كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

المخرج داود عبد السيد يعود برسائل من البحر

الكاتبة: هبة الله إسماعيل- برلين

مراجعة: منى صالح

عن فيلم

رسائل البحر

   
 
 
 
 

عاد المخرج المصري داود عبد السيد بفيلمه "رسائل البحر" بعد توقف دام عدة سنوات. وعرض الفيلم في قسم التسويق الأوروبي للأفلام في إطار مهرجان السينما العالمي في برلين. وتزامن عرضه في برلين مع عرضه في دور السينما المصرية.

الوجوه الشابة صارت علامة من العلامات المتميزة في السينما المصرية الحديثة. ولم يعد اسم الممثل هو الذي يجذب الجمهور إلى شباك التذاكر،إنما قصة الفيلم وطريقة الإخراج هي التي باتت تفرض نفسها. وقد نجح المخرج المتميز داود عبد السيد في دفع نجوم شابة مثل آسر ياسين وبسمة لتمثيل قصة الفيلم التي هي غاية في العمق والحساسية. وقد اتخذ داود عبد السيد من الإسكندرية مسرحا لعرض التغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع المصري. فالإسكندرية كانت حتى قبل ثورة يوليو 1952 منارة للأجانب الذين أثروا الحياة الاقتصادية و الثقافية في هذه المدينة الساحلية، ثاني أكبر المدن المصرية، وهي الناحية التي يحاول المخرج  عبد السيد داود إبرازها  في كاميراته الرقيقة.

عودة للإخراج بعد توقف دام سبع سنوات

بطل الفيلم(يحيى)، الذي يلعب دوره الوجه الشاب آسر ياسين، يعاني من التلعثم في الكلام، ما يصعب عليه الحياة. وعلى الرغم من أنه أنهى دراسة الطب، فإن هذا الاضطراب الذي يعاني منه يُصعب عليه التواصل مع الآخرين، ما يدفعه بعد وفاة والده إلى العودة إلى مدينة الإسكندرية ليعمل صيادا ويبحث عن حبه القديم في هذه المدينة التي نشأ فيها. فهو يحب منذ أيام طفولته جارته الإيطالية كارلا.

لقد عاد المخرج المتألق داود عبد السيد في فيلمه الجديد "رسائل البحر"  بعد توقف طويل وبعد فيلمه "مواطن و مخبر و حرامي".  في فيلمه الجديد يظهر من خلال قصة حب رقيقة التغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع المصري. فحب يحيى لكارلا الإيطالية لا يدوم بعد اكتشافه أن لها ميولاً جنسية أخرى. والعنصر الأساسي الذي يرافقنا خلال الفيلم هو عشقه للموسيقى الكلاسيكية التي تجعله يقف بشكل شبه دائم أمام منزل عريق يستمع فيه إلى عزف شخص مجهول للموسيقى الكلاسيكية التي يعشقها . البطل يحيى يتعرف على (نوره) وتنشأ بينها علاقة حميمة على الرغم من أنها تحترف مهنة البغاء، أو هذا ما يظنه يحيى. وفي نهاية الفيلم يتضح أن نوره ليست كما يوحى لنا الفيلم في البداية.

 "رسائل البحر" يتطرق إلى الطبقات الاجتماعية الجديدة التي صارت تسود المجتمع المصري،  و يبدو هذا متمثلا في دور التاجر الذي يشتري البيت الذي يعيش فيه يحيى. فالتاجر يريد هدم المنزل العتيق الذي يمتازبطراز بنائه الراقي ليبني عوضا عنه شققا فاخرة جديدة، ويحاول إقناع يحيى، الساكن الوحيد الذي يصر على البقاء، بشتى الطرق لمغادرة الشقة من خلال الإغراءات المالية .

كاميرا دواود عبد السيد تكتشف الطاقات المدفونة

الفيلم الذي كان مرشحا له الفنان الراحل أحمد زكي ومن بعده خالد صالح ساهم في إبراز القدرات الفنية للممثل الشاب آسر ياسين الذي قام في الفترة الأخيرة بأدوار هامة في أفلام مثل (زي النهارده) و (الوعد). فكاميرا المخرج داود عبد السيد نجحت في تفجير العديد من الإمكانيات الموجودة في هذا الفنان الشاب  وأظهرته بشكل جديد على الجمهور. و بدا هذا أيضا واضحا بالنسبة للممثلة الشابة (بسمة)، فكاميرا المخرج كشفت الكثير من مواهب هذه الفنانة المتألقة. وبدا في ( رسائل البحر) اهتمام المخرج الشديد بالإضاءة والألوان والتفاصيل الدقيقة.

محاولة لدخول الأسواق الأوربية

الفيلم الذي عرض في قسم التسويق الأوربي للأفلام European Film Market(EFM) هو من ضمن ثلاثة  أفلام مصرية، تسعى شركة العربية للسينما إلى تسويقها، فقد عرضت الشركة أيضا فيلم (عصافير النيل ) للمخرج مجدي محمد علي من بطولة فتحي عبد الوهاب، و(المسافر) لأحمد ماهر الذي قام ببطولته عمر الشريف و خالد النبوي، وهو الفيلم الذي عرض في مهرجان البندقية الأخير إلى جانب فيلم (احكي يا شهرزاد) ليسرى نصر الله. وتقول السيدة سحر الشربيني مديرة المبيعات الدولية في شركة العربية للسينما في حديث خاص لموقعنا إنها تسعى من خلال تواجد الشركة للمرة الرابعة في المهرجان أن تنجح الأفلام المصرية في دخول الأسواق الأوربية بقوة "فهي بقدرتها على التنافس مع الأفلام العالميةلا تقل جودة عن الأفلام الأخرى، وتم إنتاجها وفقا للمعاير الدولية من حيث جودة الصوت و طباعة الأفلام" وتؤكد سحر الشربيني أن هذه المواصفات تسمح لهذه الأفلام بخوض المنافسة على صعيد دولي.

مؤسسة دوتشه فيله في

18/02/2010

 

آسر ياسين:

العمل مع عبد السيد فرصة عظيمة

القاهرة - فايزة هنداوي

على رغم أن انطلاقته الأولى كانت تلفزيونية في مسلسل {قلب حبيبة} مع المخرج خيري بشارة، إلا أنه نجح خلال فترة وجيزة في أن يصبح أحد أهم نجوم السينما المصرية بعد أفلام ناجحة عدة كان آخرها {رسائل البحر} للمخرج داود عبد السيد. إنه آسر ياسين الصاعد بقوة الى عالم النجومية.

عن الفيلم وتجربته مع عبد السيد كان اللقاء التالي.

·     كيف كانت ردة فعلك على اختيارك من المخرج داود عبد السيد لبطولة «رسائل البحر» الذي كان مرشّحاً له الممثل الراحل أحمد زكي؟

كان العمل مع عبد السيد أحد أحلامي الذي كنت أراه صعب التحقيق، لذلك كانت مفاجأة سارة جداً أن يختارني لبطولة أحد أفلامه، وهو شرف كبير بالنسبة الى أي فنان، خصوصاً أن الفنان الكبير أحمد زكي كان على وشك تصويره لولا القدر، إلا أنني تناسيت تماماً ذلك الأمر كي لا أتأثر سلباً، بل حضّرت للدور جيداً لأتمكن من أدائه بالشكل المناسب.

·         كيف حضّرت لشخصية «يحيى»، خصوصاً أنها تتلعثم أثناء الكلام؟

أول خطوة قمت بها هي التحدث مع اختصاصيي تخاطب، وأطفال ذوي احتياجات خاصة، ومرضى شُفيوا، ثم نصحني عبد السيد بتلقّي دروس تخاطب لأتمكن من معرفة مخارج الألفاظ والتحكّم بها بشكل جيد، وقد ساعدني ذلك بشدة في إتقان الدور مع التدريب الطويل لاختيار شكل اللعثمة لتكون مناسبة لطبيعة الشخصية.

علمنا أن عدداً من الفنانين رفضوا هذا الدور خشية لعنة عبد السيد التي تشبه لعنة يوسف شاهين كي لا يُحصروا في نوعية واحدة من الأفلام غير الجماهيرية؟

بصراحة، لا أعرف أسماء الفنانين الذين رفضوا الفيلم وإن كنت سعيداً بهذا الرفض، لأن الدور كان من نصيبي في النهاية، أما عن الخشية من لعنة عبد السيد فأنا لا أفكّر بهذه الطريقة لأنني حريص على ألا أحصر نفسي في أنواع معينة من الأدوار، ويكفيني أن يكون في تاريخي فيلم من إخراج عبد السيد.

·         ذكرت سابقاً أنك قد تعتزل بعد «رسائل البحر» وأنت راضً تماماً، فماذا قصدت من ذلك؟

كنت أقصد أن قيمة الفيلم الفنية كانت مرضية جداً بالنسية إلي، وعمل بهذه القيمة لمخرج مثل عبد السيد يكفي لتشريف تاريخ أي ممثل حتى لو لم يمثل أدواراً أخرى، وهو فرصة عظيمة للممثل خصوصاً إذا كان في بداية طريقه. كذلك لأفلام عبد السيد طبيعة خاصة، فلكل كلمة فيها مدلول ولا يمكن تغييرها، وتتضمن أفلامه دائماً دلالات سياسية واجتماعية. في «رسائل البحر» تكمن عبقرية عبد السيد في أن المشاهد حتى إن لم يتمكن من فهم هذه الرموز يمكنه الاستمتاع بالقصة العادية المتمثلة في حياة يحيى وعلاقاته.

·         ما أوجه الشبه بينك وبين شخصية يحيى في «رسائل البحر»؟

برأيي الشخصيات كافة ليست بعيدة عن بعضها البعض، إذ لدينا جميعاً الصفات نفسها مثل الخوف أو العصبية أو الرومنسية، ولكن بدرجات متفاوتة تختلف من شخص لآخر.

