كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

اللص والكلاب فى فيلمين من النمسا والنرويج

رسالة مهرجان برلين - سمير فريد

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة الستون

   
 
 
 
 

فى يوم واحد عرض مهرجان برلين فى المسابقة الفيلم النمساوى «اللص» إخراج بنجامين هيسنبرج، والفيلم النرويجى «رجل مهذب على نحو ما» إخراج هانز بيتر مولاند. ولم يكن عرض الفيلمين فى يوم واحد بالصدفة، مثل موعد عروض كل الأفلام فى المهرجانات الحقيقية حيث يوصف المبرمج بـ«الموسيقى».

ما يجمع بين الفيلمين أنهما من صناعات سينما صغيرة نسبياً فى أوروبا الغربية، وأن موضوعهما واحد، وهو خروج مجرم من السجن بعد تنفيذ حكم صدر بإدانته، ولكن ما يفرق بينهما أن «اللص» عمل فنى لفنان سينمائى مؤلف، أما «رجل مهذب على نحو ما» ففيلم من السينما السائدة يمكن أن يصنعه عشرات المخرجين فى أى بلد ولا يختلفون إلا فى الثقافات التى ينتمون إليها وما تحرمه أو لا تحرمه.

وقد أصبحت مهرجانات السينما الدولية تعرض أفلام المؤلفين وأفلام مخرجى السينما السائدة معاً بما فى ذلك المهرجانات الكبرى فى برلين وكان وفينسيا، وإن ظلت الغلبة لأفلام المؤلفين، وهى التى تبرر وجود المهرجانات أساساً. وبالطبع فلابد أن يتمتع فيلم السينما السائدة الذى يتم اختياره فى مسابقة مهرجان كبير بمزايا خاصة.

وما يميز الفيلم النرويجى أداء الممثل الكبير ستيلان سكارسجارد الذى يعتبر من أعظم الممثلين فى العالم اليوم.

داخل وخارج السجن

تذكرت رواية نجيب محفوظ «اللص والكلاب» أثناء مشاهدة الفيلمين من حيث إن الأعمال الثلاثة عن تصفية حسابات السجين مع العالم خارج السجن، ولكن بينما هرب «بطل» محفوظ من السجن ليصفى حساباته، أنهى «بطلا» الفيلمين مدة العقوبة، ويخرج كلاهما من السجن فى أول مشهد. وبينما تمتزج الأبعاد الاجتماعية مع الأبعاد الميتافيزيقية (أى ما وراء الواقع) فى رواية محفوظ، يعبر الفيلم النمساوى عن الأبعاد الميتافيزيقية أساساً، ويعبر الفيلم النرويجى عن الأبعاد الاجتماعية فقط. ولا يصل الفيلم النمساوى إلى مستوى «التحفة»، ولكنه فيلم ممتاز على شتى المستويات، ولا يقل أداء أندريه لوست للدور الرئيسى عن أداء ستيلان سكارسجارد فى مسابقة تميز فيها أداء الممثلين فى العديد من الأفلام، ويجعل من جائزة أحسن ممثل جائزة كبيرة حقاً لأنها لممثل كبير بين ممثلين كبار.

وكما استمد محفوظ روايته من شخصية حقيقية، وهى محمود أمين سبيمان الذى عُرف باسم «السفاح»، استمد الروائى النمساوى مارتين برنيز روايته «اللص» من شخصية حقيقية أيضاً، وعن هذه الرواية كتب سيناريو الفيلم مع المخرج.

ورغم ذلك فأسلوب الفيلم ليس أدبياً، وإنما سينمائى خالص حيث يتم التعبير بمفردات لغة السينما الخالصة.

يوهان وأولريك

يوهان فى «اللص» أدين بتهمة سرقة البنوك، وهو يخرج من السجن ليعاود سرقة البنوك مرتدياً قناعاً وممسكاً بمدفع هو لعبة أطفال وكأنه يقوم بدور كتب عليه أن يؤديه. إنه يهرب من الشرطة ولكنه يعلم مصيره ويواجهه: تخونه المرأة التى ارتبط بها منذ صباه، ويقتله رجل أراد أن يحصل على سيارته، وكان يستطيع أن يقتله ولم يفعل.

أما أولريك فى «رجل مهذب على نحو ما» فيريد أن يبدأ صفحة جديدة بعد ١ ٢ سنة فى السجن بسبب إدانته بقتل رجل، ولكن رئيس العصابة التى كان ينتمى إليها، وأنفق على زوجته وابنه فى غيابه يطلب منه أن يعاود العمل معه، وأن يقتل من تسبب فى سجنه. ويجد أولريك أن زوجته ترفضه، وكذلك ابنه وزوجته الحامل، فيقبل العودة إلى العصابة والقتل مرة ثانية، ولكن المصادفة تجعله يصاحب زوجة ابنه وهى تلد وتجعل منه جداً لأول مرة، فيتراجع ويقتل رئيس العصابة.

ولعل ما يوضح الفرق بين الفيلمين من حيث القيمة الفنية على سبيل المثال أن المشهد الأول بعد الخروج من السجن فى كليهما له نفس المعنى، وهو أن السجين يخرج من الزنزانة ليعيش فى غرفة لا تختلف عنها. ولكن بينما يتم التعبير عن ذلك المعنى فى فيلم «اللص» من خلال تكرار حركة الكاميرا للبطل وهو يدخل الزنزانة ثم وهو يدخل غرفته، يتم التعبير عنه فى الفيلم الآخر بأن يقول له رئيس العصابة إن غرفتك الجديدة تماماً مثل الزنزانة.

المصري اليوم في

18/12/2009

####

تحفة ثالثة فى المسابقة من الصين.. زانج ييمو يعود إلى مستواه الرفيع

رسالة مهرجان برلين   سمير فريد

يبدو من الأيام الأولى لمهرجان برلين بعد عرض سبعة من أفلام المسابقة الـ٢٠ أنه سيشهد أقوى مسابقة منذ سنوات فى دورته الـ٦٠ والدورة العاشرة لمديره ديتر كوسليك. تم عرض فيلمى الصين فى المسابقة، وجاء الفيلم الآخر «امرأة ومسدس ومطعم النودلز» إخراج فنان السينما الصينى العالمى الكبير زانج ييمو تحفة ثالثة فى المهرجان بعد الفيلم الصينى «انفصال، اتصال» إخراج كيوان آن، وأحد الفيلمين الفرنسيين «الكاتب الشبح» إخراج رومان بولانسكى.

ولكن بينما نجد فيلم كيوان آن ينتمى إلى السينما الأدبية لاهتمامه بالحوار، ينتمى فيلم ييمو إلى السينما الخالصة حتى إن الحوار لا يتجاوز ألف كلمة فى ساعة ونصف الساعة من التعبير الدرامى الفذ. هنا يعود الفنان الذى وضع السينما الصينية على خريطة السينما فى العالم منذ أول أفلامه «الذرة الحمراء» عام ١٩٨٨ إلى أفلامه الأولى، خاصة «جودو» عام ١٩٩٠ من حيث التعبير عن متاهة العلاقات الإنسانية على نحو شكسبيرى، وبأسلوب يستمد عناصره من الثقافة الصينية، فهو سينمائى مائة فى المائة، صينى مائة فى المائة، إنسانى مائة فى المائة.

ورغم أن السيناريو مأخوذ عن الفيلم الأمريكى «دماء بسيطة» إخراج الأخوين جويل وإيتان كوين، فإنه لم يفقد صينيته بأى درجة، والمقارنة بينهما مجال خصب للنقد المقارن بين ثقافتين مختلفتين تماماً، خاصة أن العلاقات هى بين الزوجة الشابة والزوج الكهل والشاب العاشق، وهو نفس الثالوث فى عشرات الروايات والأفلام، وتضاف إليهم فى فيلم ييمو شخصية رابعة هى ضابط الشرطة الذى يلعب على الثلاثة معاً.

مخرجان لجائزة العمل الأول

ومن بين فيلمين فى المسابقة لمخرجين فى أول أفلامهما الطويلة عرض الفيلم الرومانى «إذا أردت أن أصفر، سوف أصفر» إخراج فلورين سيربان، وهو عنوان يذكر بالفيلم المصرى القصير «يوم الاثنين» إخراج تامر السعيد. والأرجح أن يفوز الفيلم الرومانى بجائزة الفيلم الأول التى تحمل اسم ألفريد باور، مؤسس مهرجان برلين.

إنه فيلم آخر يؤكد أن السينما الرومانية هى أهم سينما بزغت فى شرق أوروبا بعد سقوط جدار برلين وانهيار النظم الشيوعية، ويؤكد الملامح الخاصة لما يمكن أن نطلق عليه «مدرسة السينما الرومانية الجديدة» من حيث التقشف اللغوى، أو ما وصفته حركة دوجما الدنماركية بـ«العفة»، ومن حيث المزج بين الدراما الأرسطية التى تحترم وحدات الزمان والمكان والموضوع، ودراما ما بعد الحداثة التى ترى الإنسان من داخله وفى واقعه فى آن واحد.

