كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

كان من أبرز معيدي الإعتبار إلى المسلسلات التلفزيونيَّة

رحيل عميد الدراما التليفزيونيَّة أسامة أنور عكاشة

أحمد عدلي من القاهرة

عن رحيل الكاتب

أسامة أنور عكاشة

   
 
 
 
 

توفي صباح اليوم الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة عن عمر يناهز الـ 69 عامًا إثر إصابته بوعكة صحيَّة تعرَّض لها منذ أسبوع، ومن المقرر أن تشيع جنازته عقب صلاة العصر اليوم وسط حضور العديد من الفانين والمخرجين .

القاهرة: توفي صباح اليوم الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة عن عمر يناهز 69 عامًا داخل إحدى المستشفيات الخاصة بالقاهرة، والذي نقل إليها مؤخرًا اثر وعكة صحية، وذلك بعد صراع مرير مع المرض، حيث أن آخر نكسة صحية ألمت به كانت قبل ثلاث سنوات من تاريخ وفاته حين خضع لعملية جراحية في الكلية اليمنى .

وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد أعلن في وقت سابق عن علاج عكاشة على نفقة الدولة لما يمثله لمصر من قيمة فنية، حيث أمر الرئيس بتوفير كل ما يحتاج إليه عكاشة طوال فترة علاجه.

يذكر أن الطبيب المعالج للكاتب الكبير قد أعلن أمس الأول عن تحسن حالته الصحية تدريجيًا متوقعًا أن يخرج من المستشفى خلال الأسبوع القادم، إلا أن هذه التوقعات خيبت ظن الملايين من عشاق فن الكاتب الراحل.

ومن المقرر أن تشيع جنازة الكاتب الكبير عقب صلاة العصر اليوم من مسجد مصطفي محمود بالمهندسين ومن المتوقع أن تشهد حضور العديد من الفنانين والمخرجين الذين تعاملوا مع الكاتب الراحل.

وكان عكاشة من ابرز الكتاب الذين اعادوا الاعتبار الى مؤلف الدراما المصرية بمسلسلاته التلفزيونية التي ارتبطت بممثلين بارزين منهم فاتن حمامة في "ضمير ابلة حكمت"، ومحمود مرسي في "لما التعلب فات"، ومحمود المليجي في "وقال البحر" ويحي الفخراني في أكثر من عمل وأهمها "ليالي الحلمية".

ومن ابرز مسلسلاته "الراية البيضا"، و"الشهد والدموع"، و"زيزنيا"، و"ليالي الحلمية" التي تعد من أطول المسلسلات العربية وهي نحو 150 حلقة في خمسة اجزاء. واخر اعمال الكاتب الراحل "المصراوية" التي انتج منها الجزءان الاول والثاني في العامين الماضيين.  وللكاتب افلام سينمائية لكنها لم تحقق شعبية مثل مسلسلاته منها "كتيبة الاعدام"، و"الهجامة"، و"دماء على الاسفلت"، وله روايات منها "منخفض الهند الموسمي".

ولد أسامة أنور عكاشة في مدينة طنطا بدلتا مصر في 27 يوليو عام 1941 وعاش فيها في بداية حياته حيث كانت والدته تنتمي إلى هذه المدينة، انتقل بعد ذلك مع أسرته إلى محافظة كفر الشيخ حيث عمل والده بالتجارة وظل أسامة برفقة والديه حتى أتم تعليمه الثانوي. بعد أن أتم دراسته الثانوية انتقل عكاشة إلى القاهرة حيث التحق بكلية الأداب قسم الدراسات الاجتماعية والنفسية بجامعة عين شمس وتخرج منها عام 1962.

بدأ أسامة أثناء دراسته الجامعيَّة أولى محاولاته في مجال التأليف، ولكن هذه المؤلفات لم ترى النور وقتها، ما دفعه فور تخرجه إلى العمل كأختصاصي اجتماعي في أحدى دور رعاية الأحداث، وانتقل إلى أحد مدارس محافظة أسيوط في  صعيد مصر، قبل أن يعود إلى مدينته كفر الشيخ ليعمل بالعلاقات العامة ومنها عاد إلى القاهرة حيث عمل في جامعة الأزهر. في عام 1982 قرر عكاشة تقديم استقالته من العمل الحكومي حتى يتفرغ إلى العمل الأدبي والكتابة .

بدأت علاقة الراحل بالدراما عندما قرأ الأدبيان كرم النجار وسليمان فياض مجموعته القصصية الأولى، والتي حملت عنوان "خارج الدنيا" وصدرت عام 1967، حيث اتفقا على تحويل قصتين منها إلى سهرات تليفزيونية تعرض على شاشة التليفزيون في المساء، وكانت أول أعماله في الدراما "سباعية الإنسان والسراب" عام 1976.

ويعتبر مسلسل "الشهد والدموع" الذي حقق نجاح جماهيري كبير لدى عرضه أول عمل قوي يدشن أسم أسامة أنور عكاشة في مجال الدراما وتوالت بعده العديد من الأعمال التليفزيونية المتميزة والتي وصلت إلى 40 مسلسلاً تقريبًا، وحققت نجاحًا كبيرًا على المستويين النقدي والجماهيري.

ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر في مجال الدراما ، ليالي الحلمية، ضمير أبلة حكمت الذي قدمته فاتن حمامة، زيزينا، المشربية، أنا وأنت وبابا في المشمش، أرابيسك، أميرة في عابدين، أحلام في البوابة، رحلة السيد أبو العلا البشري، كناريا وشركاه، المصراوية وهو المسلسل الذي تم بث جزئين منه وكان من المقرر ان يتم تصوير 3 أجزاء أخرى، كما كان يستعد أيضا لتقديم مسلسل تنابلة السلطان مع المخرج الكبير إسماعيل عبد الحافظ، حيث كان ينتظره عكاشة لحين انتهائه من تصوير مسلسله الجديد أكتوبر الأخر.

كما كان للراحل قصة وهج الصيف والتي تم تحويلها فيما بعد إلى عمل درامي كتب له السيناريو والحوار عاطف بشاي وأخرجه نجله هشام وقام ببطولته الفنان محمود مرسي.

أما في السينما فلم يكن لها نصيب كبير من إبداعات عكاشة حيث لم يقدم سوى 5 أفلام فحسب هي كتيبة الإعدام ، تحت الصفر ، الهجامة ، دماء على الأسفلت، الطعم، وأنتجت جميعها في نهاية الثمانينات وبداية تسعينات القرن الماضي وحققت غالبيتها نجاحًا جماهيريًّا كبيرًا في شباك الإيرادات لدى عرضها على شاشة السينما.

وبالنسبة للمسرح قدم الراحل 6 أعمال مسرحية منها 4 على مسرح الدولة وهم،  الناس اللي في التالت، أولاد اللذين، ليلة 14، في عز الضهر،  واثنان على المسرح الخاص وهما، القانون وسيادته، البحر بيضحك ليه، وهي أعمال حققت أيضا نجاحات مبهرة واستمر عرضها على خشبة المسرح وقتًا طويلاً.

لقب أسامة أنور عكاشة بعميد الدراما التليفزيونية من قبل العديد من محبيه، وهو اللقب الذي قلما ما تجد من يناديه به، كما عرف عنه عشقه الدائم لمدينة الإسكندرية حيث كان يحب الإقامة بها بصفة مستمرة ودائمة لاسيما خلال الفترة التي يكتب فيها أعماله.

كما قدم أسامة أنور عكاشة العديد من  الأعمال الأدبية الهامة منها مجموعة قصصية بعنوان "خارج الدنيا" والتي اعتبرت أولى إصدارته وكانت في عام 1967، ومجموعة أخرى بعنوان  "مقاطع من أغنية قديمة" ، كما صدر للراحل مجموعة من الروايات نذكر منها "منخفض الهند الموسمي"، "أحلام في برح بابل" ، "وهج الصيف" وغيرها .

وشارك الكاتب الراحل في العديد من المحافل العربية والدولية الخاصة بمجال الأدب والكتابة الدرامية، كما حصل على العديد من الجوائز والأوسمة من أبرزها جائزة الدولة للتفوق في الفنون من وزارة الثقافة المصرية عام 2002، وجائزة الدولة التقديرية عام 2008 ، كما حصدت أعماله الدرامية العديد من الجوائز في الكثير من الاستفتاءات واستطلاعات الرأي الجماهيرية، وأيضا فاز بجائزة نجيب محفوظ للتأليف الدرامي في مهرجان الإعلام العربي.

ويعتبر مسلسل ليالي الحلمية  - والذي واجه في جزئه الخامس تعنتا رقابيا شديدا وقتها - أحد أبرز علامات الدراما المصرية خلال القرن الماضي حيث حقق نجاحًا كبيرًا وكان وقت إذاعته إيذانًا بخلو الشوارع من المارة والسيارات.

يذكر أن اخر ظهور للراحل كان في عزاء الكاتب امحمود السعدني شقيق الفنان صلاح السعدني، حيث بدأ أسامة عكاشة وقتها التأثر بشدة لرحيل أحد أصدقائه المقربين.

وكان للكاتب مقال أسبوعيّ في جريدة الأهرام  - أكبر الصحف تأثيرًا الصادرة في القاهرة وأكثرها مبيعًا - وإشتهر كونه كاتب أكثر المسلسلات في مصر والشرق الأوسط شعبية مثل ليالي الحلمية والشهد والدموع. آخر أعماله التليفزيونية كان مسلسل المصراوية، وقد حاز على جائزة أفضل عمل في الجزء الأول منه والذي عرض في سبتمبر من عام 2007، ويجسد المسلسل تاريخ الشعب المصري منذ العام 1914.

ويعرف عن الكاتب أسامة أنور عكاشة أنه ناصري التوجه، لكنه لم يعد يؤمن بفكر الرئيس جمال عبد الناصر وطالب بحل جامعة الدول العربية وإنشاء "منظومة كومنولث للدول الناطقة بالعربية" مبني علي أساس التعاون الاقتصادي، ويعرف عنه أيضا انتقاده وهجومه علي التطرف والجماعات المتطرفة. كما يعرف عنه عشقه الشديد لمدينة الإسكندرية المصرية الساحلية على الرغم من أنه لم يولد بها، لكنه يقيم بها بصورة شبه متواصلة وينجز بها أهم أعماله .

