كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

فرانسوا فوجيل، وأفلامه المُثيرة للدهشة

دعونا نستمتعُ بهذه الصور الجميلة

صلاح سرميني ـ باريس

مهرجان الخليج السينمائي

الثالث

   
 
 
 
 

مابينَ روح شرائط الفيديو المُوسيقيّة، تقنيات أفلام التحريك، جماليات الأفلام الإيقاعيّة/البنائيّة، وعبث الشخصيات المُثقلة بهمومها الإبداعية، يلجأ السينمائيّ الفرنسيّ التجريبيّ "فرانسوا فوجيل" إلى أسلوبٍ يُعيدُ معمارية الواقع، ويُحوّله إلى أشكالٍ مُمتدّة في الزمان، والمكان، حيث يختلُّ توازن الأشياء، وترتخيّ في فضاءٍ يخلو من الجاذبية، مُنجزاً هذياناً بصرياً مُتعقلاً، أعمالاً إبداعية مُفرطةً في الجمال، ومثيرةً للخيال، والدهشة.

مع كاميرا/ت لا تهدأ، عدساتٍ واسعة جداً، منظوماتٍ مصنوعة يدوياً، وألعابَ أطفالٍ، وكبار، يتخطى "فرانسوا فوجيل" مفهوم التجريب إلى التجديد، والاكتشاف، مُستفيداً من أشرطة الأخوين لوميّير، وخدع جورج ميلييس، مُروراً بالحركات الدادائية، المُستقبليّة، والسُورياليّة،..، ولا يتوقف عند آخر المُستحدثات التقنية الرقمية.

في أفلامه، يتجسّد مفهوم "اللعبة"، و"اللعب"، حيث يستلهمُ أفكاره من التأثيرات البصرية للعدسات، المراجيح الكبيرة المُدوّخة، والهائجة حول محورها في اتجاهاتٍ مختلفة، الألعاب البصرية التي سبقت اختراع "السينماتوغراف" ـ الـ "Kaléidoscope" على سبيل المثال ـ، وأحدث التقنيات الصوتية، والبصرية المُتوفرة حالياً.

بدورها، تتحوّل الكاميرا/ت إلى لعبةٍ، ويتسامى هذا اللعب الطفوليّ إلى مُنجزاتٍ إبداعية، وفيها تتعايشُ الصور في "كولاجٍ سينمائيّ"، وتتباعدُ الشخصيات، وتتقاربُ بطريقةٍ آلية في أزمنةٍ، وأمكنةٍ مُركبة، ومُصطنعة.

وعن طريقها، يخلقُ "فرانسوا فوجيل" عوالمَ مُقعرّة، وهمية، أو مُتوّهمّة، يُفتتُ عناصر الصورة، ويُدّمر المفاهيم التقليدية للمشهد، واللقطة، وأحجامها، مُبدعاً صوراً مُتناضدة، ومُتداخلة، تتزحلقُ فوق الصورة الأصلية الأكبر، تتناسخُ فيما بينها أحياناً، تتكوّرُ في حالاتٍ أخرى، وتمتدُّ إلى ما لانهايةٍ في تأثيراتٍ "كليودوسكوبية".

"فرانسوا فوجيل"، يغرفُ من جماليات السينما التجريبية، ويُثريها بمُفرداتٍ جديدة، يتلاعبُ بالصورة كما الصوت، تماماً مثلما يفعلُ الكبار، والصغار مع تلك الألعاب الفرنسية المُعتمدة على التشابهات اللفظيّة بين الأشكال، والرسومات، والتداخلات الحرفية، والتشكيلية مابين الكلمات.

قبل مُشاهدة أفلامه، دعونا نتناسى طوعياً واقعاً رتيباً، ونتخلى عن أثقالنا كي نستمتعَ بصورٍ مُبتهجة حتى الانتشاء .

في (خشخشة الخنافس/ Le Bruit de la vrillette/ The Sound of the Woodwormـ 10 د ـ 1992)، يتجسّدُ بناءٌ حكائيّ، يزدادُ تعقيد الحدث، وشخصياته، ولكن، لا تتجاوز أهميته الجماليات السينمائية المُستخدمة.

هنا، بالإضافة لشريط صوت مُشوهاً ما أُمكن، يبدو بأنّ الصورة تُعرض في اسطوانةٍ، بئرٍ، أو نفق، نصف دائرتيّن مُلتصقتيّن يمنحان هذا التأثير البصري، في الأولى أعلى الشاشة، رجلٌ يتحرك عكس حركة آخر في نصف الدائرة الثانية أسفل الشاشة.

من الأفضل، بأن لا ينشغل المُتفرج بحكايات "فرانسوا فوجيل" البسيطة جداً، وأسرار إنجازها، ولكن، بالأحرى، يستغرقُ بمشاغله، وهمومه الجمالية، لأنه ـ ماعدا المُتخصصين جداً ـ لن يصل إلى نتيجة.

وحده يعرفُ خبايا صنعته، والطريقة التي يجعل صوره سائلةً، وكأنها تُعرض فوق سطح الماء، وتتشوّه بفعلِ موجاته.

في كلّ فيلمٍ يقدم "فرانسوا فوجيل" فكرةً جماليةً مختلفة، يُحوّل المألوف، الاعتياديّ، واليوميّ إلى حدثٍ مبهر، في (قطاف/ Cueillette/ The Picking ـ 2 د ـ 1995)، بداية حكاية، ملامح فراقٍ أكثر منه لقاءً مبتسراَ في ركن حديقة، حيث شابٌ مُدخنٌ، وحالمٌ، وفتاةٌ تعطلت دراجتها الهوائية.

في (طبيعة ضاحكة/ Riante contree/ Cheerful Country ـ 3 دقائق، و45 ثانية ـ 1996)، هناك، رُبما، شبكةٌ في فضاءٍ أخضر يتعلقُ فيها شخصيتان، واحدةٌ أنثوية، والأخرى ذكرية، هكذا يبدو للمُتفرج، من تشكيلاتهما الخطية الهندسية البسيطة، فيلمٌ إيقاعيّ يمزجُ مابين تقنيات الرسوم المُتحركة، الكولاج، والإنشاءات السمعية /البصرية، يمكن أن يُزين شاشة عرضٍ تقليدية، أو قاعةً في متحف للفنون المُعاصرة.

في (شارع فرانسيس/ Rue Francis ـ 4 د ـ 1997) يستخدم "فرانسوا فوجيل"، ولأول مرةٍ، مادةً تسجيلية يُحوّرها على مذاقه الخاصّ في الاقتحام، والتراجع، تشويه الصورة، تقعيرها، واستنساخها.

إنه ببساطة، وأفلامه كلها بسيطة، يُسجلُّ صوراً لبعض المُمارسات العارضة في المباني المُواجهة لنافذة غرفته، وما يحدثُ في الشارع أسفل البناية، يُغير من رتابتها المألوفة، ويجعلها تتدفق بإيقاعٍ آليّ.

في (دجاجة جيرار/ La Poule Gerard/ The Gerard Chickenـ 4 د ـ 1997)، يعود "فرانسوا فوجيل" إلى الحكاية، ولكنه، كالمُعتاد، يقدمها بشكلٍ مُغاير، "جيرار" شخصية مُتوَهمّة على الأرجح، يحكي من خارج إطار الصورة حكايته عن وجبة الدجاج التي يُتقنها من خلال صياغة سينمائية تمزج بين التعليق الصوتي، الصور الفوتوغرافية، وتقنيات التحريك، ويمنح الإحساس الجماليّ بصورةٍ من مقاس سوبر 8، استهلكها الدوران في جهاز العرض، وحرارة مصباحه المُتوّهج، والأوساخ، والخدوش، تضيف إلى شريط الصوت خشخشةً لا يمكن تفاديها.

(سقفٌ اصطناعيّ/ Faux plafond/ Construction Ceilingـ 6 د ـ 1999) يتضمّن بناءً حكائيّاً ـ سوف يضمحلّ فيلماً بعد فيلم ـ زوجان يُعانيان من تعطلّ مصباح الغرفة، الموسيقى قرقعة رتيبة، ومتوالية، الشخصيات محبوسة في مربعاتٍ، مستطيلاتٍ، ودوائر تبدو مُقحمة عمداً على الديكور، مُقتطعة من صورٍ أخرى، ومُلتصقة في الصورة التي نشاهدها على الشاشة.

ترتكزُ الصياغة السينمائية على التحريك، تبدو الشخصيتان مرسومتان، يُحركهما "فرانسوا فوجيل" فوق الشاشة، ويصورهما صورةً، صورة كي يحصل على حركةٍ متقطعة، وآلية.

في (Live@the End/حياة@النهاية ـ 4 د ـ 2002، يحاولُ الارتكاز على حدثٍ عاديّ، مُمارساتٍ يومية مألوفة في بهوّ مبنى يجتمعُ فيه عنوةً مجموعة من الشخصيات، وكلب أحدهم، أفقدهم "فرانسوا فوجيل" توازنهم.

يتجزأ المكان الواحد إلى أمكنةٍ صغيرة، ويتفككّ الزمن إلى أزمنةٍ مُتعددة، ومُتراكبة، وتتناسخُ الشخصيات.

فيلمٌ إيقاعي، موسيقيّ، وفيه يجتزئُ مساحةً صغيرة من الصورة الأصلية التي تملاً مساحة الشاشة، ويضعها فوق كلّ شخصية كي تتحرك معها يميناً، أو شمالاً، نحو الأعلى، أو الأسفل، يجعلها بالأحرى تتزحلق، أو تتراقص مع موسيقى مُتكررة "Musique Techno".كولاجٌ سينمائيّ، ولعبة مرايا كلّ واحدةٍ تعكس صورة الأخرى، وشخصياتٍ فقدت قدرتها على الحركة المُنتظمة.

(السلطعونات/ Les Crabes/ The Crabs ـ 6 دقيقة ـ  2002)، أكثر الأفلام بناءً في حكايته، قبيلتان/مجموعتان من البشر المُتوَهمّين تتحاربان فيما بينهما، يرتدي أفراد الأولى ملابس حمراء، والثانية زرقاء، لغتهم همهمة، صراخٌ، وكلمات غير مفهومة، الشخصيات مُستنسخة، ومحبوسة داخل إطاراتٍ شفافة، تضيق، وتتسّع وُفق حركاتهم الهائجة، وعندما ينكسرُ الإطار الذي يحيط بشخصيةٍ ما، أو يحميها، تختفي، تبتلعها مخابئ السلطعونات بالقرب من الشاطئ، في نهاية القتال لم يتبقَ من المجموعتين غير اثنين، واحدٌ فقدَ الإطار الذي يحميه، والآخر ما يزال يتمسك بقطعةٍ صغيرة، يقتربُ من الآخر، ويلمسه، فيتشكل إطارٌ يجمعهما معاً، يحبس الاثنان فيه، ويصبحا غير قادرين على التحارب، هل حلّ السلام بينهما؟

وكما يهزّ "فرانسوا فوجيل" إدراكنا البصريّ، فإنه في (لعبة ثلاث قطط صغيرة/ Trois petits chats/ Three Blind Mice" ـ 6 د ـ 2003)  ُيخلخلُ شريط الصوت بين شخصياتٍ تتبادلُ آلياً حواراً يرتكزُ على لعبةٍ لغوية.

ينقسمُ الفيلم إلى أربع أجزاءٍ تتدرجُ عكسياً من الرقم 3 إلى الصفر، المُتفرج الذي لا يُتقن كثيراً اللغة الفرنسية، أو نسخة الفيلم الإنكليزية، سوف يجد صعوبةً في فهم تلك اللعبة اللغوية الجماعية، ولكن، يكفيه الاستغراق في الصور للاستمتاع بفيلمٍ يستعيرُ من التصوير الفوتوغرافي، وتقنيات التحريك، مُقدماً نموذجاً أصيلاً لسينما لا تستمدُّ مرجعيّاتها من الأفلام الحكائية.

في(دوار/ Tournis/ Dizzyـ7 د ـ 2006)، يكشفُ "فرانسوا فوجيل" عن بعض منظوماته التقنية، لنكتشف بأنّ الصورة، والصوت في بعض أفلامه، ورُبما معظمها، يتخلقان لحظياً أثناء التصوير.

في الفيلم، وكلّ أفلامه، يتجسّد مفهوم "اللعب"، لقد تحوّلت الكاميرا إلى "لعبةٍ"، ويستخدم "فرانسوا" ألعاباً تمّ تجهيزها يدوياً لإنتاج تأثيراتٍ بصرية، وصوتية .

