آفاتار فيلم لا يمكن الكلام عنه.. يجب أن تشاهده
كتبت: روضة إسماعيل
من مخرج أفلام تايتنك، المُخَلص، كائنات فضائية، أكاذيب حقيقية،
وغيرها. جيمس كاميرون قد بدأ هذا العام بوصول أجدد أفلامه إلى المركز الأول
فى شباك تذاكر السينما، وكذلك وصول الفيلم للمركز التاسع كالأكثر نجاحاً فى
التاريخ!
أولاً، أوجه كلامي للآنسات والسيدات، أنا أعلم أننا لا نحب أفلام
الخيال العلمى، ولكن هذا الفيلم مختلف، إذ أنه لن يمكنكن من إغلاق أعينكن
حتى للحظة واحدة!
والآن، دعونى أشرح باختصار معنى كلمة آفاتار. إنها ببساطه تعنى نسخة
أخرى منك. تخيل الآتى، كلاٌ منا له فى مكان ما بعيداً جداً، له نسخة مطابقة
له فى الشكل والنفسية. فى الأغلب جميع مخترعى الألعاب الالكترونية يفهمون
قصدي.
حسناً، لتبسيط الأمور، أتعلم عندما تقومون بلعب لعبة الكترونية و
يتأتى لكم أن تخترعون الشخصية الخاصة بكم، بمظهرها وشخصيتها؟ هذا هو الحال
هنا.
كائنات آفاتار هى نحن ولكنها تعيش على كوكب آخر فى عالم آخر. ولذلك،
فإن نسختك قد يكون لها "أجنحة، رأس تنين، خياشيم، زعانف،..".
إن لم تكن قد شاهدت الفيلم، لا تقرأ الفقرة الآتية!
فى عام 2154، شركة
RDA
قد أصبحت مسئولة عن باندورا، وهو قمر خصب شبيه بالأرض لكوكب بوليفيموس.
باركر سلفريدج (جيوفاني ريبيسي) هو رئيس المشروع، ويستخدم ضباط البحرية
السابقين لعملية الأمن. ولكن الشركة تعتزم استغلال احتياطيات باندورا من
المعدن الثمين يونوبتاينيوم.
الفئتان الرئيسيتان فى الفيلم:
النافى:
كائنات زرقاء اللون شبيهة بالبشر لها خصائص مميزة وتسكن كوكب باندورا.
وهى أقوى جسمانياً وأطول من البشر وتعيش في وئام مع الطبيعة تعبد إلهه تسمى
ايوا. لا يمكن للبشر البقاء على قيد الحياة طويلاً فى جو باندورا لذلك
يستخدمون الأقنعة الواقية من الغاز. وفي محاولة لتحسين العلاقات مع سكان
باندورا الأصليين، قام العلماء بتخليق هجين مطابق للإنسان مع السكان
الأصليين، يتم السيطرة عليه عن طريق مُشَغِل بشرى.
البشر:
جيك سالى (سام وورثينغتون)، وهو ضابط بحرى سابق يعانى من الشلل يصبح
فى آخر لحظة بديلاً عن أخيه التوأم الذى قُتل. الدكتورة جريس أوجسطين
(سيغورني ويفر)، رئيسة برنامج آفاتار ترى أن سالى بديل غير كفؤ لأخيه،
ولذلك تنزل به إلى رتبة حارس شخصي. عندئذ، يرافق جيك كلاً من أوجسطين وعالم
الأحياء نورم سبيلمان (جويل ديفيد مور) فى مهمة استكشافية فى أشكالهم
كآفاتار للإتصال مع النافى، من أجل المساعدة على إقامة علاقات دبلوماسية
معهم، ولإيجاد حل لمشكلة الموارد، وكذلك لوضع نهاية لتهديد العنف.
يتم الهجوم على الفريق وينفصل جيك عنهم ويضل الطريق. مجبراًعلى البقاء
على قيد الحياة ليلاً في أدغال باندورا الخطيرة، يتم انقاذ جيك عن طريق
نيتيرى (زوي سالدانا) وهى إحدى كائنات النافى والتى تجلبه إلى منزل الشجرة
والذى تسكنها عشيرة نيتيرى المسماة بأوماتيكايا. موات، وهى حكيمة النافى
وأم نيتيرى تظهر اهتماماً بالمحارب "دريم ووكر" (هكذا يطلقون على
الآفاتار)، و تأمر ابنتها بتعليم جيك أساليبهم.
الكولونيل مايلز كواريتش (ستيفن لانج)، قائد قوات الأمن للـ
RDA، يعلم بأمر علاقة جيك الخاصة بأوماتيكايا ويوعد جيك ب"ساقيه" فى
مقابل حصوله على معلومات خاصة بالسكان الأصليين لباندورا وعما قد يحملهم
على مغادرة منزل الشجرة الذى يقع فوق خزان كبير لليونيبتانيوم.
لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، جيك يزداد قرباً من نيتيرى وأوماتيكايا
ويبدأ فى تفضيل أسلوبهم والإبتعاد عن غاية الRDA. يكشف جيك ونيتيرى عن حبهما لبعضهما واختيار كل منهما للآخر كشريك
للحياة. تم اكتشاف تغيير جيك لولائه عندما قام بتدمير كاميرا لبلدوزر كان
يهدف لتدمير شجرة الأصوات الخاصة بالقبيلة. كولونيل كواريتش يفصل جيك عن
الآفاتار الخاص به ويقدم لسيلفريدج وأوجسطين بتسجيل لجيك يعترف فيه بأن
مهمته عقيمة وأن أوماتيكايا لن يتخلوا أبداً عن منزل الشجرة.
أوجسطين تجادل بان تدمير منزل الشجرة يمكن أن يؤثر على الشبكة
النباتية العصبية التى تتصل بها جميع الكائنات الحية بباندورا. سلفريدج
يعطى لجيك وأوجسطين ساعة واحدة لإقناع النافى بمغادرة منزل الشجرة. وعندما
يكشف جيك عن مهمته لأوماتيكايا، تتهمه نيتيرى بالخيانة مما يؤدى إلى سجن
جيك وأوجسطين. قوات كواريتش تقوم بتدمير منزل الشجرة مما يؤدى إلى مقتل
ايتوكان والد نيتيرى ورئيس العشيرة والكثيرون غيره. يتم فصل جيك وأوجسطين
عن الآفاتار الخاصان بهما ويتم اعتقالهم بتهمة الخيانة من قِبَل نورم.
ترودى شاكون (ميشيل رودريجيز) من الطيران الأمنى، والتى تشمئز من
العنف، تقوم بتحريرهما. أثناء هروبهما يطلق كواريتش النار على أوجسطين، ومع
قرب موتها، يلجأ جيك إلى أوماتيكايا للمساعدة. ولكى يستعيد ثقتهم، يقوم
بترويض توروك، وهو وحش طائر لم يتمكن قبل ذلك إلا خمسة من النافى ترويضه.
جيك يذ هب إلى أوماتيكايا الذين تجمعوا شجرة النفوس المقدسة، ويتوسل لموات
لرأب أوجسطين. يحاولون زرع روحها فى الآفاتار الخاص بها ولكن إصاباتها
شديدة جداً وتموت قبل إكتمال الطقوس.
بمساعدة نيتيرى وتسوتيى (لاز الونزو) الزعيم الجديد لأوماتيكايا، يجمع
جيك الآلاف من النافى نم العشائر الأخرى. ويصلى جيك للإلهه ايوا للتوسط عن
النافى فى معركتهم القادمة. كواريتش يقنع سلفريدج بالسماح بالإبقاء على
شجرة النفوس حيث أنها اللب الدينى والثقافى للنافى، وتدميرها من شأنه تغيير
النافى وجعلهم غير قادرين على مقاومة التعديات البشرية.
مع هجمات جيش الـ
RDA،
النافى يدافعون عن أنفسهم ولكنهم تعرضوا لخسائر فادحة فى الأرواح من ضمنها
تسوتيى وترودى. عندما يصبح النافى على حافة الهزيمة، تقوم الحياة البرية
بباندورا فجأة فى مهاجمة قوات الـ
RDA،
وتسحقهم. وتفسر نيتيرى ذلك بإنه استجابة ايوا لصلوات جيك.
يدمر جيك المفجر الرئيسى قبل أن يصل إلى شجرة النفوس. كواريتش يتمكن
من الهرب ويجد الواجهة التى بها الآفاتار الخاص بجيك فيقوم بتدميره ليعرض
جيك لجو باندورا. نيتيرى تقتل كواريتش وتنقذ جيك. بعد فوز النافى، نيتيرى
وجيك يقومان بتأكيد حبهما بينما ترى هى جسمه البشرى لأول مرة.
تم طرد سلفريدج وأفراد الجيش من باندورا، بينما يتم السماح لجيك،
ونورم، والعلماء الذين يقومون بدراسة باندورا بالبقاء. نرى جيك يتقلد شارة
قائد أوماتيكايا. وينتهى الفيلم بزرع روح جيك بشكا دائم فى الآفاتار الخاص
به عن طريق شجرة النفوس.
لمن لم يشاهد الفيلم، أقرؤوا الآتى:
لماذا قد تم خلق الآفاتار، ماذا كان الدافع من وراء ذلك؟ سأقول لكم
دون الكشف عن القصة، لأن أولئك الذين لم يشاهدوا الفيلم، عليهم أن يشاهدوه
الليلة!
