كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

أفاتار: قصة الرجال الزرق

قيس قاسم

عن فيلم

أفاتار

AVATAR

   
 
 
 
 

مرة تلو أخرى، يؤكد جيمس كاميرون على كونه مخرج الروائع الكبيرة. بعد اثني عشر عاما على اخراجه «تيتانيك» يعود بفيلم «أفاتار»، الذي كتب قصته بنفسه واختار اللحظة المناسبة للبدء فيه حين أمست الوسائل التقنية التي حلم بها متوافرة بين يديه، فجاء عمله كما أراده تحفة بصرية، تستحق هذه الفترة الطويلة من الانتظار، كونها توفق في الجمع بين أعلى المستويات التقنية الحديثة ومن بينها تقنية 3D، والقدرات الفنية البشرية التي استثمرها في شريط قد يكون فاتحة نوعية جديدة من الأفلام.

الفرق بين فيلمي «تيتانيك» و«أفاتار» كبير. الأول بني على حدث واقعي، وكسبت قصة الحب التي جمعت بطليه قلوب الناس، كونها انبثقت من قلب المأساة، بخلاف فيلم كاميرون الجديد «أفاتار» لأن قصته خيالية تجري أحداثها على كوكب باندورا، في العقد المستقبلي الخامس عشر بعد الألفين. كوكب يغلفه هواء سام لا يستطيع بنو البشر تنفسه، لكنه ظل بالنسبة الى الدكتورة غرايس أوغستين (الممثلة سيغورني ويفر) كوكبا مثيرا، وجدت فيه مثالا للتعايش المتوازن بين سكانه والبيئة التي تحيط بهم. لقد دفعت طريقة عيش قبائل «نافي»، المتميزين بلون بشرتهم الزرقاء، اللامعة، وأنوفهم المفطوسة، وطول أجسامهم الفارعة التي تزيد عن ثلاثة أمتار، دفعت العالمة غرايس الى العمل على مشروع يمكن بعض البشر من الذهاب اليهم والتعلم من تجربتهم وكسب الخبرات عن طريقة تعايشهم السلمي، فأطلقت على مشروعها اسم «أفاتار»، وهو الذي يتلخص علميا بخلق جسد مركب من حوامض نووية بشرية مع أخرى مأخوذة من قبائل «نافي»، يتكون بموجبها كائن يشبه بقية سكان كوكب باندورا ويتنفس هواءهم نفسه، لكن التحكم به يجري من داخل كوكب الأرض، عبر جهاز معقد ينقله، افتراضيا، الى هناك وعند إغلاقه يتوقف الأفاتار الصناعي عن العمل كليا. أما الرجل الذي اختير للقيام بهذه المهمة، فيدعى جاك سولي (الممثل سام روتينغتون). جندي عاد للتو من الحرب معوقا، يجلس على كرسي متحرك، أخذ مكان أخيه الذي منعه الموت من أكمال مهمته كأول أفاتار يصعد من الأرض الى كوكب باندورا.تتضح خلفيات القصة، التي ستبني عليها مسارات الأحداث، يبدو الشريط، حتى اللحظة، لمتابعيه، وكأنه يسير في اتجاه تقليدي يتصل بالتجارب الطموحة للبشر في معرفة العالم الآخر البعيد والغامض، لكن حقيقة واحدة ستغير مساره عندما يكتشف العلماء عبر المسح الدقيق لسطح الكوكب وجود كميات كبيرة من المعادن النفيسة التي يمكن أن تشكل تعويضا عن النقص الهائل في مخزون الطاقة على سطح الأرض. هذه النعمة ستشكل نقمة على الكوكب المسالم وعلى أهله (مثل منابع البترول في بعض المناطق على كوكبنا) وعليه ستدخل أطراف أخرى على الخط من بينها الجيش الذي سيكون طرفا فاعلا في مشروع «أفاتار».

البراءة الأولى

على مستوى آخر يبدأ الشريط، ومنذ انتهاء المقدمات، في الغوص عميقا داخل جزئيات عالم باندورا، عبر التجارب التي تجرى على سولي، والتي يراد بها تدريبه على التأقلم مع مناخات العالم الجديد. في هذه اللحظة ندرك أننا إزاء عمل سينمائي مختلف، الحاسوب والتمثيل والمؤثرات الصوتية كلها تتضافر لنقل مناخات غريبة، تنسج داخلها علاقات بين الأفاتار الجديد وسكان الكوكب وبيئته، ومن بينها الشابة نيتيري (الممثلة زوي سالدانا) التي تعثر عليه في الغابة تائها، فتتعامل معه كطفل بريء لا يعرف المخاطر التي تحيط به. ومع الوقت تزداد اقتناعا به، فتقدمه الى قبيلتها، التي يترأس والده قيادتها. ومثل كل غريب يخضع لتجارب كثيرة يثبت من خلالها جدارته كعضو جديد. وكي لا ينقطع مسار الفيلم ويمضي الى نهايته في هذا الوسط الساحر والمشغول بقدرة مذهلة، يتعمد كاميرون تذكيرنا بالمشروع وعلاقته بالأرض حين يجعل من وجود سولي على الكوكب وجودا مؤقتا، ينقطع في نهاية فترة تدريبه ويعود ثانية مع البدء بها. وعلى هذا المنوال تتجمع خيوط العلاقة بين نيتي وسولي. ومع طول مدة وجوده معها يصبح الرجل تدريجيا جزءا من الكوكب الآخر، جزءا سعيدا معافى. قدماه هناك سليمتان تتحركان بقوة، فيزداد تعاطفا مع سكانه وينبهر في الوقت نفسه لطبيعة العلاقة التي تجمعهم ببيئتهم، فيدرك حينها الفرق بينه، كواحد من بني البشر، وهؤلاء الذين لا يفكرون سوى في نسج علاقة متوازنة مع الطبيعة من دون إلحاق أي ضرر بها. ومع الوقت تغرق الشاشة ونغرق نحن في عالم باندورا الساحر: غابات وشلالات كأنها الجنان، وبراءة أولية، فيما يبقى هناك جزء صغير تحاك في ظله خطط عسكرية جهنمية تهدف الى تدمير الكوكب والسيطرة على ثرواته، من دون معرفة الدكتورة غرايس أو سولي طبعا. وحين تأتي اللحظة التي تبدأ فيها الطائرات بقصف الكوكب، وتبدأ الجرافات بقلع أشجاره، يبدو العالم المسالم الذي كنا غارقين في تفاصيله المدهشة وكأنه يتعرض من دون مقدمات الى فناء كامل يديره ضابط عسكري قاس يملك جيشا وسلاحا فتاكا. ومع أن الفيلم في حيزه الختامي يبدو تقليديا حين توكل مهمة إنقاذ الكوكب الى سولي والعالمة غرايس، فيثير فينا مجددا سؤالا عن تكرار فكرة تفوق الرجل الأبيض على غيره من الشعوب «المتخلفة»، فإن كاميرون يسارع الى تصحيحه بطريقة بارعة عندما يحول الصراع الى شكل فنتازي، فيغدو الفيلم أبعد بكثير عن تلك الأفلام التي تكرس المفاهيم الهوليوودية التقليدية كـ«الرقص مع الذئاب» أو فيلم «الساموراي الأخير». وما استخدام القائد العسكري المتمترس داخل روبوت حديدي متطور سكينا عادية وهو يصارع أحد الحيوانات الضارية سوى لمسة واضحة لما ذهبنا اليه. فيلم أفاتار يحمل لمسة طفولية مع كل جديته، ولهذا فقصته تفضي في نهايتها الى عوالم طفولية بريئة. من دون شك يحمل «أفاتار» رسائل كثيرة جدية منها: احترام الآخر وثقافته والعناية بالبيئة خصوصاً، وقد تزامن عرضه مع انشغالات العالم وساسته بموضوع البيئة والارتفاع الحراري للأرض، لكنه في المقام الأول فيلم عن الخيال الواسع وقدرة السينما على تحويله الى صورة قريبة نعيشها ونحبها بكل جوارحنا. بالقدر نفسه أو أكثر سنحب الحضور البشري في السينما خصوصاً في مثل هذه الأفلام التي تعتمد على التقنية المتطورة والحاسوب. فعدم إغفال الوجود البشري فيها يزيد الشريط أهمية وغنى، ويقرب المشاهد من الروح الآدمية لأبطاله، وهذا ما سعى اليه جميس كاميرون، حين جعل مخلوقاته الغريبة، قريبة منا، ولم يبالغ أو يتعمد طمس الملامح الأساسية لوجوه ممثليه، فزاد بذلك من قوة حضورها بيننا، الى درجة كان يبدو فيها المخلوق «الأفاتاري» مخلوقا أرضيا في الدرجة الأولى، مما ولد حميمية بيننا وهؤلاء الرجال الزرق وهم يدافعون عن وجودهم وعالمهم الرائع!

«باندوروم»: القصة المثيرة ليست دائماً كافية

مع الإقبال الجماهيري، والدعاية الكبيرة التي رافقته وصورته كأكثر الأفلام رعبا وإثارة في إنتاج العام 2009 فإن مشاهدته تخلق انطباعا مغايرا. «باندوروم» لم يتجاوز كونه حكاية باهتة عن سفينة فضائية هائمة في الفضاء وجد اثنان من قباطنتها (دنيس كايد وبين فوستر) نفسيهما في وضع غريب. بعدما أفاقا من سبات طويل، أدركوا أن كل ركاب السفينة الذين كانوا معهم قد اختفوا وحلت مكانهم كائنات غريبة متوحشة هي التي سيطرت على السفينة وقضت على من كان فيها.

مشكلة الفيلم الرئيسة أن مخرجه كريستان الفارت لم ينجح في الإمساك بالخيط الدرامي لفيلمه فجاء مفككا، معتمدا على الحركة البهلوانية في الدرجة الأولى. ولهذا لم يتعد هذا الشريط حدود فيلم إثارة ومغامرة، أبطاله منفذو حركات جسمانية لا أكثر. أما درجة الرعب التي بالغوا في الدعاية لها فلم تزد عن تبشيع هيئة الكائنات الشريرة التي سيطرت على السفينة وأكلت كل ما كان على متنها، ولهذا لم يجد المتبقي منهم فرصة للنجاة سوى الخروج منها هاربين الى الأرض. وإذا كان اعتماد «باندوروم» على عنصر المفاجأة فإن هذا العنصر لم يحقق مبتغاه كاملا، لسبب بسيط هو أن أغلبية المشاهد ذات التوتر العالي والترقب أدركها المتفرج قبل حدوثها بسبب تكرارها ونسخها عن أفلام سابقة. ومن شاهد فيلم «قمر» سيقارن حتما بينه وبين «باندوروم». فـ«قمر»، ومع تقارب قصته التي تدور حول رجل معزول في سفينة فضائية، فإن قوة موضوعه امتدت من حيز ضيق الى قضايا أوسع إنسانية مست مستقبل الوجود البشري. صور «قمر» بطريقة رائعة وأدى ممثلوه أدوارهم بشكل بارع كما أن السيناريو كتب بطريقة مثيرة، بخلاف «باندوروم» الذي اعتمد على التشويق والحركة وأسقط العناصر الفنية الأخرى. وهذا يعيدنا الى المربع الأول، حسب التعبير السياسي. غرابة القصة والمغامرات ليستا كافيتين لصناعة فيلم رعب أو فيلم إثارة ناجح. و شريط «قمر» يكفي وحده للبرهان على سوء فيلم «باندوروم» رغم الدعاية الكبيرة التي لم توفق سوى في جلب الجمهور الى شباك التذاكر، وهو الهاجس الأول والأخير لمنتجيه.