هنا، أكثر من كاميرا، وصوراً مُلتصقة فوق الصورة الأساسية، تتزحلقُ، تتوالدُ، تتعانقُ، تتراقصُ،.. كولاجٌ من الصور.

فنّ "الكولاج السينمائي" واحدٌ من مُمارسات السينمائيين التجريبييّن أيضاً، رُبما السينمائية الفرنسية التجريبية "فريديريك دوفو" أكثرهم استخداماً لهذه الطريقة على الشرائط الحسّاسة نفسها بعيداً عن النسخ، القصّ، واللصق المُستخدمة في التقنيات الرقميّة.

تتجلى في الصورة لعبة الفيلم، وقرينه، الفيلم/الأفلام داخل الفيلم/الأفلام، يشاهد المُتفرج في كلّ صورة صغيرة ما تقوم الكاميرا الأخرى بتصويره، بدورهم، فريق العمل يتراكضون، يتحركون من كاميرا إلى أخرى، ويلعبون.

يستوحي "فرانسوا فوجيل" أفكاره من تقنيات الألعاب المُدوّخة الهائجة في الهواء حول محورها في اتجاهاتٍ مختلفة، والتي تزدحمُ بها مدن الملاهي، حيث تعلو صرخات الإثارة، والخوف التي سعى الزبائن من أجلها.

المنظومات المُعدّة سلفاً، تنتج شريط الصوت مباشرة، ورُبما يعمدُ "فرانسوا فوجيل" لاحقاً إلى تشذيبها، وصياغتها من جديد، وإثرائها بإضافاتٍ طفيفة، هنا أيضاً، كما معظم أفلامه، مكانٌ واحد، ساحة أمام مبنى، لا يهمّ أين، ومتى؟ لا يوجد زمانٌ، ومكانٌ محددين، كلّ الأمكنة، والأزمنة قابلة للتصوير.

يستطيع "فرانسوا فوجيل" انتزاع أيّ مكانٍ من صورته الواقعية المألوفة للعين، ومنحه صورة أخرى أكثر إثارة، وديناميكية، أماكنَ هائجة، مائلة، مُعلقة، ممطوطة، مُرتخيّة، مُتراخيّة، مُترنحة، ثملة، مُنتشية،..

تتحركُ في كلّ الاتجاهات، يمكن أن تميل، وتسقط، ولكن "فرانسوا" يقبضُ عليها بعدسته، ويُعيدها في أيّ لحظة يشاء إلى صورتها الأصلية.

يُعتبرُ هذا الفيلم امتداداً، وتطويراً لجماليات الشاشات المُتعددة التي تحدث عنها السينمائيّ التجريبي الفرنسيّ "يان بوفيه"، وأنجزها بعرض أكثر من فيلمٍ عن طريق أجهزة متعددة، بينما يستخدم "فرانسوا فوجيل" جهاز عرضٍ رقميّ يعرضُ فيلماً واحداً.

في (مطبخ/ Cuisine/ Kitchen ـ 4 د ـ 2007)، الكاميرا، عدستها، والأنظمة التقنية المُبتكرة، تخلقُ المُؤثرات لحظة التصوير نفسها.

يستعينُ "فرانسوا" بعدسةٍ واسعة جداً، ولعبة مرايا تُسمّى "Kaléidoscope" التي تمطّ الصورة إلى مالا نهاية، مكانٌ واحدٌ لا حدود له، ممتدٌ في الزمان، والمكان .

في فيلم (بعد المطر/ After the Rainـ 4 د ـ 2008)، يمزجُ جماليات أشرطة الفيديو كليب الفنية، وأفلام التحريك، هنا، في غابة كرتونية مُصطنعة، يفتتُ وجوه شخصياته البائسة، والمحبوسة في أكواخٍ صغيرة لا تتسّع لأكثر من عينٍ، أو شفتيّن، تتعلقُ أجزاء الوجه بالصورة الأساسية الكبيرة التي تملاً مساحة الشاشة.

إنه فيلمٌ يتشكلُ من لقطاتٍ مُركبة، ومُتناضدة، الصغيرة الرمادية ملتصقة فوق أخرى أكبر منها احتفظت بألوانها المُتألقة، وأحياناً تتزحلق فوق حلزونات، أو تطير بأجنحةٍ كرتونية، هنا لم يعدّ لمفهوم اللقطة معنى، يُدمر"فرانسوا فوجيل" المفهوم التقليديّ لأحجامها (عامّة، متوسطة، قريبة،...)، فقد تداخلت مع بعضها، وهي إحدى جماليات السينما التجريبية التي يغرفُ منها، ويُثريها بمُفرداتٍ جديدة.

يُشير العنوان (Rebus 5 د ـ 2008) إلى لعبةٍ فرنسية تعتمدُ على الكلمات، والرسوم، يُجسّدها "فرانسوا فوجيل" بصريّاً على طريقته، المكان عنده محدودٌ تماماَ، مطبخٌ، وحديقة البيت،  كلماتٌ، وبعض المُؤثرات، مشوّهة بدورها، أسلوبّ بنائيّ، تقعير الصورة، ومن ثم تناسخها في لحظةٍ ما، وتحوّلها إلى لوحةٍ سينمائية مُزدهرة بالألوان، ومُبتهجة.

في (Stretching ـ 4 دقائق، و30 ثانية ـ 2009)ـ وتعني حركات التسخين، والتهيئة الجسدية التي يُؤديها الرياضيّون قبل الإقدام على مباراةٍ ما ـ ، يستعير مرجعياته من الجماليات الإبداعية للفيديو كليب الفنيّ بالتحديد، شريط الصوت يقرّبه أكثر من هذا الجانب، وخاصةً صياغته الإيقاعية.

في الفيلم، شخصيةٌ وحيدةٌ مُثقلة بالهموم التشكيليّة، تمارسُ طقساً رياضياً راقصاً مع عناصر المكان (شوارع مدينة مانهاتن، جسورها، وأبنيتها)، يُعيدُ "فرانسوا فوجيل" تشكيل بُنى معمارية، يخلقُ فضاءً يخلو من الجاذبية، ترتخي الأبنية حتى الأكثر ثقلاً، ورسوخاً في أساساتها، ويختلّ توازنها.

إنه عملٌ جسديٌّ، تجسيديّ، الكاميرا فيه لا تهدأ عن طقوسها الاقتحامية، والتراجعية، وعدسةٌ واسعة جداً "عين السمكة" مُصابةٌ بشرهٍ إبداعيّ/ جماليّ، تُوشك على ابتلاع أمكنةٍ هانئة بصورها الواقعية، ولكن، حالما تتبينُ بأنها في مواجهة مخلوقاتٍ جامدة، وعسيرة الهضم، تتقيأها، بدون الكفّ عن محاولاتٍ جديدة، تُعاندُ في اضطراباتها الهضمية بُتحويلها إلى أشكالٍ تجريدية/هندسية لفترةٍ مؤقتة قبل أن تلتهمها من جديد، وتلفظها مُشوّهة المعالم.

إنه فيلمٌ مُختبريّ ـ إن صحّ التعبيرـ ، هذيانٌ بصريّ مُتعقلٌ بما يكفي، وفيه تفقدُ الأبنية الجامدة الثقيلة صلابتها، وتقبلُ راضيةً، أو مرغمةً بحالتها المطاطية، اللزجة.

يبتكرُ "فرانسوا فوجيل" حركاتٍ جديدة للكاميرا تخلقها منظوماتٍ مُجهزة منزلياً، وتجعلها تتأرجحُ في الهواء، تقتحمُ، وتتراجع.

تبتعدُ الصورة "تماماً" عن حالتها المألوفة في واقعٍ رتيبٍ، أو أقرب إلى الرتابة، وتُدمرّ "تماماً" الفكرة الشائعة عن السينما بأنّها "مرآةٌ للواقع، وانعكاساً له"، في هذا الفيلم، كما غيرَه، السينما ليست مرآة، ولا تعكس واقعاً.

إنها، بالأحرى، تُجسّدُ خيالاً سينمائياُ يستوحي، ويستمدُّ مادته من الواقع، والخيال معاً، يمزجهما مُبدعاً عالماً ينحصرُ جغرافياً فوق شاشة، ولا يدوم أكثر من دقائق، أو ساعاتٍ وُفق المدة الزمنية لأيّ فيلم.

بالمُقابل، كاميرا "فرانسوا فوجيل" لا تجعل صورة الواقع بشعة كحال تلك المرايا المُنتشرة في مدن الملاهي، والتي تُشوّه صورنا إلى حدّ الفزع .

ولكنّ الصورة المُلتقطة بعدستها الواسعة، والتي يتمّ تسجيلها فوق الشريط الحساس، أو الإلكترونيّ، مُختلفة، مُثيرة للدهشة، وتستدرج المتفرج إلى عوالم معمارية خيالية، ومُصطنعة، كما الحال في أفلام التحريك المُرتكزة على خيالات مُستقبلية.

كما أنها لا تُجسّد أحلاماً ليلية، أو نهارية، إنها، بالأحرى، كاميرا تمتلكُ عيناً تمتدُّ إلى الصورة المُواجهة، تلفُّ حولها، تُؤرجحها يميناً، وشمالاً، أو تدفعها إلى الأمام، والخلف، وفي حالاتها المُبتهجة، تُمازحُ عناصر الصورة مزاحاً لطيفاً، ومألوفاً لصديقيّن، "فرانسوا فوجيل"، والكاميرا.

الجزيرة الوثائقية في

08/04/2010

 
 

مهرجان الخليج السينمائي دورةً ثالثة يُفتتح هذا المساء

الســـيـــنـــما... مـــهـــمـــا كـــلـــف الأمــر!

دبي ـــ "النهار"

مجموعة أفلام خليجية قصيرة اختيرت للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان الخليج السينمائي، طبعة ثالثة (8-14 الجاري)، الذي يبدأ هذا المساء في امارة دبي. من جملة ما يتباهى به المهرجان في البيان الصحافي المنشور على الموقع الرسمي، عرض أول فيلم خليجي قصير انجز بتقنية الابعاد الثلاثة ضمن هذه التظاهرة التي بات يعوّل عليها حاملو همّ مستقبل الفيلم الخليجي. جرياً للعادة، سيقدم المهرجان جوائز مالية للأفلام الثلاثة الفائزة تصل قيمتها إلى 60 ألف درهم إماراتي، إضافة إلى جائزة خاصة من لجنة التحكيم بقيمة 20 ألف درهم للفيلم الذي سيبرز الموهبة الواعدة التي تحتاج اليها السينما الخليجية. مجموعة رهانات متشابكة اذاً أمام المشاركين في هذا الموعد الذي بات ثابتاً.

مسعود أمر الله آل علي، أحد أهم السينيفيليين في الخليج، يترأس الادارة الفنية لمهرجان دبي السينمائي الدولي، وهو أيضاً يتربع على عرش هذا المهرجان. في كلام له، أثنى على مدى تطور الصناعة السينمائية في منطقة الخليج، فهي بحسبه صناعة تعبّر عن الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها المواهب الشابة عبر أطروحات سردية مهمة تستفيد من الفن السينمائي بوصفه من أكثر وسائل التعبير الإبداعي قدرة على إحداث تغيير إيجابي في المجتمع. طبعاً، هذا الكلام في حاجة الى مناقشة جدية، تفادياً للبقاء عند العناوين العريضة التي غالباً ما تأخذنا الى غير المكان الذي نريد الذهاب اليه. فما بات يُعرف بالسينما الاماراتية، هي مغامرة فتية لا تزال في بداية مشوارها. لا أكثر ولا أقل. القول بعكس ذلك، يعني استجابة نوع من زجل وتطبيل لسينما، يعترف حتى الخليجيون بأنها لا تزال في مقتبل تجربتها.

معوقات كثيرة أمام نهوض هذه السينما، لعل أهمها انحسار الحريات في منطقة الخليج، وعدم وجود تراث بصري يعتمد عليه السينمائيون الشباب ومن ثم ينفضونه عنهم لينطلقوا على سجيتهم. ما يمنع السينما في الخليج، وهو أحد أكثر المناطق ثراء في العالم، مسألة تحتاج الى تدقيق علمي قد نخرج على اثره باستنتاجات غير تلك التي نعتقدها.  

