كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

حرب على الإرهاب في «مهرجان برلين»

بولانسكي... السينمائيّ الشبح وغينسبرغ يستأنف الـ«عواء»

برلين ــ زياد عبد الله

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة الستون

   
 
 
 
 

«الفيلم الجيد لا يخبّئ نفسه»، حسب رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية فيرنير هيرتزوغ

الـ Berlinale الشهير الذي أطفأ شمعته الستين، زاخر كالعادة باللحظات الثمينة. في منتصف الطريق نتوقّف عند جديد بولانسكي ومارتن سكورسيزي وفلورين سيربان وكاران جوهار وسميح كابلانوغلو... أما عرب الدورة، فهم محمد الدراجي (العراق) وسهيل وعماد نوري (المغرب)، ومجدي أحمد علي وداود عبد السيد (مصر)

مع انطلاق الدورة الستين لـ «مهرجان برلين السينمائي» الخميس الماضي، حضر بقوة الحديث عن نشأة المهرجان عام 1951 بمبادرة من الحلفاء. مدير المهرجان ديتير كوسليك قال خلال الافتتاح «المدينة كانت رمزاً لأنظمة منقسمة، لكنها أيضاً رمز لبداية جديدة». واستعاد كوسليك فيلم ألفريد هيتشكوك «ريبيكا»، الذي افتتح الدورة الأولى، من دون أن ينسى تاريخاً طويلاً من الخلافات والجدل حضر مع مشاركة أفلام من دول أوروبا الشرقية في المهرجان، ابتداءً من عام 1971، وانفتاح المهرجان على اليسار، بعدما أُطلقت آلة دعائية في وجه المعسكر الشرقي، ونموذج لـ«ثقافة الحرية» حينما كانت هوليوود وكيلها الحصري.

فيلم الافتتاح «منفصلان معاً» (ضمن المسابقة) لوانغ كوانان استدعى برلين الشرقية والغربية من خلال قصة تايوان وانفصالها عن الصين. كما كان انفصال أفراد العائلة الواحدة بسبب جدار برلين، فإن فيلم وانغ يحكي قصة رجل يترك زوجته وابنه ويهرب إلى تايوان، لكونه من عناصر الحرس الوطني... ولا يُسمح له بزيارة شنغهاي إلا بعد مرور ثلاثين سنة.

وضمن المسابقة الرسمية التي تضمّ 26 فيلماً من ألمانيا وبريطانيا وأميركا وروسيا وفرنسا والنرويج واليابان وإيران وتركيا تتنافس على جائزة «الدب الذهبي»، عُرض «عواء» الذي يحمل عنوان قصيدة ألان غينسبرغ (1926 ـــــ 1997) الشهيرة، وقد كتبه وأخرجه الأميركيان روب ايبشتاين وجيفري فريدمان. هنا، تتردد القصيدة كاملةً (يؤدي جيمس فرانكو شخصية غينسبرغ) في شريط يمزج بين الوثائقي والروائي والـتحريك. ويلجأ الإخراج إلى الـ animation لتقديم تهويمات بصرية تجسّد القصيدة التي يلقيها غينسبرغ على مسامع أصدقائه، بينما يأتي الوثائقي في شكل روائي خلال استعادة المحكمة الشهيرة التي أقيمت حول ديوان «عواء».

ويمكن القول إن «الحرب على الإرهاب» تهيمن على المهرجان. يعرض فيلم «الكاتب الشبح»، جديد رومان بولانسكي (ضمن المسابقة)، في غياب صاحبه الذي يخضع للإقامة الجبريّة حالياً في سويسرا، كما هو معروف. في The Ghost Writer نحن أمام دراما سياسية مشوّقة، مصنوعة بحنكة لا تفارق صاحب «عازف البيانو». ويظهر طيف توني بلير بوصفه «مجرم حرب» عبر شخصية رئيس الوزراء البريطاني الأسبق آدام لانغ (بيرس بروسنان)، وتورّط كاتب (ايوان ماكرغر) في تدوين مذكّرات هذا السياسي في لحظة مصيرية، إذ يكون متهماً بتسليم الـ «سي آي إي» مواطنين إنكليزاً ينتمون إلى «القاعدة»، وتعذيبهم حتّى الموت. فيلم بولانسكي شديد التشويق والخطورة، يمضي إلى اتهام بلير بأنّه عميل للاستخبارات الأميركية... ماذا كان لو كان خطاب الفيلم وراء إحياء متاعب هذا السينمائي البولوني الأصل مع القضاء الأميركي، بعد انقضاء زمن طويل عليها؟

الحرب على الإرهاب تحضر أيضاً، إنما كوصفة جاهزة في فيلم كاران جوهار «اسمي خان» (ضمن البرنامج الرسمي، لكن خارج المسابقة) من دون أن يتفادى ما اعتدناه في السينما البوليوودية من نمطية ميلودرامية غنائية... يخلط الشريط بين إشكالية معاصرة تتمثل في الحرب على الإرهاب، والصورة النمطية عن المسلم، وقصص أخرى عن الصراع الطائفي بين الهندوس والمسلمين.

اليوم الثالث من «برلين» شهد جديد مارتن سكورسيزي Shutter Island (خارج المسابقة) الذي يخوض فيه السينمائي غمار التشويق والإثارة، بمشاركة نجمه المفضل ليوناردو دي كابريو إلى جانب مارك رافيلو وبن كينغسلي. تمتزج وقائع الفيلم مع مخيلة الشخصية التي يقدّمها دي كابريو، الذي يكون قد قتل زوجته، بعد إقدام الأخيرة على قتل أولاده الثلاثة.

يختلط كل شيء في الفيلم، حيث التخيّلات تسير جنباً إلى جنب مع استعادة الشخصية الرئيسة ماضيها خلال الحرب العالمية الثانية والهولوكست. شريط سكورسيزي عرض بعده فيلم روماني هو الأكثر تميّزاً حتى الآن في المهرجان. إنّه «إذا أردتُ التصفير، فسأصفِّر» لفلورين سيربان، الذي يحكي يوميات شاب قبل موعد خروجه من السجن بعشرين يوماً.

في الفيلم التركي «عسل» (المسابقة)، يستكمل سميح كابلانوغلو ثلاثيته التي بدأها بفيلمه «حليب»، وأتبعها بـ «بيض». بينما يعود السينمائي الياباني المخضرم كوجي واكامتسو في «كاتربلير» إلى الحرب، موضوعه الأثير، إذ يتناول حياة جندي عائد إلى بلدته بعدما فقد رجله وذراعه في الحرب اليابانية الصينية. وسط هذا، اقتصر الحضور العربي على برنامج «بانوراما»، حيث يُعرض عملان، الأول للعراقي محمد الدراجي «ابن بابل»، والثاني هو «الرجل الذي باع العالم» للمغربيين سهيل وعماد نوري. فيما يُعرض في سوق المهرجان «عصافير النيل» لمجدي أحمد علي، و«رسائل البحر» لداود عبد السيد.

رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية المخرج الألماني فيرنير هيرتزوغ أكّد أنه لا يملك «وصفة سحرية» للحكم على الأفلام، مضيفاً «الفيلم الجيد لا يخبّئ نفسه»، إلّا أنّه شدّد على دور المهرجان بوصفه معبراً لللسينمائيّين الشباب.