الأسبوعية العراقية في

10/01/2010

 
 

مخرج (أفاتار):

غصت فى قاع المحيط لأتخيل شكل الفضائيين

رشا عبدالحميد

نجح الفيلم الأمريكى «أفاتار» للمخرج جيمس كاميرون فى الحفاظ على صدارة إيرادات السينما العالمية للأسبوع الثالث على التوالى ليكسر حاجز المليار دولار ويحتل المركز الثانى فى قائمة أكثر الأفلام تحقيقا للإيرادات فى تاريخ السينما، وسط توقعات بقدرته على تجاوز إيرادت فيلم «تايتنك» للمخرج نفسه.

وكشف كاميرن عن أن إنجاز الفيلم تطلب فترة إعداد استغرقت نحو 13 عاما قضاها فى استكشاف عوالم خيالية فى قاع المحيطات ليتخيل شكل المخلوقات الفضائية كما ظهرت فى أحداث الفيلم، مشيرا إلى أن الانتهاء من الفيلم تطلب جهدا استمر 4 سنوات من العمل المتواصل.

وأوضح لمجلة «إمباير» الأمريكية أن قصة الفيلم مستوحاة من مجموعة من الأفلام، منها «الرقص مع الذئاب» والصراع الخطير فى التاريخ الأمريكى بين الحضارة الغربية التى كان يمثلها المهاجرون الأمريكيون والهنود الحمر السكان الأصليون، حيث لم تسر العلاقة بينهما بشكل جيد، وأضاف أن هذه القصة دائما تتكرر على مر التاريخ فى أمريكا الجنوبية وافريقيا والهند ولكن بطرق مختلفة ربما لا ترضى السكان الأصليين.

وأضاف أن لكل زمن شخصا يمثل ثقافة جديدة يوجد فى بيئة لا تتقبل أفكاره،وقصة الفيلم لها جذورها التاريخية وتمثل الصراع فى العالم كله.

غير أنه رفض تصنيف فيلمه على أنه تاريخى، وقال إن الفيلم له جذور تاريخية بالفعل ولكن ليس بمعنى تسجيل لأحداث وقعت بتواريخ ومواقع بعينها، ولكنه يسجل حركة الزمن والتغيرات من وجهة نظر مختلفة، خاصة صراع الثقافات الجديدة فى وقت تتمسك الاغلبية بالحضارةالقديمة وتحارب التغيير وهو ما يحدث دائما فى بداية كل فكر حضارى جديد.

وأوضح مخرج «أفاتار» أن أغلب أفكار وصراعات العالم الذى صورته فى الفيلم كانت تراودنى عندما كنت فى العشرينيات من عمرى حيث وضعتها جميعا فى النص، والآن أرى أننى كنت طموحا بدرجة كبيرة لاعتقادى حينها أنه يمكن تنفيذ هذا العمل، وهو ما حدث فعلا فى النهاية.

إبداع الممثلين

وحول براعته فى رسم صور موحية وتعبيرات رائعة للوجه سواء للمثلين الفضائيين أو البشر داخل إحداث الفيلم، أرجع كاميرون الفضل فى ذلك إلى الممثلين الذين قاموا بعملهم بشكل محترف، وأضاف أنه لم يضع عليهم أى قيود وكانوا يعملون بمنتهى الحرية واستطاع كل منهم أن يخرج ما لديه من طاقات ومشاعر عبرت عنها ملامح وجوههم.

وتابع مخرج «أفاتار»: لم يهتم أحد من الممثلين بالمظاهر وتسريحات الشعر وإنما كان الجميع يفكر فى العمل فقط، فالعمل كان تحديا كبيرا بالنسبة لهم لأنهم كان يجب عليهم تخيل ما ليس أمامهم. وأضاف: وبعد النجاح الكبير الذى يحققه الفيلم يتمنى جميع الممثلين الاشتراك فى عمل آخر مثله.

وتطرق كاميرون إلى العراقيل التى واجهته خلال تنفيذ الفيلم، وقال إن أولى الصعوبات تمثلت فى اختيار فريق العمل لأن الشركة المنتجة «فوكس» كانت تصر على وجود أسماء كبيرة فى العمل لتتحدث عنه وتروج له ولكن عندما بحثنا عن نجم فى العشرينيات ليقوم ببطولة الفيلم من الأسماء الكبيرة لم نجد.

وأضاف: هنا واجهنا مشكلة كيفية تسويق الفيلم، إلى أن وقع اختيارى على سام ورثينجتون الذى أثار إعجابى فهو ممثل موهوب وبه مزيج رائع من الإمكانات والقدرات التمثيلية.

وأضاف: كانت أكثر الأمور جذبا فى هذا العمل هى فرصة عمل التصميمات والعمل مع كبار المصممين فى هذا المجال لأنه يتيح لنا الفرصة للابتكار من أصغر لأكبر شىء حتى ورق الشجر وشكل الورود والأشجار كلها أمور عند ابتكارها تشعرك بالفخر عند مشاهدة كل تلك التفاصيل أمامك على الشاشة.

وأعرب مخرج «أفاتار» عن أمله بحصوله على جائزة «جولدن جلوب»، وهى بالتأكيد ما ينتظرها كل مخرج بذل جهدا كبيرا فى عمله.

الشروق المصرية في

10/01/2010

 

أفاتار ..انتصار الصورة على القصة

محمد طه/ بي بي سي، لندن

عندما قالت سيجورني ويفر التي لعبت دور عالمة بيولوجيا في فيلم (أفاتار) إن كل صورة في الفيلم استغرق العمل فيها 47 ساعة فذلك يعتبر أكبر مؤشر لما يحويه الفيلم من جهد كبير أدى إلى هذا الكم الذي يحويه الفيلم من إبهار بصري.

فكل ثانية من أي لقطة فيديو تتكون عادة من 24 صورة متحركة. هذا يعني أن كل ثانية في الفيلم استغرقت ألف ساعة عمل موزعة بالقطع على فريق العمل. وعلى مدى ساعتين ونصف قدم المخرج جيمس كاميرون فيلما من الخيال العلمي يحوي قدرا قد يكون غير مسبوق من الإبهار البصري.

كوكب باندورا

وتدور أحداث الفيلم حول إرسال أحد أفراد مشاة البحرية مصاب بالشلل(جاك) إلى كوكب باندورا في مهمة فريدة من نوعها وهي محاولة استكشاف الأسرار البيولوجية والكيميائية لهذا الكوكب ومن يعيشون فيه للاستفادة منها على الأرض وتوفير مصدر لا ينضب من الطاقة.

الخطة الرئيسية لتحقيق ذلك هي نقل عقول بعض البشر إلى أجسام تشبه الأجسام الفضائية والعيش بينهم ومن ثم محاولة معرفة أسرارهم. أبرز من وافقوا على خوض هذه التجربة هو جاك.

لكن جاك يصاب بشعور من التمزق بين اتباع أوامر قادته وحماية من ينتمون إلى كوكب باندورا بعد أن علم نية قادته الرامية لتدمير المكان الذي يعيشون فيه للحصول على ما يعتقدون أنه معدن ثمين، بل إن جاك شعر أنه ينتمي إلى هذا العالم أكثر من أي شئ آخر.

جانب الإبهار الأساسي هو في تخيل كوكب باندورا ومخلوقاته وتقديم ذلك في صور ثلاثية الأبعاد غاية في الإتقان. كما يكمن الإتقان أيضا في رسوم الجرافيكس في تخيل كل مخلوق من مخلوقات هذا الكوكب سواء تلك المخلوقات الأساسية التي تشبه إلى حد ما الإنسان أو المخلوقات الأخرى التي تشبه الديناصورات. كل كائن من هذه الكائنات له طبيعته الخاصة وشكله الخاص وحركاته الخاصة سواء في أجواء أو أنهار أو على أرض هذا الكوكب.

إسقاطات

الفيلم يحوي كثيرا من الإسقاطات على سعي الإنسان إلى تدمير البيئة من أجل تحقيق أهدافه الاقتصادية وفشل كل دعاة حماية حقوق البيئة الذين يرغبون في التصدي لذلك أمام سطوة الأطماع الاقتصادية واتضح ذلك في حديث أحد أصدقاء جاك له عندما قال له في الفيلم (إن كنت تحلم بأن يتحقق السلام ، فعليك أن تستيقظ من حلمك) لكن جاك كان مؤمنا برغبته في العمل على انتصار الخير وكان يقول..كل إنسان يولد مرتين، عندما يولد من بطن أمه ثم عندما يحقق هدفه في النهاية.

سيناريو مكرر

المكرر في قصة الفيلم هو تلك الحبكة التي تشهد عراكا بين الشر و الخير ومن ثم انتصار الخير في النهاية حيث انتهي الفيلم بانتصار الضعفاء (سكان كوكب باندورا) على الأقوياء الغزاة وتركهم لكوكبهم دون تحقيق أي فائدة بمساعدة (جاك) الذي لعبه الممثل سام ورثينجتون.

وفي سبيل هذه النهاية دار سيناريو المعركة بين سكان كوكب باندورا بقيادة جاك الذي انضم إليهم رغم أنه مجرد شخص (مخلق مخبريا) وبين البشر. ووسط جو من الإبهار غير العادي والصور الثرية والمؤثرات الأخاذة فاز سكان باندورا في المعركة وشهدت نهاية المعركة مواجهة بين جاك وقائده الحقيقي من البشر لم تخل من سيناريوهات مكررة لتتمكن بطلة الفيلم الذي لعبته الممثلة (زوي سالندا) من قتل القائد.