·         هل تأثرت بشخصية يحيى في حياتك العامة أثناء تصوير الفيلم؟

حدث ذلك فعلاً، لأنني تلبّست الشخصية بشكل كبير، وكنت أتدرّب على التلعثم أثناء وجودي في المنزل، وعندما مرضت والدتي في أبو ظبي قلقت عليها بشدة، وسافرت لأطمئن عليها فوجدت نفسي أتلعثم من دون أن أدري نتيجة الحالة النفسية السيئة والتأثر بالشخصية.

·         كيف كان العمل مع داود عبد السيد؟

كنت أعتقد بأن العمل معه سيكون صعباً جداً، وسيطلب مني التمثيل بشكل مختلف من خلال نظريات شديدة التعقيد، إلا أنه كان بسيطاً جداً ويعطي فرصة للممثل كي يناقشه فهو يؤمن بالتفكير الجماعي للوصول إلى أفضل صورة.

·         ما هي أصعب مشاهد الفيلم؟

لكل مشهد صعوبته الخاصة، فمشهد النوه كان صعباً جسدياً بسبب البرد والمطر، بينما مشهد السلم الذي يحكي فيه يحيى لكالرا عن حياته كان أصعب نفسياً.

·         لماذا صنِّف الفيلم برأيك «للكبار فقط»؟

لأنه يتضمن نمطاً من العلاقات لا يفهمه الأطفال وقد يؤثر على نشأتهم.

·         بعد تميّزك في «الوعد» و{رسائل البحر»، هل ستشترط البطولة المطلقة بعد ذلك؟

لا أنشغل بفكرة البطولة أو بحجم الدور، الأهم أن يكون العمل جيداً والدور جديداً وفيه تحدٍّ، حتى أنني عندما كنت أوقّع عقد «الوعد» طُلب مني التفرّغ وعدم تصوير «زي النهارده»، إلا أنني رفضت بشدة، لأنني كنت مقتنعاً بالفيلم على رغم أنني لست بطله.

·         هل يمكن أن نراك ثانيةً في التلفزيون؟

بالتأكيد، إذا جاءتني فرصة جيدة فلن أتردد، إذ لم تعد هناك تصنيفات تقليدية للفنانين فالممثل ممثل، المهم العمل الجيد الذي يقدّمه سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح.

·         هل تحلم بالعالمية؟

إنها حلم كل فنان، لكني أؤمن بأن الانطلاق من بلدي هو الطريق الصحيح الى العالمية، فليس شرطا أن أمثّل بلغات أجنبية لأكون ممثلاً عالمياً. أرى أن أحمد زكي كان عالمياً وكذلك محمود عبد العزيز ومحمود حميدة، وأتمنى أن أصل إلى العالمية من خلال فيلم مصري

الجريدة الكويتية في

19/02/2010

 

تبحث عن قيمة الدور قبل «الفلوس»

بسمة تدافع عن «قُبلات» رسائل البحر وتبرر تأخرها عن بنات جيلها 

تختفي بسمة كثيرا لتظهر فجأة في عمل متميز وأخيرا ظهرت في فيلم “رسائل البحر” إخراج داوود عبدالسيد وتعرضت بسببه لانتقادات بسبب مشاهدها الجريئة في الفيلم.

وتقول بسمة: تجربتي مع المخرج داوود عبدالسيد من خلال فيلم “رسائل البحر” من أهم تجاربي خلال مشواري الفني القصير ولم أصدق نفسي عندما عُرضت علي المشاركة في بطولة الفيلم، ووافقت قبل قراءة السيناريو وما جذبني في شخصية “نورا” التي أديتها في الفيلم التناقض الموجود فيها.

ودافعت بسمة عن المشاهد التي قدمتها في “رسائل البحر”، وتبادلت خلالها القبلات مع آسر ياسين، الذي يؤدي دور البطولة أمامها كما دافعت أيضا عن المشاهد الساخنة التي أدتها، وأكدت أنها قدمت الشخصية كما تطلبها العمل، ففي النصف الأول من أحداث الفيلم تظهر كفتاة ليل تبيع جسدها، وكان لابد من إيصال هذه المعلومة للجمهور، الذي سيكتشف مفاجأة في دورها بنهاية الفيلم.

وعن فيلم “المسافر” الذي تنتظر عرضه قالت: رغم أن الدور الصغير فإن وجود فنان بحجم عمر الشريف كان دافعا لخوص التجربة والاستمتاع بها.

وتضيف: استعد لتصوير فيلم “طعم الحياة” تأليف أماني فهمي ويشاركني بطولته أحمد الفيشاوي وريهام عبدالغفور وسوسن بدر وإخراج أحمد رشوان ويتناول أشكال العنف الذي تتعرض له النساء.

وعن اختيار المخرجين لها لأداء أدوار بنت البلد قالت: تم تصنيفي في أدوار البنت الجادة التي ترتدي ملابسها بشكل معين وهذا لم أقصده ولكن فرضته عليَّ طبيعة الأدوار التي قدمتها، لكن دوري في فيلم “حريم كريم” كان مختلفا عن كل ما قدمته من قبل وهذه صدفة قررت استغلالها لتنويع أدواري. وعن ظهورها ثم اختفائها بين الحين والاخر قالت: تعطلت عن باقي نجمات جيلي والفرق بيني وبين أي ممثلة أخرى من جيلي أنني أحب التمثيل وأستمتع به، ولا أمثل من أجل “الفلوس”، والموضوع لا يتوقف عليَّ وحدي ولابد أن يرشحني المنتجون والمخرجون.

وعن تفضيلها لأفلام البطولات الجماعية قالت: لو كنت ممن يحبون السينما الفردية لبقيت في المنزل وأحضرت كاميرا وجلست أمامها أمثل وحدي، لكن العمل الفني يقوم على التعاون بين فريق كامل، فأنا لا أساوي شيئا بلا ممثلين معي وبلا سيناريست جيد ومخرج متميز. فالتمثيل في عمل جماعي، يتيح فرصة أكبر للإبداع، وأحب ايضا أن أقدم عمل بطولة منفردة، وأيضا لا مانع من أن أظهر كضيفة شرف في عمل قوي بغض النظر عن مساحة الدور.

الإتحاد الإماراتية في

19/02/2010

 

محمد لطفي:

قدمت أفضل أدوار لي في رسائل البحر 

في فيلمه الأخير رسائل البحرقدم الفنان محمد لطفي أفضل أدواره السينمائية علي الاطلاق من وجهة نظره كما يؤكد‏,‏ وينفي كونه ممثلا بالمصادفة‏..‏ التقيناه عقب عرض الفيلم‏,‏ ودار الحوار التالي‏:‏

·         كيف جاء ترشيحك لفيلم رسائل البحر؟

رشحني المخرج الكبير داوود عبد السيد‏..‏ولم أصدق نفسي لأنه مخرج معروف عنه أنه لايقدم إلا فيلما واحدا كل عدة سنوات‏,‏ لذلك اعتبرت وجودي في أحد افلامه هو تتويج لسنوات كفاحي الطويلة واعتبرت أن رسائل البحر هو ثمرة هذا الكفاح‏.‏

·         ‏*‏هل أخبرك بأسباب اختياره لك في هذا الفيلم؟

‏**‏ قال لي إنت ممثل كويس ولديك انسانيات عالية جدا وبداخلك مشاعر لم تظهر علي الشاشة بعد‏.‏
وأضاف أن وجهي معبر ولدي كاريزما‏..‏وهذه شهادة دفعتني لأن أبذل كل جهدي لأثبت له حسن اختياره‏.‏

·         ‏*‏ ألم يقلقك أن الفيلم يحمل فكرة مختلفة يجعله اقرب إلي افلام المهرجانات منه إلي الأفلام الجماهيرية؟

‏**‏ الفيلم كله مختلف لكنه مليء بالمشاعر الانسانية التي تجعله قريبا من الناس وليس صحيحا مايقال عن افلام داوود إنها أفلام مهرجانات بل علي العكس فأنا أري أن أفلامه هي منتهي الجماهيرية لأنها تحقق المعادلة الصعبة وهي أن تكون بلغة سينمائية عالية وفي نفس الوقت تستطيع اختراق قلوب المشاهدين لأنها تتحدث عن مشاكلهم وأحاسيسهم‏.‏

·         ‏*‏ شخصية البودي جارد التي قدمتها في الفيلم‏..‏ألا تعتبر تكرارا لما قدمته من قبل؟

‏**‏ ليس مجرد كونها شخصية بودي جارد معناه التكرار لأن التفاصيل مختلفة تماما‏..‏ففي رسائل البحر بودي جارد من نوع خاص جدا حيث يتحاشي أن يضرب الناس أو يؤذيهم بأي شكل وذلك لأنه تسبب في موت شخص بريء فاتخذ قرارا بألا يستعمل العنف وبرغم ذلك القرار إلا انه اضطر لهذا العمل لأنه لم يجد سواه وهذا الدور يحمل دعوة لنبذ العنف‏..‏وهذا الاختلاف في التفاصيل لايدع مجالا للتكرار أو التشابه في الشخصيات التي أقدمها‏.‏

·         *‏معظم أدوارك تعتمد علي قوتك البدنية وتكوينك الجسماني‏,‏ ألا تشعر أنه تم حصارك في هذه النوعية من الاعمال؟

‏**‏ لايضايقني هذا بل يسعدني أن تكون تلك ملامحي فهذه نعمة من الله‏,‏ ولم اشعر انه تم حصري في ادوار تناسب جسمي فالمخرجون يتعاملون معي كممثل وليس كـ بودي جارد بدليل أنني قدمت شخصية المدمن وشخصية ضابط الشرطة وشخصية المعاق ذهنيا وشخصية الولد الطيب‏..‏وكلها شخصيات لاتعتمد علي شكل الجسم ونجحت فيها كممثل وليس كــ بودي جارد

·         استطعت أن ترسم البسمة علي شفاة المشاهدين أكثر من مرة في الفيلم‏..‏هل تعتبر نفسك كوميديانا؟

