‏ كان‏'‏

قضايا عربية في أكبر مهرجان سينمائي

كتبت‏-‏ ريم عزمي

في دورته الحادية والستين‏,‏ اتجه مهرجان كان السينمائي الدولي اتجاها جديدا‏,‏ فأغرق في الثقافتين اللاتينية والعربية حتي لو كان الإنتاج أوروبيا أم إسرائيليا‏!‏ ولن نتوقع إنصافا متوازنا دوما لكن علي الأقل تثير هذه الأعمال الجدل حول هويتنا وآلامنا وطموحاتنا‏.‏

واعتدنا أن تكون المشاركة العربية في مهرجان كان السينمائي الدولي من خلال دول المغرب العربي‏,‏ وأن تتعلق القضايا بأجواء مغاربية مختلفة قليلا عن ثقافة المشرق العربي‏.‏لولا أن الفلسطينيين واللبنانيين قرروا الخوض في المعترك الفني‏!‏ففرضوا رؤي جديدة ونجحوا في توصيل رسائلهم ولفت الانتباه لقضاياهم بالغة السخونة‏!‏

بداية فلسطينية

كانت البداية في عام‏2002,‏ في دورة كان الخامسة والخمسين‏,‏ من خلال فيلمي‏'‏يد إلهية‏'‏ من إخراج إيليا سليمان وبطولة منال قادر ونايف فهوم ظاهر‏,‏ من إنتاج فلسطيني مغربي فرنسي ألماني‏,‏ و‏'‏القدس في يوم آخر‏'‏ أو المعروف باسم‏'‏ زفاف رنا‏'‏ من إخراج هاني أبو أسعد وإنتاج فلسطيني ـ إماراتي ـ هولندي وفاز المخرج بالجائزة الكبري من خلال مهرجان كولونيا لأفلام البحر المتوسط‏,‏ أبو أسعد الذي سيقدم فيما بعد الفيلم الذي أثار ضجة كبري في أنحاء العالم بعنوان‏'‏ الجنة الآن‏'‏ إنتاج‏2005‏ الذي لم يعرض في مهرجان كان‏,‏ لكنه رشح لجائزة أوسكار كأحسن فيلم أجنبي وفاز بجائزة الكرة الذهبية كأحسن فيلم أجنبي في عام‏2006,‏ وهذا العام في مسابقة‏'‏ نظرة خاصة‏'‏ المخصصة للمخرجين الذين مازالوا في بداية مشوارهم الفني‏,‏ تشارك آن‏-‏ ماري جاسر التي تعتبر أول مخرجة فلسطينية والتي ولدت في السعودية‏,‏ فيلمها‏'‏ ملح هذا البحر‏',‏ الذي يتناول القضية الفلسطينية‏.‏ وتزامن عرض الفيلم مع مرور ستين عاما علي نكبة فلسطين‏,‏ و احتشدت القاعة بالحضور فيما وضع تييري فريمون المدير الفني لمهرجان كان السينمائي الدولي الكوفية الفلسطينية علي كتفيه هدية من المخرجة‏.‏ وبين منتجي الفيلم المتعددي الجنسية الحاضرين في كان الممثل والمنتج الأمريكي الأسمر داني جلوفر الذي ألقي كلمة قال فيها إن‏'‏ الفيلم قصة عاطفية وحكاية عن الذاكرة وأنا فخور كوني من بين منتجي هذا الفيلم‏'.‏ الفيلم من إنتاج سويسري بلجيكيي إسباني بريطاني هولندي مشترك إضافة الي أموال أمريكية وفلسطينية بينما ستتكفل شركة‏'‏ بيراميد‏'‏ الفرنسية بعملية التوزيع‏.‏ ويحكي الفيلم قصة الشابة الفلسطينية ثريا‏(‏ سهير حماد‏)‏ التي ولدت في بروكلين بنيويورك وقررت العودة للإقامة في بلدها الأصلي فلسطين‏.‏ لكن بمجرد وصولها إلي المطار حاملة جوازا أمريكيا تكتشف معني الحواجز والإغلاق ومعني أن تكون فلسطينيا‏.‏ ثم تذهب ثريا إلي رام الله حيث تلتقي بالشاب عماد‏(‏ صالح بكري‏)‏ الذي يحلم بالحصول علي تأشيرة للرحيل إلي كندا‏.‏ ويعتمد الفيلم علي أكثر من مستوي‏,‏ فهناك مستوي واقعي مرتبط بقصة شابين ينجذبان إلي بعضهما ومستوي الرمزي الأشمل للمأساة الفلسطينية الإنسانية والعربية‏.‏ وفي القاعة قبل عرض الفيلم تمت إذاعة موسيقي أغنية‏'‏ يا بحرية‏'‏ لمارسيل خليفة قبل أن ننتقل لبداية الفيلم التي تعرض صورة للبحر أمام شواطيء يافا التي رحل جد بطلة الفيلم منها علي مراكب صيد صغيرة‏,‏ التي تتشابه مع صور فوتوغرافية حقيقية عن رحيل الفلسطينيين في عام‏.1948‏