موقع "إيلاف" في

28/05/2010

 

«أسامة أنور عكاشة».. رحلة إبداع ما بين «الشهد والدموع» و«المصراوية»

محمد عبد الخالق مساهل 

«أسامة أنور عكاشة» كاتب و روائي و سيناريست، استطاع أن يكون واحداً من أهم المؤلفين وكتابي السيناريو في الدراما المصرية والعربية، بعد أن بدأ مشواره الإبداعي في مرحلة مبكرة في مجال التأليف خلال فترة دراسته الجامعية .

وتعتبر أعماله التليفزيونية هي الأهم والأكثر متابعة في مصر والعالم العربي ، حيث تميز برشاقة الكلمات و صفاء المعاني، كما ساهم في ظهور جيل جديد من كتاب السيناريو الذين تميزوا بالإبداع.

كتب عكاشة دراما الرأي، والموقف، والتأمل، والتحليل، و تنوعت أعماله ما بين القصة القصيرة التي بدأ بها مسيرته، والرواية، والمسرحية، والمقال .

ورصدت أعماله وكتاباته أوجاع مصر، حيث تناول فيها مظاهر الفساد والاستبداد، ليخط بقلمة معاناة المقهورين.

كتب «عكاشة» العديد من المقالات الصحفية عن الهوية التي عجزت عن صد الاختراق، ومافيا الفساد، وتألم لأوجاع مصر، كما دق ناقوس الخطر لضياع دورا لقاهرة وريادتها .

ولد «أسامة أنور عكاشة» بمدينة طنطا عام 1941 ، وكان والده يعمل في التجارة بمحافظة كفر الشيخ، وهى المحافظة التي ينتمي إليها أما مدينة طنطا فهي المدينة التي نشأت فيها والدته .

تلقى عكاشة تعليمه الإبتدائي والثانوي بمدارس كفر الشيخ، والتحق بكلية الآداب قسم الدراسات الإجتماعية والنفسية بجامعة عين شمس، وتخرج منها عام 1962 .

عمل الكاتب الراحل فـور تخرجه في الجامعة إخصائياً إجتماعياً في مؤسسة لرعاية الأحداث، ثم عمل مدرساً في إحدى مدارس محافظة أسيوط، لينتقل بعدها للعمل بإدارة العلاقات العامة بكفر الشيخ ثم في رعاية الشباب بجامعة الأزهر .

تغير مسار حياته جذريا في عام 1982 ، حيث قدم استقالته من العمل بالحكومة ليتفرغ للكتابة والتأليف.

ويوصف عكاشة بأنه "أكثر من مشروع إبداعي "، فإبداعاته شاهدة على أكثر من عصر، و حيث تميزت بـ"الخلطة السحرية" التي تجمع بين الأدبي والفلسفي، والسياسى، والتاريخى .

كتب أسامة أنور عكاشة أكثر من 40 مسلسلا تليفزيونياً بالإضافة إلى عدد من الأفلام السينمائية والمسرحيات، حفرت اسمه في الذاكرة كأحد أهم كتاب السيناريو المصريين.

وانطلقت شهرته الحقيقية كمؤلف مع مسلسل «الشهد والدموع »، حيث حقق نجاحاً مبهراً.

ثم توالت النجاحات، وتستمر مسيرة الإبداع في مسلسلاته التي كتبها بعد ذلك، المشربية ، ليالي الحلمية ، ضمير أبله حكمت ، زيزينيا ، الراية البيضا ، وقال البحر ، ريش على مفيش ، أنا وأنت وبابا في المشمش ، لما التعلب فات ، عصفور النار ، ومازال النيل يجري ، أرابيسك ، امرأة من زمن الحب ، أميرة في عابدين ، كناريا وشركاه ، عفاريت السيالة ، أحلام في البوابة ، المصراوية ، الحب وأشياء أخرى ، رحلة السيد أبو العلا البشرى ، الحصار، وقد نجحت دراما «أسامة أنور عكاشة» طوال تلك المدة، في تغيير شكل الدراما التليفزيونية من بينها.

وكتب في مجال السهرات الدرامية نحو 15 سهرة درامية كان من أهمها، تذكرة داود ، العين اللي صابت ، الشرير ، الكمبيوتر ، البراءة ، مشوار عيد ، الملاحظة ، الغائب ، سكة رجوع ، حب بلا ضفاف .

كما كتب عدداً من الأفلام السينمائية الناجحة لعل أهمها، كتيبة الإعدام ، الهجامة ، تحت الصفر ، دماء على الأسفلت ، الطعم والسنارة ، الأسكندرانى .

أما في مجال المسرح فقد كتب عكاشة بعض المسرحيات الناجحة منها مسرحية «القانون وسيادته» لمسرح الفن ، ومسرحية «البحر بيضحك ليه» لفرقة الفنانين المتحدين، ومسرحية «الناس اللي في التالت» للمسرح القومي، مسرحية «ولاد اللذين» للقطاع الخاص .

قـدم أسامة أنور عكاشة مجموعة من الأعمال الأدبية أهمها مجموعة قصصية بعنوان «خارج الدنيا» عام 1967، صدرت من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب ، و رواية «أحلام في برج بابل» عام 1973 ، ومجموعة قصصية بعنوان «مقاطع من أغنية قديمة» عام 1985 ، و رواية «منخفض الهند الموسمي»عام 2000 ، و رواية «وهج الصيف» عام 2001 ، كما قام بتأليف عدد من الكتب منها كتاب «أوراق مسافر»عام 1995 ، وكتابي «همس البحر ، تباريح خريفية» في نفس العام .

حصد أسامة أنور عكاشة العديد من الأوسمة والجوائز، أهمها جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002 ، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2008.

المصري اليوم في

28/05/2010

 

وفاة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة

بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم 

فى صباح يوم الجمعة من شهر مايو 2010 توفى الكاتب الكبير اسامة أنور عكاشة بعد صراع مع المرض
كان الكاتب الكبير قد أصيب بضيق فى التنفس وتم تنقله للعلاج بمستشفى وادى النيل هذا وقد أمر الرئيس محمد حسنى مبارك بعلاج الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة على نفقة الدولة .

سوف تشيع جنازة الكاتب الكبير بعد صلاة العصر من مسجد الدكتور مصطفى محمود على أن تقام مراسم العزاء يوم الاثنين المقبل بمسجد عمر مكرم .

ولد الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة عام 1941 بمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية وكان والده يعمل فى التجارة بمحافظة كفر الشيخ وهى المحافظة التى ينتمى اليها أما مدينة طنطا فهى المدينة التى نشأت فيها والدته .

تلقى تعليمه الإبتدائى والثانوى بمدارس كفر الشيخ والتحق بكلية الآداب قسم الدراسات الإجتماعية والنفسية بجامعة عين شمس وتخرج فيها عام 1962 و كانت أولى محاولانه فى مجال التأليف خلال فترة دراسته الجامعية .

فـور تخرجه من الجامعة عمل إخصائيا إجتماعيا فى مؤسسة لرعاية الأحداث ثم عمل مدرسا فى إحدى مدارس محافظة أسيوط ثم إنتقل للعمل بإدارة العلاقات العامة بكفر الشيخ وبعدها فى رعاية الشباب بجامعة الأزهر إلى أن جاء عام 1982 ليغـير مجرى حياته تماما حيث قدم إستقالته من العمل بالحكومة ليتفرغ للكتابة والتأليف .

كتب عكاشة دراما الرأى والموقف والتأمل والتحليل دراما الإنسان الخارجة من لحم الحياة .. كتب الدراما والقصة القصيرة التى بدأ بها مسيرته وكتب الرواية والمسرحية والمقال وكتب فى الحب المجهض إزاء قيم التوحش وكتب عن الهوية التى باتت غير قادرة على صد الإختراق وكتب عن مافيا الفساد وعن الهم العربى ، وكتب عن أوجاع مصر وأوجاع العرب وكتب عن الإستبداد والمقهورين فى الحياة ودق ناقوس الخطر لضياع دور مصر وريادتها وكتب عن الرأسمالية الجديدة وصراع الأجيال وغير ذلك كثير .

كتب الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة أكثر من أربعين مسلسلا تليفزيونيا بالإضافة الى عدد من الأفلام السينمائية والمسرحيات و حفر أسمه فى الذاكرة كمؤلف مصرى وجاءت شهرته الحقيقية كمؤلف مع مسلسل ( الشهد والدموع ) والذى حقق نجاحا مبهرا .

توالت بعد ذلك المسلسلات التى كتبها عكاشة والتى نالت شهرة واسعة ونجحت فى تغيير شكل الدراما التليفزيونية كان من أهمها : المشربية وليالى الحلمية و ضمير أبلة حكمت و زيزينيا والراية البيضا وقال البحر ومازال النيل يجرى وأرابيسك وأمرأة من زمن الحب وأميرة فى عابدين والحب وأشياء أخرى ورحلة السيد أبو العلا البشرى .

وفى مجال السهرات الدرامية كتب حوالى خمسة عشر سهرة درامية كان من أهمها تذكرة داود و العين اللى صابت و الشرير و الكمبيوتر وحب بلا ضفاف ..

وفى مجال السينما كتب عكاشة مجموعة من الأفلام السينمائية الناجحة من أهمها كتيبة الإعدام وتحت الصفر ودماء على الأسفلت والطعم والسنارة ..

وفى مجال المسرح كتب بعض المسرحيات الناجحة منها مسرحية القانون وسيادته وقدمت على مسرح الفن .

قدم الكاتب الكبيرأسامة أنور عكاشة مجموعة من الأعمال الأدبية أهمها مجموعة قصصية بعنوان (خارج الدنيا) عام 1967 صادرة من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب و رواية (أحلام فى برج بابل) عام 1973 مجموعة قصصية بعنوان (مقاطع من أغنية قديمة) عام 1985 ورواية (منخفض الهند الموسمى) عام 2000 و رواية (وهج الصيف) عام 2001 كما قام بتأليف عدد من الكتب منها كتاب (أوراق مسافر) عام 1995 وكتابى (همس البحر وتباريح خريفية) فى نفس العام .