الأخبار اللبنانية في

15/02/2010

 
 

«الكاتب الشبح» .. وسط تنافس شرس في مهرجان برلين

برلين - د.ب.أ

يعد نجاح فيلم الإثارة السياسي «الكاتب الشبح»، للمخرج المثير للجدل الفرنسي - البولندي رومان بولانسكي في الظهور أمس الجمعة في العرض الأول لمهرجان برلين السينمائي، نوعا من الانقلاب في مجال العلاقات العامة لهذا المهرجان في نسخته الستين.

فقد أصبح هذا هو الحال نظرا لأن المنافسة بين المهرجانات السينمائية الرائدة في العالم قد زادت في السنوات الأخيرة في ظل النجاحات الأولى التي سجلتها المهرجانات المنافسة الجديدة كمهرجان صندانس في الولايات المتحدة وتورنتو وروما، وتمكن هذه المهرجات من كسب أرضية صلبة.

واحتل العرض الأول لفيلم «الكاتب الشبح» بؤرة الاهتمام في نسخة هذا العام من مهرجان برلين السينمائي، حيث يتناول قصة تشبه الحياة السياسية لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. ويروي فيلم «الكاتب الشبح» المأخوذ من رواية الكاتب البريطاني روبرت هاريس، قصة كاتب، يقوم بدوره الممثل الاسكتلندي ايوان ماكجريجور، استدعى لاستكمال مذكرات رئيس وزراء بريطاني سابق، غير أنه يتعثر في سر مظلم في الخلفية السياسية للزعيم السابق بشكل يضع حياته في خطر وبشكل ما يقوم الفيلم على فكرة تتواجد في كافة أفلام بولانسكي الاخرى، وهي أن الشخصيات بشكل ما معزولة عن العالم الحقيقي.

ولا يختلف «الكاتب الشبح» عن المعضلة التي يواجهها بولانسكي حاليا، حيث إن رئيس الوزراء في الفيلم يجد نفسه محتجزا في جزيرة (مارثاس فاينيارد) بالمحيط الاطلسي وسط تحركات في أوروبا للتحقيق معه بخصوص تورطه في جرائم حرب. وفي الوقت الذي يتشابه فيه الفيلم في بعض الأحيان مع أفلام الإثارة لأفريد هيتشكوك، يرسم «الكاتب الشبح» صورة لعالم متشكك وساخر يظهر حول رئيس الوزراء آدام لانج الذي يتوقع له أن يحصل على ثروة مقابل مذكراته. وفي حالة غريبة توضح أن الفن يعكس في بعض الأحيان الحقيقة، تزامن الإعداد للعرض الأول للفيلم مع الكشف عن أدلة أمام لجنة تحقيق خاصة في لندن حول ملابسات مشاركة بريطانيا في الحرب على العراق. وقال هاريس الذي اشتهر بالكتابة عن سقوط الامبراطوريات «إن الأحداث تتآمر لتجعل الفيلم يبدو وثائقيا أكثر منه خياليا». ويواجه رئيس الوزراء في فيلم «الكاتب الشبح» اتهامات بالتغاضي عن اعتقال بعض المشتبه في كونهم إرهابيين تم بعد ذلك تسليمهم للمخابرات الأميركية سرا، ويبدو أنهم تعرضوا للتعذيب. وفي الوقت نفسه، وفي عالم السياسة الحقيقي، تتعرض الحكومة البريطانية لضغوط بسبب حكم قضائي بالكشف عن وثائق خاصة بقضية مواطن بريطاني كان محتجزا في معتقل جوانتانامو، ويزعم تعرضه للتعذيب في باكستان، بينما تحتجزه المخابرات الأميركية بعلم الحكومة البريطانية. وقال هاريس «كل هذه الأشياء في الرواية استبقت ما كان ليتحقق بعد ذلك». وأضاف أنه كان يفكر في بعض الأحيان في أن بريطانيا هي الولايات الـ51 للولايات المتحدة الأميركية، وتساءل ما إذا كان رئيس الوزراء يعمل مع المخابرات الأميركية.

وخلال مؤتمر صحافي عقد بمناسبة عرض الفيلم في برلين، لم يخف هاريس والممثلون سرا بأن شخصية بلير ساعدت في الهامهم بأبعاد الشخصية الخيالية لرئيس الوزراء في الفيلم الذي تم وضع اللمسات الأخيرة عليه، بينما يخضع مخرجه للإقامة الجبرية.

ويجد رئيس الوزراء في الفيلم آدام لانج، الذي يقوم بدوره الممثل الآيرلندي بيرس بروسنان، نفسه يواجه مزاعم بالتورط في خطط وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي اي ايه) غير القانونية بتعذيب المشتبه بتورطهم في أنشطة إرهابية.

وقال بروسنان إنه سأل المخرج بولانسكي في المراحل الأولى من تصوير الفيلم «هل ألعب دور توني بلير»؟ ولكن على الرغم من سؤاله قد نحى جانبا من قبل بولانسكي، إلا أن بروسنان قال اليوم في المؤتمر الصحافي «كل الرموز تشير الى رجل واحد». ومع ذلك لم يستطع بولانسكي الحائز جائزة الاوسكار حضور العرض الاول للفيلم في مهرجان برلين امس الجمعة، حيث تخضع السلطات السويسرية المخرج (76 عاما) للإقامة الجبرية في فيلا خاصة به لحين البت في أمر تسليمه الى السلطات الأميركية لتنفيذ عقوبة صدرت بحقه لإدانته باغتصاب قاصر (13عاما) في سبعينيات القرن الماضي.

وقد أثنى الممثلون والمشاركون في صناعة الفيلم على بولانسكي، وقال الممثل الاسكتلندي إيوان مكجريجور الذي قام بدور الكاتب في الفيلم «بولانسكي مسؤول عن كل شيء.. بالنسبة لي شخصا إنه لأمر محزن للغاية أنه لا يستطيع أن يكون هنا». ولكن هاريس وصف كيف أن مكجريجور تقمص بشكل جيد شخصية المخرج بولانسكي، قائلا لقد كان الأمر وكأنه «هنا دائما». وقال يمكن لمكجريجور أن يكون «بولانسكي أكثر من بولانسكي ذاته».

أوان الكويتية في

16/02/2010

####

بفيلمه الاخير 'امرأة ومسدس ومتجر مكرونة':

تشانغ ييمو يحتفل بالعام الصيني الجديد بكوميديا سوداء

برلين - من أندرو ماكاثي:  

أحتفل المخرج الصيني البارز تشانغ ييمو بالعام الصيني الجديد بإطلاق فيلمه الأخير 'إمرأة ومسدس ومتجر مكرونة' وهو من نوع الكوميديا السوداء ويدور حول متجر مكرونة في الصحراء.

واعتمادا على فيلم الإثارة 'بلود سيمبل' أو 'دم بسيط' للمخرجين الأمريكيين جويل كوين وايثان كوين عام 1984 جاء فيلم 'سان تشيانج باي ان جينغ تشي' أو (امرأة ومسدس ومتجر مكرونة) بمثابة تحول كبير لتشانغ، الذي اتسم عمله الفني خلال عقدين بالأفلام التي تتعامل مع موضوعات أكثر جدية.

وقال تشانغ (58 عاما) في مؤتمر صحافي الأحد في برلين احتفالا بعرض الفيلم في مهرجان برلين السينمائي (برلينالي)، الذي يتنافس فيه على جائزة الدب الذهبي المرموقة 'لقد كان الفيلم نوعا من المخاطرة .. نوعا من المغامرة بالنسبة لي'.

وعن الفيلم الذي يبدو في بعض الأحيان أنه اصطبغ بصبغة أمريكية غربية قال 'أردت أن استكشف عبثية الحياة البشرية'.

