كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"تلك البلاد التي تشبهك" بين الهوية والحب والتاريخ، يعرض في دبي قبل بيروت

محسن الهذيلي

مهرجان الخليج السينمائي

الثالث

   
 
 
 
 

هو الفيلم الوثائقي الأول لمايا عبد الملك، وهو يحكي قصتها الشخصية مع لبنان، البلد الذي ولدت فيه ثم غادرته مع أهلها أثناء العدوان الإسرائيلي عليه في الثمانينات والذي تزامن مع إحدى أكثر الحروب الأهلية اللبنانية دموية وشراسة. بعد أن درست مايا الآداب المعاصرة واشتغلت كمدرسة في البلاد التي آوتها وأهلها (فرنسا)، حنت من خلال ألفاظ عربية سمعتها في إحدى حانات باريس إلى بلدها الأم وفكرت في تجديد العلاقة به. وقد كان الناطق بتلك الكلمات العربية شاب لبناني أنيق في كل شيء، يحسن مثل مايا تكلم العربية والفرنسية ويعشق مثلها السينما.

كانت مايا تقول لأمها في بيتهم في باريس أن سبب تفكيرها في الرجوع إلى لبنان هو رغبتها في البحث في جذورها وأن سماع "ماهر" وهو يتكلم العربية، هو ما خلق فيها هذا الإحساس، فـ"اللغة" والإحساس بها هو ما حرك عناصر الهوية في ذاتها، إلا أن الأم كانت تحاول في حديثها وبلطف جم أن تنبه إبنتها أنه لابد أن هناك مع اللغة عشق لمن نطق بها، الأم كانت متريثة أمام إصرار ابنتها على أن اللغة هي أساس رجوعها على مسألة الهوية، وقد استحيت أن تقول لها أن على طول ذلك كان هناك العشق أي عشق المرأة للرجل، الأم لم تستطع قول هذا بشكل مباشر إنما قالته بهذه الطريقة: "وربما يكون اهتمامك بماهر كونه يحب السينما مثلك ويصنعه". لم نسمع مايا ولو في لقطة واحدة من الفيلم تعرب بشكل صريح عن حبها لماهر، رغم أن كل الفيلم كان توثيقا لهذا الشعور بالحب بين مايا وماهر وخاصة منها إليه.

يتكون الفيلم أساسا من ثلاث مشاهد إضافة إلى مشهدين آخرين صورت خلالهما المخرجة بيروت في الخارج، المشاهد الثلاثة كانت تنقسم إلى مشهد مع أم مايا في باريس ومشهد مع ماهر في بيروت ومشهد أخير مع جدة مايا في إحدى ضواحي بيروت المسيحية، وجرى في المكان الذي كانت عائلة مايا تأوي إليه حين يحمى وطيس الحرب في شرق بيروت وبينها وبين غربها. ويتميز المكان الأخير أو البيت الأخير الذي صورت فيه مايا مع جدتها في كونه يحتوي أثاث البيت القديم والذي تركته عائلتها حين غادرت نهائيا إلى فرنسا. قلنا هذا لنشير إلى أنه رغم أن مايا كانت قريبة ممن كانت تستجوبهم وهم أمها وجدتها وماهر إلا أنها كانت أثناء التصوير أقرب إلى هذا الأخير من غيره، فقد كانت لصيقة به، وذلك سواء على مستوى موقفها منه أو على مستوى لقطة الكلاوز آب التي كانت هي الغالبة في تصوير ماهر بالتحديد.

الحب بين هذه المسيحية وذلك المسلم انعكس في سرد أم مايا وجدتها لحرب الثمانينات دون اتهامات للشق المسلم، بل إن الاتهامات قد اتجهت دائما إلى أطراف من داخل العائلة المسيحية، حيث سمعنا في إحدى تصريحات الجدة الحزينة إلى الآن على موت ابنها البار والمتواضع، كما تصفه، أثناء الحرب الأهلية، سمعنا هذه الجدة تتهم في قتل ابنها القوات اللبنانية التي وصفتها بأبشع الأوصاف، في الحقيقة هذه هي المناسبة الثانية التي يتطرق فيها الحوار في الفيلم إلى ذكر أطراف سياسية، المرة الثانية كانت في الشق الإسلامي من بيروت في بيت ماهر الذي في إجابته عن سؤال لمايا عن وجود عدد من الحمائم البيضاء في سماء بيروت، قال ماهر أن من جاء بها هو رفيق الحريري، ربما من أجل التفاؤل بالسلام، ثم مستدركا مع ابتسامة لم نفهم إن كانت ناقدة أو مصدقة قال "الشهيد".

أردنا أن نشير من وراء هذا إلى أن فيلم "تلك البلاد التي تشبك" لمايا عبد الملك كان يخوض في مسألة الهوية ويبحث في ماضي مايا الذي اتفق أن إحدى نقاطه المحورية هي الحرب اللبنانية التي تقاتل فيها الإخوان فيما بينهم واعتدى فيها بعضهم على بعض، ولكن الفيلم تجاوز كل ذلك عن إرادة متعلقة أساسا بخلفية كل شيء في الفيلم وحتى في بحث مايا عن هويتها وعودتها إلى بيروت، وتلك الخلفية هي الحب، الذي حين يأتي بالحمائم البيضاء ليس في السماء الخارجية وإنما في السماء الداخلية للنفوس والقلوب يصنع السلام الفعلي.

فنيا، اختارت مايا عبد الملك أن تصور داخل البيوت وضمن فضاء المطبخ، فللطبخ اللبناني سمعته وقيمته وموقعه في نفوس اللبنانيين و"هويتهم"، كما أن في المطبخ ديكورات جاهزة تجعلها مناسبة في تصوير الأفلام، أقصى ما قامت به مايا هو أنها جعلت شخوص فيلمها بمن فيهم هي نفسها بين كاميرا مديرة تصويرها المبدعة والمرهفة كلير ماثون وبين النافذة المطلة على إضاءة جميلة ومدروسة.

في بعض المشاهد خرجت مايا بماهر إلى الشرفة وبجدتها إلى الرواق المطل على حديقة بيتها، هذا لم يغير مكان كل عنصر من عناصر الفيلم، فالحديقة في الخلفية والشخوص أمامها والكاميرا جهة الداخل.

تصوير الخارج عكس وعيا جميلا بالضوء في بيروت وأظهر انشدادا من مايا إلى فوق حيث السماء الزرقاء وأحيانا الشفقية، وذلك دون السقوط في إعادة إنتاج تلك الألوان الغامقة أو المباشرة. ألوان الفيلم كانت عموما مدروسة وحسية.

لا ننسى أن نشير إلى أن تصوير الخارج كان مركزا أكثر على تصوير الأشياء والبلاد منه على العباد والوجوه التي تركت مايا تصويرها إلى الداخل وفي شكل بورتريهات تقريبا. وتصوير الخارج بدأ به الفيلم في حركة للكاميرا بين جدران العمائر وبين ما عكسته نوافذ السيارات والحافلات، وكانت الكاميرا في تنقلها تنزع دائما نحو الأعلى حيث انتهت في مشهد الشارع في وسط بيروت القديمة بين الخيوط الكهربائية والسلكية التي كانت تقسم سماء بيروت مثل لوحة تجريدية، هذا التقسيم بالخطوط هو ما شاهدناه أيضا آخر الفيلم في مشهد الشاطئ، ولكن لم تكن الخطوط في هذا المشهد ناتجة عن خيوط الكهرباء وإنما عن قصبات سنارات الصيادين للسمك، وحين اصَّعَّدت الكاميرا أكثر إلى فوق رأينا السماء والنوارس وبعض رؤوس القصبات. ولأن التصوير كان في آخر اليوم أي بعد غروب الشمس مباشرة أمكننا أن نرى تلك الخطوط الداكنة على خلفية السماء الفاتحة.

على مستوى الصوت لم تعتمد المخرجة مايا على أي موسيقى تصويرية إنما هو صوت الخارج وحديث الناس، وهم غالبا الأم وماهر والجدة، كما كانت هناك مشاركة مقتضبة للجد حين المكالمة التلفونية مع ابنته -أم مايا- من باريس، إذن كان كلام المتحدثين هو ما لون بكرة الصوت في الفيلم، كما كانت المتكلمات منهم صاحبات  أفكار مسترسلة ومتتابعة وألسنة طليقة لا تهجع، ولكنها ألسنة فيها البركة وتعكس لهجة بيروتية جميلة ذات ثقافة عربية لبنانية عريقة. أكثر من كان يسكت بين المتكلمين، في الحقيقة، هو ماهر الذي كانت لقطة الكلاوز آب المسلطة على وجهه تأخذ من عينيه ونظراته المستفهمة إلى مايا تعبيرات أكثر عمقا من الكلام، كما أن سكوت ماهر كثيرا ما كنا نأوله على أنه من نوع المسكوت عنه في قصص الحب الجميلة...

في الختام نقول أنه من الواضح أن في جعبة مايا السينمائية ذوقا وحسا كبيرين جاءت بهما من أجواء الآداب الفرنسية التي درستها في فرنسا وأن جانبا منها جاءها من "هويتها" العربية اللبنانية المسيحية التي تذكرنا بأدباء المهجر اللبنانيين الذين على رأسهم جبران خليل جبران وكتابه "النبي".

موقع ـ Visionary FX في

12/04/2010

####

خديجة السلامي تستعد لإنتاج فليم وثائقي عن الفساد

دبي – سبأنت : أحمد الأغبري 

كشفت المخرجة خديجة السلامي عن انتهائها قريباً من فيلم وثائقي جديد باسم "الوحش الكاسر" يتناول الفساد في اليمن .

وأوضحت السلامي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الفيلم يتناول قضية الفساد من أبعاد كثيرة ،لكنه لن يكون استقصائياً ،وذلك لطبيعة تعقيد قضية الفساد ، وصعوبة الحصول عن وثائق تجعل من الفيلم أشبه بالمحاكمة .

وأشارت السلامي، وهي مخرجة قدمت حتى اليوم 20 فيلما وثائقياً تهتم بقضايا النساء وهموم الظلم الاجتماعي، أن اهتمامها بقضية الفساد ،وهي قضية ذات بعد اقتصادي في الغالب،لا يمثل تحولاً في تجربتها بقدر ما هو تكريساً لاهتماماتها وتعزيزا لتوجهاتها في تبني قضايا مجتمعها أي كانت..موضحة أنها تتناول هذه القضية من زاوية اجتماعية ايضا من خلال دور المجتمع في تكريس الفساد .

كما لفتت إلى أن هذا الفيلم سيُعرض في اليمن باعتباره يتناول قضية يمنية بالدرجة الأولى ،بينما كانت أفلامها السابقة ذات أبعاد أنسانية تستدعي اهتماما دوليا .

وكانت السلامي صرحت في حديث سابق أنها تستعد لإخراج أول أفلامها الروائية ،ألا أنها كشفت أيضا في هذا الحديث لوكالة الإنباء اليمنية (سبأ) على هامش مشاركتها مؤخراً في لجان تحكيم مهرجان الخليج السينمائي الثالث ، انها تعمل حاليا على فيلمين روائيين وانتهت من معظم ترتيبات الفيلم الروائي الأول الذي تصرَّ على تصويره باليمن بطاقم ممثليين يمنيين مئة بالمئة وإن كان المنتج يصرَّ على تصويره خارج اليمن تجنباً لأي مشاكل يعتقد أنها قد تعترض أعمال التصوير في اليمن حسب تصور المنتج.

واكتفت بالإفصاح عن أن كلفة أنتاج الفيلم تتجاوز مليون يورو.

وتعد السلامي أول مخرجة سينمائية يمنية ، وسبق أن شاركت في لجان تحكيم مهرجان سينمائية دولية ،وهي مشاركات تمثل إضافات نوعية إلى رصيد تجربتها السينمائية التي تواصل تألقها في عدد من المحافل السينمائية ،وبالذات من خلال أفلامها التسجيلية التي نالت بها عدداً من الجوائز ،وبالذات فلمي"الغريبة في مدينتها " والسجينة "أمينة" .

سبأ نت اليمنية في

13/04/2010

####

يشهد مشاركة نسائية قوية لـ15 مخرجة خليجية

قضايا المجتمع وهموم الحياة تهيمن على مهرجان الخليج السينمائي

دبي: «الشرق الأوسط»  

يستعرض مهرجان الخليج السينمائي في دورته الثالثة 194 فيلما، بينها 81 فيلما في عرضها العالمي الأول، و11 فيلما في عرضها الدولي الأول، و33 فيلما في عرضها الأول بمنطقة الشرق الأوسط، و17 فيلما في عرضها الأول بمنطقة الخليج، وتسعة أفلام في عرضها الأول بدولة الإمارات العربية المتحدة. ومن خلال المشاركات المتنوعة، تبرز مجموعة من الأعمال السينمائية التي أبدعتها سينمائيات خليجيات بشكل قوي.

وعلى الرغم من صغر عمر غالبية هؤلاء المخرجات، ومعظمهن في المرحلة الجامعية، فإن حضورهن كان قويا، ولافتا بالقضايا الشائكة والجريئة التي طرحنها في أفلامهن، ولعل أبرزها أسرار الحياة الخاصة للفتاة الخليجية، وغلاء المهور حسب ما ذكرت وكالة «د.ب.أ» أمس.

وتشارك 15 مخرجة شابة بـ29 فيلما يجري عرضها بالمهرجان، ويتنافسن للفوز بجوائز الأفلام الوثائقية والقصيرة.

ويتصدر الأفلام التي تحمل التوقيع النسائي، الفيلم القصير «نقاب»، للمخرجة مزنة المسافر، التي تدرس الاتصال الجماهيري والعلوم السياسية في جامعة الكويت.

ويتناول الفيلم صراعات وأفكار امرأة منتقبة، تستعد للتزين أمام المرآة، ويركز الفيلم، وهو عماني، الضوء على لحظات خاصة تعيشها المرأة المنتقبة أمام المرآة وخلالها، ترقص، تحلم، تفكر، تعبر، تتأمل.

ويسلط فيلم «مهر المهيرة» للمخرجة ميثاء حمدان، الضوء على قضية غلاء المهور، ويستعرض آراء العزاب والمتزوجين في المجتمع الإماراتي، بأسلوب خفيف يهدف إلى إيصال وجهة نظر المجتمع لمن يهمه الأمر.

أما حفصة المطوع وشمسة أبو نواس، وهما طالبتان تدرسان الإنتاج الإعلامي وتقنيات الإعلام في كلية دبي للطالبات، فتتناولان في فيلمهما «إششش» قصة أربع صديقات، تجمعهن الدراسة وحياة المغامرة، وتعيش كل واحدة منهن في عالمها الخاص، وما يخفيه من أسرار ومشكلات وعقبات وتحديات، ويسلط الفيلم الضوء على التعقيدات ومشاعر الغيرة والحقد التي تحيط علاقة الصداقة.