الإبداع الكبير في الإبهار البصري الذي يحويه الفيلم ظل المخرج جيمس كاميرون يحلم به منذ كان مراهقا واستمر في العمل لنحو خمسة عشر عاما مع فريق عمل مكون من نحو ثلاثمئة شخص في تخصصات مختلفة حتى يخرج الفيلم بهذه الصورة بميزانية فاقت ثلاثمئة مليون دولار. لكن حصيلة عائدات الفيلم التي بلغت نحو مليار دولار بعد ثلاثة اسابيع فقط من عرضه تجعله مرشحا ليكون واحدا من أكثر الأفلام في تاريخ السينما العالمية تحقيقا للأرباح.

موقع الـ BBC في

10/01/2010

 

فيلم "أفاتار":

هل هو نموذج لسينما المستقبل؟

أمير العمري*

أن يكون فيلم "أفاتار" Avatar فيلما من الأفلام المصنوعة جيدا باستخدام كل ما توفره تكنولوجيا السينما والتصوير في الوقت الراهن، هذا أمر لاشك فيه على الإطلاق.

نعم.. هذا فيلم جيد، بل وممتع جدا، للمشاهدين من كافة الشرائح والمستويات، فهو يحتوي على كل ما يصنع فيلما مسليا، ينجح في شد المتفرج إلى مقعده لنحو ثلاث ساعات.

هناك أولا الحبكة البسيطة المألوفة التي يتعرف عليها المتفرج بسهولة، كونه خبرها وجربها من قبل عشرات المرات في أفلام عديدة:

* الرجل "الأبيض" الأمريكي، الذي يقع في حب فتاة من جنس آخر، ويجد نفسه بالتالي أقرب إلى الدفاع عن هذا الجنس الآخر ضد أبناء جلدته الذين يتصفون بالوحشية، ويرفضون فهم هذا "الآخر" المختلف، صاحب الحضارة العميقة الجذور، الراسخة في الأرض، بل ويسعون إلى تدمير تلك الحضارة القديمة باستخدام كل ما هو متاح من أدوات الدمار الحديثة، بما ينذر بوقوع كارثة تمتد لتشمل كوكبنا الأرضي بأسره. إنه ببساطة، ذلك الصراع القديم بين الخير والشر.

* قصة الحب البسيطة التي تربط بين شخصين من خلفيتين ثقافيتين مختلفتين، بما يوحي بذلك الارتباط "الكوني" بغض النظر عن الاختلافات في المظهر.

* فكرة رفض الغزو وما تعكسه بوضوح من موقف رافض للسياسة الخارجية الأمريكية الحالية، خاصة وان الفيلم يجعل الحافز الأساسي لغزو البشر لكوكب آخر يدعى "باندورا"، هو الحصول على معدن نفيس نادر، في إشارة رمزية إلى النفط.

ولكن ما الذي يميز "افاتار" كفيلم، كصنعة، كعمل فني، كعرض للمتعة والإبهار؟ وهل سيغير هذا الفيلم، كما صرح مخرجه جيمس كاميرون، صاحب أكبر نجاح يحققه مخرج في العالم (صاحب أعلى الايرادات في "تايتانيك) تاريخ السينما، ويصبح مثالا على عصر جديد للفيلم الروائي الطويل؟

لاشك أن الصنعة هنا متقنة إلى درجة الإبهار، واستخدام تقنية التصوير بالأبعاد الثلاثة 3D تجعلك وأنت تشاهد الفيلم، تدلف إلى مشاهده الهائلة، تصبح جزءا منها، تتورط في المخاطر التي يتعرض لها البطل، وتكاد تشم رائحة الأشجار الغابات، وتلمس مياه البحيرات، وترتجف لتطاير القذائف من حولك.

حجم الخيال الذي صممه وصنعه جيمس كاميرون مذهل حقا، أشكال الكائنات التي تقطن في ذلك الكوكب (الذي يمكن ان يكون القمر في المستقبل القريب، أي في سنة الأحداث 2151 حسبما يقول لنا الفيلم).. هي حقا بدائية إلى حد كبير، لاتزال تحارب باستخدام الرمح والسهم، تعتنق دياناتها الخاصة، تستمد قوتها من قوة الأشجار العملاقة القائمة منذ آلاف السنين، لكن الأهم، ان لديها مشاعر "إنسانية" أو أكثر إنسانية، وأكثر شجاعة أيضا، من كثير من "البشر"، فهي تعرف الحب والتعاضد، ترحب بالغريب القادم مرتديا سحنتهم وشكلهم وإن لا يعرف لغتهم، لكنه يثبت مهارة كبيرة في تعلم كل شيء.

هذه "القبيلة" التي يحل عليها بطل الفيلم، وهو أساسا، جندي سابق من جنود المارينز أصبح مقعدا الآن باحثا عن عمل يشغل فيه مكان شقيقه التوام الذي توفي حديثا. وقد توصل العلم، طبقا للوسائل التي تمارسها البروفيسورة "جريس" (التي تقوم بدورها هنا سيجورني ويفر بطلة فيلم "الغريب Alien الأول من عام 1978) إلى القدرة على أن يحل العقل البشري في جسد مصمم بتقنيات علوم الحامض النووي DNA ويجعل العقل قادرا على التحكم في كل ما يقوم به هذا الإنسان "الموازي" – إذا جاز التعبير- ولكن من داخل جهاز خاص أقرب إلى التابوت الذي يرقد فيه الميت.

لاشك أن حجم الخيال هائل، والاستناد إلى افتراضات علمية قديمة تتعلق بعلم السبرنطيقا مثلا في كيفية انتقال الاشارات العصبية من المخ والسيطرة على الفعل عن طريق التخاطر العقلي وما إلى ذلك من نظريات، تقرب الموضوع غلى حد ما إلى أذهان المشاهدين، وإن لا تسعى إلى إقناعهم بـ""واقعية" ما يشاهدونه إلا إذا اعتبرنا تلك الواقعية واقعية مستقبلية!

ولاشك في نجاح كاميرون الكبير في تقديم صورة تفصلية دقيقة للعالم الافتراضي الذي يجسده عن طريق تقنيات توليد الصور باستخدام علوم وبرامج الكومبيوتر، لذلك الكوكب الساحر، بغاباته الفسيحة، وأشجارها العملاقة، وبحيراته، لدرجة أنك كمشاهد تشعر بأدق التفاصيل، بحبات المطر الخفيف، بأوراق الشجر المتساقطة، بحفيف الأغصان التي يزيحها البطل وهو يكافح من أجل الاستجابة للتدريبات العنيفة التي ترغمه عليها صديقته من هذا الكوكب، التي يمكن للمشاهد، أن يدرك أن العلاقة معها ستتطور، وبدلا من أن يكتفي "البطل الأمريكي الأبيض" بدور المرشد لأبناء جلدته من الغزاة الذين تسلحوا بترسانة الدمار الهائلة إلىحدها الأقصى، يتحول إلى قائد، يقود أبناء القبيلة المستهدفة، ويوحد القبائل الأخرى معها، وينجح في تسخير طيور الرخ العملاقة، ويحولها إلى أدوات فتاكة تصطدم بالطائرات الغازية العلاقة وتحطمها.

الرسالة الإنسانية واضحة في الفيلم، وهي رسالة تدين الغزو والوحشية واحتقار الأجناس الأخرى صاحبة الحضارات القديمة لمجرد أنها لم تحقق تقدما علميا في مجال أسلحة الدمار، كما يجسد الفيلم التناقض بين العلم والقوة العسكرية من خلال ذلك الصراع بين البروفيسورة "جرس" التي تجري تجارب على تاريخ وأنماط حياة سكان الكوكب الآخر، وتكتشف وجود علاقة خفية "روحية" بين الأشجار العملاقة، وبين القائد العسكري للحملة "الأمريكية"- أو ربما البشرية القادمة من كوكبنا الأرضي- التي تسخر قوة الدمار بدافع الاحتكار والاستيلاء على المادة الخام النادرة التي يطلق عليها الفيلم "unobtanium تلاعبا بكلمة unobtainable التي تعني "يصعب الحصول عليه".

غير أن الفيلم ربما يتناقض مع رسالته، عندما يقدم صورة يحتفي بها المشاهد في الجزء الأخير من الفيلم، للقتال والعنف الذي يصل إلى اقصى درجات السيريالية.

هل سيغير "أفاتار"، في النهاية، تاريخ السينما أو شكلها؟

ربما سيجعل هذا الفيلم أفلام الأبعاد الثلاثية 3D أكثر شعبية ورواجا، وربما سيتيح الفرصة أيضا لتأسيس أسواق عالمية هائلة لتليفزيون المستقبل القريب، أي أجهزة التليفزيون التي تستقبل هذه التقنية المجسمة، والذي بدأ إنتاجها بالفعل.

ولكن لا أظن أن تاريخ السينما يعتمد فقط على تلك التقنات والألاعيب البصرية المبهرة، ويجب أن نعلم أن تقنية الفيلم المجسم (الذي يقتضي من المشاهد ارتداء نظارة خاصة لمشاهدته) هو ابتكار قديم من الخمسينيات، سبقت تجربته وفشل في تحدي الأشكال السينمائية السائدة، أي الفيلم الذي يعرض على شاشة ذات منسوب مريح للعين البشرية هو المنسوب الذي استقرت عليه السينما حاليا، بل ولم تنجح عدسة "سكوب" في تحطيمه، فلاتزال الأفلام المصورة بهذه العدسة، تتركز على مواضيع ذات طبيعة معينة، ولا تصلح لكل أنواع الأفلام.

وربما يكون الأهم من هذا، أن أفلام الأبعاد الثلاثية لا تزال النسبة الغالبة منها، تأتي من الولايات المتحدة بحكم الاستثمارات الهائلة في صناعة السينما التي لا تستطيع أن تجاريها أي دولة أخرى في العالم. فالفيلم الأمريكي يحظى بسوق أمريكية (داخلية) تصل إلى ما يقرب من 40 ألف قاعة للعرض السينمائي، بالإضافة إلى شبكات الكابل والتليفزيون ومنافذ توزيع الاسطوانات الرقمية (دي في دي).

وليس من المتصور مثلا أن تاريخ السينما في العالم سيتجه تلك الوجهة "المبهرة"، بحيث يتم تصوير الأفلام "الشخصية" الفنية، التي يصنعها فنانو الفيلم في العالم، من محمد خان وداود عبد السيد وعاطف حتاتة وابراهيم البطوط مثلا، إلى بيتر جريناواي ومايك لي وفون ترايير ومايكل هانيكه ومخملباف، وغيرهم، في أي وقت في المستقبل، باستخدام هذه التقنية. هنا يجب أن نعلم ايضا أن ما يتردد، هو أن إنتاج فيلم "أفاتار" تكلف نحو 250 مليون دولار، وربما بلغ 300 مليون، بالإضافة إلى ما يقرب من 150 مليون تكاليف الحملة الدعائية المصاحبة له، وقد استرد الفيلم هذه الارقام وزاد عليها كثيرا بعد ثلاثة أسابيع فقط من بدء عروضه العالمية، وهذه ما نسميها بـ"خصوصية الفيلم الأمريكي"، تماما مثل خصوصية الدولة الأمريكية نفسها كظاهرة خاصة في التاريخ، غير قابلة للتكرار.

