كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"ابن بابل"- رحلة بحث في الماضي العراقي الحزين

 الكاتبة: هبة الله إسماعيل ـ برلين

مراجعة: عبده جميل المخلافي

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة الستون

   
 
 
 
 

عرض في قسم بانوراما بمهرجان برلين السينمائي الفيلم العراقي "ابن بابل"للمخرج الشاب محمد الدراجي. الفيلم يسلط الضوء على معاناة آلاف العرقيين أثناء فترة حكم صدام حسين، من خلال تصوير رحلة أم وحفيدها للبحث عن أبيه المفقود.

فيلم "ابن بابل" لمحمد الدراجي هو عبارة عن رحلة بحث من شمال إلى جنوب العراق يرافق فيها المشاهد الجدة (أم إبراهيم) التي لا تتحدث سوى اللغة الكردية وحفيدها (أحمد) الذي يتقن العربية والكردية للبحث عن الابن والأب المفقود. الجدة التي تجوب شتى أنحاء العراق مرورا بالعاصمة بغداد ووصولا إلى الناصرية، حيث يوجد السجن الذي تعتقد الجدة أن ابنها موجود فيه بعد أن سمعت أنه تم العثور على سجناء أحياء جنوب البلاد. الفيلم يخلو من مؤثرات سينمائية قوية تدفع إلى تحريك مشاعر المشاهدين، لكن هذه الرحلة المنقولة بواقعية شديدة تكفي لإحداث ذلك.

فالفيلم ينقل صورة واقعية للعراق بعد ثلاثة أسابيع من سقوط نظام صدام حسين عام 2003م، صورة يملؤها الدمار والحزن ونساء تبحث وتبكي على المفقودين وأطفال يعملون باعة متجولين لكسب العيش وسيارات لنقل الركاب من مدينة إلى أخرى معبأة بالناس الذين طال انتظارهم لها لعدة أيام. وحتى وإن جاءت تلك الحافلات المتهالكة بعد طول انتظار فقد تعطب في منتصف الطريق لتنتهي الرحلة وسط الصحراء!

صعوبة تحديد البطل الحقيقي

يصعب على المرء تحديد البطل في هذا الفيلم، هل هي الجدة الكردية التي اختارها المخرج الشاب محمد الدراجي بعد وقت طويل قام فيه بالبحث عن سيدة لا تحترف مهنة تمثيل وإنما عن وجه من الواقع عاش فعلا إحدى مآسي الأكراد الذي تعرضوا على يد نظام صدام حسين وخاصة أهالي ضحايا مذبحة الأنفال؟ أم أن الطفل ابن الثانية عشر عاما، ياسر طالب، الذي قام بدور الحفيد هو فعلا البطل؟ أم أن البطل الحقيقي في هذا الفيلم المتميز هو الابن والأب المفقود؟

مما لاشك فيه أن الطفل الكردي، ياسر طالب، الذي يقف لأول مرة أمام الكاميرا، نجح في لفت انتباه المشاهدين، فهو تميز بجرأته وقوة أدائه، كما أنه لعب دور همزة الوصل بين المشاهد والجدة في الفيلم، فالجدة لا تتحدث سوى الكردية أما الحفيد فيجيد اللغتين العربية والكردية وهو أيضا الذي يقوم بدور المترجم للجدة التي لا يفهمها على سبيل المثال أهل العاصمة بغداد، فكثيرا ما تترد جملة "آسفة لا أتحدث العربية". إلا أن الفيلم يجمع بين ثلاثة عناصر؛ الجدة والأم التي تقترب من الموت وتريد أن تسلم لابنها المفقود حفيدها الذي لم ير أبيه قط، والحفيد الطفل الذي يتحمل أيضا مسؤولية جدته، إلا أن مشاعر الخوف تلازمه ويحلم كما يحلم كل الأطفال بالحدائق الخضراء الجميلة، والأب المفقود الذي هو الموضوع الذي قام على أساسه هذا الفيلم.

تجربة شخصية تتحول إلى فيلم يعكس معاناة الآلاف

وفي حيث خاص إلى إذاعة دويتشه فيله يقول محمد الدراجي أن السبب وراء اختياره لهذا الموضوع الحزين كان عمته التي فقدت ابنها ولم تتمكن حتى الآن من العثور عليه. كما أنه قرأ أيضا عن قصة أم كردية قامت برحلة بحث عن أبنها المفقود ما أوحى إليه بكتابة قصة هذا الفيلم خاصة. و بحسب قوله هناك حاجز بين الثقافة الكردية والعربية في العراق، وهو يحاول من خلال هذا الفيلم تقديم عراق واحد تحمل جميع المآسي على أكتافه. و يرى محمد الدراجي أنه في فيلمه نجح في إبراز ذلك من خلال رحلة بحث الأم الكردية التي تجوب العراق لتصل إلى جنوبه، حيث تضم المقابر الجماعية العراقيين العرب والأكراد، ليظهر كيف كان جميع العراقيين يُدفعون ليكونوا جزءا من جيش صدام حسين سواء كانوا أكرادا أو مسيحيين أو عرب أو من طوائف أخرى، ليجنوا بعد ذلك المصائب التي خلفها النظام السابق.

معالجة الماضي للإنطلاق نحو المستقبل

الفيلم لا يخلو من مشاعر الحزن والألم التي تتجسد في عويل النساء بعد عثورهن على رفات ذويهم في المقابر الجماعية المتفرقة للأكراد التي دفن فيها ذويهم. والأهم من ذلك أن  المخرج العراقي أحمد الدراجي يثير قضية غاية في الأهمية ألا وهي مشكلة الآلاف من الأكراد وعراقيين آخرين، والذين لم يعثروا على أحبائهم بعد أن فقدوهم في حرب الكويت أو بعد مذبحة الأنفال. حيث يلقى الدراجي الضوء على عدم توفر التقنيات الحديثة للتعرف على الهياكل العظمية من خلال الحمض النووي أو دي.إن.أيه، ما يعني أن هذه المعانة لم تنته بعد.

ويتمنى الدراجي من خلال حديثه إلى دويتشه فيله أن تنجح السينما العراقية في النهوض من جديد، مشيرا إلى أنه يحلم بتصوير فيلم كل عام يعكس مشكلة تواجه العراقيين في حياتهم اليومية. الفيلم و بحسب قوله سيعرض قريبا في دور العرض العراقية في العاصمة، إلا أنه يتحسر على مدينته بغداد التي لم يعد بها سوى داري عرض سينمائي فقط، حسب قوله. ويؤكد الدراجي على أن هذا النوع من الأفلام يلقى استحسانا من قبل الجمهور العراقي، مشيرا أن هذه الأفلام تتعمق في الماضي بغرض معالجة أثارة والتعلم من التاريخ لبناء الحاضر والمستقبل.

مؤسسة دويتشه فيله في

15/02/2010

####

مهرجان برلين السينمائي يحتفل هذا العام بعيده الستين

الكاتبة: سيلكا بارتليك/ نهلة طاهر

مراجعة:  سمر كرم 

يتنافس عشرون فيلما عالميا في إطار مهرجان برلين السينمائي، الذي يحتفل هذا العام بالدورة الستين لتأسيسه، وتنتظر العاصمة الألمانية حضور آلاف النجوم والفنانين وهواة السينما لإحياء هذه المناسبة.

يحتفل مهرجان برلين السينمائي هذا العام بمرور ستين عاما على افتتاحه، وقد دعي النجوم والجيل الجديد من الممثلين الصاعدين للمشاركة في إحياء هذه المناسبة. وتستمر فعاليات المهرجان عشرة أيام، تبدأ في الحادي عشر من فبراير/شباط الجاري وحتى الحادي والعشرين منه. وكما هي العادة في مثل هذه المناسبات المميزة، فإن الأمر لا يخلو من المفاجآت.

عروض جماهيرية

تتسع صالات العرض السينمائي في مركز مهرجان برليناله القريب من بوتسدامر بلاتز -والبالغ عددها 28 صالة- لثمانية آلاف شخص. لكن المكان لن يكفي هذا العام، كما يقول المنظمون، لاستقبال العدد الكبير من الضيوف القادمين لمشاركة في إحياء الاحتفالات الخاصة بالعيد الستيني للمهرجان.

وفي الثاني عشر من الشهر الجاري تدعو البرليناله الحاضرين لعرض في الهواء الطلق، يعقبه عرض مجاني أمام "بوابة براندبورغ " للنسخة الأصلية من الفيلم الصامت الشهير "ميتروبوليس" لفريتز لانغ. ويعلق رئيس المهرجان ديتر كوزليك على عرض النسخة الأصلية بعد إصلاحها وصيانتها بقوله: "في الزمن الراهن حيث يمكن مشاهدة الأفلام من خلال شاشات مثبتة على ساعات اليد،  نعرض هذا الفيلم لنوضح أن سحر السينما يرتبط بالضرورة بكبر حجم شاشة السينما." وخصيصا من أجل الغرض، أقامت المصممة الكورية الأمريكية كريستينا كيم ستارا أمام "بوابة براندنبورغ"، يبلغ طوله 300 مترا باستخدام الأفلام ولوحات إعلانات قديمة عن المهرجان بعد إعادة تدويرها.

