كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان الخليج السينمائي" في دورته الثالثة:

احتفاء بالمواهب السينمائية الخليجية وسط حضور عراقي بارز

دبي:الاتحاد ـ ابراهيم حاج عبدي

مهرجان الخليج السينمائي

الثالث

   
 
 
 
 

شهدت مدينة دبي في الفترة الواقعة بين 8 ـ 14 نيسان / ابريل الجاري الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي الذي أصبح تقليدا سنويا يحتفي بالمواهب السينمائية في منطقة الخليج العربي، بما في ذلك العراق واليمن، ويمنح المهرجان جوائز مالية تصل قيمتها الإجمالية في مسابقات المهرجان المختلفة إلى 485 ألف درهم إماراتي.يقام المهرجان، دائما، وسط سؤال يتكرر على ألسنة النقاد:

ما الجدوى من إقامة مهرجان سينمائي في بلد لا يملك صناعة سينمائية؟ هو سؤال مشروع للوهلة الاولى، لكن هذه الشرعية تتلاشى لدى معرفة أن نحو 200 فيلم قد شارك في دورة المهرجان الأخيرة، جرى اختيارها من بين نحو 600 فيلم تقدم بها اصحابها للمشاركة في هذا النشاط السينمائي، كما أكد مدير المهرجان مسعود أمر الله الذي أعرب عن استهجانه من طرح هذه الأسئلة معتبرا ان "السينما ليست حكرا على أحد". هذه الأرقام تشير الى أن ثمة حركة سينمائية لافتة في منطقة الخليج العربي، ومن الطبيعي أن تكون هذه المحاولات السينمائية متفاوتة المستوى، فبعض الافلام انطوت على لغة سينمائية لافتة مقرونة بمواضيع طموحة وجرئية، وبعضها بدت متواضعة المستوى، ومثل هذا التباين أمر طبيعي ضمن مشهد سينمائي حديث الولادة، يحاول النهوض وسط عراقيل وصعوبات كثيرة.

الصعوبة الأولى تتمثل في التمويل، ذلك أن دول الخليج العربي، رغم غناها قياسا إلى دول عربية أخرى، بخيلة في الاستثمار السينمائي، فيصعب أن تجد أصحاب رؤوس أموال من الخليج العربي يوظفون أموالهم في مغامرة سينمائية غير مضمونة النتائج، فصاحب رأس المال يميل الى الاستثمار في حقول أخرى ليس بينها السينما بأي حال، وهذه النظرة النمطية حول غنى منطقة الخليج حالت دون إقدام جهات أخرى، معروفة بدعمها للسينما، في دعم السينما الخليجية عبر انتاجات مشتركة كما يحصل في السينما المغاربية مثلا، التي تعتمد بشكل كبير على منظمات وهيئات أوربية وخصوصا فرنسية، والتي تتذرع بان سينمائيي الخليج العربي لا يحتاجون إلى دعمهم طالما أن ثمة أموالا وفيرة في تلك المنطقة، فتخسر سينما الخليج، عندئذ، الانتاج المشترك، وكذلك التمويل المحلي.

والحال ان هذه النظرة انعكست سلبا على السينما الخليجية التي لا زالت تبحث عن شرعية وجودها، وخصوصا في بعض البلدان كالسعودية مثلا، وهنا نصل الى إشكالية أخرى تتمثل في أن السينما، ورغم المحاولات الواعدة، لم تتحول بعد الى أداة تعبير أساسية، ذلك أن الثقافة السائدة تنظر إلى السينما بحذر، وريبة، وترى فيها فنا متمردا مشاكسا، يناقض الأعراف والتقاليد وقيم المجتمع المتجذرة، والواقع ان السينمائيين، وبدلا من تخفيف نظرة العداء تجاه السينما، راحوا يعززون تلك الشكوك عبر كسر المحظور واقتحام مواقع حساسة تثير حفيظة المؤسسة الدينية والرسمية معا، وتبدى ذلك في بعض الأفلام التي عرضت في الدورة الأخيرة، وربما يكمن الحل، هنا، في التحايل على الرقابات المختلفة وتقديم سينما جادة ورصينة مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية وثقافة مجتمع تنظر إلى السينما حتى اللحظة بعين الشك والريبة.

إزاء هذه الصورة القاتمة قليلا، يمكن القول بان مهرجان الخليج السينمائي، وكذلك مهرجان دبي السينمائي، ومهرجان الشرق الاوسط في أبو ظبي...كلها تشكل محطات سينمائية تطمح الى الانتصار لفن بات يستحوذ على اهتمام شريحة واسعة من سكان منطقة الخليج، وتمهد الأرضية لبناء صناعة سينمائية حقيقية، فهذه المهرجانات تتيح فرصا للحوار والنقاش بين سينمائيي الخليج وبين أقرانهم من دول أخرى حققت نجاحات واسعة في مجال السينما، وتسهم في تنشيط الطقس السينمائي، فرغم كثرة صالات العرض السينمائية في مدينة مثل دبي، مثلا، غير أن هذه الصالات لا تعرض سوى الافلام التي تنطبق عليها مقولة "الجمهور عاوز كدة"، مع الإشارة الى استثناءات هنا وهناك، أما المهرجانات السينمائية فتسعى الى تحظيم هذه الصورة عبر عرض أفلام مختلفة؛ مشغولة بالهم السينمائي أولا، ومنجزة بجماليات السينما بعيدا عن الجوانب التجارية، والأهم من ذلك هو أن هذه المهرجات تسعى الى تضييق الهوة بين السينما وبين الجمهور عبر نشر ثقافة سينمائية من خلال الأنشطة المختلفة التي تنظمها هذه المهرجانات، ولاشك أن كل ذلك يراكم التجارب والخبرات والمحاولات في سبيل الوصول إلى تكريس حالة سينمائية تتصالح فيها ثقافة المجتمع مع السينما بوصفها فنا ساميا يوثق تفاصيل الحياة بأكثر الطرق جاذبية، وسحرا.

حضور عراقي لافت:

وكان الحضور العراقي واضحا في هذه الدورة، ولعل ذلك تجلى في الجوائز، إذ حصدت السينما العراقية 9 جوائز من أصل 13 جائزة تمنحها لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج المغربي المعروف جيلالي فرحاتي، ومن بين هذه الجوائز نال فيلم "ضربة البداية" للمخرج الكوردي العراقي شوكت أمين كوركي الجائزة الكبرى ضمن فئة الافلام الروائية الطويلة، ويتناول كوركي في فيلمه قضية التعايش في مدينة كركوك عبر أسلوب سينمائي متقن يدين الإرهاب، ويظهر قدرة السينما على التصدي لمسائل معقدة من خلال لغة بصرية بالغة الثراء، بينما ذهبت الجائزة الثانية، كذلك، ضمن هذه الفئة الى الفيلم العراقي "المحنة" للمخرج الشاب حيدر عرفان رشيد، في حين حاز الفيلم الإماراتي "دار الحي" للمخرج علي مصطفى على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

وفي المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية، قطف فيلم "نسيج الإيمان" لسونيا كيربلاني، الهندية المقيمة في الإمارات، الجائزة الأولى، بينما نال فيلم "باستيل" للعراقي لؤي فاضل الجائزة الثانية، في حين حصل فيلم (80 ـ 82) للعراقي حميد حداد على الجائزة الثالثة، ومنحت، ضمن هذه الفئة،  شهادة تقدير لريتشارد لاثام لجودة التصوير في الفيلم الإماراتي "إطلاق الحلم".

أما في المسابقة الرسمية لفئة الافلام القصيرة، فقد حاز السعودي عبد الله بن عياف على الجائزة الأولى عن فيلمه "عايش"، وحصلت المخرجة السعودية عهد كامل على الجائزة الثانية عن فيلم "القندرجي"، بينما ذهبت الجائزة الثالثة الى العراقي جاسم محمد جاسم عن فيلم "ثم ماذا"، ومنحت ثلاث شهادات تقدير ضمن هذه الفئة إلى ثلاثة أفلام إماراتية هي "صولو" لعلي لجابري، و"حارس الليل" لفاضل المهيري، و"غيمة شروق" لأحمد زين، اما جائزة لجنة التحكيم الخاصة ضمن هذه الفئة فكانت من نصيب العراقية سحر الصواف عن فيلمها "أم عبد الله".

واللافت أن مهرجان الخليج يخصص جوائز للسيناريو، وهذه المسابقة خاصة بالمشاركين من دولة الإمارات فحسب، وقد ضمت لجنة تحكيم مسابقة السيناريو الكاتبة القطرية وداد الكواري؛ والكاتبة السعودية بدرية عبدالله البشر؛ والكاتبة الإماراتية أمينة أبو شهاب، ومنحت اللجنة الجائزة الأولى للكاتبة نايلة الخاجة عن سيناريو بعنوان "ملل"، بينما نال سيناريو "سبيل" لمحمد حسن أحمد الجائزة الثانية، وكانت الجائزة الثالثة من نصيب محسن سليمان حسن عن سيناريو بعنوان "فيلم هندي".

ويهدف المهرجان إلى الاهتمام بالمواهب السينمائية في منطقة الخليج العربي، وتشجيع الطلبة الدارسين في المعاهد السينمائية عبر إتاحة المجال أمامهم للمشاركة بأفلامهم في مسابقة تحمل عنوان المسابقة الرسمية لأفلام الطلبة التي تشجع دارسي السينما على تقديم رؤى ومقترحات بصرية سينمائية جادة تسهم في تطوير مهاراتهم السينمائية، وتحفز الشباب على اقتحام مواقع جريئة عبر مغامرات سينمائية متباينة المستوى، لكنها تصب في النهاية في خدمة هذا الفن الذي راح ينهض بقوة في دول الخليج العربي.

وكرم المهرجان، لدى افتتاحه، كلاً من الكاتب والممثل العراقي الكبير خليل شوقي؛ والممثلة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش؛ والممثلة الكويتية القديرة حياة الفهد، بجوائز تكريم إنجازات الفنانين، وشكلت جلسات ليالي الخليج التي كانت تقام، كل ليلة، على هامش ايام المهرجان، فرصة للقاء السينمائيين والنقاد والصحفيين الذين كانوا يتناقشون، وعلى نحو ودي هادئ، في مشاغل السينما وهمومها وآفاقها، وقد طرحت في هذه الجلسات عدة محاور منها ما يتعلق بالسينما الخليجية والمهرجانات التي تشهدها، ومنها ما يتعلق بالسينما العراقية، وخصصت جلسة للحديث عن النقد السينمائي وأساليبه، والتجاوزات التي يرتكبها نقاد مبتدئون، ومحاولة التكريس لنقد سينمائي موضوعي يناقش جماليات الفيلم وهفواته بمعزل عن أي اعتبار آخر قد يعيق نزاهة القلم السينمائي النقدي.

الإتحاد العراقية في

18/04/2010

####

مهرجان الخليج السينمائي 

رامي عبد الرازق 

لم أتوقع هذا الكم من التجارب الخليجية التي شاهدتها ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي..دعكم من أنه من أصل 142 فيلمًا مشاركة في المهرجان هناك 112 تجربة خليجية ما بين روائي طويل وقصير وتسجيلي طويل وقصير وأفلام طلبة.. الكم الذي أقصده ليس كمًا عدديًا ولكن الكم الفعلي أو الكم الكيفي للتجارب..قبل ذهابي إلي المهرجان بأيام كنت ضيفا علي أحد البرامج التليفزيونية وسألتني المذيعة عن معني إقامة مهرجان للسينما في بلاد لا تنتج سينما؟، وقلت لها إن هناك مدنًا كثيرة تقيم مهرجانات وهي غير منتجة للسينما ولكن بالنسبة للخليج فإن مهرجاناته هي في رأيي نوع من تمهيد الأرض لبداية أو انطلاق الإنتاج السينمائي..كانت إجابة دبلوماسية خاصة أنني كنت قد شاهدت عددًا لا بأس به من التجارب الخليجية في السينما القصيرة وأستطيع أن أقول إن لديهم سينما قصيرة لا تقل بأي حال من الأحوال عن السينما القصيرة المصرية سواء التي تنتجها الجهات الرسمية كمعهد السينما والمركز القومي أو التي ينتجها تيار السينما المستقلة.. خاصة مع وجود صعوبات جمة في التمويل السينمائي في الخليج..تصوروا! أن صورة الخليجي الخالد الذي يصرف بالآلاف والتي رسختها لدينا السينما المصرية منذ الثمانينيات وحتي فيلم «كباريه» أو التي قدمتها السينما الأمريكية في شكل دعاية مضادة في بعض الأحيان أو مداعبة سياسية في أحيان أخري هذه الصورة لا نجدها في واقع الحال السينمائي الخليجي! بل إننا أثناء ندوات ليالي الخليج وهي أحد أهم أنشطة المهرجان بالنسبة لي حيث يجتمع النقاد والصحفيون وصناع الأفلام المشاركين كل مساء للحديث عن موضوعات تخص المهرجان والسينما الخليجية كان الهم الأكبر لدي أغلب صناع الأفلام وهم من الشباب الخليجي الطموح والواعد جدا هو التمويل! سواء كان هذا التمويل ماديا أو لوجستيا بلهجة السياسة..أن أغلب الشباب السعودي والإماراتي والبحريني والكويتي والقطري وهي الدول الغنية والتي يصرف بعض أفرادها فقط ملايين الدولارات في أنحاء العالم كل شهر لا يستطيعون تمويل أفلامهم الديجتال القصيرة! فما بالكم بإمكانية إنتاج أو تقديم تجربة طويلة.. صحيح أن مهرجان دبي يقوم بعمل ورشة للسيناريو يتم من خلالها قبول وتطوير أفكار للسيناريو والتي كان نتاجها مثلا فيلم «دار الحي» الإماراتي الذي عرض في الافتتاح، وفيلم «ابن بابل» العراقي لمحمد الدراجي إلا أنه لا تزال هناك مسافة طويلة بين تطوير الأفكار وكتابة السيناريوهات وبين تمويل الأفلام.. شعرت وأنا في تلك الليالي أن حال السينما القصيرة والمستقلة في مصر ربما كان أفضل ماديا وتمويليا من السينما الخليجية الوليدة خاصة أن الانطباع المأخوذ عند الجميع هو الانطباع نفسه الذي كان لدي صديقتي المذيعة الجميلة عندما قالت لي: هو فيه سينما في الخليج أساسا! وها أنا عائد من المهرجان لأقول للجميع نعم هناك سينما خليجية ظهرت وسوف تستمر.

الدستور المصرية في

19/04/2010

####

عصام زكريا يكتب: pop corn 

على هامش مهرجان الخليج السينمائي

علي هامش مهرجان الخليج السينمائي في دبي، أقيمت جلسة مسائية حول النقد في العالم العربي ذكرتني بما كنت أكتب عنه منذ عدة أسابيع في هذا المكان عن العداء بين السينمائيين والنقاد ومواصفات الناقد «الحقيقي» والفرق بينه وبين الصحفي الفني أو كاتب المراجعات النقدية.