ولا تقتصر المشاركة الإخراجية النسائية على تلك القضايا، بل تعدتها للسخرية من الواقع الخليجي، ففي فيلم «الزوجة الثانية»، للمخرجة موزة الشريف، وهي طالبة في قسم الإعلام والاتصال الجماهيري بكلية دبي للطالبات. تدور الأحداث حول حب الإماراتي لسيارته، وعلاقته بها، وذلك بأسلوب طريف، يسلط الضوء على كيفية اختيار السيارة، ومستوى حب الرجال سياراتهم الذي يفوق حبهم زوجاتهم.

وتتضمن قائمة الأفلام التي تنافس على جوائز الأفلام الوثائقية، فيلم «أشعل الطرب 2»، للمخرجة الإماراتية شيخة عوض العيالي، وهي طالبة في كلية دبي للطالبات.

وتدور أحداثه حول شقيقين قاما بتأسيس أول فرقة للهيب هوب في الإمارات، ويستعرض الفيلم رحلتهما الموسيقية، والدوافع وراء هذا الشغف.

وينتقد فيلم «إعادة تشكيل»، للمخرجة عايشة السويدي، وهي طالبة في كلية دبي للطالبات، عمليات التجميل في الإمارات، التي تجذب الرجال والنساء.

ويتحدث فيلم «أنا عربي»، للمخرجتين جمانة الغانم وأحلام البناي، وهما طالبتان في كلية دبي للطالبات، حول وضع اللغة العربية دول الخليج، ويستطلع آراء جيل الشباب، في محاولة لإيجاد حلول تمنع اندثارها بطريقة شيقة وممتعة.

ويدور فيلم «صيادو الجن» للمخرجتين لطيفة الكراني وشمسة أحمد، حول فتاتين لا تعرفان شيئا عن عالم الجن، تنطلقان في رحلة تطرحان من خلالها أسئلة تفتح أبوابا كثيرة.

وتطرح المخرجات على شاشة المهرجان قضايا اجتماعية تزايدت الشكوى منها في المجتمعات الخليجية خلال الفترة الأخيرة، ومنها فيلم «في العزلة» للمخرجة السعودية ملاك قوتة، التي تواصل حاليا دراساتها العليا في مجال التحريك في جامعة جنوب كاليفورنيا، حول امرأة طاعنة في السن تعيش في معاناة ويأس وعزلة.

والى جانبه، يعرض فيلم «عقدة حبل»، للمخرجة مريم محمد الغيلاني، وهي طالبة بجامعة السلطان قابوس، الذي يتناول معاناة امرأة لا تنجب، ويضم نخبة من الممثلين المشهورين في عمان.

يشار إلى أن المهرجان يقدم جوائز مالية يزيد مجموعها على 500 ألف درهم، ويعرض في دورته الثالثة 194 فيلما من 41 دولة، ومن المقرر أن تختتم فعالياته يوم الأربعاء المقبل. و من جانب آخر، استضاف المهرجان ثالث أمسيات «ليالي الخليج»، التي ركزت على مناقشة آفاق السينما العراقية، وشدد المشاركون في الجلسة على أهمية استفادة المخرجين الخليجيين من وجودهم في المنطقة لتنفيذ أفلام تعبر عن رؤاهم الخاصة حول هذه المواضيع وتقديم قصص قوية تحكي عن واقع الحياة في هذه الأرض المضطربة.

وتولى إدارة الجلسة الثالثة من أمسيات «ليالي الخليج» المخرج العراقي المقيم بإيطاليا عرفان رشيد، ومشاركة كل من المخرج العراقي محمد الدراجي؛ والخبيرة السينمائية اللبنانية المقيمة بفرنسا هدى إبراهيم؛ مع نادر عدلي من مصر.

وناقش الحضور الوضع في العراق الذي لا يمتلك في المرحلة الراهنة صناعة سينمائية قوية، بل مجرد جهود فردية من مخرجين معدودين. ويفتقر القطاع السينمائي في العراق للدعم المالي، مما حدا بالمشاركين في الجلسة إلى الدعوة لتأسيس صندوق خاص لدعم السينما العراقية والمساهمة في إعادة بناء البنية التحتية السينمائية في البلاد. وعلى الرغم من الحضور اللافت الذي حققته السينما العراقية خلال مهرجان الخليج السينمائي، عبر عرض 24 فيلما، فإن هذه الأعمال ما زالت تعاني نقصا في الدعم وخدمات التوزيع. وتمحورت النقاشات حول تيارين سينمائيين منفصلين، يمثل أولهما الأفلام التي يقدمها المخرجون العراقيون المقيمون بالعراق، في حين يمثل الثاني أفلاما نفذها مخرجون عالميون تم تصويرها خارج العراق، وتتناول الأوضاع السياسية المتقلبة التي تشهدها البلاد. كما ناقش المشاركون في الجلسة المقاربة التي تتبعها الأفلام الغربية في معالجة الوضع في العراق باعتباره مادة سينمائية ثرية. وقال عرفان رشيد: «لقد أثرت الأفلام التي تدور حبكتها حول العراق في ضمائر المشاهدين في مختلف أنحاء العالم. لكن، هناك فرق جذري بين مقاربة المخرجين العراقيين للموضوع وبين نظرة السينمائيين الأجانب الذين غالبا ما يميلون إلى تقديم صورة نمطية في أفلامهم». وكان للنقاشات التي جرت في الجلسة أهمية كبيرة لا سيما بعد فوز فيلم «ذا هيرت لوكر»، الذي يروي قصة فرقة مكافحة متفجرات في العراق، بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم. كما تناول الكثير من الأفلام، التي أنتِجت في هوليوود مؤخرا، واقع الحياة المعاصرة في العراق. ومن السعودية، يشهد المهرجان عرض 24 فيلما، تناقش عددا من المواضيع المهمة والمرتبطة بالحياة اليومية، فيقدم المخرج حمزة طرزان فيلم «ديون» الذي يسلط الضوء على عدد من القضايا والهموم التي يواجهها المجتمع السعودي؛ أما فيلم «القندرجي» لعهد كامل، فيروي قصة صابر الإسكافي العراقي، الذي يعود إلى عائلته بعد أن أسرته قوات الاحتلال ظلما لعامين كاملين.

وتناقش المخرجة ريم البيات في فيلمها «دمية» موضوع زواج القاصرات؛ في حين يروي فيلم «نهاية شاب على حافة الهاوية: الجزء الأخير» للمخرج عبد المحسن المطيري قصة عادية لشاب ستنهار حياته في القريب العاجل؛ ويناقش فيلم «الوقائع غير المكتملة لحكاية شعبية» قصة سلسلة جرائم ارتكبت في الماضي، ولا تزال انعكاساتها ماثلة حتى يومنا هذا، وهو من إخراج عبد المحسن الضبعان. وفي فيلمه القصير «عايش»، يروي المخرج عبد الله آل عياف قصة رجل وحيد، يتغيّر روتين حياته وينقلب في عشر دقائق رأسا على عقب؛ أما «المغزى أو كيف نظرت إلى نفسي في المرآة» للمخرج عبد الله الأحمد فهو فيلم تجريبي حول نظرة الشخص لنفسه ونظرة الناس له؛ ومن جهة أخرى، يتناول فيلم «انتظار» للمخرج سمير عارف موضوع الخيارات التي يواجهها رجل يستيقظ من غيبوبة دامت ستة أشهر. وفي فيلمه «عودة»، يقدم المخرج حسين الحلوة قصة رجل يعود لمنزله ليجد زوجته قد أخذت الأولاد وغادرت؛ أما فيلم «خروج» للمخرج توفيق الزايدي فيناقش موضوع عائلتين مختلفتين، تلتقيان بحدث واحد، ويدور الفيلم حول توتر العلاقات الزوجية، وتأثيرها المباشر على الأطفال؛ ويحكي فيلم «داكن» للمخرج بدر الحمود قصة شاب يقع أسيرا لماضيه الذي يصارعه من أجل حبه والغد الذي ينتظره؛ أما «تجربة في الطابق السابع» للمخرج فهد الأسطا، فيصف الصعوبات التي تواجه المخرجين عند التصوير في أماكن مغلقة؛ إضافة إلى فيلم «أر رياض» للمخرج طلال عايل الذي يروي حكاية شاب وعلاقته بمدينته.

الشرق الأوسط في

12/04/2010

 
 

‏«ابن بابل» العراقي أثار توتراً بين مشاهديه‏

‏خليل شوقي: معوقات فنيـة واجتماعية تعرقل السينـما الخليجية ‏

محمد عبدالمقصود – دبي

‏‏قال الفنان العراقي خليل شوقي إن «عقبات فنية واجتماعية تعرقل صناعة السينما في دول الخليج العربي». واستعرض بدايات السينما في المنطقة، وقضايا تشغل العاملين في مجال الفن السابع.

و شهدت ليلة، أول من أمس، في مهرجان الخليج السينمائي فيي دبي، حوارات حول هموم وإشكالات السينما في العراق والخليج. وكان محور جلسة منتصف الليل النقدية للإجابة عن تساؤل: ماذا يحدث في السينما العراقية بعد الغزو والاحتلال؟ في حين اثار فيلم «ابن بابل» العراقي ضجة عقب عرضه، وصلت إلى حد التلاسن بين حانقين على الرئيس العراقي السابق صدام حسين وطالبي التماس الرحمة له. ومع وجود عدد من المخرجين العراقيين، فضلاً عن لقاءات إعلامية عقدها أحد المكرمين الثلاثة في الدورة الحالية للمهرجان، هو الفنان خليل شوقي، كل ذلك جعل مستقبل السينما في العراق والخليج محورا في دائرة الضوء اعلاميا.

شوقي الذي جاء إلى المهرجان مكرماً، حاملاً جهود 60 عاماً من العطاء في مجال الإخراج والتأليف والتمثيل التلفزيوني والمسرحي، قادماً من هولندا التي تحولت من منفى قصده قبل 18 عاماً إلى مستقراً لأسرته، يحرص دائماً أن يؤكد في مستهل لقاءاته «أنا كردي، بغدادي الهوى.. وطني العراق»، تماماً كما أكد عبر فيلم وثائقي عُرض في ليلة المهرجان الافتتاحية.

وفي حواره لـ«الإمارات اليوم» تطرق إلى قضايا متعددة، قال شوقي ان الحديث عن السينما الخليجية سيكون في معظمه حديثاً عن «مستقبل مجهول»، مضيفاً «السينما الخليجية لم تولد بعد، بل تمر بمراحل ولادة متعثرة قد تؤخر فعل الولادة نفسه عقوداً طويلة»، لافتاً إلى أن «الأفلام القصيرة والوثائقية التي يقدمها الشباب الخليجي يمكن أن تكون المقدمة الحقيقية لتلك السينما، بعد أحجار العثرة الكثيرة التي ألقيت في طريقها، وبشكل خاص في بلدي العراق، الذي كان رائداً في تلك الصناعة خليجياً».

واعتبر شوقي الذي يمتد ارتباطه بالتلفزيون العراقي منذ بداية بثه عام 1965 أن هناك معوقات فنية وإنتاجية واجتماعية كثيرة أعاقت ولادة تلك الصناعة خليجياً، مضيفاً: «الآن فقط بدأت إرهاصات مهمة لمقدمات مرحلة الولادة المنتظرة عبر أعمال نوعية لإنتاج أفلام قصيرة ووثائقية مبدعة من قبل الشباب الخليجي، الذين من المؤكد أن تجاربهم الغضة بحاجة إلى عقود عدة من أجل أن نلمس وجوداً للفيلم السينمائي الخليجي في دور العرض، وليس فقط في المهرجانات الخليجية التي تلعب في مجموعها دوراً مهماً لتحافظ على جنين السينما الخليجية الآخذ في التشكل الآن من دون تشوه».

ورأى خليل أن السينما الخليجية تأثرت كثيراً بما آل إليه مصير الفيلم العراقي، بسبب الحروب المختلفة، وبشكل خاص حرب الخليج الثانية، مضيفاً: «لم يعد ثمة رهان عراقي على الفيلم الروائي الذي يتطلب مقومات غير موجودة في الداخل العراقي الآن، وأصبح أقصى آمال المراقبين والنقاد في هذا المجال هو إنتاج أفلام وثائقية وقصيرة، يتم من خلالها استثمار الشق الإيجابي في معاناة العراقيين اليومية، التي يصلح الكثير منها لأن يكون نواة لمئات الأفلام الجيدة على مستوى النص والسيناريو».

رغم ذلك لا يعتبر خليل إشكالية النص خاصية عراقية أو خليجية فحسب، بل يراها مشكلة تتعلق بالسينما العربية عموماً، مضيفاً: «إذا تحدثنا عن السينما العربية، نكون بكل تأكيد نتحدث عن السينما المصرية، لأنها النموذج الوحيد لصناعة السينما بكامل أدواتها وبيئتها وجمهورها وسعة انتشارها، وهي لسوء الطالع أيضاً النموذج العملي لغياب النص الجيد، سواء في مرحلة النشأة والانطلاقة الأولى في منتصف القرن الماضي أو حتى في المراحل المتتالية»، مضيفاً: «اقتربت في كثير من مراحل حياتي من العديد من الضالعين في عملية الإنتاج في السينما المصرية، ووجدت الكثيرين منهم أقرب إلى صفات التاجر منهم إلى ملامح صاحب المشروع الثقافي، وهو أمر انعكس على خياراتهم التي أصبحت تقليداً أصيلاً في بلد الإنتاج السينمائي الضخم الوحيد عربياً».