لا يمكن الحديث عن الخليج والسينما هناك من دون ذكر النموذج السعودي. حركة صغيرة ومتواضعة شهدتها المملكة في أواسط العقد الماضي، سرعان ما وئدت لأسباب معروفة: "لا نريد سينما في السعودية"، قالت السلطات. "اذا اصرّوا فليذهبوا الى خارج البلاد"، كانت العبارة الثانية. بعض السينمائيين رفضوا أن يعتبرهم التاريخ مجرد شياطين خرس. حاولوا القفز فوق القرارات الصادرة من المراجع العليا، لكن لم يستطيعوا فعل شيء حتى الآن، وعندما استطاعوا وجدناهم يناقشون مواضيع جانبية لا تغيظ أحداً، والتجارب لا تزال خجولة جداً وفردية بالتأكيد، حتى ان سذاجة بعضها تبلغ مرتبات عالية، وهي تشمل خصوصاً اختيار المواضيع. هذه حال الموضوع الذي يدور حوله "براءة" لجاسم البطاشي، اذ يعدنا الملخص الخاص به "أن الأمل موجود حتى في أكثر الأوقات صعوبة"!  

السينما الخليجية مادة جدال حامية بين النقاد. منهم من يعتبرها تطوراً طبيعياً كان لا بد أن يظهر الى العلن عاجلاً أم آجلاً، ومنهم من يحكم عليها بالاعدام كما يفعل الناقد ابراهيم العريس، في مقابلة مع جريدة "السياسي": "ليس هناك سينما خليجية على الإطلاق (...). هذه الأفلام القصيرة التي يصنعها الشبان هي أفلام أقل من هواة بالنسبة الى السينما المصرية، أو الى أي سينما أخرى. [الخليجيون] ينفقون أموالاً هائلة "منظرة"، وربما ينافسون بعضهم البعض في ذلك، فدبي نظمت مهرجاناً وأبو ظبي كذلك، والدوحة أسوأ، فقد استوردت مهرجاناً كاملاً من أميركا على بلد كله 80 ألف إنسان، ولا أعرف كم سينمائياً فيه أو كم متفرجاً، هذه أموال تهدر ولو كانت تنفق على تصنيع السينما في هذه البلدان، حتى لو سينما قصيرة أو حتى برامج تلفزيونية جيدة، فهذا أفضل. هناك محاولات (...) ولكن كل هذا لا يصنع سينما، لا ماض ولا تاريخ، وربما لا مستقبل أيضاً. فالسينما وارثة مجموعة من الفنون وهي التي تتوجها جميعاً، فهذه المجموعة من الفنون لا بد أن يمر بها الخليج أولاً، لا يكفي أن يكون عندي تراث غنائي عظيم وأموال هائلة لأصنع سينما. فالخليج خارج النقاش في السينما العربية".

نحن اذاً في طور انتظار أن تكون للسينما في الخليج ولادة أولى وثانية وثالثة الى أن تتكوّن آلية فكر وخلق تتيح وجود مثل هذه الصناعة، من دون ان يشعر لا صاحبها ولا المتلقي بالاحراج لكونه أمام عمل يأتي من بلدان متهمة بالتخلف وبضيق العقليات وهي تريد النهوض بالسينما مهما يكن الثمن! مع تبدل العوامل الديموغرافية والانفتاح، قد يبدأ اليوم وغداً وبعد غد المشوار الصعب للسينمائيين الخليجيين. شرط الا ننتقل من أوطان لا سينما فيها الى سينما ما من وطن يريدها

النهار اللبنانية في

08/04/2010

####

ينطلق اليوم وسيعرض افلاما من اليابان وأمريكا والشرق الأوسط والهند 

دبي: مهرجان الخليج السينمائي يقيم جسرا للتواصل بين الشرق والغرب

دبي- د ب أ: أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان الخليج السينمائي الثلاثاء الماضي أن الدورة الثالثة للمهرجان والتي تنطلق اليوم الخميس تحتفي بنخبة من أفضل الأفلام الآسيوية والاوروبية والأمريكية، ضمن سعيه ليكون 'جسرا للتواصل الإبداعي بين الشرق والغرب'.

وقال صلاح سرميني، مستشار المهرجان، إن الدورة الجديدة ستعرض مجموعة متنوعة من الأفلام الأوروبية، الى جانب أفلام من اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وكندا والشرق الأوسط والمشرق العربي وشبه القارة الهندية.

وأضاف 'تعبر مجموعة الأفلام التي وقع عليها الاختيار للعرض عن طبيعة وأهداف المهرجان الذي يسعى إلى تعريف الجمهور والمشاركين بأفضل إبداعات السينما من كافة أنحاء العالم'.

ويضم البرنامج فيلم 'لوغوراما' الذي اشترك بإخراجه فرانسوا ألو وإيرفيه دو كريسي ولودوفيك هوبلين، والذي فاز بجائزة أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة قصير، وهو عمل ساخر يهزأ من الغزو الثقافي وتأثير شعارات الشركات الكبرى على الحياة اليومية، عبر توظيف 2500 شعار ورمز اشتهرت بها الشركات على مر التاريخ.

يدور فيلم 'فن بالصدفة' للمخرج الأمريكي بيتر جون روس حول قصة امرأة متزوجة تتورط في علاقة مع فني صيانة، وتنعكس على فنها بشكل غير متوقع ؛ أما فيلم 'أجنحة من شمع' لهيدي كريسان فيصف الفرحة الغامرة التي تجتاح أحد الناجينً من تحطم سفينة عندما يصل إلى أحد الشواطئ الإيطالية سالماً.

يلقي فيلم 'لا تخرج من ذلك الباب'، للمخرج سمير رحيم، الضوء بأسلوب طريف على الحب وتبعاته؛ ويقدم المخرج سمير نجاري رواية شعرية حزينة تغوص في مآسي الهجرة في كندا عبر حكاية عن الصداقة في فيلم 'ثلج يغطي أشجار التين- يوم تبعنا ساشا على ظهر الخيل'.

ويقدم المخرج الهندي الحائز على الجوائز أوميش كولكارني في فيلمه 'اللعنة' مجموعة من الأشخاص المحتجزين في ردهة مظلمة بالقرب من محطة القطار في مدينة صغيرة.

يروي المخرج الماليزي إيدموند يود في فيلم 'كينجيو' قصة مدرس في رحلة تقودها امرأة شابة تأخذه خلالها عبر شوارع طوكيو المعاصرة،ليستعرضا ماضيهما المشترك وليكشفا عن علاقة حب، سيبقى ألمها إلى الأبد.

وفي فيلم 'شفاء' يتناول المخرج الباكستاني ميان عدنان أحمد قصة طفل موهوب في قرية تفتقر إلى التعليم.

يشار إلى أن الدورة الثالثة من المهرجان تستمر حتى يوم 14 نيسان (ابريل) الجاري بدعم من 'هيئة دبي للثقافة والفنون'، ويجري تنظيمها بالاشتراك مع 'مدينة دبي للاستديوهات'.

القدس العربي في

08/04/2010

 
 

زواج القاصرات.. هجر الزوجات.. وحب خليجية لغربي

أفلام "الخليج السينمائي" تنبش في القضايا المسكوت عنها خليجياً

دبي - أحمد الشريف

تناقش أفلام مهرجان الخليج السينمائي الذي انطلقت فعالياته مساء الخميس 9-4-2010، قضايا يمكن وصفها بالقضايا "الشائكة أو المسكوت عنها" في المجتمعات الخليجية، وتنتقد بقسوة عادات سادت مجتمعات المنطقة الثرية.

ولعل أبرز تلك القضايا ما يناقشه الفيلم السعودي "دمية" الذي يتحدث عن زواج القاصرات، ويعتبر الزوجة القاصرة "دمية مختطفة".

والفيلم يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة وهو فيلم درامي تجريبي مؤلف من أكثر من 4000 صورة فوتوغرافية ثابتة، وأخرجته ريم البيات وهي مصوّرة فوتوغرافية مستقلة منذ عام 1999، انطلقت مسيرتها السينمائية بفيلم قصير بعنوان "ظلال"، شارك في مهرجان الخليج السينمائي 2009.

ومن بين 24 فيلماً سعودياً يشارك في المهرجان، يبرز فيلم "الوقائع غير مكتملة لحكاية شعبية" الذي يناقش تعدد الزوجات عبر حكاية شعبية لامرأتين قبل 40 سنة، كانتا تقومان بقتل الرجال الذين يتزوجون على نسائهم.

ويروي الفيلم الذي ينافس في المسابقة الرسمية القصيرة قصة سلسلة جرائم ارتكبت في الماضي، ولاتزال انعكاساتها ماثلة حتى اليوم.

ومن قطر يتناول "أحبك يا شانزليزيه" قصة فتاة خليجية عليها اتخاذ قرار بين زواج تقليدي إرضاء لعائلتها وتقاليدها أو الانفتاح على الحب في الغرب، وهو فيلم يحمل عبارة "للبالغين فوق 12 عاماً".

الزواج من متزوجة

ومن الأفلام التي قد تثير جدلاً في أروقة المهرجان الفيلم الإماراتي "2" للمخرج محمد سعيد حوسة الذي يروي قصة امرأة تعيش وحيدة ولا ترى زوجها إلا نادراً إلى أن يظهر لها رجل داخل البيت ويطلب يدها للزواج، بالرغم من علمه بأنها متزوجة. وحين تخبر زوجها يصدمها بلامبالاته.

ومن جانبها تروي المخرجة الهندية المقيمة في الإمارات سونيا كريبلاني قصة الثورة الصامتة التي قادتها النساء الإماراتيات لتغيير الصورة السلبية المرتبطة بالحجاب، والتأكيد على أنه ليس رمزاً للظلم بل أسلوباً للتعبير عن شخصية المرأة الإماراتية في فيلم "نسيج الإيمان".

ويُعرض المهرجان الفيلم الاماراتي "محفوظ" الذي يحكي قصة طفل تبنته امرأة، ثم يكبر ويقع في حب ابنة أمه التي تبنته، لكن والدها يقرر تزويج البنت لشخص آخر.

ويسلط الفيلم الإماراتي "السهيلي" الضوء على أوضاع الابن الذي يأتي عن طريق غير شرعي.

ويبرز فيلم "إعادة تشكيل" الذي يتناول عمليات التجميل في الإمارات للرجال، وأسبابها، ونتائجها وآثارها الجانبية، مستعرضاً مختلف الآراء ووجهات النظر.

وتتطرق الأفلام المشاركة الى قضايا حب الاماراتيين لسياراتهم اكثر من زوجاتهم، وتصير السيارة هي "الزوجة الثانية"، وآخر يخشى اندثار اللغة العربية، وثالث يلفت الأنظار الى مرض "التوحد"، وفيلم إماراتي يسلط الضوء على حياة عمال البناء في الخليج، الذين يبنون أبراجاً شاهقة، وفي الليل يفتقدون عائلاتهم.

194 فيلماً

وانطلق المهرجان في حفل كبير مساء الخميس بدبي حضره حشد من نجوم السينما الخليجية، ويعرض المهرجان في دورته الثالثة 194 فيلماً من 41 دولة.

وافتتح الحدث بالفيلم الإماراتي "دار الحي"، للمخرج علي مصطفى، والذي تم تصويره بالكامل في دبي بالتعاون مع فريق عمل عالمي.

وكرم المهرجان الممثلة الإماراتية رزيقة الطارش، والممثل والكاتب العراقي خليل شوقي، والممثلة الكويتية حياة الفهد.

ويشارك في المهرجان 81 فيلماً في عرضها العالمي الأول، و11 فيلماً في عرضها الدولي الأول، و33 فيلماً في عرضها الأول بمنطقة الشرق الأوسط، و17 فيلماً في عرضها الأول بمنطقة الخليج، وتسعة أفلام في عرضها الأول بدولة الإمارات.

وتتصدر الإمارات قائمة الأفلام الخليجية التي يتم عرضها، حيث تشارك بـ36 فيلماً، تليها العراق بـ25 فيلماً، ثم المملكة العربية السعودية بـ24 فيلماً، وعُمان بـ10 أفلام، والكويت بـ8 أفلام، والبحرين بـ6 أفلام.

ومن المقرر أن تستمر دورة المهرجان سبعة أيام بدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون ومدينة دبي للأستوديوهات.

العربية نت في

09/04/2010

####

انفجار سينمائي سعودي يكتسح مهرجان الخليج بـ 40 فيلماً

علي الشريحي - جده 

تحتضن دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة في إمارة دبي ابتداء من يوم غدٍ الخميس وإلى يوم الأربعاء المقبل فعاليات مهرجان الخليج السينمائي 2010 برعاية رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي الثقافة) الشيخ ماجد بن راشد آل مكتوم.