أفلام ونجوم

وعن الأفلام المعروضة هذا العام، فإن نصفها تقريبا أفلام عائلية كما يوضح مدير المهرجان، ويعلق بالقول إن جزءا من تلك الأفلام مثير للصدمة، والجزء الآخر رائع للغاية. على أن معظم تلك الأفلام يعكس الفوارق الاجتماعية والأخلاقية الشديدة التباين. أما عدد الأفلام المتنافسة هذا العام على جوائز "الدب الذهبي" و"الدب الفضي" فيبلغ  20 فيلما، من أبرزها "ذي جوست رايتر" "The  Ghostwriter" لرومان بولانيسكي، والذي تقوم قصته على كتاب سجل أرقام مبيعات قياسية للكاتب روبرت هاريس. وهناك أيضا الفيلم البوليسي "القاتل بداخلي" أو "The Killer Inside Me" لمايكل وينتربوتومس، وفيلم للمخرج الياباني كويي واكاماتسو بعنوان "كيتربيلار"  "Caterpillar" يسلط الضوء على الاضطراب النفسي لجنود عائدين من الحرب. لكن البداية ستكون أيضا "بفيلم جميل من الصين، يحمل عنوان "Apart Together Tuan Yuan". وهذا الفيلم بحسب مدير المهرجان "يحمل قيمة رمزية للمهرجان في عيده الستين الذي يتزامن مع مرور عشرين عاما على الوحدة الألمانية. وهو يتحدث أيضا عن تسبب السياسة في الفراق على المستوى الخاص، ويحكي أيضا اللقاء من جديد على المستوى الخاص بعد الفراق."

ويتوقع منظمو المهرجان هذا العام قدوم المخرج الأمريكي مارتن سكورسيز، وكذلك كل من الممثلين بيرس بروسنان وانغريد كافن وجاكي شان وليونارد دي كابريو وأماندا بيت وبن ستيلر. كما أعلن فنان الغرافيتي البريطاني المعروف بانسكي نيته الحضور، حيث يشارك فيلمه Exit through the Gift Shop"  في إطار الأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان. ويوضح هذا الفيلم ما يحدث في عالم الفن كما يقول ديتر كوزليك، وسيعرض بوجود بانسكي الذي تحمل أماكن متفرقة من برلين بصمات رسومه الغرافيتية.

برلين: الماضي والحاضر

ويشارك المخرجون الألمان بثلاثة أعمال، أولها "Der Räuber" أو "السارق" للمخرج بنيامين هايزن بيرغ ويدور حول أحد أبطال الجري ولصوص البنوك. ثم فيلم  " Jud Süß – Mann ohne Gewissen“  أو "رجل بلا ضمير" لأوسكار روهلار، ويحكي قصة الممثل فرديناند ماريان الذي أدرك متأخرا استغلال النازية له من أجل ترويج أفكار معادية للسامية. وأخيرا هناك فيلم لبرهان قرباني يحمل عنوان"Shahada"  أو "شهادة" تدور أحداثه حول ثلاثة من المسلمين يعيشون في ألمانيا.

وستقرر لجنة التحكيم الدولية برئاسة المخرج الألماني فيرنر هيرزوغ، ما إذا كان لهذه الأفلام نصيب في جوائز المهرجان، إلا أن رئيس المهرجان ديتر كوزليك يشدد على أن "برليناله" هذا العام كما كان الحال دائما هو انعكاس لبرلين كمدينة، ويستشهد بقول المخرج والممثل الإيطالي روبيرتو بينيني بأنها جزء من الحوار بين الغرب والشرق.

مؤسسة دويتشه فيله في

09/02/2010

 
 

شهادة.. فيلم يتناول المعاناة في حياة المسلمين في الغرب

رويترز/ برلين من سارة مارش

يسلط برهان قرباني مخرج السينما الألماني الافغاني الأصل الضوء على الصعوبات التي يواجهها المسلمون الشبان الذين يعيشون في الغرب في فيلمه الروائي الأول "شهادة" Shahada الذي تدور أحداثه في مدينة برلين مُتعددة الثقافات. يتناول الفيلم الذي نال الإعجاب عند عرضه في مهرجان برلين السينمائي القصص المتشابكة لثلاثة شبان مسلمين وُلدوا في ألمانيا يكافحون من أجل التوفيق بين ديانة عائلاتهم وتقاليدها من جهة ونمط الحياة الغربي العصري من جهة أخرى. وقال قرباني المولود في ألمانيا لأبوين أفغانيين "دافعي هو أن يشاهد الجمهور الفيلم وأن يربطوه بهذا الدين الذي يحيط بهم في كل مكان.. أرجو أن يدفع الفيلم الجمهور الى الحديث والنقاش."

والشعور بالذنب هو الموضوع الرئيسي في الفيلم. فسامي شاب مُمزق بين دينه وانجذابه نحو زميل له في العمل. واسماعيل ضابط شرطة من أصل تركي لا يستطيع أن يتغلب على قلقه الناجم عن إطلاقه النار على ليلى المهاجرة بطريقة غير شرعية وقتل طفلها الذي لم يولد. بينما تشعر مريم بالذنب بسبب إجهاضها حملها مما يدفعها نحو الاسلام المتزمت رغم نشأتها في جو من التدين المعتدل. وقال قرباني "بسبب نشأتي كمسلم يعيش في مجتمع غربي اتخذت أحيانا قرارات فيما يتعلق بأسلوب الحياة.. جعلتني أشعر بالذنب لانني لم أكن مسلما صالحا." واستطرد قائلا "استطعت في النهاية أن أتعامل مع عقدة الذنب هذه وأدركت أنه يمكنني أن أمارس ايماني بطريقتي.. وهذا أيضا هو ما يتناوله الفيلم." وفيلم "شهادة" يأتي في إطار موجة حديثة من الافلام الالمانية التي نالت إعجاب النقاد وتتحدى الصور النمطية الثقافية وتستكشف الصعوبات التي يواجهها ما يعرف بالجيل الثاني لمجتمعات المهاجرين.

وفي عام 2004 كان فيلم "الصدام" Head-On للمخرج الالماني من أصل تركي فاتح أكين أول فيلم ألماني يفوز بجائزة في مهرجان برلين السينمائي في 18 عاما. والفيلم يتناول قصة إمرأة ألمانية من أصل تركي تهرب من وطنها الذي تتحكم فيه تقاليد اسلامية صارمة. وقالت مريم زاري الممثلة الايرانية المولد التي تلعب دور مريم في فيلم "شهادة" ان الفيلم يكشف أن ألمانيا مجتمع مؤلف من أناس ينتمون لأصول وديانات مختلفة. وقالت "نحتاج الى أن نتخلص من النظر الى هؤلاء الناس كأناس مختلفين ويخشون من الآخر المختلف عنهم وأن يدركوا أنهم أيضا جزء من هذا المجتمع." ومضت تقول "جميع المشاركين في هذا الفيلم لهم جذور من بلدان مختلفة ولكننا جميعا ألمان بالرغم من هذا." (رويترز)

الشرق في

09/02/2010

####

فيلم «بال» التركي ينافس عل ذهبية مهرجان برلين

برلين- هيلين ماجواير 

يتناول فيلم "بال" وهو الفيلم الأخير في ثلاثية للمخرج التركي سميح كابلانوجلو، السنوات الأولى من حياة يوسف، وهو ابن نحال في الأناضول، ويحكي كيف يمكن أن تحدد أحداث الطفولة المراحل التالية من حياة الإنسان.

ويعيش الطفل الحساس يوسف -6 أعوام- تحيط به الغابات والجبال بالقرب من البحر الأسود، حيث يقسم وقته بين العام الأول في المدرسة ومنزل الأسرة، حيث يحظى بعلاقة وثيقه مع والده.

وفي المدرسة، يتلعثم يوسف ويعاني مع تعلم غيره من الأطفال للقراءة، حيث يبتعد عن زملائه. وفي المنزل، يساعد والده ويتحدث معه بصوت خافت واثق خلال جولات تربية النحل في الغابة.

وعندما يتأخر والد يوسف في العودة من رحلة طويلة للبحث عن مكان جديد لوضع خلايا النحل، يشعر الطفل الصغير بحالة من الضياع ويتوقف كليا عن النطق، حتى إلى والدته التي تشعر بالقلق بشأنه.

ويعد فيلم "بال" أو "عسل" والذي عرض لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي يوم الثلاثاء، واحدا من بين 26 فيلما تم اختيارها للمنافسة الرئيسية، بالإضافة إلى أفلام من إيران والصين وأوروبا والأرجنتين والولايات المتحدة.

وتتناول ثلاثية كابلانوجلو حياة بطل أفلامه ولكن بترتيب عكسي، حيث يصور فيلمه الأول "يومورتا" أو "بيض" يوسف وهو شاعر عمره "40 عاما" تلاه فيلم "سوت" أو "لبن" والذي ظهر فيه يوسف وهو شاب في العشرينات من عمره.

وقال كابلانوجلو "إذا قمت بتطوير حياة شخص ما بطريقة عكسية، فإنك ترى كيف تسببت مخاوفه وتجاربه في تشكيل حياته"، واصفا العملية بأنها تعري تدريجيا شخصيته لكشف نفسه الداخلية.