وأكد شوقي أن هناك تطوراً نوعياً حدث على الصعيد العربي في السنوات العشر الأخيرة، بسبب دخول الإنتاج السوري هذا المجال، مضيفاً: «الإنتاج السوري لفت الأنظار بشدة إلى أهمية تقديم منتج سينمائي هادف فكرياً، ونوعي وبشكل خاص على مستوى النص، وهو أمر تأثرت به أيضاً صناعة السينما المصرية التي لم تستطع رغم ذلك التخلص من كل آفاتها التجارية، بعد أن أصبحت تلك الآفات جزءاً من الجانب الأكثر طلباً في معادلة العرض والطلب بين المنتجين وأصحاب دور السينما». ‏ 

«ليلى في العراق»‏

‏بكثير من حنين الذكريات عاد الفنان المخضرم العراقي خليل شوقي، المولود عام ،1929 إلى ذكريات تصوير أول فيلم مصري ناطق في العراق، بعنوان «ليلى في العراق»، مضيفاً: «لم نكن نحن العرب نمتلك خبرات التعامل مع الكاميرا، وكنا نتحسس خطواتنا الأولى التي كانت شديدة التواضع»، مضيفاً: «كان بالإمكان أن تكون تلك الخطوات أكثر تسارعاً لولا أحجار العثرة الكثيرة التي ألقيت أمامنا»، مشيراً إلى أن بغداد «كانت عامرة بـ12 دار عرض ما بين تقليدية وصيفية، وكانت محوراً لإنتاج دراما خليجية متميزة، قبل أن نعود إلى مربع يقترب كثيراً من نقطة الانطلاق، ولكن برأس أكثر وعياً وانفتاحاً، واضعين كل طموحنا على إبداع الجيل الشاب».

واستبعد شوقي أن تحقق الأفلام الأميركية، التي تتخذ من الأرض العراقية مكاناً ومن أحداثه خيوطاً درامية، معالجة لقضايا العراق بوجهة نظر يمكن أن يعتد بها سينمائياً، مضيفاً: «ليس لدي اعتقاد في أن السينما الأميركية تنحو منحى أكثر إيجابية»، مصرحاً: «نادراً ما أشاهد الآن فيلماً عربياً، ومعظم علاقتي التواصلية بالسينما أصبحت منحصرة في الأفلام الغربية».

يذكر أن خليل الذي درس عام 1943 المسرح في معهد الفنون الجميلة ببغداد، بدأ حياته المهنية موظفاً في السكة الحديد العراقية، قبل أن يقدم 250 عملاً إذاعياً، وكتب وأخرج نحو 36 عملاً تلفزيونياً، وشارك في تمثيل 25 عملاً تلفزيونياً وتسعة أفلام سينمائية، و27 مسرحية، فيما شارك أيضاً في العديد من المهرجانات العربية والدولية، ورغم بلوغه الـ،82 إلا أن الرجل يحرص دائماً على المشاركة الفعالة في المؤتمرات والندوات التي تتعلق بالدراما والسينما العربيين بشكل فاعل، متغلباً على حاجز إقامته في هولندا.

الإمارات اليوم في

13/04/2010

####

‏إنتاجات الشباب تتراجع فنياً ‏

‏أفلام قصيرة أم خواطر يسبقها القول‏

زياد عبدالله – دبي 

‏‏في مسابقة الأفلام القصيرة في الدورة الثالثة من مهرجان الخليج السينمائي ما يدفع إلى ملاحقة ما له أن يكون دخولاً في نفق طويل من الأفلام التي تقول لنا إنها أفلام قصيرة في الزمن فقط مع إزاحة صفات أخرى، لا بل إن هذه الأفلام ستمنح المتابع مساحة لمعرفة ما الذي آلت إليه إنتاجات الشباب في منطقة الخليج العربي، التي إن كان لي توصيفها وضمن ما اتيح لي مشاهدته فإنها تشهد تراجعاً في المستوى الفني، وخللاً له أن يطال بنيتها الأساسية التي تمنعها في أحيان كثيرة من أن تكون محملة بهم سينمائي إلا في استثناءات أقل من قليلة.

نحن نتكلم عن هامش كبير يتيحه مهرجان الخليج السينمائي لهذه الأفلام لأن تعرض وتناقش وتتنافس، وعدم استغلال التجارب الشبابية هذه المساحة بمسؤولية جمالية وإبداعية سيحيلنا إلى حاجة هذا المهرجان إلى مؤسسات وجهات مكملة له تتحرك في اتجاه تعزيز هذا الهامش الذي يتيحه، من خلال توفير الأرضية المعرفية والأكاديمية للشباب الخليجي المتحمس بقوة للسينما، ولا شيء إلا السينما، فالمهرجان أولاً وأخيراً ليس إلا مساحة للتلاقح والتفاعل السينمائي، وما عدا ذلك يبقى خارج إطاره وقدراته.

وتتحول الأفلام القصيرة المشاركة في المسابقة السينما إلى أداة تعبيرية منفصلة عن متطلباتها السينمائية، ولها أن تقول كلمتها وتمضي، يمكن أن نشاهد في فيلم العراقي جمال أمين «اللقالق» فاصلاً سينمائيا مع علاقة المهاجر بالآخر، يكفي حادث صغير أن تنقلب العلاقة إلى صراع في أقل من خمس دقائق، بينما لن نعرف المغزى من فيلم السعودي عبدالله الأحمد «المغزى أو كيف نظرت إلى نفسي في المرآة»، ولا أحد ربما، بما لا يتجاوز التحديق في المرآة التي هي الكاميرا، وتجميع لقطات من هنا وهناك تسعى لأن تكون غرائبية بمجانية.

وفي جانب مواز تكون الأفلام رغم قصرها الزمني ممسرحة في أحيان كثيرة، مثلما هو الحال مع «الحارس»' للعماني خالد الكلباني، حيث تتقلب الكاميرا مع موسيقى تصويرية تصعيدية، ولولا شرح الفيلم في كتيب المهرجان لما عرفنا لمَ هذا الحارس مأزوم طيلة مدة الفيلم، ولنعرف أنه محاصر بماض عجيب، وعلى مقربة من ذلك يأتي فيلم الإماراتي محمد السعدي «السهيلي»، حيث نحن أمام «ابن الحرام»، إن صح الوصف، الذي وكما يقدم لنا الفيلم ليس إلا معتوهاً، عليه قسراً أن يتحمل أخطاء من استقدمه إلى الحياة، ومن ثم مقتله بذنب لم يرتكبه.

طبعاً خلاصات كهذه ستكون حاضرة في غالب الأفلام، كأن يكون الأولاد من يدفعون ثمن الخلافات الزوجية في فيلم السعودي توفيق الزايدي «خروج»، ولعل البناء الأكبر للأفلام سيكون مستقدماً دائماً بفكرة مسبقة، ليس على السيناريو إلا أن ينسج حولها، فهناك جملة ناظمة يبنى عليها الفيلم ومن ثم يستحضر كل شيء في خدمتها، جملة ليست سينمائية بالأساس، ويمكن لها أن تكون سينمائية مع السعودي عبدالله آل عايف في «عايش»، حيث الرهان على شخصية «عايش»، الذي يكون رهاناً ناجحاً، كون الفيلم متمركزاً حوله، وتقلبه بين الحياة والموت، بين أن يكون حارساً في مشرحة أو حارساً لحاضنات الأطفال، وتتابع درامي يقود الشخصية إلى تغيير مكثف في يوم واحد يستيقظ فيه كجثة وينام في نهايته كطفل، حيث يستثمر آل عايف كل مفرداته وما يسرده بعناية ودقة.

هذا سنجده كإمكانية في الفيلم الإماراتي «تينا» لأمجد أبوالعلاء، فهو يتابع أسطورة، لكنها سرعان ما تتدخل مع خطوط درامية كثيرة، ومع تهويمات بصرية كان عدم وجودها أفضل بكثير من وجودها، مثلما هو الحال مع الطائر الأسطوري والأسود، ولعل فيلم أبوالعلاء عانى من مستويات متراوحة ومتصارعة في ما بينها، مع التأكيد على الإمكانية التي يشكلها، والمساحة الأسطورية التي يقدمها، كما لو أن المادة التي عرضت أمامنا كانت لفيلم طويل تم ضغطه فانضغط معها كل شيء، دون الاستغناء عن الكثير الذي يشوش على الخط الدرامي الأساسي للفيلم المتعلق بـ «تينا» التي تبتلع الأرض لأنها كانت تمشي عليها حافية فأحبتها.

إماراتياً أيضاً يمكن الحديث عن فيلم «صولو» لعلي الجابري، حيث الفيلم يمضي في سياقه مباشرة، إنه عن أزمة الفنان مع محيطه، العزلة التي يعيشها، عدم فهم الآخرين له، وكل ذلك في 10 دقائق وعبر عازف «ساكس» يتوق لأن يعزف خارج غرفته، برشاقة وترابط، وفي تصاعد يجد الحل في عزفه لسائقي الشاحنات.

ومع استحضار أفلام أخرى يمكن الحديث عن «الخاطرة»، وليست أفلاماً، شيء تضعه الكاميرا أمامنا وتمضي، مثل فيلم الكويتيين عبدالعزيز البلام وأنور الراشد «خطوات على الباركود»، كما يمكن ملاحقة المبالغة في كل شيء في فيلم «تشويش» للكويتي لطارق الزامل، وسؤال: هل حقاً أن البث الفضائي فعل فينا كل ذلك؟

الإمارات اليوم في

13/04/2010

####

‏فتيات خليجيات يقتحمن السينما بأفلام جريئة‏

دبي ــ د.ب.أ 

‏‏أزاحت الدورة الجديدة لمهرجان الخليج السينمائي، التي انطلقت يوم الخميس الماضي بدبي، الستار عن جيل جديد من فتيات الخليج، اللاتي قررن اقتحام عالم السينما، وتحديداً مهنة الاخراج. وعلى الرغم من صغر عمر غالبية هؤلاء المخرجات، ومعظمهن في المرحلة الجامعية، فإن حضورهن كان قوياً ولافتاً في القضايا الشائكة والجريئة التي طرحنها في أفلامهن، ولعل أبرزها أسرار الحياة الخاصة للفتاة الخليجية، وغلاء المهور، والصراع الداخلي للنساء المنتقبات.

وتشارك 15 مخرجة شابة بـ 29 فيلماً يجري عرضها في المهرجان، ويتنافسن للفوز بجوائز الأفلام الوثائقية والقصيرة. ويتصدر الافلام التي تحمل التوقيع النسائي، الفيلم القصير «نقاب»، للمخرجة مزنة المسافر، التي تدرس الاتصال الجماهيري والعلوم السياسية في جامعة الكويت. ويتناول الفيلم صراعات وأفكار امرأة منتقبة، تستعد للتزين أمام المرآة، ويركز الفيلم، وهو عماني، الضوء على لحظات خاصة تعيشها المرأة المنتقبة أمام المرآة وخلالها، ترقص، تحلم، تفكر، تعبر، تتأمل. ويسلط فيلم «مهر المهيرة» للمخرجة ميثاء حمدان، الضوء على قضية غلاء المهور، ويستعرض آراء العزاب والمتزوجين في المجتمع الإماراتي، بأسلوب خفيف يهدف إلى إيصال وجهة نظر المجتمع لمن يهمه الأمر.

أما حفصة المطوع وشمسة بو نواس، وهما طالبتان تدرسان الإنتاج الإعلامي وتقنيات الإعلام في كلية دبي للطالبات، فتتناولان في فيلمهما «أششش» قصة أربع صديقات، تجمعهن الدراسة وحياة المغامرة، وتعيش كل واحدة منهن في عالمها الخاص، وما يخفيه من أسرار ومشكلات وعقبات وتحديات، ويسلط الفيلم الضوء على التعقيدات ومشاعر الغيرة والحقد التي تحيط علاقة الصداقة.

ويطرح الفيلم السعودي، للمخرجة ريم البيات، قضية زواج القاصرات، وينافس على جائزة الأفلام القصيرة في المسابقة الرسمية.

ولم تقتصر المشاركة الإخراجية النسائية على تلك القضايا، بل تعدتها للسخرية من الواقع الخليجي، ففي فيلم «الزوجة الثانية»، للمخرجة موزة الشريف، وهي طالبة في قسم الإعلام والاتصال الجماهيري بكلية دبي للطالبات، تدور الاحداث حول حب الإماراتي لسيارته، وعلاقته بها، وذلك بأسلوب طريف، يسلط الضوء على كيفية اختيار السيارة، ومستوى حب الرجال لسياراتهم الذي يفوق حبهم لزوجاتهم.

وتتضمن قائمة الأفلام التي تنافس على جوائز الأفلام الوثائقية، فيلم «أشعل الطرب 2»، للمخرجة الإماراتية شيخة عوض العيالي، وهي طالبة في كلية دبي للطالبات، وتدور أحداثه حول شقيقين قاما بتأسيس أول فرقة للهيب هوب في الإمارات، ويستعرض الفيلم رحلتهما الموسيقية، والدوافع وراء هذا الشغف.

وينتقد فيلم «إعادة تشكيل»، للمخرجة عايشة السويدي، وهي طالبة في كلية دبي للطالبات، عمليات التجميل في الإمارات، التي تجذب الرجال والنساء.

ويتحدث فيلم «أنا عربي»، للمخرجتين جمانة الغانم وأحلام البناي، وهما طالبتان في كلية دبي للطالبات، حول وضع اللغة العربية في دول الخليج، ويستطلع آراء جيل الشباب، في محاولة لإيجاد حلول تمنع اندثارها بطريقة شيقة وممتعة. ويدور فيلم «صيادو الجن» للمخرجتين لطيفة الكراني وشمسة أحمد، حول فتاتين لا تعرفان شيئاً عن عالم الجن، تنطلقان في رحلة تطرحان من خلالها أسئلة تفتح أبواباً كثيرة.

وتطرح المخرجات على شاشة المهرجان قضايا اجتماعية، تزايدت الشكوى منها في المجتمعات الخليجية خلال الفترة الاخيرة، ومنها فيلم «في العزلة»، للمخرجة السعودية ملاك قوتة، التي تواصل حالياً دراساتها العليا في مجال التحريك في جامعة جنوب كاليفورنيا، حـول امرأة طاعنة في السن تعيش في معـاناة ويأس وعـزلة.

والى جانبه يعرض فيلم «عقدة حبل»، للمخرجة مريم محمد الغيلاني، وهي طالبة بجامعة السلطان قابوس، الذي يتناول معاناة امرأة لا تنجب، ويضم نخبة من الممثلين المشهورين في عمان. يشار إلى أن المهرجان يقدم جوائز مالية يزيد مجموعها عن 500 الف درهم، ويعرض في دورته الثالثة 194 فيلماً من 41 دولة، ومن المقرر أن تختتم فعالياته غداً الأربعاء.