أغلب الأفلام الرومانية عن مآسى حكم الديكتاتور الشيوعى شاوشيسكو الذى سقط منذ نحو عشرين سنة، ولكن فيلم مسابقة برلين عن الأجيال الجديدة التى لم تعاصر ذلك الحكم، وإنما تعانى فى واقع اليوم من خلال العلاقة بين أخوين أكبرهما فى الثامنة عشرة وأمهما التى تعمل فى إيطاليا. وتدور الأحداث داخل إصلاحية للشباب المنحرف، ولا تخرج منها إلا فى النهاية حيث قرر الشاب أن يصفر، أو أن يشرب القهوة مع فتاة تقوم ببحث عن انحرافات الشباب ولو باختطافها فى عملية «إرهابية».

غواصة توماس فينتربرج

ومن بين الفيلمين الدنماركيين فى المسابقة عرض «الغواصة» إخراج توماس فينتربرج، وهو من رواد حركة «دوجما» مع لارس فون ترير. ومثل أى حركة فنية ليس المهم أن تكون أفلامها تطبيقاً حرفياً لأفكارها، وإنما أن تحرك المياه الراكدة، وتفجر الرغبة فى التجديد وتدعم القدرة عليه.

وفى فيلمه الجديد يجمع فينتربرج بين كونه «دوجما» وبين الواقعية الجديدة الإيطالية والميلودراما ويتأثر بدرجة ما بأسلوب جوس فان سانت فى الفيلم الأمريكى «فيل» من حيث علاقة السرد بالزمن ودمج هذه العلاقة دمجاً عضوياً بين المبنى والمعنى. و«الغواصة»، مثل الفيلم الرومانى، عن أخوين وطفل أحدهما فى واقع اليوم: الكبير محكوم عليه بالسجن والأصغر مدمن مخدرات، والعلاقة بينهما وبين أمهما مدمنة الكحول التى تموت من الإدمان كما يموت ابنها الصغير ويترك طفله لأخيه الكبير.

فيلم لعطلة نهاية الأسبوع

ومن بين الأفلام الأمريكية الثلاثة عرض فيلمان أولهما «عواء» إخراج روب إبستين وجيفرى فردمان عن محاكمة الشاعر الأمريكى آلان جينسبرج عام ١٩٥٧ بسبب قصيدته «عواء» حيث اعتبرت من «الشعر الفاضح» الذى يعبر عن «المثلية الجنسية».

والفيلم تجربة فنية تجمع بين الروائى والتسجيلى ثم التحريك فى التعبير عن القصيدة. أما الفيلم الآخر «جرندبيرج» إخراج نوح باونباخ فعمل هوليوودى تقليدى لا مكان له فى أى مهرجان، وليس من سبب لاختياره غير أن يعرض مساء الأحد يوم عطلة نهاية الأسبوع.

المصري اليوم في

17/12/2009

####

«الكاتب الشبح» تحفة للفوز بـ«الدب الذهبى» عن عالمنا اليوم فى عالم بولانسكى

رسالة مهرجان برلين   سمير فريد

جاء الفيلم الفرنسى «الكاتب الشبح»، إخراج فنان السينما البولندى العالمى الكبير رومان بولانسكى، تحفة من روائع السينما دخلت التاريخ بعد العرض الأول يوم الجمعة الماضى، والمرجح أن يفوز بـ«الدب الذهبى» أرفع جوائز مهرجان ألمانيا فى دورته الـ٦٠ يوم السبت القادم.

وربما يسأل قارئ: كيف نتوقع فوز فيلم قبل اكتمال مشاهدة أفلام المسابقة الـ٢٠؟ وإجابتى أن هناك عناصر معينة عندما تكتمل فى أى فيلم يصبح تحفة، وقد ذكرنا أمس أن الفيلم الصينى «انفصال.. اتصال» إخراج كيوان آن تحفة بدوره، وجدير بالفوز بـ«الدب الذهبى»، وعندما تعرض أى مسابقة أكثر من تحفة يكون على لجنة التحكيم أن تفاضل بينها، وبالطبع تكون مهمتها فى هذه الحالة أصعب، وتكون فى امتحان حقيقى لمدى قدرتها على تدقيق الأحكام.

أتم بولانسكى تصوير الفيلم فى شهر يونيو الماضى، وعند وصوله إلى سويسرا فى شهر سبتمبر لتسلم جائزة تقديرية من مهرجان زيورخ قُبض عليه بسبب هروبه من أمريكا عام ١٩٧٧ بعد صدور حكم قضائى ضده لممارسة الجنس مع فتاة قاصر، ولم يكن يعلم بوجود اتفاقية بين أمريكا وسويسرا لتسليم الهاربين من تنفيذ الأحكام. وحتى الآن لم يبت فى أمر تسليمه، ولكن صدر حكم بتحديد إقامته فى منزله الريفى فى سويسرا، وفى هذا المنزل قام بمونتاج الفيلم.

ولا يرجع ترجيح فوز الفيلم إلى التعاطف معه بسبب ما يعانيه، وقد سامحته الفتاة التى أصبحت فى نحو الخمسين من عمرها، ولكن القانون لا يعفيه رغم ذلك، كما لا يرجع إلى أنه لم يفز بـ«الدب الذهبى» من قبل، وإنما لأن الفيلم- كما نقول- من روائع السينما سواء فاز بـ«الدب الذهبى» أو لم يفز بأى جائزة.

عالمنا فى عالم الفنان

فى عام ٢٠٠٧ صدرت رواية «الشبح» للكاتب البريطانى روبرت هاريس، وعلى الفور أصبحت من أدب «أكبر المبيعات»، أى الأدب الذى يجمع بين موهبة القصّ وموهبة الوصول إلى قراء الأدب ومن لا يقرأون الأدب معاً. ولا شك أن سبب نجاح الرواية أنها تتهم رئيس مجلس الوزراء فى بريطانيا أثناء «الحرب على الإرهاب»، واسمه فى الرواية والفيلم آدم لانج، بأنه عميل قديم للمخابرات المركزية الأمريكية، ويتم الكشف عن ذلك من خلال الكاتب الذى يكتب له مذكراته، أو «الكاتب الشبح» والذى لا اسم له فى الرواية ولا الفيلم أيضاً.

ومن ناحية أخرى يخون آدم لانج (بيرسى بروسنان) زوجته روث (أوليفيا وليامز) مع سكرتيرته أميليا (كيم كاترال) وتخونه روث مع الكاتب الذى يقوم بدوره إيوان ماكجريجور. وبينما يقوم والد أحد الجنود الذين قتلوا فى حرب العراق باغتيال رئيس مجلس الوزراء، يلقى الكاتب مصرعه لكشفه السر، ويلحق بالكاتب الذى سبقه وكشف السر بدوره.

لم يتردد هاريس فى القول بأنه يقصد تونى بلير فى المؤتمر الصحفى الذى أعقب عرض الفيلم، وقال إنه جعل بريطانيا الولاية الـ٥١ ضمن الولايات المتحدة الأمريكية. وهى وجهة نظر سطحية للغاية، ولكن الفيلم رغم هذه القصة ليس فيلماً سياسياً. صحيح أنه عن عالمنا اليوم (عالم ما بعد ١١ سبتمبر)، ولكن فى عالم بولانسكى الخاص منذ أول أفلامه، بل منذ فيلم تخرجه فى معهد دودج فى بلاده قبل أن يعمل فى هوليوود وباريس ولندن.

 وهذا العالم مزيج مدهش من عالم كافكا وعالم هيتشكوك يتجلى فى الفيلم الجديد بوضوح، ولعل أكثر ما لفت نظر بولانسكى فى الرواية أن الشخصية المحورية من دون اسم مثل شخصيات كافكا، وأنه وجدها فرصة للسخرية من السياسة والسياسيين فى إطار سخريته من الوجود الإنسانى ذاته.

 ففى صميم الفيلم إحساس عميق بالعبث، وسعى للجمال السينمائى المطلق كتعويض عن هذا الإحساس بمعاونة مصور عظيم (باول إيلمان) وموسيقى عظيم (ألكسندر ديسبلات) ومونتير عظيم (هيرفى دى ليوزى) ومنتج عظيم (آلان ساردى).

المصري اليوم في

16/12/2009

####

«البيعة» فى افتتاح برنامج «الملتقى» عن سائق أسامة بن لادن وحارسه

رسالة مهرجان برلين   سمير فريد

يحتفل مهرجان برلين هذا العام بالدورة الـ٦٠، ويحتفل «الملتقى» بالدورة الـ٤٠، فقد أقيم لأول مرة عام ١٩٦٩ كبرنامج مستقل يعرض ما لا يعرضه المهرجان «الرسمى» لسبب أو آخر، مثل برنامج «نصف شهر المخرجين» فى مهرجان كان، والذى أقيم فى نفس العام.