وتدور أحداث فيلم 'بلود سيمبل' أو دم بسيط في بلدة صغيرة في ولاية تكساس الأمريكية حيث يشتبه أن مدير حانة محلية يقيم علاقة مع زوجة رئيسه.

وبعيدا عن سرد قصته من خلال سلسلة من المشاهد الهزلية في بعض الأوقات، يقدم تشانغ في فيلمه 'سان تشيانج باي ان جينغ تشى' أو (امرأة ومسدس ومتجر مكرونة) لشخصياته ملابس زاهية الألوان مشابهة لتلك التي يرتديها بعض الناس للاحتفال بالعام الصيني الجديد.

وفي مؤتمره الصحافي، أعرب تشانغ عن امتنانه لمهرجان برلين السينمائي لعرض الفيلم في اليوم الأول لما يعتبره الصينيون عام النمر واختياره ليكون في القائمة الرئيسية لاحتفال المهرجان بذكرى مرور 60 عاما على انطلاقه.

وجاء نجاح تشانغ عام 1988 في الفوز بجائزة الدب الذهبي عن فيلمه 'ريد سورجم' أو (الذرة الحمراء) بمثابة خطوة رئيسية في تقديم السينما الصينية إلى العالم.

وألقى مهرجان برلينالي لهذا العام، الضوء مجددا على السينما الآسيوية بقصة حب على خلفية التوتر بين تايوان والبر الرئيسي للصين في بداية المهرجان الذي تستمر فعالياته 10 أيام.

ويسرد فيلم توان يوان (بعيدا معا) للمخرج الصيني وانج كوانان قصة عودة أحد المحاربين القدامى من الحرب الأهلية الصينية إلى اول أمرأة أحبها وهو الأمر الذي يبعث في نفسه مشاعر السعادة والمرارة في نفس الوقت.

وتدور أحداث فيلم تشانغ ييمو 'امرأة ومسدس ومتجر مكرونة' في الصين الإقطاعية في موقع يتميز بالمناظر الطبيعية الجبلية الوعرة في غرب البلاد، وتم تصويره في 87 يوما وبدون أي موسيقى.

إلا أن تشانغ قال 'هذا المشهد الرائع، للمناظرالطبيعية الخلابة يمنح الفيلم شعورا من عدم الواقعية، ونتيجة لذلك فهو ربما لم يكن ليحتاج إلى موسيقى'. وهذه هي المرة الأولى أيضا التي يتم فيها تصوير فيلم في هذه المنطقة.

وقال تشانغ إنه تلقى رسالة بالبريد الإلكتروني من الأخوين كوين، اللذين راقت لهما التغييرات التي أدخلها على فيلمهما الأصلي 'بلود سيمبل' أو دم بسيط ، وخاصة إضافة متجر المكرونة إلى أحداث الفيلم.

وتدور قصة 'امرأة ومسدس ومتجر مكرونة' عن زوجة تقرر بعد 10 سنوات قضتها مع زوج متعسف أن تشتري مسدسا وتطلب من عشيقها لي، أن يقتل زوجها، الرجل الثري كبير السن صاحب محل المكرونة.

القدس العربي في

16/02/2010

 
 

في مهرجان برلين السينمائي: بولانسكي هو الأبرز

صالح كاظم من برلين

جاء افتتاح مهرجان برلين السينمائي هذا العام مرافقا بإهتمام إعلامي كبير إرتباطا بمرور ستين عاما على أول مهرجان سينمائي أقيم في القطاع الغربي من برلين الذي كان يخضع لسيطرة الحلفاء (الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا)، في الوقت الذي هيمنت فيه القوات السوفيتية على الجانب الشرقي من برلين. وتوجه إهتمام الإعلاميين والصحافة بشكل خاص لحدثين أساسيين وهي إفتتاح المهرجان بحضور فني وسياسي واسع وعرض النسخة المرممة والنهائية لفلم المخرج الكبير فرتز لانغ "ميتروبوليس" في اليوم الثاني من أيام المهرجان (جرى نقل الحدث عن طريق مؤسسة آرته الفرنسية الألمانية المشتركة).

وقبل أن يفتتح المهرجان سينمائيا بالفلم الصيني "منفصلون سوية" تحدث مدير المهرجان ديتر كوزليك عن أهمية المهرجان في تكوين الوعي الثقافي الديمقراطي في ألمانيا، ثم أعطى الكلمة لعمدة برلين كلاوس فوفيرايت الذي أكد بدوره على أهمية المهرجان خاصة فيما يتعلق بنقل التجارب السينمائية المختلفة على نطاق العالم الى الجمهور الألماني، مشيرا الى أن المهرجان كان قد فتح مع بداية سبعينات القرن امام التجارب السينمائية لبلدان شرق أوربا، واًصبح بذلك يشكل جسرا ثقافيا بين الشرق والغرب.

أما وزير الدولة للشؤون الثقافية فقد أكد في كلمته على أهمية فتح أبواب "البرلينالة" على الأفلام الآسيوية، الذي تأكد هذا العام من خلال إفتتاح وإنهاء المهرجان بأفلام من الصين واليابان، إضافة الى توجه المهرجان بشكل أكثر لتقديم أعمال سينمائية من بلدان أوربا الشرقية. وقد جرى أثناء إفتتاح المهرجان تكريم الممثلة الألمانية الكبيرة هانا شيغولا لدورها في بناء السينما الألمانية المعاصرة وكذلك الكاتب الألماني (الشرقي) فولفغانغ كولهاسة، لما قدمه لتطور السينما في ألمانيا الشرقية من خلال كتابته لسيناريوهات أفلام كثيرة لشركة الديفا. وقد رأى الكثير انه كان من الجدير بالقائمين على المهرجان أن يفتتحوه بفلم رومان بولانسكي، غير أن مدير المهرجان أشار الى تخوفه من أن يجري النظر للمهرجان عالميا بكونه تظاهرة تضامنية مع بولانسكي في أزمته الحالية.

هنا لمحة مختصرة عن الأفلام التي عرضت خلال الأيام الماضية من ضمن الأفلام المشاركة في المسابقة (انظر القائمة الملحقة).

منفصلون سوية (الصين الشعبية)

إخراج: وانغ كوان أنغ

خلال السنوات الثلاث الأخيرة أصبح المخرج الصيني وانغ كوان واحدا من الوجوه المألوفة في ردهات "البيرلينالة" بعد أن فاز فلمه "عرس تويا" بالدب الذهبي الذي أنطلق من منظور متميز في علاج موضوع المرأة والعائلة، حيث كان يدور حول إمرأة، يعاني زوجها من مرض عضال، تسعى للتخلص من المشاكل المحيطة بها عن طريق البحث عن رجل يمتلك القدرة على إعالتها وإعالة عائلتها، وقد تمكن المخرج من خلال معالجته لهذه الثيما من إلقاء الضوء على العديد من جوانب الحياة الإجتماعية والصعوبات الإقتصادية التي تواجه المواطن الصيني في ظل الظروف الإنتقالية الحالية التي تترك آثارها على السلوك اليومي للأفراد والعوائل. 