حصل الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة على العديد من الأوسمة والجوائز أهمها جائزة الدولة للتفوق فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002 جائزة الدولة التقديرية فى الفنون عام 2008 .

دنيا الوطن في

28/05/2010

 
 

الدراما التليفزيونية تساوي أسامة أنور عكاشة

طارق الشناوي

في الصباح فتحت جريدة «الوفد» علي الصفحة الأخيرة كما تعودت أن أقرأ مقاله كل يوم جمعة فلم أعثر عليه.. بالطبع فإن أسامة قد توقف عن الكتابة في الأسابيع الثلاثة الماضية ولكنني قلت: لماذا لم تكتب إدارة الجريدة اعتذاراً للقراء.. أو تعيد نشر مقال قديم له؟.. مقالاته تصلح للقراءة أكثر من مرة.. لم أستسغ الفكرة الأخيرة لأننا تعودنا أن نفعلها مع الراحلين، نعيد نشر بعض مقالاتهم التي تتحدي الزمن.. فكرت أن أتصل بهشام- ابن أسامة أنور عكاشة- لأطمئن علي صحة أبيه ولكنني لم أشأ أن أثقل عليه، فقد اتصلت به بمجرد عودتي من «كان» قبل بضعة أيام وعلمت أنه انتقل إلي جهاز التنفس الصناعي ووعدني هشام بأن يبلغه تحياتي.. لم أكن ولا أدري لماذا أملك آمالاً عريضة في أن يعبر أسامة محنة المرض إلي شاطئ الحياة؟!.. كنت أعلم أن بداية الوداع له إرهاصات منها أن يرفض المريض الأنابيب الملحقة بجسده، وأسامة كما علمت في لحظات يقظته لم يكن يطيقها.. سألت «هشام» عن درجة إدراك الأستاذ أسامة لما يحيط حوله، فأجابني بأنه في لحظات استيقاظه يدرك كل شيء.. ولا أعرف لماذا دائماً أتمني أن يرحل الإنسان بكامل وعيه.. لا يهم أن يحتفظ بصحته الجسدية ولكن الإدراك هو الذي يعنيني رغم أننا عندما نعبر للعالم الآخر نذهب بحالة أخري مغايرة لمعاييرنا الأرضية، ولكنني لا أزال أري أن اللحظات الأخيرة ينبغي ألا نفقد فيها وعينا.. نودع الحياة ونحن نعلم أننا نودعها.. خبر رحيل «أسامة» كنت أعتقد أنه لن يفاجئني، ورغم ذلك ضبطت نفسي متشبثاً بالأمل في أن يقهر أسامة تلك الأزمة.. كانت حالته الصحية في السنوات الأخيرة تشي بالتدهور إلا أنه لم يفقد أبداً تواصله مع الناس عبر المسلسلات والمقالات.. كثيراً ما كنت أتابعه لأنه يملأ مساحات في الصحافة وكأنه قد ولد صحفياًَ وليس كاتباً درامياً وأطلب منه أن يترك لنا مساحة لكي نكتب فيها، ونتبادل القفشات عبر التليفون.. كنت أري أن طاقة الكاتب الدرامي ينبغي ألا يبددها في كتابة مقال تستنفد جزءاً من إبداعه، إلا أن أسامة كان حالة استثنائية بين كل الكتاب، فهو يتمتع بموهبة غزيرة متدفقة.. الطاقة لديه تفيض ولهذا يجد أمامه الصحافة ليفرغ فيها بعضاً مما تبقي لديه.. استطاع أسامة أن يتحول لأول مرة في الدراما التليفزيونية إلي أن يصبح هو الكاتب النجم.. المسلسلات تباع باسمه.. الدراما التي يقدمها تجاوزت خصوصية الكاتب لتتحول إلي دستور دائم للكُتاب.. 90% ممن بدأوا حرفة الكتابة بعد أسامة في ربع القرن الأخير قدموا تنويعات علي منهج أسامة في التناول الدرامي، لم يكن معلماً أو رائداً بقدر ما كان هو شيخ طريقة.. الحالة العكاشية في الدراما صارت هي عنوان الدراما المصرية بل العربية.. لم تكن البداية هي «الشهد والدموع» ولكنها هي التي أشارت إلي موهبته.. قال لي أسامة: إن طموحه لم يكن يتجاوز كتابة القصة الروائية حتي التقي مع المخرج فخر الدين صلاح الذي قال له: اقرأ هذا السيناريو واكتب علي منواله.. وبدأ كتابة الدراما التليفزيونية واكتشف أن هذا هو ملعبه الحقيقي.. وهكذا صار اسمه هو الأعلي سعراً والأكثر جاذبية للجمهور.. كان أسامة ينتقل من نجاح إلي نجاح أكبر من «الشهد والدموع» إلي «ليالي الحلمية» إلي «الحب وأشياء أخري» و«عصفور النار» و«أبو العلا البشري» و«حسن أرابيسك» و«الراية البيضا» و«زيزينيا».. اسم أسامة يحمل الدراما إلي آفاق عالية، ولم يرتكن أسامة إلي قيمة الاسم بل كان يشعر بأنه يدخل دائماً في سباق مع نفسه حتي جاءت «المصراوية»، ويومها تردد أنه سوف ينهي به مشواره.. أراد المسلسل في البداية خمسة أجزاء ولكنه اكتفي منه فقط بجزءين مع رفيق الرحلة إسماعيل عبدالحافظ.

عاش «أسامة» زمناً كان فيه الكاتب والمخرج هما العنوان وذلك حتي نهاية التسعينيات ولكنه بعد ذلك انتقل إلي زمن صار الكل يخضع فيه لإرادة النجم، حتي الكبار صاروا ينتظرون رغبات النجوم لتتحول إلي أوامر ما عدا أسامة فلم أضبطه يوماً يكتب دراما لنجم، ولهذا ربما تكتشف بأنه مثلاً بعد «زيزينيا» و«لما التعلب فات» لم يكتب مسلسلاً بطولة يحيي الفخراني لأن العلاقة قد تغيرت تماماً بين النجم والدراما.. تغيرت 180 درجة عن زمن «ليالي الحلمية» تحفة وأيقونة الدراما التليفزيونية في العالم العربي.. كل شيء صار يتجه إلي النجوم حتي الأجور.. كان أسامة يقول لي إنه وإسماعيل عبدالحافظ مخرج «ليالي الحلمية» كانا يتقاضيان أجراً يزيد عما يتقاضاه نجوم الحلمية «الفخراني والسعدني وصفية» وبالطبع لم تكن الأجور في تلك السنوات تتعدي خانة المئات.. قفزت أجور النجوم وصار بعضها يصل إلي 8 ملايين، ورغم ذلك فإنه في آخر لقاء جمعني وجهاً لوجه مع أسامة وذلك في شهر أغسطس الماضي، كنا في لقاء علي الهواء بقناة O.T.V مع خالد صلاح ومي الشربيني وبرنامجهما «بلدنا» وكان معنا «جمال العدل» المنتج المعروف سألته- أقصد جمال ولم يكن أسامة حاضراً هذا السؤال الجانبي- هل لايزال أسامة هو الأعلي سعراً بين كتاب الدراما في الوطن العربي؟، أجابني: ليس فقط هو الأعلي سعراً ولكننا ننتج العمل الفني أيضاً باسمه وعندما أفاوض الشركات علي بيع عمل فني أقول لهم إن من بين أوراقي التي أفاوض بها اسم أسامة أنور عكاشة ويرتفع علي الفور سعر الفيلم، فهو الوحيد بين الكتاب الذي لا يزال اسمه يحتل مكانة نجوم البيع منافساً نجوم التمثيل!!

أسامة لم يكن هو أول من كتب الدراما التليفزيونية في التليفزيون.. سبقه الكثيرون ولكنه كان هو أول كاتب درامي ينسب لاسمه العمل الفني.. نقول مسلسل «أسامة» مهما كان للنجوم بريق.. الرواية هي نجيب محفوظ والموسيقي محمد عبدالوهاب والدراما التليفزيونية هي ولاشك «أسامة أنور عكاشة».

الدستور المصرية في

28/05/2010

 

وفاة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة بعد صراع مع المرض

كتب محمود ترك 

توفى إلى رحمة الله تعالى اليوم، الجمعة، الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة بعد الأزمة الصحية التى ألمت به.

وكان الرئيس محمد حسنى مبارك قد أمر بعلاج عكاشة على نفقة الدولة بعد الأزمة الصحية التى ألمت به، وذلك فور إبلاغه بالحالة الصحية للكاتب الكبير التى تستوجب توفير كافة أوجه الرعاية الطبية اللازمة له وعلاجه على نفقة الدولة.

والفقيد من مواليد الغربية عام 1941 وحصل على ليسانس آداب جامعة عين شمس، قسم الدراسات النفسية والاجتماعية عام 1962، واشتغل بالتدريس ثم عمل بجامعة الأزهر وعضو لجنة التضامن الأسيوى الأفريقى.

يعد الفقيد من أبرز كتاب السيناريو والمسلسلات التليفزيونية التى لاقت تجاوبا جماهيريا كبيرا منها: ليالى الحلمية، ورحلة أبو العلا البشرى، والشهد والدموع، والراية البيضا، والمصراوية، وزيزينيا وأرابيسك.

وكتب الفقيد أسامة أنور عكاشة العديد من المسلسلات والمسرحيات والأفلام القصيرة، منها تأليف: المصراوية ج3، تحت الرماد، وحكاية شعب، والمصراوية (ج2) المصراوية (ج1)، وأحلام فى البوابة، وهج الصيف، وعفاريت السيالة، وكناريا وشركاه، وأميرة فى عابدين، وزيزينيا من مؤلفاته "خارج الدنيا" "أحلام برج بابل".