وكان كلا البرنامجين من نتائج ثورة الشباب فى فرنسا عام ١٩٦٨، فقد قامت هذه الثورة فى مايو، وكانت الدورة الـ٢١ لمهرجان «كان» قد بدأت، ووصلت إلى المهرجان، وتم إيقاف الدورة، وكان من بين مطالب السينمائيين الشباب آنذاك مثل جودار وتروفو وبولانسكى وغيرهم تغيير سياسة المهرجانات من حيث قبولها الأفلام التى تتقدم بها الدول والحكومات دون غيرها.

ويوم الخميس الماضى افتتح «الملتقى» الـ٤٠ فى مهرجان «برلين» بالفيلم الأمريكى التسجيلى الطويل «البيعة» إخراج لاورا بوتيراس الذى عرض لأول مرة فى مهرجان «صاندانس» الشهر الماضى وفاز بجائزة أحسن تصوير. والفيلم من بين عدة أفلام اختارتها إدارة مهرجان برلين من المهرجان الأمريكى الذى أصبح أهم مهرجانات الأفلام المستقلة فى العالم، ومن بين عدة أفلام يعرضها مهرجان «برلين» داخل وخارج المسابقة وفى أقسامه المختلفة عن العرب والمسلمين، وهو الموضوع الذى يشغل العالم منذ أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ فى نيويورك وواشنطن.

القاعدة فى اليمن

يأتى هذا الفيلم فى موعده تماماً بعد أن وضعت اليمن تحت الضوء فى الحرب على الإرهاب عقب محاولة تفجير الطائرة المدنية الأمريكية ليلة الكريسماس فى ٢٥ ديسمبر الماضى بواسطة عضو من أعضاء «القاعدة» فى اليمن، فأغلب الأحداث تدور فى اليمن وأغلب الفيلم ينطق بالعربية عن اليمنى ناصر، الذى كان يعمل فى حراسة زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، واليمنى سالم سائقه الخاص.

«البيعة» الجزء الثانى من ثلاثية «القرن الأمريكى الجديد» التى تتناول فيها لاورا بوتيراس عالم ما بعد ١١ سبتمبر. وكان الجزء الأول «وطنى.. وطنى» عام ٢٠٠٦ عن الاحتلال الأمريكى للعراق، والذى حقق نجاحاً كبيراً، ورشح لأوسكار أحسن فيلم تسجيلى طويل، وربما يرشح «البيعة» لنفس الجائزة فى مسابقة الأوسكار العام القادم.

الحارس والسائق

مثل أى فيلم تسجيلى حقيقى لا يلقى صناع هذا الفيلم الأحكام المطلقة عن الأشرار والخيرين، وإنما يبحث عن أصول الأحداث، ولماذا وقعت، وما وجهة نظر «الأعداء»، ويدعو جمهوره إلى تأمل ما يقولون دون تبرير العمليات الإرهابية، وهو الموقف الفكرى والسياسى الصحيح، فتنظيم «القاعدة» لم يهبط من كوكب آخر، وأغلب الناس فى أوروبا وأمريكا يريدون أن يفهموا ماذا يريد منهم من يقومون بعمليات إرهابية على أراضيهم، وما هو «الجهاد» الذى يتحدثون عنه، وما هو «الإسلام» الذى ينسبون أنفسهم إليه.

من ناحية أخرى، يثير الفيلم ويناقش ويدعو جمهوره إلى مناقشة التناقض بين إيمان الدول الغربية بالقانون كوسيلة لتحقيق العدل، وبين إهدار القانون فى إطار الحرب على الإرهاب، وبالتالى عدم تحقيق العدل، وعدم توقف الإرهاب بعد مرور ما يقرب من عشر سنوات على أحداث سبتمبر.

قبل العناوين نرى وثيقة فيديو بالأبيض والأسود للقبض على سالم سائق أسامة بن لادن، فى أفغانستان فى نوفمبر ٢٠٠١، ثم نستمع إلى رسالة منه إلى ناصر، حارس بن لادن، يقرأها ممثل بعد سبع سنوات من الاعتقال فى جوانتانامو، ثم نرى ناصر الذى تربطه علاقة مصاهرة مع سالم يسأل ابنه الطفل «حبيب» أين عمك سالم فيرد فى السجن فى كوبا، ثم يسأله من حبسه، يرد الطفل أمريكا، ثم يسأله هل تريد أن تكون ميكانيكياً أم مجاهداً فيرد مجاهد.

بين صنعاء وجوانتانامو

وفى بناء درامى محكم ننتقل بين صنعاء، حيث يعمل ناصر سائق تاكسى، وبين جوانتانامو حيث حوكم سالم بمقتضى قانون ٢٠٠٦، وأفرج عنه عام ٢٠٠٩ وعاد إلى أسرته فى اليمن، وبينما يتحدث ناصر طوال الفيلم، رفض سالم الحديث، وظل غائباً من البداية حتى النهاية.

يعبر «البيعة» من خلال عدة وثائق يتحدث فيها بن لادن، ومن خلال الحوار مع ناصر عن وجهة النظر الأحادية السطحية التى تبرر العمليات الإرهابية ضد المدنيين، ولكنه لا يوضح أنها تتعارض مع مفهوم الجهاد ومفاهيم الإسلام الصحيحة على نحو كاف. وربما لا تكون هذه مهمة أفلامهم، وإنما أفلامنا.

المصري اليوم في

15/12/2009

####

تحفة جديدة من الصين جديرة بالفوز

رسالة مهرجان برلين   سمير فريد

افتتحت مساء الخميس الدورة الـ٦٠ لمهرجان برلين السينمائى الدولى. عرض فى الافتتاح الفيلم الصينى «انفصال، اتصال» إخراج وانج كيوان آن، والذى كان أيضاً افتتاح أفلام المسابقة، والمرجح أن يفوز بإحدى جوائز المهرجان عند إعلانها مساء يوم ٢٠ من الشهر، فقد جاء الفيلم تحفة رائعة جديرة بالعرض فى افتتاح هذه الدورة المميزة، وجديرة بالفوز إن لم يكن بالدب الذهبى، فبإحدى الجوائز الأخرى، خاصة التمثيل للرجال والنساء معاً.

لم يسبق أن فاز مخرج بالدب الذهبى مرتين فى تاريخ مهرجان برلين، بينما حدث ذلك عدة مرات فى تاريخ مهرجان كان ومهرجان فينسيا. والصين هذا العام تشترك فى مسابقة برلين بفيلمين، سبق أن فاز مخرجاهما بالدب الذهبى (كيوان آن عن «زواج تويا» عام ٢٠٠٧ وزانج ييمو عن «الذرة الحمراء» ١٩٨٨)، والذى كان أول فيلم صينى يفوز بجائزة ذهبية فى أحد المهرجانات الكبرى الثلاثة فى أوروبا.. ومن هنا فى برلين عام ١٩٨٨، بدأ النجاح الدولى للسينما الصينية، حيث أصبحت من أهم الظواهر الجديدة فى السينما العالمية طوال العقود الثلاثة الماضية.

تايوان والصين

كانت ترجمة عنوان الفيلم التى نشرت فى رسالة يوم الخميس «معاً وحدنا»، وهى ترجمة حرفية للعنوان، ولكن بعد مشاهدة الفيلم تبين أن الترجمة الصحيحة «انفصال، اتصال»، فكل كلمة منفصلة فى مربع باللغة الصينية فى العناوين المطبوعة على الفيلم ذاته، وهى ترتبط بموضوعه، وهو انفصال تايوان عن الصين بعد الحرب الأهلية التى أعقبت نجاح الحزب الشيوعى فى الوصول إلى السلطة فى الصين عام ١٩٤٨، والذى يعوق الاتصال بين الشعب الواحد هنا وهناك.

وقضية تايوان كانت ولاتزال من أخطر القضايا السياسية فى العالم، حيث تتمسك الصين بضرورة عودة تايوان، وتتمسك الولايات المتحدة والدول الغربية بضرورة دعمها، لتظل مستقلة عن الصين «الشيوعية»، فيما يعتبر من المواقع الأخيرة للحرب «الأيديولوجية» بين المعسكرين الرأسمالى والشيوعى، رغم أن الصين «الجديدة» لا يمكن أن توصف بـ«الشيوعية» كما كان الأمر حتى بداية الثمانينيات من القرن الميلادى الماضى.

الثراء الإنسانى والروحى

هذا هو الفيلم الخامس لمخرجه الذى ولد عام ١٩٦٥ وتخرج فى أكاديمية بكين عام ١٩٩١ بعد عقد كامل من بزوغ السينما الجديدة فى الصين فى أفلام روادها الأوائل، وأهمهم زانج ييمو وشين كايجى. وقد عمل «كيوان آن» عشر سنوات كاتباً للسيناريو، ثم أخرج أول أفلامه عام ١٩٩٩، وبين فيلمه الثالث «زواج تويا» الذى فاز بالدب الذهبىوالفيلم الجديد، أخرج «الخياطة الشابة» الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مهرجان مونتريال العام الماضى. إنه مخرج ذهبى من الأجيال الجديدة التى تصنع مجد السينما الصينية بعد جيل الرواد.

