كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

برحيل أسامة أنور عكاشة.. الدراما العربية تخسر عميدها

الموت يغيّب صاحب «ليالي الحلمية» و«الشهد والدموع» و«المصراوية»

محمد قناوي

عن رحيل الكاتب

أسامة أنور عكاشة

   
 
 
 
 

توفي الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة صباح أمس الجمعة، بعد الأزمة الصحية الأخيرة التي تعرض لها ودخل على أثرها مستشفى وادي النيل بالقاهرة قبل أسبوعين عن عمر يناهز 69 عاما، وبعد رحلة طويلة مع المرض بدأها بعملية استئصال الكلية اليمنى بمركز الكلى الدولي بالمنصورة، وبعدها تعرض لعدة أزمات في الجهاز التنفسي كان آخرها الأزمة التي تعرض لها مؤخرا، وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي داخل غرفة العناية المركزة حتى وافته المنية.

وأسامة انور عكاشة أحد أهم المؤلفين وكاتبي السيناريو للدراما المصرية، وتعتبر أعماله التليفزيونية الأهم والأكثر متابعة في مصر والعالم العربي، والكاتب الراحل غير وجه الدراما التليفزيونية، ونقل الرواية من الورق إلى الشاشة، وهو واحد ممن صنعوا البهجة واحتفظوا بالكثير من ذاكرة الأمة. فقدم في ليالي الحلمية تاريخا اجتماعيا واقتصاديا لمصر أنصف فيه المصريين بكل تناقضاتهم وتاريخهم.

مولده ونشأته

وينتمي عكاشة إلى جيل الستينيات، وكان واحدا من أهم المؤلفين وكتابي السيناريو للدراما المصرية، تعتبر أعماله التليفزيونية الأهم والأكثر متابعة في مصر والعالم العربي، عرف طريقه إلى قلوب البشر بصدق الكلمة، ورشاقة المعنى، ونجحت أعماله في خلق جيل جديد من كتاب السيناريو القادرين على الإبداع وإمتاع المشاهد، عوضا عن تقديم أعمال تليفزيونية لمجرد التسلية.

ولد الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة بمدينة طنطا عام 1941م وكان والده يعمل في التجارة بمحافظة كفر الشيخ، وهي المحافظة التي ينتمي إليها، أما مدينة طنطا فهي المدينة التي نشأت فيها والدته، تلقى تعليمه الابتدائى والثانوي بمدرسة كفر الشيخ الابتدائية الثانوية وحصل على الشهادة الثانوية عام 1958م والتحق بكلية الآداب قسم الدراسات الاجتماعية والنفسية، جامعة عين شمس التي تخرج فيها عام 1962م، وقد كانت أولى محاولاته في مجال التأليف خلال فترة الدراسة بالجامعة وفور تخرجه في الجامعة عمل أخصائياً اجتماعياً في مؤسسة لرعاية الأحداث، ثم عمل مدرسا في مدرسة بمحافظة أسيوط، ثم انتقل للعمل بإدارة العلاقات العامة بكفر الشيخ، وبعدها في رعاية الشباب بجامعة الأزهر، إلى أن جاء عام 1982م ليتغير مجرى حياته تماما حيث قدم استقالته من الحكومة ليتفرغ للكتابة والتأليف.

أعماله

كتب عكاشة أكثر من 40 مسلسلا تليفزيونيا بالإضافة إلى عدد من الأفلام السينمائية والمسرحيات وهي التي حفرت اسمه في الذاكرة كمؤلف مصري، وقد جاءت شهرته الحقيقية كمؤلف مع مسلسل «الشهد والدموع» والذي كتب له البداية عند الناس خاصة البسطاء من أهل بلده.