وفي الوقت الذي كانت تدور فيه أحداث "عرس تويا" في أرياف منغوليا الداخلية، تجري أحداث فلمه الجديد "منفصلون سوية" الذي أفتتح به مهرجان برلين، في شنغهاي، المركز الصناعي والتجاري المهم للصين الجديدة. لقد قامت إدارة المهرجان بإختيار هذا الفلم لإفتتاح المهرجان لسببين أولهما إرتباط الذكرى الستينية لقيام المهرجان هذا العام بذكرى مرور 20 سنة على قيام الدولة الألمانية الموحدة التي تجري التهييئات للإحتفال بها في 3 اكتوبر 2010، حيث أن موضوع الفلم يعالج مشكلة إنفصال تايوان عن الصين، والسبب الآخر هو توجه المهرجان هذه السنة بشكل خاص نحو الإنتاج السينمائي في القارة الآسيوية والبلدان التي كانت تابعة سابقة للمنظومة السوفيتية. وربما هناك سبب مخفي يدور في ذهن المشاهد أثناء رؤية الفلم ومشاهده الكثيرة التي تدور حول مائدة الطعام، ألا وهو توجه مدير المهرجان، ديتر كوزليك الى إبراز "ملذات الحياة" المرتبطة بالإستمتاع بالطعام وما يرتبط به من مداعبة الحواس الإنسانية خلال المهرجان. 

"منفصلون سوية" يعالج حياة الجندي السابق ليو يانشنغ في "الجيش الوطني الصيني" الذي قاتل بقيادة شان كاي شيك (1887-1975) ضد الجيش الأحمر، وأستقر لاحقا مثله مثل الآلاف من المعارضين للثورة البلشفية في جزيرة تايوان، تاركا وراءه زوجته الشابة حاملا، وها هو ذا يعود بعد مرور خمسين عاما على ذلك الى بلده الأصلي، مدفوعا ليس فقط بالحنين الى الماضي، وإنما كذلك بعواطف مازالت متوقدة تجاه زوجته. فيجدها متزوجة وقد خلفت العديد من الأطفال، غير أنها مازالت تحن لعلاقتها السابقة به، وذلك رغم رفض العدد الأكبر من أفراد عائلتها الجديدة نيتها في مغادرة الصين والتوجه بصحبة زوجها السابق الى تايوان.

من خلال كاميرا هادئة نسبيا، يقف خلفها المصور السينمائي الألماني لوتز رايتماير، يتابع المشاهد النقاشات التي تدور، كما ذكرت سابقا على الأغلب أثناء تناول الوجبات الشهية، حول الماضي والحاضر لبلد تمكن خلال فترة قصيرة أن يحقق قفزة تاريخية بإتجاه المجتمع الإستهلاكي. وفي الوقت الذي يسعى فيه ليو يانشنغ لإعادة بناء علاقته مع زوجته السابقة، يبدو زوجها الجديد في حالة تراجع مستمر، وأحيانا في حالة إستسلام لما يمليه عليه الواقع. وتتخلل الفلم العديد من الأغاني التي تخفف بشكل ما الجو الميلانخولي الذي يحيط بشخصياته أثناء إستغراقهم في تفاصيل الحياة اليومية. ورغم أن الفلم يقع في خانةالأفلام التراجيكوميدية، غير أن الجانب المأساوي يوشك أن يكون هو الطاغي عموما على أجوائه، وذلك من خلال التأكيد على ما تجلبه الحداثة معها من مآس عائلية ومصائر فردية يحكمها الإيقاع السريع للحياة المعاصرة في ظل مؤشرات العولمة التي يمتد تأثيرها الى مختلف جوانب الحياة. ورغم تعرض هذا الفلم للهجوم من قبل أغلبية النقاد الألمان بإعتباره "باهتا" أو "عاجزا" عن التعرض لموضوعاته بشكل جذري، غير أني أرى فيه العديد من الجوانب الإيجابية التي تجعله من الأفلام المتميزة في إطار السينما الآسيوية المعاصرة، ذلك لأنه يتعرض بشكل هادئ وساخر الى مظاهر العولمة التي بدأت تتسرب ببطء الى عوالم مازالت تحكمها الطقوس التقليدية، لتحدث فيها شرخا كبيرا ربما سيؤدي الى ولادة عسيرة، ذات نتائج خلاقة في تكوين المستقبل.

عُواء (الولايات المتحدة الأمريكية)

إخراج روب إيبشتاين وجفري فريدمان

قصيدة "عواء" لألين غنزبيرغ جاءت في خمسينات القرن الماضي فاتحة لمواجهة أدبية فكرية جديدة مع واقع ما بعد الحرب ولتفتح الأبواب أمام جيل جديد من الكتاب الذين أطلقت عليهم تسمية "البيت جينيراشن" من ضمنهم جاك كيرواك، جريجوري كورسو، لورنس فيرلينغيتي وليروي جونس وغيرهم. وكانت هذه القصيدة، الى حد ما، بمثابة البيان الأول المعبر عن دوافع وإشكالات هذا الجيل الذي وجد نفسه بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية عاريا بمواجهة السائد المتمثل بـ "الحلم الأمريكي"، فرفع اليد إحتجاجا على هذا الحلم المؤقلم في إطار "اخلاقي" يحيط مثل قفص من ذهب بالمشاعر البشرية الحقيقية ويمنع إزدهارها.

هذه القصيدة وما نتج عنها من ردود فعل إجتماعية وسياسية تشكل إضافة الى بعض جوانب حياة الين غسنبيرغ والنخبة التي كانت تحيط به الإطار العام الذي بنى عليه المخرج الأمريكي روب إيبشتاين بالتعاون مع جفري فريدمان فلمه هذا الذي يستخدم التوثيق اداة فنية للخوض في جذور الأشكاليات التي يواجهها المجتمع الأمريكي المعاصر وكذلك للإحتجاج على التيارات المحافظة التي عادت خلال السنوات الأخيرة للبروز بشكل عدواني واضح لتشكل تهديدا لكل ما تمثله القيم التي تكون بنية المجتمع الأمريكي. وكما في فلمه الوثائقي "من كان هارفي ملك؟" الذي أنتجه في سنة 1985 لتخليد ذكرى حاكم سان فرانسيسكو، المدافع عن الحقوق المدنية الذي أعلن عن مثليته في وقت كان التحدث فيه عن هذا الموضوع يعتبر من المحرمات (حاز الفلم على جائزة الأوسكار في العام 1985)، يضعنا في فلمه هذا بمواجهة العديد من الأسئلة التي تتعلق بمنظومة القيم الإجتماعية البالية التي تقيد حرية الفرد وتحاول أن تمنعه من تحقيق ذاته، مما ينطبق بشكل خاص على الأقليات التي يشكل المثليون جزءا منها.

ويبني المخرج فلمه هذا على مستويات عديدة، تخضع لبناء فني روائي-وثائقي، تشمل المحاكمة الشكلية التي أقيمت بحق غنسبيرغ بدعوى الترويج لـ "الدعارة"، حضرها نيابة عنه الشاعر والناشر لورنس فيرلينغيتي، والتي تعتبر لحد يومنا هذا من أكبر الفضائح الأدبية في القرن العشرين، لينتقل الى الجو الإجتماعي الذي أدى الى نشوء حركة "البيتنك"، ثم ليتعرض عن طريق الصور المتحركة (كارتون) الى محتوى قصيدة "عواء" التي نرى غنسبيرغ مجسدا من قبل الممثل جيمس فرانكو يقرأها في حانة تضج بالجمهور الذي يقاطع الشاعر بين حين وآخر معلقا على القصيدة.