وقال المخرج التركي، لقد استغرقنا وقتا طويلا في العثور على طفل ليؤدي دور يوسف وهو طفل.

وبعد إجراء تجارب أداء في العديد من القرى، شاهدت الطفل بورا التاس مصادفة وهو يلعب على جانب أحد الطرق.

وقال "تحدثت إليه وعرفت على الفور، من جوابه الأول، أنه الشخص الذي كنت أبحث عنه. ما قرأته في عينيه كان الشيء الذي جذبني".

وقال المخرج الذي ليس لديه أطفال، إن العمل مع ألتاس كان يمثل تحديا له حيث كان في السابعة من عمره وقت تصوير الفيلم.

وأضاف "كان يتعين عليه أداء دور طفل يختلف تماما عن طبيعته، لقد أدى دوره حقا. ليس من السهل تجسيد شخصية يوسف".

ويستخدم الفيلم كلمات قليلة حيث يعتمد اعتمادا كبيرا على حركة وتعبيرات الشخصيات من أجل نقل "حالة" بدلا من رسالة محددة، على حد قول أردال بسكسيوجلو، الذي يلعب دور يعقوب والد يوسف.

واستفاد المخرج من روعة الطبيعة لتوفير بيئة يكون فيها البشر ضعفاء كما يتضح من خلال العمل الخطير المتمثل في النحال الذي يضطر إلى تسلق الأشجار العالية لوضع خلايا النحل.

واعتبر كابلانوجلو أن الفيلم يعرض بشكل جزئي سيرته الذاتية.

وقال إن المشاهد التي جرت في المدرسة، حيث يتلعثم يوسف ويتردد بينما يحصل الأطفال الآخرون على شارات القراءة، كانت مستمدة من طفولته.

أما الطفل التاس، فقال في مؤتمر صحفي حضره وهو يمسك دمية دب "لم يكن من الصعب أداء دور يوسف.. لقد كان الأمر رائعا".

وقال كابلانوجلو "بورا "ألتاس" لم يشاهد الفيلم حتى الآن، دعونا نرى كيف سيشعر بعد مشاهدته".

وقال المخرج إنه تعلم الكثير خلال عملية تصوير الفيلم.

وأضاف "رأيت كيف يمكن أن تكون مشاعر طفل -7 أعوام- مركزة للغاية ومعبرة بدرجة كبيرة". "د ب أ"

العرب أنلاين في

17/02/2010

 
 

السياسة تستهوي جمهور المهرجان

«عسل».. تركي يخفّف مرارة «الصيّـاد» الإيراني

زياد عبدالله – برلين

فيلم «عسل» حافل بتفاصيل طفولية وحبكة بصرية ممتعة.

المنطق الوحيد المتحكم في وجود الفيلم الإيراني «الصياد» لرفيع بيتس في مسابقة الدورة الـ60 من «برلين السينمائي» هو السياسة، وبمعنى أدق مواكبة السينما للأحداث السياسية الأخيرة في طهران، لا بل إن الإقبال الكبير على مشاهدة هذا الفيلم تأتي من هناك، ولتكون النتيجة مخيبة جداً. وفي جانب آخر ولدى الحديث عن فيلم إيراني، فإننا سنستحضر في الحال تاريخاً كبيراً ومشرقاً لهذه السينما، وأسماء كبيرة توالت على مسابقة المهرجان، لا بل وفي الطريق إلى «برلينال بلاتز»، المركز الرئيس لعروض المهرجان، ستصادفك صورة كبيرة لعباس كياروستامي، ما يستحضر أيضاً أسماء إيرانية كبيرة في السينما العالمية مثل مجيد مجيدي ومحسن مخملباف وآخرين.

وإن كنا بدأنا مع السياسة فإن فيلم «الصياد» عاجز أيضاً عن تمرير رسالة سياسية على قدر ما من الأهمية، حيث إن العجز يطاله أيضاً من الجانب الذي من المفترض أن يشكل رهاناً عليه، فالفيلم أولاً وأخيراً عبارة عن تسجية للوقت في شوارع طهران، وقد احتلت المشاهد الخارجية أكثر من ثلاثة أرباع الفيلم، ولا أعرف إن كان في ذلك فضيلة تطال المشاهد الغربي المتعطش لرؤية هذه المدينة من الداخل، والتي تحتل أخبارها نشرات الأخبار ومعها برنامج إيران النووي.

يروي فيلم رفيع بيتس قصة رجل صياد «جسد الشخصية رفيع بيتس نفسه»، نجده يتنقل من غابة إلى أخرى، ويعمل حارساً ليلياً في معمل لصناعة السيارات. هذا الرجل متزوج ولديه ابنة، وبعد مد وجزر وتطواف على غير هدى في شوارع طهران في السيارة أو مشياً على الأقدام، تندلع المواجهات التي شهدتها طهران بعد نتائج الانتخابات الأخيرة، ونسمع ما يتردد في الفيلم كهتاف «يسقط الديكتاتور»، لكن من دون أن نرى أي تجسيد للمظاهرات، ومن ثم تتأخر زوجته وابنته في العودة إلى البيت، ويطول زمن انتظاره لهما، إلا أن يعرف أن زوجته لقيت حتفها برصاص الشرطة أو المتظاهرين كما يقول له الضابط، بينما يبقى مصير ابنته مجهولاً، وليعرف بعد تمضية وقت لابأس به وهو يبحث عنها في المستشفيات والمدارس وما إلى هنالك بأنها لقيت مصير أمها.

يتحول الصياد إلى صياد لرجال الشرطة، يقف على تلة مرتفعة ويقنص سيارة شرطة ويقتل من فيها، ومن ثم تبدأ قصة ملاحقته، ولنمسي أمام فيلم ثان له أن يحمل رمزاً مستهلكاً وممطوطاً عن صراع الأخوة، فساد الأول وصلاح الثاني، وذلك بعد ملاحقة رجلي شرطة للصياد، وتنازعهما في ما بينهما، إلى أن ينتهي الفيلم بمقتل الصياد.

«عسل»

نكتفي بهذا القدر من فيلم «الصياد»، الذي كان في متابعته كاملاً مشقة ما بعدها مشقة، وننتقل إلى فيلم له أن يكون على النقيض منه، ألا وهو فيلم (la) «عسل» للتركي سميح قبلان أغلو، الذي يستكمل من خلاله ثلاثية «يوسف» التي بدأها يفيلم حمل عنوان «بيض» واتبعها عام 2008 بـ«حليب» ولنكون بصدد «العسل» الآن، وهو مصرّ في أفلامه الثلاثة على عدم استخدام الموسيقى التصويرية، والالتصاق بالمكان واستحضاره كما هو محمّلاً بقدر هائل من جمال الطبيعة، وتقديم ما يصفه بـ«أصول الروح».

فيلم «عسل» مبني بحنكة بصرية، ويأخذنا من أول لقطة لها أن تكون على قدر كبير من الطول، ونحن نرى يعقوب وحصانه يأتيان من بعيد ومن بين الأشجار، ولتقطع اللقطة مع بدء يعقوب تسلق شجرة عالية، سرعان ما يبدأ الغصن الذي علق عليه الحبل بالتكسر، ولندعه وهو معلق بين الأرض والسماء بانتظار ما سيقرره الغصن. ولننتقل إلى يوسف ابن يعقوب، وهو يروي لوالده حلماً رآه، بينما يسأله والده ألا يرويه بصوت عال بل يهمسه في أذنه، وليخبره الأب بعد ذلك بألا يخبر أحد عنه.

وهكذا نمضي مع يوسف وهو يرافق والده، حيث ان يوسف يبقى صامتاً طوال الوقت ما لم يتكلم مع والده، حيث يتخاطبان همساً وعلى نحو دائم، وفي مسار مواز نتعرف إلى عالم يوسف في المدرسة، وحين يحاول القراءة فإن المعلم يختار له قصة لا يكون مستعداً لها، حيث إن كلماته لن تخرج إلا متلعثمة.

تفاصيل طفولية بديعة، عوالم مسكونة بالعسل والأشجار والطيور، وحدة يوسف المحتشدة بالمعاني والتخلي عنها فقط مع أبيه الذي يصنع له مركباً شراعياً خشبياً قبل سفره هو الباحث عن العسل في مناطق أخرى، ومن ثم مصير والده الذي يكون معلقاً على غصن شجرة، والذي ينتهي به الفيلم ومعه حلم يوسف نفسه.

يصلح فيلم «عسل» لاستعادته لقطة بلقطة، ومحاولة كتابتها تحت تأثير سحر جماليات العوالم التي يقدمها والتي تمتد لتشمل أم يوسف وجدته، وكيف يسمع قصة الاسراء والمعراج وغيرها من بانورما جمالية لحياة طفل بعينين مفتوحتين على اتساعهما ليلتهم بهما العالم.