اعتقد أن تصنيف الممثل ككوميديان أو تراجيديان اصبح موضة قديمة‏!‏

فأنا ممثل استطيع أن أنفذ مايطلبه مني المخرج أيا كان الدور وأستطيع أن أؤدي الشخصية المطلوبة في اي مكان أوضع به سواء كان كوميديا أو تراجيديا‏..‏وربما تكون هذه ميزة لدي ولاتتوافر لدي كل الممثلين الآخرين لذلك اسعدني جدا أن قال لي عمر الشريف في العرض الخاص‏:‏ انت أقدر ممثل علي رسم ابتسامة وسط الدموع‏..!!‏

·         ‏*‏كلمات عمر الشريف وقبلها كلمات داوود عبد السيد‏..‏تدل علي أنك ممثل جيد‏..‏أين يكمن سر تميزك؟

‏**‏ أولا هناك علاقة خاصة بيني وبين الناس فقد أحبوني ربما لأن وشي لون طينة الحيطان فيشعرون أنني واحد منهم‏..‏ وثانيا‏..‏أناممثل مجتهد‏..‏أبذل أقصي ما استطيعه مهما كان حجم الدور فمثلا في فيلم العاصفة كان دوري سبعة مشاهد إلا أنني سافرت الي عدة معسكرات من اجله‏..‏وفي فيلم كباريه كنت اقوم بالصراخ بأعلي صوت حتي اشرخ احبالي الصوتية لأقوم بدور الرجل الذي فقد صوته في الحرب‏..‏وكنت اعرف انني أعرض صوتي للخطر لكنني قمت بعمل ذلك حتي يكون الأداء طبيعيا وهو مالم يفعله مارلون براندو عندما قام بأداء

·     شخصية مشابهة في احد افلامه فقام بعمل عملية جراحية لأحباله الصوتية دون تعريضها للخطر وماذا قدمت من جهد في رسائل البحر؟

‏**‏مشهد اصابتي بالصرع والذي عرض في اقل من دقيقة‏..‏احتاج مني لاعداد طويل جدا فقد بحثت علي الانترنت عن كل المشاهد المشابهة وظللت اكرر مشاهدتها عشرات المرات وبعد ذلك استعنت بطبيب ليعطيني المعلومات الطبية الكافية لان الحالة في أولها غير في منتصفها غير في آخرها‏..‏ثم قمت بعمل بروفات عديدة وفي احداها أصبت بالتشنج وكدت أن أصاب بشلل نصفي‏!!‏

·         كل هذا من أجل أن يبدو المشهد طبيعيا وصادقا‏.‏ ويقال إنك أصبحت ممثلا بالمصادفة‏!‏؟؟

‏**‏سمعت هذا الكلام كثيرا وهو غير صحيح‏..‏فأنا طول عمري احب التمثيل وأسعي لأن أكون ممثلا وحاولت الالتحاق بمعهد التمثيل في الثمانينيات لكنه كان مغلقا ثم التحقت بمعهد الموسيقي العربية وتعلمت لعب الجيتار ودخلت قسم أصوات ـ وهو ما أفادني كثيرا في فيلم كباريه ـ وقمت بتمثيل مسرحيات علي مسرح الأوبرا في التسعينيات مع عمرو عبد الجليل‏..‏كل ذلك حتي اكتشفني حسين الامام وقدمني في كابوريا ثم خيري بشارة في ملح الأرض وتوالت الأعمال

·         *‏ كيف تري اختلاف داود عبد السيد عن كل من عملت معهم؟

‏**‏داوود عبد السيد يتميز بخبرته الكبيرة وبأنه يحتوي الممثل ويستطيع مساعدته علي ضبط جرعات انفعاله وفوق كل ذلك فهو حنون جدا ويخاف علي الممثل‏!‏

فعندما كنا نؤدي مشاهد في عز المطر في الاسكندرية كان هو الذي يجري علينا بالبطاطين قبل حتي مساعديه‏!‏

·         ماالجديد الذي تنوي تقديمه؟

استعد الآن لفيلم ولاد البلد وهو فيلم أكشن كوميدي ويشاركني فيه علاء مرسي وسليمان عيد وسعد الصغير واخراج اسماعيل فاروق‏.‏

المصدر : الاهرام المسائي

إيجيبتي في

19/02/2010

 

رسائل البحر.. ترنيمة داود

نـاهد صـلاح

لا أظنها ولا أتمني أن تكون صدفة أن يختار داود عبدالسيد الأسكندرية مسرحاً لأحداث فيلمه الجديد "رسائل البحر"، فالأسكندرية هي "النبع اللغز" للفن والسحر والمقاومة والتسامح والعجائب والتناقضات..

هي بحر الدهشة الهادر، وطبيعي أن يخرج منها فيلم يحمل كل هذه الخصائص ويعلي قيمة التسامح والنظر إلي جوهر الأشياء وليس إلي مظهرها الخارجي لأن "المظاهر تكون خادعة"، و إذا كان التسامح ثقافة ميزت المجتمع المصري في مرحلة قديمة ، وكانت الأسكندرية المدينة "الكوزموبوليتانية" نموذجاً مجسداً لهذه الثقافة كمدينة مفتوحة علي البحر وعلي الآخر متقبلة إياه وقادرة علي الحوارمعه، فإنه بالتأكيد لم تكن صدفة أن تطل أحداث "رسائل البحر" من الأسكندرية "الفريدة" التي أنعم الله عليها لتكون "جنة" التميز.. هي لمحة مهمة لابد تلفت انتباهك في هذا الفيلم الذي تدور تفاصيله حول "يحيي" 'آسر ياسين' وهو طبيب شاب يعاني اضطرابات في طريقة نطق الكلام، تعرضه للسخرية من أصدقائه وزملائه فيترك الطب ويقرر العمل صياداً فيلتقي أكثر من شخص كل منهم له قصة مختلفة عن الآخر، ويتعلق يحيي بحب فريدة 'بسمة' وهي فتاة ليل ويدخل في جدل كيف يتقبلها ويتعامل معها، هذا غير الانفتاح الانساني بين يحيي وجارته الإيطالية العجوز 'المخرجة نبيهة لطفي' وابنتها وحالة الحب المتواصل حتي وان قطعه الغياب احياناً، فيرصد حالة من حالة "التوهان" الانساني يصنعها الفيلم جيداً في نسيج متشابك وناعم مثل "الدانتيلا" تغوص في تفاصيله لتكتشف أنك جزء من هذه التفاصيل..

وهذا التماهي مع الفيلم يعبر عن احتياج بدا داود علي دراية جيدة به، فهاهو يغيب سبع سنوات ويعود ليفاجئنا، كعادته، بعشق ووله سينمائي من غير حدود، ذلك أن داود عبدالسيد، المسكون بالسينما مستمر في بحثه البصري والدرامي عن أسئلة معلقة بالإنسانية تبدأ بمجتمع لديه الكثير من شواهد الانحدار ، ولا تنتهي عند أناس يعيشون مآزقهم وتحولاتهم وانكساراتهم. وفي مقابل ذلك كله، لم ينزو داود عبدالسيد في الحيز المحلي الضيق، بل ينفتح علي الإنساني العام، ويلتزم بالهم الإنساني البحت، من خلال موازنته البصرية بين المواضيع 'التي لا تخلو من نفس ثقافي وفكري واضح ومباشر' وصناعته الصورة.

ففي "رسائل البحر" يستكمل داود مساره الفكري والجمالي، حيث لم تخرج أفلامه عن سينما رفضت الانصياع إلي تركيبة الأعمال التي صنعها سينمائيون آخرون ولم تخضع للشروط التجارية والاستهلاكية، واستمدت موادها من غليان ثقافي واجتماعي وسياسي واقتصادي وانفعالي وذاتي وروحي، أي من غليان إنساني بحت. سينما حاولت أن تجعل من الشكل المتجدد 'تصويراً وتأليفاً وتركيباً بصرياً وإدارة ممثلين وبناء شخصيات' لغة تتلاءم ومتطلبات فنية جديدة رغب هو في طرحها.

الأحداث كانت متلاحقة في الفيلم وكشفت عن ان الاسكندرية لم تعد هي الاسكندرية القديمة، لا المكان هو ذاته ولا البشر هم أنفسهم ولا المصائر صارت واحدة، لكن يظل الفيلم بقعة ضوء جديدة في السينما المصرية ومنعطف مهم في مشوار داود عبدالسيد، وترنيمة فنية فيها من الجرأة الفنية والموضوعية مايستحق أن نعترف بأننا كنا في حاجة اليه..

nahedsaladin@yahoo.com

الأسبوع المصرية في

20/02/2010

 

يعرض تحت لافتة "للكبار فقط"

"رسائل البحر" .. حوارات جريئة وشذوذ جنسي

الفن أونلاين – دعاء حسن 

وسط حضور عدد كبير من وسائل الإعلام المختلفة  احتفل فريق عمل فيلم "رسائل البحر" بالعرض الخاص وذلك بحضور أبطاله حيث حرص مخرج الفيلم داوود عبد السيد على الحضور مبكرا وأجري عدد من الحوارات الصحفية واللقاءات التليفزيونية بينما تأخر أبطاله عن الحضور حيث حضر كل من اسر ياسين وبسمة ومحمد لطفي بعد بداية عرض الفيلم بنصف ساعة .

فوجئ عدد من الحضور بان الفيلم يعرض تحت لافتة "للكبار فقط" حيث لم تعلن الرقابة عن ذلك من قبل ولم يحدث تصادما بين الرقابة والمخرج على أحداث الفيلم.

تدور أحداث الفيلم حول يحيي الذي يقوم بدوره اسر ياسين وهو طبيب شاب تخرج من كلية الطب ولكنه يعانى من اضطرابات فى طريقة نطق الكلام، ويتعرض بسبب ذلك للسخرية من أصدقائه وزملائه فيترك الطب ويقرر العمل صيادا فيلتقى بأكثر شخص كل منهم له قصة مختلفة عن الاخر.