كما يقوم الفلم بإلقاء الضوء على تلك المرحلة االتاريخية من خلال مقابلات مع غنسبيرغ (جيمس فرانكو)، تكشف عن دوافعه وآفاقه الفنية إضافة الى توجهاته المثلية التي أحاطت بحياته الجنسية. أن تركيز المخرج على الطابع الوثائقي وسعيه الدؤوب على المصداقية لم يكن كما رأى في مصلحة الفلم، رغم أن المقاطع المجسدة من قبل الصور المتحركة كانت تحتوي على الكثير من الطرافة في تجسيدها لقصيدة غنسبيرغ. غير أن تجسيد الممثل جيمس فرانكو لشخصية غنزبيرغ الشاب بكافة تناقضاتها كان مقنعا وعلى درجة عالية من الحرفية. فوق هذا وذاك فأن الصعوبات التي واجهت المخرج في بناء فلم روائي كامل حول قصيدة تعتبر من أهم الوثائق الأدبية في خمسينات القرن الماضي تبدو مبررة، لو أخذنا بنظر الإعتبار أن المحاولة بحد ذاتها هي خطوة رائدة في مجال السينما المعاصرة. 

"الكاتب

الخفي" (فرنسا، انجلترا، المانيا)

اخراج: رومان بولانسكي

ربما سيقول هيتشكوك لو كان مازال على قيد الحياة عن هذا الفلم "هذا الفلم كان يمكن أن يكون من إخراجي..". وفي الحقيقة فأن بولانسكي قد أستخدم في هذا الفلم، كما في أفلام أخرى له أشهرها "متوتر"، معرفته الجيدة بإرث هيتشكوك السينمائي ليضع المشاهد وسط أجواء يحيط بها الغموض والتوجس، مستخدما تقنيات "Film noir" التي سبق وأن وظفها في "ChinaTown"، ليس بهدف الإجابة عن الأسئلة التي يثيرها في أذهان المشاهدين، بل ليقودهم الى مزيد من المفاجآت في متاهات المبهم. "الكاتب الخفي" –ربما تكون هذه الترجمة أقرب الى مدلول كلمة "Ghostwriter" التي تشير الى كتاب لا يظهرون أمام الجمهور، بل يقومون بالخفاء بوضع ديباجات أدبية لـ "سير" الزعماء والقادة، وربما كذلك لخطبهم المهمة- يدور عن ناشر يبحث عن كاتب يقوم بصياغة سيرة حياة رئيس وزراء سابق يدعى ادم لانغ (يؤدي دوره ببراعة فائقة بيرس برونسون)، بعد موت الكاتب الذي وضع مسودة هذه السيرة في حادث مبهم، على أن يكون هذا الكاتب مجهولا لا تعنيه الشهرة والموقع الإجتماعي، قدر ما يهمه الكسب المادي.

وبالفعل يحقق الناشر هدفه من خلال إغراء شخص بلا إسم (يمثل الدور إيوان ماكغريغور) بأخذ هذه المهمة على عاتقه مقابل مكافأة تبلغ 250.000 دولار، على أن يسافر حالا الى الولايات المتحدة ليقيم في جزيرة "مارتا فاينفارد"، في بيت يقع على مقربة من ساحل البحر شبيه بالقلعة، حيث يقيم رئيس الوزراء السابق، بعيدا عن الأضواء مع طاقم صغير من الموظفين الذين يثق بهم. غير أن وجود الكاتب في هذا المكان سرعان ما يصبح هو الآخر محاطا بالمخاوف والمشاعر الكارثيةالمتزايدة التي ما زالت تطوق حياة رئيس الوزراء مجسدة بمشاعر الإرتياب الناتجة عن العزلة التي أحاطت به في بلده نتيجة زجه البلاد في حرب العراق.

وسط هذه المشاعر المتضاربة يسعى الكاتب الى التوصل الى مادته التي يريد أن يستخدمها لكتابة سيرة السياسي، غير انه سرعان ما يقع في ذات الفخ ويجد نفسه ضحية للمشاعر التي أدت الى موت الكاتب الذي سبقه، في الوقت الذي تزداد فيه شدة الحملات الصحفية ضد رئيس الوزراء الذي قد يتعرض للمحاكمة من قبل محكمة دولية بتهمة إرتكاب جرائم حرب. ويتميز الفلم المبني أساسا على رواية للكاتب الإنجليزي روبرت هاريس تحت عنوان "شبح" بعدم إعتماده على عناصر الإثارة المباشرة، بل يأتي عنصر الإثارة فيه متسللا بهدوء في طيات أحداث الفلم، من خلال حوارات ذكية ومقتضبة تكشف للمشاهد صعوبة العثور على الحقيقة وسط شبكة من الأكاذيب والإشاعات والذكريات. هذا الفلم المتميز هو دليل آخر على القدرة الإبداعية الكبيرة لرومان بولانسكي، أنجزه قبل أن يجري أعتقاله من قبل السلطات السويسرية، وربما سيكون من أوائل الأفلام المهيأة للحصول على واحد من دببة برلين.

قائمة بأسماء الأفلام المشاركة في مسابقة "البرلينالة"

- "منفصلون سوية"، الصين الشعبية، إخراج وانغ كوان أنغ

- "عواء"، الولايات المتحدة الأمريكية، إخراج روب ايبشتاين وجيفري فريدمان

- "غوست رايتر"، فرنسا، أنكلترا والمانيا، إخراج رومان بولانسكي

- "إسمي خان"، الهند، إخراج كاران يوهان (خارج المنافسة)

- "إذا أردت أن أصارع، فسأصارع"، رومانيا- السويد، فلورين شربان

- "شتر آيلاند"، الولايات المتحدة الأمريكية، إخراج مارتين سكورزيزي

- "سبمارينو"، الدنيمارك، إخراج توماس فنتربيرغ

- "إمرأة ومسدس ومخزن ماكاروني"، الصين الشعبية، إخراج زانغ ييمو

- "غرينبيرغ"، الولايات المتحدة الأمريكية، إخراج نوا باومباخ

- "الخروج من خلال مخزن الهدايا"، انكلترا، إخراج بانسكي (خارج المنافسة)

- "اللص"، النمسا- المانيا، إخراج بنيامين هايسنبيرغ

- "جنتلمان الى حد ما"، النرويج، إخراج هانس بيتر مولانت

- "كاتربيلار"، اليابان، إخراج كوجي فاكاماتسو

- "عسل"، تركيا- المانيا، إخراج سميح كابلان أوغلو

- "هات رجاءا"، الولايات المتحدة الأمريكية، إخراج نيكول هولوفسينر (خارج المنافسة)

- "زمن الغضب"، ايران- المانيا، إخراج رافي بتس

- "شهادة"، ألمانيا، إخراج برهان قرباني

- "الأطفال بخير"، الولايات المتحدة الأمريكية، إخراج ليزا خولودينكو (خارج المنافسة)

- "كيف قضيت هذا الصيف"، روسيا، إخراج اليكسي بوبوغريبسكي

- "على السراط"، البوزنيا والهيرزك – النمسا، إخراج ياسملا سبانيج

- "بوزل"، الأرجنتين – فرنسا، إخراج ناتاليا سميرنوف

- "عائلة"، الدنيمارك، إخراج بيرنيه فيشر كرستنسن

- "القاتل في داخلي"، الولايات المتحدة الأمريكية – انكلترا، إخراج مايكل ونتربوتوم

- "ماموث"، فرنسا، إخراج بينويه دلفان

- يود سوس- فلم بلا ضمير"، النمسا-المانيا، إخراج أوسكار رولر

 

ملاحظة: هناك عشرات الأفلام تعرض في المهرجان تحت عنوان بانوراما، لكنها أفلام لا تعتبر من صمن المسابقة. لذا اقتصرنا على ذكر فقط الأفلام المشاركة في المسابقة.