الإمارات اليوم في

13/04/2010

 
 

أيام يوسف الأخيرة في مهرجان الخليج السينمائي يدين تسليع الإنسان

دبي – من سماء عيسى وعبدالله حبيب

مع التألق الباهر لفعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الخليج السينمائي، وضمن حضور كمّي وكيفي يكشف بجلاء عن أهمية ونجاح هذه التظاهرة الثقافية السنوية، عرض يوم الأحد الفيلم الروائي البحريني الطويل "أيام يوسف الأخيرة" (64 دقيقة) من إخراج محمد جناحي الذي من إنجازاته السينمائية السابقة فيلم "كاميرا"، وإخراجه للفيلم الروائي الطويل المتميز "غبار" الذي عرض في الدورة السابقة من المهرجان، والذي يقول بعض المهتمين بالشأن السينمائي في المنطقة ان عواصف "غبار" لجنة التحكيم قد هبَّت عليه من الجهات الأربع.  أنتج الفيلم بميزانية مكرهة على التقشف إسحق عبدالله، وصوَّره باقتدار واضح سمير بوجبيري، وكتب موسيقاه الملائمة أحمد جناحي ومحمد حداد (نجل الطود الشعري البحريني الشامخ قاسم حداد)، ومنتجه باحترافية حسين العرادي، ومثَّل فيه عبدالعزيز عبدالملك، عبدالله مشعل، فهد الزياني، إسحق عبدالله، بروين عطيه، وأخيراً وليس آخراً "قسِّيسنا الأب" عبدالله السعداوي عميد مسرح "البانتونايم" في الخليج.  والفيلم "مبني على" (نفضِّل هذه العبارة على "مقتبس من") رواية تحمل نفس العنوان للكاتب البحريني المعروف عبدالقادر عقيل.  وقد شيَّد هذا البناء في شكل سيناريو المبدع البحريني الاستثنائي أمين صالح الذي لم يتألق في الكتابة الأدبية فحسب، بل ان جهوده التأسيسية قدَّمت أيادٍ بيضاء للثقافة السينمائية النوعية في الوطن العربي عبر إعداده وترجمته لبعض من أمهات الكتب السينمائية التي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر "النحت في الزمن" لشاعر السينما أندريه تاركوفسكي، وكتاب مشيَّد من عدة مصادر بعنوان "عالم ثيو أنجيلوبولوس السينمائي:  براءة التحديقة الأولى" الذي صدر مؤخراً عن دار الانتشار العربي ووزارة الثقافة والإعلام في البحرين.

يرينا الفيلم قصة ثلاثة أطفال تضعهم الحياة في مأزقها المعيشي والروحي من دون معين سوى خالهم الذي لا يراهم إلا نادراً بحكم عمله في البحر (ومثل شخصيات الفيلم لا نراه بدورنا ولا نعلم عنه شيئاً أثناء غيابه)، وذلك بعد أن فقدوا أمهم، وقبل هذا الفقد اختفى والدهم في ظروف غامضة.  أبطال الفيلم، إذاً، هم الأطفال الذين أدوا أدوارهم بتلقائية وموهبة في إدانة لتسليع وتغريب (من "الاغتراب") حياة الإنسان في الخليج روحياً ومعيشياً.  ينتمي الفيلم إلى نوع سينمائي يزداد حضوره في السينما العالمية كانت السينما السويدية قد ابتدعته ثم طورته السينما الإيرانية وهو "النظر إلى العالم بعيني طفل" المختلف تماماً عن "سينما الأطفال". ورغم ان الفيلم ينتهي بموت يوسف – وهو أصغر الأطفال – بعد حياة قصيرة وشاقة وحزينة إلا انه ينأى عن الإبتزازات الميلودرامية الرخيصة بحيث أنه يجعل قلبك يبكي وروحك تنتحب من دون أن تفكر عينك في ذرف دمعة واحدة؛ فهو بهذا المعنى فيلم "موشيتي" (نسبة إلى خالدة المخرج الفرنسي روبير بريسون "موشيت").  كما انه مما يحسب للفيلم انه على الرغم من طابعه الشعري والروحي الشفاف فإنه يضع الأشياء في سياقها الفعلي على أرض الواقع، إذ ان ثيمات والفقد والاغتراب الوجودية لا "تتجردن" (من "التجريد") ولا تتغافل عن الحقيقة الاجتماعية الموضوعية المباشرة كما في تعرية الفقر والإشارة الصريحة إلى ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال الذين تجبرهم ظروفهم المادية على العمل.

لغوياً عمد الفيلم في سرده للقصة إلى إجراء تحالف حميم بين الصورة والموسيقى (داخلية وخارجية) عوضاً عن الاتكاء على الكلام، كما انه تخلص من "السارد الأوحد العالم بكل شيء" عبر تنقل ذات (بمعنى subject) السرد بين الأم والولد في "حكي" المزق القليلة المتناثرة أساساً حول الأب الغائب أصلاً.  أما أسلوبياً فقد اعتمد الفيلم بصورة موفقة على اللقطات المتوسطة المعيارية الثابتة أو الفضفاضة قليلاً بمستوى البصر وغالباً من وجهة النظر (إلا قليلاً حيث ترتفع الوجهة البصرية للكاميرا إلى أعلى قليلاً كما في اللقطة التي تدلف فيها الأم إلى حجرة أولادها كي تطمئن إلى نومهم؛ فالارتفاع البصري النسبي لآلة التصوير هنا يوازي رؤيتها إلى أطفالها "من فوق" في حنان الأمومة الغامر).  ويلي ذلك اللقطات المقربة الفضفاضة قليلاً أيضاً التي غالباً ما تأتي بمصاحبة وجود قضبان في الكادر – الرمز الكلاسيكي للحواجز والاستحالة – بين وجه الشخصية والكاميرا؛ بمعنى أن الوجه البشري المُقَرَّب ليس متروكاً لِحَالِهِ هنا ولكنه مرهون بظرفه النفسي.  يلي ذلك استعمال "لقطات الاثنين" (tow-shots) و"لقطات الفعل وردة الفعل"   (shot –reaction-shot)  التي لم يذهب المخرج إلى تبجيلها أكثر مما ينبغي كما يحدث في السينما الأمريكية.  باختصار، ينبغي التأكيد على انعدام اللقطات البانورامية والواسعة في الفيلم حتى في الأماكن الجديرة بذلك كما في الفضاءات المفتوحة مثل الشوارع والميادين بل حتى أمام البحر اللامحدود نفسه (إلا في حالة يتيمة – بكل معاني الكلمة -- سيرد الحديث عنها لاحقاً في مشهد رقصة الموت).  وقد أدى ذلك إلى نقل المناخ "الكلاستروفيبي" الداخلي ليوسف في أيامه الأخيرة إلى المُشاهد وهو يرقب أفوله بتدريجية سريعة بلا أية فضاءات تسعفه أو تسعفنا.  كما ان الفيلم استخدم بحذر مدروس تقنيتي الحركة البطيئة والتسريع (اللذين أصبح استخدامهما أقرب إلى المجانية والاعتباط عوضاً عن الضرورة الفنية في العلاقة بين الشكل والمضمون في كثير مما نشاهد).  ومن الأمثلة القوية للحركة البطيئة قيام أحد الأطفال الثلاثة (محمد) الثلاثة بالقذف الغاضب ببرواز زجاجي يؤطر صورة والده الغائب إلى الجدار فينكسر، حيث تتكثف في هذه اللحظات لدى المشاهد الأسئلة والتأملات المتعلقة بهذه الحالة الإنسانية (أو اللاإنسانية) الناتئة التي تدفع بطفل إلى ما دفعته إليه.  ومن أمثلة حذق التسريع هرولة أخوي يوسف وخاله في ممرات المستشفى بحثاً عن الصغير بعد إصابته في حادث سير، فالتسريع هنا مواز لحالة القلق المتلهف لدى الشخصيات.

ولا بد من تخصيص فقرة لأقوى مشاهد الفيلم؛ أي مشهد الرقصة الموتيَّة الجارحة التي أداها عبدالله السعداوي (خال يوسف) برجلين عاليتين على الشاطىء بعد ان علم من الطبيب بإصابة يوسف بسرطان المخ الذي لن يمنح الصغير سوى قليل من الأيام الأخيره.  ما هو مهم هنا هو مفارقة فضاء الحدث – البحر – حيث كان الخال قد أخبر الصغير في مشهد سابق بأن الماء هو أصل الخلق كله ليكون هنا مرتبطاً بالموت الوشيك.  وما هو مهم هنا كذلك ان المشهد يبدأ بقرع طبل لا نعلم مصدره (بل ان الكثيرين لا بد أن يكونوا قد خمنوا انه جزء من الموسيقى التصويرية الخارجية) لنكتشف بعد قليل ان المصدر "داخل الشاشة" وهو طبل يقرعه شاب يروِّح عن نفسه على الشاطىء في لحظة دخول عبدالله السعداوي إلى المشهد الحتفي.  وما هو مهم هنا أيضاً ان الشاب قارع الطبل يتفرج على السعداوي وهو يرقص في الوقت الذي نتفرج فيه على الشاب والسعداوي فتتحقق فكرة "المشاهدة المزدوجة" (double spectatorship) التي تختلط فيها أبعاد العلاقة بين الذات والموضوع.  وما هو مهم هنا أيضاً حدوث "مزج إحلالي صوت-بصري رمزي" (symbolic audio-visual dissolve):  فصوتيَّاً يحل قرع الطبل مزجيَّاً في آخر المشهد بموسيقى تصويرية آتية من خارج الشاشة في نفس الوقت الذي يحدث فيه مزج إحلالي بصري بين رقصة السعداوي المغدورة ومشهد الشمس وهي تغرب خلف المدينة في لقطة واسعة إيذاناً بغروب حياة يوسف.

كما تجدر الإشارة إلى آخر لقطات الفيلم:  لقطة محمد (الأخ الأكبر ليوسف الذي أصبح راحلاً الآن) الذي ليس من قبيل المصادفة انه هو نفسه من كان قد قذف بالبرواز الحاضن لصورة والده الغائب في المشهد الذي أشرنا إليه سابقاً وهو يهم الآن بقذف حجر غاضب باتجاه آلة التصوير التي يتموضع الجمهور في مكانها ليتجمد الكادر قبيل انطلاق الحجر من عقاله.  بلى يا محمد:  نحن – المجتمع/ الآباء الحرفيين والمجازيين – نستحق ذلك الحجر العادل من تلك اليد لأننا لم نمد يد الحنان إلى يوسف ذي الحياة القصيرة في أيامه الأخيرة.

ومع ذلك فإن الفيلم قد لا يخلو مما تنبغي إثارته كنقاط تتعلق بالـ "verisimilitude" (أو الإمكانية الفعلية لحدوث الشيء في الواقع الموضوعي وشكل ذلك الحدوث على الشاشة)، غير ان الميزانية المتقشفة للفيلم وموقف أمين صالح من الواقعية" الذي لا يمكن وصفه بالحماس الشديد قد تتكفلان بالإجابة عن ذلك.  وبعد نهاية العرض أجري حوار بين أمين صالح والممثلة بروين عطية (التي قامت بدور الأم) والجمهور حيث مما قاله كاتب السيناريو انه تعمد عدم الكشف عن ملابسات وأسباب اختفاء الأب لأن الشخصيات لا تعلم تلك الملابسات والظروف، وعلى الجمهور أن يعيش نفس الحالة مع الشخصيات.   

من جهة أخرى تم عرض الفيلم الروائي الطويل "إبن بابل" للمخرج العراقي الشاب محمد الدراجي الذي كان فيلمه الروائي الطويل الأول "أحلام" قد حصد ذهبية الدورة الأولى من المهرجان.  ويأتي فيلم "إبن بابل" الذي أنتج في العام الفائت باعتباره تعميقاً لتجربة سينمائية متميزة؛ بمعنى انه يكمل "أحلام"، فهو يسير معه على نفس الخطى التي يوسعها ويعمقها من الخلال الذهاب أبعد في فضح فظاعات الديكتاتورية في العراق والتي ملأت بلاد الرافدين العريقة والجميلة بالبؤس والخراب والدمار والحروب والمقابر الجماعية التي لا تزال حتى اليوم تنكشف مقبرة تلو أخرى.

اعتمد الفيلم على فكرة بسيطة وعميقة لكن المخرج شحنها بالأسى وبتفصيلات رحلة تقوم بها امرأة كردية مع حفيدها من الشمال العراقي في عملية بحث شاقة ومضنية عن ابنها وأب الطفل الذي اختطفته السلطات العراقية منذ اثني عشر عاماً ماتت خلالها زوجته وكبر طفله الوحيد، ولم تعد الأم تعرف أي شيء عن وجوده حياً أو ميتاً.  بهذا المعنى فإن الفيلم ليس رحلة للبحث عن رجل مجهول المصير فحسب، بل انه أيضاً "حكاية استعارة مجازية رمزية"  (allegory)[مع الاعتراف بعدم دقة الترجمة] في رحلة خلل تفاصيل دمار شعب بأكمله جراء حروب مقامرة وطائشة وخاسرة وقمع دموي قاده النظام الديكتاتوري العراقي.

تصل الرحلة إلى نهايتها المأساوية بعدم الحصول على أية معلومات عن مصير الأب المفقود، وبإصابة الأم بالجنون وموتها  في رحلة العودة الخاسرة، وبآفاق مفتوحة للطفل وهو يعود إلى مسقط رأسه في كردستان.  وبذلك فإنه ليست هناك أدنى صعوبة في إدراج الفيلم ضمن عداد الأفلام الكبرى التي انتشرت مؤخراً وأخيراً في الشرق للكشف عن تراجيديات الإنسان في هذه الرقعة من الأرض جراء تحمله أعباء الأنظمة الديكتاتورية كما في تركيا وإيران والعراق، ويعد وثيقة إبداعية وتاريخية معاً لانهيار حضارات الشرق العريقة بسبب صنيع الاستعمار الأنجلو-أمريكي من جهة، وعلى يد الديكتاتوريات العسكرية من جهة أخرى. 

وبعد انتهاء الفيلم دار حوار طويل بين الجمهور وفريق عمل الفيلم الذي حضر معظمه من العراق إلى دبي، حيث تحدث المخرج عن الصعوبات المادية التي واجهها من أجل إنجاز الفيلم، مضيفاً ان هذا هو العرض الأول للفيلم الذي يسعى إلى عرضه قريباً في العراق.  ومع الأسف الشديد تحول الأمر بعد ذلك إلى نزف سياسي عراقي؛ فقد اعتبر البعض ان المخرج قد بالغ في تشويه صورة النظام السياسي العراقي البائد، بينما انتهز آخرون الفرصة للنيل من صدام حسين وبث مواجعهم من دمويته متحدثين عن وقائع فعلية لفقدهم أقاربهم جراء بطش الحقبة الصَّدَّاميَّة.

وتستمر أيام الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي المشرقة، وتتواصل لياليه الملاح.