خلال الجلسة التي حضرتها مع نقاد من مصر ودول الخليج وسوريا والعراق ولبنان انتبهت إلي شيء فاتني أن أكتب عنه من قبل وهو أن النقاد هم ألد أعداء أنفسهم، مثل العرب بشكل عام. ذلك أن الجلسة التي كان يفترض أن تكون حوارا بين السينمائيين والنقاد، تحولت إلي معركة كلامية بين «النقاد»، وكل واحد راح يسفه آراء الآخرين. وهذا العداء ليس ناتجا عن اختلاف في الرؤي أو وجهات النظر أو التفاوت في العمر وصراع الأجيال، ولكن من تحت لتحت، وكما اعتدنا تشعر أن المحرك لهذا العداء هو القبلية والإقليمية الضيقة. المصريون يشعرون أنهم الأكبر والأكثر علما، مع أن العلم غادر ديارنا منذ زمن، واللبنانيون لديهم تعال غير مبرر مع أنهم لا يقلون جهلا، إن لم يزدادوا، والسوريون لا يستطيعون الكلام عن سلبيات بلادهم فيتحدثون عما يجري في مصر... إلي آخر هذا العبث المتكرر الذي أراه في كل مهرجان أو تجمع عربي أحضره... كما أن هذه الجلسة إذا أقيمت في مصر بين نقاد مصريين فسوف يتكرر السيناريو بين المصريين أنفسهم، وكل واحد سيميل علي الذي يجلس بجواره ويسخر من الآخرين، ولو تبدلت المقاعد وجلس مع شخص آخر فسوف يسخر من الشخص الذي كان يجلس بجواره منذ قليل...هذه عادتنا ولن نشتريها... وسوف يضيع الوقت والسنوات والعمر والزمن كله في سب واغتياب بعضنا البعض ولن نجد وقتا للكلام في المهنة نفسها ولا في تبادل الآراء والمعرفة الحقيقية أو في القراءة والكتابة أو حتي مشاهدة الأفلام... وأقول لنفسي لو أن كل واحد منا ينفق ربع الوقت الذي يقضيه في اغتياب زملائه في تحصيل المعرفة والمهارات اللازمة لمهنته لأصبحنا أفضل بكثير... وأشعر أنني بدأت أعظ بدلا من أن أؤدي عملي وواجبي تجاه القارئ الذي يتمني أن يقرأ شيئا مفيدا بدلا من هذا اللغو... ولذلك سأنتقل إلي موضوع آخر، وإن كان لا يبعد كثيرا، وهو الصورة التي أصبحت عليها مصر والمصريون في السنوات الأخيرة، ففي مشهد متكرر أيضا مال علي أحد الزملاء العرب ليهمس في أذني بأنه كان يحب مصر ويؤمن بأنها أم العرب وأهم بلد عربي، ولكنه حزين لأنها فقدت مكانتها وأصبحت مكروهة من العرب جميعا خاصة بعد كذا أو كذا... وكذا هذه كانت تصريحات أشرف زكي ضد الفنانين العرب مرة، وموقف الحكومة من الفلسطينيين مرة، وما فعله الإعلام أيام مباراة الجزائر وما تلاها مرة...وفي كل مرة أسكت ولا أجد ردا... مع أن الردود كثيرة.

الدستور المصرية في

18/04/2010

 
 

مهرجان الخليج السينمائي الثالث

العراق يحصد معظم الجوائز والفنانون يتطلعون إلى الأفضل

موفد 'المغربية' إلى دبي: ياسين الريخ | المغربية

توج الفيلم العراقي الطويل "ضربة البداية" لمخرجه العراقي الكردي، شوكت أمين كوركي، بالجائزة الأولى لمسابقة الأفلام الطويلة، في اختتام الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي، مساء الأربعاء الماضي، في مدينة دبي الإماراتية.

وتدور أحداث الفيلم حول مباراة في كرة القدم، تجمع بين عرب وأكراد دولة العراق، للتوحيد بينهم بهدف جمع شمل العراقيين من مختلف الأطياف، قبل أن تتحول هذه المباراة الكروية من فرح إلى مأساة، إثر وفاة صاحب فكرة إقامة هذه المباراة جراء انفجار اهتزت عليه المنطقة.

ومنحت لجنة التحكيم، التي ترأسها المخرج المغربي، جيلالي فرحاتي، جائزتها الخاصة، للفيلم الإماراتي "دار الحي" لمخرجه علي مصطفى، فيما عادت الجائزة الثانية في المسابقة ذاتها، لفيلم "المحنة" لمخرجه حيدر رشيد، وهو إنتاج عراقي، وبريطاني، وإماراتي، وإيطالي.

وتوزعت جوائز مسابقة الفيلم القصير بين الفيلم السعودي "عايش" لعبد الله آل عياف، الذي توج بالجائزة الأولى، وفيلم "القندرجي" للمخرجة السعودية عهد كامل، والفيلم العراقي "ثم ماذا؟" لمخرجه جاسم محمد جاسم، فيما توج فيلم "عودة" للمخرج السعودي بجائزة أحسن سيناريو، ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم العراقي "أم عبد الله" لسحر الصواف.

وتوزعت باقي الجوائز بين مسابقة السيناريو، وأفلام طلبة مدارس الفنون، والأفلام الوثائقية، وتمكنت العراق، من انتزاع صدارة ترتيب الدول الأكثر تتويجا في المسابقات الرسمية للمهرجان، دون احتساب مسابقة السيناريو، التي تهم فقط الكتاب الإماراتيين، إذ حازت على 9 جوائز من أصل 13 جائزة، محافظة على تصدرها لائحة التتويج على غرار الدورتين السابقتين.

وأوضحت الفنانة الكويتية، حياة الفهد، في حديث إلى "المغربية"، أن السينما الخليجية تعيش فترة انتقالية، ما يجعلها تنفتح أكثر على العالمية، ومن بين المهام التي يقوم عليها مهرجان الخليج السينمائي الدولي، إبراز مكامن هذه السينما ودمجها بسينما أخرى، قادمة من العديد من الدول، من أجل تبادل الأفكار والخبرات والتجارب.

مقابل ذلك قال الفنان العراقي، شوان عتوف، بطل فيلم "ضربة البداية" المتوج بالجائزة الأولى لمسابقة الفيلم الطويل، إن السينما في المنطقة تعيش، حاليا، مخاضا يجب الاهتمام به، منوها في حديث إلى "المغربية"، بمجموعة من التجارب السينمائية، التي عرضت في الدورة الثالثة للمهرجان، في الوقت الذي لم تتمكن مجموعة من الأعمال المعروضة من مسايرة سابقاتها، وهذا ما يعكس تفاوت التجارب السينمائية للعديد من الفنانين، فضلا عن النصوص المعالجة في مختلف الأعمال، التي بقيت أحيانا منحصرة على المنطقة دون انفتاحها على مواضيع أخرى.

ولم تخف الفنانة الإماراتية، هدى الخطيب، رغبتها في العمل الجماعي، لتطوير أداء السينما في الخليج والمنطقة العربية، مؤكدة لـ"المغربية"، ضرورة تظافر الجهود للرقي بالصناعة السينمائية العربية عموما، والخليجية خاصة.

وكانت هذه الدورة من المهرجان، التي أقيمت تحت رعاية الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس "هيئة دبي للثقافة والفنون" (دبي للثقافة)، عرفت مشاركة 194 فيلما، من 41 دولة، في عروض مفتوحة مجانا، أمام الجمهور، عبر 94 عرض. وتنافس في المسابقة الرسمية 54 فيلما، منها 7 أعمال ضمن مسابقة الفيلم الروائي الطويل، و9 أعمال وثائقية، و38 عملا قصيرا، في حين شهدت مسابقة أفلام الطلبة مشاركة 33 فيلما، من بينها 12 عملا وثائقيا و21 عملا قصيرا.

يشار إلى أن لجنة التحكيم، التي ترأسها المخرج المغربي جيلالي فرحاتي، ضمت في عضويتها كلا من المخرج والناقد السينمائي السعودي محمد الظاهري، والممثل الإماراتي إبراهيم سالم، والمخرجة اليمنية خديجة السلامي، والمدير الفني لمهرجان براتيسلافا السينمائي الدولي ماثيو داراس، بينما تكونت لجنة تحكيم مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة، من الكاتبة القطرية وداد الكواري، والكاتبة السعودية بدرية عبد الله البشر، والكاتبة الإماراتية أمينة أبو شهاب.

الصحراء المغربية في

19/04/2010

####

8 جوائز للعراق في مهرجان الخليج السينمائي الثالث

عبدالجبار العتابي 

اكد المخرج السينمائي الشاب هاشم العيفاري ان المشاركة العراقية مهرجان الخليج السينمائي الثالث كانت واسعة ومميزة من خلال الجوائز التي حصل عليها المخرجون العراقيون بالاضافة الى تكريم الفنان والمخرج الكبير خليل شوقي ضمن ايام المهرجان، مشيرا الى ان الافلام العراقية المشاركة كانت تحظى بثناء الجميع،وهو ما يؤكد رغبة الشباب العراقي على النهوض بالسينما العراقية من جديد بعد حالة التردي التي شهدتها.

وقال العيفاري الذي نال فيلمه (غرباء في وطنهم) الجائزة الأولى في مسابقة الطلبة للأفلام الوثائقية : كانت هناك مشاركة عراقية واسعة في المهرجان من السينمائيين والنقاد والمهتمين بالشأن السينمائي العراقي، وفي اليوم الاول كان هناك تكريم للفنان والمخرج خليل شوقي الذي اغرورقت عيونه بالدموع عندما بدأنا نسلم عليه ونحييه ونقول له له نحن مخرجون عراقيون شباب، وكان بصحبته افراد عائلته، كما سعيدا بالافلام والنتائج التي حققناها، وايضا في نفس اليوم تم عرض الفيلم الاماراتي (دار الحي) والذي خصصت له ميزانية وقدرها خمسة ملايين دولار، وفي اليوم الثاني كان هناك عرض خاص للفيلم العراقي (ابن بابل) ولكن خارج المسابقة الرسمية، واستمتع الكثير من مشاهدة الفيلم الذي وثق مرحلة سقوط النظام السابق ويروي قصة امراة كردية تبحث عن ابنها المفقود في السجون والمقابر الجماعية، اما الايام الباقية فكان هناك تنظيم لعروض الافلام من الساعة الثانية عشر ظهرا حتى منتصف الليل، وكانت ايضا هناك جلسات نقدية تسمى ( ليالي خليجية) وتناولت مواضيع عدة من ضمنها السينما العراقية والسينمائيين في الداخل والخارج وكذلك تطور السينما الكردية.

واضاف كانت مشاركة الافلام العراقية مميزة فعلا، وكان عددها 23 فيلما، وهي مشاركة جادة حيث كانت تروي قصصا ودراما جادة، جميعها كان لها ترحيب واعجاب من قبل الكل، والحمد الله حصلت هذه الافلام على ثمانية جوائز واكيد الاولى منها، وهي:

*الجائزة الأولى: شوكت أمين كوركي عن فيلم (ضربة البداية) (العراق، اليابان) ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، وكذلك الجائزة الثانية ضمن نفس المسابقة : حيدر رشيد عن فيلم (المحنة) (المملكة المتحدة، العراق، إيطاليا، الإمارات).

*الجائزة الثانية: لؤي فاضل عن فيلم (باستيل) ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية، وكذلك الجائزة الثالثة لحميد حداد عن فيلم (82-80).

*الجائزة الثالثة: جاسم محمد جاسم عن فيلم (ثم ماذا؟) ضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة، وكذلك جائزة لجنة التحكيم الخاصة لسحر الصواف عن فيلم (أم عبدالله).

*الجائزة الأولى : هاشم العيفاري عن فيلم (غرباء في وطنهم) وكذلك الجائزة الثالثة لمحمد نعيم عن فيلم (الحلاق نعيم).

وتابع: هذه الجوائز كانت ثمرة جهود مميزة للمخرجين العراقيين الذي يسعون الى خلق سينما جديدة، وهو سعي لمسنا الثناء والشكر عنه واحتراما للتجربة، كما التقينا هناك بعدة مخرجين عراقيين من ضمهم صلاح كرم ومحمد الدراجي وحيدر رشيد وشوكت امين وكانت لنا مناقشات يومية، شعرنا خلالها اننا نخطو خطوات صحيحة اذا ما توفر الدعم المالي والاعلامي لها ستكون وائقة.

وعن مشاركته قال العيفاري: انا شاركت بفيلم وثائقي قصير مدته 16 دقيقة يروي قصة شباب عراقيين جمعتهم المصادفة في نفس الظروف التي مروا بها ما بعد سقوط النظام حيث اجبروا على العمل مع شركات اجنبية بعدما فقدوا الامل في الحصول على تعيين في الوزارات او المؤسسات، مع العلم انهم يحملون شهادات وشباب طموحون، والفيلم نال اعجاب الحاضرين واستحسانهم وحصل على الجائزة الاولى في المسابقة الرسمية للافلام الوثائقية (الطلبة)، وانا اعتبر هذا الانجاز ليس لي فقط بل لجميع المشاركين ولكل العراقيين، وكان لي الفخر ان امثل بلدي في هذا المهرجان رغم اني ذهبت الى دبي دون دعم حكومي او مساعدة من مؤسسة ثقافية عراقية، لكن كانت هناك فرحة عراقية وانجاز رائع، وان شاء الله تتحسن الاوضاع اكثر وتكون لنا سينما عراقية نفتخر بها في العالم اجمع.

وفي ختام حديثه قال: مهرجان الخليج السينمائي صرح ثقافي لخليجي اتاح لنا الفرصة بعرض افلامنا وسهل لنا مشاهدة مستوى السينما الخليجية، وكذلك كانت الاستفادة من المناقشات اليومية وجعل انا الحافز لانجاز مشاريعنا المؤجلة.

المؤتمر العراقية في

18/04/2010

####

8  جوائز للعراق .. في مهرجان الخليج السينمائي الثالث

دبي - فراس الشاروط 

حصل ثمانية من السينمائيين العراقيين على معظم جوائز مهرجان الخليج السينمائي الثالث الذي أنهى أعماله في إمارة دبي الأربعاء الماضي. ونال هاشم العيفاري الجائزة الأولى عن فيلمه (غرباء في وطنهم) في مسابقة الطلبة للأفلام الوثائقية

فيما حصل محمد نعيم على الجائزة الثالثة عن ذات الفئة وكان نصيب جاسم محمد جاسم الجائزة الثالثة عن فيلمه «ثم ماذا؟» في مسابقة الأفلام القصيرة. وحصلت سحر الصواف على جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمها (أم عبد الله)، وحصل لؤي فاضل على الجائزة الثالثة في المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية عن فيلم (باستيل). وكانت الجائزة الثالثة من نصيب حميد حداد عن فيلم (82 إلى 80). وفي المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، حصل شوكت أمين كوركي على الجائزة الأولى عن فيلمه (ضربة البداية)، أما الثالثة فكانت من نصيب فيلم (المحنه) لحيدر رشيد. وكرم المهرجان الفنان العراقي الكبير خليل شوقي عن إنجازاته ويقام تحت رعاية سمو الشيخ وكان المهرجان قد قدم 194 فيلماً من 41 دولة، في عروض مفتوحة مجاناً أمام جميع الجماهير، بلغ عددها 94 عرضاً، منها لمجموعات من الأفلام القصيرة والوثائقية، شهدت إقبالاً جماهيرياً كبيراً على مدى ستة أيام. وقدم مهرجان الخليج السينمائي جوائز بلغت قيمتها الاجمالية 485 ألف درهم للفائزين بفئات المسابقة المختلفة. وكان باب المنافسة في المسابقة الرسمية مفتوحاً في ثلاث فئات هي: الأفلام الروائية الطويلة، والأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية، في حين تنافس الطلبة على جوائز فئتي الأفلام القصيرة والوثائقية. وتنافس في المسابقة الرسمية 54 فيلماً للفوز بجوائز الفيلم الروائي الطويل (7 أفلام) والوثائقي (9 أفلام) والقصير (38 فيلماً)، في حين شهدت مسابقة أفلام الطلبة مشاركة 33 فيلماً من بينها 12 فيلماً وثائقياً و21 فيلماً قصيراً. وترأس لجنة التحكيم المخرج المغربي المعروف جيلالي فرحاتي، وتضم اللجنة المخرج والناقد السينمائي السعودي محمد الظاهري؛ والممثل الإماراتي إبراهيم سالم؛ والمخرجة اليمنية خديجة السلامي؛ والمدير الفني لمهرجان براتيسلافا السينمائي الدولي ماثيو داراس. أما لجنة تحكيم مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة فضمّت الكاتبة القطرية وداد الكواري؛ والكاتبة السعودية بدرية عبدالله البشر؛ والكاتبة الإماراتية أمينة أبو شهاب. يذكر ان المهرجان اقيم للفترة من 8 الى 14من الشهر الجاري.