وكان أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو فى الدراما المصرية والعربية، وتعتبر أعماله التليفزيونية الأهم والأكثر متابعة فى مصر والعالم العربى.

كان يكتب أسبوعيا مقالا فى جريدة الأهرام المصرية، واشتهر كونه كاتب بعض أكثر المسلسلات فى مصر والشرق الأوسط شعبية فى التلفزيون المصرى.. وحاز مسلسل المصراوية، الذى بث فى سبتمبر 2007، على جائزة أفضل عمل فى ذلك العام ويجسد المسلسل تاريخ الشعب المصرى منذ العام 1914.

يعرف عن أسامة أنور عكاشة عشقه الشديد لمدينة الإسكندرية المصرية الساحلية، رغم أنه لم يولد بها، لكنه يقيم بها بصورة شبه متواصلة وينجز بها أهم أعماله.

اليوم السابع المصرية في

28/05/2010

 

فى عيد ميلادها الثامن والسبعين

احتفالية الكواكب لروح أسامة أنور عكاشة

كتبت دينا الأجهورى  

كان على قمة المكرمين فى احتفالية هذا العام، لكن القدر كان له كلمة أخرى.

رحل الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، وبقى التكريم واجبا ولحظة وفاء، والكواكب تحتفل بعيدها الـ78 فقررت أن تهدى هذه الاحتفالية إلى روح أسامة أنور عكاشة.

يذكر أن مجلة الكواكب أعرق المجلات الفنية فى العالم العربى، تحتفل بعيد ميلادها الـ78 بحفل غنائى كبير بدار الأوبرا المصرية مساء 3 يونيو المقبل، والذى يجمع لأول مرة أمير الغناء العربى، هانى شاكر، ونجم الغناء العربى وائل جسار.

والمجلة تواصل هذا العام ما بدأته قبل 3 سنوت بتكريم مجموعة من رموز الفن والإبداع، حيث يقوم الكاتب الصحفى عبد القادر شهيب، رئيس مجلس إدارة دار الهلال، والشاعر فوزى إبراهيم، رئيس تحرير الكواكب، بتسليم درع التكريم لكل من الفنانة نادية الجندى، والفنانة لبلبة، والفنانة نيللى، وشريف منير، وأشرف عبد الباقى، ومحمد فؤاد، ومحمد هنيدى، وسعيد صالح، ووحيد حامد، وسمير العصفورى، وعلى عبد الخالق، واسم الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وإسماعيل عبد الحافظ، وناديه مصطفى، ووائل جسار، وصلاح الشرنوبى، ونبيل خلف.

إضافة إلى المهندس أسامة الشيخ والإعلامية نادية حليم بمناسبة احتفال التليفزيون بعيد ميلاده الخمسين.

اليوم السابع المصرية في

28/05/2010

 

محطات مصرية

فنان الدراما المصرية الهادفة/ رحيل أسامة أنور عكاشة صاحب "ليالي الحلمية" و"الشهد والدموع"

صلاح علام 

اخبار العرب- كندا: تُوفي كاتب الدراما المصري البارز أسامة أنور عكاشة صباح الجمعة 28-5-2010 عن عمر يناهز 69 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، حسب ما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية.

وكان عكاشة من أبرز الكُتاب الذين أعادوا الاعتبار الى مؤلف الدراما المصرية بمسلسلاته التلفزيونية التي ارتبطت بممثلين بارزين منهم فاتن حمامة في "ضمير أبلة حكمت"، ومحمود مرسي في "لما التعلب فات"، ومحمود المليجي في "وقال البحر"، ويحيى الفخراني في أكثر من عمل.

ومن أبرز مسلسلاته "الراية البيضا" و"الشهد والدموع" و"زيزنيا" و"ليالي الحلمية" التي تعد من أطول المسلسلات العربية وهي نحو 150 حلقة في خمسة أجزاء.

وكان آخر أعمال الكاتب الراحل "المصراوية" التي أُنتج منها الجزآن الاول والثاني في العامين الماضيين.

وللكاتب أفلام سينمائية لكنها لم تحقق شعبية مثل مسلسلاته منها "كتيبة الإعدام" و"الهجامة" و"دماء على الأسفلت" وله روايات منها منخفض الهند الموسمي".

ونال عكاشة أوسمة وجوائز أبرزها جائزة الدولة التقديرية.

ومن المقرر تشييع جنازة الكاتب الراحل عصر اليوم من مسجد مصطفى محمود بالقاهرة، وعكاشة من مواليد محافظة الغربية عام 1941 وحصل على ليسانس الآداب قسم دراسات علم النفس والاجتماع عام 1962.

سر نجاحنا

وأكد عدد من نجوم الدراما المصرية الذين قدموا أعمالا فنية للكاتب المبدع أسامة أنور عكاشة إن أعماله كانت سببا في نجاحهم ونجوميتهم وانتشارهم جماهيريا، و إن أعمال هذا الكاتب العظيم كانت نقطة تحول في حياتهم وعلامة فارقة في تاريخ الدراما العربية .

فقال الفنان صلاح السعدني لـ " العربية . نت " "قدمت مع عكاشة أشهر واهم أعمالي التليفزيونية مثل "ليالي الحلمية" في دور العمدة سليمان غانم ، وكذلك مسلسل " ارابيسك " في دور حسن ارابيسك " ، وهذين العملين اعتبرهما من الأعمال الخالدة في حياتي وحياة مؤلفهما أسامة أنور عكاشة الكاتب البارع الذي لايضاهييه أي كاتب درامي آخر مع احترامنا وتقديرنا للجميع ، فهو الذي انشأ واخترع ما يسمى بالأدب التليفزيوني من خلال أعماله التي أطلق عليها الروايات المرئية ، وهو بأعماله سيبقى بيننا خالدا ، لأنه كاتب كبير من الصعب أن تعوضه الأيام بسهولة.

المسلسلات متعددة الأجزاء

أما الفنان يحيى الفخراني فأكد إن عكاشة أهم كاتب عربي في مجال الدراما التليفزيونية ، وكانت له تجارب أخرى في السينما والمسرح ، ولكن لم تكن على مستوى أعماله التليفزيونية و، هو الذي ارسي قواعد المسلسلات المتعددة الأجزاء نظرا لثقافته ، فقدم "ليالي الحلمية" و "الشهد والدموع" و "المصراوية" وكان ينوي كتابة زيزينيا في أجزاء الذي لعبت بطولة الجزء الأول من هذا المسلسل المهم في حياتي إلى جانب "ليالي الحلمية" العمل الذي لم يتكرر إلى الآن نظرا لأهميته وشعبيته وجماهيريته على المستوى المحلي والعربي ، كما كان لقاء السحاب الذي جمعني بالنجم الكبير محمود مرسي في مسلسل " لما التعلب فات " من تأليف عكاشة أيضا ، فهو الذي أكد على نجوميتنا وساعد في نجاحنا وانتشارنا ومعظم نجوم الحلمية خرجوا منها أبطال لمسلسلات كبيرة فيما بعد .

وقال الفنان احمد بدير لـ " العربية . نت " : أسامة أنور عكاشة من أعظم كتاب الدراما وخاصة في التلفزيون ، واعتبره رائد الواقعية ورائد الأعمال الملحمية التي تؤرخ لتاريخ مصر ، وقد عملت معه مسلسل "زيزينيا" في دور الشيخ عبد الفتاح وهو من أهم الأعمال في حياتي ، وأسامة أنور عكاشة أثرى التليفزيون والدراما العربية بكتاباته الرائعة وكان يغوص في أعماق الشخصية المصرية ويعبر عنها ببساطة وتلقائية شديدة، وكان صادقا في كتاباته ، وقد خسرت مصر والوطن العربي كله كاتب كبير وفذ بحجمه وربنا يعوضنا عنه خيرا .

لكن الفنان خالد زكي الذي قدم للمؤلف الغائب مسلسلات كثيرة كان أهمها "الطيور والصيف" مع ليلى علوي و"حب بلا ضفاف" مع آثار الحكيم و"الشهد والدموع " مع عفاف شعيب ، مؤكدا إن المسلسل الأخير كان نقطة تحول في حياته وسببا كبيرا في شهرته ونجوميته .

وقال زكي بالتأكيد أسامة صنع نجومية الكثيرين من الفنانين بأعماله المتميزة جدا ، ورحيله خسارة فنية وإنسانية كبيرة جدا بالنسبة لنا ، وان كان قد رحل فهو باق معنا بأعماله الخالدة إلى الأبد ، وفي النهاية نعزي أسرته الكريمة ونطلب له الرحمة ولأسرته الصبر والسلوان .

ونوه النجم ممدوح عبد العليم إلى إن أعمال عكاشة كانت سببا في نجوميته منذ أن شارك في" ليالي الحلمية" وفي عدد آخر من الأعمال كان من أهمها "المصراوية" في الجزء الأول. وقال عبد العليم : هو كاتب لا يعوض وسوف تفتقده الدراما العربية ، لأنه كاتب مثقف ومؤلف جدير بالتقدير والاحترام ، وأديب وروائي من الطراز الأول فرحمة الله عليه وربنا يعوضنا عنه خيرا .

وشدد النجم هشام سليم إلى إن أسامة أنور عكاشة من الكتاب المرموقين على مستوى العالم وليس على المستوى المحلي أو العربي فحسب ، لأنه مبدع حقيقي ومؤلف بحجمه أبدع وكتب كل هذه الروائع فبالتأكيد كان يحترق ويبدع ويعتكف شهورا في صومعته بالاسكتدرية ليضيء شاشة رمضان سنويا بأعمال خارج المنافسة ، وأنا أسعدني الحظ إنني عملت من خلال مسلسلاته كثيرا مثل " ومازال النيل يجري " و " الحلمية " و " المصراوية " و " الرايا البيضا " وغيرها من الأعمال الكبيرة والمهمة في حياتي .