توالت بعد ذلك المسلسلات التي كتبها عكاشة والتي نالت شهرة واسعة ونجحت في تغيير شكل الدراما التلفزيونية ومنها: «المشربية»، «ليالي الحلمية»، «ضمير أبله حكمت»، «زيزينيا»، «الراية البيضا»، «وقال البحر»، «ريش على مفيش»، «لما التعلب فات»، «عصفور النار»، «وما زال النيل يجري»، «آرابيسك»، «امرأة من زمن الحب»، «أميرة في عابدين»، «كناريا وشركاه»، «عفاريت السيالة»، «أحلام في البوابة»، «المصراوية»، «الحب وأشياء أخرى»، «رحلة السيد أبو العلا البشرى»، و»الحصار».

وفي مجال السهرات التليفزيونية كتب عكاشة أيضاً‏ خمس عشرة سهرة دراميــــة أهمها: «حــب بلا ضفاف»، «سكة رجوع»، «الغائب»، «الملاحظة»، «مشوار عيد»، «البراءة»، «الكمبيوتر»، «الشرير»، «العين اللى صابت»، و»تذكرة داود»

وفي مجال السينما كتب عكاشة مجموعة من الأفلام السينمائية أهمها: «كتيبة الإعدام»، «تحت الصفر»، «الهجامة» «دماء على الإسفلت»، «الطعم والسنارة»، و»الاسكندراني»، أما في مجال المسرح فكتب مسرحية «القانون وسيادته» التي قدمتها فرقة مسرح الفن عام 1988م، و»البحر بيضحك ليه» التي قدمتها فرقة الفنانين المتحدين عام 1990م، و»الناس اللي في الثالث» وقدمتها فرقة المسرح القومي عام 2001م، ولاقت نجاحا كبيراً.

وقدم أسامة أنور عكاشة مجموعة من الأعمال الأدبية أهمها مجموعة قصصية بعنوان «خارج الدنيا» وهي صادرة عام 1967م من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، ورواية «أحلام في برج بابل» عام 1973م، ومجموعة قصصية بعنوان «مقاطع من أغنية قديمة» صادرة عام 1985م، ورواية «منخفض الهند الموسمي» وصدرت عام 2000م ورواية «وهج الصيف» وصدرت عام 2001م، كما قام بتأليف عدد من الكتب منها كتاب «أوراق مسافر» وهو صادر عام 1955م وكتابي «همس البحر» و»تاريخ خريف» وهما صادران في نفس العام.

أوسمة وجوائز

وينتمي أسامة أنور عكاشة إلى عدد من الهيئات فهو عضو اتحاد كتاب مصر وعضو نقابة المهن السينمائية، وقد حصل على العديد من الأوسمة والجوائز أهمها جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2002م، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون لعام 2008م.

وأسامة أنور عكاشة هو روائي الدراما التلفزيونية بامتياز، قبله كان الأمر مجرد تسلية لكنه في الحلمية قدم خليطا من المتعة والتسلية والصراع الإنساني والمشاعر الجياشة. قدم انعكاسات الصراعات السياسية على المجتمع وكيف كانت كل خطوة في السياسة تغير شيئا في المجتمع وتغير نفوس البشر. لقد فعل أسامة كل هذا بذكاء وإمتاع تتسم به الدراما الإنسانية.

ومن خلال العديد من أعماله قدم أسامة أنور عكاشة الصراع الإنساني بواقعية وبلا خطابة أو ادعاء، لهذا فقد بقيت أعماله خالدة تماما تبقى شاهدا على انتقالات وتحولات تاريخ مصر، لقد قدم تجارب أخرى كانت رائعة تماما في الراية البيضا وقبلها الشهد والدموع أو أرابيسك، لكنه ظل مشغولا بالصراع البشري.

ولأسامة أنور عكاشة مسلسل لم يعرض كثيرا هو «عابر سبيل» قام ببطولته يحيى الفخراني، وكان أحد أهم الأعمال التي مزجت الفلسفة بالأفكار والصراعات البشرية. وإذا ذكرنا أسامة نذكر على الفور توأمه المخرج إسماعيل عبد الحافظ، بلدياته الذي ساهم بنصيب في هذه المسيرة الإبداعية.