تباينت الآراء حول الفيلم حيث يتطرق للعدد من القضايا الجريئة التي لم يتم التطرق إليها من قبل بهذا الشكل حيث القي الضوء على قضية الشذوذ الجنسي بين النساء بشكل صريح ومباشر وهو ما يعتبر صدمة للمشاهدين وخاصة أنه اعتمد علي الحوار والمشاهد الجريئة ولست الساخنة حيث يدور حوارا بين الفتاتين على السرير وهو ما لم يقدم من قبل بهذا الشكل الصريح، بالاضافة إلي الحوارات الجريئة التي جمعت بين اسر ياسين وبسمة.

ويري البعض أن الفيلم به الكثير من المد والتطويل مما أدي للشعور بالملل وخاصة في الجزء الأول من الأحداث فضلا عن أن أحداث الفيلم تزيد عن 120دقيقة .

وأشاد عدد كبير بالدور الذي قدمه اسر ياسين حيث استطاع أن يتقن دور الشاب الذي يعاني من اضطرابات في طريقة الكلام، بشكل جيد وغير مفتعل .

وقد التقي "الفن أونلاين" بمخرج العمل داوود عبد السيد حيث أكد أن الفيلم يعتبر عملا مختلفا عن الأعمال التي تعرض حاليا مشيرا إلي أنه يتناول العديد من النماذج الشخصية التي يتطرق من خلالها لطبيعة الانسان والعلاقات التي تجمعه بالاخرين .

وحول وضع لافتة "للكبار فقط" أكد أن الرقابة هي التي صنفت الفيلم "للكبار فقط" رغم أنه لا توجد به مشاهد ساخنة ولكنه يتضمن موضوعات وحوارا جريئا.

شبكة الإعلام العربية في

20/02/2010

 

رسائل السينما المصرية ..

الرقابة أكثر انفتاحاً لكن العيون المتربّصة تزداد تشدّداً

القاهرة ـ حمدي رزق

نعم انقرضت الرسائل الورقية او كادت مع الانتصار النهائي للبريد الالكتروني، غير ان الوسائط الالكترونية وحدها لا تغني عن الاحتياج الى رسائل انسانية كبيرة، يجب أن يحملها جناح الطائر الحر، لتصل الى وجدان الناس وتجد مكانا مقدرا من عقولهم.

هكذا تسير السينما المصرية هذه الأيام. سينما يبدو أنها تتعافى، فإن كان مقياس النهوض السينمائي في مصر دوما هو مدى جودة الأشرطة المقدمة، من حيث كونها تعبر عن آلام الواقع وهمومه وأحلامه والمسكوت عنه فيها، فان عددا ليس بقليل من أشرطة الموسم الراهن والذي قبله، تحمل قيمة سينمائية أنعشت قلوب النقاد ومحبي السينما الذين طالما أُحبطوا بأشرطة تافهة واحيانا مسفة متدنية انتشرت في السنوات الماضية.

أشرطة بالغة الأهمية طرحت في دور العرض المصرية مؤخرا هي «رسائل البحر» لداود عبد السيد و«كلمني شكرا» لخالد يوسف و« ولد وبنت» للمخرج الشاب كريم العدل، وسبقها الى العرض شريط «أحاسيس « الذي يضم حشدا نسائيا غير مسبوق (علا غانم وراندا البحيري وعبير صبري واللبنانيتين مروى وماريا) والذي كتبه و أخرجه هاني جرجس فوزي.

أشرطة تتنوع في الرسائل التي تبثها للجمهور عامة ومثقفين بين الحديث في مصير الانسان وفكرة وجوده وبين الحديث في المسكوت عنه من أمر الجنس وبين العشوائيات وما يحصل بها والحب وكيف صار المجتمع ينظر اليه هذه الايام.

رسائل البحر

وسط كم هائل من الاشرطة المبتذلة،عاد المخرج والكاتب المبدع داوود عبد السيد برائعة جديدة اسمها «رسائل البحر»، بعد غياب 7 سنوات منذ رائعته الأخيرة «أرض الخوف» مع الراحل أحمد زكي، ليحمل بعودته آخر ما تبقى من رائحة العملاق الأسمر الذي كان من المفترض أن يجسد دور «يحيى - آسر ياسين» في الشريط، بينما كان من المفترض أن تجسد هيفاء وهبي دور «نورا - بسمة» ليضعنا الشريط أمام مباراة متعددة الأطراف.. بين أسطورة رحلت، وموهبة فذة وُلدت للتو.. بين أشرطة تحمل ألفاظاً خادشة للحياء ومتاجرة بآلام الفقراء، وأخرى تحمل معاني راقية وفكرا عميقا ورسالة لكل الجمهور، مهما اختلفت عقلياتهم وثقافاتهم.. !

أجمل ما في «رسائل البحر» أنه يختلف في بنائه الدرامي عن كل القوالب السينمائية المتعارف عليها، فلا تجد في بدايته «الخطفة الأولى» التي غالباً ما تكون جريمة قتل، أو مطاردة سيارات، وغيرها من التفاصيل التي يستعين بها المخرجون لتشحذ الأذهان وتسرق الألباب منذ أول دقيقة في الشريط؛ لضمان السيطرة على المُشاهد، ولا تجد بعدها النداء الذي يأتي للبطل حتى يصل من خلاله لعقدة السيناريو، قبل أن تحدث المواجهة التي يعاني فيها وينهزم ثم ينهض مجددا ليقف على قدميه وينتصر، أو على الأقل يحل العقدة. بل إن رسائل البحر كله عبارة عن عقدة كبيرة لا تعرف من أين بدأت ولا كيف ستنتهي، ونداء خفي تستشعره في كل مشهد وكل كلمة، ورسالة مطاطة تحمل بين طياتها كل الكلام بكل اللغات، لتصلح لكافة العقول والقلوب، حتى أنك تجد نفسك تشعر أن الرسالة موجهة إليك أنت بالذات.. فالفيلم لا هو رومانسي، ولا أكشن، ولا تراجيدي، ولا حتى ميلودراما، بل ملحمة فلسفية تحمل بصمات داود عبد السيد المميزة، لتغوص في أعماقك وتعيد إلى عقلك الباطن تساؤلات عديدة لطالما سألناها لأنفسنا دون أن نجد لها إجابة.

لماذا يُخلَق أحدنا مريضاً والآخر سليما؟ لماذا يحسد الضعيف القوي على قوته، بينما يحسد القوي الضعيف على عقليته؟ ما هو المعيار الذي يوزّع به الله الأرزاق على البشر؟ وغيرها من الأسئلة الكونية التي طرحها عقل آدم منذ بدء الخليقة، وسيظل البشر يرددونها طوال الوقت، حتى آخر نفس يخرج من آخر شخص على وجه الكرة الأرضية،من دون أن يصل أحدهم للإجابة الحاسمة. من هنا تأتي عبقرية الشريط الذي يجتهد معك دون أن يعدك بالوصول لحل نهائي، فتتفق مع آرائه في بعض المشاهد، وتختلف معها في بعضها الاخر، بينما تجد نفسك حائراً لا تملك حق القبول أو الرفض في البعض الثالث!

أروع ما في هذه الاجتهادات أنها قُدّمت من خلال نماذج حية في شخصيات تقسم وأنت تشاهدها أنها ليست مجرد «كاركترات»، بل بشر حقيقيون من لحم ودم مثلك تماماً، لتنسى تماماً تلك الشاشة التي تفصلك عنهم، وتظن أنك تطل عليهم من خلف لوح زجاجي يعيشون خلفه. بل تشعر أنك لو كسرت هذا الحاجز الزجاجي لوجدتهم خلفه بنفس ضحكاتهم، ودموعهم، وصراعهم مع الحياة..

فـ«يحيى - آسر ياسين» ذلك الطبيب الذي ترك الطب بسبب سخرية المجتمع من مرضه بتأخر الكلام و«التأتأة» قبل أن يعمل صياداً يصطاد من البحر ما رفض الآخرون أن يمنحوه إياه، و«نورا - بسمة» تلك الزوجة الثانية التي يعيش معها زوجها كأنها عشيقته التي يقابلها في السر وممنوع أن تحمل منه، أو يعرف أحد بأمر زواجهما، فتتنكر في دور العاهرة لتتسوّل الحب من الشخص الشريف البريء الوحيد الذي قابلته، و«قابيل - محمد لطفي» ذلك الملاكم القديم الذي يعمل «بودي جارد» رغم أنه أقسم ألا يضرب أحداً مهما كان، فيكتشف أنه مصاب بصرع يستدعي إجراء جراحة عاجلة حتى يشفى، لكن هناك احتمال أن يفقد ذاكرته بالكامل بعد انتهاء العملية، و«بيسة - مي كساب» تلك الراقصة الشعبية البسيطة التي لا تعرف ماذا تريد من الحياة، و«الحاج هاشم - صلاح عبد الله» صاحب البيت الذي يدَّعي التدين والإيمان بالله، لكنه مثل القطار الذي لا يتورع عن دهس أقرب المقربين إليه إذا كان في «فرمهم» مصلحته والوصول لمحطته التي يود الوصول إليها، وغيرها من الشخصيات التي لا يمكنك أن تحكم عليها حكماً نهائياً بالصلاح أو الفساد.. هم نحن بكل التناقضات التي نعيشها، وأراهنكم القول أننا دائماً ما نسأل أنفسنا: هل نحن صالحون أم فاسدون؟

الشريط غنيّ بالجمل الحوارية العميقة التي تستوقفك كل جملة منها لتتمنى لو أنك أوقفت الشريط لتفكر فيها بعد أن قرعت جرساً قوياً في عقلك. وقبل أن تصل للتحليل والفهم الكامل تباغتك جملة أخرى بتأثير أقوى وأعمق ليتقاذفك الحوار بين ثناياه، وتتلاعب بك الجمل البصرية ذات الدلالات السهلة الممتنعة التي تستخدم أبسط الأدوات لتحقيق أعمق الإيحاءات والمعاني، ويبهرك الأداء التمثيلي العالمي لكل الفنانين سواء من قام بالبطولة، أو الأدوار الثانية، أو حتى الثالثة، لتذوب ذوباناً في كوكتيل إنساني فني غني بما هو أرقى وأكبر من الكلام، ليأخذك الشريط على مدار ما يقرب من ساعتين وربع إلى عالم آخر لا تعرفه، رغم أنك تدرك أنه يدور في مدينة الإسكندرية التي يعرفها كل سكان مصر. لكنها أبداً لم تكن الإسكندرية التي عرفناها من قبل! هؤلاء هم البشر الذين يفقدون أشياء كانوا يظنون أنها أغلى ما يملكون، فيتمردون على القدر، فإذا بالأيام تخبرهم أن فقدهم لما كانوا يظنون أنه أعز ما يملكون، هو السبيل للوصول إلى السعادة الحقيقية التي كانت غائبة عنهم !