الصباح الجديد في

17/04/2010

 
 

‏‏‏رئيس مهرجانين سينمائيين يلوم الفنان الخليجي

عبـد الحمـــيد جمـعة: 2018 موعـــــــد الأفلام الإماراتية مع دور العرض‏

محمد عبدالمقصود – دبي

‏قال رئيس مهرجاني دبي والخليج السينمائيين عبدالحميد جمعة، إن «الوقت ما زال مبكراً لنرى أفلاماً إماراتية أو خليجية ذات جماهيرية كبيرة في دور العرض»، معتبراً أن «العام 2018 سيكون موعداً مناسباً لذلك، ولجني بعض الثمار الحقيقية للحراك السينمائي التي حققها المــهرجانان» على الصعيدين المحلي والخليجي خصوصاً.

وأضاف جمعة لـ«الإمارات اليوم» أن «معوقات كثيرة ادت الى تأخر وجود الفيلم الخليجي بشكل اعتيادي في دور السينما، بعضها راجع إلى طبيعة التطور في هذا المجال، وبطء تأثير أي مبادرات مهما اختلف حجمها»، موضحا أن من بين المعوقات أيضاً «ما يتعلق بثقافة المشاهدة لدى الجمهور الذي اعتاد أفلاماً أجنبية تنتمي لمدارس مختلفة، وكذلك اعتياد جمهور السينما العربية على الافلام المصرية»، معتبراً أن بعض تلك العقبات «يعود للفنان الخليجي نفسه»، مضيفاً أن «احتجاب الفنان الخليجي وعدم تواصله مع وسائل الإعلام المختلفة في المهرجانات وغيرها،جا من الفعاليات لا يصب في مصلحته»، ملقياً باللوم على الفنان الخليجي الذي «يضر بمساعي دفع الحراك السينمائي الخليجي بتجاهله استثمار أضواء الإعلام المسلطة هنا للترويج لأعماله».

ولم يقر جمعة بأن توقيت الأزمة الاقتصادية كان حجر عثرة أمام الصناعة السينمائية «التي لم تتشكل معالمها خليجياً للآن» حسب تأكيده، مضيفاً أن تأثير الأزمة في هذا المجال «كان إيجابياً، على الصعيدين العالمي والخليجي، لأنه سلط الأضواء على وجوب الاهتمام بجوانب أخرى للتواصل بين الثقافات والكيانات المتباينة بخلاف الاقتصاد، والبحث عن وسيط أعمق قدرة على التأثير، وهو لغة الفن السابع»، فضلاً عن أنه حال، حسب جمعة، دون إغراق السوق «بموجة إنتاج كثيفة كنا على أعتابها، ودفع الاتجاه بشكل أكبر إلى الكيف»، ما يعني أن النماذج الأولى توافرت لها فرص تجويد استثنائية، وهو أمر يمكن أن نلمسه في الكثير من الأفلام الروائية الخليجية الحديثة على ندرتها، مستشهداً أيضاً بعدد الأفلام الخليجية القصيرة، وأن «هناك الكثير من الدراسات الدقيقة المرتبطة بالفيلم الخليجي أصبحت تسبق الآن الشروع في إنتاجه، وبشكل خاص على المستويين الفني والتسويقي».

وكشف جمعة عن اتجاه لبذل «مزيد من الجهد للارتقاء بمستوى كتاب سيناريو الأفلام الروائية»، مشيراً إلى أن هناك برامج كمبيوتر متخصصة في كتابة السيناريو سيجري تعريبها من الإنجليزية والفرنسية كي يتسنى استفادة الكتاب الشباب منها، موضحا ان «لجان تحكيم مسابقات السيناريو المختلفة في مختلف المهرجانات تقوم بتعديلات لإبداعات جميع الشباب المشاركين الذين وصل عددهم إلى 17 كاتباً في الدورة الثالثة من مهرجان الخليج السينمائي الذي اختتم منذ ايام، ومن ثم يصبح مجرد الاشتراك فيها بمثابة ورشة عملية للسيناريو، فضلاً عن الاتجاه لتدشين ورشة متخصصة».

وأشاد جمعة بشكل خاص بفيلم «حنين» البحريني، على الرغم من عدم حصوله على أي من جوائز مهرجان الخليج السينمائي في دورته الاخيرة، معتبرا ذلك «دليلا عمليا على انفتاح المهرجان على مختلف الأفلام التي تسعى إلى معالجة حقيقية لواقع اجتماعي، ونافياً في الوقت نفسه وجود خطوط حمراء تحكم خيارات لجنة اختيار الأعمال المرشحة للعرض، مضيفاً «رغم تطرق الفيلم لفكرة يعتبرها البعض إشكالية وهي العلاقة بين الشيعة والسنة، إلا أن أسلوب المعالجة وطريقة الطرح السينمائي اتسما بحرفية فنية عالية، وتمكن من الخروج برسالة إيجابية حملت درجة عالية من الوعي والمسؤولية، وهذا هو المؤمل والمتوقع دائماً في أعمال تنبت من أصل البيئة الخليجية حاملة هموم وقضايا مجتمعاتها».

وحول درجة التنسيق بين المهرجانات السينمائية العربية، اشار جمعة إلى أن مهرجان دبي السينمائي «يسعى دائماً للتنسيق مع مختلف المهرجانات العربية، ما دعاه الى تعديل موعده تمشياً مع موعد مهرجان القاهرة»، ومؤكداً أن «المنافسة الصحية بين المهرجانات العربية بدأت تؤتي ثمارها لمصلحة السينما العربية بشكل عام»، معتبراً أن «المنتَج المتميز يفرض حضوره على مختلف المهرجانات».

قواعد جديدة

أقر رئيس مهرجاني دبي والخليج السينمائيين في دبي، عبدالحميد جمعة بتغير قواعد المشاركة المهرجانية بالنسبة للأفلام المهمة لتصبح الكرة للمرة الأولى في ملعب كبار المنتجين وليس إدارات المهرجانات العربية المختلفة، كما كان سابقاً، بفضل زيادة عدد المهرجانات. وقال «أصبح بعض كبار المنتجين يحسمون أمورهم مسبقاً حتى قبل بدء تصوير المشاهد الأولى في الفيلم، عبر تحديد المواعيد المفترضة لإنجازه».‏

الإمارات اليوم في

19/04/2010

####

‏‏‏عن فيلمي «لعنة إبليس» و«السر الخفي»

الرعب الخليجي والأدرينالين المعطّل‏

زياد عبدالله – دبي 

‏‏يبدو أن «الرعب» مطلب سينمائي، أو ما يشكل رغبة عارمة لدى سينمائيين خليجيين في إحداثه في صفوف المشاهدين، وليكون الرهان بالتأكيد على كيفية إحداثه وأدواته التي لن تكون بحال من الأحوال كثيرة طالما أننا نتكلم عن سينما شابة لا تحظى بالتمويل اللازم لإحداث الرعب، دون الخوض في متطلباته، كون أفلام الرعب كما نتابع في دور العرض الإماراتية لا تكاد تغيب في كل أسبوع عنها، وتحظى بشيء من الأولوية لدى المشاهد الذي يرغب في تحريك الأدرينالين الجامد، أو خلخلة الحياة الساكنة بساعة ونصف الساعة من المفاجآت والمنعطفات، ولكل فيلم تجاري أن يفعل فعله على طريقته الخاصة، ومن ثم يعود المشاهد إلى مجريات حياته المحاصرة بمشاغل وهموم كثيرة، لن تنجح جرعات الرعب الصارخة في تخليصه من عادية الحياة اليومية وخلوها من مفاجآت لها أن تكون رهان هذا النمط من الأفلام.

في المسابقة الرسمية للدورة الثالثة من مهرجان الخليج التي أنهت أعمالها وعروضها الأربعاء الماضي، شاهدنا فيلمي رعب خليجيين، أو أطلق عليهما اصطلاحاً هذه الصفة، لا بل إن عنوانيهما كانا يقولان لنا إنهما ينتميان إلى هذا التصنيف، الأول جاء بعنوان «لعنة ابليس» للإماراتي ماهر الخاجة، والثاني كان «السر الخفي» للسعودي محمد هلال، الأول يحمل إمكانية ما، أو معبراً خانته الكثير من العناصر نحو إحداث مساحة سينمائية مرعبة وفي محاكاة للسائد في هذه الأفلام، بينما يمكن إطلاق صفة الكارثية على الثاني، وإحالته إلى فشل صارخ على صعد عدة تنأى عن السينمائي، وتقترب من فن مجهول أقرب إلى «السر الخفي» الذي لا نعرفه ولن نعرفه من شدة تبعثره.

ولعل الحديث عن فيلم رعب خليجي سيحيلنا مباشرة إلى سؤال متعلق بالإمكانات التي تحيط بهذا المطمح حتى يتحقق، فيسود هذا الرعب وندخل في حمى الهلع، كون بناء عناصر التشويق والإثارة ارتبطت ارتباطاً وثيقا بالمؤثرات البصرية والسمعية في جانب كبير منها، عدا خروقات قليلة تحدث الرعب بإمكانات مفاجئة وعلى قدر كبير من الحرفية.

لن نقارب فيلم «لعنة ابليس» بناء على ما تقدم، ولعل المقاربة هنا تمضي خلف تجربة تطمح إلى تحقيق ما تقدم وفق المتاح، وتوظيف هذا المتاح بما يخدم الغرض التشويقي، الذي يكشف بداية عن معرفة لدى مخرج الفيلم وكاتبه بآليات فيلم الرعب، دون أن ننسى التأكيد على اصابتها بتعثرات في أكثر من موضع، مثلما هو الحال في الإفراط في استخدام المؤثرات هنا وهناك، والتطويل في أكثر من موضع، وانفتاح الحوار على مصراعيه وانقلابه إلى ثرثرة في الموضع الذي يشكل النقطة المضيئة في الفيلم ألا وهي الاستعانة بآلية «وثائقية» أو لعبة وثائقية تستخدم كاميرا الفيديو المنزلي التي ستكون حلاً جيداً لتخبطات الباحثة عن سر ما حدث في «الجزيرة الحمراء»، وعلى شيء من محاكاة أفلام كثيرة استثمرت في هذه التقنية لإحداث وقع مضاعف له أن يوحي لنا بواقعيته مثلما هو الحال مع فيلم Activity lamronaraP لأورين بيلي الذي حقق فيلمه الذي لم تتجاوز تكلفته 15 ألف دولار نجاحاً كبيراً في العالم وقد صور بكاميرا رقمية صغيرة.

بناء فيلم ماهر الخاجة طامح إلى تحقيق شيء ما، لكنه بقي محاصراً بالكثير من الإعاقات سواء ما يتعلق بإدارة الممثلين الذين تفاوتت أدوارهم، والتفرعات الكثيرة عن سيناريو الفيلم، وترتيب العناصر الدرامية، واستخدام المؤثرات في مجانية، بما يقطع الخط الفاصل بين الضحك والرعب، ولعل هذا الخط يكون واهياً جداً في أفلام الرعب، فالكثير مما يطمح أن يرعبنا يصبح مضحكاً ما لم تتم حياكته جيداً، الأمر الذي يمنع الفيلم في النهاية من تحقيق المرتجى منه، دون أن يمنعنا كل ما تقدم من اختبار إمكانية ما تَعِدُ بما هو أفضل وأشد رصانة.

هذا الوعد لن نطلقه مع فيلم «السر الخفي» لمحمد هلال، وهو لا يتيح لنا إلا مشاهدة فيلم متخم بالرداءة، تجعلنا بصدد تلقي إهانة سينمائية طويلة، وركاكة ما بعدها ركاكة في السيناريو والتمثيل والتصوير والإضاءة، ولعل السؤال الذي يفرض نفسه هنا: ماذا يبقى من الفيلم؟ ولعل الإجابة بلا شيء هي إجابة مفرطة الدقة.

على كلٍ مشاهدة فيلم «السر الخفي» كانت بمثابة فرصة لا تتكرر، بدءاً من شاربي الشخصية التي تقود المستأجرين إلى البيت الموبوء مروراً بحالات الرعب التي يجترحها بكائنات مشوهة، وصولاً إلى كل ما في الفيلم، إنها بحق فرصة لا تعوض لتعطيل الأدرينالين في حياتنا واستبداله بالضحك.

الإمارات اليوم في

19/04/2010

 
 

كناري البحريني..

وجع إنساني بين الحب والأمل

دبي - خالد ربيع السيد

على ذات التيمة التي تناولها المخرج البحريني محمد راشد بوعلي في رصد لحظات الانتظار والترقب وما ينبثق عن تداعيات الأرق الوجداني الناتج عنهما في فيلمه (غياب) وأكملها في فيلم (البشارة) يواصلها الآن في فيلمه الأخير المعنوّن (كناري) الذي عرضه في مهرجان الخليج السينمائي الثالث بدبي، من خلال تأمله لـطائر (كناري) يتنقل بين رجل مسنّ يُدعى «حسين» يكابد الوحدة والانتظار الطويل (الممثل سعد البوعينين)، وبين طفل (عبدالله حافظ) يقوم بسرقة الكناري ليحُضره الى شقيقته «أمينة» الصغيرة العمياء (أنيسة بورشيد)، ربما ليمنحها قدراً من بهجة تبدد بها ظلمة عينيها، ثم انتقاله لشاب أصم (راضي العلي)، الذي يبتاع الكناري من الطفل ويطلقه نحو شُرفة حبيبته المنتظرة (دانة السالم) الشابة التي تخامرها بواعث الألفة والشوق للقيا الحبيب.