الوصلة اللبنانية

في العام الماضي‏,‏ نالت المخرجة اللبنانية نادين لبكي نقدا يتنوع بين الانتقاد والإطراء علي باكورة أعمالها السينمائية من خلال فيلمها الروائي‏'‏ سكر بنات‏',‏ الذي شارك في عروض خارج المسابقات الرسمية في مهرجان كان وهو من إنتاج لبناني فرنسي‏.‏

وهذا العام يقدم الثنائي اللبناني الذي بات مألوفا في المهرجانات العالمية جوانا حاجي توما وخليل جريج رابع تعاون سينمائي بينهما من خلال فيلم‏'‏ بدي أشوف‏'‏من إنتاج فرنسي‏,‏ الذي يستخدم أيضا أسلوبا متفردا‏,‏ فيمزج الدراما بالجانب الوثائقي لعرض مشاهد مفجعة للدمار الذي حل بلبنان بعد حرب يوليو‏2006‏ علي يد الجيش الإسرائيلي مرة أخري‏!‏ و قد صرحا قبل ذلك أنهما لجآ لهذا الأسلوب لأنهما لم يعرفا كيف يصيغا سيناريو تقليدي بعد الحرب‏,‏ كما فكرا أن النجمة الفرنسية كاترين دينيف ليست ممثلة عادية‏,‏ بل إنها تعد أيقونة مميزة في السينما العالمية‏,‏ لذا فهي خير نموذج لتقديم شهادة علي العصر‏,‏ في إطار حوار يطرح تساؤلات حول الأحداث الدامية‏!‏ وربما يتشابه هذا العمل مع فيلم‏'‏ تحت القصف‏'‏ الذي قدمه مواطنهما فيليب عرقتنجي من إنتاج لبناني ـ فرنسي ـ بريطاني‏,‏ لم يعرض هذا الفيلم في مهرجان كان‏,‏ لكنه فاز بجائزة لجنة التحكيم المكونة من المراهقين في مهرجان نامور للسينما الفرانكوفونية في عام‏2007,‏ و يشارك فيلم‏'‏ بدي أشوف‏'‏ في مسابقة‏'‏ نظرة خاصة‏'‏ أيضا‏.‏

فيلم رسوم متحركة يغلب عليه اللونين الأبيض والأسود ووثائقي‏,‏ وسيلة غريبة من نوعها‏,‏ للفت الأنظار إلي العبء النفسي الذي يؤرق المخرج الإسرائيلي آري فولمان طوال‏20‏ عاما‏,‏ رفض خلالها الحديث تماما عن مجزرة صابرة وشاتيلا التي راح ضحيتها الفلسطينيون أثناء الإجتياح الإسرائيلي للبنان في عام‏1982,‏ ويميز المخرج الذي كان مجندا وقتها هذه الفترة باغتيال الرئيس بشير الجميل يوم انتخابه رئيسا للبلاد‏!‏ وها هو يعود بذاكرته ليستعيد مشاهد ربما يصعب تصويرها بشكل واقعي‏,‏ فآثر تقديم إعترافاته بشكل فني جديد‏!‏و يشارك هذا الفيلم الذي يحمل عنوان‏'‏ الفالس مع بشير‏'‏ في المسابقة الرسمية‏.‏ والغريب أن فريق هذا الفيلم الإسرائيلي كشف عن رغبته في عرض الفيلم في بلد عربي‏!‏ وكعادة الإسرائيليين لتغيير الوقائع لحسابهم‏,‏ حرص المخرج آري فولمان علي القول خلال المؤتمر الصحفي كما في الفيلم إن من قام بمجازر صبرا وشاتيلا هم‏'‏ ميليشيات لبنانية‏'‏ مغفلا كون المجازر نفذت بغطاء من الاحتلال الإسرائيلي وفي ظله عام‏1982!!‏

السؤال المطروح الآن‏,‏ هل سيفوز العمل الفلسطيني أو اللبناني بجائزة في المهرجان الذي سيختتم فاعلياته يوم‏25‏ مايو المقبل‏,‏ أم علينا الانتظار حتي تصبح الظروف أكثر ملاءمة؟

الأهرام العربي في 24 مايو 2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)