عمان العمانية في

13/04/2010

####

من عروض مهرجان الخليج السينمائي

فيلم باستيل عن الفنان العراقي الممتحن بمشاكل بلده

محمد موسى من دبي 

يخطو فيلم "باستيل" للمخرج للعراقي لؤي فاضل والذي عرض بالامس في مسابقة الافلام التسجيلية للدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي ، والذي يختتم يوم الاربعاء القادم ، خطوة جديدة عن معظم الافلام العراقية التسجيلية التي صنعت بعد حرب عام 2003 ، وتعرضت للعراق وحياة ناسه بعد الحرب ، فالفيلم يرافق فنان تشكيلي عراقي شاب في رحلة عمله ، وبحثه عن افكار جديدة لاعماله الفنية ، والتي تركز على موضوعات الحرب ، والخسائر البشرية والروحية التي احدثتها.

ويقدم الفيلم حوارات طويلة ، تخلو من السياسية ، مع الفنان "النحيل" ، والذي لا تفارقه السيجارة ، والمشغول دوما باضافة شيء ما ـ الى اعماله الفنية الغير منجزة ، والتي استوحى الكثير منها ، من احدى قرى النفايات في العراق ،وهي احدى الظواهر الحديثة في المجتمع العراقي ، اذ ظهرت بمناطق مختلفة من العراق ، قرى يعيش سكانها على ما يصلهم من نفايات الآخريين ، والتي يجدون فيها ما يوفر لهم او لحيواناتهم ، مايكفي لحياة شديدة القسوة ، وكما قدمها الفيلم.

وبين مكان عمل الفنان العراقي ، والقرية العراقية ، يتنقل المخرج ليسجل بدون حوارات احيانا ، صور لا تختلف كثيرا عن تلك التي تعرضها التلفزيونات لقرى بائسة اخرى في افريقيا او اماكن اخرى من العالم. كذلك يسجل الفيلم حوار بين الفنان التشكيلي واحد اطفال القرية ، والذي تركت عائلته مكانها الاول بسبب العنف الطائفي ، لتستقر هناك ، في القرية ، بعيدا عن المدارس او الحياة المدنية . يعود الفنان العراقي في حواره مع الطفل الى مدرسته الاولى ، والتي بدت بعيدة كثيرا ، خلف تلال القمامة.

ويعرض الفيلم ، بعضا من اعمال الفنان العراقي ، ومنها عمل فني عن اصدقاء الفنان ، والذين قضوا في احدى انفجارات العاصمة العراقية بغداد .

واذا كانت افلام من هذا النوع ، اي تلك التي تسجل عذابات الفنانين اثناء العملية الفنية ، شائعة كثيرا في السينما التسجيلية العالمية ، تندر هذه الاعمال في السينما العربية والعراقية.

موقع "شريط" في

13/04/2010

 
 

إختتام فعاليات مهرجان الخليج السينمائي وتكريم الفائزين بجوائز دورته الثالثة

دبي- سبأ نت: من أحمد الأغبري

اختتم مهرجان الخليج السينمائي مساء اليوم فعاليات دورته الثالثة بحفل اعلان وتكريم الفائزين بجوائز المسابقة بالاضافة الى تكريم أعضاء لجنة تحكيم المسابقة بما فيهم المخرجة السينمائية اليمنية خديجة السلامي.

وفي حفل الاختتام الذي حضره سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون القت المخرجة السلامي بيان لجنة تحكيم مسابقة الأفلام أعربت فيه باسم اللجنة عن الشكر والتقدير إلى هيئة دبي للثقافة والفنون، دبي للثقافة، وإدارة ومنظمي مهرجان الخليج السينمائي والقائمين عليه، لإتاحة الفرصة لاعضاء اللجنة للمشاركة في دورته الثالثة، والذي أصبح ميعاداً مهماً لسينمائيي المنطقة، وملتقى مميزاً يساهم في تنشيط وبلورة أفكار الطاقات الفنية السينمائية.

واضافت :على مدى أسبوع، شاهدنا عدداً كثيراً من الأفلام الطويلة والقصيرة ضمن أقسام المسابقة الخمسة، ومن خلال تجربتنا يطيب لنا الإشادة بالجهود الشخصية الواضحة التي يبذلها صانعوا الأفلام لطرح مواضيع مهمة وجريئة للمجتمع بالرغم من قلة الإماكانيات.

ونوهت خديجة السلامي ببعض الملاحظات في المواضيع والأفكار التي طرحت حيث كان البعض منها يفتقر إلى الحس السينمائي والفني، إن كان من حيث الإيقاع، أو البناء، أو السرد. فهناك تشتت وتكرار في الأفكار والرؤى، ولجوء إلى الحوار الزائد في الوقت الذي يميز السينما بأنها الصورة التي تسمع. ومهما يكن، فنحن لا نقلل من أهمية تلك المحاولات، وهي شاهد على مستقبل واعد لسينما المنطقة، وهناك نماذج ظهرت في هذا المهرجان نستطيع أن نفتخر بها.

وشهد مهرجان الخليج السينمائي، الذي اقيم تحت رعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس "هيئة دبي للثقافة والفنون" (دبي للثقافة)، حفل توزيع الجوائز للسينمائيين الفائزين بمسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة والمسابقة الرسمية للأفلام، ومسابقة الطلبة.

وكان المهرجان قد قدم 194 فيلماً من 41 دولة، في عروض مفتوحة مجاناً أمام جميع الجماهير، بلغ عددها 94 عرضاً، منها لمجموعات من الأفلام القصيرة والوثائقية، شهدت إقبالاً جماهيرياً كبيراً على مدى ستة أيام.

وقدم مهرجان الخليج السينمائي جوائز بلغت قيمتها الإجمالية 485 ألف درهم للفائزين بفئات المسابقة المختلفة. وكان باب المنافسة في المسابقة الرسمية مفتوحاً في ثلاث فئات هي: الأفلام الروائية الطويلة، والأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية، في حين تنافس الطلبة على جوائز فئتي الأفلام القصيرة والوثائقية.

وتنافس في المسابقة الرسمية 54 فيلماً للفوز بجوائز الفيلم الروائي الطويل (7 أفلام) والوثائقي (9 أفلام) والقصير (38 فيلماً)، في حين شهدت مسابقة أفلام الطلبة مشاركة 33 فيلماً من بينها 12 فيلماً وثائقياً و21 فيلماً قصيراً.

وترأس لجنة التحكيم المخرج المغربي المعروف جيلالي فرحاتي، وتضم اللجنة المخرج والناقد السينمائي السعودي محمد الظاهري؛ والممثل الإماراتي إبراهيم سالم؛ والمخرجة اليمنية خديجة السلامي؛ والمدير الفني لمهرجان براتيسلافا السينمائي الدولي ماثيو داراس. أما لجنة تحكيم مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة فضمّت الكاتبة القطرية وداد الكواري؛ والكاتبة السعودية بدرية عبدالله البشر؛ والكاتبة الإماراتية أمينة أبو شهاب.

فيما جاءت نتائج جوائز مسابقة الافلام المشاركة في المهرجان في هذه الدورة على النحو التالي:

مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة:

الجائزة الثالثة: محسن سليمان حسن عن سيناريو فيلم "فيلم هندي"

الجائزة الثانية: محمد حسن أحمد عن سيناريو فيلم "سبيل"

الجائزة الأولى: نايلة الخاجة عن سيناريو فيلم "ملل"

مسابقة الطلبة:

مسابقة الطلبة للأفلام القصيرة:

شهادة تقدير إلى فيلم "إششش" (الإمارات) من إخراج حفصة المطوع وشمّا أبو نواس

الجائزة الثالثة: ملاك قوتة عن فيلم "في العزلة" (الولايات المتحدة)•

الجائزة الثانية: مزنة المسافر عن فيلم "نقاب" (عُمان)•

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: محمد التميمي عن فيلم "الجنطة" (السعودية)•

الجائزة الأولى: أمجد بن عبدالله الهنائي وخميس بن سليم أم بوسعيدي عن فيلم "تسريب" (عُمان)

مسابقة الطلبة للأفلام الوثائقية:

شهادة تقدير إلى فيلم "مهر المهيرة" (الإمارات) لميثاء حمدان

الجائزة الثالثة: محمد نعيم عن فيلم "الحلاق نعيم" (العراق)

الجائزة الثانية: معاذ بن حافظ عن فيلم "أحلام تحت الإنشاء" (الإمارات).

الجائزة الأولى: هاشم العيفاري عن فيلم "غرباء في وطنهم" (العراق)

المسابقة الرسمية:

المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة:

شهادة تقدير لفيلم "صولو" (الإمارات) لعلي الجابري

شهادة تقدير لفيلم "حارس الليل" (الإمارات) فاضل المهيري

شهادة تقدير لفيلم "غيمة شروق" (الإمارات) لأحمد زين

جائزة أفضل سيناريو: حسام الحلوة عن فيلم "عودة" (السعودية)

الجائزة الثالثة: جاسم محمد جاسم عن فيلم "ثم ماذا؟" (العراق)

الجائزة الثانية: عهد كامل عن فيلم "القندرجي" (السعودية)

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: سحر الصواف عن فيلم "أم عبدالله" (العراق).

الجائزة الأولى: عبدالله آل عياف عن فيلم "عايش" (السعودية)

المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية:

شهادة تقدير لريتشارد لاثام لجودة التصوير في فيلم "إطلاق الحلم" (الإمارات)

• الجائزة الثالثة: حميد حداد عن فيلم "82-80" (العراق)•

. الجائزة الثانية: لؤي فاضل عن فيلم "باستيل" (العراق)

. الجائزة الأولى: سونيا كيربلاني عن فيلم "نسيج الإيمان" (الإمارات، الهند) المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة:

الجائزة الثانية: حيدر رشيد عن فيلم "المحنة" (المملكة المتحدة، العراق، إيطاليا، الإمارات)•

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: علي مصطفى عن فيلم "دار الحي" (الإمارات)•

الجائزة الأولى: شوكت أمين كوركي عن فيلم "ضربة البداية" (العراق، اليابان)

جوائز تكريم إنجازات الفنانين

وكان المهرجان قد كرّم كلاً من الكاتب والممثل العراقي الكبير خليل شوقي؛ والممثلة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش؛ والممثلة الكويتية القديرة حياة الفهد، بجوائز تكريم إنجازات الفنانين، وذلك خلال حفل افتتاح المهرجان.

يذكر أن الدورة الثالثة من مهرجان الخليج السينمائي أقيمت بدعم "هيئة دبي للثقافة والفنون" بالاشتراك مع "مدينة دبي للاستديوهات" .

سبأ نت اليمنية في

14/04/2010

####

غدا.. اختتام مهرجان الخليج السينمائي الثالث وتوزيع جوائز الفائزين

دبي - سبأنت :  أحمد الأغبري

يختتم مهرجان الخليج السينمائي الثالث مساء غدٍ (الاربعاء) في "دبي فستيفال سيتي" فعالياته بحفل مرور نجوم المهرجان على السجادة الحمراء ، يتلوه حفل ختامي يتم فيه توزيع الجوائز على الأعمال الفائزة بنتائج لجان التحكيم ، التي تشارك اليمن في عضويتها ممثلة بالمخرجة السنيمائية خديجة السلامي .

وحقق المهرجان في دورة هذا العام نمواً و تطوراً لافتا في عدد ومستوى الأعمال السينمائية المشاركة من دول المنطقة التي تشكل منظومة المهرجان منها اليمن ، التي تغيبت في دورة هذا العام عن كافة برامج افلام المهرجان ، لتراجع مشاركة الأفلام اليمنية ـالتي اقتصرت على فيلم واحد لم يرتق إلى مستوى المشاركة ،حسب تصريح أدلى به مدير المهرجان مسعود أمر الله آل علي لوكالة الإنباء اليمنية (سبأ) عند افتتاح المهرجان .

وتقتصر مشاركة اليمن في مهرجان هذا العام على المخرجة البارزة خديجة السلامي ضمن لجنة التحكيم ، بالإضافة إلى المشاركة الإعلامية والنقاشية ضمن برنامج جلسات ليالي المهرجان من خلال كل من: أحمد الأغبري مدير الإدارة الثفافية والعلمية في وكالة الإنباء اليمنية (سبأ)، والمخرج السينمائي حميد عُقبي.

وعرض المهرجان،الذي أقيم تحت رعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس "هيئة دبي للثقافة والفنون"(دبي للثقافة) بالتعاون مع مدينة دبي للاستديوهات، على مدى أيامه السبعة،194 فيلماً من 41 دولة بينها 81 فيلماً في عرضها العالمي الأول، و11 فيلماً في عرضها الدولي الأول، و33 فيلماً في عرضها الأول بمنطقة الشرق الأوسط، و17 فيلماً في عرضها الأول بمنطقة الخليج، وتسعة أفلام في عرضها الأول بدولة الإمارات العربية المتحدة، مما يضمن لعشاق ومحبي السينما، تجربة حضور لا مثيل لها، خصوصاً وأن كافة عروض المهرجان مجانية ومفتوحة أمام جميع الجماهير.

وشاركت دول الخليج بالمهرجان بـ112 فيلما منها أكثر من ثلاثين فيلما من الإمارات ، بالإضافة إلى 82 فيلما من 34 دولة بينما عرض المهرجان خلال نسخة هذا العام، 128 فيلماً قصيراً، و28 فيلماً وثائقياً قصيراً، و8 أفلام روائية طويلة، وخمسة أفلام وثائقية طويلة، و25 فيلم تحريك.

سبأ نت اليمنية في

13/04/2010

####

ربما - مزاحمة سينمائية سعودية!

بدرية البشر 

يَختتم اليومَ (الاربعاء) مهرجانُ السينما الخليجي دورتَه الثالثة في دبي بعد عرضه ١٩٤ فيلماً من ٤١ دولة، ومع أنه لم يعد مفاجئاً الحضور السعودي، لكنه حضور يثير المفارقة الساخرة؛ ففي كل عام تجدهم أمامك أناثاً وذكوراً، بحمولتهم السينمائية وبفرقهم وبآحادهم المتحمسة، من شباب الحسا وبريدة والرياض، بمواهبهم الصاعدة وإمكاناتهم الفردية والخاصة، بل زادت حماستهم فصاروا ينافسون الشباب الإماراتي الذي يحظى برعاية كبيرة لتنشيط المواهب السينمائية وتشجيعها، فالمشاركة السعودية تحتل الموقع الثالث بين المشارَكات الخليجية، حيث تشارك الإمارات بـ36 فيلماً، يليها العراق بـ25 فيلماً، ثم السعودية بـ24 فيلماً، وعُمان بـ١٠ أفلام، والكويت بـ8 أفلام، والبحرين بـ6 أفلام.