في تلك التنقلات يتجسد دور الكناري كمتأمل لمصائر هؤلاء الشخوص، لحيواتهم التائقة إلى حرية أو الى خلاص من هواجس عابرة أو حتى باقية، وهو في إيحاء آخر يشكل رابط تواصل بين ذوات منقطعة ومنعزلة في هدوء، راضية بمقاديرها، لكنها متطلعة نحو واقع آخر، يظهر ذلك جلياً مع الشابة «دانة» والرجل المُسن «حسين»، إذ تعبر حركتهما البطيئة ولغة جسديهما وإشارات عينيهما عن سكينة تعتريها رغبة مكبوتة للانطلاق والتواصل في الحياة.

يظهر الممثل سعد البوعينين في بداية الفيلم بعد إجراء مكالمة وهمية بواسطة هاتف ذي سلك مقطوع، جالساً بقرب الكناري، ساهماً متأملاً في اللاشيء، وكأنه يستمع إلى بقايا صوت ينساب بداخله، صوت آتٍ من ذكريات حميمة جمعته ذات يوم مع رفاقه الذين كان يحدثهم بالهاتف المقطوع.. تطول لحظات شروده بفعل مقصود من المخرج ليخلق حالة استعدادية للانصهار مع روحه ووجدانه ووحدته التي يعاني منها ويحاول مناكفتها بمؤانسة كناري لا يغني، يتخيّل أحاديث مع أصدقاء لا يأتون.. لحظات موغلة في الحساسية الشعرية التأملية، يبدع في أدائها الممثل سعد البوعينين، ويسجلها المخرج بكاميرا ثابتة وساكنة إلا من هسيس النسيم الخفيف المنسرب عبر رفرفة وحركة الكناري في القفص.. الإضاءة وانعكاسات الظلال يوحيان بأن الوقت صباحاً واللحظات تطول لتمنح المشاهد فسحة من التمعّن في جوّانية إنسان وحيد، رجل يعيش بمفرده بلا زوجة ولا أبناء ولا أصدقاء، تماماً كحال الرجال المسنين المتقاعدين عن العمل عندما تزج بهم الأقدار في أركان النسيان، فلا يبقى لهم سوى الشرود والذهول والغوص في مسارب الذاكرة، لكن تلك اللقطة المطولة بكل ما فيها من خبرة التمثيل الإيمائي، ربما استقبلها المشاهد بشيء من الضجر، إذ لا يتوقع لقطة مطولة تقترب من الثلاث دقائق في فيلم قصير لا يتجاوز زمن عرضه ثلاث عشرة دقيقة.

هكذا نشاهد علاقة وديعة بين «حسين» والكناري الصامت، وتعبر قسمات وجهه المتجهم في غير حزن عن فقدان روحي دفين، كذلك ثمة علاقة حب حلمية بين «دانة» و«راضي» من جهة، وبأزهارها التي ترعاها في الشُرفة المطلة على الشارع من جهة أخرى، فيما توحي تعبيرات وجهها الباسم عن فرح خافت أو أمل مرتقب.. وتتجلى وضعيتان متناقضتان بين الرغبة في الكلام إلى حد الثرثرة لحسين، توازيها حالة صمت تام عند دانة وراضي، لتمثل هاتان الوضعيتان مقابلات متضادة تشير بكيفية أو بأخرى إلى التعبير عن جوّانية رجل عجوز وفتاة شابة، خريف العمر الهاجع، وربيع العمر الجميل.. الأول يستعيد الفرح بأحلام يقظة مع أصدقاء غائبين، والثانية تستشرف السعادة مع حبيب منتظر.

بعدما انتقل الكناري الى الطفلة الضريرة «أمينة» تُلِحّ عليه: تكلم.. أحكي، قول سما.. قول غيم.. فيجيب شقيقها عبدالله: «الكناري لا يتكلم إنه يغرد فقط»، جملة مفصلية ترمي برمزيتها الى كينونة الكناري السجين باعتباره معادلاً لكبت الحرية التي ينشدها فيما يجابه أسره في القفص.. ولأن تغريد الكناري، الذي لا يسمعه المشاهد، يحقق المقابلة المعنوية للتوق والرغبة في الخلاص من حالة الانقطاع الاجتماعي والعزلة والحبس التي فرضتها ظروف لا يفصح عنها سرد الفيلم.. هنا تتولد تساؤلات لدى المشاهد عن سبب وحدة الرجل السبعيني، وعن غياب ذوي وأهل الطفل والطفلة، وعن الشاب الأصم والشابة الهائمة.. هؤلاء المنتظرون لتغريد كناري عازف عن الغناء، يتوحد معهم المتفرج في حالة شوق لسماع صوته المحتجز في حنجرته المخنوقة، ليتساوى هذا المتفرج بأولئك المنتظرين الذين يتوقعون حدوث ما لا يجيء.. يترقبون التحرر من مصائرهم المأزومة.

الفيلم دعمه حسن حداد بموسيقى تستشعر هذه الحالة الإنسانية المستقطعة في قصة قصيرة، فتنساب نغمات آلة العود الشرقية في تلوينات تعبيرية ساحرة، مؤكدة شفافية أصيلة يتقصدها الفيلم، مع حرفية مونتاج محمد جاسم وتوخيه احتساب أطوال اللقطات القصيرة والطويلة، لاسيما في المناظر الافتتاحية الخاطفة المليئة بجمالية أخاذة للكناري وأعمدة الكهرباء وأطباق الالتقاط المتناثرة على أسطح البيوت ومنظر الأشجار من زوايا ترصدها الكاميرا باحترافية بالغة، لتتكامل في توليفة المخرج ومساعده محمد الصفار لإخراج فيلم يهمس بتساؤلات وجع الانتظار.

وفي كلٍ تتضافرت اللقطات لإحداث أثر تخيُّلي عند المشاهد، فتعّمد كاتب السيناريو أمين صالح وكاتب القصة المخرج محمد راشد بوعلي، التركيز على فعلية الانتظار وترقب الآتي، ربما كان هذا الآتي شخصاً أو حلماً أو حدثاً متوقعاً، ترصد تكهناته شعرية سينمائية تكاشف الموارب والمؤرِق لدى البشر على اختلاف طبقاتهم المعيشية، لتتجلى في مدنية تتراوح شرائحها بين طبقتين: شعبية (بيت حسين المتواضع وملابسه وهيئته)، ومتوسطة (بيت يفترض أنه لسكان من الطبقة المتوسطة يعيش فيه الطفل عبدالله والطفلة أمينة)، لتأكيد انتمائهما الى طبقة من هذه الشريحة، والبيئة ذاتها للشابة والشاب الحبيبين (عمائر سكنية: شُرفة شقة الشابة وسطح البناية التي يقطنها الشاب).. هذا الانوجاد في طبقات وشرائح شعبية ومتوسطة يومئ إلى شمولية الشاغل الذي تتناوله القصة في الطبقة الأكثر حراكاً في المجتمع، وأيضاً يلفت الى أرق الانتظار الذي يعانيه الكناري (الرمز) من جراء واقعه القاسي.. أشخاص ينتظرون ما يبهج حتى لو كان انتظاراً لتغريد كناري أخرس، لا يغني إلا في آخر مشهد عندما أطلقه راضي جهة حبيبته، فصدح بغناء عذب، وكأن تغريده كان مرهوناً بالحرية والحب معاً.

أوان الكويتية في

20/04/2010

####

)المحنة) رصد لضياعنا وسط زحام الحياة

فراس الشاروط 

يحاول المخرج العراقي الشاب حيدر رشيد أن يطرح في فيلمه (المحنة) معاناة وغربة شاب عراقي يعيش صراع الحياة بين واقعه وذاته... البطل وحيد يتسكع بلا هدف في شوارع لندن، تلك المدينة الغاصة بالنساء والضوضاء وصخب الفرح،

المدينة التي ترفض أن تنام ليلا، يناضل للخروج من عالمه نحو آفاق أرحب، علاقته بصديقته التي يعشقها بصمت منذ أربع سنوات، صديقه الوحيد الذي لم نراه ألا في مشهد عابر واحد (أداه المخرج نفسه)، لا يختلط بالعالم وغير مجامل بالمرة يصعب الحديث معه (كما في حواره مع الشاب الإيطالي)، وحيد ولا يملك حتى هاتفا جوالا يتصل بوالدته من خلال أكشاك الهواتف العمومية،استشهاد والده في العراق وشرائط التسجيل التي بعثها له قبل مقتله التي يحكي فيها عن حبه وعشقه وحنينه لبلده ومدينته حتى عاد ليموت فيه هي العالم الذي يحاول جاهدا اكتشافه فيكتب رواية عن أبيه من خلال استنتاج ما أفرزته حوارات الأشرطة لديه، من ضجره ينام في سيارته دائما تاركا شقته للديدان والأتربة، أنه يدور في حلقة مفرغة وكلما يخطو خطوة يعود دائما وأبدا إلى نقطة البداية. ركز المخرج على المشاهد الطويلة واللقطات الكبيرة حتى أشعرنا حقيقة بالقرف والضجر الذي تحمله الشخصية، فاللقطة الكبيرة هي خير تبرير لعزلة الشخصية وسيكولوجيتها المعقدة وما يعتليها من أحزان ويأس ووحدة عن ما يحيط بها، أللقطة الكبيرة هي فخر السينما كما عبر يوما عنها أحد نقاد السينما.كل شيء متحالف ضده هكذا يشعر فهذه ليست الحياة التي يريد ولم يخترها وعليه أن يواجه لو أراد الاستمرار والوجود. في النهاية يصارح صديقته بحبه الذي يحمله منذ سنوات أربع ورغم ردها السلبي نحوه وكلامها الجارح ألا أنه أحس بأنه أفرغ ما بداخله وعليه مواجهة نفسه الآن فيمزق العقد الذي يروم إبرامه مع دار النشر لنشر روايته عن والده القتيل، ويضع صندوق أشرطة التسجيل الذي رافقه طيلة مسيرته في شوارع لندن تحت مقعد القيادة، لقد أنتهي كل شيء وعليه تقبل الحياة، يفتح باب سيارته ليغيب وسط جموع الناس على أرصفة لندن الباردة الضاجة.فيلم حيدر رشيد الجميل ينتمي إلى روح السينما البريطانية الجديدة في استخدامها عمق المجال واللقطات الكبيرة بل، الكبيرة جدا (big close ) والتركيز على التفاصيل الصغيرة والمشاهد الطويلة، لكن المخرج تعامل بذكاء مع مشاهد حوارية طويلة وبحركات كاميرا أدخلتنا في جو العمل دون رتابة أو ملل( كما في مشاهد المكاشفة مع صديقته) قصة إنسانية ذات سيناريو محكم رغم أجوائه القاتمة والسوداوية، ولابد لنا من أن ننوه بالأداء المتميز للبريطاني أيان أتفليد وزوي رغبي، اللذين كانا متفهمين تماما لعوالم شخصياتهما، الفيلم مستوحى من مسرحية قصيرة للكاتب (براد بويسون) ومهدى إلى روح الشهيد كامل شياع.

المدى العراقية في

21/04/2010

 
 

مدير مهرجان الخليج السينمائي يؤكد أن المهرجان مفتوح للسينمائيين اليمنيين

دبي ـ سبأنت: حاوره أحمد الأغبري

على الرغم من قصر عمرها تبقى تجربة مهرجان الخليج السينمائي جديرة بالتوقف أمامها وقراءة ما حققته في دوراتها الثلاث الماضية انطلاقا من خصوصية التجربة التي تقدم مهرجانا سينمائياً في منطقة لا عهد لها بصناعة السينما...فبعد ثلاث سنوات كان قبلها الحديث مضحكاً عن أفلام خليجية أصبحت الأفلام الخليجية اليوم تتحدث بلغات كثيرة وتشتغل على تقنيات وأساليب عديدة وترتفع مؤشراتها مسجلة في كل دورة مفاجآت محسوبة للمخرجين الشباب والشابات الذين وفر لهم هذا المهرجان منصة هامة لعرض أعمالهم وبيئة لتحفيز قدراتهم وبلورة مشاريعهم.

وعلى الرغم من تلك المفاجآت التي في مقدمتها فيلم افتتاح مهرجان هذا العام "دار الحي" إلا أن المفاجأة الأهم تبقى في الرؤية التي يتبلور وينضج من خلالها هذا المهرجان... في هذا الحوار يقول مدير المهرجان مسعود أمر الله آل علي أن ما يهمه ليس الأفلام وإنما اكتشاف المواهب مؤكداً أن ما يعمل عليه منذ مسابقة أفلام الإمارات وصولاً إلى مهرجان الخليج السينمائي هو توريط الشباب بالسينما.وبين أن مشكلة السينما في الخليج والوطن العربي هي الكسل وعندما نصحو لا نصحو بهدوء وإنما بغرور؛ فننكسر تحت لافتات عدم وجود إمكانيات...وقال في حديث إلى وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) مخاطبا الفنان الشاب في اليمن: بمجرد أن تأخذ كاميرتك وتضع قدمك على أول السلم اصعد ولا تتوقف لأنك ستصل وتحقق مشروعك... فيما يلي نص الحوار:

·     على ما حققه المهرجان في دورة هذا العام من تميز وتطور في عدد ونوعية الأفلام ومستوى مشاركات بلدان المنطقة؛ إلا أننا لاحظنا تراجعا في مشاركة الأفلام اليمنية حد الغياب...انتم كإدارة للمهرجان كيف تقرؤون ضعف وتراجع هذه المشاركة ؟

-لا اعرف الكثير عن الوضع السينمائي في اليمن، فما أعرفه أن هناك محاولات فردية أكثر مما هي محاولات مدعومة من قبل مؤسسات أو من قبل جهات حكومية… منذ بداية مهرجان الخليج السينمائي و المشاركات اليمنية قليلة،وربما بعدد الأصابع ،ففي الدورات الثلاث الماضية عُرض في المهرجان فيلم يمني واحد وكان في الدورة الماضية وهو فيلم "الرهان الخاسر "،لكن في العام الماضي – أيضا- تلقينا مشاركات طلابية ؛إلا أنه وللآسف لم يتم اختيارها ،لكنهم أرسلوا إلى المهرجان بعض الأفلام،وخاصة من طلاب كلية الفنون الجميلة في جامعة الحديدة،لكن في هذه السنة لم يصلنا أي فيلم من الكلية باستثناء فيلم روائي واحد فقط لم يتم اختياره.

·     هناك بجانب كلية الفنون الجميلة أقسام تلفزيونية في عدد من الجامعات،بالإضافة إلى خريجي معاهد الفنون والسينما الدارسين في الخارج،فلدى معظمهم أفلام تسجيلية وأخرى قصيرة...لا أعرف لماذا لم يهتم هؤلاء بالمشاركة بأعمالهم في المهرجان ...هل يعود الأمر إلى أن صوت المهرجان لم يصل إليهم؟

- لا .. إعلاميا أعتقد أن المهرجان وصل تقريباً بشكل أو بأخر إلى كل الدول التي يحق لها أن تشارك في المسابقة ،لكن أظل أقول إنه يبقى هناك دور لوسائل الإعلام في كل بلد في أن يسخروا ويهيئوا لمشاركة بلدانهم في المهرجان ؛لأنه أيضا يظل صوتنا قاصرا مهما نفعل؛كما أن الإعلام المحلي يظل أقرب إلى جمهوره منا نحن. بالإضافة إلى أن باب استقبال المشاركات في المهرجان مفتوح منذ انتهاء مهرجان هذا العام إلى قبيل مهرجان العام القادم،فالمسالة مفتوحة،وعلى موقع المهرجان ستجد دعوة المشاركة مفتوحة إلى تاريخ معين..فأمام المشاركين فترة ثمانية شهور لتقديم الأفلام،وهذا مفتوح بمجرد انتهاء الدورة تفتح الدورة التي بعدها بشكل اتوماتيكي للدورة التالية..كما أن الإعلام كان موجود بما فيه الإعلام اليمني،لكن يفترض انه عندما يقترب موعد انتهاء فترة المشاركة يكون هناك تكثيف إعلامي محلي.