السينما الفنية، في رأيي، ستظل تستخدم الشكل format الأكثر بساطة وتآلفا مع عين المتفرج، واتساقا أيضا، مع الإمكانيات المتاحة والتي تسمح بها المعطيات الاقتصادية القائمة التي تحكم "صناعة السينما" في معظم بلدان العالم. بل وستظل السينما التجارية السائدة في العالم (خصوصا تلك التي تتناول مواضيع واقعية) تستخدم الوسائل الأكثر بساطة. وقد اعلنت السوق الأمريكية أن 20 فيلما من بين 170 فيلما جديدا سيتم تصويرها بتقنية الصورة المجسمة ثلاثية الابعاد، ومعظم هذه الافلام من الأفلام "الخيالية"، وهي نسبة أكبر من النسبة السابقة، لكنها لا تعني غلبة هذا الشكل.

وليس من المتصور أخيرا، رغم الحديث الذي لا ينقطع عن "عولمة الصورة"، أن يتجه العالم إلى سينما المؤثرات البصرية الخاصة التي تستفيد من تقنيات الكومبيوتر، لكي تحل محل الأداء التمثيلي الإنساني، ومحاولة السينما منذ ولادتها، محاكاة الواقع بتصوير ما يرى السينمائي أنه يحدث فيه. وليس من المتوقع ايضا ان تصبح السينما المجسمة، ثلاثية الأبعاد، باستخدام تقنية الـ3D هي التقنية السينمائية السائدة في القرن الحالي على الأقل، ولذا فمن الخطأ ان نطلق على قرننا الحادي والعشرين "قرن الـ3D"، فما هي إلا مبالغات أهل الصناعة الأمريكية في رأيي!

*المقال من مدونة الناقد أمير العمري على العنوان التالي:

http://life-in-cinema.blogspot.com/2010/01/blog-post_11.html

مدونة الناقد (حياة في السينما) في

11/01/2010

من وحي الشارع:

«آفـاتـار» والـيـد الخـفـيـة

ثريا البقصمي

لمدة ثلاث ساعات تسمرت على الكرسي مرتدية نظارة خاصة بتجسيم البعد الثلاثي، وذلك لمشاهدة فيلم الموسم، قنبلة السينما الأميركية «آفاتار».

في البداية سيطر على المكان شحنات الخيال المبهرة، الناتجة عن تطور التكنولوجيا الكمبيوترية، وبعد ذلك بدأت أكتشف وذاكرتي النشطة النزقة، بأن ما أشاهده لا يزيد عن كونه كولاجاً ذكياً، قام به مخرج الفيلم جيمس كاميرون في تجميع مقاطع مستنسخة من شخصيات كرتونية وسينمائية لأفلام سابقة.

وفي عملية قص ولزق عبقرية، وقصة أقرب لسلق البيض، استطاع مخرج هذا الفيلم أن يخرج لنا ذلك المسخ الغريب المسمى «آفاتار»، والذي فصّله تفصيلاً ليتماشى مع عرض العضلات السينمائية التكنولوجية والتي كلفت ملايين الدولارات.

واللطش من أعمال الآخرين، يحتاج إلى شيء من العبقرية، ولهذا فأنت تشعر بشخوص فيلم «بوكاهونتس» «الكرتوني» لديزني، وتشعر بالحيوانات الخرافية لفيلم جوراسك بارك، ثم تسمع حواراً وترى أداء الممثل توم كروز في فيلم «الساموراي» الأخير، وغضب وثورة «ميل جبسون» في فيلم «القلب الشجاع»، إلى جانب عدد لا بأس به من الأفلام، والتي تروي بطولات وإخفاقات الجيش الاميركي في فيتنام، وفي قصة الفيلم إسقاطات مباشرة حول السياسة الاميركية الخارجية، والتي يتحدث كل العالم عنها، ويهاجمها أو يناصرها، ولا تحتاج لفيلم بهذه الفخامة لطرح فكرة مضغت وعلكت عشرات المرات.

وأكثر ما تمتعت به عند مشاهدتي لفيلم «آفاتار»، هو الأسلوب العصري والحديث الذي استخدمته إدارة السينما في الكويت في عرض الفيلم، فالكويت اشتهرت بأفلام الشاورما، وهي عمليات الرقابة المفروضة على القبلات والمشاهد العاطفية الساخنة، فبدلا من قطع اللقطة، رأينا يداً بشرية عريضة تحجب منظر القبلة بين الكائن الخرافي وحبيبته!، وهذه اليد العريضة الطيبة، المعطاء تكررت في أكثر من لقطة، وفي الحال تخيلت موظفاً مهمته أن يحجب بيده كل اللقطات الداعية للرذيلة والفحشاء، ولست أدري ما هو أجره اليومي مقابل هذا العمل، لكن هذا الاختراع والإنجاز الكويتي يجب أن نطوره في المستقبل لاستخدام أجزاء أخرى من أعضاء الجسد لحجب اللقطات الفاضحة، مع الدعوة للاستعانة بالخيال الخصب لكي تدور عجلة التطور الحضاري.

* كاتبة وفنانة تشكيلية

الراي الكويتية في

12/01/2010

 

جوائز «غولدن غلوب» مثيرة للجدل.. لكنها تعكس ما سيحصل في الأوسكار

الترشيحات تميل بقوة لصالح جورج كلوني وميريل ستريب كأفضل ممثل وممثلة.. و«أفاتار» أفضل فيلم

لندن: «الشرق الأوسط»

في السابع عشر من يناير (كانون الثاني) الجاري تشهد بيفرلي هيلز بولاية كاليفورنيا الأميركية الإعلان عن جوائز «غولدن غلوب» في دورتها السابعة والستين. ويعد مهرجان «الكرة الذهبية» أداة تسويق لهوليوود، نظرا لأن توزيع الجوائز يتم في وقت مبكر للغاية لموسم الجوائز قبل الأوسكار، حيث يكون الكثير من الأفلام المرشحة للفوز بالجوائز لا تزال في دور العرض، مما يعطي دفعة لمبيعات منافذ بيع تذاكر الأفلام ومبيعات أقراص العرض «دي في دي».

كما توصف «غولدن غلوب» بأنها مؤشر جيد على الفائزين بجوائز الأوسكار، وإن الترشيحات هذا العام تميل بقوة إلى صالح جورج كلوني كأفضل ممثل وميريل ستريب كأفضل ممثلة في الوقت الذي ترجح فيه كفة فيلم الخيال العلمي «أفاتار» الذي تحقق عائداته الآن أرقاما قياسية لحصد عدد من جوائز هذا المهرجان. جوائز «غولدن غلوب» للسينما (أو الكرة الذهبية) تأتي في المرتبة الثانية بعد جوائز الأوسكار في قائمة الجوائز السينمائية في هوليوود.

ويوجد عدد قليل من النقاد المعروفين، وإن كان هناك أي منهم بالفعل في لجنة التحكيم التي تختار الفائزين بالجوائز التي تقدم كل عام منذ عام 1944 من قبل رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية.

وتصف شارون واكسمان، كاتبة الأعمدة في هوليوود منذ فترة طويلة، مهرجان «غولدن غلوب» بأنه «سر هوليوود الصغير الكريه».

وبينما تفتخر الكثير من مهرجانات ومسابقات الجوائز الأخرى بأن لديها لجان تحكيم أفضل، إلا أن القليل من هذه الجوائز يستطيع أن يضاهي التقليد الذي تتمتع به جوائز «غولدن غلوب» نظرا لأنها تقدم في حفل يجتمع فيه النجوم ويحظون بالحرية في السير ببطء وسط الجماهير ومداعبتهم، لأن الجوائز نفسها ليست جوائز مرموقة مثل جوائز الأوسكار.

ويقترب من الفوز بجائزة العام الحالي فيلم «أب إن ذي إير» (عاليا في السماء) بطولة النجم جورج كلوني بستة ترشيحات، إلا أن الفيلم تراجع في الأسابيع الأخيرة، بدرجة كبيرة، بسبب النجاح المذهل لفيلم الخيال العلمي «أفاتار» الذي حقق أكثر من مليار دولار في جميع أنحاء العالم، وربما ينجح في تحطيم الرقم القياسي المسجل في مبيعات منافذ بيع التذاكر الذي حققه فيلم جيمس كاميرون السابق «تايتانيك».

وربما يفوز فيلم «ذي هيرت لوكر» (خزانة الألم) بجائزة أفضل فيلم درامي، حيث فاز الفيلم المستقل الذي تم إنتاجه بميزانية منخفضة، ويدور حول فريق أميركي من خبراء المفرقعات في العراق، بمجموعة من جوائز النقاد في الأسابيع الأخيرة ويبدو أنه يشمل مزيجا من الموضوعات الأميركية والدولية، وقد يروق لأعضاء لجنة التحكيم في المهرجان. ومع ذلك، فقد اعتبرت لجنة من كبار المشاهدين في استطلاع أجرته صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن فيلم كلوني سيفوز بجائزة أفضل فيلم درامي، وأن النجم الوسيم سيفوز بجائزة أفضل ممثل درامي. ورأوا أن المنافسة على جائزة أفضل ممثلة درامية تنحصر بين ساندرا بولوك عن دورها في فيلم «بلايند سايد» (الجانب الأعمى)، وكاري موليغان عن دورها في فيلم «آن إديوكيشن» (تعليم). وتوقعوا أن تذهب جائزة أفضل مخرج إما إلى كاميرون عن فيلم الخيال العلمي «أفاتار» أو كاثرين بيغلو عن فيلم «ذي هيرت لوكر».