دراما «انفصال، اتصال» معادل موضوعى لانفصال تايوان، حيث يعود يانشينج (لينج فينج) من تايوان إلى شانغهاى بعد نحو نصف قرن، ويلتقى حبيبته يو-إى (ليسا ليو) التى تركها وهى حامل، وتزوجت من شانمينج (زيو كاى جين)، وأنجبا ابنتين وصار لهما أحفاد. ومن خلال الفيلم الذى كتبه مخرجه، ندرك أن يانشينج كان يقاتل ضد الشيوعيين، وأن شانمينج الذى تزوجته كان يقاتل فى الجانب الآخر مع الشيوعيين، وتبنى ابنها من يانشينج الذى أصبح الآن فى الخمسين من عمره.

المعادل الموضوعى الدرامى هنا يعبر عن وحدة الشعب الصينى رغم الانفصال السياسى بين تايوان والصين، وهو موضوع يعرفه الألمان جيداً بعد أن عاشوا عقوداً طويلة فى ظل تقسيم ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، كما يعرفه الآن الشعب الكورى وكل الشعوب التى تعانى من وضع مماثل.. ولكن ما يجعل الفيلم تحفة رائعة ليس هذا المعادل الموضوعى الدرامى رغم نموذجيته، وإنما الثراء الإنسانى والروحى الكبير الذى يتجاوز المشكلة السياسية إلى الأعماق البعيدة للبشر، وتمجيد قدرتهم على الرحمة والتسامح والغفران. إنه فيلم أنشودة من أجل الحب والحياة، يتبارى فيها ثلاثة ممثلين مباراة ممتعة، قَلَّ أن يكون لها مثيل.

المصري اليوم في

14/12/2009

####

اليوم افتتاح مهرجان برلين.. «٤» من الفائزين بالدب الذهبى فى المسابقة

رسالة مهرجان برلين   سمير فريد

يفتتح اليوم مهرجان برلين السينمائى الدولى الستون (١١-٢١ فبراير) الذى يعتبر المهرجان الدولى الكبير للسينما، فصل الشتاء، كما هو «كان» الأكبر فى الصيف، وفينسيا الأعرق فى الخريف، حيث تعرض المهرجانات الثلاثة أغلب أفلام العالم المنتظرة، فضلاً عن «الاكتشافات» الجديدة.

برلين الذى يحضره نحو ٢٠ ألفاً من صناع السينما فى ١٣٠ دولة من دول العالم المائتين، ومنهم ٣٧٠٠ صحفى وناقد من ١٠٠ دولة، وبمناسبة دورته الـ٦٠ يقدم الأسد الذهبى التذكارى إلى الممثلة الألمانية والنجمة العالمية الكبيرة هانا شيجولا عن مجموع أفلامها، ومن أهمها أفلام الراحل فاسبندر أكبر مخرجى حركة السينما الألمانية الجديدة التى بدأت فى الستينيات من القرن الميلادى الماضى،

ومنها «زواج ماريا براوى» الذى فازت عنه بجائزة أحسن ممثلة فى برلين ١٩٧٩، كما فازت بنفس الجائزة فى مهرجان كان ١٩٨٣ عن «قصة بيرا» إخراج الإيطالى الراحل فيريرى.. ويقدم المهرجان الأسد الذهبى التذكارى أيضاً إلى كاتب السيناريو الألمانى وولفجانج كوفهاس.

أما كاميرا البرينالى الذهبية فتقدم إلى الناقد الألمانى أولريش جريجور وزوجته إريكا بمناسبة مرور ٤٠ سنة على «الملتقى» الذى أسساه عام ١٩٦٩، كما تقدم إلى المخرج اليابانى يوجى يامادا الذى يعرض فيلمه الجديد «عن أخوها» فى حفل الختام خارج المسابقة.

وفى لفتة رائعة بمناسبة الاحتفال بالدورة الستين تمنح كاميرا البرينالى أيضاً إلى شركة نواك التى تقوم بتصنيع الدببة الذهبية والفضية رمز جوائز المهرجان منذ الدورة الأولى عام ١٩٥١، والتى صممها النحات رينى سينتيس.

لجنة التحكيم

كان من المنطقى أن يرأس لجنة تحكيم الدورة الستين أكبر مخرج ألمانى فى العالم اليوم، وهو ورنر هيرزوج الذى صنع السينما الألمانية الجديدة مع فاسبندر.

أما أعضاء اللجنة فهم الممثلة الأمريكية البارعة رينيه زيلوجير، والمخرجة الإيطالية فرانشسكا كومينشينى، والممثلة الصينية يو نان التى فاز فيلمها «زواج تويا» بالدب الذهبى عام ٢٠٠٧، والمنتج الإسبانى خوريه ماريا موراليس الذى فاز فيلمه بالدب الذهبى عام ٢٠٠٩، والكاتب الصومالى نورالدين فرح وهو تشكيل ممتاز يجمع بين ثقافات متعددة.

كما يرأس لجنة تحكيم جائزة أحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول المخرج الألمانى مايكل فيرهوفن الذى يعمل فى هوليود.

مسابقة الأفلام الطويلة

يعرض البرنامج الرسمى للمهرجان ٢٠ فيلماً فى المسابقة و٦ خارج المسابقة وأفلام المسابقة هى:

ألمانيا

- صعود وسقوط اليهودى سوس إخراج أوسكار روهام.

- الشهادتان إخراج برهان قربانى.

- الصياد إخراج رفيع بيتس.

الولايات المتحدة الأمريكية

- القاتل داخلى إخراج مايكل وينتر بروتوم.

- جرند برج إخراج نوح باونباخ.

- عواء إخراج روب إبستين وجيفرى فردمان.

فرنسا.

- الكاتب الشبح إخراج رومان بولانسكى.

- المعبود إخراج بينو دلبين وجوستاف دى كيرفيرن.

الدنمارك

- الغواصة إخراج توماس فينتر برج.

- عائلة إخراج بير نيللى فيشر كرستنسن.

الصين

- امرأة وبندقية ودكان النودلز إخراج زانج ييمو.

- معاً وحدنا إخراج وانج كيوانان.

روسيا

- كيف أنهيت الصيف إخراج الكسى بوبو جريبسكى.

رومانيا

- إذا أردت أن أصفر سوف أصفر إخراج فلورين سيربان.

النمسا

- اللص إخراج بينجامين هيسينبرج.

النرويج

- رجل مهذب على نحو ما إخراج هانز بيتر مولاند

البوسنة والهرسك

- على الطريق إخراج ياسمين زبانيك.

اليابان

- كاتر بيلار إخراج كوجى واكاماتسو.

تركيا

- عسل إخراج سميح كابلا نوجلو

الأرجنتين

- تجميع وتوفيق إخراج ناتاليا سمير نوف

ومن اللافت أن ٤ من المشتركين فى المسابقة سبق أن فازوا بالدب الذهبى وهم زانج ييمو عام ١٩٨٨، ومايكل وينتر بوتوم عام ٢٠٠٣، وياسمين زبانيك عام ٢٠٠٦، ووانج كيوانان عام ٢٠٠٧، ويعرض فيلمه الجديد «معاً وحدنا» فى المسابقة وفى افتتاح المهرجان اليوم.

المصري اليوم في

11/12/2009

####

غداً افتتاح مهرجان برلين الستين.. بداية السنة السينمائية بين صاندانس وبرلين

رسالة مهرجان برلين   سمير فريد

يفتتح غداً مهرجان برلين السينمائى الدولى الستون المعروف باسم «برينالى» الذى يستمر حتى ٢١ فبراير، وإن كان يعلن جوائزه مساء يوم ٢٠.. ليس فى المهرجان أى أفلام عربية جديدة، وإنما فيلمان سبق عرضهما، وهما العراقى «ابن بابل» إخرج محمد الدراجى الذى عرض فى مسابقة مهرجان أبوظبى، والمغربى «الرجل الذى باع العالم» إخراج سويل وعماد نورى الذى عرض فى مسابقة مهرجان مراكش، وكلاهما يعرض فى قسم «البانوراما» خارج البرنامج الرسمى وخارج المسابقة.

شهر يناير من كل عام هو شهر تقييم أفلام السنة الماضية عبر جوائز النقاد والروابط لأحسن الأفلام وأحسن السينمائيين، والذى يصل إلى ذروته مع ترشيحات الأوسكار التى أعلنت ٢ فبراير، ولكنه أيضاً شهر بداية السنة السينمائية الجديدة من خلال مهرجان صاندانس للسينما المستقلة فى المدينة الأمريكية، الذى عقد دورته الـ ٢٦ من ٢١ إلى ٣١ يناير، ويعرض برلين فى فبراير وكذلك كان فى مايو العديد من الأفلام التى عرضت فى صاندانس وكان يناير هو شهر مهرجان روتردام فى هولندا، ولكنه فقد أهميته فى السنوات الماضية.