·     المؤسسة العامة للمسرح والسينما دعتكم لزيارة اليمن... ربما أن هذه الزيارة ولقائكم بالسينمائيين اليمنيين قد تسهم في تعزيز المشاركة اليمنية في المهرجان..؟

- زيارة اليمن شرف لي وأنا أقول دائما إن اليمن من المهم أن يطلع صوتها سينمائياً ..وعلى الرغم من ذلك فان اليمن موجودة في المهرجان،وإن كان لم يكن لها وجود في الأفلام ،ففي مهرجان هذا العام غابت الأفلام من اليمن لكن اليمن موجودة ممن خلال خديجة السلامي في لجان التحكيم واثنين من الإعلاميين هو أنت وحميد عقبي ... وأعتقد أن الوجود مهم فهناك لليمن وجود في النهاية بالمهرجان .. وأزيد على ذلك مؤكداً أن هدفنا واحد ،ولدينا قواسم مشتركة،وإذا كان لليمن مشاكل في إنتاج وصناعة ووصول الفيلم ففي الإمارات يواجهوا نفس المشكلة ،باختلاف انه صار هناك مساحات بدأت تُعطى للسينما في الإمارات بينما في اليمن هذه المساحات غير موجودة.

·         وماذا عن مشاركة الطلبة ؟

- الأعمال الطلابية سواء كانت في اليمن أو في الإمارات هي لطلبة لا يدرسوا السينما ،وإنما لطلبة يدرسون الإعلام ،ولذلك هناك مشكلة في فهم السينما.

·         لكن ربما قد تشكل لهم المشاركة في المهرجان حافزا لتطوير تجاربهم السينمائية؟

- جميل،لكن في النهاية لا نريد أن نُحبط الطلبة عندما يكون الفيلم غير سينمائي أي عندما يكون الفيلم تلفزيونياً أو ريبورتاج وأُخرج على أنه وثائقي؛فنرجع نقول لهم لم يتم اختيار أفلامكم فيحبطوا.

·         ربما الخوف من الرفض هو وراء عدم مشاركة الكثير،وبالذات من اليمن؟

- لا..اعتقد أن الفرص مفتوحة للكل،لكن بالنفسْ السينمائي..من خلال تجربتنا في السنوات الماضية فأنت إذا دربت الطالب على الخطأ قد ينشأ على الخطأ،لكن عندما تقول له أنت لم تصنع فيلما سينمائيا أنت صنعت ريبورتاجاً وهناك فرق كبير بين الريبورتاج والفيلم الوثائقي فأنت تسهم في تطويره...ولهذا دراسة الطلبة تعتمد لدينا على ماذا نريد أن يكون الطالب في المستقبل؟ أكيد سينظم إلى التلفزيون،فلذلك نحن نهيئه من اليوم ليجد وظيفة،وبالتأكيد هذا مفهوم خاطئ للسينما ولفهم الصورة أو لتشكيل وعي الطالب ... ومثلما يحصل في اليمن يحصل في الإمارات فالطالب مهيأ لكي يجد وظيفة وليس لكي يصير مبدعاً.

توسيع المشاركة

·     ننتقل إلى محور آخر ... ما الذي استهدفه المهرجان من توسيع مساحة المشاركة للأفلام لتشمل الأفلام من بلدان المنطقة والأفلام التي تتناول الخليج كموضوع.

- في النهاية أولا لدول الخليج مفهوم القرب منه و أيضا إتاحة الفرصة...هناك العديد عاشوا في دول الخليج وأصبحوا جزءا من الشريحة، وكأنهم ينتموا للبلد بشكل أو بآخر،ولو خرجوا من هذا البلد ربما يضيعون؛ لأنهم أصبحوا جزءاً من البلد ... ومن غير الإنصاف انه يشعر أنه ينتمي للبلد وأنت تقول له أنت لا تنتمي إليه في شروطك.. هو صار جزء من نسيج البلد وبالتالي هو يصنع فيلماً وهو يعرف تماما خفايا البلد عكس واحد يأتي بعين غريبة ويصنع فيلماً وهو لا يعرف عن البلد شيئاً .. لذلك حقهم علينا أن نفتح لهم هذه المساحة؛لكي يشعروا أن لهم مهرجان ينتمون إليه مثلما يشعرون أنهم ينتمون للبلد.

·     في مهرجان الخليج لهذا العام.. في تقديرك ما هي أهم النتائج التي تشعر إدارة المهرجان أن الدورة الثالثة حققتها أو تجاوزت من خلالها نقاط القصور التي رافقت مهرجان العام الماضي ؟

- في النهاية نحن في إدارة المهرجان يبقى جهدنا تنظيمي،وما يأتي إلينا هو انعكاس لما يحدث في كل سنة..فمثلاً هناك سنة يكون لليمن فيها نشاطات ويكون لها عشرة أفلام،وتأتي سنة لا يكون لها فيها أفلام... فهذه ليست مشكلة إدارة المهرجان وإنما مشكلة الإنتاج..فنحن - ربما- نعكس ما يحدث في الخليج سينمائياً في سنة كاملة.

·     وما الذي يميزكم إذا عن بقية المهرجانات،خصوصاً وأن المهرجان مرتبط بمنطقة تعثرت فيها صناعة السينما؛مما يضاعف من مهامكم فتتجاوز التنظيم باتجاه التحفيز على توسيع وتطوير الإنتاج السينمائي في المنطقة..وهو الدور الذي لمسناه بالفعل في تطور مستوى الأفلام المشاركة في كل دورة من دورات المهرجان ؟

- صحيح ...أتفق معك تماماً.. لذا أنا ركزت في كلمة الافتتاح على أنه صار هذا المهرجان هو البيت الذي يجمع سينمائيي الخليج...ومهم جداً أن نفتح أبوابنا ونوافذنا في المهرجان وأن يأتوا إلينا وأن يعرضوا أعمالهم ونروّج لها الآن ولاحقاً؛لأنه من الخدمات التي يقدمها المهرجان- مثلاً- بعد الانتهاء من المهرجان أن ننظم أسابيع سينمائية سواءً في دول الخليج أو خارج دول الخليج ،وكذا المشاركة في مهرجانات،فنبعث الأفلام ونرسلها على حسابنا،حتى أننا نملأ استمارات الاشتراك في المهرجانات...وربما شاركنا في الدورتين السابقتين في أكثر من أربعين مهرجاناً تم إرسال أفلام إليهم من قبل مهرجان الخليج.

·         و كم عدد الأفلام التي شاركتم بها في تلك المهرجانات ؟

- شاركنا في الدورتين السابقتين بنحو خمسين فيلما تقريباً..أي أن دورنا لا ينتهي بانتهاء الدورة...فمثلاً في ديسمبر من العام الماضي كان لدينا نشاط كبير من خلال أسبوع للأفلام الخليجية في غزة التي كانت واقعة تحت الحصار،لكنا اخترقنا الحصار وتم تسريت الأفلام إلى أن أقيمت العروض في غزه...وبينما كانوا يشاهدونا من خلال تلك الأفلام في غزه كان مهرجان دبي السينمائي يعرض أفلاماً فلسطينية... فكانوا يرونا ونحن نراهم في نفس الأيام... هذا عمل من الأعمال التي يقوم بها المهرجان ...أخر أعمالنا كانت في جنيف حيث انتهينا قبل أسبوعين من برنامج خليجي أقمناه معهم.

·         وهل في خططكم إقامة أسبوع سينمائي خليجي في اليمن ؟

- لِمَ لا ..فنحن نريد أن ننظمه وأيضا يشاهدونا في اليمن ونشاهدهم؛لأن الأفلام تُعرض مرة واحدة في المهرجان وتموت،ونحن ضد هذه الفكرة ؛لذا نعمل على أن تعيش هذه الأفلام لسنة وسنتين ،وأن تُشاهد من قبل جماهير ومؤسسات،وربما تخلق نوع من الحافز.. فمثلاً عندما تُعرض أفلام خليجية في اليمن ستخلق حافز للمهتم اليمني والراغب في أن ينتج أفلام ؛لأنه لا يشاهد ما يقدمه الشباب في بقية بلدان المنطقة،ولا يعرف مستوى أعمالهم...أي أن هذه التظاهرات والأسابيع هي التي ستجعل الوهج لا ينطفئ؛فتحافظ على الوهج من سنة إلى أخرى..خمسون فيلم في أكثر من خمسين مهرجان حول العالم قدمنا فيها نخبة من الأفلام المشاركة بالمهرجان،ولعل هذا ما يميز مهرجان الخليج،وهو أننا لا نعمل فقط في السبعة الأيام الخاصة بالمهرجان وبعدها ننام سنة...هذه جزء من الخدمات التي يقدمها المهرجان،ولا يقدمها مهرجان آخر...مثل هذه الأشياء هي التي تتيح اكتشاف السينما الخليجية ونبدأ من خلالها قطف الثمار...ولهذا فالمخرجون الشباب المشاركون بالمهرجان سعداء بالمشاركة؛لأنه بمجرد أن تشارك أفلامهم في المهرجان تنتقل بعده إلى مهرجانات أخرى.

صرامة الشروط

·     ثمة ملاحظة ترددت كثيراً في الدورة السابقة حتى من لجنة التحكيم وهي حول عدم وجود صرامة في الشروط التي تُقبل من خلالها الأفلام المشاركة في المسابقة...وهناك من قال إن أفلام كثيرة لم تكن جديرة بالمشاركة والعرض؛لماذا كل تلك المرونة أهي تدريجية من اجل تحفيز الشباب لتجويد أفلامهم لاحقا..؟

- المقاييس في الخليج صعبة جداً ..حيث لا يمكن أن نقارن فيلم مصنوع في دولة تمتلك كل شيء مع فيلم مصنوع في دولة لا تمتلك أي شيء ،فلذلك فعندما تأتون وتجدون المستويات متفاوتة في الأعمال،وحتى لجان التحكيم تأتي فتقول مثل هذه الملاحظات وهو لماذا فيه مرونة فهناك فيلم فيه مشاكل لماذا تقبله؟!.. بما أني أفهم ومتابع لما تشهده منطقة الخليج منذ أكثر من 15 سنة ،ربما لم يفتني فيها فيلم خليجي لم أشاهده سواء كان طلابي أو غيره ؛لذا فأنا عارف بالضبط أين نحن ؟!..وأين هي تجربة أي مخرج؟ ... بينما أنت شاهدت في مهرجان هذا العام 112 فيلماً من الخليج تجدني أنا شاهدت 600 فيلم ..فكم كبير من الأفلام التي شاهدتها لم يشاهدها شخص آخر... فعقلي يتابع على ماذا يشتغل هذا المخرج وما التطور الحاصل في تجربته ؟!.. وأحيانا عندي أسباب ربما أنت لا تعرفها فمثلاً هناك مخرج كان يحاول وإمكانياته بسيطة وعمل المستحيل لكي يشارك في المهرجان ولسبب أو لآخر ولأني فاهم انه واقع في ظروف معنية فقد قبلت الفيلم ،لكن المشاهد غير مستوعب هذا ؛فيأتي يقول لي .. لماذا المرونة والليونة في قبول الأفلام؟! ... أنا أقول لأن المرونة مطلوبة ومطلوبة كثيرا للمخرجين الجدد والطلبة ،أما من هو متمكن فلن اسمح له أن يشارك ولن أكون متسامحاً كثيراً إذا كانت تجربته هذا السنة متواضعة عن العام الماضي ؛لأنه وصل إلى منطقة يفهم فيها طبيعة عمله وما يتوجب عليه فعله.

توريط الشباب بالسينما

·         أفهم أن الصرامة تدريجية ..؟

- بالتأكيد الصرامة تدريجية.ولكن أعود وأؤكد أن المرونة تكون أكثر مع الطلبة ؛لأنه من غير المعقول أن أقسو عليه وهو مازال طالباً فقد اصدمه بالقسوة وبالذات في البداية. يعني في سنوات تنظيم مسابقة أفلام الإمارات قسا عليَّ الكثير وقالوا لي:أنت متسامح ...أنت تأتي بنا من بلداننا لكي نشاهد أفلام لا تصلح للمشاهدة...لكني قلت لهم أنا أشاهدها بمنظور آخر... كان ومازال كل همي أن أورط الشخص بالسينما .. ليس همي الآن أشاهد أفلام ..بدأنا مسابقة أفلام الإمارات في 2001م وقبل المسابقة سألني صحفي من جريدة الحياة :كم فيلم تتوقع ؟..فقلت له :صفر ..أنا لا أتوقع أفلاماً أنا أتوقع اكتشف مواهب .. أنا إلى الآن لم أعرف ما هو المكان أصلا لا الإمارات ولا بقية دول الخليج..

·     أن تنتج فيلماً في بلد لا عهد له بصناعة السينما فمشاكلك ستكون اكبر من المعقول ... فما بالك عندما تفكر بتنظيم مهرجان سينمائي...كيف تجاوزت تجربتك كل معوقات الجدب السينمائي بدء من إنتاج الأفلام، إلى تنظيم مسابقة أفلام الإمارات،وحتى الانطلاق بمهرجان الخليج السينمائي؟

- عدتُ إلى بلادي في التسعينات،بعد أن درست في أمريكا،وجئت أصنع أفلامي في 1991م فأمضيت ثلاث سنوات حتى خرجت بفيلم قصير في 1994م،وبعد ذلك عندما بدأ الفيلم يحقق نجاحات ويفوز بجوائز اعتقدت أنني سألقى دعماً،لكن النتائج كانت صادمة ؛لأني أحبطت تماما بعد هذه التجربة ... في ذلك الوقت كنت أفكر – فقط - مع من أحكي سينما ، ليس مع من أصنع سينما .. أي لم يكن لدي صديق يتكلم سينما وبالتالي إذا كنت إلى هذه الدرجة من اليباس كيف يتوقع اليوم أن يكون عندي أفلام ؟!.. أنا أريد أشخاصاً يحبون السينما لا غير ...أفلامهم مهما كان مستواها ... لا يعنني .. يعنيني ألقى أناس يحبون السينما،بعد ذلك نؤسس ونفرز و نعرف منْ يحب ومنْ يريد يكون في هذا المجال ومن لا يريد .. بعد ذلك نفرز ونشتغل عليهم .. هذا الأهم في الأشياء وليس الأهم أن نصنع أفلاماً..أنا لا أتكلم عن صناعة أفلام.. عملت مهرجان وأنا لا أعرف ما هي هذه المغامرة ؟!..حتى مشروع مسابقة أفلام الإمارات بقي مرفوضاً من قبل جهات ومؤسسات عديدة؛فالجميع يقولون لك: كيف تضع العربة أمام الحصان ..فعندما يكون عندك إنتاج سينمائي فكر حينها بمهرجان سينمائي.