ويحتفي المهرجان في دورته لهذا العام بيوبيله الثالث والذي يعنى تحديدا بالسينما الخليجية.

40 فيلماً سعودياً

ويوفر الكرنفال السينمائي الخليجي منصة لاستعراض إبداعات المواهب السينمائية في دول الخليج على وجه الخصوص، وسبق وأن تلقى أكثر من 1300 طلب اشتراك من 77 دولة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان وبرامجه ومساراته الأخرى، كما تلقى طلبات اشتراك من جميع بلدان المنطقة -منطقة الخليج- تتصدرهم المملكة بعدد أفلامها، إذ تشارك في مهرجان هذا العام بـأكثر من 40 فيلماً، ستشارك في كافة مسابقات المهرجان. كما جاءت طلبات اشتراك أيضاً من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى الهند والصين والولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا الجنوبية وأوروبا وغيرها، وتلقّى المهرجان أفلاماً من دول أفغانستان وغانا ومقدونيا وفيتنام. الجدير بالذكر أن هذه التظاهرة السينمائية السنوية غير ربحية وتهدف إلى الاحتفاء بالسينما الخليجية وتسعى إلى تشجيع الإبداع والتميّز بين السينمائيين والمبدعين من المنطقة، وتشتمل على مسابقة الأفلام، وهي مفتوحة لكل المحترفين في فئات الأفلام الطويلة، والأفلام القصيرة، والأفلام التسجيلية ومسابقة للطلبة في فئات الأفلام القصيرة والتسجيلية، إضافة إلى مسابقة السيناريو المخصصة للأفلام الإماراتية القصيرة فقط.

الأفلام السعودية المشاركة

كما ذكرنا، تشارك المملكة بـأكثر من 40 فيلماً، منها: «ألم طفلة»، و«ديون»، و«الرقمنة المتجمدة»، و«جاري التحميل»، و«لا يوجد سوى دجاج مقلي في الثلاج»، و«خروج»، و«عودة»، و«تجربة في الطابق السابع»، و«دمية»، و«الوقائع الغير مكتملة لحكاية شعبية»، و«نهاية شاب على حافة الهاوية»، و«المغزى أو كيف نظرت إلى نفسي في المرآة»، و«ضياع»، و«داكن» و«عايش» ، و«أضواء» و«العصفور الأزرق» و«طائر الفينيق» و«الشر الخفي»..

* عودة

فيلم «عودة».. إخراج حسام الحلوة وتمثيل أسامة المحيميد، ويرصد هذا الفيلم لحظات من حياة قصة زوج أربعيني يعيش أيامه وحيداً بعد أن رحلت زوجته وأبنائه من البيت.

* الوقائع

فيلم «الوقائع الغير مكتملة لحكاية شعبية».. للمخرج عبدالمحسن الضبعان، ويجسّد هذا الفيلم حياة مخرج يبحث في وقائع حكاية شعبية لامرأتين قبل أربعين سنة كانتا تقومان بقتل الرجال المعدّدين.

الفيلم من تمثيل محمد الخليف وفهد الاسطاء وتركي الرويتع وعلي البهلول.

* تجربة

فيلم «تجربة في الطابق السالع».. يرصد فيه المخرج فهد الاسطاء مراحل تجربة فيلمية، حيث يضع ثلاثة من أصدقائه أمام تحدي عمل أفلام قصيرة وفق شروط ومعايير محددة.

* لا يوجد

فيلم «لا يوجد سوى بقايا دجاج مقلي في الثلاج».. من إخراج نواف المهنا ومن بطولة تركي الرويتع ومحمد الخليف، وتدور قصة الفيلم حول شاب يستقبل يومه بحدث متكرر في مفارقة حول القدر والأحداث.

* القناع

فيلم «القناع».. للمخرج عبدالمحسن المطيري يصوّر المفارقة التي تصنعها الحياة بين واقع الشخص اليومي وواقعه التمثيلي، من خلال تسليط الضوء على ممثلة تلفزيونية قامت بدورها الممثلة لولا إبراهيم وشاركها التمثيل عبدالرحمن إبراهيم ونواف مهنا.

* نهاية

«نهاية شاب على حافة الهاوية».. فيلم كوميدي تدور أحداثه حول مغامرات شاب تنتهي بمأساة ليكون عبرة لغيره، وقد تم مونتاج الفيلم عن طريق تركي الرويتع، فيما قام بكتابة السيناريو عبدالمحسن المطيري.

* المغزى

فيلم «المغزى أو كيف نظرت إلى نفسي في المرآة».. فيلم تجريبي استغرق مونتاجه أسبوعاً، ويصعب فهم حبكة قصة الفيلم فيه، ولكن فكرته إجمالاً تدور حول نظرة الآخرين إلينا ونظرتنا إلى أنفسنا وإلى الآخرين من حولنا.

الفيلم إخراج عبدالله أحمد وتمثيل عبدالعزيز الأحمد وعبدالله السنوني وحسام بخش وعبدالله المطيري.

* ألم

فيلم «ألم طفلة».. من إخراج وليد العثمان ويسلط الضوء على حالات الاختطاف في السعودية من قبل السائقين، و جسّد فيه العثمان بعض الإسقاطات في بعض مشاهد فيلمه إلى بعض والتي تشير إلى المشكلات التي تنتج عن تفكّك الأسر.

* خروج

«خروج».. فيلم يحكي علاقة المبدع في المجتمع بطريقه غير مباشرة عن طريق سيناريو يحكي قصة عائلتين مختلفتين يجمعهما حدث واحد، عائلة لديها طفلة (جوري) كل أمنيتها أن تذهب للملاهي لكن انشغال والديها عنها يقف حائلاً دون تحقيق حلمها، فيما انشغلت العائلة الأخرى بمتطلبات أبنائها. الفيلم من إخراج توفيق الزايدي.

* عايش

يتناول فيلم «عايش» قصة رجل أمن بأحد المستشفيات يعيش حياة رتيبة، يتغيّر جدول عمله ليوم واحد فتتغير حياته كلها رأساً على عقب. الفيلم من بطولة إبراهيم الحساوي وإخراج عبدالله العياف.

المدينة السعودية في

07/04/2010

 
 

انطلاق فعاليات مهرجان الخليج السينمائي الثالث .. واليمن مسجل غياب

دبي – سبأنت : أحمد الأغبري

انطلقت مساء أمس (الخميس) في دبي فيستفال سيتي فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الخليج السينمائي، بحفل افتتاح سبقه مرور نجوم الفن في الخليج على السجادة الحمراء .

ويستعرض المهرجان ،الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس "هيئة دبي للثقافة والفنون" (دبي للثقافة) بالتعاون مع مدينة دبي للاستديوهات، 194 فيلماً من 41 دولة على مدى الأيام السبعة المقبلة في "دبي فستيفال سيتي" بينها 81 فيلماً في عرضها العالمي الأول، و11 فيلماً في عرضها الدولي الأول، و33 فيلماً في عرضها الأول بمنطقة الشرق الأوسط، و17 فيلماً في عرضها الأول بمنطقة الخليج، وتسعة أفلام في عرضها الأول بدولة الإمارات العربية المتحدة، مما يضمن لعشاق ومحبي السينما، تجربة حضور لا مثيل لها، خصوصاً وأن كافة عروض المهرجان مجانية ومفتوحة أمام جميع الجماهير

وتشارك دول الخليج بالمهرجان بـ112 فيلما بالاضافة الى 82 فيلما من 34 دولة بينما يعرض مهرجان الخليج السينمائي خلال نسخة هذا العام، 128 فيلماً قصيراً، و28 فيلماً وثائقياً قصيراً، و8 أفلام روائية طويلة، وخمسة أفلام وثائقية طويلة، و25 فيلم تحريك.

وشهد حفل افتتاح المهرجان تكريم ثلاثة من نجوم السينما في الخليج في مقدمتهم الفنان والمخرج العراقي القدير خليل شوقي، بالاضافة الى الفنانة الإماراتية رزيقة الطارش ، والفنانة الكويتية حياة الفهد ؛ بجوائز تكريم إنجازات الفنانين خلال الدورة الثالثة للمهرجان التي تقام في الفترة من 8 -14 أبريل القادم.

وفي الافتتاح ألقى نائب رئيس هيئة دبي للثقافة محمد المر كلمة أشاد فيها بمستوى النجاح الذي حققه ويحققه مهرجان الخليج السينمائي ودوره في تطوير الثقافة والصناعة السينمائية ورعاية المواهب الشابة بالمنطقة .

فيما أكد رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة دور المهرجان في تسليط الضوء على المواهب السينمائية الخليجية على الصعيد الدولي فخلال الثلاث السنوات الماضية استطاع ان يحقق انجازين ملموسين تمثل الأول في ارساء قاعدة لقطاع سينمائي خليجي قوي من خلال عدد الافلام التي تم تقديمها من المنطقة والتي بلغت 111 فيلما فيما تمثل الانجاز الثاني في جذب اهتمام عدد اكبر من الجماهير وعشاق السينما مقارنة بالسابق الامر الذي يسهم بدوره في الهام السينمائيين وتشجعيهم على المضي قدما نحو تحقيق اهدافهم.

من جانبه أشار مدير المهرجان مسعود أمر الله آل علي إلى خصوصية المهرجان،منوها بالمستوى الذي صار إليه حتى أصبح اليوم الوجهة الأولى لابناء المنطقة للتلاقي ولعرض الانتاجات للتحاور والجدل وإحماء النقاشات للبوح والردم وكسر قواعد اللعب الانتاجية والخوض في مغامرة الصورة التي هي اصدق من الواقع في كثير من الاحيان .

وأنطلق المهرجان مدشنا عروضه بالفيلم الروائي الإماراتي "دار الحي " للمخرج علي مصطفى والذي يقدم"قصصاً منفصلة تجري أحداثها في مدينة دبي، أبطالها مواطن إماراتي وسائق تكسي هندي يشبه أحد نجوم بوليوود وامرأة أوروبية، تتقاطع حياتهم في ترابطات عشوائية، تماماً كما تتشابك الثقافات في مجتمع دبي المتنوع، وتتأثر حياة كل منهم بسلوكيات الآخر".

وأُنتج فيلم "دار الحي"في دبي من خلال طاقم عمل عالمي،وكان قد عُرض للمرة الأولى في افتتاح برنامج "ليال عربية" ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي.

ولفت الانتباه حضور عرض الفيلم خلال المهرجان أبرز الممثلين في الفيلم ومنهم :نتالي دورمر وسونو سود إضافة إلى الممثل الإماراتي سعود الكعبي"

وحسب مسعود أمر الله آل علي : " فتتجلى في فيلم ’دار الحي‘مدى التطورات التي حققتها صناعة السينما في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة عموماً. ويعكس هذا العمل المتميز الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها المخرجون الشباب في المنطقة، الذين يمثلون نموذجاً يقتدي به الطامحون للانطلاق في حياة مهنية ناجحة في حقل السينما.

وتتصدر الامارات قائمة الافلام المشاركة في المهرجان من خلال 36 فيلما من الامارات يليها 24 فيلما من السعودية و25 فيلما من العراق و10 افلام من عمان و8 افلام من الكويت و6 افلام من البحرين و33 فيلما من فرنسا و15 فيلما من بلغاريا و8 افلام من بريطانيا و5 افلام من الولايات المتحدة وفيلمان من ايطاليا وفيلمان من اليابان واذربيجان وكندا وفلسطين وتركيا والهند وبليجكا والمانيا وروسيا وبولندا ودول اخرى .

ويوفر مهرجان الخليج السينمائي،الذي يقام خلال الفترة 8- 14ابريل،البيئة المناسبة لتشجيع ودعم المواهب المحلية،وبالتالي المساهمة في تعزيز نمو وازدهار صناعة السينما في المنطقة. كما يمهد المهرجان الطريق للمخرجين الموهوبين لإظهار إبداعاتهم وتحقيق النجاح على الصعيدين الإقليمي والدولي".

كما يهدف المهرجان الذي يعد حدثا سنويا يحتفي بالسينما الخليجية الى توفير بيئة نموذجية تتيح للمخرجين في المنطقة الخليجية صقل مواهبهم الفنية وتنمية معارفهم المهنية وتكريم الأعمال المتميزة وتقيم نخبة من افصل الانتاج السينمائي التي تقدم صورا متنوعة حول واقع الحياة في منطقة الخليج كما يعرض عددا من الافلام القصيرة من مختلف انحاء العالم تضفي على اجواء المهرجان نكهة متميزة .