«أعط من فضلك»

خارج الطفولة وإلى مراحل عمرية أخرى لشخصيات كثيرة ننتقل إلى فيلم أميركي عرض في البرنامج الرسمي للدورة الـ60 حمل عنوان Please Give (أعط من فضلك)، الذي جاء في قالب متشابك من العلاقات الانسانية ولكل شخصية من شخصيات الفيلم أن تقول الكثير ودائماً من خلال مرحلتها العمرية، إنه فيلم عن الجيران، عن امرأة تسعينية لها حفيدتان، الأولى خيرة والثانية شريرة، وليصح هكذا وصف بمنطق الفيلم نفسه، إنهم جيران العائلة الرئيسة في الفيلم، الأب والأم يعملان في بيع الأثاث، لكن أي أثاث؟ إنه ذاك الذي يشترونه من ورثة بيوت أصحابها، ثم يبيعونه بأثمان مضاعفة، الأم مسكونة بروح الخير والعطاء مع شعور دائم بالذنب وهي تمنح كل من تصادفهم من متشردين مالاً، بينما الأب يخوض غمار خيانة زوجية مع جارته التي تعمل في عيادة للتجميل، وتأتي ابنتهما استكمالاً للمراحل العمرية للشخصيات كونها في الخامسة عشرة من عمرها، وكل ما تتوق إليه شراء بنطال «جينز» ترفض أمها شراءه لها لأنه غالي الثمن وتعتبره تبذيراً، دون أن تتردد الأخيرة أمام منح متسول مبالغ كبيرة من المال. فيلم «أعط من فضلك» كأفلام أميركية من فصيلة «جونو» و«ميس ليتل صن شابن» يمتلك فسحة ترفيهية ومقولات مبنية بسلاسة وتدفق تحمل كل شخصية على حدة، وتتضح من خلال ما تواجهه ووفقاً لحبكة الفيلم، والرهان كل الرهان على العلاقات الانسانية، على الموت والحياة، والشباب والشيخوخة، وبالتأكيد الحي والصداقة.

الإمارات اليوم في

18/02/2010

####

فيلمان عن الإسلام يتنافسان على «الدب الذهبي» في مهرجان برلين

نديم جرجورة/ برلين

قبل أيام قليلة على انتهاء الدورة الستين لمهرجان برلين السينمائي (برليناله) مساء غد السبت، عُرض فيلمان اثنان متشابهان في اختيارهما موضوعاً واحداً هو الإسلام، بعيداً عن الكليشيهات الغربية المعتادة، والمنطلقة بُعيد الاعتداء الإرهابي الشهير على الولايات المتحدّة في الحادي عشر من أيلول 2001. والفيلمان يتنافسان على الجائزة الأولى (الدب الذهبي) في المسابقة الرسمية، ويتشاركان في همّ إنساني وواقع ثقافي وحياتي، على الرغم من الاختلاف الواضح والشديد بينهما على مستوى المعالجة الدرامية. ذلك أن برهان قوربان، الأفغاني الأصل الألماني الولادة والجنسية، توغّل في أعماق البيئة الإسلامية المقيمة في برلين، باحثاً في التمزّق الحاصل داخلها، في فيلمه الجديد «شهادة». بينما رسمت البوسنية ياسميلا جبانيك، في «على درب الهداية»، عالماً معقّداً ومتداخلاً أقام فيه مسلمون مختلفو الأهواء والأمزجة والسلوك والعيش، بلغة نابضة بتشريح درامي قاس للمصائر التي يعاني الناس تداعياتها واختباراتها.

ليس الإسلام كدين موضع تحليل أو مساءلة في هذين الفيلمين، بل الحياة العامة لمسلمين وجدوا أنفسهم في بؤرة الصراع الذاتي بين وقائع يومية وتبدّلات ثقافية واجتماعية فرضت على الجميع خيارات مختلفة. لم يذهب المخرجان إلى حدود الإدانة المباشرة أو الاتهام المسبق، لأنهما اعتمدا أسلوباً واقعياً في معاينة المسار المفروض على أناس، يتنازعون بينهم وبين أنفسهم أولاً، وبينهم وبين البعض ثانياً. لكن معاينة المسارات أفضت إلى قراءة حسّية وميدانية لشرائح من «المجتمعات» الإسلامية الغربية، في زمن التحوّل الكبير الذي ضرب العالم برمّته مطلع القرن الواحد والعشرين هذا. وإذا بدا الفيلمان متقاربين في تبيان معالم التحوّل الخاصّ بالمجتمعات تلك، فإنهما ارتكزا على حكايات أفراد يعانون ويتألمون ويواجهون ويستسلمون ويتصارعون ويتواجهون، من دون التغاضي عن أنهم يواجهون شياطينهم الداخلية أيضاً، على الرغم من أن بعضهم ملتزم إيماناً وممارسة دينية صارمة وثابتة، وبعضهم الثاني منفضّ عن هذا الالتزام ومنسجم مع خياره باعتماد نمط آخر من العيش، وبعضهم الثالث مرتبك في علاقاته الملتبسة مع الذات والآخر والأفكار والأنماط المستخدمة في يومياته المثقلة بالأسئلة المتشابكة، والمتعلّقة بالهوية والدين والانتماء الاجتماعي والمناخ الثقافي والمشاعر.

إلى ذلك، يُمكن القول إن «شهادة» و«على درب الهداية» اختزلا المسألة كلّها بالقول إن المسلمين ليسوا جميعهم إرهابيين، وإن لديهم مشاكلهم الداخلية كأناس عاديين، وإنهم مقبلون على الحياة وسط انكسارات وخيبات جمّة، تحاصرهم في مغترباتهم ومنافيهم الغربية (شهادة)، أو في بلدانهم المفتوحة على حروب طائفية ونزاعات جغرافية وإثنية لا تنتهي (على درب الهداية).

فيلمان جميلان، شكلاً ومضموناً، واقعيان وحادّان في سرد جوانب حقيقية من الحياة اليومية، لأناس مشحونين بالخيبات والقسوة والانقلابات المدمِّرة.

السفير اللبنانية في

18/02/2010

 
 

مخرج إيراني:

الناس يصبحون قنابل موقوتة في غياب الحرية 

برلين- قال المخرج والممثل الايراني رافي بيتز إن من السخف اعتقاد أن من الممكن منع حرية التعبير بعد أن حرم مخرج إيراني آخر من السفر إلى ألمانيا لحضور مهرجان برلين السينمائي.

وقال المسؤولون عن تنظيم المهرجان إن إيران حظرت سفر المخرج المشهور جعفر بناهي الذي فاز بالعديد من الجوائز العالمية ومنها الجائزة الأولى في مهرجان البندقية السينمائي عن فيلمه "الدائرة" عام 2000.

وذكر بيتز في مؤتمر صحفي في معرض حديثه عن فيلمه "شيكارشي" أنه يؤمن بحرية التعبير وأن بناهي كان ينبغي أن يكون في برلين.

وقال بيتز للصحفيين "أعتقد أن من العدل أن يكون هنا وأعتقد أن من السخف أن تظنوا أن بوسعكم منع الناس من أن يقولوا ما يعتقدون".

ويتطرق كل من "شيكارشي" والفيلم الوثائقي "أحمر وأبيض والأخضر" للمخرج نادر داودي الذي عرض أيضا في المهرجان إلى موضوع الاحتجاجات التي أعقبت انتخابات الرئاسة الايرانية التي أثارت نتائجها الجدل العام الماضي.

وقال بيتز "لا أعتقد أن أي انتخابات تستحق سلب حياة أي إنسان.. لا أعتقد ذلك... الأمر معقد، ليته كان سهلا، إنه معقد للغاية.. وما يقلقني حقا بخصوص بلدي هو الكراهية.. هي سهلة جدا. من السهل جدا أن تكره طرفا أو الآخر.. كيف يمكن أن يكون هذا مفيدا على أي نحو؟ الكراهية لم تحل أي شيء قط، وعندما أرى ما يجري اليوم أقول لنفسي هل يحاولون زيادة الأمر سوءا.. بعد انتهاء كل ما يحدث في بلادي سيتعين على الناس أن يجلسوا ويتبادلوا الحديث".

ويحكي فيلم "شيكارشي" قصة رجل قتلت زوجته في تبادل لإطلاق النار بين الشرطة ومحتجين في طهران. ويطلق الرجل النار من بندقيته على اثنين من أفراد الشرطة مدفوعا بحزن شديد ورغبة عارمة في أي نوع من الانتقام.

وتطارده الشرطة في غابة وتقبض عليه ثم يضل الجميع الطريق ويتعرضون لسلسلة متصاعدة من الاعتداءات فيصعب التمييز بين الأخيار والاشرار.

وذكر بيتز الذي أخرج الفيلم ومثل دور البطولة فيه أنه أراد تصوير ما حدث عندما تعرض الناس للقمع ودفعوا إلى حافة الهاوية.

وقال "إذا كنت مقهورا ولا تستطيع أن تعيش الحياة على أفضل وجه وإذا كنت لا تستطيع أن تعبر عن مشاعرك بسبب الموقف الذي تعيشه وإذا كنت لا تستطيع أن تعبر عنه وتصرخ به فمن المرجح أن يحدث شيء غير مرغوب. أنت تصبح إذن قنبلة موقوتة. ولو كانت شخصيتي -في الفيلم- استطاعت البكاء أو الصراخ أو ضرب أحد ما لما قتلت أحدا".