وبين هذه السطور الفلسفية في شريط داود عبد السيد تخرج قضايا كبرى: كوزموبوليتية الاسكندرية التي تغيرت الى محلية ممزوجة بالسلفية في بعض الاحيان، وقضية نظرة الرجل الى المرأة في المجتمع الشرقي وغيرها من القضايا التي فتحت النار على داود وشريطه هذا من قبل التيارات المتشددة التي استخدمت الانترنت ولاسيما موقع فيس بوك منصة لاطلاق صواريخها ضد هذا الشريط..!

ولد وبنت

هل الحب عورة يجب سترها؟

هذا هو سؤال الشريط الجديد « ولد وبنت « الذي غامر منتجوه من آل العدل بإنتاجه معتمدين على وجوه لم تظهر على الشاشة الكبيرة من قبل ابطالا لشريطهم هم آية محمود حميدة ابنة الممثل الشهير محمود حميدة مع مريم حسن وأحمد داود.

تدور أحداث الشريط في قالب رومانسي حول ولد وبنت نشأت بينهما قصة حب منذ الطفولة وحتى سن النضج، وعندما يتقابلان بعد عدة سنوات يتذكران الماضى والظروف التي مرت بهما.

تعرض الشريط لهجوم عنيف قبل عرضه حيث تم تدشين غروب على الفيس بوك بعنوان «ضد أفيش ولد وبنت .... لا للإباحية»، داعيا لمقاطعة الشريط الذي يدعو من وجهة نظرهم إلى الإباحية، وسرعان ما صارت 12 غروبا مضادا لهذا الشريط.

اندهش صناع الشريط الشبان من الهجوم على الشريط بسبب الأفيش، فلا يمكن الحكم أبدا على شريط من الأفيش، فالشريط لا يحتوي مشاهد مثيرة أو ساخنة أو إباحية حتى تتم مهاجمته قبل عرضه، وعقدوا مؤتمرا صحافيا بالقاهرة يطالبون فيه من تسرعوا بالحكم على الشريط مشاهدته اولا..!

ولا حياة لمن تنادي، فولد وبنت أصابته حالة من التربص تطال عادة أشرطة السينما الجادة والمتميزة فقط. والغريب انها برغم كونها تتحدث باسم الفضيلة والاخلاق الا انها عادة لا تطال اية اشرطة تافهة او مسفة او حتى عارية وخادشة للحياء، وكأن الهدف ليس الا اسكات اي صوت حقيقي ومستنير للسينما المصرية. ولعل هذه هي اخطر رسالة يرسلها الينا شريط ولد وبنت !

أحاسيس وعشوائيات

من المؤكد ان فتح ملف الجنس وخصوصا لدى المرأة أمر ليس ميسورا في مجتمع شرقي، وخصوصا في سينما يتربص بها قطاع من المجتمع ..لكن هاني جرجس فوزي دأب على كتابة واخراج سلسلة من الاشرطة الجريئة التي تتناول أدق قضايا الانسان الشخصية.

شريط احاسيس الذي اضطلعت ببطولته نساء كثيرات من مصر ولبنان (علا غانم وراندا البحيري وعبير صبري واللبنانيتان مروى وماريا نالبنديان) أراد عامدا ان يقول ان النساء الشرقيات كلهن في الهم واحد!

تسرع كثيرون وحكموا على الشريط بالاباحية من دون مشاهدته ايضا، غير ان الشريط في مجمله لا يعدو ان يكون دعوة لمناقشة أدق مشاعر المرأة وأحاسيسها الجسدية والنفسية بصورة علمية. حتى ان فوزي امعانا في ايضاح هذا المقصد استحضر شخصية عبير صبري (الطبيبة النفسانية المختصة بعلاج الاشكاليات الجسدية ) في احداث الشريط ليؤكد للجمهور انه لا يروّج للاباحية، وهي شخصية شبيهة جدا بشخصية واقعية للطبيبة هبة قطب ذائعة الصيت فضائيا!

أغرب من الهجوم على أحاسيس الهجوم على شريط « كلمني شكرا «لخالد يوسف (بطولة غادة عبد الرازق وعمرو عبد الجليل )، والذي بادر البعض الى تقطيع اوصاله قبل ان يعرض، ربما لمجرد مشاهدتهم اعلان الشريط، او لمجرد ان رأوا اسم خالد يوسف على الافيش وهو الاسم الذي صار يثير جدلا كبيرا!

الشريط يتطرق الى رسالة مهمة حقا: من يستمع لهؤلاء الذين في قاع المجتمع، تحديدا في المناطق العشوائية؟ من يعطيهم « الميكروفون»، وإن أخذوه فماذا سيقولون؟

الحق ان اشرطة الموسم الاخير تبث رسالة جماعية بالغة الاهمية هي ان السينما المصرية استيقظت بالفعل من سبات عميق، وانها آخذة بفتح ملفات اجتماعية بالغة الأهمية، وان انفتاحا رقابيا غير مسبوق يفتح الباب على مصراعيه أمام هذه السينما لكي تضطلع بهذا الدور المستنير، الذي كان الأدب وحده يضطلع به في الفترة الماضية، غير ان القوى المضادة لهذا التوجه هي الأخرى يقظة وجاهزة لإسكات صوت السينما..وتلك هي المسألة!

المستقبل اللبنانية في

21/02/2010

 

"رسائل البحر".. فيلم يعينك على الحياة

داود عبدالسيد.. وصلتنى (الرسائل).. فشكرًا لك

محمد الروبي

فور خروجى من القاعة بعد العرض الافتتاحى لفيلم "رسائل البحر".. حاول الأصدقاء أن يشركونى معهم فى جدل بدأوه حول: "الصورة، الإيقاع، الرمز، الدلالة، الأداء"، لكننى اعتذرت ورجوتهم أن يتركوا لى ـ ولأنفسهم ـ فرصة الاستمتاع بتلك "الحالة" التى وجدناها "صفة" ملائمة لإحساس أولى أشاعه فينا الفيلم.. وذكرتهم بجملة حوار جاءت على لسان البطل يفسر فيها أسباب رفضه لجهاز تشغيل الاسطوانات رغم أنه الهدية الأولى من محبوبته، فقد قال لها ـ بما معناه ـ "لأنى باحس إن الإنسان لازم يتعب عشان يستمتع بالموسيقي". 

فهذه الجملة، رغم اتساقها الكامل مع شخصية قائلها ودون إقحام أو تزيّد على أحداث الفيلم إلا أننى شعرت، فى جانب منها، بأنها موجهة إلينا نحن المتلقين، وكأن داود عبدالسيد يقول لنا ضمن رسائله المفعمة بالكثير: "لا تتسرعوا.. أعطوا لأنفسكم فرصة تأمل تستحقونها.. ولا تنتظروا منى أن أقص عليكم حدوتة تتلقونها وأنتم فى وضع الاسترخاء". 

اعتذرت مرة أخيرة للأصدقاء، وآثرت السير وحيدا أستمتع بما أثاره الفيلم فى نفسى من تساؤلات حرصت على ألا أتسرع فى الإجابة عنها. 

بعد أيام قليلة ذهبت إلى مشاهدة الفيلم مع آخرين.. وفى القاعة فوجئت بجارى ينبهنى إلى أننى أنطق ببعض جمل الحوار ـ نصاً ـ قبل أن تنطق بها الشخصيات!!  

بل وسألنى الصديق باتهام واضح: "هل تلك حقاً هى مشاهدتك الثانية؟!" ورغم أننى أكدت له ذلك إلا أننى عجزت عن التفسير له ـ ولنفسى ـ كيف علقت بذهنى هذه الجمل وبالحرف لا بالمعنى فقط! 

بعد المشاهدة اتفقنا ـ الأصدقاء وأنا ـ على استكمال المتعة بالجلوس فى أحد مقاهينا المفضلة، نتجاذب ـ برحابة هذه المرة ـ أطراف الحديث حول الفيلم ومعانيه. 

فى الجلسة اتفقت واختلفت مع الأصدقاء حول تفسير بعض الأحداث وتراتبها.. وحول رسم الشخصيات واتساق أفعالها مع طبيعتها، لكننا اتفقنا جميعا حول معنى أشمل وأعم وهو أن الفيلم دعوة صريحة لتأمل ما فات من العمر والبحث عن كيفية استقبال الآتى من الأيام.. ووجدتنى أتذكر عنوان مقال لى كنت قد وصفت به الفيلم الإيرانى "صبغة الله" للمخرج مجيد مجيدي، الذى شاهدته منذ سنوات طويلة مضت.. "فيلم يعينك على الحياة".. نعم ففيلم داود عبدالسيد ينطبق عليه العنوان ذاته "فيلم يعينك على الحياة".. لا بتزييفها ولكن بتأملها.. لا بالهروب منها ولكن بمواجهتها بعقل وروح أكثر انفتاحا. 