ويقدم المهرجان مسابقتين ضمن خطته لتشجيع الابداع والتميز بين السينمائيين والمبدعين في المنطقة الأولى: مسابقة الأفلام وهي مفتوحة للمحترفين فيما الثانية للطلبة .

ويتنافس المشاركون في "المسابقة الرسمية" ضمن ثلاث فئات، الأفلام الروائية الطويلة، والقصيرة، والوثائقية. فيما تشمل "مسابقة الطلبة" فئات الأفلام القصيرة والوثائقية. وسيكون هناك جائزة خاصة بلجنة التحكيم في كلتا الفئتين، إضافة إلى "مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة" .

وسيحصل الفائز بالجائزة الأولى ضمن فئة الأفلام الروائية الطويلة في "المسابقة الرسمية"، على 50 ألف درهم، في حين يحصل الفائز بالجائزة الثانية على مبلغ 35 ألف درهم. وتبلغ قيمة الجائزة الأولى ضمن فئة الأفلام الوثائقية 25 ألف درهم، والثانية 20 ألف درهم، والثالثة 15 ألف درهم. وأما في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة، فسيحصل الفيلم الفائز بالجائزة الأولى على مبلغ 25 ألف درهم، والجائزة الثانية على 20 ألف درهم، والجائزة الثالثة على 15 ألف درهم. وأما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فستذهب لأحد الأفلام الوثائقية أو القصيرة، وهي بقيمة 20 ألف درهم.

وسيقدّم مهرجان الخليج السينمائي 2010،جوائز نقدية للسينمائيين المحترفين والشباب، بقيمة إجمالية تبلغ 485 ألف درهم إماراتي.

يذكر أن الدورة الثانية من مهرجان الخليج السينمائي، قدمت 169 فيلماً من 32 دولة، بينها 47 فيلماً في عرض عالمي أول، و18 فيلماً في عرض دولي أول.  

اليمن مُسجَّل "غياب "

وتغيب اليمن عن مهرجان هذا العام على مستوى الافلام في كافة برامج المهرجان ،بينما اقتصرت مشاركتها في العام الماضي على الفيلم الروائي " الرهان الخاسر" للمخرج الدكتور فضل العلفي .

وأعرب مدير المهرجان مسعود أمر الله لآل علي عن أسفه لتراجع مشاركة الأفلام اليمنية في دورة هذا العام من المهرجان حد (الغياب)... وقال لـ (سبأنت) لم يأتنا هذا العام من اليمن سوى فيلم روائي طويل واحد لم يرتق إلى مستوى المشاركة .

و أكد مسعود حرص المهرجان على مشاركة اليمن ،آملاً أن تشهد الدورات القادمة مشاركة يمنية أفضل.

وأعرب متابعون عن أسفهم لضعف اهتمام الفنانين والمخرجين الشباب اليمنيين،وبالذات خريجي كلية الفنون الجميلة بالحديدة ومعهد الفنون الجميلة بعدن وخريجي كلية الإعلام ،في المشاركة بتقديم اعمالهم للآخرين خارج اليمن، وعدم اهتمامهم بالمشاركة في الفعاليات السينمائية الدولية،وذلك من خلال مشاريع تخرجهم وأعمالهم المتمثلة في أفلامهم القصيرة والتسجيلية،وبالذات في هكذا فعاليات تقدم لهم منصة لعرض أعمالهم وتتيح لهم نافذة للضوء نحو مستقبلهم،وتعريفهم على أسماء بارزة في صناعة السينما في المنطقة والعالم .

وتقتصر مشاركة اليمن في مهرجان هذا العام على المخرجة البارزة خديجة السلامي ضمن لجنة التحكيم ، بالإضافة إلى المشاركة الإعلامية والنقاشية ضمن برنامج جلسات ليالي المهرجان من خلال كل من: أحمد الأغبري مدير الإدارة الثقافية والعلمية في وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، والمخرج السينمائي حميد عُقبي.

وتعد المخرجة السلامي أول مخرجة سينمائية يمنية ،ولها عدد من الافلام الوثائقية ،وسبق أن شاركت في لجان تحكيم مهرجان سينمائية دولية ،وهي مشاركات تمثل اضافات نوعية إلى رصيد تجربتها السينمائية التي تواصل تألقها في عدد من المحافل السينمائية ،وبالذات من خلال أفلامها التسجيلية التي نالت بها عدداً من الجوائز ،وبالذات فلمي"الغريبة في مدينتها " وفيلم السجينة "أمينة" .

سبأ نت اليمنية في

09/04/2010

####

يكرم الممثلة الإماراتية رزيقة الطارش والفنانة الكويتية حياة الفهد والعراقي خليل شوقي

انطلاق مهرجان الخليج السينمائي في دبي بمشاركة 194 فيلما من 41 دولة

دبي: «الشرق الأوسط»  

انطلقت في مدينة دبي فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي، بمشاركة 194 فيلما من 41 دولة. وشهد البساط الأحمر للمهرجان حشدا من نجوم السينما والتلفزيون من الإمارات والكويت وقطر والبحرين والسعودية.

وقامت إدارة المهرجان بتكريم الممثلة الإماراتية رزيقة الطارش والفنانة الكويتية حياة الفهد، إضافة إلى الممثل والكاتب العراقي خليل شوقي.

وقالت اللجنة المنظمة لدى الافتتاح مساء أول من أمس الخميس: «إن للفنانين الثلاثة عطاء فنيا كبيرا ودورا في تمهيد الطريق أمام الممثل الخليجي، وتطوير دور المرأة الخليجية في الأعمال الكوميدية التلفزيونية».

وقال مسعود أمر الله آل علي مدير مهرجان الخليج السينمائي: «يمثل مهرجان الخليج السينمائي اليوم منطلقا للمواهب الصاعدة في قطاع السينما الخليجية، كما يوفر منصة مثالية لجميع المعنيين بالقطاع السينمائي للالتقاء والتحاور والتعرف على الأعمال السينمائية المعروضة التي يتناول كثير منها صورا رائعة حول الحياة في منطقة الخليج. وتضم مختارات هذا العام تشكيلة غنية من الأفلام لمواهب جديدة استهلوا مشوارهم المهني بها، الأمر الذي يسلط الضوء على ما تشهده السينما الخليجية من نمو، باعتبارها أداة للتعبير الإبداعي في المنطقة».

وأضاف مسعود أمر الله لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «أن الدورة الجديدة تشهد مشاركة كبرى على مستوى الأفلام.. والحضور من السينمائيين الخليجيين والعرب والعالميين» مما يتيح للجمهور التعرف عن قرب على الإبداع السينمائي الخليجي».

وانطلقت فعاليات حفل الافتتاح بالفيلم الإماراتي «دار الحي» للمخرج علي مصطفى الذي تم تصويره بالكامل في دبي بالتعاون مع فريق عمل عالمي.

ويستعرض المهرجان في دورته هذه 194 فيلما، بينها 81 فيلما في عرضها العالمي الأول، و11 فيلما في عرضها الدولي الأول، و33 فيلما في عرضها الأول في منطقة الشرق الأوسط، و17 فيلما في عرضها الأول في منطقة الخليج، وتسعة أفلام في عرضها الأول في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يضمن لعشاق ومحبي السينما تجربة حضور لا مثيل لها، خصوصا أن كافة عروض المهرجان مجانية ومفتوحة أمام جميع الجماهير.

وتتصدر الإمارات قائمة الأفلام الخليجية التي يتم عرضها خلال المهرجان، حيث تشارك بـ36 فيلما، تليها العراق بـ25 فيلما، ثم المملكة العربية السعودية بـ24 فيلما، وعمان بـ10 أفلام، والكويت بـ8 أفلام، والبحرين بـ6 أفلام.

بهذه المناسبة، أوضح عبد الحميد جمعة رئيس المهرجان أن هذا الحدث لعب دورا كبيرا في تسليط الضوء على إبداعات السينما الخليجية على الصعيد الدولي. وقال: «تمكن المهرجان على مدى السنوات الثلاث الماضية من تحقيق إنجازين ملموسين مهمين، تمثل الأول في إرساء قاعدة لقطاع سينمائي قوي في منطقة الخليج، والذي يؤكده عدد الأفلام التي تم تقديمها من المنطقة، والتي بلغت 111. ويتمثل الإنجاز الثاني في جذب اهتمام عدد أكبر من الجماهير وعشاق السينما، مقارنة بذي قبل، الأمر الذي يسهم بدوره في إلهام السينمائيين وتشجيعهم على المضي قدما نحو تحقيق أهدافهم».

وإجمالا، يعرض مهرجان الخليج السينمائي خلال نسخة هذا العام 128 فيلما قصيرا، و28 فيلما وثائقيا قصيرا، و8 أفلام روائية طويلة، وخمسة أفلام وثائقية طويلة، و25 فيلم تحريك.

ومن المقرر أن تستمر فعاليات المهرجان سبعة أيام بدعم من «هيئة دبي للثقافة والفنون» و«مدينة دبي للاستديوهات».

الشرق الأوسط في

09/04/2010

####

من عروض مهرجان الخليج السينمائي

دراما مدينة دبي الحديثة في "دار الحي" !

محمد موسى من دبي 

بقصة عن مدينة دبي الحديثة والتنوع الاثني الذي يميز المدينة ، افتتح مهرجان الخليج السينمائي دورته الثالثة مساء الامس ، الخميس الثامن من شهر ابريل ، وبحضور مخرج الفيلم علي مصطفى ، والذي كشف ان الفيلم سيعرض قريبا في عروض تجارية واسعة في المدينة ، والتي كانت حاضرة وبصورها المختلفة في الفيلم.

وربما يحدد اي نجاح تجاري للفيلم في الصالات الامارتية ، مستقبل السينما التي حاول الفيلم ان يقدمها، بتسليطه الضوء على قصص مختلفة من المدينة ، واستعانته بممثليين من دول مختلفة ليؤدي الادوار الرئيسية في الفيلم.

ورغم ان احداث الفيلم تجري في مدينة دبي ، الا ان حضور الشخصيات العربية في الفيلم ، لم يتجاوز ذلك الذي اخذته شخصيات اوربية واسيوية من وقت الفيلم. فالشخصيتان الاساسيتين في الفيلم والتي يمكن ان ينطبق عليهما تعريف الشخصية الاساسية ، هما لمضيفة جوية من رومانيا ، وسائق تاكسي من الهند ، في حين حضرت الشخصيات العربية ، بصديقين اماريتين شابين ، يواجهان الكثير من الظروف التي يمكن ان يمر بها معظم الشباب من نفس الفئية العمرية ومن ثقافات مختلفة.

وتسير قصص شخصيات الفيلم ، بطرق متوازية ، مع تقاطعات في نهاية الفيلم ، لتذكر بمجموعة من الافلام ، والتي قدمت التركيبة نفسها ، مثل فيلم المخرج الامريكي بول هينغيز "تصادم" ، والذي يقدم ايضا قصص لشخصيات من اثنيات مختلفة في ليلة واحدة في مدينة لوس انجلس الامريكية.

ورغم ان الفيلم الامارتي لم يشا ان يدخل في تقديم موضوعة الاختلافات الاثنية في المدينة الواحدة ، بكل تحدياتها وفشلها احيانا ، الا ان قدم بعض الاشارات ، عن خلافات ياخذها المهاجريين معهم الى بلدانهم الجديدة ، فالهندي الحامل في بنجومية سينما بولويود ، يدخل في نقاش مع باكستاني عن قضية كشمير ، كذلك هناك اشارات ، بعضها يقترب من العنصرية ، عنما يراه الاوربيين في الشباب العربي والخليجي.

هذه الاشارات القليلة ، لم تغيير من هوية الفيلم التجارية ، والتي تتجه الى اكبر عدد من الجمهور ، الخليجي والذي يعيش في دبي ، او جمهور خارج هذه المنطقة الجغرافية ، فالقصة التي يقدمها لا تختلف عن قصص افلام كثيرة ، عن الحب والخيانه والغيرة ، والصداقة. كذلك لعب الممثلون ادوار جيدة ، وخاصة الممثلتين الكسندرا ماريا لار و ناتالي دورمير واللتين لعتبا دور مضيفتين صديقتين احدههما رومانية والاخرى روسية. وايضا الممثل سوني سوود والذي لعب دور الشاب الحالم بالتمثيل ، والذي لم يتخلى عنه حلمه ، رغم صعوبات الحياة في مدينة مثل دبي.