صاندانس وبداية جديدة

كانت دورة ٢٠١٠ من صاندانس أولى دورات المدير الجديد جون كوبر بعد جيو فرى جيلمور الذى صنع من المهرجان الذى أسسه روبرت ردفور مهرجانا كبيراً بحق، وقد تركه ليعمل مديرا لمهرجان ترايبكا الذى أسسه روبرت دى نيرو، وبالتالى ترايبكا- الدوحة أيضاً. وكان مدير ترايبكا بيتر سكارليت قبل أن يصبح مديراً لمهرجان أبوظبى.

فى خطوة جريئة ألغى كوبر السجادة الحمراء وقال إن المهرجان فى خدمة صناع الأفلام، وليس فى خدمة صناعة السينما التى يهوى مديروها النجوم على السجادة الحمراء وكذلك المسؤولون فى المدن وفى الحكومات. وقد عرض المهرجان ١١٠ أفلام طويلة اختيرت من ٣٧٢٤ فيلماً وعرض من الأفلام المختارة ١٦ فيلما فى مسابقة الأفلام الأمريكية الروائية، و١٦ فى المسابقة الدولية، و١٤ فى مسابقة الأفلام الأمريكية التسجيلية و١٢ فى المسابقة الدولية.

من صاندانس إلى برلين

وفى مسابقة برلين من الأفلام التى عرضت فى صاندانس «القاتل داخلى» إخراج فنان السينما البريطانى الكبير مايكل وينتر بوتوم، و«عواء» إخراج روب ابستين وجيفرى فريدمان، وكلاهما من الأفلام الأمريكية الثلاثة التى تتسابق على جوائز برلين، وفى قسم «الملتقى» وهو أحد الأقسام الرئيسية فى برلين يعرض من «صاندانس» «عظم الشتاء» إخراج ديبرا جرانيك الذى فاز بجائزة أحسن فيلم وأحسن سيناريو فى المسابقة الأمريكية الروائية، و«أقسم بالله» إخراج لاورا بوتراس الذى فاز بجائزة أحسن تصوير فى المسابقة الأمريكية التسجيلية.

احتفال غير مسبوق

استطاع ديتر كوسليك مدير مهرجان برلين الحصول على العرض العالمى الأولى لفيلمين من الأفلام الكبرى المنتظرة هذا العام، وهما «الجزيرة المعزولة» إخراج مارتين سكورسيزى الذى يعرض فى البرنامج الرسمى خارج المسابقة، و«الكاتب الشبح» إخراج رومان بولانسكى الذى يعرض فى المسابقة كأحد فيلمين يمثلان السينما الفرنسية.

وقد تولى كوسليك إدارة المهرجان منذ بداية القرن الميلادى الجديد، واستطاع أن يواصل النجاح الذى حققه سلفه موتيز دى هادلن فى العقدين الأخيرين من القرن العشرين، وهو الذى جعل برلين يثبت للمنافسة مع المهرجان الأعرق فى فينسيا، والمهرجان الأكبر فى «كان».

وبمناسبة الدورة الـ ٦٠ تمكن كوسليك من تنظيم احتفالية غير مسبوقة فى أى مهرجان دولى كبير للسينما من قبل. فهناك ملصق المهرجان وبه عناوين ١٥ ألف فيلم عرضت فى ٦٠ سنة، وبرنامج تاريخى من ٤٠ فيلماً عرضت فى المسابقة والبانوراما والملتقى ومهرجان أفلام الأطفال أعده الناقد البريطانى دافيد تومسون، وكتاب عن أفلام البرنامج، وكتاب وثائقى عن تاريخ المهرجان، وكتاب مصور، وكتاب للناقد البريطانى بيتر كاوى تقديم الناقد الفرنسى ميشيل سيمين، ومعرض فوتوغرافيا عن نجوم المهرجان، وفيلم تسجيلى طويل بعنوان «بصمات الدببة» إخراج هانز كريستوف بلومبيرج والفريد هوليهاوس «نسبة إلى الدب الذهبى والدب الفضى جوائز المهرجان»، و٢٢ دى فى دى لـ ٢٢ فيلماً من روائع البرنامج الرسمى داخل وخارج المسابقة، كما أن هناك برنامجا تاريخيا خاصا عن الأفلام القصيرة فى «البرينالى».

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

10/12/2009

 
 

افلام مصرية علي هامش مهرجان برلين

إعداد: عبد الله حسان

اذا كان مهرجان كان هو أشهر مهرجانات السينما في العالم و»فينيسيا« أعرقها وأقدمها، فان مهرجان برلين الذي احتضنته العاصمة الالمانية من الحادي عشر هذا الشهر ولمدة عشرة أيام، هو أكثر مهرجان في العالم يحظي باقبال عشاق السينما جمهورا ومتخصصين حيث يبلغ عدد مرتادي المهرجان ٠٢ ألف زائر من مختلف انحاء العالم، منهم ٠٠٧٣ صحفي يفطون فعاليات المهرجان الذي يحتفل هذا العام بدورته الستين.

الدب الذهبي.. هو الجائزة الرئيسية لمهرجان برلين، والتي تناظر في قوتها »سعفة كان« و»أسد فينيسيا« ويتنافس عليه هذا العام عشرون فيلما في المسابقة الرسمية، وتسيطر علي مهرجان ٠١٠٢ المشاركات الاوروبية بصورة كبيرة حيث يشارك ٣١ فيلما من العشرين المنافسة علي الجائزة الرئيسية.

علي هامش عرض فيلمه المشارك في المسابقة الرسمية Greenbrg حضر النجم الكوميدي الامريكي »بن ستيلر« المؤتمر الصحفي الخاص بعرض الفيلم، وبدا فيه »ستيلر« علي غير العادة جاء بصورة غير مسبوقة عند، ومن المعروف أن »ستيلر« اضطر الي القيام »برجيم« قاسي من أجل القيام بدور رجل اصابه انهيار عصبي بعد عدد من الصدمات التي اصابت حياته.

وقال ستيلر في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد عرض الفيلم للمرة الأولي عالميا انه اعجب بشدة بطبيعة الشخصية وأنه يفضل أن يؤدي الشخصيات المختلفة والتي تحوي مذاقا خاصا وانه يختار دائما ان يتذوق الشخصية ويلمس تميزها حتي يستطيع اداءها.

وتأتي ثاني وأثقل الاسماء المشاركة بأفلام لها من المهرجان هو المخرج البولندي الاصل والفرنسي الجنسية »رومان بولاتسكي« صاحب أفلام ChinaTowr و The Pianist والحاصل علي جائزة الاوسكار أفضل مخرج لعام ٢٠٠٢ عن الفيلم الأخير والذي حصل أيضا علي سعفة مهرجان »كان« في عام ١٠٠٢ عن نفس الفيلم.

ويشارك »بولانسكي« بفيلمه The Ghost writer أو »الكاتب الشبح« وهو فيلم فرنسي التمويل ولكنه انجليزي الصيغة بممثليه البريطانيين - ايوا - ماكريجور - وبروس روسنان - وبأحداثه التي تدور معظمها في بريطانيا وعن رئيس وزراء للحكومة البريطانية يعمل كاتب شاب علي صياغة قصة حياته في كتاب لكن ثمة أسرار خطيرة  علي بعض الأعمال غير المشروعة التي قام بها هذا السياسي الكبير، مما يدفع الاخير لمحاولة قتل الكاتب الذي يستمر بدوره في رحلات متتابعة من الهرب ومحاولة النجاة، ومن المعروف أن تفاصيل صناعة هذا الفيلم غريبة للغاية حيث انه قد يكون الفيلم الاول في التاريخ الذي يتم انجازه بالكامل ومخرجه »رومان بولانسكي« محتجز في زنزانة في بلد آخر مختلف تماما عن مكان تصوير المشاهد حيث أن السلطات السويسرية كانت قد قبضت علي مخرج الفيلم علي أثر قضية قديمة اتهم فيها بولانسكي من قبل السلطات الامريكية باغتصاب قاصر، وذلك منذ فترة طويلة حيث ترجع احداث القضية لأواخر السبعينيات.. وكان »بولانسكي« في زيارة خاصة لـ »سويسرا« عندما قبض عليه أثناء مغادرته المطار. وقد تم احتجازه لفترة طويلة الا ان تم الافراج عنه بشرط بقاءه داخل منزله دون الخروج منه في »سويسرا« وقد قام بتوجيه عملية الاخراج من خلال الاتصالات مع طاقم تصوير وتمثيل الفيلم، حيث كان بولانسكي قد اتم جميع الاعدادات للعمل في الفيلم، ولم يتبقي سوي التصوير فقط.