السينما هي فن الصورة، وكلما تطورت التقنية في هذا الفن كلما تمكن المخرجُ من صناعة فيلم يأخذ بالألباب وينتزع الدهشة من المشاهدين، لكن مشكلة هذه التقنية أنها مكلفة، لهذا يشتكي معظم المشاركين السينمائيين الخليجيين من قلة التمويل وضعف الموازنة المرصودة للفيلم، حتى ان بعض المخرجين لا يتمكن من تصوير أفلامه بكاميرا سينما، بل بكاميرا عادية ثم يتم نسخ الفيلم لاحقاً بصورة سينمائية، ليدخل المشاركة، لهذا فإن كثيراً من مجال تفوق الأفلام الخليجية بعيد عن التقنية كأن يتفوق في الموضوع أو القصة أو السيناريو أو موهبة الممثلين. لكن، بمجرد مشاهدتك لفيلم أجنبي بعد مشاهدتك لفيلم خليجي تدرك أن السينما الخليجية قد حُرمت من كثير من الفرص التي تكفل نضجها وبراعتها، وبالتالي ستحتاج إلى وقت طويل حتى تتطور باتجاه الحقل السينمائي المعاصر.

في فقرة النقاش التي تلت فيلم (المحنة) العراقي للمخرج الشاب حيدر رشيد (تم تصويره في بريطانيا) تحدث المخرج عن أزمة الموازنة أيضاً التي تمثل مشكلة، لكل الشباب المبتدئين، لكنه تحدث أيضاً عن تقنية الكاميرا وعن الممثلين الذين، وعلى رغم حداثة تجربتهم تفوقوا بسبب إخضاعهم لدورات تدريبية في التعامل مع الكاميرا لمدة أشهر بحيث ساعد المخرج في استخدام تقنيات شديدة الجرأة والمهارة، وهو ما أظهر أداء الممثلين وكأنهم ممثلون محترفون اعتادوا الوقوف أمام الكاميرا. هذه التقنيات التي تحدث عنها مخرج عربي لم تتح له إلا لأنه حظي بفرصة العيش في أوروبا كونه من أم إيطالية، وقد مكنته هذه التقنيات البسيطة - لكن المهمة - في أول فيلم سينمائي من أن يتفوق على مخرجين محترفين خليجيين شاركوا في المهرجان. لهذا لن أقول إن المقارنة بين فيلمين عربي وأجنبي هي مقارنة لا تصب في مصلحة الفيلم العربي بل سأقول إن المقارنة بيـــن فيلم عربي تم إعداده في الخارج وبين فيلم عربي آخر أعد بإمكانات ومواصفات الداخل العربي تحمل فروقاً كبيرة، وهو ما يؤكد الحقيقة الـــساطعة وهي أن الجينات العربية ليست هي الـــسبب، بل مناخ الإهمال والفقر والانصراف عن دعم هذه الفنون البصرية الجميلة، والتي تجعلنا في ظل غياب الاهتمام العربي بالسينما، نعرف، ونقدر جيداً، طعم مذاق مهرجان الــسينما الخليجي في دبي.

الحياة اللندنية في

14/04/2010

 
 

‏أمرالله: دعم المواهب طريق لازدهار «الفن السابع»‏

دبي ــ الإمارات اليوم‏

‏قال مدير مهرجان الخليج السينمائي مسعود أمر الله آل علي «شهدت السنوات الـ10 الماضية تغيرات ملحوظة في النظرة السائدة تجاه صناعة السينما في المنطقة. وأسهمت المبادرات الحكومية، مثل مهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان الخليج السينمائي، في تشجيع أعداد أكبر من المواهب الشابة على تقديم أعمال متميزة تعبر عن مواهبهم وإمكاناتهم».

وأضاف خلال لقاء عن «تجربة السينما في الخليج: 2000-2010» ضمن فعاليات ليالي الخليج على هامش مهرجان الخليج السينمائي، أنه تم بذل جهود كبيرة لتأسيس بنية تحتية سينمائية قوية في المنطقة، الأمر الذي يسهم في ترسيخ حضور هذه الإبداعات السينمائية على المستوى المحلي.

وقال عضو لجنة تحكيم مهرجان الخليج السينمائي عبدالله حبيب، إن «الأفلام المعروضة من المنطقة خلال المهرجان، والبالغ عددها 111 فيلماً، شهادة تؤكد مدى التطور التي حققتها صناعة السينما الخليجية».

واعتبر ان الحماس الكبير الذي يبديه الشباب مؤشر على عمق اهتمامهم بالفن السينمائي كأسلوب إبداعي. وقال «تقع على عاتقنا مسؤولية دعمهم بشكل مستمر من خلال توفير بنية تحتية تتيح لهم تقديم أعمال عالمية المستوى».

ولفت مشاركون في اللقاء إلى أن السينما الخليجية تخطو نحو ترسيخ حضورها، ومن خلال توافر الدعم المستمر، فإنها مؤهلة لتحقيق انتشار واسع واجتذاب جمهور كبير في منطقة الشرق الأوسط التي هي موطن لأكثر من 300 مليون شخص، مشددين على أهمية الدور الذي يمكن لمهرجان الخليج السينمائي أن يلعبه في احتضان المواهب الواعدة والاحتفاء بالإبداعات السينمائية المتميزة في المنطقة.

الإمارات اليوم في

14/04/2010

####

‏أمرالله يدعو إلى إنشاء معاهد للسينما‏

دبي ــ الإمارات اليوم‏ 

‏أكد مدير مهرجان الخليج السينمائي مسعود أمرالله ضرورة تعزيز البنية الأكاديمية للفيلم في الخليج، ودعا خلال الأمسية الأولى من «ليالي الخليج» التي تقام على هامش مهرجان الخليج السينمائي إلى تأسيس معاهدييسينما في التخصصات لصانعي السينما الناشئة في المنطقة.

وشارك في الليلة الأولى من «الليالي» التي تشكل ملتقى للسينمائيين والإعلاميين، حيث جرت مناقشة العديد من الموضوعات المتعلقة بالمشهد السينمائي في المنطقة، عدد من المخرجين والنقاد والإعلاميين ومن ضمنهم عصام زكريا من مصر، وحسن حداد من البحرين، الذين قدموا مداخلات حول تطور السينما في المنطقة وأهمية الدور الذي يمكن لمهرجان الخليج السينمائي أن يلعبه في تطوير السينما الخليجية وتعزيز حضورها في المنطقة والعالم.

وأضاف أمرالله «تشكل ليالي مهرجان الخليج السينمائي منتدى لاحتضان الحوار المفتوح والجاد، وكانت الجلسة الأولى مميزة، ووفرت معلومات غنية عن المشهد السينمائي الخليجي. وقدم المشاركون أفكاراً وآراء مهمة عن أبرز المشكلات التي تواجه تطوير السينما الخليجية، إضافة إلى مناقشة الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها مهرجان الخليج السينمائي والتي تؤهله لإيجاد حلول عملية لهذه القضايا إلى جانب دوره المحوري في التعريف بإبداعات المواهب السينمائية في المنطقة وتقديم أعمالها على نطاق واسع».

واختتم مدير مهرجان الخليج السينمائي بقوله «كانت النقاشات التي جرت خلال الجلسة مهمة، لاسيما أن المهرجان يعرض في دورة هذا العام نخبة من أبرز الأفلام التي تم إنتاجها في المنطقة. فمن بين 194 فيلماً سيجري عرضها هذه السنة هناك 112 عملاً من منطقة الخليج منها 36 فيلماً من الإمارات. ويتوجب علينا الاستفادة من الاهتمام الكبير الذي تبديه المواهب الشابة نحو العمل في القطاع السينمائي، لنجعل من المهرجان منطلقاً للتعريف بإبداعاتهم وتشجيعهم على صقل معارفهم وإمكاناتهم».

وقال مشرف ومنسق الجلسات ومستشار المهرجان الناقد صلاح سرميني «جاء تنظيم ليالي الخليج رغبة في إشراك ضيوف المهرجان في نشاطاته وفعالياته، والتقريب ما بين الضيوف وإثارة موضوعات وقضايا وأفكار تتعلق بالسينما الخليجية والعربية والسينما بشكل عام»، لافتاً إلى أن الأفكار والموضوعات التي سيتم مناقشتها في الجلسات المقبلة تأتي من الضيوف أنفسهم، وخصوصاً الصحافيين والنقاد العرب المدعوين، بالاتفاق معهم مسبقاً قبل نحو شهر من انعقاد المهرجان.

الإمارات اليوم في

11/04/2010

####

‏‏نافذة المهرجان على الراهن

‏«تقاطعات».. وليمة عالمية من الأفلام القصيرة‏

زياد عبدالله – دبي 

يتيح برنامج «تقاطعات» في الدورة الثالثة من مهرجان الخليج، مقاربة الفيلم القصير من شتى أرجاء العالم، ويضعنا مباشرة أمام اختيارات متنوعة تتفاوت لكنها تتقاطع في كونها مساحة جميلة للاطلاع على جديد الفيلم القصير، واصطياد ما له أن يكون تنويعاً في التقنيات والبلدان الآتية منها.

يقدم برنامج «تقاطعات» لمخرجينا الشباب مساحة كبيرة للتعرف إلى ما يسود عالم الفيلم القصير وما يحمله من جماليات، ولعلها وليمـة خاصـة تدعو الجميـع إلى التهام ما فيها.

ولعل المدة الزمنية للفيلم القصير ستكون اختباراً حاسماً لما نراه، بما لا يسمح بإعادة النظر بما نشاهد بقدر ما تكون المتابعة مباشرة والنتائج حتمية وحاسمة، كأن نرى العالم يتغير من على حبل غسيل كما هو الحال مع الفيلم الهنغاري «ماما» لجيزا توث، وليكون الفيلم لقطة واحدة لتسع دقائق، ونحن نشاهد أماً تنشر غسيلها على حبل ما أن تنتهي من وضع قطعة ثياب كبيرة عليه حتى تسحبه فيتغير المشهد خلفها، إلى أن تضع في النهاية قطعة ثياب حمراء لطفل صغير، ومع تعقب اللقطة الواحدة سنجد ذلك في فيلم «سنونوات» للألماني جان سبيكينباخ، حيث «التغريب» سيكون تنويعاً بين توالي اللقطات وإلغاء حواجز المكان، حيث رجل يترك شقته ويسكن في غرفة فندق لا لشيء إلا لأن السنونوات وجدت على نافذته مستقرها، وهناك يتعرف إلى امرأة يمضيان الليل متنقلين من مكان إلى آخر في امتزاج بين الرقص والمشي، وبين الغناء والحوار، وعلى هدي تمازج يضعنا في النهاية أمام فيلم جميل.

الفيلم السلوفيني مارتن تورك «الأيام لا تتشابه» يمضي خلف مسارات عدة سرعان ما تتشابك، فنحن أمام أحداث بسيطة لكن نتائجها مصيرية، رجل مستعجل لا يستطيع أن يستقل سيارته لأن أخرى سدت الطريق أمامه، ورجل آخر يخرج مستعجلاً من البيت يستوقفه ساعي البريد ليستلم رسالة وكل ما يسأله إياه هو التوقيع فيرفض لأنه مستعجل، بينما امرأة حامل تخرج من بيتها مسرعة أيضاً وهي على وشك أن تولد، وعليه فإن الرجل الأول يكون زوج المرأة الحامل، وقد تأخر في الوصول إلى البيت، فتقوم زوجته بإيقاف الرجل الذي يلاحقه ساعي البريد، فيأخذها إلى المستشفى بينما يسأل ساعي البريد أن يبحث عن زوجها بعد أن تعطيه المرأة صورته، إلى أن نعود إلى ما بدأ به الفيلم ألا وهو مشهد رضيع في أولى لحظات ولادته.

الخيال العلمي سيكون حاضراً من خلال فيلم الفرنسي ديفيد ألابونت «فارد»، والذي سيكون في الأساس رصداً للحاصل الآن في العالم من خلال الإصرار على تشابه البشر وتحويلهم إلى نسخ مشوهة ومتشابهة تعمل كالآلات، وليكون «الانيماشن» في الفيلم معبراً نحو ذلك، وكل شيء مفرط الحداثة والكبر لكنه رمادي يخلو من الضوء، والذي ما أن يقع في يد شخصية الفيلم الرئيسة من خلال مصباح كهربائي حتى تبدو أجزاء من حقيقة الأشياء بمجرد تسليط الضوء عليها بما في ذلك الوجوه. وفي متابعة للخيال العلمي يقدم فيلم «النهاية» للاسباني ادواردو جاكسون تخيلاً للعالم إن صار الماء فيه بندرة الذهب لا بل أكثر.

الفيلم الكرواتي «حفلة» مسكون بإنقلابه على ما نراه، وله أن يكون على مقدرة خاصة بالانتقال من الفرح إلى الأسى، ونحن نرى كيف لكل ما نشاهده من فرح امرأة مع أصدقائها أن يكون وهماً، وأنها أي هذه المرأة لا تقوم إلا باستعادتهم وقد ماتوا جميعاً في حرب ما زالت آثارها في جدران الأبنية المهدمة والمهجورة.

أفلام كثيرة أخرى يحملها برنامج «تقاطعات»، لها أن تتقاطع مع جماليات كثيرة تتيح للمتابع مقاربتها والتقاطع معها جمالياً مثلما هي الحال مع الفيلم الباكستاني «شفاء» حيث نتعقب حياة طفل في أفغانستان، ولعل قيامه بمعجزات مجاز عن حاجة بلاده لمعجزة، يحافظ من خلالها على حياة معلمه الذي سيكون وجوده وبقاؤه حاسماً في بلاده، وكحاجة ماسة ليس للطائرات المغيرة إلى أن تدمرها.

يحضر أيضاً فيلم تشيكي بعنوان «جدتي» له أن يضيء تلك العلاقة التي يشوبها الكثير بين جدة لا تفارق سريرها من وطأة المرض وقد وصلت الـ90 أو أكثر وحفيدتها التي تمسي حياتها مرهونة فقط بالعناية بها، بينما تستحضر الأم في الفيلم الفرنسي «الركبة الجريحة والرجل الواقف» من لحظة موتها ومن خلال ابنها الذي يبحث عن والده ولا يخبره بوفاتها ونحن نتعرف إلى ماضٍ مؤلم معها عاشه كل من الابن والأب.

بينما تحضر الهجرة غير الشرعية كمفتاح لفيلميين الأول مغربي حمل عنوان «ارتداد» والثاني اسباني بعنوان «موقف» وكلاهما يحدثان على الحدود بين المغرب واسبانيا والتي تتلقى المهاجر إما غارقاً أو مقبوضاً عليه يتلقى الصفعات.