واذا كانت حضور المراة القوي في الفيلم ، تمثل في شخصيات النساء الاوربيات العاملات في الفيلم ، غابت المراة الامارتية عن الفيلم ، باستثناء والدة احد شباب الفيلم ، والتي قدمت دور قصير لام من طبقة محافظة ، لا تستطيع وقف تصرفات ابنها المندفعة ، وهي الشخصية التي تشبه شخصية الوالد لشخصية اخرى من الفيلم ،والمحافظ هو الآخر ، والذي يتمسك بقيمه الاجتماعية والدينية ، ويرغب ان يسير الابن على نفس الاتجاه.

وكان الفيلم قد عرض بعد حفل افتتاح مؤثر للدورة الثالثة من مهرجان الخليج السينمائي ، وخاصة فقرة التكريم لهذه السنة ، وصعود المكرمون الثلاث: العراقي خليل شوقي ، الامارتية رزيقة الطارش ، والكويتية حياة الفهد الى المسرح ، والذي سبقته عرض افلام قصيرة عن مسيرة الرواد الثلاث في مسيرة الفن في الخليج العربي.

كذلك القى عبد الحميد جمعة رئيس المهرجان ، ومسعود امر الله المدير الفني للمهرجان ، كلمات قصيرة ، اكدوا فيها عن اهمية هذا اللقاء السنوي ، لمستقبل السينما في الخليج . وسيقوم المهرجان بعرض حوالي 200 فيلم في ايامه السبع ، يعود 112 منها لمخرجيين خليجيين.

موقع "شريط" في

09/04/2010

 
 

مشاغل، وهموم الصحفيّين، والنقاد العربّ

ضيوف الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائيّ في دبيّ

تحقيق : صلاح سرميني ـ دبي

منذُ دورتِه الأولى، يحرصُ مهرجان الخليج السينمائي في دبيّ على تنظيم لقاءاتٍ ليليّة تتبعُ العروض  الأخيرة مباشرةً، وذلك تحت عنوان (ليالي مهرجان الخليج السينمائي)، وخلالها يجتمعُ الضيوف في جلساتٍ ثرية تطمحُ إلى تعزيز أواصر العلاقات المهنية.

وبمُناسبة الدورة الثالثة التي تنعقدُ خلال الفترة من 8 حتى 14 أبريل 2010 ، تسعى إدارة المهرجان بأن تتوافقَ مع الانشغالات السينمائية للضيوف الذين يُمثلون شريحةً مُعتبرة من المشهد السينمائي الخليجي، والعربيّ

في هذا التحقيق، نتعرّف على مشاغل الإعلاميّين، الصحافيّين، والنقاد العربّ، وهمومهم الفكرية، والسينمائية، ومن خلالها يطرحون أسئلة، وتساؤلاتٍ حول السينما الخليجية، والعربية، والسينما بشكلٍ عامّ.

يتساءل الصحفي اليمني "أحمد الأغبري": ما هو الدعمّ الذي تُقدمه المهرجانات للسينما العربية، وما هي الفائدة التي تجنيها صناعة، وثقافة السينما في البلدان العربية.

الناقد البحريني "حسن حداد" منشغلّ بتساؤلٍ جوهريّ: هل يُعتبر الفيلم السينمائي القصير طريقاً مُمهداً للفيلم الطويل ؟ وحول هذا الموضوع يقول :

"الفيلم القصير فيلمٌ سينمائيّ مُكتملُ الملامح الفنية، يقوم أساساً على فكرة مُرّكزة في زمنٍ قياسيّ، يستثمرُ مخرجه كلّ ثانيةٍ لتوصيل ما يريده.

يُعاني الفيلم القصير من الظلم المُبرر موضوعياً، باعتباره محجوباً عن الجمهور العريض، وتقتصر عروضه على المهرجانات، مما جعل جمهوره مقصوراً على النخبة، وهكذا أصبحت ثقافة الفيلم القصير لدى الجمهور العريض قاصرة، بل فقد القدرة على التعامل مع هذا النوع من الأفلام، والغالبية تعتبره مرحلة تدريبٍ للمُخرجين كي يتمكنوا من إخراج أفلاماً طويلة .

الصحفيّ السوري "إبراهيم حاج عبدي"، يشغلُه موضوع النقد السينمائيّ الراهن، وما يجري في كواليسه، ومن ثمّ موضوعية الناقد في تناوله لفيلمٍ سينمائيّ.

الناقد السينمائي المصري "نادر عدلي" يدعو إلى بحث إمكانية ظهور إصداراتٍ سينمائية مُنتظمة في العالم العربي، وسُبل تمويلها.

بينما ينشغلُ الناقد المصري "رامي عبد الرازق" بالثقافة السينمائية لدى الجمهور العربي، ويجد بأنّ إعداد المُتلقي، هي أحد أهمّ عناصر العملية السينمائية، والتعامل مع ثقافة الجمهور السينمائية أحد اقلّ اهتمامات العاملين في السينما، والمُتخصصين في مجال نقدها، وتحليلها.

بدورها، الصحفية البحرينية "منصورة أمير الجمري" تعترف بأنّ الفارق بين عمل الإعلامي، الصحفي، والناقد السينمائيّ إشكالية واجهتها كثيراً، وتقول، بأنها تُوصف بالناقدة السينمائية، وهي ليست إلا كاتبة صحفية.

الناقد العراقي "ليث عبد الكريم الربيعي" يرغب الإشارة إلى دور القنوات الفضائية العربية في التعريف بالسينما الخليجية، ويؤكدُ على الحاجة إلى اتحادٍ لنقاد السينما الخليجيين، أو تكتلٍ يرعى الفعاليات السينمائية في دول الخليج العربي.

الصحفي العُماني "فيصل العلوي" يرغب بأن يتمحور النقاش حول فكرتيّن:

ـ توظيف الأسطورة الشعبية في السينما الخليجية التي تتميز بالكثير من الحكايات الشعبية، ويتساءل: لماذا يبتعد كتّاب السيناريو عنها، والمُؤمل بأن تقدم للمُشاهد صوراً من واقع مجتمعه، هل استطاع المخرجون تناول مثل تلك الحكايات بالصورة المأمولة ؟

ويضيف : لماذا تشترك الكثير من الأعمال السينمائية الخليجية بثيمة "الموت"، سوداوية الواقع، أم تراكمات السقوط العربي في الفشل؟.

الناقد السينمائيّ السعودي "خالد ربيع" يُشير إلى مُعوقات الإنتاج السينمائي، ومُقترحات الحلول العملية لإعلاء صناعة السينما في الخليج، ويُلخص فكرته :

"الإشكالية الأساسية للسينما في السعودية هي ابتعاد القطاعيّن العامّ، والخاصّ عن دعمها، وما يتمّ إنتاجه ليس أكثر من تجارب فردية لمبتدئين لا يمتلكون أيّ خبراتٍ عملية عميقة، أو أكاديمية، وهم لا يجدون موارد مادية تدعمهم لتحسين إنتاجهم، ومن المفيد بأن يُشكل مهرجان الخليج السينمائيّ حلقة وصلٍ بين شركات الإنتاج، والسينمائيين في السعودية، وغيرها بحيث يكون مشرفاً على عمليات التمويل، والإنتاج.

ويتفق ُالصحفي التلفزيوني العراقي "فارس خليل شوقي" المُقيم في المملكة المتحدة مع زميله السعودي، بضرورة اهتمام مهرجان الخليج  بعمل ورشاتٍ مُوجهة للشباب .

بينما يرغب الناقد المغربي "مصطفى المسناوي" البحث عن لغةٍ خصوصية في السينما الخليجية.

بدوره، الصحفي التلفزيوني اللبناني "خليل حنون" المُقيم في قطر، يريد أن تكشف الجلسات عن صورة الخليجي في السينما العربية، والعالمية، ويشير بأنها صورة نمطية، سلبية، وغالباً ما يُختصر بها العرب جميعهم، ومن ثم يتساءل : كيف يُمكن لصناعةٍ سينمائية تنطلق من الخليج تبديل هذه الصورة.

بينما لا يبتعدُ الصحفي الفلسطيني "سعيد أبو معلا" المُقيم في مصر عن هذا الموضوع، ويحددُه بصورة الإمارات سينمائياً، وكيف يُقدمها المخرجون على اختلاف خلفياتهم، وأعمارهم.

الصحفي المغربي "ياسين الريخ" يريد أن تتطرق الحوارات إلى سُبل تطوير تواجد السينما الخليجية في منطقة المغرب العربي.

والصحفي اليمني "أحمد الأغبري" يريد أن يتحدث عن السينما اليمنية، ودور السينمائيين المحليين في تجاوز واقعها المُتعثر.

بينما كانت رغبة المخرج، والباحث اليمني "حميد عقبي" المُقيم في فرنسا الحديث عن التجربة المُجهضة لمشروع مهرجان صنعاء السينمائيّ الدولي .

الصحفي العراقي "محمد موسى" المُقيم في هولندا، تشغله قضية الأفلام، والمُسلسلات الأجنبية التي تناولت حرب العراق الأخيرة، ماذا تعني لصانعي الأفلام العراقيين، والعرب، هل أضاءت جانباً من الحرب كان غافلاً عنا، هل توجهت للمُشاهدين الغربيين فقط، أم للجميع بما فيهم العراقيين، كيف يمكن الربط بين أزمات أبطال هذه الأفلام، والمدنيين العراقيين، والحرب بالمُطلق، هل شكلت هذه الأفلام مخزوناً بصرياً عن الحرب، هل يمكن النظر لها كقيمةٍ أرشيفية، أم هي تسجيل لمزاجٍ عامّ في هذه اللحظة من الزمن.

الصحفي البحريني "أسامة الماجد" يرغب بأن يتحدث عن الفيلم الوثائقي الخليجي، ماله، وما عليه انطلاقاً من تجربته الخاصة.

والناقد السينمائي المصري "نادر عدلي" يقدمُ بعض الاقتراحات العملية لكيفية الوصول إلى سينما تسجيلية عربية، وكيفية إنشاء كيانٍ لدعم هذا الاتجاه، خليجياً في البداية على الأقل، ووُفق ما كتب:

تتمثلُ أهمّ المحاور لتحقيق هذا الهدف في:

ـ التدريب، وعقد ورش تعليمية نظرية حول مفهوم الفيلم التسجيلي، ودوره.

ـ دعم التكنولوجيا الرقمية، واكتساب المهارات المختلفة لغير المحترفين، كي تكون السينما وسيلة التعبير المُثلى عن مشكلات الواقع.

- دعم وسائل العرض الرقميّ بمُستوياته كي تتمكن السينما من الوصول إلي أماكن بلا دور عرض تجارية.

– الدعوة لإنشاء قناة تليفزيونية عربية تسجيلية تكون النافذة التي يُطلّ منها العالم العربي على كلّ إبداعاته العربية الناقلة لتفاصيل الواقع، وتنوّعه.   

البيان الإماراتية في

09/04/2010

####

يوميات حجر

نموذجٌ لجماليات الحركة البطيئة للصورة في السينما

صلاح سرميني ـ باريس 

في زمن السينما الصامتة، كانت العلاقة مع الزمن الفيلميّ مُختلفة تماماً، بسبب تصوير الأفلام بسرعة 18 صورة في الثانية بدلاً من 24 ، مما جعلَ حركة المُمثلين أكثر سرعةً من المُعتاد في الحياة الواقعية.

وعلى العكس، تُنتج الحركة البطيئة في الصورة (Slow motion) عن طريق التصوير بسرعةٍ أكثر من 24 صورة في الثانية، وكلما زادَ عدد الصور المُنطبعة على الشريط الخام في وقتٍ معين، كلما كانت

حركة الصورة أبطأ عند عرضها بالسرعة القياسية.

ومع المونتاج، والمُؤثرات الرقمية، أصبحت الحركة البطيئة مُتداولة الاستخدام، وخاصةً في أفلام المُغامرات، والحركة، وبما أنّها تأثيرٌ بصريّ يمنح المُتفرج إمكانية قراءة الصورة، وتفحصها بشكلٍ أفضل، نجدها تُسبب مشكلةً في الصوت، حيث يصبح الحوار مُشوّهاً، ممطوطاً، وغير قابلٍ للفهم.

بتغيّير زمن الصورة التي نُشاهدها، تمنحها الحركة البطيئة شكلاً شبيهاً باللوحة، وزماناً جديداً مُرتبطاً بالاندهاش، والتأكيد على لحظةٍ ما، وتمديدها لمنحها مذاقاً مختلفاً.

بعض السينمائيين يستخدم هذا التأثير لخلق إيقاعٍ موسيقيّ، حيث تصبح الحركات البطيئة خطواتٍ راقصة، وتتحوّل المَشاهد إلى باليهات.