محمد فاضل

أما أكثر واهم المخرجين الذين تعاملوا مع المؤلف الراحل فهو المبدع محمد فاضل الذي تحدث لـ " العربية . نت " من العاصمة السورية دمشق حيث يصور هناك مسلسله الجديد " السائرون نياما " ، و قال فاضل : كنت مرتبطا به اشد الارتباط قدمنا عشرات الأعمال الناجحة والمتميزة والتي صنعت نجومية معظم الفنانين والتي حققت لي وله مشوارا فنيا ناجحا ومتميزا ، فقدمت من تأليفه مسلسلات كبيرة ومهمة في حياتي مثل "الرايا البيضا" و"قال البحر" و"أبو العلا 90" و"ومازال النيل يجري " و"عصفور النار" و"النوة " و"أنا وأنت وبابا في المشمش" وكانت هناك سهرة من أهم السهرات التليفزيونية ولعب بطولتها محمود مرسي وليلى طاهر وهي " سكة رجوع " التي كانت من أهم الأعمال والتجارب التلفزيونية الهامة ، ولكن لم يلتفت لها كثيرا ، كما إنني بصدد إخراج أخر مسلسل من تأليفه والذي تعاقدنا عليه معا لحساب مدينة الإنتاج الإعلامي وهو مسلسل " حارث الجنة " ، ولا اعلم إذا كان قد انتهى تماما من كتابته أم مازال لم يكتمل بعد .

وأكد المخرج محمد فاضل بقوله : أسامة أنور عكاشة لاشك في انه كان نقطة تحول الكبيرة في الدراما التليفزيونية المصرية مع تقديري واحترامي للكتاب الآخرين، فهو المؤلف الأول الذي جعل من الدراما التليفزيونية دراما شعبية وليس دراما الخاصة ، وان كان لم يتنازل أبدا في يوم من الأيام ويقدم أعمالا يتقرب بها للجمهور العادي ، لان ميزته انه مؤلف لجميع الفئات من الشعب العربي سواء كانوا مثقفين أو من الطبقات الشعبية، ولو قمنا بتحليل أعماله نجده قد جمع بين العنصرين ، وكان نقطة تحول كبرى في الدراما المصرية ، كما استطاع أن يعمل لنفسه ركنا أساسيا ومتفردا وقيمة فنية كبيرة لا يجاريه فيها احد وذلك من خلال أعماله ومشواره مع الإبداع الدرامي الذي كان فيه متألقا إلى ابعد مدى.

عن العربية نت

أخبار العرب/ كندا في

29/05/2010

 
 

بعد معاناة شديدة مع المرض أسامة أنور عكاشة يودع المصراويـــة بعد حياة حافلة بالأعمال الدرامية

خالد فرحات  إنتصار دردير   أمنية يحيي

> > شيعت بعد عصر أمس  من مسجد مصطفي محمود جنازة الكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة ٩٦ عاما الذي وافته المنية صباح أمس الجمعة بمستشفي وادي النيل بالقاهرة بعد معاناة شديدة وصراع طويل مع المرض.. وكان الرئيس حسني مبارك قد أمر بعلاجه علي نفقة الدولة بعد الأزمة الصحية التي ألمت به مؤخرا. وستقام ليلة العزاء مساء بعد غد الاثنين بجامع عمر مكرم.

وأسامة أنور عكاشة من مواليد الغربية ١٤٩١ وحصل علي ليسانس آداب جامعة عين شمس قسم الدراسات النفسية والاجتماعية عام ٢٦٩١ واشتغل بالتدريس ثم عمل بجامعة الأزهر وعضو لجنة التضامن الاسيوي الافريقي.

وكتب أسامة أنور عكاشة العديد من المسلسلات والمسرحيات والأفلام القصيرة>>

حصل اسامة انور عكاشة علي جائزة مبارك للفنون في عام ٨٠٠٢ بعد ان رشحته نقابة المهن التمثيلية لجائزة مبارك للفنون، وذلك نظرا لمسيرته الادبية الحافلة بالعديد من الاعمال الدرامية المتميزة في المسرح والتليفزيون والسينما.

ومن اهم المسرحيات التي قدمها عكاشة هي مسرحية »ولاد اللذين« كما قدم عدة مسرحيات اخري ومنها »الليلة ٤١« و»في عز الضهر« و»الناس اللي في التالت«.

علي جانب اخر كان خضع عكاشة في عام ٧٠٠٢ لاجراء عملية جراحية في الكلي اليمني وذلك بمركز امراض الكلي والمسالك البولية بمستشفي جامعة المنصورة . ثم دخل مؤخرا مستشفي وادي النيل وظل به إلي ان وافته المنية.

اشتهر كونه كاتب اكثر المسلسلات في مصر والشرق الاوسط شعبية في التليفزيون المصري مثل »ليالي الحلمية« و»الشهد والدموع«.

اخر اعماله التليفزيونية كان مسلسل »المصراوية« الذي عرض منه الجزء الاول في سبتمبر ٧٠٠٢ والذي حاز علي جائزة افضل عمل في ذلك العام ويجسد المسلسل تاريخ الشعب المصري منذ العام ٤١٩١.. ثم عرض الجزء الثاني من المصراوية في العام الماضي.

يعرف عن اسامة انور عكاشة عشقه الشديد لمدينة الاسكندرية المصرية الساحلية رغم انه لم يولد بها لكنه يقيم بها بصورة شبه متواصلة وينجز بها اهم اعماله ومنها مسلسلات »المصراوية« بجزئيه و» تحت الرماد«  والمسلسل الاذاعي »حكاية شعب« ومسرحية »ولاد اللذين « و»احلام في البوابة« و»وهج الصيف« و»عفاريت السيالة« و»كناريا وشركاه« و»اميرة في عابدين« ومسلسل »زيزينيا«  بجزئيه  والافلام القصيرة »البراءة« و»السرير« و»الكمبيوتر«  و»العين اللي صابت« وتمثيلية البراءة   بالاضافة الي  مسلسلات  »لما التعلب فات« و»الحلم واشياء اخري« و»امرأة من زمن الحب« و»اهالينا«  و»الراية البيضا« و»سور مجري العيون« و»ابوالعلا البشري« و»ارابيسك« و»النوة« و»ضمير ابلة حكمت« و»انا وانت وبابا في المشمش« و»ليالي الحلمية «  باجزئها  « و»عصفور النار« وحب بلا ضفاف« ومسلسل وقال البحر« و»وادرك شهريار الصباح« والمسلسل الاذاعي »لسان العصفور«. . ومن الافلام السينمائية »كتيبة الاعدام«  و»الهجامة .

كما صدر له ثلاث روايات وهي: رواية »همس البحر« ورواية »تباريح خريفية« ورواية »وهج الصيف«.

و قد تعلق الكاتب الراحل اسامة انور عكاشة منذ سنواته، الاولي ككاتب درامي بالاديب العالمي نجيب محفوظ وكان يري انه امتداد له في مجال كتابة القصة والتعبير عن ضمير الامة كان من اهم الصفات المشتركة التي جمعت بينه وبين الراحل القديم نجيب محفوظ فهما في نهاية الامر وجهان لعملة واحدة.

صدمة كبيرة اصابت الوسط الفني برحيل الكاتب اسامة انور عكاسة وقد عبر الفنانون عن حزنهم لرحيله وعن الخسارة التي لحقت بالدراما العربية التي ظل عميدها علي مدي سنوات طويلة قدم فيها تشريحا للمجتمع المصري علي مدي تاريخه وعبر فيها بصدق عن همومه واوجاعه.

»توأم روحه«

ربما كان المخرج الكبير اسماعيل عبدالحافظ الاكثر حزنا لرحيل اسامة انور عكاشة فقد جمعتهما صداقة في المدرسة والجامعة ثم علاقة عمل قدما خلالها اجمل الاعمال الدرامية من الشهد والدموع الي ليالي الحلمية واهالينا والمصراوية.

يغالب عبدالحافظ دموعه ويقول: خسرت صديقي وتوأم روحي الذي جمعتني به عشرة طويلة وصداقة نادرة.. وخسرت الدراما قيمة فكرية وادبية فهو بحق عميد الدراما العربية بلا منازع واحساسه بالانسان البسيط ترجمه بصدق في اعماله وقد كونا ثنائيا انسانيا وفنيا رائعا لذلك اشعر انني فقدت نصفي الاخر.. وكان بيننا اكثر من مشروع فني من بينها مسلسل »تنابلة السلطان« الذي كتب منه عشر حلقات ثم توقف بعد تدهور حالته الصحية.. ومشروع آخر لمسلسل »الطريق ٠٠٠٢«.. ولا اظن ان هناك من يستطيع ان يستكمل ما بدأه عكاشة رحمه الله.

ضمير الناس

وتصف الفنانة الكبيرة سميرة احمد اعمال اسامة انور عكاشة بقولها إنها عبارة عن تشريح دقيق للمجتمع المصري وتعبير عن نبض الناس وضميرهم.. وتقول: جمعتني به ثلاثة اعمال هي من انجح اعمالي »امرأة من زمن الحب«، »اميرة في عابدين«، »احلام في البوابة« والتي لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا ولاتزال.. وقد اتاحت لي هذه الاعمال الاقتراب منه فقد كان انسانا شديد الحساسية وكاتبا من طراز فريد يعتز بما يكتبه ويعرف قدره ويؤمن بحق الاخرين ويدافع عنهم.. لقد خسرنا فعلا اعظم كتاب الدراما التليفزيونية.

حالة خاصة

ورغم ان الفنانة الهام شاهين لم تلتق بأسامة انور عكاشة الا من خلال شخصية زهرة في مسلسل »ليالي الحلمية« التي قدمتها في جزءين الا انها اصيبت بصدمة حين علمت بخبر رحيله وتقول: صدمتي اننا فقدنا كاتبا يمثل حالة خاصة غير قابلة للتكرار فهو الذي رصد تاريخ مصر السياسي في حدوتة اجتماعية قدم فيها اكثر من مائتي حلقة عن مصر والمصريين في »ليالي الحلمية« الذي شرفت بالعمل معه فيه ورغم ان المسلسل يعاد عرضه باستمرار إلا انه من اكثر المسلسلات مبيعا حتي الآن، وقد كان الكاتب الراحل يحرص علي متابعة اعماله اثناء التصوير ويناقشنا في ادوارنا وكان طيب القلب وبسيطا ومتواضعا رغم تفرده وتميزه.