قائمة بترشيحات جوائز «غولدن غلوب» في الفئات الرئيسية

* أفضل فيلم درامي «آفاتار» «ذا هارت لوكر» (خزانة القلب) «إنغلوريوس باستردز» (الأوغاد الأشرار) «بريشس» «آب إن ذا آير» (عاليا في السماء)

* أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي «500 دايز أوف سمر» ( 500 من أيام الصيف) «ذا هانغ أوفر» «إتس كومبليكيتد» (أمر معقد) «جولي آند جوليا» (جولي وجوليا) «ناين» (تسعة)

* أفضل مخرج كاثرين بيغلو عن فيلمها «ذا هارت لوكر» (خزانة القلب) جيمس كاميرون عن فيلمه «أفاتار» كلينت استوود عن فيلمه «أنفكتس» (لا يقهر) جايسون رايتمان عن فيلمه «آب إن ذا آير» (عاليا في السماء) كوينتين تارانتينو عن فيلمه «إنغلوريوس باستردز» (الأوغاد الأشرار)

* أفضل ممثل في فيلم درامي جيف بريدجيز عن دوره في فيلم «كريزي هارت» (القلب المجنون) جورج كلوني عن دوره في فيلم «آب إن ذا آير» (عاليا في السماء) كولين فيرث عن دوره في فيلم «سينغل مان» (رجل وحيد) مورغان فريمان عن دوره في فيلم «أنفكتس» (لا يقهر) توبي ماغواير عن دوره في فيلم «براذرز» (الأشقاء)

* أفضل ممثلة في فيلم درامي إيميلي بلانت عن دورها في فيلم «ذي يانغ فيكتوريا» (فيكتوريا الصغيرة) ساندرا بولوك عن دورها في فيلم «ذا بلايند سايد» (الجانب المظلم) هيلين ميرين عن دورها في فيلم «ذا لاست ستايشن» (المحطة الأخيرة) كاري موليغان عن دورها في فيلم «آن إديوكيشن» (تعليم) غابوري سيديبي عن دورها في فيلم «بريشس»

* أفضل ممثل مساعد مات ديمون عن دوره في فيلم «أنفكتس» (لا يقهر) وودي هارلسون عن دوره في فيلم «ذا ماسنغرا» (الرسول) كريستوفر بلامر عن دوره في فيلم «ذا لاست ستايشن» (المحطة الأخيرة) ستانلي توتشي عن دوره في فيلم «ذا لافلي بونز» (العظام المحببة) كريستوف فالس عن دوره في فيلم «إنغلوريوس باستردز» (الأوغاد الأشرار)

* أفضل ممثلة مساعدة بينيلوبي كروز عن دورها في فيلم «ناين» (تسعة) فيرا فارميغا عن دورها في فيلم «آب إن ذا آير» (عاليا في السماء) آنا كندريك عن دورها في فيلم «آب إن ذا آير» (عاليا في السماء) مونيك عن دورها في فيلم «بريشس» جوليان مور عن دورها في فيلم «سينغل مان» (رجل وحيد)

* أفضل سيناريو «ذا هارت لوكر» (خزانة القلب)، تأليف: مارك بوال «دستريكت 9»، تأليف: نيل بلومكامب، وتيري تاتشيل «إنغلوريوس باستردز» (الأوغاد الأشرار)، تأليف: كوينتين تارانتينو «إتس كومبليكيتد» (أمر معقد)، تأليف: نانسي مايرز «آب إن ذا إير» (عاليا في السماء)، تأليف: جايسون رايتمان، وشيلدون ترنر

* أفضل فيلم رسوم متحركة «كورالين» «فانتاستيك مستر فوكس» (السيد فوكس الرائع) «كلاودي ويذ تشانس أوف ميتابولز» (غائم مع فرصة كرات اللحم) «ذا برينسس آند ذا فروغ» (الأميرة والضفدع) «أب» (أعلى)

* أفضل فيلم أجنبي «بروفت» (نبي) «ذا وايت ريبون» (الشريط الأبيض) «ذا مايد» (الخادمة) «باريا»

 

لمحات عن أبرز الأفلام المتنافسة على جوائز «غولدن غلوب»

* «أفاتار» حقق فيلم «أفاتار»، أكثر فيلم سينمائي تكلفة على الإطلاق، الذي أخرجه جيمس كاميرون، مخرج فيلم «تايتانيك»، ما يربو على المليار دولار في مبيعات التذاكر العالمية في أول ثلاثة أسابيع من عرضه فقط. وحاز الفيلم كثيرا من الثناء بوصفه يمثل ثورة في عالم تقنية «الأبعاد الثلاثية» ونظام التقاط الصورة المتحركة. وتدور أحداث الفيلم حول أحد جنود مشاة البحرية المعاقين يرسل إلى كوكب «باندورا» لمساعدة الجنس البشري في السيطرة على المعادن الثمينة في الكوكب.

* «آب إن ذي آير» (عاليا في السماء) وتدور أحداث الفيلم الذي أخرجه جايسون ريتمان في إطار كوميديا عصر الركود من بطولة جورج كلوني حيث يجسد دور مستشار يعمل في إحدى الشركات للتخلص من موظفيها يسافر في أنحاء الولايات المتحدة لفصل الأشخاص من الشركات. وتتغير وجهة نظره عندما يقع هو نفسه ضحية خفض النفقات. ويتصدر الفيلم ترشيحات «غولدن غلوب» للحصول على بست جوائز.

* «ناين» (تسعة) وتدور أحداث الفيلم حول مخرج في أواخر الأربعينات من عمره يدعى جوديو كونتيني، يؤدي دوره البريطاني دانيال دي لويس، يعاني من أزمة منتصف العمر التي تتركه عاجزا عن الإبداع في عمله وغارقا في دوامة من المشكلات العاطفية، وبينما يحاول الانتهاء من آخر أفلامه عليه الموازنة بين عدة نساء.

* «ذا هارت لوكر» (خزانة القلب) ونال فيلم «ذا هارت لوكر»، الذي حاز ثناء النقاد للمخرجة كاثرين بيغلو، ثلاثة ترشيحات، ووصف بأنه الحصان الأسود في موسم الجوائز، ويدور الفيلم منخفض التكلفة، الذي يجسد دور البطولة فيه الممثلان البريطانيان غاي بيرس، وريف فاينز، حول فرقة أميركية للكشف عن القنابل في العراق، يتولى إدارتها قائد جديد متهور قبل أسابيع من انتهاء مهمة عملها في العراق. ورشح الفيلم لنيل جائزتين من جوائز «غولدن غلوب».

* «بريشس» : مستوحى من رواية «بوشي» للكاتبة صافير فيلم درامي ملهم يدور حول حياة كلاريس بريشس جونز، مراهقة أمية مفرطة الوزن من منطقة هارلم اغتصبها والدها وعانت من معاملة أمها السيئة، لكنها بدأت في تغيير حياتها بعد وضعها طفل والدها الثاني ودخولها مركز تأهيل ومدرسة بديلة، بل وتكتسب روحها الجديدة مزيدا من الصلابة عندما تكتشف أن والدها نقل إليها فيروس الإيدز، الذي تسبب في وفاته بعد ذلك.

* «500 دايز أوف سمر» (500 من أيام الصيف) فيلم رومانسي غريب تدور أحداثه حول علاقة غريبة بين كاتب بطاقة تهنئة وفتاة «سمر» تعمل في مكتبه لكنها لا تؤمن بوجود الرومانسية. والفيلم من بطولة الممثل جوزيف غوردن ليفيت، والممثلة زوي ديشانيل، ومن إخراج مارك ويب.

* «ذا هانغ أوفر» يعتبر الفيلم من أفلام الكوميديا الجريئة، وتدور أحداثه حول ثلاثة من أصدقاء العريس (الأشابين) الذين يشاركونه حفل توديع العزوبية في لاس فيغاس ليستيقظوا في الصباح بصداع. ويجد الرفقاء أنهم مضطرون إلى اقتفاء أثر خطواتهم من أجل العثور على العريس المفقود قبل حفل الزفاف. ورشح الفيلم لنيل جائزة واحدة من جوائز «غولدن غلوب».

* «إتس كومبليكيتد» (أمر معقد) حصل فيلم «إتس كومبليكيتد»، بطولة الممثلة ميريل ستريب، والممثلين ستيف مارتن، وأليك بالدوين، على ثلاثة ترشيحات لجوائز «غولدن غلوب».

* «جولي آند جوليا» (جولي وجوليا) فيلم من تأليف وإخراج نورا إيفرون، وتلعب دور البطولة فيه الممثلة ميريل ستريب، حيث تجسد دور جوليا تشايلد الطاهية الشهيرة، وإمي آدمز، وتجسد دور امرأة من نيويورك وهي جولي بويل، تقوم بتبويب محاولاتها لصنع كل وصفات الطعام البالغة 524 وصفة الموجودة في كتاب «تشايلد» عن الطبخ الفرنسي. ورشح الفيلم لنيل جائزتين من جوائز «غولدن غلوب».

الشرق الأوط في

12/01/2010

 

مخرج آفاتار يخدع الجيش الامريكي

كتب : أحمد بيومي

الطريق الي »الأوسكار« طويل وشاق.. يحتاج الي نوعية خاصة من الافلام من حيث السيناريو والاخراج والتكنيك والآداء التمثيلي.. وغيرها من عناصر صناعة الفيلم التي تسعي للحصول علي الجائزة »الحلم«. قائمة ذهبية تضم عددا من الأفلام تسعي للوصول الي الأوسكار مرورا بأهم الجوائز العالمية في موسم حصد جوائز هوليوود .. وفي استعراض لأفضل ما قدمه مبدعو السينما العالمية إختارت »أخبار النجوم « الفيلم الأسطوري آفاتار كبداية يتبعها أفلام أخري لن تخلو منها قائمة الأوسكار .

يبدو أن فيلم افاتار AVatar  الذي كان حلما مروعا لمخرجه العبقري »جيمس كاميرون طيلة عقد من الزمن سوف يغير الكثير من المفاهيم السينمائية خلال الفترة القادمة الامر الذي يؤهله  ليكون أحد فرسان سباق المنافسة علي جوائز الأوسكار.

يفرض الكبار في هوليوود أنفسهم سواء بالطرق الشرعية أو غيرها، هذا ما فعله جيمس كاميرون بفيلمه الأخير »أفاتار« مع الجيش الأمريكي. فمن المعلوم لمتابعي السينما الأمريكية أن الجيش الأمريكي أصدر قرارا عقب هجمات سبتمبر علي برجي التجارة يفيد بعدم تقديم أي مساعدات عسكرية سوي لأفلام تتفق مع السياسة الأمريكية ومصالحها في الداخل والخارج.

فيلم جيمس كاميرون الأخير أفاتار - المعادي للسياسة الأمريكية تماما - والذي يؤكد أن الجيش الأمريكي يحاول الحصول علي الثروات من تحت أقدام شعب النافي - شعب العراق والعالم الثالث عموما - حتي اذا تطلب الأمر إبادة جميع السكان عن بكرة أبيهم.. استطاع جيمس كاميرون الحصول علي جميع التصاريح الخاصة بالتصوير بالاضافة الي المعدات العسكرية التي احتاجها عندما أقنع المسئولين أن فيلمه لا يتناول بأي شكل من الأشكال الجانب السياسي، وأنه في طريقه لتقديم فيلم خيال علمي ثلاثي الأبعاد عن كوكب متخيل وأناس لا يعيشون علي الأرض.