«انيماشن» مميز حمله فيلم «أنت بطلي» حيث الفارس الذي يخوض حروبا متوالية لا يقتل في ساحة المعركة على يد زوجته وعلى سرير خيانته لها، وفي مقاربة للفيلم القصير الهندي يستوقفنا فيلم «اللعنة» في حركية الكاميرا التي تتنقل من غرفة إلى أخرى وكيف تحل اللعنة في كل واحدة منها على حدة وفي تتابع هو من تتابع اللقطات التي لا تتوقف إلا بسواد يفصل بين الغرفة والغرفة.

الإمارات اليوم في

14/04/2010

####

‏صانعو «وثائقي»: المهرجان يحفّز المشهد السينمائي‏

دبي ــ الإمارات اليوم‏

‏‏قال مخرجو أفلام وثائقية، من الطلبة والمحترفين، مشاركون في مهرجان الخليج السينمائي الثالث، إن «المهرجان شكل لهم فرصة نموذجية للقاء مخرجي الأفلام الوثائقية من مختلف أنحاء المنطقة، للحوار وتبادل الأفكار والرؤى حول الحركة السينمائية في الخليج»، مؤكدين الدور المهم الذي يلعبه المهرجان كمنطلق لحفز نمو المشهد السينمائي في المنطقة، من خلال منح المخرجين فرصة التعريف بأعمالهم والتواصل مع الموزعين لتقديمها أمام جمهور أكبر.

ولفت المخرج العراقي هادي ماهود، الذي يعرض فيلمه «انهيار» في المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية إلى أن مشاركته في كل من مهرجاني الخليج السينمائي ودبي السينمائي أتاحت له إمكانية تقديم فيلمه إلى جمهور عالمي كبير، كما وفرت هذه الأحداث فرصة متميزة لإثراء معارفه وصقل موهبته السينمائية. وقال «أعمل حالياً على الانتهاء من كتابة نص أول فيلم روائي طويل، بدعم من مهرجان دبي السينمائي الدولي، وأتوقع البدء بتنفيذه مع حلول موسم الشتاء المقبل. وبالنسبة للمخرجين العراقيين، فإننا نعمل بموارد محدودة، وليس لدينا بنية تحتية لدور العرض السينمائي، ما يؤكد أهمية فعاليات مثل مهرجان الخليج السينمائي الذي يتيح لنا تقديم أعمالنا أمام جمهور كبير».

أكد المخرج خالد الزهراو، الذي يعرض فيلمه الوثائقي «هذه الليلة، الأسبوع القادم» ضمن المسابقة الرسمية، أن المهرجان يوفر للمخرجين الشباب فرصة تحقيق أحلامهم وطموحاتهم في عالم السينما. وأضاف «يحتل المهرجان أهمية كبيرة بالنسبة للمواهب الشابة، لا سيما أنه يشمل أفلاماً من العراق واليمن التي يعاني المخرجون فيها من نقص فادح في الموارد».

وقالت الإماراتية نوار الشامسي، التي تولت مهمة المونتاج وهندسة الصوت في فيلم «إعادة تشكيل»، إن «القطاع السينمائي المحلي يحقق إنجازات متسارعة، مدفوعاً بالمواهب الشابة التي تتطرق في أعمالها إلى العديد من الموضوعات المهمة». وأضافت «يتناول فيلم (إعادة تشكيل)، على سبيل المثال، عمليات التجميل للجنسين في الإمارات. ووجدنا أن السيدات كن أكثر ثقة وراحة في الظهور أمام الكاميرا، في الوقت الذي امتنع الكثير من الرجال عن المشاركة في الفيلم».

يذكر أن الدورة الحالية للمهرجان التي تختتم غداً تشهد عرض 111 فيلماً من منطقة الخليج. وتوزعت الأفلام الـ194 التي قدمها المهرجان من 41 دولة على: 128 فيلماً روائياً قصيراً، و28 فيلماً وثائقياً قصيراً، وثمانية أفلام روائية طويلة، وخمسة أفلام وثائقية طويلة، و25 فيلم تحريك.

الإمارات اليوم في

14/04/2010

####

‏‏‏الخاجة يقدم «لعنة إبليس».. وطالبتان تتعقبان «صيادو الجن»

أفلام «الأشباح».. رعب في «المهرجان»‏

محمد عبدالمقصود – دبي 

‏«لعنة إبليس» للإماراتي ماهر الخاجة، و«الشر الخفي» للسعودي محمد هلال، فيلمان روائيان يتنافسان مع خمسة أخرى على جوائز الفيلم الروائي في مهرجان الخليج السينمائي الذي يختتم اليوم، بحفل توزيع الجوائز.

يستعرض «الشر الخفي» ثلاث قصص لثلاث عائلات تسكن فيلا يصورها المخرج بأنها مسكونة لبنائها على مقبرة جماعية، في حين يتناول «لعنة ابليس» قصصا عن الجن . ويقدم الفيلمان تجربة جديدة على السينما الخليجية، عبر أفلام رعب وأشباح، ليس في الأفلام الروائية فقط، بل في الأفلام الوثائقية ايضا، عبر فيلم للطالبتين شمسة أحمد ولطيفة الكراني، اللتين يدرسان في كلية التقنية في دبي. لكن اللافت أن الخاجة وشما ولطيفة جميعاً لم يجدوا مكاناً لتتبع «الأشباح» المفترضة سوى منطقة الجزيرة الحمراء، وكلهم قد خرج بقناعة بوجود تلك القوة الخفية القادرة على إيذاء البشر، وبشكل خاص الخاجة الذي قال إنه خرج وفريق العمل «بتجارب حقيقية وليست سينمائية فقط».

واستطاع فيلم «لعنة إبليس» استدراج جمهور غفير لحضور عرضه الأول ليلة أول من أمس، وبدت الصالة كاملة العدد بعدما نفدت التذاكر قبل العرض بأربع ساعات كاملة، ولم تكن ثمة وسيلة لدى كثيرين سوى انتظار إعادة عرضه في اليوم الثاني، لكن ما حدث أن عدداً من المخرجين غادر بالفعل قاعة العرض بعد مرور دقائق أولى ناسجاً حديثاً نقدياً مع الخاجة الذي توقع كل شيء قبل العرض، داعيا الى عدم اعتبار العمل دعاية له شخصياً بسبب كون حادثة اختفائه بصفته واسمه الحقيقيين محوراً لأحداث البحث عن آثاره في هذا المكان الذي ارتبط بخرافات عن الجن في الحكايات الشعبية.

قدر من الدعاية

الخاجة الذي أصبح يُرصد دائماً بمظهر يحاكي الفنان الراحل مايكل جاكسون لم ينكر وجود قدر ما من الدعاية في هذا الجانب، متسائلاً عن سر عدم مشروعية ذلك ما دام لم يخل بالشق الدرامي، مضيفاً «هناك خيط درامي متصل بين فيلمي السابق (الغرفة الخامسة) الذي دار في فئة أفلام الرعب، وهذا العمل على نحو يمكن أن يجعلهما بمثابة سلسلة أفلام، لا سيما أنني انتهيت من الإعداد لفيلم «الغرفة الخامسة2»، لافتاً إلى أن هيئة جاكسون أيضاً تدخل ضمن غرض «الترويج المباح».

وقال الخاجة ان «لعنة إبليس» «كان في الأساس مشروع فيلم وثائقي بعنوان (اسرار الجزيرة الحمراء)، قبل أن نفاجأ بكثير من الأحداث الحقيقية التي لا تفسير منطقياً لها قادت أسرة العمل لأحداث درامية، رأينا أن نستثمرها في فيلم روائي، ومعظم مشاهد الفيلم حقيقية بدأت منذ أن أقنعت بعض الممثلين في فيلم (الغرفة الخامسة) وتحديداً الشقيقين مهند ومحمد مجدي بأن ثمة تكريماً ينتظرهم هناك لمشاركتهم السابقة في مهرجان الخليج السينمائي، قبل أن تتم الاستعانة بالمذيعتين إيفان الزبيدي وغزلان والممثلة منى عبدالله»، مشيراً إلى أنه رغم ذلك فقد دارت الكاميرا في معظم الأحداث راصدة المفارقات الواقعية التي حدثت أثناء التصوير، منها سماع الأذان مرتين، إحداهما في غير وقته من جهة مجهولة المصدر، وأخرى بالمقلوب، فيما تعرضت الممثلة هديل لقذف حصى أيضاً من جهة مجهولة، فضلاً عن الأصوات غير مفهومة كانت تدوي ليلا ، بعد تعطل نظام التسجيل في الكاميرا »، حسب مخرج «لعنة إبليس».

واكد منتج العمل عصام الخامري في أن «رسالة الفيلم ليست مجرد قضاء وقت مثير للجمهور، بل تعرية واقع ما، هو الواقع الإعلامي الذي أصبحت تسيطر عليه لغة المصالح والأهداف الشخصية»، موضحاً ان جميع الإعلاميين الذين يظهرون في الفيلم مبررهم الدرامي هو البحث عن الأشرطة أو معلومات تكشف سر اختفاء المخرج، الذي كان صديقاً حميماً لهم، ليس إخلاصاً لذكرى الصديق، بل من أجل إنجاز فيلم يشارك في مهرجان الخليج السينمائي. 

الخاجة يخشى «حنين»

رفض المخرج الإماراتي ماهر الخاجة مسبقاً الاتهامات التي توقعها قبل عرض الفيلم بأنه «دعاية لشخصه»، مؤكداً مشروعيته في استثمار إنتاج سينمائي خاص في تحقيق هذا الغرض مادام لا يخل بالخط الدرامي للأحداث، مشيراً إلى أنه يستمر في إنتاج أفلام رعب تعالج مشكلات اجتماعية في الوقت الذي تلجأ فيه إلى استثمار تعلق الناس بالتراث الشعبي خصوصاً الحكائي منه.

ولم ير الخاجة أي إشكالية في مظهره الذي يعتبره البعض تشبهاً مستفزاً بجاكسون، مشيراً أيضاً إلى أنه «استثمار ذكي لأوجه الشبه بينهما»، مضيفاً في ما يتعلق بجوائز المهرجان «أطمح بجائزة الفيلم الروائي الأولى، لكني أخشى من فيلم (حنين) البحريني الذي لمس قضية مهمة تمس واقعاً يتعلق بحساسيات اجتماعية».

وطالب الخاجة الجمهور بعدم المقارنة بين فيلمه، وعمل المخرج الإماراتي علي مصطفى «دار الحي»، موضحا ان «ميزانية (دار الحي) الحقيقية نحو 30 مليون درهم، ما يعني أننا قادرون على صناعة 10 أفلام بحجم (لعنة إبليس) بالميزانية ذاتها، رغم ذلك فإنني أعتقد أن الجمهور المحلي أصبح تواقاً لأعمال ترصد ما هو أبعد من مجرد التطور المدني للإمارات». ‏‏

الجزيرة الحمراء

قامت الطالبتان بقسم الاتصال الجماهيري شمسة أحمد ولطيفة الكراني بإخراج فيلم «صيادو الجن» الوثائقي قاصدتين أيضاً منطقة الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة في كثير من مشاهده، بادئتين من سؤال افتراضي سعياً لإيجاد إجابـة عنه هو «هل الجن حقيقة أم خيال؟».

البحث عن مشروع فيلم مثير يضع حداً لبعض الخرافات الزائدة، كان الهاجس وراء اختيار تلك الفكرة تحديداً حسب الكراني التي أضافت «أردنا أن نواجه مشاعر الخوف بحقائق، وقصص واقعية، فعمدنا إلى مقابلة نماذج من الجمهور وسألناهم عن معتقداتهم بهذا الشأن واستمعنا إلى خبرتهم في هذا الإطار، لكن الغريب أننا لمسنا خوفاً متأصلاً من الجن لدى كثيرين، وإيماناً بقدرتهم على إيذاء البشر، وإيذائنا نحن تحديداً لأننا نتطرق إلى هذا الموضوع الشائك»، وهو ما جعل كثيرين ينصحون فريق العمل بالابتعاد عن إخراج الفيلم.

وأضافت شمسة أحمد التي تشارك الكراني الإخراج «كنا فريق عمل من ثلاث طالبات قبل أن تنسحب إحدانا بعد يوم واحد من التصوير بسبب ضغوط أسرية تعرضت لها»، مضيفة «عندما ذهبنا إلى الجزيرة الحمراء خصوصاً تلك الأماكن المشهورة بإيوائها الجن، تملكنا خوف كبير جعلنا نتأكد من صحة بعض القصص التي تروى، لكننا لم نجرؤ على التصوير ليلاً، بعد أن لاحظنا أن خصائص وقدرات الكاميرا تتبدل ولا يمكن معها رغم أنها معدة للتصوير الليلي والتقاط أي صور دقيقة، بل إننا كنا نصادف هطول أمطار استثنائية وتبدل حالة الطقس كلما هممنا بالتصوير الليلي». 