لم يعرف الكاتب يسري الجندي بخبر رحيل اسامة انور عكاشة الا عند اتصالنا به فلم يتمالك دموعه.. وقال: صعب ان اتكلم عن اسامة بصيغة الماضي.. واظن انه لم يرحل عنا لان اعماله ستبقي في وجدان الناس فهو ظاهرة واستثناء لن يتكرر وهو يقف في الصدارة بين كتاب الدراما جميعا.. وانا شخصيا سأفتقده بشدة لانه كان يرمز لصداقة اصبحت نادرة.. وكان يحرص علي التواصل مع اصدقائه.. وكمبدع فإن الساحة الدرامية سوف تفتقده لأنه رحل وهي في اشد الحاجة لابداعاته فهو بالفعل خسارة لا تعوض علي كل المستويات.

قمة الدراما

وكان ممدوح الليثي رئيس اتحاد النقابات من اكثر المترددين علي اسامة انور عكاشة في فترة مرضه الاخيرة ويقول: كنت عنده قبل رحيله بثلاثة ايام وكانت حالته متأخرة ودخل في شبه غيبوبة فلم يشعر بي وقد أصدر الرئيس مبارك قرارا بعلاجه علي نفقة الدولة وارسلنا نشكر الرئيس لمواقفه الانسانية دائما.. وبرحيل اسامة فقدنا العمود الاكبر في الدراما العربية لكنه ترك لنا ثروة هائلة من الاعمال الفنية.

ثلاث صدمات للسعدني

لم يبرأ الفنان الكبير صلاح السعدني من حزنه علي شقيقه الراحل محمود السعدني وعلي صديقه الفنان عبدالله فرغلي حتي تلقي خبر رحيل اقرب اصدقائه اسامة انور عكاشة الذي يقول عنه: اسامة جزء مني.. علاقتي ممتدة به وعلاقتي الانسانية معه اكبر من كل اعمالنا الناجحة معا، كنت قد التقيت به عند دخوله المستشفي قبل ايام ورغم مرضه جلس يحكي لي عن مسلسله الجديد »تنابلة السلطان«.. ثم غادر المستشفي وعندما عاد اليها بعد يومين كانت حالته قد تدهورت وبدأ يفقد الوعي ولم استطع ان اراه وهو علي هذه الحالة لانني مررت بنفس التجربة مع شقيقي الراحل محمود السعدني.. لا اعرف ما هذه الضربات المتتالية.. رحمهم الله جميعا.

المشهد الأخير في حياة مبدع »ليالي الحلمية«

المشهد الأخير كان من أصعب المشاهد التي لم يكتبها عميد الدراما العربية أسامة أنور عكاشة، بدأ المشهد من مستشفي وادي النيل الذي شهد أيامه الاخيرة وامتد إلي جامع مصطفي محمود بالمهندسين حيث التف حول جثمانه ابطال وبطلات أعماله وحتي الفنانون الذين لم يشاركوا في أعماله، وانما شعروا بخسارة كبيرة لرحيله جاءوا لوادعه »الوداع الاخير«، واصر بعضهم علي مرافقة جثمانه حتي مثواه الأخير بمدافن الأسرة بمحافظة ٦ أكتوبر.

ومن بين دموع وانهيار ولحظات صعبة لم يتمالك كل من المخرج اسماعيل عبدالحافظ والكاتب كرم النجار وبعض الممثلين الشباب أنفسهم.

يودعونه بعد سماعهم خبر رحيله الذي تسبب في صدمة كبيرة لهم وأكد اسماعيل عبدالحافظ والدموع تملأ عينيه ان المرة الأخيرة التي زاره فيها كانت منذ يومين، مشيرا إلي أنه كان يتمتع بكبرياء غير عادي وكان ذلك هو سر مقاومته للمرض الذي تسلل إليه وجعله يدخل المستشفي لفترات طويلة.

اما الكاتب كرم النجار فظل يعانق أبناء المرحوم بشدة وهو في حالة انهيار وأكد لنا انه حرص علي توديعه عندما زاره قبل ساعات من رحيله مؤكدا ان الراحل كان يشعر باقتراب النهاية حيث كان يتحدث معه قبل دخوله المستشفي وقال له »كفاية كده« وغاب وقتها عن الوعي حيث كان يتحدث معه عبر التليفون والذي وقع من يده وغاب عن الوعي لتلتقط الهاتف ابنته وتعتذر له وتخبره بعدم قدرته علي استكمال المكالمة حيث تم نقله بعدها إلي المستشفي، ويسترجع كرم النجار اجمل الذكريات التي جمعته برفيق عمره داخل شقة الاسكندرية التي كانا يكتبان داخلها أجمل الأعمال دون الشعور بأية منافسة مثلما يحدث بين ابناء الجيل الحالي.

بينما لم تتوقف دموع زوجته واولاده حيث وقفوا داخل المستشفي يقرأون الآيات القرآنية، وتقول ابنته المذيعة نسرين وهي تبكي منهارة وتقول أعلم ان الله قد خفف علي والدنا آلام المرض ولكننا سنفتقده كثيرا، ومع شدة البكاء لم تجد سوي أختيها اميمة وأمل لترتمي في احضانهما ليخففا عن بعضهم آلام الفراق، بينما وقف ابنه هشام الذي رافقه طيلة ايام مرضه وحاول أن يبدو متماسكا مؤكدا أن حالة والدته تدهورت بشكل كبير خلال الفترة الاخيرة بعد الازمات التي تعرض لها في القلب والرئة جعلت الاجهزة الطبية تحاصره ولم يكن يتحدث لاحد انما كان يبادل افراد اسرته نظرات يحاول بها ان يطمئنهم علي صحته.

فقــــــدنـــــــا فارسا گبيرا

أمس فقدنا فارسا كبيرا من فرسان الدراما المصرية عاش حياته مؤمنا بشرف الكلمة ودافع عنها حتي آخر لحظة من حياته ولم يتراجع يوما عن أفكاره أو مبادئه التي التزم بها منذ فجر شبابه فقد كان يذوب عشقا تراب وطنه.

وتقديرا لحجم وعطاء هذا الفارس النبيل اصدر الرئيس حسني  مبارك أوامره بعد أن علم بتدهور حالته الصحية بعلاجه علي نفقة الدولة في مستشفي وادي النيل وظل علي اتصال يومي بالأطباء للاطمئنان علي صحته مؤكدا  علي ضرورة توفير كل سبل العلاج اللازم له سواء في مصر أو في الخارج فمصر لا يمكن أن تنسي أبدا المخلصين من أبنائها.

وأخبار اليوم تتقدم بخالص العزاء لأسرة الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة الذي تركنا بجسده ولكنه سوف يبقي حيا داخل عقولنا وقلوبنا بأعماله الخالدة التي لن يسدل الستار عنها حتي يرث الله الأرض ومن عليها.

أخبار اليوم المصرية في

29/05/2010

 

رحل رائد السيناريو في العالم العربي.. وعاشق الأسكندرية بعد صراع مع المرض

أسامة أنور عكاشة .. وداعاً  

أثرى الدراما العربية بالكثير من «العلامات المضيئة»، ولقبه البعض بـ «نجيب محفوظ الدراما»، إنه الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة الذي رحل عن عالمنا امس بمستشفى وادي النيل بالقاهرة، عن عمر يناهز 69 عاما وبعد أزمة صحية ألمت به طيلة الشهرين الماضيين.

ودخل أسامة أنور عكاشة، الذي يعد رائد السيناريو في العالم العربي، غرفة العناية المركزة مؤخرا، بعد تعرضه لأزمة صحية، نتيجة تجمع مياه على الرئة، وأمر الرئيس حسني مبارك بعلاجه على نفقة الدولة، لكنه توفى على إثرها، حسب الموقع الرسمي لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري.

وكان الكاتب الكبير يعاني من مرض بالكلى، وأجري عام 2007 جراحة لاستئصال الكلى اليمنى، بمركز الكلى الدولي بالمنصورة.

ولد صاحب «ليالي الحلمية» في 27 يوليو 1941 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وحصل على ليسانس آداب قسم الدراسات النفسية والاجتماعية من جامعة عين شمس 1962.

خبر الوفاة جاء مفاجئا رغم التطمينات عن حالته في الأيام الماضية خصوصا على لسان طبيبه المعالج د. عزالدين الصاوي، بالإضافة إلى تأكيدات نجله هشام الذي أشار أن حالته في تحسن مستمر رغم وجوده في غرفة العناية المركزة.

عكاشة الذي رحل عن سبعة عقود تقريبا استطاع أن يكون رائدا بين المؤلفين وكتاب السيناريو العرب ووضع لمساته التي حولت المسار التقليدي للدراما المصرية، من خلال معالجته للعديد من المواضيع الحياتية العامة التي تصيب المجتمع المصري بشكل ثاقب، خصوصا صراع المال والسلطة والتغيرات الاجتماعية، بالإضافة إلى بصماته في طريقة عرض المسلسلات بأجزاء متتابعة من خلال «ليالي الحلمية»، وأتت أعماله لتحتل التلفزيون والمسرح والسينما متفوقة على ما عداها.

آخر تصريحات عكاشة كانت الكلمات التي قالها بعد رحيل رفيق دربه الكاتب الكبير محمود السعدني فوصفه بأنه «آخر ظرفاء العصر.. فهو دنيا كاملة من البهجة والسخرية والفرح.. هو قوال مصر بلا منازع.. بل أفضل قوال في تاريخنا»، وأكثر كلماته تأثيرا عن السعدني كانت: «أشعر باليتم الآن من فقده.. فهو رجل لا تمل جلسته.. وتخرج منها وقد زادت معارفك وخبراتك وثقافتك، وفوق كل ذلك متعتك.. بل تتغير حالتك النفسية للأفضل.. وتود ألا تتركه أبدا».

يعرف عن أسامة أنور عكاشة عشقه الشديد لمدينة الإسكندرية المصرية الساحلية رغم أنه لم يولد بها، لكنه كان يقيم بها بصورة شبه متواصلة وينجز بها أهم أعماله.