يقول كاميرون في مقابل تليفزيونية مذاعة علي موقع YouTube: »لن أقوم بتفسير الفيلم، هذه مهمة النقاد.. وبطبيعة الحال لم أخبر المسئولين في الجيش الأمريكي أي شيء عن مقاصدي الشخصية، فقط أخبرتهم عن رغبتي في صناعة فيلم عن الإنسان وعلاقته بالبيئة«.. ويغمز كاميرون للمراسلة التي تحاوره ويبتسم.

تحايل جيمس كاميرون علي القرار فأحال أحداث الفيلم الي العام ٤٥١٢ حيث تحاول احدي شركات متعددة الجنسيات عابرة القارات العملاقة - في اشارة الي المستقبل الاقتصادي لكوكب الارض - الحصول علي مادة Unobtainium التي من المفترض أنها ستحل مشاكل الطاقة علي كوكب الارض والذي يمثل الكيلو جرام منها ثروة طائلة، بعد ان تم القضاء نهائيا علي مصادر الطاقة علي كوكب الارض، وتحت أقدام شعب النافي يقع أكبر مخزون لهذه المادة في الكون، وبناء علي هذا تقرر الشركة الحصول علي هذه المادة سواء بالتفاوض أو بإبادة شعب النافي عن بكرة أبيهم، في  اشارة واضحة للشعب العراقي ومخزون البترول الذي يقع تحت أقدام العراقيين.

المثير للدهشة في »افاتار« ان مخرجه جيمس كاميرون هو نفسه صاحب فيلم »أكاذيب حقيقة« True lies انتاج عام ٤٩٩١، وهو الفيلم المعادي تماما للعرب.

كاميرون عاد برؤية مغايرة تماما للعرب وشعوب العالم الثالث بشكل عام عندما أعلن في فيلمه الأخير عن حق هذه الشعوب في المقاومة والدفاع عن أرضها بل والانتصار وأسر الجيش المعتدي كما اظهر في آخر مشاهد فيلمه.

فعلي موقع Film الشهير أشار أحد النقاد أن سقوط شجرة النافي العملاقة بمثابة اشارة مباشرة لسقوط برجي التجارة، ويري الناقد رودني كاتب المقال أن جيمس كاميرون يريد أن يؤكد ان اسقاط برجي التجارة لم يكن عملا خارجيا ارهابيا بل تم بفعل أيادي امريكية خالصة!

وفي مقال آخر في صحيفة شيكاغو، تعجب صاحبه من قيام رجل أجنبي بقيادة شعب آفاتار جيشها والانتصار علي أبناء وطنه وجنسه الاصلي قائلا: لن تتوقف هوليوود أبدا عن الكذب، حتي عندما يخسر النظام الرأسمالي حربا يريد أن ينسب الانتصار اليه عندما يقوم أحد أفراده بجلب الانتصار الي الطرف الآخر، وكأن شعوب العالم الثالث تنتظر - الأمريكي المنتظر - ليخلصها من عذاب قومه.

وليست الشجرة الضخمة هي الدلالة الوحيدة التي التجأ اليها المخرج، فقد انتقي كلمات أخري منها »باندورا« أو حواء في الأساطير الاغريقة وهو الاسم الذي يطلقه كاميرون علي الكوكب الغني بالحياة الطبيعية، حيث يعيش شعب »النافي« كذلك »أفاتار« وتعني في الفلسفة الهندوسية »تجسد الإله علي كوكب الأرض« وهو الأمر الذي أثار سخط اتباع الديانة الهندوسية ورؤيتهم أن الفيلم يعتبر اهانة لمعتقداتهم والإله الذي يعبدون!

يبقي الاشارة الي أن جيمس كاميرون اعترف بتأثره الكبير بفيلم Dance with  the wolves الذي اخرجه »كيفين كوستنير« وكتب السيناريو له »مايكل بلاك« ونال أثني عشر ترشيحا لجوائز الاوسكار، والفيلم تناول قصة ضابط أبيض البشرة يدخل تدريجيا عالم القبيلة الهندية ليكتشف ان كل القصص التي سمعها عنهم مزيفة. وانهم شعب مسالم وشجاع وكريم وعلي علاقة سلام مع أنفسهم ومع الطبيعة وبالتالي يؤدي اكتشاف الضابط هذا أن يتبني قضيتهم ويؤمن بحقهم في حريتهم علي أرضهم لدرجة مواجهته معهم عدوان الرجل الابيض سعيا وراء اثبات حقوقهم والدفاع عن حريتهم.

»الرقص مع الذئاب« الذي انتج عام ٥٩٩١ فاز بسبع جوائز أوسكار، فهل يفعلها جيمس كاميرون بعد خمس عشر سنة خاصة مع هذه التكنولوجيا تستخدم لأول مرة ويحصد جوائز الاوسكار لهذا العام؟ علينا الانتظار والترقب.

 

جيمس كاميرون : فيلمي لا يعادي امريكا

إعداد : إنجي ماجد

حرص مبدع الملحمة المستقبلية المخرج الكبير »جيمس كاميرون« علي مناقشة القفزات التقنية التي مكنته من تقديم هذا الفيلم وأيضا الرد علي من هاجم AVatar في لقاء سريع مع جريدة »نيويورك تايمز« الامريكية.

·     عندما قمت بكتابة قصة الفيلم عام ٥٩٩١ ادركت ان التكنولوجيا المتاحة لا تمثل الخلفية اللازمة لتقديم مثل هذا العمل، فلماذا اتخذت القرار بالبدء الآن وهل كنت موفقا في قرارك؟

- في البداية كنت بحاجة للتوصل الي رؤية معينة يمكن من خلالها صنع مئات من الشخصيات الزرقاء التي مثلت افراد قبيلة »النافي« في الفيلم وفي وقت كتابتي لقصة وانتهائي منها لم اشاهد نموذجا مشابها جيدا يشجعني علي دخول التجربة، ولكن مع تقديم الجزء الثاني من فيلم »ملك الخواتم« شعرت وقتها ان اخراج عمل مثل »افاتار« اصبح ممكن الحدوث مع التقدم الكبير في التقنيات البصرية.

·     أثناء فترة التحضير الخاصة بالعمل والتي امتدت طوال العقد الماضي وتطلبت منك بذل مجهود خرافي للوصول الي ذلك الشكل المبهر، هل جاء عليك وقت وانتابك شعور ان هذا الفيلم لن يخرج الي النور؟

- لقد عملت بالفعل علي ابقاء تلك الاحتمالية موجودة دائما حتي انتهت فترة التصوير، واعترف ان الايام الاولي من فترة التحضير والتي تركز العمل فيها علي بناء الشخصيات الرئيسية وتطوير شكلها باستخدام التقنيات الرقمية كانت من أصعب أيام التحضير واكثرها ارهاقا.

فبعد التوصل الي أشكال وتصميمات الشخصيات التي تم الاستقرار عليها بعد اشهر عديدة من العمل، لم تعجبني بعض التصميمات والتي تولتها شركة Weta Digital للمؤثرات البصرية الرقمية واحسست وقتها بالفشل، إلا أن المسئول عن تصميم أشكال الوجوه بالمؤثرات البصرية أكد لي ان العملية ستحتاج وقتا حتي يتم تجهيز ملامح الوجه الشكلية بتلك التقنيات، وهو ما حدث بالفعل للشكل النهائي الذي شاهده الجمهور في الفيلم.

·     منذ صدور »التريلر« المثير الخاص بالفيلم قبل عرضه توالت ردود الافعال المختلفة سواء السلبية أو الايجابية حول تصور الجميع له فماذا كان موقفك تجاه ذلك؟

كانت معظم الانتقادات وردود الافعال سلبية بسبب صدمة البعض من سياق الاحداث، فالعديد نظر الي الفتي الازرق وتعجب منه دون محاولة فهم الرسالة أو الهدف التي وجد من اجلها ذلك الفتي.

فما كنت اناقشه دوما مع شركة FOX هو عدم خوفي أو قلقي من فشل الفيلم وانما تركز قلقي كله علي التريلر الخاص به، وكان من المفترض ألا تذيع الشركة المنتجة »التريلر« حتي يبدأ العرض السينمائي للفيلم، ولكنها فعلت العكس واصدرته قبل عرضه مما اخل بالخطة المتفق عليها، ولكني اعتقد ان ذلك جاء في مصلحة العمل أيضا لما ترتب عليه من خلق دائرة كبيرة من الجدل المثار حول الفيلم.

كما اتفقت ايضا مع الشركة علي التأني في الحملة الدعائية للفيلم بحيث نترك الجمهور يشاهد العمل أولا وبعدها نتحدث عن تميزه وابداعه، وبدلا من اقناع الجمهور بضرورة مشاهدة العمل من خلال التأكيد علي جماله وجاذبيته ولكن ما حدث عكس كل ما قلت ولكن الغريب ان تلك الطريقة كانت سببا رئيسيا في نجاح الفيلم بهذا الشكل، واكمل ضاحكا : لدرجة اني شعرت اننا لو كنا اذكياء بصورة أكبر لسلكنا هذا الطريق منذ البداية.

·         هل تعرضت لأية انتقادات حول ان الفيلم يمكن اعتباره معاديا لامريكا؟

- لقد توقعت حدوث ذلك بالفعل لان الجمهور قد يسيء فهم بعض الاشياء ويدركها من زاوية منختلفة تماما، ولكني اجزم ان هذا العمل ليس معاديا لامريكا علي الاطلاق ولا حتي معاديا لأي جنس بشري، فرؤيتي لذلك العمل تقوم علي ان شخصيات قبائل »النافي« تمثل الجانب الموجود بداخل كل منا في أن يتطور الي الافضل، في رغبة كل منا في احترام الطبيعة وعدم التعدي عليها، بينما يمثل البشر في الفيلم النماذج الفاسدة الواقعية في حياتنا.

·         في حالة اقدامك علي تقديم جزء ثان من »افاتار« الي اية وجهة ستنقل احداث القصة الجديدة؟

- في الوقت الحاضر لن استطيع الحديث عن اية ملامح لشكل القصة، فانا امتلك سيناريو عميق التناول ومخططا بعناية يمكنه تقديم فيلمين علي الاقل. وفي حالة اتفاقي بشكل نهائي مع شركة Fox المنتجة للعمل علي تقديم جزء ثان بعد الارباح التي وصل اليها الفيلم ساعمل علي عدم اعلان اية تفاصيل حتي استقر علي الشكل النهائي للعمل.