ولعلى لن أكون متعسفا إذا قلت إن الفيلم يتماهى فى أثره مع أثر رواية "السيميائي" أو "ساحر الصحراء" للبرازيلى باولو كويللو.. بل أكاد أجزم أننى سمعت ـ عبر الفيلم ـ أيقونة الرواية.. "إذا أردت شيئا بإخلاص, فإن الكون كله, سيتآمر كى يحققه لك"! فالفيلم ـ كما رأيته وأحسسته ـ هو رحلة صادقة ومخلصة لاكتشاف الحياة من جديد.. (الحياة) بكل ما تحمله من معني، سواء كانت حياة "يحيي" محور الفيلم, أو حياتك أنت الشاهد على رحلة "يحيي".. أو الحياة الأكبر منذ بدء الخلق وحتى اللحظة التى تشاهد فيها تلك الصور المتحركة أمامك على الشاشة!. 

أجمل ما فى الفيلم أنه سيساعدك على اكتشاف الأجمل فى ذاتك, وستجدك أكثر سماحة مما تظن.. ورغم اختلافك مع منطق بعض الشخصيات وأفعالها إلا أنك ستتعاطف معهم, وتتفهم وتبرر أفعالهم.

فى الفيلم ستتحسر على الجمال الذى شاركت ـ ولو بالصمت ـ فى اغتياله, وستسأل نفسك لماذا كنت بهذه القسوة مع من حولك؟.. لماذا كنت تظن أنك ـ وحدك ـ مالك اليقين؟!.. لماذا تصر على أن الكون لا يمكن أن يتسع لغيرك؟! ولماذا كنت ـ رغم وعيك وعلمك وثقافتك ـ انسحابياً أكثر مما يجب, مشاهداً أكثر منك فاعلاً؟! وستخرج بعدها لتجد نفسك غير نفسك وستشرع فورًا, وربما تنجح, فى البدء من جديد. 

الآن عزيزى القارئ: هل ترانى ابتعدت كثيرا عما كنت تنتظره منى حول الفيلم؟! ربما.. لكننى أصدقك القول مع فيلم كهذا يكون الحديث حول "الصنعة" الآن ضرباً من الافتعال (بالنسبة لى على الأقل).. واذهب بنفسك لتحكم لكن تأهب إلى أنك مقبل على فيلم مختلف.. ففيلم يدعوك لتأمل الحياة يحتاج منك قدرة, تسبقها رغبة مخلصة, فى تأمله.. فاذهب. 

اذهب لتكتشف بنفسك كيف كانت السنوات السبع الفاصلة بين "مواطن ومخبر وحرامي" و"رسائل البحر" سنوات عمل مخلص وجاد، اذهب لتكتشف كيف قفز "آسر ياسين" أميالا على درب الأداء التمثيلي, وكيف نضجت "بسمة" بقدر يقربها باستحقاق من قمة السلم, وكيف تمكن "راجح داود" من مزج مبهر بين مقتنيات العالم الموسيقية وبين إبداعه الخاص فى جديلة يصعب معها الفصل بين الصورة والحدث والشخصية والصوت.. واذهب لتفرح ـ كما فرحت أنا ـ برهان داود عبدالسيد الجديد "أحمد المرسي" الذى حفر اسمه بحروف من نور على خارطة الصورة السينمائية المصرية الجديدة، ولتنتشى بمونتاج "منى ربيع" الذى يأتى حادا حين يجب، وناعما حين يجب، ومازجا حين يجب. واذهب أخيرا لتنبهر ـ كما انبهرت أنا ـ بقدرة أنسى أبوسيف على خلق مكان وزمان لن تستطيع ـ مهما كانت قدرتك ـ على اكتشاف الحقيقى فيهما والمصنوع! 

اذهب عزيزى القارئ لتتلقى رسائل داود عبدالسيد (الجديدة) لتخرج بعدها "جديدًا" مقبلاً على الحياة. 

العربي المصرية في

23/02/2010

 

بسمة: قدمت دور "فتاة ليل" باحتـرام!

كتب مى الوزير 

منذ بدايتها الفنية وهى حريصة على اختيار الأدوار الجيدة بغض النظر عن مدى جرأتها، لكن فى ذات الوقت هى ضد أداء المشاهد الجريئة بلا داعٍ، ورغم أنها قدمت أدوارًا متميزة فى أفلام عديدة منها "النعامة والطاووس" و"زى النهاردة" و"ليلة سقوط بغداد" إلا أنها مع داود عبدالسيد فى فيلمه "رسائل البحر" بدت فى كامل تألقها ونضجها الفنى، وكان أداؤها بالفيلم بمثابة رسالة من المخرج ينبئنا بميلاد جديد لبسمة.

لذلك حرصنا على لقائها لتحدثنا عن تجربتها الجديدة مع داود عبدالسيد، وكيف اكتشفت مناطق جديدة فى أدائها من خلال تجسيدها لشخصية نورا، ورأيها فى رفض نجمات أخريات لهذا الدور، وموقفها من أداء الأدوار الجرئية بعد "رسائل البحر" واعترفت أيضاً بسر تألقها الفنى فى "رسائل البحر".

·         بداية كيف تم ترشيحك للدور؟

- داود عبدالسيد هو من رشحنى للدور وهو من يُسأل عن سبب ترشيحه لى أو عن نظرته لى فى هذا الدور، هو رشحنى لدور جديد على تماماً، وغير متوقع وليس هناك تشابه بينى وبين شخصية نورا التى جسدتها، وهو وضعنى فى منطقة مختلفة تماماً عما قدمته من أدوار سابقة وطبعاً سعيدة بهذا.

·         الفيلم كان سيقوم ببطولته "أحمد زكى وهيفاء وهبى" ألم يقلقك هذا وخاصة بعد اعتذار عدد كبير من النجوم عن المشاركة فيه؟

لا تقلقنى مسألة اعتذار فنانين من قبل عن دور قمت به، ولى أكثر من تجربة فى أدوار كان مرشح لها فنانات من قبلى وهذا يحدث فى العالم كله، عادة يكون هناك فنانون مهمون مرشحون لدور ما ويحصل على الدور فنان آخر لا يقل أهمية، وهذا لا يقلل من الدور أو من الفنان الذى قام به، والأهم هو أنى قدمت الدور بشكل جيد ونجحت فيه وترك أثره عند الجمهور.

·     ماذا عن اختلاف المرحلة العمرية بين "أحمد زكى وهيفاء وهبى" و"بسمة وآسر ياسين" هل أثر هذا فى الترشيحات أو تم تعديل فى السيناريو وفقاً للترشيحات الجديدة؟!

- داود عبدالسيد أوضح من قبل أن الترشيحات اختلفت فى أكثر من مرة لاختلاف المراحل العمرية للأبطال سواء البطل أو البطلة وهدفه كان اقتراب سن كل منهما للآخر. ولكن بالنسبة للسيناريو لم يحدث به أى تغيير فما قرأته هو ما صورناه وما تم تقديمه على الشاشة.

·         ربما كانت جرأة الدور هى السبب وراء رفض بعض الفنانات لتجسيد هذه الشخصية ما تعليقك؟

لكل منا ذوقه ووجهة نظره وقناعاته، والتى على أساسها نختار أدوارنا، وهذا الدور من أهم اختياراتى وأنا سعيدة بهذه الشخصية التى قدمتها، وخاصة أنها تجربتى الأولى مع أستاذ داود.

·         ألم تخشى جرأة القضايا التى تناولها الفيلم كالمثلية والخيانة والجدل الذى تثيره أفلام المخرج داود عبدالسيد؟

الفيلم ناقش قضايا عديدة معظمها شائك ولكنه بالمقابل ناقش عدة نماذج إنسانية فى حياتنا ومحاولة مجموعة من الأشخاص اكتشاف أنفسهم كل منهم بطريقته، كعلاقة نورا بزوجها ويحيى وعلاقته بحبه الأول، وصديقه الذى يبدو كوحش كاسر وهو فى الحقيقة كالطفل ولا يقوى على إيذاء أحد، وأنا لم أخش هذه التجربة، فالجرأة مطلوبة فى حياتنا وهذه النماذج موجودة بالفعل ونحن لن ندفن رؤوسنا فى الرمال، وأنا تحمست كثيراً وفرحت بمجرد فكرة عملى مع مخرج مثل داود عبدالسيد، فأنا لست مجنونة لأرفض العمل معه، والفيلم لم يقدم أى مشهد بطريقة مبتذلة أو مُنفرة.

·         نورا لم تكن سعيدة فى زواجها مما دفعها لخيانة زوجها هل عدم السعادة الزوجية مبرر لخيانتها؟

- لن أتحدث عن الزواج فقط، ولكن بشكل عام "هل العلاقات الإنسانية يصلح أن تُبنى على أسس غير سليمة؟" بالتأكيد لا.. وإذا افترضنا أنه حدث وكان شخص ما فى علاقة مبنية على أساس خاطئ، فإن هذا يكون له تأثير سلبى على هذا الشخص، ونحن بطبيعتنا الإنسانية نختلف فى طرق تناولنا وعلاجنا لمشاكلنا، ومنا من يتصرف بشكل سليم ويعالج مشاكله ومنا من يزيدها سوءاً.

ونورا علاقتها بزوجها مبنية فقط على أساس استفادتها المادية منه هو أوصلها للشعور بأنها فتاة ليل وتبيع نفسها مقابل المال.. على عكس علاقتها بـ"يحيى"، وهكذا للأسف نجد أن علاقة الزواج التى من المفترض أن تكون شرعية وهى الشكل السليم للعلاقة نجدها هى الخطأ وهى سبب شعورها بأنها امرأة سيئة، وبمجرد تخلصها من هذا الزواج تجد نورا نفسها بمجرد تخلصها من العلاقة الخطأ.. فكيف تستمر فى علاقة وهى ترى نفسها فيها فتاة ليل وقبلت أن تقنع من أحبته بأنها فتاة ليل بدلاً من إخباره بأنها زوجة، فهى ترى فى البداية أن زواجها مجرد ورقة وهذا ليس مبدأ الزواج.. هناك ما هو أهم بكثير من هذه الورقة.