وبعيداً عن الاستخدامات الهوليودية المُتفق عليها، فإنّ الحركة البطيئة تجعل الصورة صوتاً، موسيقى، ورقصاً .

ولفهمٍ أفضل لبعض وظائفها، وتأثيراتها، أقدم فيلماً/نموذجاً تحتفي به الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي في دبي.

Recycle Diary(Geri Dönüşüm Günlüğü) والذي يمكنُ ترجمته "يوميات حجر"، هو من إنتاج عام 2008، وإخراج "إيفي كونكر"، فيلمٌ تركيّ تجريبيّ قصير، أصيلٌ في فكرته، ومُجددٌ في بنائه السينمائيّ، يعتمدُ بكامل مدته الزمنية (4 دقائق) على الحركة البطيئة في الصورة كمُفردةٍ جمالية جوهرية، تُحوّل المسار الدرامي المُتشظي للفيلم إلى قصيدةٍ بصرية تُعيد للحركة البطيئة اعتبارها بعيداً عن استخداماتها المُتداولة في مواقف محددة، هنا، تُجسّد نظرة الكاميرا/السينمائيّ المُؤلف الداخلية، والتأملية، وتُركز مُؤكدةً على لحظاتٍ حياتية لا نُعيرها انتباهاً، وعلى عكس ما هو شائعٌ، لا يقدم الفيلم واقعاً حقيقياً، ولا افتراضياً، ولكن، شعرية كامنة في مُجرياته العادية، هو بالأحرى انعكاسٌ لصورٍ ذهنية مُستوحاة من الواقع، محاولة في خلق واقعٍ مُتخيل، حلميّ إن صحّ التعبير، والفيلم هو كلّ ما يمكن تخيّله ماعدا مرآة للواقع، أو نسخة معكوسة عنه.

منذ اللقطة الأولى، يلجأ البناء السينمائيّ إلى الحركة البطيئة في الصورة، ويقدم يوميات حجرٍ بدون تسلسلٍ دراميّ محدد.

انتقالٌ متواصلٌ من عمق الصورة إلى مقدمتها عن طريق ضبط البعد البؤريّ للعدسة، فيكون الحجر في المُقدمة واضحاً، وكلّ ما يحدث من أفعالٍ في العمق شبحية.

الكاميرا في زاويةٍ منخفضة، تُلامس الأرض، وتُظهر حجراً صغيراً يكاد يملأ مساحة الصورة، إنه علامةٌ لتحديد مرمى هدفٍ مُرتجلٍ يستخدمه أطفالٌ يتقاذفون كرة.

ولكنّ نفس الحجر/أو غيره يمنع عجلة سيارةٍ من التحرّك، يكسر حبة جوزٍ، يُشارك في مُشاجرة، يُحطم زجاج سيارة، يسندُ باب مخزنٍ، يستعيدُ كرةً مُعلقة في طرف الهدف الحديديّ الدائريّ، تستخدمه فتياتٌ صغيرات في لعبة مربعاتٍ، وأخيراً، يقذفه طفلٌ في مياه البحر كي يستقرّ في أعماقه إلى الأبد.

البيان الإماراتية في

11/04/2010

 
 

فرانسوا فوجيل، وأفلامه المُثيرة للدهشة

دعونا نستمتعُ بهذه الصور الجميلة

صلاح سرميني ـ باريس

مابينَ روح شرائط الفيديو المُوسيقيّة، تقنيات أفلام التحريك، جماليات الأفلام الإيقاعيّة/البنائيّة، وعبث الشخصيات المُثقلة بهمومها الإبداعية، يلجأ السينمائيّ الفرنسيّ التجريبيّ "فرانسوا فوجيل" إلى أسلوبٍ يُعيدُ معمارية الواقع، ويُحوّله إلى أشكالٍ مُمتدّة في الزمان، والمكان، حيث يختلُّ توازن الأشياء، وترتخيّ في فضاءٍ يخلو من الجاذبية، مُنجزاً هذياناً بصرياً مُتعقلاً، أعمالاً إبداعية مُفرطةً في الجمال، ومثيرةً للخيال، والدهشة.

مع كاميرا/ت لا تهدأ، عدساتٍ واسعة جداً، منظوماتٍ مصنوعة يدوياً، وألعابَ أطفالٍ، وكبار، يتخطى "فرانسوا فوجيل" مفهوم التجريب إلى التجديد، والاكتشاف، مُستفيداً من أشرطة الأخوين لوميّير، وخدع جورج ميلييس، مُروراً بالحركات الدادائية، المُستقبليّة، والسُورياليّة،..، ولا يتوقف عند آخر المُستحدثات التقنية الرقمية.

في أفلامه، يتجسّد مفهوم "اللعبة"، و"اللعب"، حيث يستلهمُ أفكاره من التأثيرات البصرية للعدسات، المراجيح الكبيرة المُدوّخة، والهائجة حول محورها في اتجاهاتٍ مختلفة، الألعاب البصرية التي سبقت اختراع "السينماتوغراف" ـ الـ "Kaléidoscope" على سبيل المثال ـ، وأحدث التقنيات الصوتية، والبصرية المُتوفرة حالياً.

بدورها، تتحوّل الكاميرا/ت إلى لعبةٍ، ويتسامى هذا اللعب الطفوليّ إلى مُنجزاتٍ إبداعية، وفيها تتعايشُ الصور في "كولاجٍ سينمائيّ"، وتتباعدُ الشخصيات، وتتقاربُ بطريقةٍ آلية في أزمنةٍ، وأمكنةٍ مُركبة، ومُصطنعة.

وعن طريقها، يخلقُ "فرانسوا فوجيل" عوالمَ مُقعرّة، وهمية، أو مُتوّهمّة، يُفتتُ عناصر الصورة، ويُدّمر المفاهيم التقليدية للمشهد، واللقطة، وأحجامها، مُبدعاً صوراً مُتناضدة، ومُتداخلة، تتزحلقُ فوق الصورة الأصلية الأكبر، تتناسخُ فيما بينها أحياناً، تتكوّرُ في حالاتٍ أخرى، وتمتدُّ إلى ما لانهايةٍ في تأثيراتٍ "كليودوسكوبية".

"فرانسوا فوجيل"، يغرفُ من جماليات السينما التجريبية، ويُثريها بمُفرداتٍ جديدة، يتلاعبُ بالصورة كما الصوت، تماماً مثلما يفعلُ الكبار، والصغار مع تلك الألعاب الفرنسية المُعتمدة على التشابهات اللفظيّة بين الأشكال، والرسومات، والتداخلات الحرفية، والتشكيلية مابين الكلمات.

قبل مُشاهدة أفلامه، دعونا نتناسى طوعياً واقعاً رتيباً، ونتخلى عن أثقالنا كي نستمتعَ بصورٍ مُبتهجة حتى الانتشاء .

***

في (خشخشة الخنافس/ Le Bruit de la vrillette/ The Sound of the Woodwormـ 10 د ـ 1992)، يتجسّدُ بناءٌ حكائيّ، يزدادُ تعقيد الحدث، وشخصياته، ولكن، لا تتجاوز أهميته الجماليات السينمائية المُستخدمة.

هنا، بالإضافة لشريط صوت مُشوهاً ما أُمكن، يبدو بأنّ الصورة تُعرض في اسطوانةٍ، بئرٍ، أو نفق، نصف دائرتيّن مُلتصقتيّن يمنحان هذا التأثير البصري، في الأولى أعلى الشاشة، رجلٌ يتحرك عكس حركة آخر في نصف الدائرة الثانية أسفل الشاشة.

من الأفضل، بأن لا ينشغل المُتفرج بحكايات "فرانسوا فوجيل" البسيطة جداً، وأسرار إنجازها، ولكن، بالأحرى، يستغرقُ بمشاغله، وهمومه الجمالية، لأنه ـ ماعدا المُتخصصين جداً ـ لن يصل إلى نتيجة.

وحده يعرفُ خبايا صنعته، والطريقة التي يجعل صوره سائلةً، وكأنها تُعرض فوق سطح الماء، وتتشوّه بفعلِ موجاته.

في كلّ فيلمٍ يقدم "فرانسوا فوجيل" فكرةً جماليةً مختلفة، يُحوّل المألوف، الاعتياديّ، واليوميّ إلى حدثٍ مبهر، في (قطاف/ Cueillette/ The Picking ـ 2 د ـ 1995)، بداية حكاية، ملامح فراقٍ أكثر منه لقاءً مبتسراَ في ركن حديقة، حيث شابٌ مُدخنٌ، وحالمٌ، وفتاةٌ تعطلت دراجتها الهوائية.

في (طبيعة ضاحكة/ Riante contree/ Cheerful Country ـ 3 دقائق، و45 ثانية ـ 1996)، هناك، رُبما، شبكةٌ في فضاءٍ أخضر يتعلقُ فيها شخصيتان، واحدةٌ أنثوية، والأخرى ذكرية، هكذا يبدو للمُتفرج، من تشكيلاتهما الخطية الهندسية البسيطة، فيلمٌ إيقاعيّ يمزجُ مابين تقنيات الرسوم المُتحركة، الكولاج، والإنشاءات السمعية /البصرية، يمكن أن يُزين شاشة عرضٍ تقليدية، أو قاعةً في متحف للفنون المُعاصرة.

في (شارع فرانسيس/ Rue Francis ـ 4 د ـ 1997) يستخدم "فرانسوا فوجيل"، ولأول مرةٍ، مادةً تسجيلية يُحوّرها على مذاقه الخاصّ في الاقتحام، والتراجع، تشويه الصورة، تقعيرها، واستنساخها.

إنه ببساطة، وأفلامه كلها بسيطة، يُسجلُّ صوراً لبعض المُمارسات العارضة في المباني المُواجهة لنافذة غرفته، وما يحدثُ في الشارع أسفل البناية، يُغير من رتابتها المألوفة، ويجعلها تتدفق بإيقاعٍ آليّ.

في (دجاجة جيرار/ La Poule Gerard/ The Gerard Chickenـ 4 د ـ 1997)، يعود "فرانسوا فوجيل" إلى الحكاية، ولكنه، كالمُعتاد، يقدمها بشكلٍ مُغاير، "جيرار" شخصية مُتوَهمّة على الأرجح، يحكي من خارج إطار الصورة حكايته عن وجبة الدجاج التي يُتقنها من خلال صياغة سينمائية تمزج بين التعليق الصوتي، الصور الفوتوغرافية، وتقنيات التحريك، ويمنح الإحساس الجماليّ بصورةٍ من مقاس سوبر 8، استهلكها الدوران في جهاز العرض، وحرارة مصباحه المُتوّهج، والأوساخ، والخدوش، تضيف إلى شريط الصوت خشخشةً لا يمكن تفاديها.

(سقفٌ اصطناعيّ/ Faux plafond/ Construction Ceilingـ 6 د ـ 1999) يتضمّن بناءً حكائيّاً ـ سوف يضمحلّ فيلماً بعد فيلم ـ زوجان يُعانيان من تعطلّ مصباح الغرفة، الموسيقى قرقعة رتيبة، ومتوالية، الشخصيات محبوسة في مربعاتٍ، مستطيلاتٍ، ودوائر تبدو مُقحمة عمداً على الديكور، مُقتطعة من صورٍ أخرى، ومُلتصقة في الصورة التي نشاهدها على الشاشة.

ترتكزُ الصياغة السينمائية على التحريك، تبدو الشخصيتان مرسومتان، يُحركهما "فرانسوا فوجيل" فوق الشاشة، ويصورهما صورةً، صورة كي يحصل على حركةٍ متقطعة، وآلية.

في (Live@the End/حياة@النهاية ـ 4 د ـ 2002، يحاولُ الارتكاز على حدثٍ عاديّ، مُمارساتٍ يومية مألوفة في بهوّ مبنى يجتمعُ فيه عنوةً مجموعة من الشخصيات، وكلب أحدهم، أفقدهم "فرانسوا فوجيل" توازنهم.

يتجزأ المكان الواحد إلى أمكنةٍ صغيرة، ويتفككّ الزمن إلى أزمنةٍ مُتعددة، ومُتراكبة، وتتناسخُ الشخصيات.

فيلمٌ إيقاعي، موسيقيّ، وفيه يجتزئُ مساحةً صغيرة من الصورة الأصلية التي تملاً مساحة الشاشة، ويضعها فوق كلّ شخصية كي تتحرك معها يميناً، أو شمالاً، نحو الأعلى، أو الأسفل، يجعلها بالأحرى تتزحلق، أو تتراقص مع موسيقى مُتكررة "Musique Techno".