 

مليار و ٣٠٠ مليون دولار ايرادات الفيلم في العالم

كتبت : دينا خليل

حقق فيلم »أفاتار« أعلي ايرادات بالنسبة للأفلام الأجنبية في مصر، حيث وصلت ايراداته حتي الآن الي حوالي ٤ ملايين جنيه في دور العرض المصرية، ويقوم الفيلم علي تقنية الـ"3D" الثلاثية الأبعاد والتي تتطلب مواصفات خاصة يشعر بها المشاهد من خلال ارتدائه للنظارة المجهزة حيث يساعد في اضفاء المؤثرات المرئية التي توحي للمشاهد بوجوده وسط أحداث وشخصيات الفيلم.

يقول أشرف مصيلحي مدير دور عرض سينما جالاكسي وسيتي ستارز: لقد حقق "Avatar" أعلي ايرادات للفيلم الأجنبي في مصر، وهو بذلك يقع في المرتبة الثانية بعد »تايتنيك« الذي حقق ٠١ ملايين جنيه ومن المتوقع خلال شهر أو اثنين أن يقترب أفاتار الي ايرادات فيلم تايتانيك، حيث يلقي اقبالا كبيرا من الجماهير.

وعن مصطلح السينما المجهزة يستطرد مصيلحي: هناك ٠٠٠١ دار عرض مجهزة بجهاز تشغيل الأفلام الـ"3D" في العالم، ويوجد منها ٣١ دار عرض في مصر.

رأي الجمهور

يقول نادر عبده أحد الذين شاهدوا أفاتار: الفيلم يستهوي شريحة كبيرة من الشباب، فحتي أصدقائي الذين قاموا بتحميل الفيلم من علي الانترنت فضلوا التوجه الي السينما لمشاهدته لانه يكون أوقع في السينما، ورغم  أن الفيلم  معظمه جرافيك إلا أن هذه النوعية تحقق نجاحا كبيرا لدي الشباب لانها مشوقة وتجذب العين.

بينما تقول حنان نور: الفيلم رائع وجذاب، وشعرت بتفاعل كبير مع الشخصيات ورغم بشاعة صورة هذه الكائنات في البداية وشكلها المقزز الي حد كبير الا أنني أحببتهم في نهاية الفيلم ومع تطور أحداثه..

النظارات

تعرض النظارات للبيع في سينما جالاكسي وسيتي ستارز بـ٠١ جنيهات اضافية علي سعر التذكرة، بينما تعرض في سينما السلام كونكورد مجانا مع الفيلم، علي أن يتم استردادها بعد الانتهاء من مشاهدة الفيلم مقابل ٥٢ جنيها اضافية كتأمين يتم استرداد المبلغ بعد استرداد النظارة.

ويقول فادي  علاءالدين: سعر النظارة غال بالمقارنة مع الهدف من رؤية الفيلم، فكان يكفي أن تكون النظارة بـ٥ جنيهات فقط، أو أن يوجد النظام علي جميع دور العرض علي أن يتم استرداد النظارة مقابل التأمين الذي يتم استرداده، ولا تعمل كل دار عرض حسب رغبتها.

وفي هذا الاطار يرد أشرف مصيلحي علي ارتفاع سعر النظارة : بالنسبة لاسترداد النظارة مقابل التأمين وتنظيفها والتدافع من أجل استرداد المبالغ، فذلك يحدث فوضي وازدحاما كبيرا.. أما سعر النظارة فهذا  هو سعرها الحقيقي، حيث يتم استيرادها من الخارج من أمريكا، وكثير من الجمهور يفضل شرائها حيث تمتد صلاحية النظارة البلاستيك الي ٣ عروض اضافية، بينما صلاحية النظارة الكرتون الي عرضين فقط، ولا أري أن مبلغ ٠١ جنيهات مرتفعا.

»أفاتار« يعرض في سينمات محددة فقط داخل مصر، ولا يمتد عرضه الي المحافضات باستثناء الاسكندرية لعدم وجود السينمات المجهزة لذلك.. وقد أجمع الجمهور علي أن عرض الفيلم في مصر بهذه التقنية هو انجاز كبير في حد ذاته يجب أن يحترم ويقدر.

كاميرون ينافس نفسه

يحتل افاتار حاليا المركز الثاني في قائمة الافلام الأعلي ربحا في تاريخ السينما العالمية، فبعد مرورأقل من شهر علي افتتاحه وعرضه في مختلف انحاء العالم وصلت ايراداته حتي وقتنا هذا الي 1.3 مليار دولار امريكي، وشهدت دور العرض داخل الولايات المتحدة تحقيق ايرادات بلغت 450 مليون دولار.

ولا يبقي امام افاتار سوي فيلم واحد عليه تخطيه حتي يدخل التاريخ ويكون الفيلم صاحب الايرادات الاعلي في عالم السينما، وهذا الفيلم من صنع كاميرون أيضا وهو »تايتنيك« الذي حقق ايرادات عالمية وصلت الي ٤٨.١ مليار دولار.

وقد تفوق افاتار علي الجزء الثالث من سلسلة أفلام »ملك الخواتم« والذي يحمل اسم »عودة الملك« الذي وصلت ايراداته الي ١١.١ مليار دولار.

 

خيال صناع السينما يتجاوز احلام العلماء

كتب : أحمد بيومي

النقلة التكنولوجية التي استخدمها جيمس كاميرون في فيلم »أفاتار« تحتاج الي قدر كبير من التأمل، هذه النقلة من شأنها تغيير مفاهيم السينما التقليدية التي عرفناها وتفتح آفاق جديدة للفن السابع وعشاقه.

في البداية استعان كاميرون باستاذ متخصص في علم اللغويات حتي يطور لغة خاصة يستخدمها شعب النافي، وبعد فترة من البحث والابتكار توصل كاميرون مع مساعديه الي اللغة المستخدمة في الفيلم وهي مزيج من اللغة الامهرية التي لاتزال تستخدم حتي الآن في بعض مناطق الحبشة ولغة الماوري التي كان يستخدمها السكان الاصليون في نيوزيلندا وبالطبع مثل هذه التفاصيل الدقيقة هي التي تعطي المصداقية اللازمة وتشعر المشاهد بواقعية الأمر.

استعان كاميرون أيضا بعدد كبير من علماء النبات والحيوان لخلق النظام البيولوجي لكوكب بانادورا، وقد يعتقد الكثيرون أن كل ما شاهده في الفيلم هو خيال عشوائي علي طريق بعض الرسومات، لكن الامر لم يكن كذلك علي الاطلاق، ففي يوم ٤٢/١١/٩٠٠٢ صدر كتاب يقع في ٠٥٢ صفحة عن التاريخ الاجتماعي والحياة البيولوجية لسكان كوكب باندورا الخيالي. الكتاب تضمن الكثير من المعلومات والتفاصيل الحياتية التي لم تذكر حتي في الفيلم، مثل تاريخ  الحروب علي الكوكب، والعقائد المختلفة لسكانه وأساطيرها وكل ما من شأنه خلق عالم كامل، الكتاب صدر قبل اطلاق الفيلم بفترة كافية كنوع من الدعاية للفيلم التي تكلفت وحدها قرابة الـ ٠٥١ مليون دولار.

أكثر ما يميز فيلم »افاتار« ثلاثي الابعاد هو بلاشك التصوير، وهذا ما كان يشغل بال جيمس كاميرون في الاساس، ولذلك قام كاميرون بالذهاب الي معامل تطوير المعدات السينمائية ووضع تصوراته علي ورقة وابلغهم انه يريد كاميرا سينمائية قادرة علي فعل ما يتمناه خياله. وبعد عدة اشهر خرجت كاميرا تحمل اسم »الستريوسكوبيك« الجديدة وتعد هذه هي المرة الاولي التي يسبق فيها خيال المبدع خيال العلماء.

بالطبع التطور التكنولوجي المصاحب للفيلم وصل لمراحل متطورة يصعب معه توقع قادم الايام للسينما في هوليوود، وعلي موقع الـ youtube يوجد تفاصيل كواليس فيلم أفاتار، حيث نري أن كل الوحوش والكائنات تم تصميمها كاجهزة اليكترونية ضخمة وارتدي الممثلون مجسات خاصة لتنقل حركاتهم الي اجهزة الكمبيوتر ليتم التعامل معها واضافة التفاصيل الخاصة بعالم بنادورا الخيالي.

 

اختراق السوق الصيني

كتبت : إنجي ماجد

نجح »افاتار« في تحطيم الارقام القياسية في دور العرض السينمائي بالصين بعد ان تمكن من أن يصبح الفيلم صاحب الايرادات الاعلي في ليلة افتتاحه متفوقا علي غيره من الافلام التي عرضت قبله.

فقد ذكرت وكالة الانباء الصينية ان »افاتار« حقق في يوم افتتاحه بالصين فقط ٣٣ مليون ين ياباني أي ما يوازي ٥ ملايين دولار امريكي، وهو الرقم الذي لم يحققه أي فيلم عرض بالصين في ليلة الافتتاح من قبل.

فعلي الرغم من الاحوال الجوية قارسة البرودة واكتساء شوارع العاصمة بكين بالثلوج، الا ان ذلك لم يمنع الجمهور الصيني من التوجه لمشاهدة الفيلم في دور العرض المختلفة، وهو ما يشير الي أن الصين ستصبح ثاني أكبر سوق للاعمال السينمائية ضخمة الانتاج بعد منطقة امريكا الشمالية. فقد اكد مصدر بمتحف الصين السينمائي الوطني أن تذاكر حفلات افتتاح الفيلم  بيعت جميعها قبل العاشرة صباحا من يوم الافتتاح. وأضاف أن عددا من دور العرض اضطرت الي تخصيص حفلات اضافية وصل عددها الي أربع حفلات لمواجهة الضغط الكبير من قبل الجمهور علي المشاهدة.

جدير بالذكر أن »افاتار« يحتل حاليا المرتبة الثانية في قائمة الافلام صاحبة أعلي الايرادات في تاريخ السينما بعد ان حقق ايرادات تجاوزت حاجز المليار دولار منذ صدوره الشهر الماضي في مختلف انحاء العالم.

وقد صرحت فتاة صينية شاهدت الفيلم انها ذهبت لمشاهدته بمجرد علمها انه من اخراج جيمس كاميرون صاحب فيلم »تايتنيك« وايقنت انه من المؤكد أن يقدم عملا رائعا مثل فيلمه السابق وأضافت ان تقنية   3Dالمستخدمة في الفيلم جعلت منه فيلما مدهشا يجبر كل من يشاهده علي الاحترام.