·         لماذا لم تخبره "نورا" بأنها صاحبة عزف الموسيقى طوال الأحداث؟

 - هى امرأة وحيدة وعندما تعزف تكون وحدها تماماً ولا يشجعها ولا يثنى عليها أحد، عزفها يعبر عن حالة الحزن والغضب بداخلها وفرحت بشعور أن هناك من يقدر جمال عزفها، ومواظبته طوال الأحداث على الذهاب إليها والاستماع لعزفها حتى لو كان معها، فأعطاها هذا جزءاً من الاهتمام الذى تبحث عنه، فهو أحبها وأحب عزفها دون أن يعرف مصدره.

·         رأى البعض أنه لا يوجد ما يبرر حب امرأة ناضجة جذابة لشخصية البطل المتلعثم غير الناضج عاطفياً؟

- هى لم تحبه فى بداية العلاقة، ولكن مع الوقت ومعرفتها للشخص الذى أمامها والجوانب الجيدة لديه أحبته، ولكن فكرة الحب من أول نظرة خاطئة وكاذبة، والبطل شخص رقيق المشاعر وهذا ما جعلها تقول أنه طفل كبير وتحاول إيذاءه أحياناً بالكلمات ليفيق من عالمه المثالى كالأطفال، وأن ينضج، فالأطفال فقط هم من يسلمون بأن الحياة منصفة، ولكن الكبار الناضجين يعلمون أنها ليست كذلك وأنها ليست عادلة على الدوام والمشاهد سيدرك مع الوقت أن علاقتهما ببعضها فيها اكتشاف للذات لكل منهما.

·         كيف استطعت الإمساك بمفاتيح الشخصية خاصة أنها تحمل العديد من الأبعاد النفسية؟

من خلال الورق نفسه لأن الورق مكتوب بشكل رائع وهو ما فرض نفسه على الممثل وليس العكس، وبالتالى كان شغلى على الشخصية بعيداً عن الورق قليل جداً لأنه مكتوب بشكل واضح ومُفصل، رغم أن الشخصية عميقة وتحمل أكثر من مستوى وكنت شايفاها رغم ارتباكى فى بداية التصوير وهذا شىء طبيعى جداً لأى ممثل أن يكون هناك وقت ليتعايش مع الشخصية خاصة أن المشاهد التى بدأنا التصوير بها كانت بعيدة عن روح الشخصية.

·         مشهد النهاية يحمل تناقضاً بين قمة القتامة وقمة التفاؤل مما صعب فهم المشهد على البعض.. ما رأيك؟

- - المشهد كان يجمع البطل والبطلة فى مركب السمك الميت فى البحر هو الخلفية، وهذه هى الحياة أن فى ظل القتامة الشديدة قد تكون هناك بارقة أمل وولادة حياة جديدة عندما تموت أم وهى تلد مولوداً جديداً إلى الدنيا، فهذه لحظة موت وولادة فى نفس الوقت، فهذه هى الحياة وعلينا تقبلها كما هى.

·     هذا الدور جرىء وقد تخشاه كثيرات خاصة فى سيطرة شعارات السينما النظيفة على تفكير بعض النجمات ولكنك أتقنته ببراعة.. هل سنراك فى هذه النوعية من الأدوار مرة أخرى؟

- لا أستطيع أن أقرر فأنا لم أخطط لشىء بعد ولا أعترف إلا بالدور الجيد، وهذا الدور تم تقديمه بدون إسفاف وأنا سعيدة جداً به، ولكن أرفض أن يتم تنميطى فى شكل معين من الأدوار لأنى أعشق التغيير والتنوع وهذا مبدأ أساسى لدىَّ فى شغلى.

·         ما سر حالة النضج الفنى التى بدت واضحة على بسمة فى "رسائل البحر"؟

- أعتقد أنها نتيجة لخبرات سابقة ومتراكمة بعد سنوات من العمل.. طبيعى لأى إنسان أن ينضج فى حياته وتزيده السنوات خبرة، وأنا سعيدة أن هذا ظهر من خلال الأستاذ داود، وأنه رشحنى لدور أعتقد أن كثيرين لم يتوقعوه منى، وأننى كنت بحجم هذه المسئولية.

·         ما الذى استفدته من العمل مع داود عبدالسيد؟

- استفدت على مستوى الخبرة الحياتية وعلى المستوى الفكرى بشكل كبير.. واستفدت كإنسانة فهو علمنى أن أتواصل مع مناطق فى شخصيتى لم أتواصل معها من قبل، وأرى الأشياء بشكل أوضح، أما من الناحية المهنية فزادت ثقتى فى نفسى كممثلة.

صباح الخير المصرية في

23/02/2010

 

آسر يس : لا تربطوا الجنس بـ"القذارة

كتب محمد عبدالرحمن

بدأ مشواره الفنى بهدوء من مشهد واحد إلى شخصية رئيسية ثم بطولة مشتركة قبل أن يحقق المفاجأة ويحصل على ثقة المخرج داود عبد السيد ليكون بطل فيلمه الجديد "رسائل البحر"، لكن النجم الشاب آسر ياسين مازال رغم هذه الخطوة الكبيرة متمسكا بأفكاره عن السينما والتمثيل مؤكدا أنه لا يدعى التواضع بعدم تفكيره فى الوصول سريعا لنجومية شباك التذاكر، وإن كان يتمنى بكل تأكيد أن يكون من نجوم الملايين، لكن ألا يأتى ذلك على حساب الرسالة التى يسعى لتقديمها فى كل أعماله الفنية؟!

·         هناك من يرى أن فيلم "رسائل البحر"نقطة محورية جاءت مبكراً فى مشوارك السينمائى، إلى أى حد تتفق مع هذا الرأى؟

- هى خطوة مهمة لكنها ليس نقطة تحول بالمعنى الذى تكلم عنه البعض، فهناك من قال لى "مش هنعرف نكلمك بعد الفيلم"، وأننى لن أقبل إلا البطولات المطلقة، لكن هذا غير صحيح، فالعمل مع داود عبد السيد وفر على الكثير من الوقت وأضاف لسيرتى المهنية، لكنه لا يعنى تغييراً فى مبادئى الفنية التى تقوم على تقديم أعمال بها رسالة تمتع المشاهد وتضيف له معانى وأفكارا تفيده فى حياته، وهو ما تحقق بقوة فى "رسائل البحر"وأسعى لعدم التنازل عنه فى المرحلة المقبلة دون النظر لحجم الدور واسمى على الأفيش.

·         لكن الوعد أيضا كان بمثابة بطولة مطلقة بالنسبة لك؟

نعم، لكن هناك اختلافا بين الشخصيتين، الوعد كان خطوة مهمة لتعلم كيف أسيطر على فيلم من الألف للياء ولا أفقد الشخصية فى أى مشهد، وساعدنى فى ذلك المخرج محمد ياسين كثيرا، بجانب الكبار الذين وقفت بجوارهم فى هذا الفيلم وزملائى الشباب، لكن رغم ذلك لم أكن راضيا عن نفسى بشكل كامل، وفى "رسائل البحر"اجتهدت كثيرا لتفادى كل هذه الملاحظات وأعتقد أننى نجحت بمساعدة داود عبدالسيد، وأعتقد أننى وصلت للمرحلة التى أفرق فيها بين الموهبة والحرفية، فكون الممثل موهوبا لا يعنى أنه قادر على تقديم الشخصية بالحرفية المطلوبة.

·         كيف تعاملت مع شخصية "يحيى"خصوصا فيما يتعلق بالتلعثم فى الكلام؟

-السيناريو مكتوب بالمناسبة بهذه اللعثمة، ويحيى ليس حالة استثنائية، بالعكس أى إنسان عادى عندما يتوتر يتلعثم بالكلام، وذهبت مع داود عبدالسيد لإخصائى التخاطب وجلسنا مع أشخاص مصابين بالتلعثم حتى وصلنا للشكل الذى ظهرت عليه الشخصية، وهى تختلف عن شخصية "عادل"فى الوعد بكون تفاصيل حياتها معروفة للجمهور فأزمته ظاهرة أمامهم، لكن "عادل"كان لديه ماضٍ يعرفه هو بمفرده ويجب أن يلمسه الجمهور دون أن يظهر ذلك بشكل مباشر .

·         وماذا عن التعامل مع المخرج داود عبد السيد فى البلاتوه؟

-طبعا الكل يعتقد أن المخرجين الذين فى حجم وتاريخ داود عبدالسيد يتعاملون بعصبية فى موقع التصوير، وهى صورة خاطئة فالتصوير كان بسيطا للغاية خصوصا أن فترات التحضير الطويلة تسهل مهمة الممثل أمام الكاميرا.

·         الاستقبال النقدى للفيلم كان مميزا، لكن الجمهور بالتأكيد له رأى آخر؟

هناك ردود فعل متفاوتة من الجمهور، من يقول أن الفيلم بطىء ثم يعترف بأنه لم يفهم الأحداث، ومن يعلن إعجابه بأمور قد نكون لم ننتبه لها نحن أثناء التصوير، فالمتلقى يرى فى الفيلم رسائل خاصة به، وهناك من أكد أنه بحاجة لمشاهدة الفيلم أكثر من مرة، وأنا شخصيا عندى هذا الشعور ليس لمشاهدة نفسى على الشاشة من جديد، ولكن لرغبتى فى متابعة الحالة التى يقدمها الفيلم، وهو بالمناسبة فيلم تجارى من وجهة نظرى الشخصية ليس فيلما فنيا فقط، لأن الحكاية الأساسية به مفهومة للجمهور بعيدا عن الرسائل غير المباشرة، كما أن السينما لم تشهد هذه النوعية من الأفلام منذ فترة طويلة، وأتمنى أن يحقق إقبالا جيداً فى هذا الموسم.

·         لكن هذا لا يعنى أنك لا تفكر فى شباك التذاكر بالمعنى الجماهيرى للكلمة؟

- بالتأكيد لكنى لن أتعجل هذا الأمر، فهناك خطوات أخرى لاتزال أمامى، ولست مهتما بتقديم فيلم يعرض فى موسم الصيف ليحقق الملايين وقد أخسر من خلاله الكثير من رصيدى الفنى، كل شىء سيأتى فى وقته، والمهم أن أضيف لنفسى الجديد فى كل تجربة وأتعامل مع مدارس سينمائية مختلفة.