·     وهذا ما تردد أيضا حتى بعد أن أطلقتم مهرجان الخليج ومازال يطرحه البعض بين حين وآخر وهو كيف تنظمون مهرجانا سينمائياً وانتم لا تنتجوا أفلاما ..؟

- أنا عامل العكس... أنا ليس لدي أي فيلم وعامل مهرجان،لكن ليس مهرجان دولي حيث اجلب أفلام من الخارج لعرضها في الداخل ... لا .. بدأت بمسابقة أفلام الإمارات في وقت لم تكن هناك أفلام إماراتية،لكن مع مرور الزمن وعندما أعلنا ومع بداية أول دورة كنت أنا المونتير وكاتب السيناريو وكنت أنا الذي أرشد وصرت كل شيء .. و ليل نهار وأنا أتنقل من إمارة إلى إمارة اشتغل مع الشباب بنفسي إلى انتهينا بمهرجان دورة أولى فيه تسعين فيلم إماراتي.

·         كيف استطعت إقناعهم بقبول فكرة المهرجان... متجاوزا كل تلك المصاعب؟

- المصاعب موجودة حتى اليوم ... فيه إرادة ما فهي التي ستخلق الأفلام وليس الأجهزة ..ولهذا فالمخرج الفرنسي فرانسوا فوجيل الذي عرضنا له في مهرجان هذا العام تجده يتنقل وبيده بكاميرا فوتوغرافية ولمبة ويصنع أفلاماً وليست كاميرا فيديو بل كاميرا فوتوغرافية .. فالذي يريد يصنع فيلم يصنعه فمادام هناك إرادة ما فستجعله يصنعه...مشكلتنا في الخليج هي الكسل .. هذه ملاحظتي في العشر السنوات الأخيرة ...انه أنا ليس لدي كاميرات ليس لدى أحد يعلمني ولا أحد يأخذ بيدي و الحكومة لا تعطيني ... و هو محبط جالس .. لكن لو هو اشتغل فسيصنع فيلمه مهما كانت الظروف.

·         هل ثمة برامج جديدة تعدون لها في الدورات القادمة للمهرجان؟

- نظمنا في هذه الدورة ورشة الإنتاج ومعرض تجاري لشركات إنتاج ومدارس لمن يرغب في الدراسة والتعرف على الشركات والتقنيات..وعندنا ورشة السيناريو للفيلم الطويل .. بالاتفاق مع تورينوفيلم تولاب في الخليج .. يقدموا خبراء لاستلام السيناريوهات ويطوروها لمدة سنة حتى تكون صالحة ويبحثوا عن منتجين محتملين لإنتاج هذه الأفلام. الوضع لدينا قاتم والتعامل معه ينبغي أن يكون قائم على الإرادة وليس الكسل ...فالوضع في الخليج والوطن العربي كله مبني على الكسل واللامبالاة وإذا صحا فهو يصحو بغرور وليس بهدوء ..ولذلك أما تشاهده مغروراً أو كسلان. الأمور تمشي بين طرفي هذه المعادلة وبالتالي أما أن تنكسر أو تتحدى ؛فقلنا هل نستطيع نعمل شيئا في بلدان ليس لديها أي شيء..إذا وصلنا وبنينا اللبنة الأولى فنحن بحاجة إلى جهات أخرى تبني اللبنة الأخرى وليس علينا نحن أن نظل نبني لوحدنا.

·         يتكرر الحديث هنا عن القطاع الخاص واستقطابه ليبني اللبنة الأخرى ؟

- يمكن الحديث عن دور القطاع الخاص مع تزايد الوعي بقيمة السينما وأهميتها وقيمتها وأنها قادرة أعلى ن تسترجع أموالها..السينما عالم آخر لابد له من وعي بمتطلباتها فالفيلم المستقل يحقق أرباحاً لكن على سنوات طويلة في حين الفيلم المصنوع للربح السريع يحقق أرباحاً في أول أسبوعين من العرض.

·         ما الذي تريد أن تقوله للسينمائيين اليمنيين في ختام هذه المقابلة؟

- أقول له لا تحبط من البداية،لا تفكر بان فيلمك لن يُقبل وانه فيلم لن يُصنع ... أنا أقول انه بمجرد أن تأخذ كاميراتك وتذهب إلى مادتك التي تريد تصويرها فأنت وضعت رجلك على أول السلم فلا ترجع عن أول السلم أصعد وستصل إلى فوق في النهاية ...أنا أقول ذلك وهناك نماذج من اليمن صنعوا أعمالاً جعلت منهم أسماء تحتفي بها المهرجانات وإن كانت أسماء قليلة مثل بدر الحرسي وخديجة السلامي ..ليس بالضرورة أن تعيش خارج اليمن حتى تصنع فلمك فبالنسبة لي فالفيلم يخرج من الداخل وليس من الخارج ...واعتقد أن المهرجان مفتوح ويريد أن تكون موجود فيه..أتمنى فقط أن يكون الشباب قارئين مشاهدين جيدين وصانعي أفلام.

سبأ نت اليمنية في

21/04/2010

 
 

خليل شوقي:

السينما الخليجية تتطلب دعماً قوياً والمهرجانات لا تصنع أفلاماً

دبي ـ أسامة عسل

خليل شوقي فنان عراقي من الرعيل الأول الذي واكب بداية حركة الفن في منطقة الخليج، أعوامه التي تخطت الـ 80ـ من مواليد عام 1929ـ تبوح بذكريات ومواقف وقضايا تعكس هموم أبناء مهنة الفن السابع، إسهاماته على مدار رحلة طويلة في الإخراج والتأليف والتمثيل التلفزيوني والسينمائي والمسرحي، بلورها تكريم مهرجان الخليج السينمائي له، باعتباره من الأسماء المحفورة في ذاكرة التجربة الإبداعية العراقية.

في لقاء سريع مع «الحواس الخمس» حاول أن يلملم تفاصيل مفردات عمر كامل غطى أكثر من ستة عقود من السنين، انتهى كما يقول في منفاه بهولندا الذي توجه إليه قبل 18 عاما ليصبح مستقرا له ولأسرته، لكنه يؤكد تواصله مع المهرجانات ورصده إلى معاناة العراقيين التي تصلح تقديمها في أعمال سينمائية متميزة تثبت وجودها خليجيا وعربيا ودوليا.

السينما الخليجية

شوقي الذي جاء إلى «الخليج السينمائي» بصحبة زوجته وولديه تطرق إلى السينما الخليجية، حيث يرى أنها تمر حاليا بمرحلة مخاض ما قبل الولادة، مضيفا: «تحتاج التجربة السينمائية في الخليج إلى الدعم المادي القوي من قبل المؤسسات الحكومية والانتباه إلى أهميتها في حفظ التطورات التي تلاحق المنطقة اجتماعيا وتاريخيا.

وظاهرة المهرجانات السينمائية الحالية لا يمكن لها أن تصنع أفلاما بل تعزز وجودها فقط وتمنحها فرصة للظهور والتأثير على وجهات النظر المسؤولة ما يسهم في وجود بنية تحتية لها تدفعها إلى الاستمرار مهما طال الزمن».

الأفلام العراقية

ورأى شوقي أن السينما العراقية تأثرت كثيرا بما آل إليه الوضع العراقي بسبب الحروب المختلفة، وأنها أفرزت توجهين عبر عنهما قائلا: «التوجه الأول مرتبط بالداخل وما يعانيه العراق من فقر في الإمكانيات.

وبالتالي جاءت الأفلام شبيهة بما يقدم خليجيا من حيث المقومات، لكنها مختلفة في تناولها للموضوعات، أما التوجه الثاني فمرتبط بخارج العراق وهو متطور في لغة السينما والأفكار التي يقدمها نتيجة احتكاك أصحابها في المهجر بتجارب متقدمة وتمويلها من هيئات خارجية».

واعتبر شوقي أن الأفلام العراقية المشاركة في الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي أكثر تطورا، معلقا عن سؤال حول مشاهدتها بقوله: «كما قلت الأفلام العراقية تفتقد الدعم المادي وإن كانت تنبأ عن توجه يحدث.

وهذا ما أسهم في فوزها بجوائز الأفلام القصيرة مثل (ثم ماذا؟) و (أم عبد الله) و (غرباء في وطنهم) و(الحلاق نعيم)، أو بجوائز الأفلام الوثائقية مثل (باستيل) و(82 ـ80)، أما الروائية فتعكس حالة السينما خارج العراق بفوز فيلمي (ضربة البداية) و(المحنة) الأول إنتاج ياباني والثاني بريطاني إيطالي، وكل المشاركات على الرغم من العراقيل تعبر عن حالة حراك يلقى الإعجاب ويحصد الجوائز».

إخراج وتمثيل

وعن ذكريات المراحل الأولى لظهور السينما في العراق وعمله بها قال الفنان الكبير: كان ذلك من خلال فيلم (ليلى في العراق) الذي أكد على الرغم من افتقارنا إلى الإمكانيات وطريقة التعامل مع الكاميرا إلا أن الإخلاص في العمل توج ظهوره وأسهم في أن نخطو بسرعة نحو هذا المجال.

وقد تهيأت لي في عام 1967 فرصة إخراج فيلم «الحارس»، الذي كتب قاسم حول قصته، وشاركت به في عدد من المهرجانات السينمائية، وفاز بالجائزة الفضية في مهرجان قرطاج السينمائي عام 1968 كما فاز بجائزتين تقديريتين في مهرجاني طشقند وكارلو فيفاري السينمائيين.

وكانت ذاكرة شوقي حاضرة بقوة عندما طلبنا منه تذكر الأفلام التي شارك فيها كممثل، حيث قال: «في السينما شاركت في الكثير من الأفلام، فقد أديت دور سبع المطيرجي في فيلم «من المسؤول» الذي أخرجه عبد الجبار ولي.

ودور عمو حنا الطباخ في فيلم «أبو هيلة» الذي أخرجه محمد شكري جميل ويوسف جرجس، ودور زاير راضي في فيلم «الظامئون» الذي أخرجه محمد شكري جميل عن رواية الكاتب عبد الرزاق المطلبي، ودور أبو سعيد في فيلم «يوم آخر» الذي أخرجه صاحب حداد، كما شاركت في فيلم «شيء من القوة» الذي كتبه صباح عطوان وأخرجه كارلو هارتيون».

رائد تلفزيوني

ويعد خليل شوقي من رواد العمل التلفزيوني في العراق، فقد عمل في تلفزيون بغداد منذ العام 1956 وهو عام تأسيسه، عمل مخرجا وممثلا بعد أن مر بفترة تدريب فيه.

وهو يقول عن هذه المرحلة: «كتبت أول تمثيلية عراقية للتلفزيون، وهي ثاني تمثيلية تقدم من تلفزيون بغداد ولكنها أول تمثيلية تكتب خصيصا للتلفزيون، ومن أهم أدواري التلفزيونية دور قادر بك في مسلسلي «الذئب وعيون المدينة» و«النسر وعيون المدينة» اللذين كتبهما عادل كاظم وأخرجهما إبراهيم عبد الجليل».

التأليف السينمائي

وفي مجال التأليف السينمائي كتب خليل شوقي سيناريو فيلم «البيت» الذي أخرجه عبد الهادي الراوي في العام 1988، وعن مشكلة كتابة نص السيناريو في الأفلام الخليجية أكد قائلا: لا تتعلق هذه الإشكالية بالخليج فقط بل هي واضحة في السينما العربية عامة.

حيث تميل إلى كثرة الحوار على حساب الصورة وأرى أن الأمر يحتاج إلى دراسة وممارسة ومشاهده لأفلام من دول أخرى أكثر تطورا منا في هذا المجال».

بصمات إبداعية

ويبقى القول: إن خليل شوقي قدم في مجمل أعماله كاتبا ومخرجا وممثلا، نموذجا للشخصية العراقية بكل ما تنطوي عليه من قيم وما تعانيه من متاعب الحياة، فهو شغوف بتفاصيل الحياة الشعبية، حريص على أداء مهمته الاجتماعية من خلال الفن.

وظل في كل أعماله رصينا ونأى بنفسه عن الانزلاق في شرك الأعمال التجارية في زمن الحصار الذي تعرض له العراق، وقد آثر الانسحاب من الساحة واختار حياة المنفى في هولندا، تاركا بصمات إبداعه ترافق اسمه المتألق في ذاكرة الفن والثقافة العراقية.

البيان الإماراتية في

22/04/2010

 
 

«الوسط » تحاور مستشار مهرجان الخليج السينمائي في دبي

سرميني: تواطئ مجتمعي يفتك بالسينما، وشباب الخليج سيفرضون أنفسهم

دبي - منصورة عبدالأمير

يرى مستشار مهرجان الخليج السينمائي في دبي، الناقد السينمائي صلاح سرميني أن الأفلام التي تعرض للشباب الخليجي من خلال المهرجان تتسم بكثير من الجرأة والصدق في انتقاد العقلية المجتمعية السائدة، وأن طبيعة وتقاليد المشاهدة في العالم العربي قد تحد من قدرة المبدع، إلا أنه توقع أن تحظى تلك الأفلام وصانعوها بشيء من الخصوصية على مستوى المشهد السينمائي العالمي تماما كما حدث للسينما الإيرانية.

ويشير سرميني، وهو المشرف على قسم الأفلام الأجنبية في المهرجان منذ بداياته العام 2008، إلى أن المهرجان تمكن خلال دوراته الثلاث من أن يخلق حركة صناعة بصرية في منطقة الخليج أنتجت أعدادا لا بأس بها من المخرجين الخليجيين الشباب، تمكن بعضهم من أن يفرض نفسه على كثير من المهرجانات السينمائية العربية والدولية.

جاء ذلك خلال الحوار التي أجرته «الوسط» مع الناقد العربي خلال انعقاد الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي في دبي وذلك في الفترة 8 – 14 أبريل/ نيسان الجاري

·     كيف تقيم أداء المهرجان في دورته الثالثة من حيث عدد المشاركات ومستواها وما يستجد من مبادرات نحو إقامة صناعة سينمائية خليجية؟

- مهرجان الخليج في دوراته الثلاث هو امتداد لكل المبادرات السابقة وأولها مسابقة أفلام من الإمارات في أبوظبي التي شجعت على تأسيس مهرجان دبي والمهرجانات الأخرى.

المهرجان، عاما بعد آخر، يؤدي الدور المفترض منه في تشجيع المواهب المحلية، الهاوية والمحترفة على السواء، فهو نافذة لها لتعرف مستواها في مقابل المستويات الأخرى.، كما إنه خلق حركة سمعية بصرية ليس فقط في الإمارات وإنما في منطقة الخليج بشكل عام. منذ 10 سنوات مثلا كان عدد المخرجين الكويتيين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، كذلك في السعودية كانت البداية مع هيفاء المنصور، وفي البحرين كنا نتحدث عن الجيل المتوسط مثل بسام الذوادي. الآن لم يعد الأمر كذلك، ظهر جيل جديد، وبأعداد كبيرة ومن المفارقة أنهم من الجنسين وخاصة في الإمارات.