أخبار النجوم المصرية في

10/01/2010

 
 

الأفلام الثلاثية الأبعاد (3D) تسبب الصداع وتضر العين

أطباء أميركيون وألمان يحذرون من أضرارها على المعانين من مشكلات النظر

كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب

تبوأ فيلم «أفتار»، الذي يعرض بشكل مجسم ثلاثي الأبعاد (3D)، قائمة أكثر الأفلام كلفة في تاريخ هوليوود، لكنه حقق مع ذلك أعلى الإيرادات منذ بدء عرضه قبل شهر في سينمات الولايات المتحدة. ويبدو أن «جيمس بوند»، المعروف بتحقيقه «المعجزات» أمام شباك التذاكر، لن يتأخر عن ركوب هذه «الموضة»، فأعلن عن ركوب مغامرته القادمة موجة الأفلام الثلاثية الأبعاد.

وبعد الاستقبال الصحافي الإيجابي للفيلم على المانشيتات العريضة، وبقاء الفيلم بعيدا عن «النقد الفني» نسبيا على الصفحات الثقافية، ظهرت لأول مرة بوادر هذا النقد، ولكن على الصفحات العلمية والصحية التي تهتم بالأفلام الثلاثية الأبعاد. إذ حذر أطباء العيون الأميركان لأول مرة من التأثيرات السلبية للأفلام الثلاثية الأبعاد على الإنسان، وخصوصا من ناحية إثارة صداع الرأس ونوبات الشقيقة. وأيدهم في ذلك الكثير من المختصين الألمان من على صفحات المجلات الطبية الألمانية.

المشكلة هي أن تقنيات العرض الثلاثي الأبعاد، وزحفها التدريجي إلى التلفزيونات وشاشات الكومبيوتر وصالات السينما عموما، يأتي في عصر تحول فيه الصداع إلى مرض مزمن تعاني منه المجتمعات الصناعية والفقيرة على حد السواء. وكمثل، يعاني 5 في المائة من الألمان من صداع دائم، وهو ما يشكل نحو 6 ملايين إنسان، تضاف إليهم نسبة 70 في المائة ممن يعانون من نوبات منتظمة أو من صداع مزمن، و90 في المائة من هذه الحالات بسبب داء الشقيقة أو بسبب التوتر النفسي والعضلي.

وقال البروفسور مايكل روزنبيرغ، أستاذ طب وجراحة العيون في جامعة شيكاغو: «هناك اختلاف بسيط لدى الكثير من الناس بين عضلات العينين اليسرى واليمنى، وهو اختلاف يمكن للدماغ تجاوزه، ويؤهل الإنسان للعيش بسلام دون آلام رأس الإنسان، إلا أن الأفلام الثلاثية الأبعاد تزيد وطأة هذا الفرق على الدماغ، وتؤدي إلى حصول آلام في رأس المشاهد». ويتضاعف احتمال حدوث صداع الرأس حينما يبذل المشاهدون، المعانون من الفروق بين عضلات العينين، جهدا مضاعفا للتمتع بالصور الثلاثية الأبعاد.

وأضاف روزنبيرغ: «عادة ما نشاهد في العين الأولى صورا بأبعاد ثلاثية بزاوية تصغر عن الزاوية التي تشاهد بها العين الأخرى، ويعمل الدماغ في مختبره على تحويل هذه المعلومات المصورة (اللقطتين) إلى صورة ثلاثية الأبعاد في عيوننا. إلا أن ما تصوره لنا السينما في ثلاثة أبعاد يختلف عن حجم الصورة الحقيقية، ناهيكم عن أنه عبارة عن صور متتابعة سريعة الحركة، وهو ما يربك عمل الدماغ ويشوش صفاء الذهن.

وأيدته بذلك جرّاحة العيون البروفسورة ديبورا فريدمان، من نيويورك، التي أشارت إلى أن الفيلم الثلاثي الأبعاد يقدم للعين «وهما» ثلاثي الأبعاد بحجم أكبر من الحجم الذي يستوعبه دماغنا وعيوننا. وحينما تحاول العين الطبيعية التأقلم مع الحجم الجديد ينهمك الدماغ في عملية مضنية تتسبب في حدوث الصداع».

واعترف متحدث باسم شركة «ريال أ.د»، المتخصصة في صناعة الأفلام الثلاثية الأبعاد، لمجلة «الطبيب» الألمانية، بوجود تقارير تعود إلى الفترة الأولى لظهور الأفلام الثلاثية الأبعاد، تتحدث عن حالات صداع وغثيان أصابت مشاهدي بعض عروض هذه الأفلام. ونصحت الشركة من يشعر بالصداع خلال أو بعد مشاهدة هذه الأفلام بعدم مشاهدة الأفلام ثانية دون مراجعة الطبيب، وقال إن هذه الحالات ناجمة عن انعدام البحث العلمي الدقيق عن منافع ومضار الأفلام الثلاثية الأبعاد.

وفي السابق استخدمت عروض الأفلام الثلاثية الأبعاد جهازين للعرض، يعرض أحدهما صورا مخصصة للرؤية بواسطة العين اليسرى للمشاهد، ويعرض الثاني على الشاشة الصور للعين اليمنى. وحينما يضع المشاهد النظارات الخاصة بالعرض فإنه يرى فيلمين من منظارين مختلفين ومن معايير عامة مفصلة للعيون البشرية الاعتيادية، بمعنى أنها لا تراعي الفروق بين عيون الناس. وينشأ الصداع حينما تختلف معايير العرض البصري مع معايير نظر الإنسان، أو حينما يكون الفرق بين زاويتي عرض جهازي العرض (البروجكتورين) تختلف كثيرا عن الفرق بين العينين اليسرى واليمنى.

وتستخدم دور العرض المتقدمة اليوم، وبعد غزو التقنية الرقمية، جهاز عرض واحد رقمي يدمج الصورتين المعروضتين، رغم الاختلاف بينهما، بسرعة ترادفية تبلغ 144 صورة في الثانية. وهي سرعة تفوق سرعة أدراك العين والدماغ البشريين، وتظهر الفيلم المعروض كأنه صورة واحدة ثلاثية الأبعاد. وقد ينجم الصداع هنا عن محاولة الدماغ اللحاق بالصور السريعة وتحليلها، أو أنه ينجم عن المشاهدة من جانب القاعة، لأن من الظاهر أن احتمالات المعاناة من الصداع، في أثناء مشاهدة العرض الثلاثي الأبعاد، تقل عندما ينظر إليها الإنسان من الوسط، وتزداد كلما ابتعد المشاهد نحو الطرفين.

وحذر البروفسور بيتر هوه، خبير أمراض العيون والصداع المتعلق بها، من مشاهدة الأفلام الثلاثية الأبعاد مثل «أفتار» على المعانين من مشكلات خاصة في العينين. ونصح هوه، من عيادة طب العيون في جامعة ميونخ، المعانين وغير المعانين من أمراض العيون، الذين يودون مشاهدة العروض الثلاثية الأبعاد، باختيار مكان في وسط السينما، ففي الوسط «يسقط الكثير من الضوء وتجتمع الصورتان المعروضتان بشكل أفضل أمام العينين، وهذا يعني أنه لا يقع الكثير من الجهد على عين واحدة، ولا ينشغل الدماغ كثيرا في محاولة معادلة هذا الاختلال بين العينين اليسرى واليمنى».

إن النظر إلى الفيلم الثلاثي الأبعاد من جانب قاعة العرض يعني أنه يقع على الدماغ أن يبذل جهدا استثنائيا لمطابقة الصورتين، القادمة من العين اليسرى والأخرى القادمة من العين اليمنى، إضافة إلى جهد آخر لوضعهما في مستوى واحد. وينصح البروفسور الألماني مشاهدي الأفلام الثلاثية الأبعاد بتناول الكثير من الماء في أثناء العرض، ويطالب أصحاب دور العرض بوضع استراحة أو أكثر في أثناء عرض هذه الأفلام، وخصوصا فيلم «أفتار» الذي يعرض بطول 3 ساعات. عدا عن ذلك يعرض المشاهد نفسه، وخصوصا المعانين من مشكلات العين، إلى الصداع والغثيان.

البعض يجد الحل في «العروض الفردية» التي تقدمها نظارات العرض الخاصة بأفلام الأبعاد الثلاثية والتي تعمل بنفسها كشاشة أمام عيني المشاهد. ويرى البعض الآخر البديل في العدسات اللاصقة التي أعلن العلماء الأميركان عن اكتشافها، والتي تتحول إلى شاشة منمنمة لعرض الأفلام لصيقة بالحدقة.

وطبيعي أن يفترض أن تكون هذه النظارات والعدسات خاصة بالإنسان، بمعنى أن يصفها طبيب العيون للشخص ويراعى فيها الاختلافات بين عيني المريض والمشكلات البصرية الأخرى التي يعاني منها. وهو ما أعلنه البروفسور بابراك برويز، من جامعة واشنطن (سياتل) الذي تحدث قبل بضعة أسابيع عن عدسة لاصقة تعمل بمثابة مونيتور وتتلقى الطاقة اللازمة لعملها لا سلكيا من جهاز خارجي. وهذا يعني أنه من الممكن للإنسان مستقبلا، وبفضل العدسة أو «الشاشة اللاصقة»، أن يحادث رجلا صينيا ويستعرض المترجم له الترجمة على شاشة العدسة اللاصقة، أو أن يعرض لسائق السيارة خريطة الطريق من الملاح مباشرة أمام عينيه دون الحاجة إلى شاشة ملاح.

وفي حين ينشغل أطباء العيون في مناقشة أضرار الأفلام الثلاثية الأبعاد على الدماغ وإصابة المشاهدين بالصداع، جاء النقد الطبي الثاني لفيلم «أفتار» من منظمات الرقابة الاجتماعية بسبب الموقف من التدخين، فالفيلم يعرض الممثلين وهم يدخنون رغم أن قصته تدور حول أحداث تجري في عالم فانتازي من عام 2154 المستقبلي.

وانتقدت مبادرة «من أجل أفلام أميركية بلا تدخين» فيلم «أفتار» بسبب ظهور الممثلة سيجورني ويفر، التي تلعب دور عالمة إنسانية واعية، وهي تدخن في الفيلم. وذكرت المبادرة في تصريح لها أن الفيلم متاح لمشاهدة الصغار من سن 13 سنة، وهو ما يجعله خطرا على المراهقين، وفي حين أن دعايات السجائر ممنوعة في الولايات المتحدة منذ سنوات، إلا أن فيلم «أفتار» يروج لها طوال العرض بثلاثة أبعاد. وسبق للمبادرة أن انتقدت جيمس كاميرون بتقديم الدعاية الخفية لصناعة السجائر في فلمه الشهير «تايتانيك».

الشرق الأوسط في

15/01/2010

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)