هموم الطبقة الوسطى

عبر أسامة أنور عكاشة عن الكثير من الأفكار السياسية والاجتماعية بشكل يفوق الكثير من الأعمال الأدبية، وليس مصادفة أن يبدأ أسامة من حيث انتهى نجيب محفوظ، صحيح أنه عاد إلى الوراء في العشرينات وإلى الريف المتطلع إلى المدينة في «المصراوية»، لكنه لم يتخل عن رغبته في التقاط تحولات المجتمع المصري.

ويمكن القول إن الدراما التلفزيونية اختلفت تماما بعد أسامة أنور عكاشة عنها قبلها، مثلما اتخذت الرواية مع نجيب محفوظ اتجاها آخر مصريا وعربيا، كلاهما كان مهموما بالأفكار الإنسانية والطبقة الوسطى والمجتمع والمشاعر الإنسانية والصراعات والطموحات. وظل عنوانا على الإبداع والصدق.

إذا كان كثيرون يعتبرون نجيب محفوظ «أيقونة» الأدب المصري وعاطف الطيب «فلتة» في الإخراج السينمائي ويوسف وهبي «عميد» المسرح العربي، فإن أسامة أنور عكاشة بالنسبة للدراما العربية هو العميد والفلتة والأيقونة. هو صاحب بصمة خاصة جعلت من يشاهد مسلسلاته يصرخ بكل ثقة هذا المسلسل يحمل اسم أسامة أنور عكاشة وإن كانت الأفلام أو المسلسلات يتم تسويقها بأسماء الممثلين المشاركين فيها فإن اسم هذا الرجل وحده على أي مسلسل يكفي ويزيد.

يكره المط والتطويل ورغم هذا فإن لديه «نَفسا» طويلاً جعله يصبح رائدا ومعلما وأستاذا في مسلسلات الأجزاء، ومن غيره يمكنه أن يكتب «أيقونة» من خمسة أجزاء مثل «ليالي الحلمية»؟ أو ملحمة من جزءين مثل «الشهد والدموع» في وقت لم يكن الجمهور المصري أو العربي يستوعب فكرة أن يكون للمسلسل أجزاء في بداية الثمانينيات؟ والغريب أنه يكتب كل هذه الأجزاء دون أن يفقد نكهته الخاصة، تلك اللمسة السحرية التي تجعل من يشاهد العمل يتعايش معه، يشعر بأبطاله فيدخل معهم صراعاتهم ويحزن لانكساراتهم قبل أن يقطف في النهاية ثمرة الانتصار. في كل أعماله يأخذنا أسامة أنور عكاشة في رحلة مثيرة وممتعة من إبداعه الخاص والمميز. وبرحيل أسامة أنور عكاشة تكون الدراما العربية قد خسرت عميدها.

الإتحاد الإماراتية في

29/05/2010

 