حسناً، فلتوسعوا خيالكم، وأقرؤوا القصة!
تدور أحداث القصة في العام 2154 فى باندورا. و هو قمر شبيه بالأرض في
نظام كوكبى بعيد. يعيش على باندورا سكانها الأصليين النافى، وهى كائنات
زرقاء اللون شبيهة بالبشر وتعيش في وئام مع الطبيعة ويمتلكون المعدن الثمين
يونوبتاينيوم الذي تقدر قيمته على الأرض بنحو 20 مليون دولار للكيلوجرام
الواحد.
مع الأسف، لا يستطيع البشر الذهاب إلى باندورا بسهولة حيث أن النافى
أقوى جسمانياً وأطول من البشر؛ والسبب الأهم هو أن جو باندورا لا يحتوى على
الأوكسجين، ولذلك فإنه سام وقاتل للبشر.
والان نعود إلى الأسم، البشر يريدون تخليق الآفاتار لكى يكون
باستطاعتهم استعمار باندورا والحصول على المعدن الثمين. يهاجم البشر النافى
بالرغم من أنهم مسالمين. إنها معركة بين الإثنين.
إن عظمة القصة وفكر المؤلف يستحقان التقدير والمشاهدة.
هل نجح هذا الفيلم بسبب تقنية الأبعاد الثلاثية، أم بسبب القصة، أم
للسببين؟
مع كثير من البحث، اكتشفت الآتي:
أولاً، لقد طرح هذا الفيلم بتقنية الأبعاد الثلاثية، وكذلك بتقنية
الآيماكس فى بعض دور العرض. ويعد تقدم هائل فى تكنولوجيا صناعة السينما.
ليس هذا فقط، وإنما قد تم صنع كاميرات خاصة لإنتاج هذا الفيلم.
ثانياً، القصة تتماشى جداً مع فئة الخيال العلمى فأنا لا أتخيل أبداً
مشاهدة فيلم رومانسي مثل تايتنك بالتقنية ثلاثية الأبعاد!
وللإجابة عن سؤالى، أعتقد أن التكنولوجيا، النظارات ثلاثية الأبعاد،
والخيال العلمى يتماشون جميعم مع بعضهم البعض.
فى الأسبوع الأول من عرضه، حقق آفاتار 77,025,481 دولار كأرباح فى
الولايات المتحدة وكندا. وعالمياً، فقد حقق الفيلم فى نفس الفترة أرباح
تقدر ب232,180,000 دولار! عمل ممتاز يا كاميرون!
فى عام 1994، كتب جيمس كاميرون قصة هذا الفيلم فى أسبوعان فقط! وعندما
انتهى من كتابتها، قال أن وحيه كان "كل كتب الخيال العلمى التى قرأتها وأنا
صغير". لم يقم كاميرون فقط بخلق كائنات زرقاء وأسماها النافى، ولكنه خلق
لها أيضاً لغة خاصة بها تحتوى على 100 كلمة. مما يدعو للدهشة، هو أن هذا
النص قد كتب منذ 16 عاماً، فما الذى جعله يظهر فى 2010؟
"كان يجب علي التكنولوجيا أن تتقدم"، هكذا أجاب كاميرون. وقد قال أن
هذا المشروع كان يحتاج إلى معدات ذات تقنية عالية وانتاج ضخم.
وبالإنتاج الضخم كان يعنى 237 مليون دولار!!! وعند توافر تلك الشروط،
بدأ التصوير فى 2005!
أيتها الآنسات والسيدات، نصيحتي إليكن هى أن تذهبن مع أصدقائكن، وتقمن
بشراء تلك النظارات المضحكة وبعض الفوشار، وقمن بالتجربة، فإن لم تعجبكن
فلا ضرر ولا ضرار، ونحن لا نرى هذه النوعية من الأفلام كل يوم. وأنتم أيها
الشباب أيضاً، فلتأخذو جميع أصدقاؤكم وأذهبوا لمشاهدته!
عام جديد سعيد للجميع، ويا لها من تجربة رائعة لبدأ العام الجديد بها!
ملحوظة: لقد قام جيمس كاميرون باختيار شركة ألعاب ألكترونية لاختراع
لعبة لآفاتار وقد تم طرحها فى 1 ديسمبر عام 2009 على (PS3,
XBOX 360, WII, NINTENDO DS,
IPHONE, WINDOWS &
PSP).
فقوموا بقضاء ليلة فى اللعب بعد مشاهدة الفيلم!
اقرأ أيضًا:
أفاتار لا يزال يتصدر شباك
التذاكر ويحصد نصف مليار دولار في أمريكا الشمالية
موقع مصراوي في
18/01/2010 |