ومن المعروف أن عددا من الافلام المصرية وقد عرضت علي هامش مهرجان برلين هي علي ترتيب عرضها »المسافر« الذي شارك من قبل في مسابقة فينيسيا من اخراج أحمد ماهر وبطولة عمر الشريف وسيرين عبدالنور وفيلم »عصافير النيل« من اخراج مجدي أحمد علي وبطولة فتحي عبدالوهاب ودلال عبدالعزيز وفيلم »رسائل بحر« من اخراج داود عبدالسيد وبطولة آسر ياسين وبسمة.

مفاجأة

وقد عرضت الافلام المصرية الثلاث علي التوالي علي مدار ثلاث أيام بدءا من السبت الماضي حيث بدأ العروض »المسافر« ثم عصافير النيل واخيرا رسائل البحر من المعروف أن المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين قد حصل من قبل علي جائزة الدب الفضي جائزة لجنة التحكيم عن مشاركته بفيلم »اسكندرية ليه« وكانت آخر المشاركات للمخرج المصري يسري نصر الله بفيلم »جنينة الاسماك«.

وفي مفاجأة مدهشة لكل جمهور مهرجان »برلين« ظهرت النجمة الامريكية رينيه زويلجر بفستان ازرق بارز عند البطن في اشارة واضحة لانها حامل وقد ظهرت النجمة التي تواعد نجم الكوميديا والحركة المنطلقة بقوة هذه الايام برادلي كوبر علي سجادة برلين الحمراء ووضعت يدها علي خاصرها بصورة جسدت حملها ووضع الجنين في شهوره الأولي، ومن المعروف أن زويلجر هي احدي أعضاء لجنة تحكيم مهرجان برلين هذا العام.

من ناحية أخري ظهرت النجمة كاميلابيل في المؤتمر الصحفي الخاص بفيلم »أبو الاختراع« وهو الفيلم الذي يشارك في بطولته النجم »كيفن سبايسي« واعربت كاميلا والتي تنتظر عرض فيلم »مريم أم المسيح« في وقت قريب عن اعجابه الشديد بمدينة »برلين« التي تزورها للمرة الأولي ومن المعروف أن كاميلا هي بطلة فيلم »الف عام قبل الميلاد الشهير«.

لجنة تحكيم المسابقة الرسمية بقيادة المخرج الالماني الكبير فيرنر هيزروج بالاضافة الي عدد متنوع من مبدعي وصناع السينما حول العالم منهم الصومالي »نور الدين فرح« والممثلة الالمانية كورنيلا فوريس والممثلة الامريكية رينيه زويلجر والكابتن والمخرجة الايطالية فرانشيسكا كومينكس.

ابن أمه

رغم اقترابه من منتصف العقد الرابع من عمره، الا أن النجم ليوناردو دي كابرو - ألمع وجوه مهرجان برلين - مازال يصطحب والدته في كل سفرياته الخارجية.

وكان دي كابريو بطل فيلم »الجزيرة المغلقة« الذي ينافس في المسابقة الرسمية لمهرجان »كان« قد اصطحب معه والدته أثناء حضوره العرض العالمي الأول لفيلمه في برلين وقال دي كابريو انه يفضل أن يكون الي جوار والدته طوال الوقت في الرحلات الخارجية خاصة الي أوروبا حيث تستغل فرصة تواجدها هناك وتذهب لزيارة بعض الأقارب والسؤال عنهم.

وأكد دي كابريو انه يحاول ان يرد لأمه جزء من جميلها عليه وانه يحب أن تكون أمه قاسما أساسيا ورئيسيا في حياته الشخصية.

وأضاف : يمكنكم ان تدعوني »بابن امي« أو اني متعلقة بها بطريقة زائدة عن الحد لكني اعتقد تماما ان قضاء الاوقات الممتعة مع أمي أمر رائع وبديع.

أخبار النجوم المصرية في

18/12/2009

 
 

ضمن فعاليات مهرجان برلين السينمائي

طلة روحانية في فيلم تركي.. ومعالجة للشأن الإسلامي في أكثر من فيلم

برلين: محمد رُضا

نصف أيام المهرجان مضت شاهدة على أن هذه الدورة هي واحدة من أفضل دوراته منذ سنوات يصعب حصرها. الأفلام المختارة متنوعة في طروحاتها ومواضيعها وأساليبها، ومتشابهة في كون معظمها فوق خط الوسط من حيث القيمة.

وهذا ليس حصرا بأفلام المسابقة فقط، بل يمتد ليشمل أفلام البانوراما المختلفة، علما بأن عدد أفلام المهرجان قد بلغ حدا أقصى يصبح معه السينمائي، ناقدا كان أو منتميا إلى أي حقل عمل آخر، غير قادر على رصد كل ما يحويه المهرجان من أفلام.

في هذه الناحية وحدها، يتمنى المرء لو أن المهرجان يتخلى عن سياسة التكثيف ورفع عدد الأفلام (400 في عشرة أيام!)، والعودة إلى بعض أيامه السابقة حين كان من المتاح الانتقال بين العروض في أربعة أقسام رئيسية على نحو سهل ويسير توقيتا. الحال اليوم أن المرء يجد نفسه إذا ما اهتم بأفلام المسابقة والعروض الرئيسية وأفلام البانوراما، غير قادر على منح قسم «فورام» ما يستحقه من اهتمام. وإذا ما أراد المشاركة في تحية المهرجان لمجموع الأفلام التي يعرضها بمناسبة مرور ستين سنة على انطلاقته (وهي الأفلام التي سبق لها أن فازت بالدب الذهبي خلال ذلك التاريخ) فإن عليه ألا يفعل أي شيء آخر تقريبا.

* الوجه المضيء للإسلام

* الإسلام ومحاولة قراءته والتعرف عليه وتصنيف من هو الإرهابي، ومحاولة فصل ذلك عن الإيمان بحد ذاته، كلها أمور يتمحور حولها أكثر من فيلم معروض على شاشات برلين هذا العام.

أمس الخميس، مثلا، شهدنا في فيلم المسابقة «على الدرب» طرحا يلقي ضوءا تعريفيا على علاقة الإنسان المؤمن بالبيئة غير المتدينة بالضرورة، وذلك من خلال قصة امرأة بوسنية مسلمة تلحظ تغييرا في عادات زوجها. فقد ترك سلوكياته السابقة من سهر وشرب وحياة ترف إلى أخرى من التقشف والتعبد، ومن خلال ذلك التحول تطرح المخرجة ياسميلا زبانيتش، حسبما تقول، صوتا مختلفا «ما نقرأه ونشاهده من شخصيات ومواضيع تتعلق بالمسلمين عبارة عن شخصيات ومواضيع نمطية، وفي معظمها هي صراخ وليس حوارا. آمل أن يستطيع هذا الفيلم توفير نظرة مختلفة تضم وجهة نظر جديدة وواقعية لما يمر به المسلم من تطورات في شؤون حياته وانعكاس ذلك على المحيط الذي يعيش فيه».

الموضوع ذاته متوفر على صفحة فيلم «شهادة»، الفيلم الروائي الأول لمخرج إيراني الأصل يعيش ويعمل في ألمانيا اسمه برهان قرباني، ويدور حول ثلاث شخصيات مسلمة وكيف ترى العالم المحيط بها في هذا العصر.

الفيلم التركي «عسل» ليس فيلما عن موقع الدين في الحياة، لكنه مليء بالصور الواقعية الجميلة للبيئة الإسلامية في الوقت ذاته. إنه عن صبي يعيش في قرية تكمن في جبال آسيوية تبدو معزولة. عالم قائم بحد ذاته، وحسب تعبير ناقد ألماني «قريب جدا منا وبعيد جدا منا في وقت واحد». والده يعمل في جمع العسل من الخلايا التي يزرعها في أعالي أشجار المنطقة. في مطلع الفيلم نراه وحصانه في قلب الغابة يختار شجرة. يرمي الحبل على إحدى أذرعها ويبدأ بالتسلق ليصل إلى الخلية. في منتصف الطريق على تلك الشجرة الطويلة المنتصبة بلا نتوءات أو انحرافات، ينكسر الغصن الذي علق الحبل به ويجد الأب نفسه بين السماء والأرض لا يستطيع الحركة لئلا ينفصل الغصن عن الشجرة ويسقط الرجل من ذلك العلو الشاهق.

البداية وحدها آسرة، لكن الفيلم بعد ذلك لا يقل في مطارح عدة وقعا، عائدا بزمنه إلى ما قبل الحادثة التي يشكل منها الفيلم بدايته.