رحيل أسامة أنور عكاشة.. فارس الدراما التليفزيونية

توفي عن عمر يناهز 69 عاماً بعد صراع مرير مع المرض

"ليالي الحلمية والشهد والدموع وضمير أبله حكمت وارابيسك وزيزينيا" أهم أعماله 

القاهرة - وكالات : توفي امس عبقري الدراما المصرية والعربية الكاتب المصري الكبير أسامة أنور عكاشة متأثرا بأزمة صحية ألمت به طيلة الشهرين الماضيين وانتهت به في مستشفى وادي النيل للحالات الحرجة بالقاهرة. توفي مؤلف "ليالي الحلمية" عن عمر ناهز 69 عاما وشيعت جنازته عصر امس من مسجد محمود بضاحية المهندسين بالجيزة غرب القاهرة . وكان عكاشة يتلقى العلاج في مستشفى وادي النيل التي نقل إليها اثر إصابته بضيق في التنفس بسبب معاناته من مياه على الرئة قبل أن يصدر قرار من الرئيس المصري حسني مبارك بعلاجه على نفقة الدولة كونه أحد أبرز المبدعين المصريين. وأجرى الكاتب الراحل من قبل عمليتي قلب مفتوح بسبب ضيق في شرايين القلب الأولى كانت عام 1998 والثانية قبل 3 أعوام. ويعد عكاشة أحد أهم مؤلفي وكتاب الدراما العرب وكان أول من كتب دراما الأجزاء في "ليالي الحلمية" أحد أشهر الأعمال الدرامية في تاريخ التليفزيون العربي. ومن أعماله المهمة "الشهد والدموع" و"عصفور النار" و"قال البحر" و"الراية البيضا" و"رحلة أبو العلا البشري" و" مازال النيل يجري" و"ضمير أبله حكمت" و"أرابيسك" و"زيزينيا" و"عفاريت السيالة" وأخيرا "المصراوية" وكان يعمل في أيامه الأخيرة على مسلسل درامي حول الشخصية المصرية. ولد عكاشة في 27 يوليو 1941 بمدينة طنطا بمحافظة الغربية وتخرج من كلية الآداب 1962 واشتهرت أعماله دائما بوجود لمحة عن مدينة الإسكندرية لحبه الشديد لها حيث كان يقضي معظم أشهر العام فيها متفرغا للكتابة بعد تخليه عن وظيفته الحكومية في وقت مبكر من حياته للتفرغ للكتابة. بدأ أسامة أثناء دراسته الجامعيَّة أولى محاولاته في مجال التأليف، ولكن هذه المؤلفات لم تر النور وقتها، ما دفعه فور تخرجه إلى العمل كاختصاصي اجتماعي في إحدى دور رعاية الأحداث، وانتقل إلى إحدى مدارس محافظة أسيوط في صعيد مصر، قبل أن يعود إلى مدينته كفر الشيخ ليعمل بالعلاقات العامة ومنها عاد إلى القاهرة حيث عمل في جامعة الأزهر. في عام 1982 قرر عكاشة تقديم استقالته من العمل الحكومي حتى يتفرغ إلى العمل الأدبي والكتابة .بدأت علاقة الراحل بالدراما عندما قرأ الأدبيان كرم النجار وسليمان فياض مجموعته القصصية الأولى، والتي حملت عنوان "خارج الدنيا" وصدرت عام 1967، حيث اتفقا على تحويل قصتين منها إلى سهرات تليفزيونية تعرض على شاشة التليفزيون في المساء، وكانت أول أعماله في الدراما "سباعية الإنسان والسراب" عام 1976. وعرف عن عكاشة كونه ناصري التوجه وفدي الهوى وكتب الراحل المقال الصحفي لسنوات طويلة في صحيفتي "الأهرام" و"الوفد" المصريتين وطالب في مقال شهير له بحل جامعة الدول العربية وإنشاء "منظومة كومنولث للدول الناطقة بالعربية" مبني على أساس التعاون الاقتصادي. وكان عكاشة من ابرز الكتاب الذين اعادوا الاعتبار الى مؤلف الدراما المصرية بمسلسلاته التلفزيونية التي ارتبطت بممثلين بارزين منهم فاتن حمامة في ضمير ابلة حكمت ومحمود مرسي في "لما التعلب فات" ومحمود المليجي في و"قال البحر" ويحيى الفخراني في أكثر من عمل. وللكاتب افلام سينمائية لكنها لم تحقق شعبية مثل مسلسلاته منها كتيبة الاعدام والهجامة ودماء على الاسفلت. وله روايات منها منخفض الهند الموسمي. ونال عكاشة أوسمة وجوائز أبرزها جائزة الدولة التقديرية. وقد بدأ عكاشه انتاجه الثقافي كناصري وعروبي الا انه غير مساره الفكري في السنوات الاخيرة واصبح اكثر تركيزا واهتماما بالقضايا المصرية.