إيلاف في

16/02/2010

 
 

أفلام السجون في مهرجان برلين السينمائي

الحرية أقسى من الزنزانة

نديم جرجورة/ برلين

السجن. متّهمون بجرائم مختلفة يخرجون من السجن أو يدخلون إليه. ليست معرفة الجريمة مهمة، غالباً. على الرغم من أن بعضها معروف: قتل. سرقة. هذا ليس جوهرياً. هذه الأفلام منشغلة بما هو أكبر من الجريمة، وبما هو أبعد من الفعل الجرمي. مخرجوها منتبهون إلى أمور أخرى، أهمّ: المتاهة. الحصار المانع خروجاً من شرنقة الماضي. السعي إلى فهم التفاصيل والاهتمام بالهامشيّ. الرغبة في الخروج من النفق. أي الذهاب إلى نوع من سلام داخلي. أو البقاء في الإطار الضيّق للحياة، بعيداً عن مفاسدها. لا يبغي هؤلاء «المجرمون» شيئاً. لا يريد أحدٌ منهم عطفاً أو غفراناً أو شفقة. لكن القدر بشعٌ. أفلام عدّة اختيرت رسمياً في الدورة الستين للـ«برليناله»، مرتكزة على هذا الفضاء المفتوح على أسئلة الحياة والوجود ومعاني العيش والعلاقات. المخرجون اختاروا شخصيات كهذه لقراءة واقع، أو لفهم تفاصيل. لإنجاز أفلام منتمية إلى النوع التأملي في حالات وانفعالات واشتغال عاطفي أو وجودي.

لا إدانة

بعيداً عن إدانة، مرفوضة أصلاً، وعن تشريح نفسيّ للذات المرتكبة جرماً، انبنت تلك الأفلام على أناس مدمَّرين ومسحوقين وساعين إلى لحظة صفاء ذاتي، وسط الانهيارات المختلفة. انشغلت بالإنسان/ الفرد وسط جماعته. بل وسط حريته المنقوصة، ومستقبله المعلّق، وراهنه المثقل بالخيبات والآلام. بعض هذه الأفلام ذاهبٌ إلى البؤس. بعضها الآخر ساخرٌ. أكاد أقول «ساخرٌ جداً». إلى حدود الضحك المرير. النهايات مغلقة أو مفتوحة. أكاد أقول واضحة أو غامضة، مباشرة أو ملتبسة. غير أنها نهايات واضحة بقدر الانكسار والشقاء. مباشرة بقدر الرغبة البصرية في جعل الالتباسات الواقعية في الحياة اليومية، أقوى تعبيراً عن التمزّق الحاصل في مستويات عدّة. الأجمل كامنٌ في ابتعاد المخرجين عن خطاب الاعتذار أو المصالحة مع الذات، عبر الاعتراف والندم. لا رغبة لدى المخرجين بدفع الشخصيات الرئيسة لأفلامهم الجديدة هذه إلى مرتبة الاعتراف عن جرم ارتكبوه أم لا، وإلى لحظة اعتذار عن فعل نفّذوه أم لا.

ذلك أن الأفلام القليلة المتمحورة حول السجن، التي عُرضت في الأيام الفائتة للدورة الستين من الـ«برليناله»، جعلت الصورة السينمائية أساساً للاشتغال الإبداعي. أداة لقول حالات، ورسم ملامح إنسانية لا علاقة لها بالثقافة الأخلاقية المتعاطفة مع السجين. الدورة المذكورة تنتهي مساء السبت المقبل، بإعلان النتائج النهائية للمسابقة الرسمية. هناك لجنة تحكيم مؤلّفة من المخرج الألماني فارنر هرتزوغ رئيساً، والمخرجة الإيطالية فرانشيسكا كومنتشيني والممثلة الصينية يو نان والمنتج والموزّع الإسباني خوسي ماريا موراليس والممثلة الألمانية كورنيلا فروبوس والممثلة الأميركية رينيه زيلويغر والروائي الصومالي نور الدين فرح أعضاء (أربع نساء في مقابل ثلاثة رجال. أم إن هذا لا يعني شيئاً نافراً أو لافتاً للانتباه، لأن الأهم كامن في السينما؟ حساسية نسائية؟ منطق ذكوري؟ هذا كلّه تلاعب بالتحليل والكتابة والتباهي بقوة اللغة في صنع أدب ما. لجنة التحكيم تضمّ أناساً مشغولين بالسينما، صناعة وإخراجاً وتمثيلاً وقولاً. أحدهم، فرح، مؤلف روائي. الرواية أقرب الأنواع الأدبية إلى الفن السابع. على هؤلاء جميعهم أن يختاروا أفلاماً محدّدة وعاملين في الصناعة السينمائية قليلي العدد، من بين مجموعة كبيرة مشاركة في هذه المسابقة الرسمية نفسها، لمنحها جوائز، أبرزها «الدب الذهبي»). مشاهدو أفلام عدّة، من نقّاد وصحافيين سينمائيين متخصّصين، أبدوا إعجابهم بأفلام وتقديرهم لأفلام أخرى عُرضت كلّها في الأيام السابقة. هناك أفلامٌ عدّة لم تُعرض بعد. لم يشاهدها أحدٌ منهم. مع هذا، لأعضاء لجنة التحكيم أمزجة مغايرة لأمزجة المشاهدين والنقّاد. النتيجة: مساء السبت المقبل. طوال يوم الأحد اللاحق، تُعرض أفلام عدّة، كأن الدورة المذكورة لم تنته.

السجن

السجن. الأفلام المقصودة أعلاه التقطت نبض أفراد مقيمين فيه، أو خارجين منه، أو داخلين إليه. إنه السجن بمعناه المباشر. لكنه حاضرٌ بمعناه الرمزي أيضاً. بإسقاطاته الموجعة. هؤلاء المسجونون أو المطلق سراحهم أو المساقون إلى السجن حديثاً مصابون بحصار نفسي ومجتمعي وإنساني، لا يقلّ قسوة عن العيش داخل الزنزانات. إن لم يكن العيش داخل الزنزانات أرحم وأسهل. مشاهدة هذه التنويعات الجميلة متعة بصرية، على الرغم من قسوة مضامينها. لكن، إذا بدت الحياة عنيفة في معاقبة أناس وجدوا أنفسهم في السجن، بمعناه المباشر أو برمزيته النفسية والانفعالية؛ فإن أفلاماً أخرى واجهت هذه السوداوية والقلق والحدّة بسخرية مليئة بالإشارات الانتقادية، المصوَّرة بكوميدية مبسّطة.

وإذا بدت الكوميديا المبسّطة هذه منفذاً إلى تفعيل السخرية من الحياة والناس والمسارات والعناوين؛ فإن الإمعان في تصوير العنف المبطّن شكّل معبراً لقراءة التداعيات والحالات، بعيداً عن المفهوم التقليدي للسرد القصصي. القصّة، في هذه الأفلام، معروفة أحياناً. السجن، فيها، واضحٌ بصورتيه الاثنتين، المباشِرة والرمزية. لكن أفلاماً أخرى روت حكايات أناس مختلفين، سقطوا في حصار سجن من نوع مغاير. أي بالمعنى الرمزي فقط.