نتابع في بطء مقصود قصة صبي لا يجد في بيئته ما يحفزه على التواصل مع الآخرين. حين يتحدث لأبيه فإنه يهمس، وهو لا يتحدث مطلقا إلى والدته، ليس عزوفا عن حنانها أو كرها لها، بل تجسيدا لحالة يخفق الفيلم في شرح أسبابها لكنه لا يخفق في جعلها مهمة ومحورية في رصد وضع ذلك الصبي في البيت أو في المدرسة. حين لا يجد الأب أن خلايا النحل التي زرعها في قمم الأشجار تؤتي الكثير من العسل، ولا يعلم أين اختفى النحل من المكان يقرر الذهاب إلى منطقة أبعد. بعد يومين تبدأ الزوجة بالقلق عليه، ويتابع الفيلم ما تمر به العائلة الصغيرة من دون أن يفقد الصبي مكانته المتوسطة لكل شيء. اليوم الذي يقرر فيه الأستاذ منحه وسام تقدير لا يستحقه تشجيعا له على تجاوز عثرات نطقه وقراءته الناتجة عن شعوره الدائم بالعزلة الداخلية، هو اليوم الذي يعود فيه إلى البيت ليسمع من الشرطي فشل البوليس في العثور على أبيه. يرمي بحقيبته أرضا وينطلق إلى الغابات الكثيفة يهديه إلى الطريق صقر كان أبوه قد رباه. لكن اللقطة الأخيرة للصبي وهو جالس يستند إلى جذع شجرة وقد هبط الليل وساد الصمت وانتشر الظلام الداكن لا توحي بأنه وجد والده. فقط تقترح مزيدا من نشأة الصبي المعزولة.

نشاهد الأب يصلي في مشهد، ونسمع قراءة سورة «الناس» في مشهد آخر، وفي مشهد ثالث تتداول النساء سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، مستمعات إلى أم الرحلات في التاريخ، تلك التي اختير لها الرسول (صلى الله عليه وسلم) ليلة الإسراء فجاب مراتب الجنة. ومع أن هذا الحديث لا يلقي بظلال موازية لما يحدث مع الصبي في عالمه ذاك، فإنه يرصف طبيعة القرية التركية السنية المسلمة ويقدمها بوداعة وبلا تحامل. المخرج سميح قبلانغلو ينجز فيلما يحمل سمات واقعية واجتماعية، ومن ضمن تلك السمات علاقة روحية قوية بالمصدر. المشاهد الممعن إذ يعيش صورا من الطبيعة الآسرة لا بد أن يلحظ أن هناك سببا في إمعان المخرج التقاط مشاهد من الإبداع الإلهي، سواء أكان ذلك عبر مشهد نهر دافق أو شتاء منهمر أو أشجار باسقة وجبال شاهقة.

الفيلم الجديد لقبلانغلو هو الثالث له في ثلاثية بدأت بـ«حليب» و«بيض»، وارتبطت جميعا بالبيئة التركية المعزولة. وفي هذا الفيلم هناك إشارات عدة، ولو تلقائية، للحليب من حيث رفض الصبي شربه، ومشهد نراه فيه يحمل ثلاث بيضات لوالدته لكي تصنع لزوجها حلوى حين يعود. تلك العودة التي ينتهي الفيلم دون أن تتحقق.

* إيرانيون في المهجر

* برهان قرباني ليس المخرج الإيراني الوحيد الذي وجد في ألمانيا الكنف الذي يستطيع اللجوء إليه لتحقيق أفلامه. هناك أيضا رفيع بيتز الذي شاهدنا له قبل تسع سنوات فيلما لافتا بعنوان «صنم». ذاك صوره في إيران على عكس فيلمه الجديد «الصياد» الذي من المرجح أنه صوره في منطقة بافاريا الألمانية. إنتاجيا هو تمويل ألماني ولو أن المهرجان يقدمه تحت راية إيرانية.

رفيع بيتز نفسه يقوم بالبطولة لاعبا شخصية سجين سابق يعود إلى زوجته وابنته ويتسلم عملا في أحد المصانع. في أحد الأيام يكتشف اختفاء عائلته فيتجه إلى مركز البوليس للسؤال. مراجعاته هناك بطيئة والبوليس متلكئ في عمله ولو أنه يعلمه أن زوجته قتلت خلال المظاهرات التي جرت في العام الماضي. البوليس يعتقد أن زوجته لم تشترك فيها لكنها وجدت نفسها بين نارين وسقطت كضحية بريئة. أما الابنة فقد اختفت والبحث جار عنها.

يحمل الأب صورة ابنته ويقف في الشوارع عارضا إياها على المارين، ثم يعود إلى مركز البوليس لمزيد من المعلومات. حين لا يفضي كل هذا إلى شيء يفقد أعصابه ويقتل شرطيا ويهرب، ثم يترصد سيارة بوليس منطلقة ويقتل شرطيا آخر فيها وينطلق هاربا إلى الغابات مسلحا ومطاردا. شرطيان يطاردانه وينجحان في اعتقاله. أحدهما يريد قتله على الفور. والثاني يريد الدفاع عنه. النهاية تميد بالفيلم وتجعله يبدو كما لو أن كل الغاية منه هي قفل حلقة العلاقة بين بوليس منحرف ومجرم خطر، في حين أن الرسالة التي تتراءى من بعيد والتي يقوم المخرج - الممثل بالتضحية بها هي اجتماعية عن وضع منفجر وحافل بالإحباطات. هناك حديث عن فساد البوليس، لكن النموذج الفردي المقدم ليس ذا شأن كون السيناريو لا يستوعب أسبابا بل يقدم حالات وحدها.

المؤكد أن فيلما، حتى على هذا المستوى المتردد في تصويب نقده، لن يمكن تنفيذه في إيران اليوم. هذا ما يقف وراء هجرة أفضل الخبرات الإيرانية إلى الغرب (كياروستامي، مخمالباف) أو مكوث آخرين فيها بلا عمل متواصل أو مستقل. لكن في شتى الأحوال، فإن السينما الإيرانية أنجزت في السنوات العشرين الأخيرة موقعها على الخريطة العالمية بفضل سلسلة من الأفلام التي غولي في تقدير معظمها. المرجح أن الوسطين السينمائي والإعلامي دلفا إلى تحت مظلة السينما الإيرانية الجديدة مدفوعين بالفضول لمعرفة ماهية ما سمي بـ«الثورة الإسلامية» ثم - حين تطور الوضع السياسي في إيران إلى المجابهة مع الغرب كما هو الحال الآن - انتقل الفضول إلى محاولة تعزيز تلك الجهود السينمائية الخارجة عن المألوف، مما يفسر كيف أن «الصياد» موجود داخل المسابقة. ليس لأنه فيلم رديء التنفيذ، لكن مهرجانا آخر في ظرف آخر ربما كان تردد في إدخاله المسابقة وفضل له عرضا ما خارجها.

* متابعات

* اهتمام ملحوظ بفيلم «رسائل البحر»، جديد المخرج المصري المتمكن داوود عبد السيد، تبدى من خلال نجاح عروضه في سوق الفيلم الذي يؤمه جمهوره الغفير من موزعين ومنتجين ومديري مهرجانات يبحثون عن الجيد والجديد من الأفلام. الاهتمام بلغ حدا دفع شركة «أرابيا» التي تقوم بالترويج له ولعدد من الأفلام المصرية الحديثة، إلى إضافة عرض آخر للفيلم الذي يعود به عبد السيد إلى السينما بعد غياب سنوات عدة.

* نجحت شركة «آيكون إنترناشيونال» في بيع مسبق لفيلم ميل غيبسون المقبل «كيف أمضيت عطلتي الصيفية» وذلك قبل البدء بالتصوير. هذا النموذج من العمل (بيع مسبق للتصوير) كان من بين أكثر النماذج عرضة للانهيار في السنوات الأخيرة حتى من قبل الأزمة المالية العالمية. خلالها بدا الأمر مستحيلا، لكن نجاح فيلم ميل غيبسون الجديد «حافة الظلام» (المعروض حاليا في أوروبا) أسهم في عملية الترويج لفيلمه المقبل الذي من المفترض أن يباشر الآن بتصويره بعد الصيف المقبل.

* لقاء من دون موعد بين المخرجين الأميركي مارتن سكورسيزي (المشترك بفيلمه «جزيرة مغلقة») والدنماركي لارس فون ترايير (الزائر فقط)، ساعد على ترويج إشاعة مفادها أن اللقاء لم يكن صدفة، بل خطط له لأجل البحث في التعاون على فكرة قيام فون ترايير بإعادة صنع فيلم «سائق التاكسي» الذي كان سكورسيزي حققه في السبعينات. لكن متحدثا باسم المخرج الدنماركي نفى أن الحديث تناول البحث في أي مشروع مشترك.

* حسب قائمة مجلة «سكرين إنترناشيونال» المؤلفة من تقييم ثمانية نقاد دوليين لما شاهدوه من أفلام المسابقة، فإن الفيلم الروماني «إذا كنت أريد أن أصفّر، سأصفّر» هو الفيلم الأكثر نيلا لإعجاب هؤلاء النقاد، في حين أن الفيلم النرويجي «رجل طيب على نحو ما» هو أقل تلك الأفلام استحواذا على الإعجاب.