وأضاف "ينبغي أن يعرض في ايران لذلك سوف أناضل لكي يعرض في ايران.، ولكن السؤال هو كم سيستغرق الأمر.. لكني أريد من كل قلبي أن يعرض في إيران.. عندئذ سأكون سعيدا وحققت ما أردت أن أفعله عندما أخرجت الفيلم. لكن عندما أقول إنه لأنني أشعر أنك عندما تصنع فيلما يتصدى لمثل هذه القضايا فأنت لا تصنعه من أجل إمتاع الجمهور بل تصنعه لدفع الجمهور إلى التفكير ومن أجل النقاش مع الجمهور فهذا عندي هو جوهر الأمر برمته ولذلك.. سيعرض في ايران.. أنا مؤمن بذلك".

وذكر ديتر كوسليك مدير مهرجان برلين أنه لا يزال يأمل أن يتمكن بناهي من الحضور إلى ألمانيا.

وقال "هذا عار.. لقد فاز بالدب الفضي ذات مرة وهو مخرج مشهور.. سيكون أمرا رائعا لو تمكن بانهي بانهي من اللحاق بنا. يستطيع الحضور يوم السبت.. لا يهم.. الأهم هو أن يحضر".

العرب أنلاين في

19/02/2010

 
 

ازدهار السينما الألمانية رغم الأزمة الأزمة الاقتصادية

الكاتب: زيلكي بارتليك/ عارف جابو

مراجعة: عبده جميل المخلافي

يعرض على هامش الدورة الستين لمهرجان برلين السينمائي نحو 400 فيلم منها 91 فيلماً ألمانيا ما يدعو إلى التساؤل عما إذا كان الفيلم الألماني يحقق نجاحاً مميزاً؟ وما هو حال السينما الألمانية بعيداً عن المهرجان وأضوائه وجوائزه.

ذهب الكثير من عشاق الفن السابع لمشاهدة الأفلام في صالات السينما نظراً للجو المميز هناك والذي يحقق لهم المزيد من المتعة، كما أن جمهور السينما في ألمانيا أكبر بكثير من جمهور المسرح، والكثيرون يفضلون الذهاب إلى السينما على قضاء أوقات فراغهم في أماكن أخرى مثل المطاعم والبارات.

الدعم الحكومي يساهم في ازدهار السينما

باعت صالات السينما في ألمانيا العام الماضي 146 مليون بطاقة، وهو أكثر مما باعته عام 2008، والسبب في زيادة عدد زوار السينما في ألمانيا حسب رأي ديتر كوسليك، مدير مهرجان برلين السينمائي، يعود إلى زيادة إقبال الجمهور على الأفلام التي تصور بتقنية البعد الثالث 3D مثل فيلم آفاتار، ويضيف كوسليك: "لقد عاد الناس إلى السينما، فهذا الفيلم لا يمكن أن يشاهد إلا في السينما. والسبب الآخر في الحقيقة وحسب ما تشير إليه الإحصائيات خلال مائة عام مضت من تاريخ السينما، يعود إلى أن الناس يذهبون إلى السينما خلال فترات الأزمات أكثر من الأوقات العادية".

كما أن السينما فاجأت الجمهور خلال الأزمة الاقتصادية بعدد من الأفلام والعروض المتنوعة، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج السينمائي في ألمانيا، وزيادة إقبال جمهور الفن السابع على الأفلام الألمانية كما تقول كريستيني بيرغ، مديرة مشروع صندوق دعم الفيلم الألماني الذي أنشأته الحكومة قبل ثلاثة أعوام بميزانية سنوية تبلغ 60 مليون يورو لدعم قطاع السينما في ألمانيا والإنتاج الدولي المشترك. وقد استفاد خلال العام الماضي من هذا الصندوق 76 فيلماً روائياً و24 فيلماً وثائقياً و4 أفلام للصور المتحركة، وتضيف بيرغ: "لدينا مجموعة كاملة حققت النجاح، والسبب يعود إلى توفر الأموال، ما يشجع المنتجين على استخدام مواد جديدة، ولدينا مخرجون مبدعون حصلوا بدورهم على الدعم".

تفاؤل بمستقبل أفضل  

كما أن الأفلام الألمانية أصبحت تحقق المزيد من النجاح عالمياً، وآخر الأمثلة على ذلك فيلم "أوغاد مشينون" للمخرج كينتين تراتينوس وبطولة الألماني كريستوف فالتس الذي حصل على جائزة غلوب الذهبية، وترشيح فيلم "الشريط الأبيض" لميشائيل هانيكيس لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي غير ناطق بالانكليزية. وقد لاقى هذان الفيلمان رواجاً كبيراً ومازال جمهور الفن السابع يتدفق على صالات السينما لمشاهدتهما. كما كانت هناك أفلام ألمانية أخرى حققت نجاحاً كبيراً العام الماضي مثل فيلم الدراما التاريخية " Die Päpstin دي بيبستين" الذي يحكي قصة امرأة أصبحت بابا الفاتيكان في القرن التاسع.

أما يوهانيس كلينغشبورن، مدير اتحاد موزعي الأفلام في ألمانيا، فإنه سعيد بما حققته السينما الألمانية العام الماضي من أرباح تجاوزت 250 مليون يورو، وبذلك يكون قطاع السينما في المنايا قد حقق ربحاً جيداً رغم الأزمة الاقتصادية العالمية التي تركت آثاراً واضحة على الاقتصاد الألماني. كما أن منافسة أفلام مثل:"Der Räuber السارق" و"Shahada- شهادة" على جوائز الدورة الستين لمهرجان برلين السينمائي- البرليناله يدعو إلى التفاؤل بمستقبل السينما الألمانية وتحقيقها المزيد من النجاحات.

مؤسسة دويتشه فيله في

20/02/2010

 
 

اختتام مهرجان برلين السينمائي الـ60

فوز الفيلم التركي "عسل" بجائزة الدب الذهبي

صالح كاظم من برلين

بعد فترة من الترقب والقلق أعلنت لجنة التحكيم لمهرجان برلين نتائج المنافسة التي جرت بين 22 فلما على الجائزتين الرئيسيتين الدب الذهبي والدب الفضي، وبينما جاء حصول الفلم التركي "عسل على الدب الذهبي بصفته أفضل الأفلام التي شاركت في المسابقة، كان حصول الفلم الروماني "إذا أردت أن أصفر فسأصفر" على جائزة الدب الفضي مفاجئا، حيث كانت التوقعات تتجه الى أن تمنح هذه الجائزة للفلم الياباني كاتر بيلار. كما قررت لجنة التحكيم أن تمنح جائزة الدب الذهبي لأفضل مخرج لرومان بولانسكي على فلمه "غوست رايتر – الكاتب الخفي". وحصلت ممثلة الدور الرئيسي في فلم "كاتربيلار" على الدب الذهبي كأفضل ممثلة، وأستلم الممثل الروسي جورجي دوبريغين الدب الفضي كأفصل بالمناصفة مع سيرجي بوسكيباليس على دوريهما في فلم "كيف قضيت هذا الصيف"، أما الدب الفضي لآفضل كاميرا فكان من نصيب المصورالروسي بافيل كوستوماروف "كيف قضيت هذا الصيف". وحصل الفلم الذي أفتتح به المهرجان "منفصلون سوية" على الدب الفضي لأفضل سيناريو. وأثناء إستلامه للجائزة اكد المخرج التركي سميح قبلان أوغلو على أن حصوله على هذه الجائزة ربما سيكون حافزا للرأي العام لمتابعة التطورات الخطيرة التي تجري في المنطقة الني جرى تصوير الفلم فيها، حيث توجد هناك لبناء مفاعلات لإمناج الطاقة في هذه المنطقة، مما سيؤدي الى آثار مدمرة على البيئة.

قبل توزيع الجوائز هيمنت العديد من الإشاعات والتصورات على أجواء المهرجان فيما يتعلق بتوزيعها، في الوقت الذي تابعت فيه هيأة التحكيم سياسة التكتم فيما يتعلق بالنقاشات التي كانت تجري بين أعضائها وراء الكواليس، علما بأنه كان هناك شبه إجماع من قبل النقاد الألمان على أهلية الفلم التركي-الألماني "عسل" للحصول على الدب الذهبي. وكما ذكرت في مكان آخر فأن أحد الأفلام التي كانت تقود قائمة الأفلام المرشحة للحصول على أحدى جوائز المهرجان هو "غوست رايتر- الكاتب الخفي" لرومان بولانسكي، رغم ما وجه له من إنتقادات بسبب عدم وضوح رسالته السياسية، حيث أن هذا الفلم الذي يدور للوهلة الأولى حول موضوع سياسي حيوي (حرب العراق وآثارها على السياسة البريطانية) يقودنا في نهايته الى متاهات سيكولوجية، ربما تعودنا عليها في أعمال سابقة للمخرج، إلا أنها تقف –ربما لهذا السبب بالذات- على الضد من الميل للتبسيط السياسي في معالجة مواضيع من هذا النوع وفق ما يتلاءم مع سايكولوجية النقاد.

أما الفلم الإيراني – الألماني المشترك "زمن الغضب" فلم يكن مقدرا له الحصول على إحدى جوائز المهرجان، رغم توقعات عدد كبير من النقاد بأن يجد له موقعا مميزا بين الأفلام المتنافسة على الجوائز.