ومن بين مواقفه المثيرة للجدل في السنوات الاخيرة مثل هجومه على عمرو بن العاص فاتح مصر يذكر أن اخر ظهور للراحل كان في عزاء الكاتب محمود السعدني شقيق الفنان صلاح السعدني، حيث بدأ أسامة عكاشة وقتها التأثر بشدة لرحيل أحد أصدقائه المقربين وقد شارك في تشييع الجثمان لمثواه الاخير عدد كبير من الفنانين المصريين الذين اعربوا عن حزنهم الشديد لوفاة رائد الدراما المصرية والعربية فقدنا كاتبا كبيرا وصديقا عزيزا وانسانا جميلا " بتلك الكلمات عبرت الفنانة الكبيرة سميرة أحمد عن بالغ حزنها لوفاة عكاشة الذي شاركته العديد من الأعمال الدرامية مثل "امرأة من زمن الحب" و"أميرة في عابدين" و"أحلام في البوابة". وقالت ان " "أعمال اسامة مميزة جدا وعلامة مضيئة في تاريخ الدراما المصرية، وانا حزينة جدا على فقدان اسامة الصديق والكاتب وربنا يجعل مثواه الجنة".أما الفنانة رجاء الجداوي، فأكدت انها لاتعرف ماذا تقول في ذلك المصاب الجلل، الا انها تمالكت نفسها وعبرت عن مدى حزنها لفقد من قدم احلى الاعمال التلفزيونية .وقالت كل" خوفي ما يطلعش أسامة انور عكاشة تاني، لأن كل من يرحل يترك مكانه فارغا، ولا يستطيع احد ان يحل محله في الخط الدرامي الذي يسلكه" .ووصفت الممثلة القديرة ليلى طاهر الفقيد بأنه قيمة فنية كبيرة وعقلية متفتحة ومثقف يعبر عن الشعب والناس واستبعدت ان يستطيع احد يحل مكانه قائلة " كان شخصا لا يهمه المال أو الوقت، فربما يمضي عامين في كتابة عمل واحد يعطيه حقه ويعبر عما يدور في المجتمع ".واعتبر النجم خالد زكي، الذي ارتبطت بدايته بالراحل في مسلسل "الشهد الدموع،  وفاة عكاشة خسارة كبيرة جدا على المستوى الفني والانساني.وقال "ادعو الله ان يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته الصبر والسلوان، وان كان قد رحل عنا فإنه معنا بأعماله الخالدة وبصوت مليء بالحزن والشجن، قال الفنان القدير رشوان توفيق "مصر فقدت عمودا أساسيا من أعمدة التاريخ التلفزيوني فهو كاتب له فكر وله كلمة".وأضاف "الناس اللى في الثالث"  كان آخر عمل مثلته من تأليف أسامة انور عكاشة، والمعروف عنه صدق الكلمة ولا يخاف في الحق لومة لائم ". ومن جانبه، قال الفنان أحمد بدير فوجئنا بنبأ وفاة اسامة انور عكاشة، الذي اعتبره "الأب الشرعي" للدراما التلفزيونية وبوفاته فقدنا "نجيب محفوظ الدراما"، واستبعد بدير ان يستطيع احد ان يحل مكان الكاتب الكبير خصوصا انه رمز من الرموز الكبيرة .أما الفنان صلاح السعدني فقال : "كل ما استطيع أن أقوله إننا فقدنا أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو في العالم العربي كله، فهو المؤلف الوحيد الذي تغلغل في أعماق الشخصية المصرية وقدم نماذج مختلفة منها وأفتخر بانني كنت احد الشخصيات التي رسمها وقدمتها وكانت من أشهر الشخصيات في الدراما التليفزيونية ألا وهي شخصية" حسن أرابيسك"  وفي النهاية لا استطيع سوى أن اقول اللهم اغفر له واسكنه فسيح جناتك" .بينما قال الفنان القدير محمود ياسين: ندعوله بالمغفرة والرحمة فهو يعتبر علامة من علامات عالمنا العربي كله فاعماله مميزة ومحفورة في أذهاننا جميعا فيكفي أنه رصد مسيرة المصريين وقدم لنا تاريخنا عبر أعماله واشار إلى التغيرات السياسية والاجتماعية التي طرات على المجتمع المصري بأسلوبه السلس المميز لذلك فقد فقدنا اليوم علماً من أعلامنا.رفضت الفنانة صفية العمري الحديث في البداية من شدة الصدمة قائلة : وفاته بالنسبة لي صدمة كبرى وخاصة أنني اعتبره أبي الروحي فجمعتني به "عشرة عمر" ولكنني منذ تلقيت الخبر وأنا لا استطيع الحديث لذلك اكتفي بقول "الله يرحمه ويغفر له".ومن المعروف أن أهم أدوار صفية العمري التي ارتبطت في أذهان الجمهور هي شخصية نازك السلحدار في رائعة الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة "ليالي الحلمية".ووصفته الفنانة سميحة أيوب برائد الدراما التليفزيونية الذي أمتعنا باعماله التي كانت تبرز تاريخنا وتعكس واقعنا بكل ما يحمله من هموم وافراح، فهو المؤلف الوحيد الذي استطاع أن يجعل الشخصية المصرية تنبض خلال تقديمها على الشاشة، فقدم شخصية الباشا والعمدة والهانم والشغالة وجميع النماذج المصرية الاصيلة لذلك ستبقى أعماله خالدة .