كذلك ظهرت مخرجات من الكويت ومن عمان والسعودية. في البداية احتفينا بالمخرجة هيفاء المنصور، الآن نجد أن المنصور والمهرجان والحركة نفسها مهدوا لظهور طاقات أخرى شبابية أو نسائية. المهرجان يشجع الجميع لأنه يقدم لهم فرصة لعرض أفلامهم دون أي تعالٍ أو وصاية عليهم، هو فقط يقودهم نحو الطريق الصحيح.

·         ما الذي يشير إليه في رأيك ارتفاع عدد الأفلام المشاركة هذا العام، الملاحظ أن هناك قفزة في هذا العدد إذ وصل إلى 112 فيلما

- في مسابقة أفلام من الإمارات كان يسمح لأعداد كبيرة من الأفلام بالمشاركة حتى ولو كانت بمستوى لا يستحق المشاركة ولكن كانت هناك محاولة لتشجيع الشباب. حاليا مع بدء مهرجان الخليج ومهما كان عدد المشاركات مرتفعا فإن هناك عملية تصفيه قد تكون قاسية نوعا ما ولا يمكن مقارنتها مع تصفيات المهرجانات الأخرى في الوطن العربي أو أي دول أخرى. في كل الأحوال لو عملنا إحصائية لكل الأفلام التي تنجز في منطقة الخليج، أو على الأقل في دولة الإمارات سنجد أنها أكثر من إنتاجات الأفلام القصيرة التي تعمل في مصر مثلا، ولو حصلنا على عشرة أفلام جيدة من هذا العدد فإن النتيجة ستكون جيدة، ولو حصلنا على عشرين مخرجا من منطقة الخليج فإن هذا أمر ممتاز. وهذا يعني أنه خلال خمس سنوات سوف نسمع عن مواهب كثيرة من الخليج ستفرض نفسها وتضع بصماتها في السينما العربية وفي نفس الوقت سوف تصل بشكل طبيعي إلى السينما العالمية. الآن لا يعرف كثيرون في المشرق أو المغرب العربي أنه توجد سينما في الخليج، أو أن الخليج ينتج أفلاما أكثر من تلك التي تنتج حتى في مصر التي وجدت فيها صناعة السينما منذ أكثر من مئة عام.

·         هل يعود ذلك لكون إنتاجنا لا يرقى إلى المستوى الذي يجعله يصل للآخرين أو أن يسمعوا به؟

- الآن بدأوا يسمعون مع تراكم التجربة ومع تاريخها الذي يعود إلى 10 أعوام، وبدأوا ينظرون إلى التجربة بعين أخرى كما أصبح لديهم فضول ورغبة في أن يشاركوا في مهرجان دبي ومهرجان الخليج من أجل أن يتعرفوا عن قرب على هذه التجربة التي فرضت نفسها. حاليا أصبحت السينما الخليجية مطلوبة في كل المهرجانات، وأصبحت المهرجانات العربية والأوروبية تتطلع لما يحدث في الخليج. أصبحت المسألة فضولا إذ ما الذي يمكن أن تنتجه هذه الدول المحافظة والمفترض أن تكون متدينة ومحكومة بالتقاليد الاجتماعية والإسلامية، وما هي الصور التي يمكن أن يقدموها.

بالنسبة للعرب فهم لديهم أفكار مسبقة عما يحدث في الخليج ومسألة أن يكون هناك شباب يمكنهم عمل أفلام لم تكن مستوعبة قبل فترة. حاليا بدأت هذه الفكرة تستوعب، وهذا بالطبع يعود إلى المهرجانات السينمائية الموجودة في المنطقة وفي الإمارات. لو قمنا بحساب عدد هذه المهرجانات سنجد أنه يصل إلى خمسة أو ستة مهرجانات ما بين مسابقة أفلام الإمارات، مهرجان دبي، مهرجان الخليج، مهرجان أبوظبي، ويمكن كذلك أن نضيف إليها مهرجان مسقط ومهرجان الذي لم يتم بسبب مشاكل رقابية. مهرجان الدوحة أيضا، ومهرجان للسينما العربية في الكويت، ربما في البحرين يمكن أيضا يتشجع الشباب من الجيل المتوسط ويتخذوا مبادرة يرجعوا من خلالها مهرجان السينما العربية أو أن يقدموا مهرجانا آخر بصبغة دولية.

·         فهل ترى أننا نسير على الطريق الصحيح نحو تأسيس صناعة سينمائية انطلاقا من هذا المهرجان على الأقل؟

- تأسيس صناعة سينمائية يحتاج إلى سنوات، وهذه الصناعة هي من عمر السينما ففي الدول الغربية أو حتى في مصر بدأت العروض والإنتاجات السينمائية مع بداية السينما نفسها. ليس مطلوبا أن يكون هناك صناعة سينمائية في الخليج لكن على الأقل أن تكون هناك ثقافة سينمائية وشغف لمشاهدة الأفلام وتنوع في المشاهدة. بالطبع لا أنتظر من الخليجيين أن ينتظروا مئة عام لنتحدث عن صناعة سينمائية يمكن مقارنتها مع ما يحدث في مصر أو في تونس.

حاليا مع التطورات في التقنية الجديدة ربما خلال 10 سنوات تستقر الأوضاع ونبدأ نتحدث عن سينما خليجية وعن مخرجين خليجيين موهوبين دون أي شك أو أي نوع من الفضول، أن نتحدث عما يحدث في الخليج بثقة وبنوع من الاحترام لتجاربهم. ليس مطلوب أن تكون هناك صناعة سينمائية بمفهوم الصناعة، المطلوب أن يكون هناك شباب يتمكنون من التعبير عن أنفسهم سواء من الشباب أو البنات. منذ عشرة أعوام، كان الشباب يخافون أن يمسكوا الكاميرا، ومنذ 10 سنوات وربما لحد الآن هناك إشكاليات في الصورة من الناحية الدينية والأخلاقية، ما يحدث في الخليج الآن هو أن الشباب كسروا هذه الفكرة في تحريم الصورة وبدأوا يصنعون الصورة. لقد بدأت الآن أشاهد أفلام من مخرجات خليجيات، منذ ثلاث إلى أربع سنوات كنت أشاهد أفلام متحفظة فيها نوع من الخوف والرقابة الذاتية الكبيرة جدا من قبل الشباب، خاصة البنات. حاليا بدأت أشاهد أفلام جريئة بشكل غير معقول، وذلك مقارنة مع المناخ السائد في الخليج. هذه الجرأة على حمل الكاميرا من قبل الشباب والبنات سوف توصلهم في يوم من الأيام إلى جرأة في طرح الموضوعات وفي تقديم الصورة الصحيحة لبلدهم.

·         هل تتحدث عن مجرد إشكالات دينية أم تابوهات سياسية، دينية، اجتماعية قد تعيق طريق تقدم الشباب الخليجي؟

- لا أعرف إن كانت هناك تابوهات في الخليج، أعتقد أن هناك رقابة ذاتية فقط، تربية هؤلاء الشباب قائمة على مفاهيم وعادات ولكن عاما بعد آخر، أصبحت هذه الرقابة تضمحل وتزول وأصبح الشباب السينمائيون أكثر اقترابا من مجتمعهم وأكثر جرأة في طرح الموضوعات وأكثر شفافية، بالأحرى أصبحوا أكثر صدقا. كانوا في السابق يخافون أن ينتقدوا العقلية الرجالية السائدة حاليا أصبحوا ينتقدون هذه العقلية ويضحكون منها.

فيلم «حنين» البحريني مثلا يتطرق إلى قضية شائكة وعويصة وخطيرة في المجتمع الخليجي والعربي بشكل عام. المخرج لم يكن لديه أي تابو أو تخوف من طرح الموضوع.

·     قد لا يكون الأمر بحجم «تابو» لكن ألا ترى أن هناك مواصفات عالمية للفيلم السينمائي، وعناصر يجب أن يحتويها أي فيلم ليحقق نجاحا قد يشكل وجودها في إشكاليات تواجه صانع الفيلم الخليجي وتحد من وصوله للجمهور العالمي؟

اعتقد أن السينما العربية تختلف تماما عن السينما الفرنسية والأميركية وليس كل ما يصنع في الغرب صحيح. كما أن الوصول إلى المشاهد الغربي يمكن أن يتم عن طريق فيلم «ابن بابل» لمحمد الدرادجي وعن طريق أفلام يوسف شاهين الذي يصنعها بصدق. الصدق في التعامل والموهبة بنفس الوقت هما الأساس.

الجمهور الأجنبي متشبع تماما، لن يشده المشهد الجنسي ولا السياسي، ما سيشده هو العمل السينمائي نفسه بغض النظر عن جنسيته سواء أكان من البحرين أو من السعودية.

المشاهد الغربي مثلا مهتم بالسينما الإيرانية لأنها سينما مختلفة تماما عن الأفلام التي يشاهدها. بالطبع لم تشد هذه الأفلام جميع المشاهدين الغربيين وهذه ميزة إيجابية في الغرب إذ إن هناك تنوعا في المشاهدة لدى المشاهد الغربي.

بالنسبة إلى التابوهات، أعتقد انه ليس ضروريا أن يكون هدف السينمائي كسر التابوهات، بل إن يقدم فيلمه بصدق وبأسلوب يشد المتفرج العادي والمتفرج المتخصص، أو أن يفعل مثل السينما الهندية التي تكسر التابوهات لكن بطريقة ظريفة جدا وفيها جمالية عالية. السينما الهندية تقدم مشاهد جنس غير صريحة ومواربة أكثر مما تقدمه السينما الأميركية.، وبسبب التابوهات والممنوعات تخلق مفردات أو بدائل جمالية أخرى لتتمكن من تقديم هذا الجانب وبالتالي شد المشاهد وأنا في الواقع أستمتع بهذه المشاهد المواربة أكثر بكثير من تلك التي أشاهدها في فيلم فرنسي مثلا.

·         برأيك ما الذي يختلف في ثقافة المشاهدة بين المتفرج العربي والغربي؟

- في مصر على سبيل المثال هناك شريحة كبيرة من الشعب تعيش في فقر وتخلف وجهل وجوع من كل النواحي ولذا فإن أي مشهد يمكن أن يثير انتباه هذا المتفرج، حتى إذا كان بعيد عن أي تابو لان طبيعة المشاهدة في الدول العربية مختلفة تماما عن طبيعة المشاهدة في الدول الغربية. ربما يكون ذلك أيضا إلى محاولة الوصاية على المتفرج من قبل الرقابة ومحاولة الوصاية على الأخلاق.

عشت في مصر في الثمانينيات وحينها لم يكن الحجاب منتشرا كما هو الآن. حاليا حين أزور مصر أجد الحجاب والنقاب وحتى الحجاب الفكري منتشرا بشكل كبير، ليس بين النساء فقط بل حتى بين الرجال. كل هذا ينعكس على المجتمع، فليس من الممكن أن يمر المجتمع خلال بضع سنوات بهذا التحول الديني الكبير ثم يتقبل الحرية الكبيرة في الفيلم السينمائي. يمكن له أن يتقبل تلك الحرية في بيته بينه وبين نفسه، وأنا أعتقد انه إذا كان صادقا مع نفسه ومع دينه وعاداته وتقاليده مفترض به أن يمتنع عن مشاهدة التلفزيون ليس القنوات المشفرة والمتخصصة فقط لكن حتى الكليبات العربية، التي أجدها مؤثرة أكثر من الأفلام الممنوعة. هناك شرخ في التعامل مع الدين وهناك شروخات اجتماعية ناتجة عن تراكمات، ويبدو أن الأنظمة والحكومات والثقافة والمثقفين بشكل أو بآخر يوجد بينهم نوع من التواطؤ أو التساهل مع هذه الشروخات، أو ربما يكون هناك شرخ لدى المثقف والرقيب نفسه.

لست متفائلا كثيرا بما يحدث في العالم العربي، بدأت افقد التفاؤل في السينما العربية. الآن لا يوجد سوى السينما المصرية المحلية التي تنتج إنتاجا خاصا، ومعظم السينما العربية تفكر بالإنتاجات المشتركة مع الغرب.

السينما العربية هي في الواقع الأمر سينما أجنبية لكننا نحتفي بها ونمنحها الجوائز فقط لأن من ينتجها مخرجون عرب يعيشون في الغرب. ولأنه ليس لدينا سينما بدأنا نستوردها، ربما 75 أو90 في المئة من الأفلام العربية التي تعرض في مسابقات المهرجانات أفلام مصنوعة في الغرب إما لمخرجين موجودين في الغرب أو انتاجات مشتركة غالبيتها أوروبية. بدأنا نستورد ثقافتنا من الغرب لكي لا نعترف بأنه لم يتبقَ لدينا شيء نقدمه. السينما على وشك أن تموت أو تضمحل، لم يتبقَ لدينا سينما.

هذا تزييف للسينما العربية وتزييف للتاريخ وحتى للهوية العربية إذ كيف يمكن ان اشاهد فيلما باللغة الفرنسية أو الدانماركية مثلا وأقول عنه عربيا.

·         أنت قلق ليس فقط على الإنتاج السينمائي ولكن حتى على علاقة المشاهد أو المتفرج العربي بالسينما وعلى وعيها بها؟

- أنا لست قلقا، صحيح هذا همي الأساسي وشغفي ولكن كما قلت أنا غير متفائل، لا أعاني السينما العربية. كانت هذه معاناتي وكان هذا النفس النضالي موجود لدي. حاليا أعيش في باريس، أشاهد الأفلام التي أريدها واطلع على الحركات السينمائية واقرأ ما أريد. في النهاية إذا كان المجتمع العربي ينخرط في التزمت الديني فلا يمكنني أن أفعل شيئا.

ثم لماذا أقلق على السينما العربية، إذا كان صناع السينما العربية ليسوا قلقين على أنفسهم، إذا كان هناك جو ومناخ عام وتواطؤ من قبل الوسط السينمائي العربي أن يسير في هذا الاتجاه. هناك أفكار بدأت تتذبذب مثل فكرة الهوية وحتى فكرة التابوهات فربما منذ عشر سنوات كان هناك تابو معين يشكل خطورة، حاليا انكسر هذا التابو.

·         فأنت ترى أن هناك تابو انكسر في نفوس الشباب في مقابل موجة تزمت ديني.

- التزمت لدى المجتمع ولكن الشباب أنفسهم الذي كان عندهم نوع من الخوف يريدون الآن أن يكسروا حاجز الخوف. المجتمع يتطور، فنحن نقبل حاليا بفكرة التلفزيون وقليلا ما نسمع أن هناك من يقول إن الصورة حرام حتى الشيوخ والعلماء أنفسهم بدأوا يروجون لفكرة أن الصورة ليست حرام طالما لا تؤذي الفكر الديني.

المجتمع يمر بحالة تغيير وتحول وهناك جيل جديد يفكر بشكل جديد سينتصر في الآخر مهما كانت أفكار الجيل القديم متزمتة أو رجعية أو متخلفة. الخوف فقط أن يشد هذا الجيل الجديد في بعض المجتمعات مثل مصر السينما إلى الوراء.