يعرف عنه أنه ناصري التوجه، لكنه لم يعد يؤمن بفكر الرئيس جمال عبد الناصر وطالب بحل جامعة الدول العربية وإنشاء «منظومة كومنولث للدول الناطقة بالعربية» مبني على أساس التعاون الاقتصادي، وكان لمواقفه من بعض التيارات السياسية والدينية التأثير الكبير على انتشار أعماله واشتهر عموده الأسبوعي في «الأهرام» المصرية التي لم يغب عنها طوال عقدين كاملين، وآخر أعماله التلفزيونية كان مسلسل المصراوية الذي بث في سبتمبر 2007، والذي حاز جائزة أفضل عمل في ذلك العام ويجسد المسلسل تاريخ الشعب المصري منذ العام 1914.

ومن أهم المسرحيات التي قدمها عكاشة هي مسرحية «ولاد الذين» بطولة الفنان محمود الجندي، ومنة شلبي، وياسر فرج، وتامر عبد المنعم، وتدور أحداثها حول الطبقة الفاسدة التي تتمتع بالنفوذ والسلطة ويطلق عليها اسم مارينا، التي تتاجر بكل شيء لتحقيق مصالحها الشخصية، بالإضافــة إلى ذلك يتناول العرض مشكلات البطالة، والرشوة الجنسية، واغتيــال الــحرية، كــما قدم عدة مسرحيات أخرى ومنهــا «الليلة 14»، و«فى عز الضهر»، و«النــاس اللـــى في التالت».

من أعماله الدرامية الروايات

الراية البيضا ـ وقال البحر ـ ريش على مفيش ـ لما التعلب فات ـ عصفور النار ـ رحلة أبو العلا البشرى ـ ومازال النيل يجرى ـ ضمير أبلة حكمت ـ الشهد والدموع ـ ليالى الحلمية ـ أرابيسك ـ زيزينيا ـ امرأة من زمن الحب ـ أميرة في عابدين ـ كناريا وشركاه ـ عفاريت السيالة ـ أحلام في البوابة ـ المصراوية

رواية همس البحر ـ رواية تباريح خريفية ـ رواية وهج الصيف.

الأنباء الكويتية في

29/05/2010

 
 

وداعاً أسامة أنور عكاشة

في وداع الكاتب العصامي الذي أتى من كفر الشيخ ليعيد تشكيل الهوية المصرية

أسامة أنور عكاشة.. مؤسس الرواية التلفزيونية

شريف صالح

ترجل فارس آخر من فرسان الدراما التلفزيونية عن صهوة الكلمة، هو أسامة انور عكاشة (1941ـ 2010)، يقتضي منا ان نبدأ في قراءة مشروعه الدرامي، الذي لم يحظ بما يستحق من اهتمام.

ينتمي عكاشة الى ما يسمى «جيل الستينيات» رغم تحفظي على المصطلح مثل بقية فرسان الكتابة الدرامية في العقود الأربعة الأخيرة: مصطفى محرم، محسن زايد، يسري الجندي، وحيد حامد، بشير الديك، ومحمد جلال عبدالقوي.

ولد هؤلاء جميعاً في مطلع العقد الرابع من القرن العشرين، وكان وحيد حامد ومصطفى محرم الأغزر انتاجاً، في السينما والتلفزيون. أما بشير الديك، فجاءت بصمته السينمائية أهم من التلفزيونية. في حين حقق زايد وعكاشة عبر شاشة التلفزيون أضعاف ما حققوه في السينما.

وجميعهم بطريقة أو بأخرى مارس الكتابة الابداعية قبل احتراف كتابة السيناريو، لكن لا يملك أي منهم رصيداً لافتاً في الكتابة «المطبوعة»، باستثناء اثنين فقط هما: يسري الجندي الذي كتب أكثر من عشرين مسرحية قبل ان ينصرف نهائياً الى الدراما المرئية، وأسامة انور عكاشة الذي أتى من مملكة السرد وكتابة القصة القصيرة والرواية، ورغم شهرته ونجاحه تلفزيونياً، فهو الوحيد بين أبناء جيله الذي ظل وفياً وان بشكل متقطع لفكرة اصدار رواية أو مجموعة قصصية من حين الى آخر. ومن أبرز رواياته ومجموعاته القصصية: خارج الدنيا (1967)، أحلام في برج بابل (1973)، مقاطع من أغنية قديمة (1985)، منخفض الهند الموسمي (2000)، وهج الصيف (2001)، سوناتا لتشرين (2008).

اذن هو الوحيد الذي ظل مؤمناً بنفسه كأديب وروائي، وليس فقط «سينارست» يعد نصوصاً يغير فيها المخرج والممثلون كما يحلو لهم، وينتهي وجودها بمجرد عرض المسلسل على الشاشة. صحيح انه مثل بقية زملائه وجد في الدراما المرئية متنفساً رحباً، وتواصلاً أوسع مع الملايين، وأجراً أفضل، لكنه لم يكتف بالشاشة بديلاً عن الكتاب، ولا بهوية «السينارست» بديلاً عن هوية «الروائي». وان كانت الدولة كرمته بجائزة التفوق 2005 وجائزة الدولة التقديرية 2008 في مجال الفنون لا الآداب.

هذا الولع الأدبي يتشارك فيه هؤلاء الكتاب جميعاً، وان ظل مضمراً ومشعاً لدى أغلبهم في نصوصهم المرئية، ويمكن رده الى أب رمزي مشترك هو نجيب محفوظ، فسطوة المشروع الروائي لأديب نوبل، واضحة للعيان في نتاجهم، ومعظمهم عالج نصوصه مباشرة للسينما أو التلفزيون مثل مصطفى محرم وبشير الديك.

لكن أهم تجربتين تعبران عن محفوظ هي تجربة محسن زايد وأسامة انور عكاشة، الأول لانه بنى مجده الأدبي على المعالجة المباشرة لنصوص محفوظ مثل «الثلاثية»، «ملحمة الحرافيش»، «حديث الصباح والمساء», «اللص والكلاب» وغيرها. فهو يكاد ان يكون «السينارست» المتخصص في النص المحفوظ. أما عكاشة فهو يعبر عن الحال النقيض، لانه ظاهرياً ابتعد كلياً عن روايات محفوظ، لكن في العمق كان تلميذا وفياً لها وقادراً على تمثلها في نصوصه الخاصة، حتى كاد ان يكون «السينارست» المتخصص في الروح المحفوظية. لذلك، ورغم عدم معالجته لروايات أديب نوبل، تأتي المفارقة بان يطلق عليه لقب «نجيب محفوظ الدراما التلفزيونية».

أفق جديد

مثلما فتح محفوظ أفقاً حداثياً للرواية العربية، فتح عكاشة أفقاً حداثياً مماثلاً للدراما التلفزيونية.. ومثلما بنى الأول عمارة روائية مدهشة تؤرخ لمصر القرن العشرين في ثلاثة أجزاء في ثلاثيته الشهيرة، شيد عكاشة خماسية بصرية موازية في «ليالي الحلمية».

ان ولع عكاشة الأدبي، يفوق أقرانه، ويتجاوز فكرة اصدار رواية أو مجموعة قصصية أو كتابة المقالات بصفة دورية، الى اصراره على ان يكون «النص» المرئي نصا أدبياً رفيعاً، وليس مجرد «ورق» للتمثيل والتصوير، وبعدها مصيره الى العدم. وهذا واضح من تشدده في عدم تغيير حرف بعد «بروفة الطاولة» التي يحضرها مع المخرج والممثلين. واصراره على وصف أعماله بانها «رواية تلفزيونية» وليست مسلسلاً. كما كان حسب معلوماتي أول كاتب درامي يطبع سيناريو مسلسله في كتاب وهو «ليالي الحلمية»، ليس بهدف الربح كما فعل أصحاب السيناريوهات المتهافتة من بعده، بل لقناعته ان نصه المرئي ينتمي الى نصوص محفوظ وتولستوي وتشيكوف. وعندما عجز عن العثور على منتج يتحمس لفيلمه الأخير طبعه أيضاً في كتاب بعنوان «الاسكندراني».

لذلك يتمايز نص عكاشة عن نصوص أقرانه الى حد ما بسطوة الملامح الروائية مثل النفس الملحمي كما في رائعة «الشهد والدموع» بجزأيها، «ليالي الحلمية» بأجزائها الخمسة (قبل ان تصبح مسلسلات الأجزاء سبوبة تجارية)، وصولاً الى آخر أعماله «المصراوية». فهو لا يسرد حكاية تقليدية عن الثأر والزواج والطلاق وثراء أحد الأشخاص فجأة، بل يؤرخ بالصورة لوطن بكامله، لمدينة، لطبقة اجتماعية تتآكل، ويتابع ذلك عبر أكثر من جيل. مع التحفظ حتى على تعبير «يؤرخ» لانه يفعل أكثر من مجرد التوثيق واستعادة الماضي والتباكي بشأنه، فالنفس الملحمي بما يقتضيه من امتداد سردي معقد، يقتضي وعياً هائلاً بجدلية الزمان والمكان، وبالتغيرات العميقة التي تنتاب الشخصيات، وقدرة على استشراف المستقبل.

كل ذلك يتجلى بوضوح في نصوصه، بدءاً من وإلى عمل حقق له شهرة مدوية وهو «المشربية» الذي يتناول مشكلة رسامين يعملون في مواقع تراثية ويتعرضون للطرد منها (هذا ما حدث فعليا بعد عشر سنوات تقريبا)، وفي «رحلة أبو العلا البشري» و«الراية البيضا»، و«انا وانت وبابا في المشمش» يظهر بجلاء التأثير المدمر لقيم عصر الانفتاح على الشخصية المصرية. «أبو العلا» أب دونكيشوتي حالم جاء كي يجمع أسرته الكبيرة ويمنحها ثروة كبيرة، تحل المشاكل الاقتصادية شريطة الحفاظ على قيم الأسرة الأصيلة كما هي، لكنه يفاجأ بان المشكلة ليست في الفقر بل في انتشار قيم مغايرة كالطمع والانتهازية والانانية. أما «فضة المعداوي» فهي التجسيد الانثوي لصاحب المال الجشع، الجاهل، العنيف، المتسلط، القادر على رسم خريطة المكان بما يملكه من مال و نفوذ. وفي «انت وبابا في المشمش» صورة مأساوية صادمة ومبكرة جداً لتحالف الفساد الاقتصادي والاداري والسياسي، وهي الصورة التي تفشت بعد عرض المسلسل بعقدين من الزمان، وليس قبله.