الفلم الآخر الذي جرى الحديث عنه كمرشح لجائزة المهرجان هو "كاتربيلار" الياباني، وهو فلم يدور عن ضابط عائد من الحرب اليابانية-الصينية الأخيرة بعد أن فقد ذراعيه وساقيه ليحصل على أوسمة تكريمية من قبل السلطات، وبعد عودته الى القرية تتجه أنظار سكان القرية الى زوجته، التي يتوجب عليها من وجهة النظر التقليدية رعاية زوجها سيرا على مبادئ الإخلاص للقيصر والبلاد.

رغم تميز مواضيع الأفلام المذكرة اعلاه وتنوع أساليب معالجتها من قبل العاملين فيها، غير أن حصول  "عسل" على جائزة الدب الذهبي جاء متطابقا مع الرأي السائد بين النقاد، وذلك رغم وجود العديد من المآخذ  عليه، خاصة فيما يتعلق برتابة بعض المشاهد وضياع الكاميرا في متاهات الطبيعة الساحرة في شمال الأناضول. هنا عرض موجز للفلم:

بال - عسل

المخرج التركي سميح قبلان أوغلو يعتبر واحدا من السينمائيين الموهوبين الذين برزوا في السنوات الأخيرة من خلال مساهماتهم الطليعية في صناعة السينما التركية، وقد عرف عنه منذ بداياته توجهه نحو تقديم أعمال متميزة من ناحية الموضوع والعلاج الفني، واكد هذا من خلال تقديم عمل يشمل ثلاث مراحل من حياة شاعر تركي "يوسف" يعود الى بلده بعد سنوات طويلة قضاها في الغربة ليستكشف زوايا الماضي الذي أصبح مع مرور الزمن على مساحة منه. وقد لفت المخرج منذ الفلم الأول الذي يعتبر الجزء الأول من هذه الثلاثية "يورموتا – بيضة" أنظار النقاد والجمهور في مهرجان كان، وأستطاع بعد أقل من عام أن يفاجأ جمهور مهرجان البندقية بالجزء الثاني من الثلاثية " سوت - حليب"، ليأتي هذا العام الى مهرجان برلين بالجزء الثالث "بال - عسل" الذي يعتبر لحد الآن من ضمن الأفلام الأكثر حظا في الحصول على واحد من دببة برلين، وربما "الدب الذهبي". بعد أن عالج المخرج في الجزئين السابقين من الفلم مرحلتي النضوج والصبى لبطل الفلم يوسف، يعود في فلمه الثالث الى طفولة البطل المولود في قرية أناضولية وسط عائلة فقيرة تعتاش من تربية النحل والدواجن، تقع في منطقة محاطة بالغابات، يشع منها سحر الطبيعة. وفي الوقت الذي يتابع فيه المخرج معاناة بطله المنطوي على نفسه في المدرسة ومن معاملة التلاميذ المحيطين له، يجد مربو النحل ومن ضمنهم والد يوسف أنفسهم بمواجهة عاهة تصيب النحل وتقتل أعدادا كبيرة منه، مما يدفع والد يوسف الى البحث عن موقع بعيد في المرتفعات لينصب فيه أعشاشا خاصة به لتربية النحل. غير أن الأب لا يعود من هذه الرحلة، مما يدفع الصبي يوسف لشد رحاله بحثا عن ابيه وسط الغابات وفي شعاب الجبال. يقودنا الفلم من خلال أجواء شاعرية وسط غابات شمال الأناضول دون أن يحاول كشف مدلولات الطبيعة التي تضع المشاهد بمواجهتها مثل أحداث مبهمة، تكشف بين وقت وآخر عن سحر باهر يلغي، ولو للحظات، حالة الصحو الذهني التي عودتنا عليها حياة المدن، غير أن هذا يحصل دون أن يضعنا المخرج في متاهات الصراع بين ما يسمي بـ "سحر القرية" و"خراب المدينة"، وإنما من خلال لمسات تذكرنا بالرسم. ولكون الفلم يعتمد بالدرجة الأولى على الإنطباع الذي تتركه الصور، فأنه يبتعد عن الحدث الدرامي ويختزل اللغة الى حد كبير، بحيث تبدو الحوارات أمرا عابرا وسط بحر من المشاهد البطيئة التي تحفز مخيلة المشاهد، تلاحقه بعد مغادرة قاعة العرض. ولا شك بأن ما ورد على لسان المخرج في مقابلة أجراها معه موقع Critic الألكتروني (12.01.2010) حول فلمه الأول بأنه نادرا ما يستخدم المونتاج، وذلك بهدف "الحفاظ على نقاء المشهد بلا قطع، لكي يشاركني المشاهد في الشعور بهذه اللحظة وأن يكون حاضرا فيها. أعرف أن هذا يكون مملا بعض الأحيان." ينطبق بنفس الدرجة على فلمه الأخير. ورغم أن بطل الفلم هو طفل في السادسة من عمره، غير أنه من غير الممكن تصنيف هذا الفلم في إطار الأفلام التي تعالج الواقع من منظور الطفولة، وأنما هو فلم شاعري يرتدي فيه المخرج رداء الطفولة لكي يقترب من خلال ذلك من جوهر الأشياء الخفي الذي تفصلنا عنه مع تقدم السن تراكمات الذاكرة واللغة.  فوق هذا جاء إداء الطفل "بورا التاس" العفوي لدور يوسف ليغني الفلم من خلال موهبة إستثنائية في إيصال ما يعتمل في داخل يوسف من مشاعر أثناء رحلته وسط مصاعب الحياة اليومية وفي أحضان الطبيعة. لهذا فأنه ليس من المستغرب أن يعلن المخرج في مقابلة مع التلفزيون الألماني: "لولا بورا لما تمكنت من إنجاز الفلم.."

ومن الجدير بالذكر أن العديد من الأفلام التي عرضت أثناء المهرجان ووجهت بموجة عاصفة من الرفض من قبل النقد والجمهور ومن ضمنها الفلم الألماني "يود سوس- فلم بلا ضمير" الذي يعالج الظروف التي أحاطت بإنتاج الفلم النازي المعادي للسامية "يود سوس – اليهودي سوس" وكذلك فلم مارتين سكورزيزي الذي عرض خارج المنافسة وجاء حسب رأي بعض النقاد بعيدا عن النهج السينمائي لمخرجه.

قائمة الفائزين

- الاسد الذهبي لافضل فيلم: "عسل" للمخرج التركي سميح قبلان اوغلو

- الاسد الفضي - الجائزة الكبرى للجنة التحكيم: "اذا اردت ان اصفر، ساصفر" للمخرج الروماني فلوران سربان.

- الاسد الفضي لافضل مخرج: (الكاتب الخفي) الفرنسي البولندي اخراج رومان بولانسكي.

- الاسد الفضي لافضل ممثل: مناصفة للروسيين غريغوري دوبريغين وسيرغي بوسكيباليس عن دوريهما في "هاو اي اندد ذيس سامر" (كيف انهيت هذا الصيف) للمخرج الكسي بوبوغريبسكي.

- الاسد الفضي لافضل ممثلة: اليابانية شينوبو تيراجيما عن "كاتربيلار".

- جائزة افضل عمل اول: "سيب" للمخرج باباك نجفي (السويد).

- الاسد الذهبي لافضل فيلم قصير: "هاندلسي فيد بانك" لروبن اوستلاند (السويد).

- الاسد الفضي للفيلم القصير: "هايريدا" لشائي ميدزينسكي (اسرائيل).

- كاميرا البرليناد (جائزة فخرية): المخرج الياباني يوجي ياماما.

إيلاف في

20/02/2010

 
 

مخرج يخضع للإقامة الجبرية وينال جائزة أفضل مخرج

في "برلين السينمائي".. الدب الذهبي يلتهم "عسل" تركيا

القسم الثقافي  

منح مهرجان برلين السينمائي، مساء السبت جائزة الدب الذهبي للفيلم التركي (عسل)، ولم يتردد في تكريم المخرج الفرنسي البولندي رومان بولانسكي الذي يخضع لإقامة جبرية في سويسرا، بمنح فيلمه (الكاتب الخفي) جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج.

وكان مهرجان برلين قد منح بولانسكي جائزة الدب الذهبي في 1966 بعد سنة من منحه الجائزة الخاصة للجنة التحكيم.

وقال سارد مازحا عند تسلمه الجائزة باسم بولانسكي: آسف لعدم وجوده معنا هذا المساء لكنه قال لي إنه لن يأتي في كل الأحوال؛ لأن المرة الأخيرة التي توجه فيها إلى مهرجان وجد نفسه في السجن.

فيلم (الكاتب الخفي) مقتبس من رواية لروبرت هاريس حول رجل مستوحى في شخصيته من رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي يلعب دوره الممثل بيرس بروسنان.

وطغى تكريم بولانسكي -مخرج فيلم (عازف البيانو) الذي حصل على ثلاث جوائز أوسكار بينها جائزة أفضل مخرج في 2003- على جائزة الدب الذهبي 2010 التي منحت إلى فيلم تركي للمرة الأولى منذ 1964 عندما فاز بها فيلم (صيف بلا مياه) لإسماعيل متين.

بيض وحليب وعسل

ويرسم فيلم (عسل) صورة طفل يكشف له والده المزارع أسرار الطبيعة، وقال سميح قبلان أوغلو (46 عاما) -خلال تسلمه الجائزة من رئيس لجنة التحكيم-: "من الواضح أن الدببة تحب العسل".