هذه أفلام لا تنتمي، إطلاقاً، إلى ما يُعرف في العالم باسم «أدب السجون»، ومنه «أفلام السجون». أي أنها لا تروي سير مسجونين سياسيين ومثقفين ومناضلين، بل أناس عاديين، قست عليهم الدنيا، فباتوا أسرى أمر واقع يرفضونه. أو قسوا هم على أنفسهم، لالتباس المفاهيم، أو لارتباط علاقتهم بالدنيا والناس وبأنفسهم. حتى هذا التفسير، لا يجد صُوَراً مباشرة له في الأفلام. سبقت الإشارة إلى أن هذه الأخيرة تحرّرت، كلّياً، من «الاعتراف بالذنب» و«طلب الغفران». هذا لا يعني سينمائيين مهجوسين بما هو أبعد منهما. الحكاية البصرية أهمّ. رسم حالات أو قول أشياء معاشة. الاختلاف الجغرافي (رومانيا، النمسا، ألمانيا، الدانمارك، النروج مثلاً)، في مقابل التشابه الإنساني. لكن التشابه الإنساني لا يعني أبداً تشابهاً في الصورة واللغة السينمائيتين، أو في المعالجة الدرامية، أو في المسارات الإنسانية، أو في الشخصيات المستلّة من الواقع. النضال السياسي والثقافي حكرٌ على العالم العربي. أو بالأحرى على الأدب العربي فقط. أفلام عربية قليلة جداً استعانت بهذا الأدب. غير أن السينما المصنوعة في الدول العربية لم تعر أدنى اهتمام للجانب الإنساني للفرد المسجون. أو للفرد الذاهب إلى سجنه، لألف سبب وسبب. الأدب والسينما الغربيان اهتمّتا بمساجين، قتلة أو سارقين أو سفّاحين. جعلتهم بشراً. أو بالأحرى أعادت الإنسانية إليهم. أو بالأحرى تعاملت معهم كبشر. المقارنة بين الأفلام الغربية والعربية مجرّد ملاحظة تفرض نفسها أثناء مشاهدة كَمّ من الأفلام الغربية بالغة الدلالات الإنسانية والجماليات الدرامية والفنية، في مقابل عجز إبداعي فاضح للسينما العربية، في مقاربة المسائل الفردية. مع أن هذه الأخيرة (المقاربة السينمائية للفرد) بدأت تفرض نفسها، بشكل أو بآخر، على النتاج السينمائي، وإن بخفر كبير. وإن بابتعاد مطلق عن مسائل متفرّقة.

نماذج

من الأفلام المنتمية إلى هذه «الفئة» السينمائية، إذا جاز التعبير، هناك الألماني «اللص» لبنجامن هايزنبرغ، والنروجي «جنتلمان» لهانس بيتر مولاند، والدانماركي «سابمارينو» لتوماس فينتربيرغ. من دون تناسي «إذا أردتُ أن أصفّر، سأصفّر» للروماني فلوران سربان («السفير»، 15 شباط الجاري). حكايات أناس أُطلق سراحهم، وآخرين أدخلوا السجن. الفيلم الألماني موغل في حيويته السينمائية. سلاسة السرد لا تلغي جمال المعالجة. الصورة متقنة في استنباط المشاعر والسلوك. الحبكة غير مكترثة بالأسباب والنتائج، لاهتمامها الواضح في متابعة قصّة سارق مصارف هو، في الوقت نفسه، بطل نمساوي في الـ«ماراتون». تناقض في الشكل لا يُلغي التناقضات المُساق إليها يوهان روتنبيرغر (أندرياس لوست)، أو المقيم فيها. سرقة المصارف؟ لا أحد يعرف السبب والهدف، لأن المهمّ كامنٌ في أمكنة أخرى (الذات. العلاقة بالبيئة والمجتمع. التواصل أو عدم التواصل مع الناس. السلوك. الحالات العامة والخاصّة. كلها تفسيرات مقبولة). شغفه بالركض، وبالمشاركة الدائمة في سباقات الـ«ماراتون»؟ أيضاً لا أحد يعرف السبب والهدف (انتقام. رغبة في التنفيس. سعي إلى الشهرة لتغطية الحقيقة). براعته في الرياضة مشابهة لبراعته في سرقة المصارف. علاقة الحب التي جمعته بإيريكا (فرانزيسكا فايز) متقاربة وعلاقة الحبّ الرابطة بينه وبين السرقة. هذا مناقض تماماً لشخصية مارتن (بيتر بلوغبيرغ) في «سابمارينو». ذلك أن لمارتن هدفاً من بيعه المخدرات: حماية ابنه وتأمين حياة أفضل له. انسياقه إلى تجارة المخدرات وتعاطيها، مبرّر. طفولة معذّبة. أمضى وشقيقه البكر نك (جاكوب سيدرغرن) حياة قاسية: أم سكّيرة. طفل عمّداه سرّاً وسعيا إلى تربيته، قبل أن يعثرا عليه ميتاً ذات صباح. نك في الثلاثين من عمره. بات الآن خارج السجن. سكّير لا يعمل. علاقته مرتبكة بصوفي (باتريسيا شومان). جنس وابتعاد. تائه هو. مارتن أيضاً، لولا وجود ابنه معه. شخصيات محطّمة. محيطها مدمَّر ومدمِّر. العالم منزلق بين أيديها. عاجزة هي عن الإمساك بخشبة خلاص. التحرّر. التطهّر. التعمّد مجدّداً، وإن أعاد فينتربيرغ، مطلق بيان «دوغما» وأحد أبرز روّادها، مشهد عمادة الطفل في طفولة الشقيقين، لا طائل منه. العمادة الأساسية: عنف الحياة وانغلاقها على الفرد. هنا أيضاً، لا تبرير أو تعاطف. الفيلم سرد لوقائع تبدو عادية، على مستوى الشكل.

فيلم المخرج هانس بيتر مولاند، مختلف تماماً. الفيلم نروجي. المخرج سويدي. السخرية أساسية. إثارة الضحك إزاء مواقف أو تصرّفات أو تعابير، لا لبس فيها. إنها نواة جوهرية. خرج أولريك (ستلان سكارسغارد) من السجن، بعد اثني عشر عاماً من الإقامة فيها بتهمة قتل عشيق زوجته. الأمور تغيّرت. راغبٌ هو في اعتماد نهج آخر للحياة. صديق أمّن له مكاناً للمبيت. أمّن له عملاً. ظلّ، طوال اثني عشر عاماً، يرسل مالاً إلى زوجته وابنه. العلاقة مقطوعة بين أولريك وزوجته. هذه الأخيرة منعته من لقاء ابنه. لكن اللقاء حصل. حياة الابن مختلفة. صديقته حامل. أخبرها أن والده ميت. وأن هذا الرجل، أولريك، عمّه. صديقه يحرّضه على قتل من أرسله إلى السجن. العالم الجديد الذي اكتشفه، وعاش فيه، حال دون ذلك. لكن القدر لعين. المحيطون بالرجل قساة. الحقيقة جارحة بالنسبة إلى بعضهم. رفضَ الرجل الانغماس مجدّداً في الجريمة. لكن رفضه غير مقبول من قبل آخرين. حصار حاد. غير أن سلوكه وسلوك محيطين به مثير للضحك. ومثير للسخرية أيضاً. السلوك كاشفٌ لوقائع ومسارات حياتية ومناخات اجتماعية. النهاية لا علاقة لها بالندب و«جَلد» الذات. لا علاقة لها بالدرامي القاتل. بل بما يشبه الكوميديا الهازئة.

السفير اللبنانية في

17/02/2010

 
 

شهادة.. فيلم ألماني عن أسى اسلامي

برلين - من سارة مارش

المخرج الالماني من أصول أفغانية برهان قرباني يرسم صورة موجعة للمسلمين الشبان في الغرب.

يسلط برهان قرباني مخرج السينما الألماني الأفغاني الأصل الضوء على الصعوبات التي يواجهها المسلمون الشبان الذين يعيشون في الغرب في فيلمه الروائي الأول "شهادة" الذي تدور أحداثه في مدينة برلين متعددة الثقافات.