·         فهل يمكن أن تنطلق السينما العربية مستقبلا من الخليج أو أن ينتهي دور مصر؟

- كلا لم ينتهِ دور مصر ولكن السينما التي ستنطلق من الخليج ستنطلق بروح مختلفة شبابية خصبة. في سينما مصر ترسخت تقاليد وعادات ومفاهيم وجماليات، هنا الأرض خصبة وهناك جيل جديد ينهل من كل المراجع المتوافرة لديه. لن يتغلب على السينما المصرية ولا السورية أو الجزائرية ولكن سيخلق خصوصية مثل السينما الإيرانية التي خلقت لنفسها مكانا في السينما العالمية والمشهد السينمائي العالمي وجذبت إليها جمهورا وبدأ يصبح لها حضور في المهرجانات الدولية.

سيكون هناك سينمائيون خليجيون سوف يفرضون خصوصيتهم بموضوعاتهم وأفكارهم وربما بجرأتهم التي تأتي من الانفتاح الذي يعيشون.

الوسط البحرينية في

22/04/2010

 
 

بلده كردستان العراق، منفاه ايران ومرجعيته الواقعية الايطالية 

كوركي يعتنق الأمل غصباً عن النهايات المكلومة

هوفيك حبشيان/ دبي...

في 81 دقيقة سينمائية، يقحمنا "ضربة البداية" لشوكت أمين كوركي (1973) في بيئة، بيئة كاملة متكاملة، هي بيئة كردية متجذرة في مدينة كركوك، تغرّب عنها كوركي لنحو 25 سنة من حياته قبل أن يعود اليها حاملاً معه موهبة صارخة سمحت له بالتقاط المساحة واللحظة والايقاع الحياتي وشخصيات تجسدت أمامنا بروعة وواقعية تترجحان بين حرفة ايرانية وتيار "الواقعية الايطالية الجديدة" التي لا ينكر كوركي خروجه من تحت معطفها، لا بل يشكل هذا عنده مادة اعتزاز وتوظيف، كما لدى الكثير من السينمائيين من قبله. لا شك ان المسافة النقدية التي تشكلت عنده تجاه الواقع الكردي في كركوك، بحكم وعيه وتركيبته الثقافية ونبذه للسياسة، واقامته في ايران لسنوات، هي بعض من عناصر أهّلته لمثل هذه السينما التي تتكون من لقاء مثير بين المناخ والتشكيل والمعنى. انها سينما ذات "كاراكتير"، كما يقال. فمن خلال تصويره ملعب كرة قدم مدمر حيث تعيش 300 عائلة من اللاجئين، شيدوا على ترابه بلدة صغيرة من بيوت الصفيح، يقدم كوركي استعارة تصل الى أهدافها النبيلة، سالكاً دربي التراجيديا والكوميديا، من دون أن يستنزف اياً منهما، ومن دون أن تأكل الواحدة حصة الأخرى. أما شخصياته، فهي "أكبر من الحياة" ("بيغر ذان لايف"، كما في التعبير الانكليزي الشهير). يحمل كوركي هذه الهموم كلها ويذهب الى نهايات مكلومة ومصائر محتمة، عليها أن تمر بالحزن وبلعبة الأقدار لبلوغ الأمل!

في "مهرجان الخليج السينمائي" عُرض "ضربة البداية"، وهو ثاني أفلام كوركي بعد "العبور من الغبار"، ضمن مسابقة الأفلام الطويلة، ونال الجائزة الأولى. كانت تلك مناسبة لقائه واكتشاف مخرج في مخيلته كمّ من الحكايات...

·         ما هي الظروف التي أتاحت لك تصوير "ضربة البداية"؟

- هي الظروف نفسها التي جعلتني أصوّر فيلمي السابق. اي انني تأثرت بالأشياء التي كانت من حولي. في المرّة الأولى رأيت ملعب الكرة في التلفزيون وأثناء زيارة لكركوك اكتشفت هذا الملعب بالعين المجردة وصوّرت بكاميراتي. قلت لنفسي: "هذا الملعب وُجد كي يكون مكاناً للعب، ليس من المعقول ان يؤوي ناساً في مثل هذه الظروف المعيشية الرديئة". هكذا انطلقت الفكرة. فكرت في ان يكون هناك شباب يحاولون منح هذا المكان دوره الحقيقي بجعله مسرحاً للعب والفرح والمسابقة الرياضية. الفيلم يري كيفية استرجاع الأمل في مكان مثل كركوك خصوصاً، وفي العراق عموماً. من المهم جداً ان تتغير الحالة المأسوية للانسان العراقي. هذا الأمل مهم جداً عندي. أريد للمأساة ان تتحول حالة أمل بغية التطلع الى مستقبل جديد. ولأنني أعيش داخل هذه البيئة منذ عشر سنين، وأشعر بهذه المعاناة وأعرف اعماقها، كان من المهم عندي ان اطرح هذه المسألة في فيلم. على رغم طغيان الصورة القاتمة والسيئة والكئيبة والعتمة، حاولت ان يكون داخل الفيلم لحظات بهية ولا سيما مع وجود الشخصية الكوميدية. أردت للحوادث ان تكون داخل فضاء من البهجة والفرح والتشويق. هذه كانت مساهمة مني لاكتشاف الفضاء بهذه الطريقة، مع ان النهاية هي حزينة جداً.

·     أنت تعيش في إيران منذ سنوات طويلة. كيف تكون اعادة احياء واقع "من بُعد"؟ وهل خانتك الذاكرة عند عملية استنباط حقيقة يومية معيشة؟ هل أجريت ابحاثاً وتوثيقاً لهذا الغرض؟

- صحيح أني عشت في إيران معظم سنوات حياتي، لكني عدت الى كردستان العراق منذ ما يناهز العشر سنين، وهو في رأيي زمن طويل جداً لأفهم مجتمعي وبيئتي واستوعب ما يجري في هذا المكان. اما بالنسبة الى الأبحاث، فأنا أجريت تحقيقات عن الظروف المعيشية لسكان كركوك...

·     لكن على رغم هذا، لا نستطيع ان ننكر ان علاقتك بالمكان مختلفة عن آخر يقطن فعلاً في تلك البقعة الجغرافية. والفيلم نتاج هذا الاختلاف...

- ليس من الضروري ان تعيش في مكان لكي تنتج عنه فيلماً، هذه ليست قاعدة او قانوناً. في العالم بأسره، هناك مثلاً سينمائيون يعيشون في فرنسا ويذهبون الى اليابان لإنجاز فيلم، او يكون المخرج بريطانياً ويصنع فيلماً هندياً. مع ذلك فأنا عشت في كردستان وأعرف البيئة جيداً، مع التذكير بأنني كنت أسكن اصلاً في كردستان ايران، اي انني لم اكن بعيداً من مشكلات بلادي. لم أكن مثلاً في أميركا، انما في منطقة قريبة من الحوادث التي كانت تجري في كردستان العراق.

·     لم يكن سؤالي يضمر اتهاماً. فقط كنت أريد القول ان تميز الفيلم يأتي من هذا المحل: الغربة النسبية عن المكان التي تسمح للمخرج بإلقاء نظرة نقدية على محيطه! آمل ان تكون قد فهمت قصدي...

- نعم، توخيت ما تقصده. كل شيء على ما يرام، ليس هناك سوء فهم (ابتسامة).

·     أكثر ما لفتني في الفيلم التقاط البيئة ونبضها. للصوت والضجيج المستمر فضل كبير في حسن التقاط هذه البيئة. صراخ الأولاد، صوت المروحية التي تقتحم الأجواء، والضجيج المتأتي من خارج الملعب... سؤالي: هل كنت مدركاً لأهمية الشريط الصوتي منذ بدء عملك على الفيلم؟

- هذا سؤال مهم جداً. عندما ذهبت الى الملعب، أدركت ان مسألة الصوت لا يمكن التغاضي عنها. الملعب كان شكله دائرياً. والناس كلهم يعيشون في تلك الدائرة، وإذا ما تحدث أحدهم في هذه النقطة يذهب الصوت بسهولة الى النقطة المقابلة. حالة الصوت هي حالة دائرية، تدور داخل الملعب، من هنا الى هناك، والعكس. الى تلك الأصوات للناس داخل الملعب، أضف الى ذلك ضجيج المروحية وضجيج السيارات المتأتي من خارج الملعب كما لو كنا في وكر دبابير. لذلك سارعت الى التحدث مع مهندس الصوت لنرى كيف يمكننا ان نوظف تلك الاصوات في الفيلم. هذا الأمر ولّد مشكلة حقيقية عندنا. كنا نريد التقاط الصوت بتقنية الـ surround، لكننا اضطررنا في الأخير الى التقاط كل صوت من الأصوات التي نريدها على حدة. عندما ذهبنا الى الاستوديو لدمج الاصوات المسجلة، كانت لنا رغبة واحدة هي تجسيد حالة يشعر المتلقي من خلالها انه داخل الملعب. كنا نريد للصوت حضوراً طاغياً. أنا أشعر بسعادة كبيرة كونك لاحظت هذا الشيء لأنني مدرك لها الى أقصى درجات الإدراك!

·     ذكية أيضاً معالجتك للصورة التي أزلت منها الألوان الزاهية والفاقعة الى حدّ تبدو انها أسود وأبيض على رغم انها ليست كذلك. هذه الصورة تبدو متناغمة مع الواقع المعيش، بقتامته وعنفه.

- كلامك صحيح جداً. ما إن وقع نظري على الملعب حتى بدا لي أن اللونين الابيض والاسود هما الاكثر ملاءمة للفيلم، لكن عندما ذهبنا الى التصوير اكتشفنا أن هذا الخيار ليس صائباً، فأعطينا قليلاً من اللون الذي رأيته. مسألة انعدام الألوان نابعة من كون حياة الناس في هذه البقعة لا تتضمن الا لوناً واحداً ولا توجد ألوان متعددة، والمعنى واضح على ما أعتقد. إضافة الى ان الملعب فيه ألوان قليلة...

·         كيف عملت على السيناريو؟ هل كان هناك نص محدد أم أنك خلقت كل شيء في موقع التصوير؟

- كان لي سيناريو أساسي عندما ذهبت الى الملعب. لكني كنت أعرف ان مفاجآت مفيدة تحدث على رغم حيازتي سيناريواً شبه مكتمل. لذلك كنت ليّنا مع هذه المسألة وكان عندي دائما باب مفتوح على المستجد والمثير. في الفيلم ثمة فضاء وثائقي، اما الممثلون فغالبيتهم ليسوا محترفين، لذا جهزت نفسي لأستقطب لحظات غنائية غير مظنونة. كنت دائم الاستعداد لهذه الحالة. أستطيع ان أقول ان السيناريو الحقيقي تغير بنسبة 20 في المئة بين لحظة كتابته ولحظة تصويره.

·         كيف اكتشفت الممثلين؟

- اخترتهم بعد اخضاعهم لعملية كاستينغ او تجربة. الغريب ان البعض من الممثلين الهواة كان قريباً جداً من ملامح شخصياته بحسب ما كانت مرسومة في السيناريو. الى الآن، لا أعرف من كتب الآخر، هل الممثلون كتبوا الشخصيات أم العكس! العجوز مثلاً نخاله أحيانا صاحب الكلام الذي يقوله، علما أن هذا الكلام من تأليفي.

·         تكلمت عن الواقعية الايطالية الجديدة كملهمة لك. واضح اعجابك بها. أي فيلم تحديداً؟ وهل هذا التيار مرجعية بالنسبة اليك؟

- انا متأثر بالكثير من المدارس السينمائية، لكن للواقعية الايطالية الجديدة مكانة خاصة في قلبي، ذلك أنني أرى نفسي في هذا التيار وأتوحد معه. يجب الا ننسى أن الواقعيين الجدد هم نتاج ما بعد الحرب العالمية الثانية. لا أستطيع أن أذكر فيلماً معيناً، بل هم مجموعة مخرجين من امثال فيلليني وفيسكونتي وروسيلليني ودوسيكا.

·     لا يتبدى الانقسام بين الاكراد والعرب والتركمان الا من خلال اللغة. هذا الانقسام في حاجة الى لعبة كرة قدم كي يظهر الى العلن...

- ربما يوجد شيء لا يوضحه الفيلم تماماً، وهو أن الفرق التي تأتي من خارج الملعب، العرب والأشوريين والتركمان، لا تعيش داخله. أما الملعب حيث يجري معظم الحوادث فسكانه من الاكراد.

·     كيف تفاديت فخ الوقوع في التأويل السياسي لدى تناولك موضوعاً بهذه الحساسية؟ أنا أعرف أنك تريد لفيلمك صوتاً انسانياً فريداً بعيداً من صراع الهويات...

- أنا فرح جداً لهذه القراءة الانسانية للفيلم. كان هدفي ايصال محنة وليس رسالة سياسية. كان هدفي ان أروي الى المتلقي كل ما شعرته، وبالصدق نفسه الذي شعرت به للمرة الاولى.

·         سمعت انك لم تجد دور سينما في العراق لعرض الفيلم!

- عندما قابلوني على محطة "سي أن أن"، سألوني لماذا لم يعرض فيلمي السابق على رغم نيله الكثير من الجوائز، فكان جوابي "لا توجد عندنا صالات". شكل هذا مصدر اندهاش بالنسبة اليهم. سألوني: كيف تنتجون الافلام وليس لديكم صالات عرض؟ هذه مشكلة متواصلة عندنا، ولم ينطلق التفكير في فتح صالات الا حديثاً. كل همّي واملي ان يرى جمهوري الأفلام التي اعرضها للآخرين في المهرجانات.

·     لفتني أيضاً استعمال الموسيقى؛ الكثير من الأفلام يضرها الاستخدام المفرط للموسيقى، لكن فيلمك متيقظ حيال هذا الشيء...

- موسيقى هذا الفيلم (وأيضاً فيلمي السابق) ألّفها موسيقي ايراني بارع، عمل للعديد من السينمائيين الكبار. عندما ذهبت اليه وتحدثت عن الموسيقى في هذا الفيلم، كنت متمسكاً برأي مفاده ان الاقتصاد في الموسيقى امر جيد، وهو جاء ليؤكد ما كنت اتطلع اليه، وقال انه قلما كانت الموسيقى قليلة أصبح الفيلم اشد قوة.

·         هناك ايضاً بصمة ايرانية في فيلمك!

- هذا طبيعي. عشت 25 سنة في ايران. هناك تعلمت السينما وانجزت الأفلام القصيرة. تأثرت بالواقعية الجديدة الايطالية لكن للسينمائيين الايرانيين حضوراً طاغياً في وجداني. على كل حال، في اي مكان من العالم ارى فيلماً جيدا، اتعلم منه!

·     السينما الكردية جيدة اليوم. هل نظام صدام حسين هو اكثر ما كان يمنع وجود سينما كردية، وهل ترى ان الأبواب شُرِّعت فجأة امام سينما كردية جديدة؟

- لم اكن في كردستان العراق خلال النظام السابق، لكن صدام حسين احتل كل الحياة الثقافية وكل شيء، فكان سبباً واضحاً في تخلف السينما الكردية، لكن بعد تحرير كردستان وسقوط النظام في 2003 انطلقت السينما الكردية. اليوم توجد عندنا طاقات جيدة وحيوية شابة. تبقى مشكلة عدم وجود آلية تدعم المخرج والعمل الجيدين...

 (hauvick.habechian@annahar.com.lb)

النهار اللبنانية في

22/04/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)