وأضاف: "قمنا بالتصوير في منطقة رائعة فيها مناظر جميلة يمكن أن تدمر؛ لأن محطات لتوليد الكهرباء ستبنى فيها، معبرا عن أمله في أن تساهم هذه الجائزة في حماية البيئة هناك".

ويروي الفيلم -الذي صور على سواحل البحر الأسود في جنوب شرق القوقاز- قصة يوسف (يقوم بدوره بوراس التاس) الذي يبلغ من العمر سبع سنوات، ويحلم بأن والده مربي النحل توفي.

و(عسل) يكمل فيلمين سابقين بعنوان (بيض) (2007) و(حليب) (2008) لقبلان أوغلو، يتحدثان أيضا عن العلاقة الروحية بين البشر والطبيعة.

وفازت اليابانية شينوبو تيراجيما التي تبلغ من العمر 37 عاما بجائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة لدورها في فيلم (كاتربيلار) للمخرج كوجي واكاماتسو.

ومنح الروسيان غريغوري دوبريغين (23 عاما) وسيرغي بوسكيباليس (43 عاما) بجائزة الدب الفضي لأفضل فيلم مناصفة لدورهما في (كيف أنهيت هذا الصيف) فيلم التشويق للمخرج ألكسي بوبوغريبسكي الذي منح أيضا جائزة الصورة.

وحصل فيلم يروي قصة منحرف في دار للإصلاح بعنوان (إذا أردت أن أصفر فسأصفر) للروماني فلوران سيربان الجائزة الكبرى للجنة التحكيم وجائزة الفرد بوير الخاصة بتشجيع الإبداع.

وكان قد تنافس على جوائز الدب الألمانية 20 فيلما طويلا اشتركوا في المسابقة الرسمية.

الوثائقي وجائزة السلام

أما فيما يخص الأفلام الوثائقية فقد فاز فيلم (أرض النفايات) الذي يدور حول أكبر مستودع نفايات في العالم بجائزة الجمهور بقسم بانوراما لمهرجان برلين.

ويدور فيلم المخرجة البريطانية لوسي ووالكر حول تصوير الفنان البرازيلي فيك مونيز للمواطنين وهم يحاولون إعادة تدوير مواد مكب نفايات على مشارف مدينة ريو دي جانيرو.

كان الفيلم قد فاز أيضا الشهر الماضي بجائزة الجمهور في مسابقة السينما الوثائقية العالمية بمهرجان صندانس السينمائي.

واستطلعت إدارة مهرجان برلين السينمائي آراء جمهور المشاهدين لأفلام النسخة الستين من المهرجان لمعرفة فيلمهم المفضل من بين 54 فيلما عرضت في قسم بانوراما، وبلغ عدد المستطلعة آراؤهم 22 ألف شخص.

وفي الوقت نفسه، أعلن مهرجان برلين السينمائي الدولي أن فيلم (أرض النفايات) وفيلم (ابن بابل) للمخرج العراقي المولد محمد الدارجي اقتسما جائزة منظمة العفو الدولية للأفلام.

وهي المرة الأولى التي يتم فيها تسليم جائزة العفو الدولية لفيلمين في مهرجان برلين الدولي.

ويروي فيلم (ابن بابل), الذي فاز أيضا بجائزة السلام بالمهرجان, قصة طفل وجدته يخرجان في رحلة عبر مناطق العراق الذي مزقته الحرب بحثا عن والده.

إسلام أنلاين في

21/02/2010

 
 

الأفلام المتميزة سمة دورة "برلين" الـ 60

صراع القصة والشخصيات يحدد وجهة الفيلم

محمد رُضا

كما هو منتظر منها، حوت الدورة الستين من مهرجان برلين السينمائي الدولي التي تنهي اليوم عدداً كبيراً من الأفلام التي تنشد التميّز عن أفلام السينما السائدة بنوعياتها وفنونها وطروحاتها الثقافية المختلفة .  هذا التميّز بات تحصيلاً حاصلاً وأمراً متوقعاً في المهرجانات السينمائية المختلفة، والا لما كانت هناك حاجة لمعظمها الكاسح .

مهرجانات السينما لا تُنجز وتنفّذ لكي تحتفي بالسينما السائدة أمريكية كانت أو فرنسية او مصرية او ايطالية او يابانية، بل لكي توفّر الفرصة أمام الأفلام ذات القيم والعناصر الفنية والفكرية البديلة لدرجة التناقض عن السائد لكي تُعرض وتنطلق على شاشات مخصصة لها  وذلك بهدف تعاطي ونشر ما فيها من قيم . كما توفّر، في المقابل، الفرصة أمام الجمهور الكبير لمتابعتها في ذات المهرجان أو لاحقاً حين توزيع هذه الأفلام حتى ولو في دول معدودة او على نطاق ضيّق .

في سبيل ذلك، تُنفق المهرجانات السينمائية الدولية أموالاً باهظة في سبيل تأدية دوريها المذكورين . صحيح أن لها مآرب أخرى (تنمية اقتصادية وسياحية للبعض او اعلامية اعلانية للبعض الآخر) لكن هذا ليس السبب الذي من أجله تُقام المهرجانات تباعاً ولا السبب الذي يجعل من بعضها متقدّماً بأشواط كبيرة على الآخر من حيث نجاحها في استقطاب الأفلام الجيّدة قبل سواها .

ينبثق الفيلم المختلف من السبب الذي من أجله يكتب السيناريست المادّة والسبب الذي من أجله يقوم المخرج بالوقوف أمام الكاميرا والمنتج بتمويل الفيلم مباشرة او من خلال علاقته المثمرة مع شركة التوزيع . انها حالة ابداعية منسجمة يؤمن من يشترك فيها بأن السينما ليست حالة استعراضية لمصلحة ماديّة تأتي في المقام الأول، بل وضعاً فنياً وثقافياً وانسانياً العالم بحاجة اليه كما هؤلاء المساهمون في توفيره لأنه تعبير عن مواقف  تسكنهم . ومنذ أن يبدأ كاتب السيناريو، الذي قد يكون المخرج نفسه، يضع هذا الطرف الأول من صانعي الفيلم نفسه في أتون الوضع الذي يود طرحه ناسجاً الفيلم الذي سنراه . كونه يحمل فوق كتفيه رأساً مشبعاً بالأفكار المختلفة التي يدرك أن وجهتها لن تكون استهلاكية  يجعل العمل قابلاً للتميّز سريعاً عن الفيلم الآخر الذي ينطلق كتاب ومنتجون ومخرجون لتقديمه نحو الجمهور العريض .

الفاصل التعبيري هو كيفية معالجة الفكرة، ففي السينما السائدة تتقدّم القصّة على الشخصيات والطروحات، في حين تتقدّم الشخصيات والطروحات، نفسية، اجتماعية، ثقافية الخ . . . على القصّة بالنسبة للسينما الفنية وتصبح هي السبب في انتاج الفيلم . كون المشاهد السائد هو مشاهد القصّة التي تلبّي الحاجة لمشاهدة سياق من الأفكار المرتّبة على نحو يؤمّن الرضا واشباع التوقّعات الحسيّة المباشرة التي تدفع بملايين الناس كل يوم لدخول صالات السينما، فان سينما القصّة هي التي تتقدّم سينما الموضوع نجاحاً . وكمثال يمكن معالجة فيلم “حافة الظلام” المعروض حالياً كقصّة سينمائية محافظة على تقاليد العلاقة بين السينما وجمهورها، على نحو مختلف مع احتمال التضحية بتلك العلاقة، كأن يصبح الحديث أكثر عن تلك الرسالة التي تخللته: وجود فساد في الادارة السياسية الأمريكية تسمح لوجود مؤسسات تصنع الأسلحة لبيعها لأعداء تلك الادارة مع ما يخرج من هذا الطرح من اسئلة أخرى . لكن، وبما أن الفيلم مصنوع حسب التقليد فان عليه وضع بطله (ميل جيبسون) في صدارة الحدث دائماً وابراز عامل الانتقام الفردي (بعد أن قتل مجهولون ابنته) كمفتاح للفيلم بأسره .

في فيلم رومان بولانسكي الأخير “الكاتب الشبح” محاولة لدمج الناحيتين الى حد أكبر .  من ناحية هو فيلم قصصي في الدرجة الأولى معالج بالتركيز على النواحي اللغزية والتشويقية، ومن ناحية أخرى يحاول أن يعكس وضعية المخرج الذاتية برغبة تمييزه عن الفيلم الآخر الذي قد تنتجه هوليوود . مثل الكثير من المحاولات السابقة فان محاولة الصيد في سينما القصّة وسينما النوع معاً تنتهي لتغليب الجانب الأول ويقلل من قيمة الحسنات الفنية المأمولة .

كذلك نجد نزوعاً لطغيان اسم المخرج على المادّة لتقديم فيلم تجاري مميّز بأسلوبية المخرج الخاصّة في فيلم زانغ ييمو الجديد “امرأة، مسدّس ودكان نودلز” حيث تم التنازل عن المطلق الفني في سبيل مزج بين الأسلوب التعبيري والفيلم القادر للوصول على الجمهور العريض .