هجر «الجن»

أكدت مخرجتا «صيادو الجن» شمسة أحمد ولطيفة الكراني أنهما يسعيان إلى تحويل فيلمهما إلى «وثائقي تلفزيوني» يكون مجرد بداية لرحلتهما في الإخراج السينمائي، لكنهما أكدا قرارهما «هجر أفلام عن الجن وعدم الخوض في أفلام الجن والأشباح مرة أخرى».‏

الإمارات اليوم في

14/04/2010

 
 

"كناري" لمحمد راشد بوعلي، فيلمين ومخرجين

محسن الهذيلي

شاهدت لمحمد راشد بوعلي فيلميه الأولين "بينهم" (2007) و"من الغرب" (2008)، إلا أنهما لم يعجباني، بعد ذلك شاهدت له فيلم "غياب" فاستبشرت به خيرا وفرحت أن يكون ذلك الشاب ذو الثقافة السينمائية الجيدة قد وجد أخيرا طريقه إلى النجاح في الإخراج، بعد "غياب" شاهدت لبوعلي فيلمه الأخير كناري،

قبل ذلك التقيت به فحدثني عن فيلمه الرابع بشارة وقال لي أنه أعجب النقاد، على كل حال لم يمكنّي مشاهدته، وأمكنني بمناسبة مهرجان الخليج السينمائي، ذلك المهرجان النافع، مشاهدة فيلم كناري، وأنا أدخل القاعة لمشاهدة هذا الفيلم كنت أنتظر "بشارة" تطور سينما محمد راشد بوعلي فإذا بي أجد نفسي وأنا في الدقيقتين الأوليين من الفيلم ليس أمام تطور وحسب وإنما أمام ما يمكن أن نقول عنه نقلة نوعية في فعل السينما، وهو أمر لم أكن لأتكهن به، كانت سينما الفيلم جميلة، ألوانها حسنة - ولو أنني تمنيت لو جاءت أقل إبهارا- إطار الصورة فيها كان جيدا، الأحداث السينمائية وهو الأهم كانت غزيرة ومسترسلة بحيث كان هناك تجدد مع كل لقطة ولو بأحداث في الصورة قد تكون بسيطة، مثل أوراق صغيرة تسقط أو حركة ظلال أغصان فوق جدار فزدقي زاهي، أو حركة عصفور في قفص، كل هذا مع تأطير صوتي جيد وأداء تمثيلي من سعد البوعينين رائع درجة النشوة، كنا نسمع لسعد البوعينين في البداية وداخل بيته في لهجة بحرينية لذيذة حديثه في التلفون الذي كان يتسم بكثير من دفئ الحياة، وكان وجه البوعينين متماشيا ومصدقا تماما أجواء الكلمات التي كان يطلقها مثل حقائق تاريخية أو اعترافات بالحب، حتى إذا نبهنا المخرج أن الرجل إنما كان يتحدث مع نفسه (بالتونسي "يْخَرِّفْ") وأن خيط التلفون مقطوع، أحسسنا بمفاجئة لا تتحقق ولا نعيشها إلا في الأفلام المبنية بناء دراميا جيدا. بعد ذلك أنهى المتحدث كلامه وسلم ثم وضع سماعة تلفونه واتجه نحو عصفوره للكناري الذي كنا قد تعرفنا عليه في جينيريك الفيلم، وحدثه بنفس النَّفَسِ الذي تحدث به في التلفون، ثم أخذه وأخذنا معه إلى جلسة أمام الباب يتفرجان فيها "على العالم". حين الخروج من الدار تحركت كاميرا محمد راشد بوعلي قليلا في البداية، وذلك حين ظهر الممثل على باب الدار، ثم قليلا أخرى عندما غادرها ومشى، ثم قُطع على مشهد الشيخ وهو يستعد للجلوس على مقعد صغير من الطابوق أمام بيته، كان هذا العمل في التصوير والتركيب جيدا ولو أننا تمنينا لو أن الكاميرا في الترافلين كانت أبطأ حركة قليلا وخاصة في البداية.

بعد ذلك جلس الشيخ وجعل عصفوره للكناري في قفصه إلى جنبه، وبدأت هنا أقصى درجات الإبداع في الفيلم، تركنا المخرج وجها لوجه مع قدرات أداء بوعينين التمثيلية أمام الكاميرا، نظرات في الهواء العامر أمامه بحيوات الطريق، أنهاها بنظرة جميلة إلى يمينه نحو الأسفل ثم نظرة أخرى مأثرة إلى يساره، كانت أقرب إلى الأعلى، أو اتجاه العصفور. هذا المشهد كان ناجحا وذلك سواء على مستوى توليف المأثرات الصوتية التي كانت تعكس أصوات طريق نجلس عنده لنرى العالم، كما قال صاحبنا، كي نستريح.

نرجع إلى جمالية أداء بوعينين لنقول أنه حين كان ينظر إلى ما أمامه كان كأنه يتأمله، بقي أن حركته وخاصة حركة يديه وقسمات وجهه لم تكن تنم عن شخص ينظر بعينيه، وإنما ينظر بأذنيه، ينصت، كان مثل عصفور الكناري حين يكون واقفا على عوده وهو يتنصت ويتعرف على العالم من حوله بأذنيه.

كان هذا هو المشهد الأجمل في هذا الجزء الجميل الأول من الفيلم، وكنا كجمهور نتنصت بدورنا إلى شارع كنا نسمعه ولا نراه، ولكن ذلك لم يكن يهمنا فقد أشبعتنا الصورة الفيلمية مشاهدة، ثم إن شيخنا إنما كان يتنصت مثلنا أكثر مما ينظر، وهنا يخاطب كناريه في مفاجئة سينمائية جديدة ليقول له أنه سمع رنة تلفون وأنه سوف يذهب يرى من على الخط ثم يرجع. عندها يدخل الشيخ إلى بيته تاركا عصفور الكناري في قفصه على المقعد ليجيء طفل من الشارع ويسرق القفص والعصفور.

بعد هذا المشهد أحسسنا أن الطفل قد سرق منا في الحقيقة ليس القفص والعصفور فقط وإنما الفيلم كله، وكما يحدث أحيانا أثناء النقل المباشر لبعض الوقائع أو الأحداث في التلفزة، "انقطع الخط" عن البث المباشر، وفي فيلم بوعلي "انقطع الخط" عن السينما الجميلة، وانقطع الخط عن المخرج الأكثر من واعد، وانقطع الخط عن ممثلنا سعد البوعينين جميل الأداء حد الشفافية، وانقطع الخط عن اختيار موفق للأماكن والألوان حد الابتكار، وانقطع الخط عن جدَّة مع بساطة في الأفكار السينمائية حد الإقناع.

وعندما ينقطع الخط عن أشياء من هذا الطراز وتنفتح أعيننا وآذاننا بعدها على ما رأينا في الشطر الثاني من الفيلم فإننا ننقم على المخرج حد كتابة هذه الورقة التي ليس من عادتي كتابة مثلها، فأنا لست ناقدا سينمائيا ولا أكتب إلا عن الأفلام التي تعجبني، أما التي لا تعجبني فأكون قد انقطعت عن مشاهدتها منذ دقائقها الأولى وبالتالي لا أكون شاهدتها، فأنا من الذين لا يكملون تسعين في المائة من الأفلام التي يشاهدونها.

أذكر أنني عندما شاهدت المخرج بعد عرض الفيلم والخروج من القاعة، قلت له يا أستاذ محمد هل يمكنك أن تعيد تركيب فيلمك؟ وكنت أقصد أن يفصل بين فيلميه ومخرجيه.

الأسبوعية في

14/04/2010

####

اليوم اختتام مهرجان الخليج السينمائي

والعراق ابرز المرشحين لجوائز الافلام الروائية الطويلة والتسجيلية

محمد موسى من دبي 

تخثتم مساء اليوم الاربعاء الرابع عشر من شهر ابريل ، ايام الدورة الثالثة من مهرجان الخليج السينمائي، والذي انطلق في الثامن من هذا الشهر . ومن المتوقع ان تواصل الافلام العراقية والتي كانت قد حصلت على معظم جوائز الدورتين السابقتين من المهرجان ، حصدها لجوائز المهرجان الكبيرة لهذا العام وخاصة في مسابقة الافلام الطويلة ، والتي تضم فيلمان عراقيان يتفوقان اسلوبا ، معالجة ، وتقنية على الافلام الاخرى المشاركة. اذا من المتوقع ان تنحصر المنافسة على الجائزة بين الفيلمين: المحنة للمخرج العراقي الايطالي حيدر رشيد ، وفيلم "ضربة البداية" للمخرج العراقي الكردي شوكت امين كوركي.

اما في مسابقة الافلام التسجيلية ، فمن المتوقع ايضا ، ان تذهب الجوائز الكبيرة هناك ، الى احد الافلام التسجيلية العراقية ، كفيلم "هذه الليلة ، الاسبوع القادم" للمخرج العراقي المقيم في هولندا خالد زهراو ، والذي يتعرض فيه الى واقع الصالات السينمائية العراقية بعد حرب 1982، وفيلم "80-82" للمخرج العراقي المقيم في هولندا ايضا حميد حداد ، ويستعيد فيه زمن التهجير الجماعي لآلف العراقيين الى ايران في بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي.

وشهدت مسابقة الافلام القصيرة ، مشاركة متميزة للمخرجيين السعوديين ، والذي من المتوقع ان ينالوا واحدة من جوائز المهرجان لهذه الفئة ، اذا قدم المخرج السعودي حسام الحلوة في فيلم "عودة" ، وزميلة عبد الله آل عياف في فيلمه "عايش" معالجات سينمائية موفقة ، لافكار تتسم بالسوداوية ، مع كوميديا موفقة ومبتكرة.

كذلك سيجري هذا المساء توزيع جوائز المهرجان في فئات الافلام القصيرة للطلبة ، والافلام التسجيلية لنفس الفئة ، ومسابقة السيناريو لافضل فيلم قصير للامارتيين.

وتتكون لجنة التحكيم لجميع مسابقات المهرجان باستثناء جائزة السيناريو من الناقد والمخرج السعودي محمد الظاهري ، المخرجة اليمنية خديجة السلامي ، المدير الفني لمهرجان براتيسلافا السينمائي الدولي ماثيو دراراس ، اما رئاسة لجنة التحكيم فستكون للمخرج المغربي المعروف جيلالي فرحاتي.

أما لجنة تحكيم مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة فتضم الكاتبة القطرية وداد الكواري؛ والكاتبة السعودية بدرية عبدالله البشر؛ والكاتبة الإماراتية أمينة أبو شهاب.

موقع "شريط" في

14/04/2010

####

ينقل واقعاً كردياً عراقياً مأساوياً في مهرجان الخليج السينمائي

"ضربة البداية" يطهو على مهل خبز الفن الصعب  

يتمتع فيلم "ضربة البداية" لشوكت امين كوركي بمستوى بصري فني عال ومتميز ينحو فيه المخرج العراقي الكردي منحى سينما الواقعية الشعرية وينقل باتقان واقعا مأساويا يجعل احد ابرز الافلام المشاركة في مسابقة مهرجان "الخليج" السينمائي الثالث.

ونجح المخرج, الذي اثبت حضورا قويا على الساحة السينمائية العراقية, في ان ينقل في شريطه واقعا كرديا عراقيا مأساويا بصورة رفيعة متقنة جعلت من عمله المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان الخليج احد الافلام المرشحة بشدة للفوز باحدى جوائز ان لم يكن بارفعها.

ويتناول "ضربة البداية" السيرة اليومية البسيطة لحياة مجموعة من الاشخاص والعائلات التي تسكن في مخيم للاجئين قرب أربيل في كردستان العراق. والمخيم الذي كان أساسا ملعبا لكرة القدم اصبحت مدرجاته مأوى للاجئين وبات يضج باكواخ الصفيح.

ويقدم المخرج عملا عالي الحرفة ينم عن قدرة فائقة على التحكم بعناصر الفن السابع وتصويره للمكان. كما يكشف عن لغة سينمائية واثقة وأكيدة تمكنت من انجاز عمل يتمتع بصدقية فنية نابعة من عفوية وتلقائية أداء الممثلين الذين كان معظمهم من بين هؤلاء اللاجئين, كما يكشف المخرج.

اما الممثلون الفعليون مثل غوفار انور وروزان حمة جزا وشوان عتوف, الذين يؤدون الادوار الرئيسية في الفيلم, فجاؤوا اساسا من المسرح ليجسدوا ادوارا تلتصق بتلك الحياة الصعبة, لكن التي لا تعرف الاستسلام والعجز.

ويزخر "ضربة البداية" بمشاعر التحدي والعزم النابع من المساعي اليومية لتحسين شروط اللجوء وتعزيز الحياة, رغم النهاية المأسوية التي ينتهي اليها حيث يتحد مصير البلد بمصير الفرد بحسب "فرانس برس".

وفضلا عن الطابع الواقعي والصدقية الفنية, تتمتع الاطارات في الفيلم بغنى بصري وزخم فريدين ما يفصح عن القدرة التشكيلية الفائقة والمتعددة الابعاد للمخرج, حيث تكاد كل صورة تحتوي على اكثر من بعد واكثر من حركة, فما يجري في مقدمة الكادر يختلف عما يجري في الخلفية او على الجانب, في حياة نابضة لا تكف عن الحركة.

وتكتسي اللقطات من كل تلك العناصر حيوية فائقة, اذ تتلبس روح المكان, حيث تتحول المدرجات والديكور الى عنصر لا يتجزأ من عناصر الفيلم, بل الى شخصية اساسية يستمد منها الفيلم جغرافية تركيبته ويعيد على اساسها ترتيب الحياة وتشكيلها يوميا على ايقاع الحاجة, وكأنه سعي لاختراع المكان الخاص المفقود لهؤلاء المهجرين.

وتمت عمليات التصوير في الفيلم بكاميرا رقمية وتولى ادارة العملية سامر سلواتي ليخرج الفيلم بالابيض

والاسود المعدلين مجبولا بواقعية تطهو على مهل خبز الفن الصعب.

والى جماليات المشهد الصوري والمكان, تنضم لعبة الكاميرا التي تتحرك وتلتف على ايقاع نابض بتلك الحياة المهددة في كل لحظة والتي وقعت اسيرة الحرب.

ويعالج المخرج بطريقة ذكية وفنية وانسانية مسألة التعايش في ظل الخلافات القائمة بين العرب والاكراد, ممن لجأوا في النهاية الى المكان نفسه هربا من جحيم الوطن, ما يشهد على مرونة الفن وقدرته على تخطي ما تعجز عنه السياسة التي تعرف بانها "فن الممكن".

وبجانب ملامسته السياسة والحرب يصور المخرج الحب برومانسية كبيرة, لكن قصة الحب بين الشاب المثالي الخير والمعلمة الجميلة تجهض مثل كل شيء داخل تراجيديا المكان الشاملة التي تفرض نفسها في النهاية على الفيلم الذي يمكن مقارنته باعمال تتسم بعبقرية مجنونة لدى الصربي امير كوستاريكا او الايراني بهمان غبادي.

وعند سؤاله عن ميزانية الفيلم الذي تم انتاجه بدعم كردي-عراقي-ياباني مشترك, يقول المخرج ساخرا في اجابته على سؤال لفرانس برس "ميزانية الفيلم ضعيفة", من دون ان يفصح عنها, لكنه يلمح الى انها "لا تعادل أجر ممثل نجم في أوروبا او في الولايات المتحدة".

وقبل مشاركته في مهرجان "الخليج" السينمائي, نال "ضربة البداية" جوائز مرموقة بينها جائزة تقديرية في مهرجان "دبي" السينمائي الاخير, حيث شارك في مسابقة "المهر العربي", فضلا عن نيله جائزة "النقاد الدوليين" في "دبي" وجائزتين في مهرجان بوسان بكوريا الجنوبية, بينهما جائزة افضل فيلم وجائزة "الخنجر الفضي" في "مهرجان عمان" السينمائي مطلع ابريل الجاري.

كما سبق لفيلمه الاول "عبور من الغبار" نيل عدد من الجوائز بينها جائزة "لجنة التحكيم" في الدورة التاسعة من مهرجان "دلهي" السينمائي في الهند والجائزة الذهبية لأحسن فيلم في مهرجان "اندونيسيا" السينمائي.

السياسة الكويتية في

14/04/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)