الراية القطرية في

29/05/2010

 

أسامة أنور عكاشة امتلك بقلمه مفاتيح الشخصية .. غاص في النفس البشرية

رحيل عملاق الدراما .. أسامة أنور عكاشة 

فقدت الرواية العربية والدراما التليفزيونية عملاقا ومبدعا كبيرا بعد أن استسلم للمرض واستراح قلبه من مشارط الجراحين.

رفع القصصي والروائي والسيناريست أسامة أنور عكاشة "الراية البيضا" وأسلم الروح. تاركاً وراءه ميراثاً رائعاً وكنزاً أدبياً من الأعمال الفنية. بدأت بسباعية "الإنسان والحقيقة" وانتهت "بالجزء الثاني" من مسلسل "المصراوية" الذي عرض في رمضمان الماضي والذي حاز علي جائزة أفضل تليفزيوني. وهو يجسد تاريخ الشعب المصري منذ عام .1914

وقد تكلل إنتاجه الثري بحصوله علي جائزة التفوق في الفنون عام .2002

يعد أسامة أنور عكاشة إحدي العلامات البارزة في تاريخ الدراما التليفزيونية والسينمائية في مصر والعالم العربي.

وتعتبر أعماله للشاشة الصغيرة الأهم والأكثر متابعة وجاذبية.

والراحل من مواليد كفر الشيخ عام 1941 وحاصل علي ليسانس الآداب من كلية الدراسات الاجتماعية والنفسية جامعة عين شمس عام 1962 مما ساعده علي فهم الظواهر الاجتماعية وعلاقة الفرد بمجتمعه كما غاص في أعماق النفس البشرية وناقش دواخلها وصراعاتها في أعماله المتنوعة والتي تجاوزت الأربعين مسلسلا وأكثر من 15 سهرة تليفزيونية بالاضافة إلي أعماله الإذاعية والمسرحية والسينمائية.

ولم ينس عكاشة ولعه بالرواية واعتبر أعماله الدرامية روايات تليفزيونية ولم يجر الانتاج القصصي الذي بدأه بمجموعة خارج الدنيا عام 1978 وحتي آخر رواياته سوناتا لتشرين عام 2008 وتحت النشر "شق النهار".

عميد الدراما

والراحل لقب بعميد الدراما التليفزيونية ونجيب محفوظ التليفزيوني لانحيازه للحارة المصرية بأصالتها في أعماله وكتب مجموعة من أشهر وأنجح المسلسلات خصوصا مسلسلات الأجزاء التي شرحت المجتمع المصري وطرحت التغيرات التي طرأت عليه علي مدي زمن طويل مثل ليالي الحلمية والشهد والدموع ورحلة أبو العلا البشري وزيزينيا بالاضافة إلي المسلسلات الاجتماعية مثل "ضمير أبلة حكمت" و"أرابيسك" و"الراية البيضا" و"امرأة من زمن الحب".