وفي حين أن هذا التمازج موجود اليوم كحل وسط، الا أن معظم ما ينتج على أساس أنه فيلم فني وخاص، يحتفظ بقواعده التي تنص، لجانب بحثه في الشخصية رفع شأن الموضوع الناقل لما تعايشه تلك الشخصيات من أوضاع . بالتالي هي مقالات ودراسات في مواضيعها تحاول أن ترصد حالة حياة عامة حتى ولو أسندت القيادة الى فرد في المجموعة .

انتاجياً، فان هذه السينما لديها طقوسها الخاصّة أيضاً . المنتجون يحاولون تأمين شروط بديلة لجمهور معظمه غائب والعديد من هذه الأفلام تنجح في تأمين ايرادات مرتفعة لن تكون بحجم “أفاتار” لكنها كافية لاستمرار عجلة الانتاج وتحويل المبدع الى صاحب رسالة عليه ايصالها عبر هذه الأعمال المتميّزة .

الخليج الإماراتية في

21/02/2010

 
 

وأعادت «برلين» الاعتبار إلى رومان بولانسكي

برلين ـــ زياد عبد الله

صاحب «الكاتب الشبح» كان الحاضر ــ الغائب في الـ«برلينالي». ولم تستسلم الدورة الستون، التي ترأسها السينمائي فيرنر هيرتزوغ، لإغراءات مواضيع كالإسلام والإرهاب... بل توّجت التركي سميح قبلان أوغلو عن فيلمه «عسل»

أول من أمس، كان المزاج سينمائياً خالصاً في برلين، حيث أسدل الستار على المهرجان الشهير. لقد مُنحت جائزة «الدب الذهبي» (لأفضل فيلم) لمَن استحقّها فعلاً. إنّه «عسل»، جديد التركي سميح قبلان أوغلو. هكذا استسلم فيرنر هيرتزوغ وأعضاء لجنة تحكيم الدورة الستين من «مهرجان برلين السينمائي» لسحر الشريط التركي الذي يحكي ـــــ بلغة بصريّة ومشهديّة بديعة ـــــ قصّة الطفل يوسف (أداء مميّز لبورا أطلس) الذي يهمس في أذن والده يعقوب، ولا ينطق بحرف واحد مع غيره.

بلقطة طويلة، يبدأ فيلم أوغلو مصوّراً يعقوب الباحث عن العسل، ثم سرعان ما تفارقه الكاميرا وهو معلّق على غصن شجرة بين الأرض والسماء، لتمضي مع ابنه يوسف الذي يخبر والده بحلم رآه. يطلب منه والده أن يهمس به له، لأن الأحلام تهمس، وألا يخبر أحداً عن هذا الحلم. وبناءً عليه، لا يخاطب يوسف والده إلا همساً، ويرافقه في بحثه عن العسل. وحين يمضي إلى المدرسة، فإنه ينطلق برفقة النسر الذي يربّيه والده. في المدرسة، يعجز يوسف عن القراءة. إنه وحيد دائماً، لا يلعب ولا يجد حريته وفرحه إلا مع والده.

«عسل» الذي يستكمل فيه أوغلو ثلاثية بدأها بـ«حليب» ثم «بيض»، لا ينفصل عن منجز السينما التركية وحساسيتها، يُشغل باللقطات وعوالم يوسف الطفولية، من دون أن يبعده ذلك عن تقديم بانوراما بيئية واجتماعية للحياة المحيطة بالشخصيّات.

واللافت هذه المرّة أنّ نتائج الدورة الستين لم تنجر وراء مواضيع ساخنة حملتها أفلام المسابقة، وتناولت الإسلام في أوروبا مثلاً، ولا وراء ركاكة «البروباغندا» السياسية المقنَّعة التي حملها الفيلم الإيراني «الصياد» لرفيع بيتس. حضر الإسلام فاقعاً بوصفه موضوعاً في الفيلم الألماني «شهادة» لبرهان قرباني. يمضي الشريط خلف ثلاث شخصيات ألمانية من أصول تركية والصراعات التي يعيشونها بين الحياة الألمانية والقيم الإسلامية... لدينا سامي المواظب على الصلاة والصيام، ومشاعره الجنسية المثلية، ومريم التي تجهض، وهي ابنة رجل دين متنوّر يجد في الحب قيمة كبرى. لكنّ ابنته تنقلب عليه عبر تبنّيها مواقف متطرّفة، ومعهما إسماعيل ضابط الشرطة الذي يقف الحب حائلاً بينه وبين واجباته المهنية.

وفي السياق نفسه، لكن ضمن منحى مغاير، حضر الفيلم البوسني «على المعبر»، الذي يقارب موضوع التطرف على خلفيّة الحرب الصربية. يجد عمار في الإسلام الوهابي خلاصاً من الكحول، فيما حبيبته لونا مصرّة على نمط حياتها المتطرّف أيضاً في إفراطها في الكحول، ما يقف على نقيض مما صار إليه عمار.

أما «الدب الفضي» (الجائزة الكبرى للجنة التحكيم) الذي كان من نصيب الفيلم الروماني «إذا أردتُ أن أصفر.. سأصفر مرتين»، فقد استحقه المخرج فلورن سربان بجدارة، ومعه أيضاً جائزة «ألفريد باور» مؤسس البرلينالي. ولا شك في أنّ هذا التتويج يمثّل دفعة كبيرة لهذا المخرج الذي اتخذ من السجن مساحة لتقديم أحداث فيلمه، معتمداً على السجناء أنفسهم، وعلى الشخصية الرئيسية التي جسدها جورج بيستيرونو.

الفيلم الروسي «كيف أنهيتُ هذا الصيف» لألكسي بوبوغريبسكي، الذي نال جائزة أفضل تمثيل لكل من غريغوري دوبريغين وسيرغي بوسكيباليس، حمل عوالمه الخاصة. إذ يمضي إلى النائي والبعيد، متعقّباً حياة رجلين في مرصد جوي في أبعد نقطة في الكون، وبالتأكيد ستكون في القطب الشمالي. هنا، تصنع الدراما في هذا الفيلم من خلال نشوء تصارع بين الرجلين يأتي من جهات عدة، سواء كانت متعلقة بالبيئة المحيطة أو العزلة، أو تباين العمر بين الرجلين. هذه المجاورة تحكي قصّة جيلين: الأول عاش كل شيء على حقيقته، صارع وحارب وناضل، والجيل الثاني الذي يمثله الشاب، هو جيل غير مبال، يعيش حياة افتراضية، إما من خلال سماعتين في أذنيه أو لعبه على الكمبيوتر. الفيلم غني جداً. لحظة الصراع بين الرجلين تقوده إلى تصعيد مدروس بعناية. والبيئة تحضر بتفاصيلها، فنعيش الثلوج والبحر والعزلة وصوت الريح بدقة مفرطة.

جائزة التمثيل لغريغوري دوبريغين وسيرغي بوسكيباليس

وهذا الفيلم الروسي هو ثالث أهم الأعمال التي حملتها المسابقة، ما يؤكّد لنا أن الجوائز جاءت مفرطة في دقتها وحساسيتها. وهو الأمر الذي يمتد طبعاً ليطال رومان بولانسكي نفسه الذي خيّم طيفه بقوّة على المهرجان. حاز صاحب «شايناتاون» «وطفل روزماري» الأسد الفضّي (جائزة أفضل مخرج) عن فيلمه «الكاتب الشبح». وهكذا يكون السينمائي البولوني قد حصل على دعم كبير في قضية التحرّش الجنسي التي تلاحقه منذ عام 1977، والتي ما زال مُحتجزاً قيد الإقامة الجبرية في سويسرا بسببها. مساعد منتج الفيلم ألان ساردر تسلّم الجائزة عن بولانسكي، قائلاً: «عندما عبّرت عن أسفي لأنّه لن يكون معنا، قال لي: حتى لو كنت أستطيع، لما حضرت... لأنني في آخر مرة ذهبت فيها إلى مهرجان للحصول على جائزة، انتهى بي الأمر في السجن!» في إشارة إلى اعتقاله الحالي، إذ ألقي القبض على صاحب «عازف البيانو» عند وصوله إلى سويسرا، لتسلّم جائزة من «مهرجان زوريخ السينمائي».

«الكاتب الخفي» دراما سياسية مشوّقة ومحكمة، تتخذ موضوعها من رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، وفضيحته المتعلقة بالحرب على الإرهاب. أما الفيلم الياباني «فراشة»، فحصلت بطلته شينوبو تيراجيما على جائزة أفضل ممثلة، هي التي تجسد شخصية زوجة رجل عائد من الحرب، من دون ذراعين وساقين... وقد أطلق عليه لقب «إله الحرب» بعدما نال وساماً بهذا المسمّى من الإمبراطور. ولعل الفيلم الذي أخرجه كوجي واكاماتسو هو هجائية كبرى للحرب، لم تخل من ارتباك في أكثر من موضع، علماً بأن الشريط اعتمد على بنية مسرحية إلى حد بعيد. والأمر نفسه ينطبق على فيلم الافتتاح «منفصلان معاً» للصيني وانغ كوانان الذي نال جائزة أفضل سيناريو.

الأخبار اللبنانية في

22/02/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)