كولاجٌ سينمائيّ، ولعبة مرايا كلّ واحدةٍ تعكس صورة الأخرى، وشخصياتٍ فقدت قدرتها على الحركة المُنتظمة.

(السلطعونات/ Les Crabes/ The Crabs ـ 6 دقيقة ـ  2002)، أكثر الأفلام بناءً في حكايته، قبيلتان/مجموعتان من البشر المُتوَهمّين تتحاربان فيما بينهما، يرتدي أفراد الأولى ملابس حمراء، والثانية زرقاء، لغتهم همهمة، صراخٌ، وكلمات غير مفهومة، الشخصيات مُستنسخة، ومحبوسة داخل إطاراتٍ شفافة، تضيق، وتتسّع وُفق حركاتهم الهائجة، وعندما ينكسرُ الإطار الذي يحيط بشخصيةٍ ما، أو يحميها، تختفي، تبتلعها مخابئ السلطعونات بالقرب من الشاطئ، في نهاية القتال لم يتبقَ من المجموعتين غير اثنين، واحدٌ فقدَ الإطار الذي يحميه، والآخر ما يزال يتمسك بقطعةٍ صغيرة، يقتربُ من الآخر، ويلمسه، فيتشكل إطارٌ يجمعهما معاً، يحبس الاثنان فيه، ويصبحا غير قادرين على التحارب، هل حلّ السلام بينهما؟

وكما يهزّ "فرانسوا فوجيل" إدراكنا البصريّ، فإنه في (لعبة ثلاث قطط صغيرة/ Trois petits chats/ Three Blind Mice" ـ 6 د ـ 2003)  ُيخلخلُ شريط الصوت بين شخصياتٍ تتبادلُ آلياً حواراً يرتكزُ على لعبةٍ لغوية.

ينقسمُ الفيلم إلى أربع أجزاءٍ تتدرجُ عكسياً من الرقم 3 إلى الصفر، المُتفرج الذي لا يُتقن كثيراً اللغة الفرنسية، أو نسخة الفيلم الإنكليزية، سوف يجد صعوبةً في فهم تلك اللعبة اللغوية الجماعية، ولكن، يكفيه الاستغراق في الصور للاستمتاع بفيلمٍ يستعيرُ من التصوير الفوتوغرافي، وتقنيات التحريك، مُقدماً نموذجاً أصيلاً لسينما لا تستمدُّ مرجعيّاتها من الأفلام الحكائية.

في(دوار/ Tournis/ Dizzyـ7 د ـ 2006)، يكشفُ "فرانسوا فوجيل" عن بعض منظوماته التقنية، لنكتشف بأنّ الصورة، والصوت في بعض أفلامه، ورُبما معظمها، يتخلقان لحظياً أثناء التصوير.

في الفيلم، وكلّ أفلامه، يتجسّد مفهوم "اللعب"، لقد تحوّلت الكاميرا إلى "لعبةٍ"، ويستخدم "فرانسوا" ألعاباً تمّ تجهيزها يدوياً لإنتاج تأثيراتٍ بصرية، وصوتية .

هنا، أكثر من كاميرا، وصوراً مُلتصقة فوق الصورة الأساسية، تتزحلقُ، تتوالدُ، تتعانقُ، تتراقصُ،.. كولاجٌ من الصور.

فنّ "الكولاج السينمائي" واحدٌ من مُمارسات السينمائيين التجريبييّن أيضاً، رُبما السينمائية الفرنسية التجريبية "فريديريك دوفو" أكثرهم استخداماً لهذه الطريقة على الشرائط الحسّاسة نفسها بعيداً عن النسخ، القصّ، واللصق المُستخدمة في التقنيات الرقميّة.

تتجلى في الصورة لعبة الفيلم، وقرينه، الفيلم/الأفلام داخل الفيلم/الأفلام، يشاهد المُتفرج في كلّ صورة صغيرة ما تقوم الكاميرا الأخرى بتصويره، بدورهم، فريق العمل يتراكضون، يتحركون من كاميرا إلى أخرى، ويلعبون.

يستوحي "فرانسوا فوجيل" أفكاره من تقنيات الألعاب المُدوّخة الهائجة في الهواء حول محورها في اتجاهاتٍ مختلفة، والتي تزدحمُ بها مدن الملاهي، حيث تعلو صرخات الإثارة، والخوف التي سعى الزبائن من أجلها.

المنظومات المُعدّة سلفاً، تنتج شريط الصوت مباشرة، ورُبما يعمدُ "فرانسوا فوجيل" لاحقاً إلى تشذيبها، وصياغتها من جديد، وإثرائها بإضافاتٍ طفيفة، هنا أيضاً، كما معظم أفلامه، مكانٌ واحد، ساحة أمام مبنى، لا يهمّ أين، ومتى؟ لا يوجد زمانٌ، ومكانٌ محددين، كلّ الأمكنة، والأزمنة قابلة للتصوير.

يستطيع "فرانسوا فوجيل" انتزاع أيّ مكانٍ من صورته الواقعية المألوفة للعين، ومنحه صورة أخرى أكثر إثارة، وديناميكية، أماكنَ هائجة، مائلة، مُعلقة، ممطوطة، مُرتخيّة، مُتراخيّة، مُترنحة، ثملة، مُنتشية،.. تتحركُ في كلّ الاتجاهات، يمكن أن تميل، وتسقط، ولكن "فرانسوا" يقبضُ عليها بعدسته، ويُعيدها في أيّ لحظة يشاء إلى صورتها الأصلية.

يُعتبرُ هذا الفيلم امتداداً، وتطويراً لجماليات الشاشات المُتعددة التي تحدث عنها السينمائيّ التجريبي الفرنسيّ "يان بوفيه"، وأنجزها بعرض أكثر من فيلمٍ عن طريق أجهزة متعددة، بينما يستخدم "فرانسوا فوجيل" جهاز عرضٍ رقميّ يعرضُ فيلماً واحداً.

في (مطبخ/ Cuisine/ Kitchen ـ 4 د ـ 2007)، الكاميرا، عدستها، والأنظمة التقنية المُبتكرة، تخلقُ المُؤثرات لحظة التصوير نفسها.

يستعينُ "فرانسوا" بعدسةٍ واسعة جداً، ولعبة مرايا تُسمّى "Kaléidoscope" التي تمطّ الصورة إلى مالا نهاية، مكانٌ واحدٌ لا حدود له، ممتدٌ في الزمان، والمكان .

في فيلم (بعد المطر/ After the Rainـ 4 د ـ 2008)، يمزجُ جماليات أشرطة الفيديو كليب الفنية، وأفلام التحريك، هنا، في غابة كرتونية مُصطنعة، يفتتُ وجوه شخصياته البائسة، والمحبوسة في أكواخٍ صغيرة لا تتسّع لأكثر من عينٍ، أو شفتيّن، تتعلقُ أجزاء الوجه بالصورة الأساسية الكبيرة التي تملاً مساحة الشاشة.

إنه فيلمٌ يتشكلُ من لقطاتٍ مُركبة، ومُتناضدة، الصغيرة الرمادية ملتصقة فوق أخرى أكبر منها احتفظت بألوانها المُتألقة، وأحياناً تتزحلق فوق حلزونات، أو تطير بأجنحةٍ كرتونية، هنا لم يعدّ لمفهوم اللقطة معنى، يُدمر"فرانسوا فوجيل" المفهوم التقليديّ لأحجامها (عامّة، متوسطة، قريبة،...)، فقد تداخلت مع بعضها، وهي إحدى جماليات السينما التجريبية التي يغرفُ منها، ويُثريها بمُفرداتٍ جديدة.

يُشير العنوان (Rebus 5 د ـ 2008) إلى لعبةٍ فرنسية تعتمدُ على الكلمات، والرسوم، يُجسّدها "فرانسوا فوجيل" بصريّاً على طريقته، المكان عنده محدودٌ تماماَ، مطبخٌ، وحديقة البيت،  كلماتٌ، وبعض المُؤثرات، مشوّهة بدورها، أسلوبّ بنائيّ، تقعير الصورة، ومن ثم تناسخها في لحظةٍ ما، وتحوّلها إلى لوحةٍ سينمائية مُزدهرة بالألوان، ومُبتهجة.

 

في (Stretching ـ 4 دقائق، و30 ثانية ـ 2009)ـ وتعني حركات التسخين، والتهيئة الجسدية التي يُؤديها الرياضيّون قبل الإقدام على مباراةٍ ما ـ ، يستعير مرجعياته من الجماليات الإبداعية للفيديو كليب الفنيّ بالتحديد، شريط الصوت يقرّبه أكثر من هذا الجانب، وخاصةً صياغته الإيقاعية.

في الفيلم، شخصيةٌ وحيدةٌ مُثقلة بالهموم التشكيليّة، تمارسُ طقساً رياضياً راقصاً مع عناصر المكان (شوارع مدينة مانهاتن، جسورها، وأبنيتها)، يُعيدُ "فرانسوا فوجيل" تشكيل بُنى معمارية، يخلقُ فضاءً يخلو من الجاذبية، ترتخي الأبنية حتى الأكثر ثقلاً، ورسوخاً في أساساتها، ويختلّ توازنها.

إنه عملٌ جسديٌّ، تجسيديّ، الكاميرا فيه لا تهدأ عن طقوسها الاقتحامية، والتراجعية، وعدسةٌ واسعة جداً "عين السمكة" مُصابةٌ بشرهٍ إبداعيّ/ جماليّ، تُوشك على ابتلاع أمكنةٍ هانئة بصورها الواقعية، ولكن، حالما تتبينُ بأنها في مواجهة مخلوقاتٍ جامدة، وعسيرة الهضم، تتقيأها، بدون الكفّ عن محاولاتٍ جديدة، تُعاندُ في اضطراباتها الهضمية بُتحويلها إلى أشكالٍ تجريدية/هندسية لفترةٍ مؤقتة قبل أن تلتهمها من جديد، وتلفظها مُشوّهة المعالم.

إنه فيلمٌ مُختبريّ ـ إن صحّ التعبيرـ ، هذيانٌ بصريّ مُتعقلٌ بما يكفي، وفيه تفقدُ الأبنية الجامدة الثقيلة صلابتها، وتقبلُ راضيةً، أو مرغمةً بحالتها المطاطية، اللزجة.

يبتكرُ "فرانسوا فوجيل" حركاتٍ جديدة للكاميرا تخلقها منظوماتٍ مُجهزة منزلياً، وتجعلها تتأرجحُ في الهواء، تقتحمُ، وتتراجع.

تبتعدُ الصورة "تماماً" عن حالتها المألوفة في واقعٍ رتيبٍ، أو أقرب إلى الرتابة، وتُدمرّ "تماماً" الفكرة الشائعة عن السينما بأنّها "مرآةٌ للواقع، وانعكاساً له"، في هذا الفيلم، كما غيرَه، السينما ليست مرآة، ولا تعكس واقعاً.

إنها، بالأحرى، تُجسّدُ خيالاً سينمائياُ يستوحي، ويستمدُّ مادته من الواقع، والخيال معاً، يمزجهما مُبدعاً عالماً ينحصرُ جغرافياً فوق شاشة، ولا يدوم أكثر من دقائق، أو ساعاتٍ وُفق المدة الزمنية لأيّ فيلم.

بالمُقابل، كاميرا "فرانسوا فوجيل" لا تجعل صورة الواقع بشعة كحال تلك المرايا المُنتشرة في مدن الملاهي، والتي تُشوّه صورنا إلى حدّ الفزع .

ولكنّ الصورة المُلتقطة بعدستها الواسعة، والتي يتمّ تسجيلها فوق الشريط الحساس، أو الإلكترونيّ، مُختلفة، مُثيرة للدهشة، وتستدرج المتفرج إلى عوالم معمارية خيالية، ومُصطنعة، كما الحال في أفلام التحريك المُرتكزة على خيالات مُستقبلية.

كما أنها لا تُجسّد أحلاماً ليلية، أو نهارية، إنها، بالأحرى، كاميرا تمتلكُ عيناً تمتدُّ إلى الصورة المُواجهة، تلفُّ حولها، تُؤرجحها يميناً، وشمالاً، أو تدفعها إلى الأمام، والخلف، وفي حالاتها المُبتهجة، تُمازحُ عناصر الصورة مزاحاً لطيفاً، ومألوفاً لصديقيّن، "فرانسوا فوجيل"، والكاميرا.

البيان الإماراتية في

10/04/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)