في هذه الأدوار الثلاثة أعاد عكاشة اكتشاف فنانين كبار هم محمود مرسي وسناء جميل وفردوس عبد الحميد، كما فعل في أعمال أخرى مع سميحة أيوب، نبيل الحلفاوي، صلاح السعدني، يحيى الفخراني، هشام سليم، ممدوح عبد العليم وغيرهم. وهو اكتشاف نابع من قناعته بالدور وقوة الشخصية الدرامية وليس نجومية الممثل.

ويتخذ عكاشة مثل محفوظ من المدينة والحي الشعبي، فضاء أساسياً لنصوصه، فهي جامعة تناقضات المجتمع وهي الأسرع في تغيرها الدراماتيكي. وفيما اكتفى محفوظ بالحي الشعبي في القاهرة، اتسعت الدائرة لدى عكاشة لتشمل أحياء مدنية بارزة في القاهرة والاسكندرية ثم تمتد منها الى بيئات هامشية: بحرية وصعيدية وريفية في الكثير من أعماله مثل: «زيزنيا»، «وقال البحر»، «الحب وأشياء أخرى»، «عصفور النار»، و«آرابيسك». ان عكاشة هو العصامي الذي أتى من مهنة التدريس في كفر الشيخ والاختصاصي الاجتماعي، والصبي الذي ولد في وسط الدلتا في تلك المسافة الروحية بين مقام أحمد البدوي ومقام ابراهيم الدسوقي.. والذي تنقل بين دسوق حيث ولد وعاش مع أبيه التاجر، وطنطا حيث أهل الأم، والقاهرة حيث الجامعة في عين شمس، وأسيوط حيث عمل لفترة، الى ان انتهى به المطاف موظفاً في الأزهر قبل ان يتفرغ للدراما ويستقيل من وظيفته بعدما تخطى الأربعين.. فهو اذن منفتح على مختلف البيئات التي تشكل الهوية المصرية، ومتواصل مع تلك الطبقات التي لا يراها المخمليون، وملتزم مرة واحدة والى الأبد بهمومهم اليومية وأحلامهم.

فليس غريباً ان كل أعماله مسكونة بقضايا حقيقية مؤثرة، مثل الصراع الطبقي في «الشهد والدموع» والذي هو أكثر من مجرد خلاف على ارث بين أخوين (أزعم ان مسلسل «المال والبنون» استفاد من هذا العمل)، أو صراع الحب الرومانسي تحت سطوة القيم المادية في «الحب وأشياء أخرى».

تحولات

وقد كان انشغاله بقيم مجتمعه وتحذيره من خطر التحولات التي أعقبت عصر الانفتاح، سبباً لمعركتين كبيرتين متصلتين، الأولى: اتهامه بانه ضد «السادات» على طول الخط بسبب ناصريته، والثانية: انه ضد التيار الديني المتشدد الذي تواكب مع عصر السادات. وليس دفاعاً عن الرجل، لكن هناك الكثير من التناقضات في المعركتين بحاجة الى اعادة نظر، فهو بالتأكيد كان ميالاً الى عبد الناصر لان ما عاشه من قيم في الحقبة الناصرية كانت امتدادا طبيعياً للقيم المصرية الأصيلة، وليست انقلاباً عليها. وليس معنى ذلك انه ناصري متعصب مؤدلج وحزبي، والدليل انه هو نفسه طالب في آخر أيامه بحل الجامعة العربية والتأسس لـ«كومنولث» عربي على أساس شراكة اقتصادية لا سياسية. وهجومه على عصر السادات كان رفضاً للانقلاب القيمي لا السياسي وكُرهاً لكل القيم المرتبطة بهذا العصر، ومعظم أبناء جيله على الموقف ذاته تقريبا.

ولربما الأدق انهم ليسوا ناصريين بقدر ما هم أبناء جيل «النكسة» اذ بدأوا حياتهم العملية في ظرف تاريخي محبط، هزم أحلام وطن قبل ان يهزم أحلامهم الفردية، فأدركوا ان معركتهم الحقيقية هي معركة قيم لا بنادق ولا شهرة ولا فلوس.

ولا يخرج رأيه في ظاهرة التدين عن هذا السياق ذاته، فهي استشرت في عصر السادات أيضا وتأثرت بهجرات المصريين الى الخليج، وشوهت ما يعتبره ملامح أصيلة في الشخصية المصرية بتدينها الفطري البسيط والمتسامح. والغريب ان الكثيرين من الأدباء والمفكرين في الخليج لا يختلفون عما طرحه عكاشة، لكنه وحده فيما يبدو دفع ثمن هذا الموقف واستعداء جماعات دينية سلفية ضده.

وبغض النظر عن جدلية تلك القضايا، فانه في تصويرها ظل مخلصاً للمقاييس الجمالية والدرامية، بعيداً عن الأدلجة وديماغوغية الطرح، فهناك دائماً حبكة مشوقة بمنزلة هيكل عصبي للعمل مثل جريمة قتل في «عصفور النار»، وهناك دائماً صراع الأضداد: شخصيات قيم، ففي المسلسل نفسه تقف بنت وابن الأخ رمزاً للعدالة، في مواجهة العم الطاغي رمز القوة.. فأيهما ينتصر: العدالة أم القوة؟ وفي المصراوية يقف العمدة فتح الله رمز السلطة والحاكم الفرد في مواجهة الأهل والشعب.. فأيهما ينتصر؟ وفي «ليالي الحلمية» تتجسد جدلية القيم الريفية والمدنية: العمدة والباشا! ولا تمنعه تلك الثنائية الاستقطابية من قراءة تعقيدات كل شخصية ونقاط قوتها وضعفها، أي انه لا يصورها على الاطلاق بمنطق الأبيض والأسود، بل بكل تناقضاتها الانسانية التي موضعتها في هذا الموقف أو نقيضه. ولعل أعماله أحادية القطب هي الأقل قيمة مثل «ضمير أبله حكمت» لفاتن حمامة، و«امرأة من زمن الحب» لسميرة أحمد.

صراحة ومهاترات

ورغم ان أعماله جلبت له الكثير من الشهرة والنجاح، وتحولت الى ظواهر اعلامية وفنية، لكنه ظل كما هو أسامة انور عكاشة الريفي المدني، ابن الحارة المصرية، بقيم التعفف واحترام الذات والعمل والكبرياء والصراحة (المفرطة أحيانا) وخفة الظل. لم يقم بعملية تجميل لشخصيته كي تتناسب وأضواء المدينة وكاميرات برامج ال Show، كما فعل غيره. ومثل أستاذه محفوظ، كان يتراجع خطوات كي يبقى نصه في المقدمة، وان اختلف الاثنان في الحذر، فمحفوظ ابن المدينة أكثر حذراً وحيطة وأقل صداماً مع من يختلف معهم، أما عكاشة فقد أدخلته صراحته الريفية في مهاترات ربما كان في غنى عنها (رأيه في عمرو بن العاص، على سبيل المثال). وأتصور ان بعض المعارك التي وُرط فيها لم يفد منها بأي شيء، واستُغل فيها بسبب طيبته وصراحته وانفعاله السريع. ومن استغلوه هم من كانوا يبحثون عن «Show» وليس هو!.

Sherifsaleh2000@gmail.com

النهار الكويتية في

29/05/2010

 

وجهة نظر

عكاشة

عبد الستار ناجي 

خسرت الساحة الفنية في العالم العربي وفي جمهورية مصر العربية احد الرموز الشامخة في المجال الفني، وفي الكتابة الدرامية على وجه الخصوص، ونعني الراحل الكبير اسامة انور عكاشة.

والحديث عن عكاشة بعض الحديث عن «شاهد» فقط حول ذلك المبدع الكبير، كلمة الى «شاهد» على عصره وتاريخه ومرحلته وبلاده ووطنه وقضاياه الكبرى.. والصغرى.

الدراما عنده لم تكن مجرد حدوتة وحكاية هامشية بل نبض وتحليل عميق لقضايا الانسان العربي، في كل مكان.

«شاهد» يرصد بعين شفافة، ومفردات تذهب الى الجرح، تفجر الالم، تخلق حالة من الجدل في هذا البلد او ذاك، ومع الرقيب هنا او هناك.

الدراما العربية بها المئات من الكتاب وكتابها كاتب واحد اسمه «اسامة انور عكاشة» ذلك الفنان استطاع ومنذ مرحلة مبكرة من تجربته الدرامية ان يحول قلمه وعقله وفكره الى «شاهد» يذهب الى موضوعات تتجاوز حدود «مصر» وقضايا الانسان «المصري» الى مضامين وابعاد عربية شمولية، حتى حينما يذهب الى ادق القضايا «المصرية» فانه يمنحها بعداً عربياً.. ابعد.. واشمل.. واوسع.

واسامة انور عكاشة ليس مجرد تلك الاعمال التي لاتزال حاضرة ومنها «ليالي الحلمية» و«الراية البيضاء» وغيرهما وهو ايضاً عشرات المعارك الفنية والثقافية والسياسية، التي خاضها من اجل ترسيخ كم من القيم الحقيقية لدور الكاتب الشاهد والشاهد الكاتب.

فما اروع ان يتحول الكاتب الدرامي الى شاهد على عصره اميناً على قضاياه نابضاً بالايمان بوطنه، وامته.. وقوميته.. وقضاياه المصيرية.

ومن هنا تأتي قيمة الخسارة الكبيرة التي يمثلها غياب «الشاهد» اسامة انور عكاشة.

وعلى المحبة نلتقي.

Anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

31/05/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)