·         لكن الوسط السينمائى لا يعترف غالبا بهذه المبادئ؟

نعم وهناك من قال لى فى بداية المشوار أننى لن أكمل، وآخر قال لى أننى لا أصلح للوقوف أمام الكاميرا، وفكرت فعليا فى الابتعاد عن التمثيل، لكننى حولت هذه الإحباطات إلى قوة واعتمدت على أن هناك فى الوسط السينمائى من يقدرون الأفكار التى أومن بها، واعتقدت أننى ربحت فى النهاية .

·         هل هذا يعنى إمكانية قبول ترشيحك لمشاركة أحمد عز بطولة فيلم الظواهرى؟

- لا مانع عندى من الوقوف بجوار أى زميل مادام الدور سيضيف لى، ولن أكتب على باب مكتبى أبدا عبارة غير مسموح إلا بالبطولات المطلقة، والفنان الكبير صلاح عبد الله قدم معنا ثلاثة مشاهد فى "رسائل البحر"، لكنها كانت مؤثرة للغاية وهو الأهم بالنسبة لى، لكن بخصوص فيلم الظواهرى فأنا لما أعرف بوجود سيناريو بهذا الفيلم إلا من الصحفيين الذين سألونى عن دورى وموافقتى رغم أننى لم أتلق أى اتصال بهذا الخصوص، وهو ما تكرر مع مسلسل مملكة الجنوب أيضا.

·     رغم أنك أديت فى "رسائل البحر"شخصية كان مرشحا لها أحمد زكى، لكنك تخلصت سريعاً من المقارنة بينك وبين الفنان الراحل التى أقحمك البعض فيها بعد ظهورك على شاشة السينما؟

المقارنة من الأساس غير منطقية، فعلى أى أساس تتم المقارنة بين ممثل شاب بفنان كبير وفى أى مرحلة، هل أنا أشبه أحمد زكى فى مرحلة الشباب أم النضج، كلام غير منطقى طبعا، والمقارنة تظلم دائما الفنان الأصغر وغير مطلوبة لأن المفروض أن كل فنان يدخل الساحة ليعبر عن نفسه، وأحمد زكى أكبر من أن يقارن بأحد، وأتمنى أنا أيضا أن يأتى يوم يقال فيه على ممثل جديد أنه قريب من آسر ياسين بعدما أكون قد صنعت اسمى وتاريخى مع الجمهور.

·     بمناسبة كون فيلم "رسائل البحر"للكبار فقط، ما رأيك فى المتداول أخيراً حول انهيار السينما النظيفة أمام مجموعة الأفلام الجديدة خصوصا أنك بدأت التمثيل فى ظل سيادة هذا النوع من الأفلام؟

- أنا أصلا ضد المصطلح من البداية، فلماذا نربط القذارة بالجنس، والنظافة بعدم وجود مشاهد حميمية، المفروض أن أى سينما تقدم عريا مبتذلا أو أفكارا سلبية أو سلوكيات خاطئة أو أغنية هابطة تصبح سينما غير نظيفة، النظافة مرتبطة بوجود رسالة لا مشاهد ساخنة.

·         وماذا عن الجديد فى المرحلة المقبلة ؟

-مازال فيلم "أسوار القمر"مجهول المصير فلم يتحدد موعد رسمى لعودة التصوير من جديد، ومن الصعب أن يلحق بموسم الصيف، وشاركت كضيف شرف فى مسلسل عرض خاص، واقرأ العديد من السيناريوهات لاختيار العمل السينمائى المقبل.

صباح الخير المصرية في

23/02/2010

 

آسر ياسين: لا أجد كلاماً بعد رسايل البحر

كتب غادة طلعت 

الإشادة بأداء الفنان الشاب آسر ياسين عن دوره في فيلم رسايل البحر قلما تحدث تجاه فنان حيث وصلت إلي حالة شبه إجماع سواء من النقاد من مختلف المتخصصين في الشأن السينمائي وهو ما يعني إننا أمام موهبة متفردة ينتظرها مستقبل واعد.

آسر لم يصب بالغرور مع أقلام المادحين التي تنهال عليه بالثناء منذ عرض الفيلم ولكنه أرجع ذلك إلي صانع الفيلم القدير داود عبدالسيد وتركيزه الشديد في تقديم الشخصية وعن هذه التجربة وكيفية استعداده لها تحدث معنا في هذا الحوار:

·         كيف تقيم تجربتك مع المخرج داود عبدالسيد في فيلم رسايل البحر؟

- وجدت أن كل الممثلين الذي شاركوا في بطولة الفيلم أظهرهم المخرج بشكل مميز جدا لدرجة أن بعض الفنانين كانوا بمثابة مفاجأة للجمهور ومن بينهم بسمة واستطيع أن أقول أنه الفيلم الوحيد الذي لم أشعر بالضيق وأنا أشاهد نفسي فيه علي العكس شعرت بمتعة وأنا أشاهده وسط الجمهور وهذه هي عبقرية الأستاذ داود عبدالسيد لأنه مخرج سهل وبسيط أراه أفضل من ترجم النص المكتوب.

·         هل تعتبر هذه التجربة بداية مرحلة مختلفة في مشوارك الفني؟

- هذا حقيقي كما أن التعاون مع المخرج داود عبدالسيد كان بمثابة حلم منذ أن بدأت التمثيل و الحمد لله أن الفرصة جاءت في موعدها وإن كنت لا أريد التقليل من تجاربي السابقة فكل مخرج تعاونت معه له مذاق مختلف فعندما تعاونت مع شريف عرفه في فيلم الجزيرة كانت مرحلة وخطوة مهمة في حياتي أيضا مع محمد ياسين في الوعد كان هناك اختلاف وكذلك الأمر مع باقي المخرجين.

·         هل قمت بتحضيرات معينة لشخصية يحيي التي جسدتها في الفيلم؟

- الشخصية لم تكن سهلة بالمرة ولكن اشتغلت عليها جيداً فمنذ قراءتي للسيناريو بدأت التحضري وعقدت جلسات عمل كثيرة مع المخرج لكي أعرف كيف يري هذه الشخصية لأنني أقوم بتجسيدها من وجهة نظره لذلك كنت حريصاً علي معرفة كيف يري هذا الشاب.

·         وكيف تدربت علي طريقة التلعثم التي يتحدث بها يحيي؟

- جلست مع أطباء تخاطب متخصصين وحرصت أيضا علي الجلوس مع أشخاص مصابين وحالات مختلفة لمن يعانون بالتهتهة وكونت فكرة مبدئية عن شكل التلعثم الذي سوف يتحدث به هذا الشاب إلي أن جلست مع المخرج وتلاقينا في وجهة النظر وخرج الكلام بالشكل الذي ظهر به في الفيلم.

·         وما الذي اكتشفته عن الأشخاص المصابين بمرض التلعثم؟

- ليس بالضرورة أن يكون التلعثم نتيجة لمرض معين كما أن أسبابه ليست ثابته ولكن أنا مؤمن أن الخوف الذي ينتابنا في كثير من الأحيان يتم ترجمته في أمراضنا فعلي سبيل المثال من يخاف من عدم تحقيق النجاح في وقت محدد في الغالب يصاب بالضغط وكذلك من يخاف من الموت أما يحيي فهو مختلف عن الناس وعن شقيقه ويشعر بالوحدة لذلك هو يعاني من مشكلة التخاطب خاصة وأن لديه مشكلة فكرية في التواصل مع الناس.

·         طريقتك في الكلام أرهقت من شاهد الفيلم فهل أثرت عليك هذه الطريقة بعد التصوير؟

- طبعاً تأثرت كثيراً بأشياء مختلفة في يحيي أهمها طريقته في الكلام لأن الكلام يعتمد بشكل أساسي علي طريقة التنفس وطريقة كل واحد منا في التنفس تؤثر علي شكل كلامه والعكس صحيح لذلك ظللت لفترة أجد صعوبة في طريقة التنفس والكلام.

·         هناك مشاهد تحدث فيها يحيي بدون تلعثم فما تفسيرك لهذا؟

- شقيقي كان يشاهد الفيلم بجواري وعندما جاء هذا المشهد علي الشاشة فوجئت به ينظر لي استعداداً لأن يسألني هذا السؤال ولكن فوجئ ببسمة التي تقوم بدور نور في الفيلم توجه له نفس السؤال وتقول أنت مبتهتش ليه؟ لأنه في هذه اللحظة كان مرتاحاً ومتواصلاً معها لأن الأمر في الغالب نفسي.

·         البعض انتقد أيضا المشاهد التي ارتديت فيها ملابس باهظة الثمن في حين أنك تعاني من الجوع؟

- هي ليست ملابس باهظة الثمن بل ملابس عادية وبعضها ملابسي الشخصية وحتي الحذاء الذي ارتديته في المشاهد التي فقدت فيها الوعي علي البحر بسبب الجوع كان لا يتجاوز ثمنه الـ100 جنيه وما يميز هذا الشاب هو ألوانه واختياراتها المتناسقة كما أنه من أسرة ثرية في الأساس بالإضافة لأنه اضطر لأن يبيع ملابسه في أحد المشاهد لكي يحصل علي المال ليشتري طعاماً.

·     توقع الكثيرون أنك سوف تختار نوعية معينة من الأدوار التي تتميز فيها ومنها الأكشن ولكن خالفت المتوقع بهذا الدور هل تعمدت ذلك؟

- طبعاً لا أستطيع تقديم المتوقع ولو فعلت ذلك لن أكون راضياً عن نفسي كما أنني أريد تقديم الكوميدي والأكشن والرومانسي حتي لا أضيع علي نفسي فرصة العمل مع المخرج محمد ياسين ووحيد حامد وداود عبدالسيد لو قمت بالتركيز في مدرسة معينة.

رز اليوسف اليومية المصرية في

23/02/2010

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)