الشرق الأوسط في

19/12/2009

####

قال في حوار مع «الشرق الأوسط» : إيرادات شباك التذاكر ليست المؤشر الوحيد على النجاح

دي كابريو: أدواري في أفلام سكورسيزي داكنة الملامح

محمد رُضا 

بعد خمسة أيام من عرض «الجزيرة المغلقة» في مهرجان برلين - خارج المسابقة، لا يزال هو أحد أفضل الأفلام التي شاهدها المرء هنا. ووفق معايير كثيرة، فهو الأفضل فعلا. الزواج المثالي بين عالمي النص الروائي والعمل السينمائي. الفيلم الأكثر متانة تقنيا وفنيا من معظم ما تم عرضه هنا. لقطة واحدة من أي من مشاهده فيها من الحرص والحرفية ما تفتقده أفلام كثيرة بكاملها.

إنه مارتن سكورسيزي الذي ينضج كلما جابه تحديا، وكل فيلم من أفلامه الأخيرة هو تحد فني وإنتاجي صعب. عليه أن ينجز السينما التي تحبها هوليوود وتلك التي يحبّها هو ويجد، كما الحال هنا، الصياغة الموفقة في ذلك.

من ناحيته، فإن ليوناردو دي كابريو، الممثل الأول لهذا الفيلم، جزء من العملية بأسرها. إنه ضمانة تجارية وفي الآن نفسه ضمانة فنية. نوع من الأفلام التي لا ينفع فيها إلا ممثل موهبته أكبر من اسمه رغم كبر وأهمية اسمه أيضا. وهي المرة الرابعة التي يمثل فيها دي كابريو تحت إدارة سكورسيزي بعد «عصابات نيويورك» و«الملاح» و«المغادر» وكلها تبدو اليوم مرحلة جديدة لكل من المخرج وممثله. لكن دوره هنا أكثر تعقيدا وتشبعا بحيث من الصعب شرحه. في الأدوار السابقة تحت إدارة سكورسيزي، كانت شخصيات الممثل محددة. نعم داكنة دوما، لكنها مفهومة. هنا ولأول مرة يأخذك الممثل في حوار مع الذات والواقع والفانتازيا ويتركك في حالة تشبه حالته: غير واثق أي شخص هو. وفي مايلي نص الحوار الذي جرى في برلين.

·         فيلم آخر مع مارتن سكورسيزي ودور آخر داكن الملامح.. كيف تفسر ذلك؟

- حين يقبل الممثل العمل مع مخرج من قيمة سكورسيزي فإنه يقبل أن يصبح من ملامح أو سمات سينما المخرج ويقبل بشروطه. كل ممثل حر في أن يختار الدور الذي يريده والعمل مع المخرج الذي يريده. أنت تريد أن تعمل مع مخرج من طراز سكورسيزي، إذن أنت توافق على تميزه وتوافق أنك جزء من هذا التميز وجزء من فنه. بالتالي، نعم أدواري كلها التي مثلتها في أفلامه داكنة الملامح. شخصية هوارد هيوز وشخصية الأيرلندي المنتقم وشخصية عالم الجريمة وشخصيتي في هذا الفيلم كلها تحمل دكانة مقصودة لأنها تنتمي إلى نظرة المخرج وعمله وأنا موافق عليها.

·         متى قرأت رواية دنيس لوهان التي تم اقتباس الفيلم عنها؟

- قرأتها بعد أن بدأنا العمل على الفيلم. كان السيناريو طور الكتابة حين قرأتها أول مرة وأعجبتني جدا وحين كنت أقرأها كنت أفكر في كيفية ترجمة دور تيدي (الشخصية التي يقوم بها) إلى الشاشة. لكني في الوقت ذاته كنت أنتظر انتهاء السيناريو لأرى كم سيتطابق السيناريو مع الأصل

·         وكيف وجدت النتيجة؟

- إذا ما قرأت الرواية ستجد أن السيناريو أمين للرواية لكن بالطبع هناك ضرورات تقتضي التلخيص والتغيير وهذا طبيعي. لكن ما أسعدني أن أجد السيناريو قد حافظ على العلاقة بين الشخصية التي أمثلها وبين الشخصية التي يمثلها مارك روفولو (الذي يؤدي دور شريكه في التحقيقات).

·         ربما أيضا الأجواء التي تجعل المشاهد يحتار فيما إذا كنت مريضا أم تحريا.

- صحيح. الفكرة كانت في الحفاظ على هذا السؤال حتى النهاية.. أو هل أقول حتى ما بعد النهاية؟ أخبرني أكثر من شخص أنه خرج بانطباع مفاده أنه لم يكن متأكدا ما إذا كان تيدي مريضا تتم معالجته أم أنها مؤامرة تم استدراجه إليها كما يقول له صديقه.

·         وماذا ترجح أنت؟

- أعتقد (يتردد).. دع المشاهد يقرر ذلك بنفسه.

·         هذه رابع مرة تمثل في فيلم من إخراج سكورسيزي. هل من اختلاف في العلاقة بين اليوم والأمس؟

- علاقتنا مهنية منذ البداية. تعرف أن الممثل يأتي إلى الفيلم. يقوم بتمثيل دوره ثم يمضي تاركا للمخرج استكمال ما يؤلف ذلك الفيلم. لا يعد مسؤولا إلا إذا كان منتجا مثلا. لكن أحيانا، وقد حدث ذلك معي في مرات سابقة، يتساءل الممثل عن النتيجة في نهاية الطريق. مع مارتن لا يوجد أي داع للتساؤل. تنجز عملك في الفيلم وتمضي وكلك ثقة بأن إسهامك فيه سينضم إلى باقي العوامل التي يتألف منها الفيلم على النحو الذي ترغبه لأن المخرج يريد تأمينه ولأن نظرتك ونظرته واحدة حيال العمل. كما ذكرت أنت جزء من عالم المخرج وتحترم ذلك وتقدره.

·     في الوقت الذي نجد فيه عددا كبيرا من الممثلين يتكلون على شخصيات خيالية من الكوميكس أو السوبر هيرو لضمان رواجهم، تختار أنت الطريق الأصعب.. أن تبقى ممثلا في أفلام تقودها الشخصيات في أشكالها الآدمية. هل هذا صعب؟

- لا أدري. لم أواجه نفسي بمثل هذا السؤال من قبل، لكني أعلم أنني أختار ما أريد تمثيله بعناية وأن تمثيل شخصيات الكوميكس لا تعنيني. هذا لا يعني أنني لست معجبا بمن يقوم بها من الزملاء. هناك ممثلون كثيرون جيدون والأكثر هي الخيارات المطروحة هذه الأيام. أما أنا فسعيد باختياراتي رغم أنه قد يكون من الصعب الحفاظ على نجاحات كبيرة من الناحية التجارية. أقصد أن فيلما من النوع الذي تذكره ربما ينجز إيرادات أكثر بعشرات المرات مما ينجزه فيلم لا ينتمي إلى ذلك النوع، لكن هذا ليس مؤشرا وحيدا على النجاح. عمل الممثل وحبه للمهنة التي اختارها وحب الجمهور له مؤشرات أخرى بديلة. في مطلع عهدي كان يمكن لي أن أقول شيئا مختلفا، لكن هذا ما أعتقده الآن.

·         تم تأجيل عرض هذا الفيلم منذ أواخر العام الماضي إلى اليوم مما فوت احتمال دخوله مسابقة الأوسكار.. كيف وجدت ذلك؟

- في البداية تساءلنا جميعا عن الحكمة في ذلك، لكن هناك جهة مولت وهي لن تضحي بالفيلم بأي حال. لم يكن قرارها عشوائيا بل نتج بالتأكيد عن اضطرارها إلى ذلك وقد قبلنا جميعا هذا القرار برحابة صدر لأننا نعلم حرص الشركة (باراماونت) على نجاح الفيلم. الآن تذكر الأوسكار؟ نعم. خسر فرصة الأوسكار والجوائز الأخرى لكن في كل سنة هناك أوسكار، وأنا متأكد من أن الفيلم سيدخل ترشيحات العام المقبل.

·         تعتقد أنه جدير بالفوز إذن؟

- طبعا.

·     حين راجعت لائحة أعمالك المقبلة وجدت أكثر من عشرين مشروعا في مراحل مختلفة. بينها فيلم تم تصويره هو «استهلال».. هل يمكن إيجازه ببضع كلمات؟

- طبعا، إنه فكرة خيالية حول قدرات العقل البشري على الابتكار والإبداع والتنافس الذي قد يقع بين بعض المفكرين في محاولة كل منهم تحقيق فكرة متنازع عليها. لا أستطيع الحديث أكثر من ذلك لأن المخرج يريد إبقاء الفيلم طي الكتمان وأنا لا ألومه.

·         كيف كان العمل مع مخرج الفيلم كرستيان نولان؟

- كما كنت أتمنى. إنه مخرج آخر أردت دائما العمل معه.

الشرق الأوسط في

19/12/2009

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)