ويتناول الفيلم الذي نال الإعجاب عند عرضه في مهرجان برلين السينمائي القصص المتشابكة لثلاثة شبان مسلمين ولدوا في ألمانيا يكافحون من أجل التوفيق بين ديانة عائلاتهم وتقاليدها من جهة ونمط الحياة الغربي العصري من جهة أخرى.

وقال قرباني المولود في ألمانيا لأبوين أفغانيين "دافعي هو أن يشاهد الجمهور الفيلم وأن يربطوه بهذا الدين الذي يحيط بهم في كل مكان.. أرجو أن يدفع الفيلم الجمهور إلى الحديث والنقاش."

والشعور بالذنب هو الموضوع الرئيسي في الفيلم. فسامي شاب ممزق بين دينه وانجذابه نحو زميل له في العمل. واسماعيل ضابط شرطة من أصل تركي لا يستطيع أن يتغلب على قلقه الناجم عن إطلاقه النار على ليلى المهاجرة بطريقة غير شرعية وقتل طفلها الذي لم يولد. بينما تشعر مريم بالذنب بسبب إجهاضها حملها مما يدفعها نحو الإسلام المتزمت رغم نشأتها في جو من التدين المعتدل.

وقال قرباني "بسبب نشأتي كمسلم يعيش في مجتمع غربي اتخذت أحيانا قرارات فيما يتعلق بأسلوب الحياة.. جعلتني أشعر بالذنب لأنني لم أكن مسلما صالحا".

واستطرد قائلا "استطعت في النهاية أن اتعامل مع عقدة الذنب هذه وأدركت أنه يمكنني أن أمارس إيماني بطريقتي.. وهذا أيضا هو ما يتناوله الفيلم".

وفيلم "شهادة" يأتي في إطار موجة حديثة من الأفلام الألمانية التي نالت إعجاب النقاد وتتحدى الصور النمطية الثقافية وتستكشف الصعوبات التي يواجهها ما يعرف بالجيل الثاني لمجتمعات المهاجرين.

وفي عام 2004 كان فيلم "الصدام" للمخرج الألماني من أصل تركي فاتح أكين أول فيلم ألماني يفوز بجائزة في مهرجان بربين السينمائي في 18 عاما. والفيلم يتناول قصة امرأة ألمانية من أصل تركي تهرب من وطنها الذي تتحكم فيه تقاليد إسلامية صارمة.

وقالت مريم زاري الممثلة الإيرانية المولد التي تلعب دور مريم في فيلم "شهادة" إن الفيلم يكشف أن ألمانيا مجتمع مؤلف من أناس ينتمون لأصول وديانات مختلفة.

وقالت "نحتاج إلى أن نتخلص من النظر إلى هؤلاء الناس كأناس مختلفين ويخشون من الآخر المختلف عنهم وأن يدركوا أنهم أيضا جزء من هذا المجتمع".

ومضت تقول "جميع المشاركين في هذا الفيلم لهم جذور من بلدان مختلفة ولكننا جميعا ألمان بالرغم من هذا".

ميدل إيست أنلاين في

17/02/2010

####

فيلم عن الحصار الإسرائيلى لغزة على هامش مهرجان برلين

برلين (أ.ش.أ) 

عرض على هامش مهرجان برلين السينمائى الدولى فيلم وثائقى عن الحصار الإسرائيلى لقطاع غزة بعنوان "عايشين" من إخراج السويسرى نيكولا فاديموف.

ويسلط الفيلم الضوء على المعاناة اليومية لمليون ونصف المليون فلسطينى بقطاع غزة الذى يعيشون تحت الحصار الإسرائيلى فى ظل غياب أبسط حقوقهم الإنسانية، كما يبرز بشكل كبير حياة الأطفال بالقطاع وتأثرهم بالعدوان الإسرائيلى على القطاع.

ويرصد الفيلم أيضاً معاناة الفلسطينيين على المعابر، ويعرض لقطة لإحدى السيدات تكذب الادعاء بأن مصر تمنع عبور الحالات الحرجة، فيما تؤكد عبور سيارات تقل فلسطينيين والجانب المصرى يستقبلهم.

وينتقل الفيلم ليصور مشاهد غير آدمية لفلسطينى القطاع يحاولون الحصول على الطعام ويحرمون من الغاز والكهرباء، ويتحدث أحد الغزاويين عن أمله فى أن يكون طبيباً، لكن حلمه أصبح مستحيلاً ولذا يتمنى الاستشهاد.

ويختتم الفيلم بلقطة إنسانية عن حديقة الحيوان المتواضعة بالقطاع والتى نفق عدد من حيواناتها بسبب العدوان والحصار الإسرائيلى.

اليوم السابع المصرية في

17/02/2010

####

نجوم هوليوود يحضرون حفل 'السينما من أجل السلام' في برلين

برلين ـ د ب أ:  

شارك نجوم من هوليوود والرئيس السوفييتي السابق ميخائيل جورباتشوف مساء الاثنين في فعاليات الحفل الخيري 'السينما من أجل السلام' على هامش أنشطة مهرجان برلين السينمائي الدولي (برلينالي).

وفي ظل اجواء ممطرة حضر الحفل النجم ليوناردو دي كابريو والنجمة كاترين دينوف ونخبة من المخرجين والمنتجين لأعمال سينمائية وتسجيلية تهتم في المقام الأول بمشاكل المجتمع.

وأكدت لجنة تنظيم المهرجان أن الحفل الخيري ليس ضمن النشاط الرسمي للمهرجان وأن ايرادها سيذهب إلى نشاط الجمعيات الخيرية لجورباتشوف ودي كابريو. ومن المنتظر أن يركز الحفل على رواندا وايرلندا الشمالية واقليم التبت وعملية 'الاندماج الحضاري'.

من ناحية أخرى عرض اليوم أول فيلم ألماني مشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين في دورته الستين وسط اهتمام إعلامي وجماهيري كبير. وتدور أحداث فيلم 'دير رويبر' (السارق) للمخرج الألماني بنيامين هايزنبرج، حول عداء ماراثون مهوس يرتكب سلسلة من عمليات السطو على بنوك في النمسا ثم يبدأ عملية هروب مثيرة. ويستند المخرج هايزنبرج في فيلمه على قصة حقيقية لمجرم، يدعى يوهانس ريتنبرجر، دخل تاريخ الإجرام النمساوي نهاية ثمانينيات القرن الماضي.

ويتابع المشاهدون (السارق) ريتنبرجر، الذي يلعب دوره الممثل النمساوي أندرياس لوست، عندما كان في السجن، حيث يتدرب للمسابقات على جهاز الجري. وقد نجح (السارق) في المشاركة في تصفيات مختلفة وفاز فيها، حتى تداولت وسائل الإعلام إنجازه الرياضي. وقد أحدث هذا الإنجاز تقاربا بين (السارق) والشخص المكلف بمراقبته خلال فترة إطلاق السراح المشروط.

ثم وقع (السارق) في حب فتاة تدعى إريكا، وهو الأمر الذي أربك مسار حياته بشدة، ثم هرب في النهاية. وتعرض في المسابقة الرسمية للبرلينالي، الذي ستنتهي فعالياته في 21 من الشهر الجاري، ثلاثة أفلام لمخرجين ألمان. ومن المقرر أن يعرض المخرج الألماني من أصل أفغاني، برهان قرباني، فيلمه (شهادة)، الذي تدور قصته حول المسلمين الشباب في العاصمة برلين، اليوم الأربعاء.

القدس العربي في

17/02/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)