وكان لنجاحه التليفزيوني الواضح أثر كبير في تبني الناقد الراحل عبدالقادر القط لمقولة ان الدراما أصبحت ديوان العرب.

وكان الفقيد قبل وعكته الصحية الأخيرة.. يكتب مسلسلا جديدا بعنوان "تنابلة السلطان" ويعد الجزء الثالث من "المصراوية" وخاض عدة جولات من الصراع مع المرض لا سيما الفشل الكلوي والسكر والقلب وكان يخرج من أزماته الصحية بعمل جديد يسعد به الجمهور.

وشكل ثنائيات فنية ناجحة مع المخرج عاطف الطيب في السينما والمخرجين محمد فاضل وإسماعيل عبدالحافظ في التليفزيون كما قدم ابنه هشام عكاشة الذي أخرج روايته "وهج الصيف".

كان والد الفقيد يعمل في التجارة بمحافظة كفر الشيخ. وهي المحافظة التي ينتمي إليها. أما مدينة طنطا فهي المدينة التي نشأت فيها والدته.

تلقي تعليمه الابتدائي والثانوي بمدارس كفر الشيخ والتحق بكلية الاداب قسم الدراسات الاجتماعية والنفسية بجامعة عين شمس والتي تخرج فيها عام 1962. وقد كانت أولي محاولاته في مجال التأليف خلال فترة دراسته الجامعية. عمل مدرسا بالتربية والتعليم 1963 1964. ثم عضوا فنيا بالعلاقات العامة بديوان محافظة كفر الشيخ 1964 1966. واخصائيا اجتماعيا بجامعة الأزهر 1966 1982. عضو اللجنة المصرية لحقوق الانسان. عضو لجنة التضامن الآسيوي الافريقي. له أكثر من عشرين مسلسلا للتليفزيون وخمسة سيناريوهات للشاشة الكبيرة.

بدأ حياته الأدبية باصدار العديد من القصص والروايات وله في مكتبة الابداع العربي مجموعة قصصية بعنوان "خارج الدنيا" صادرة في 1967 من المجلس الأعلي لرعاية الفنون والاداب. رواية "أحلام في برج بابل" 1973. مجموعة قصصية "مقاطع" من أغنية قديمة صادرة 1985. رواية "منخفض الهند الموسمي" عام 2000. رواية "وهج الصيف" صادرة 2001. كتاب "أوراق مسافر" صادر 1995. كتاب "همس البحر" صادر 1995. كتاب "تاريخ خريف" صادر 1995. الإسكندراني "نص سينمائي" 1992. عشر حلقات من سيناريو الجزء الرابع لمسلسل "ليالي الحلمية" نص درامي منشور 1993. نص مطبوع مسرحية الناس اللي في الثالث 1994. وشارك في مؤتمر الابداعا العربي الأول بالمغرب 1988. وحصل علي شهادة تقدير عن مسلسل "ليالي الحلمية" في عيد الإعلاميين السابع .1990 وهو عضو اتحاد كتاب مصر وعضو نقابة المهن السينمائية وحاصل علي جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلي للثقافة عام .2002

وكان للروائي سليمان فياض دور كبير في اكتشافه ككاتب دراما والقصة. عندما حصل سليمان فياض علي مجموعة قصصية للراحل وأعد إحدي القصص في شكل سهرة تليفزيونية وبعد ذلك بعام اختار كرم النجار قصة أخري من المجموعة بعنوان الإنسان والحبل وقدمها في شكل سهرة تليفزيونية بعد ذلك قيل لعكاشة لماذا لا تكتب انت السيناريو مباشرة ففعل ليتحول بعدها لواحد من أبرز كتاب الدراما العربية وتعد أغلب المسلسلات التي كتبها أسامة أنور عكاشة علامات في تاريخ الدراما العربية. منها "الشهد والدموع" و"الراية البيضا" و"رحلة السيد أبوالعلا البشري" و"ليالي الحلمية" التي قدم منها خمسة أجزاء. و"المصراوية" الذي عرض جزؤه الثاني في رمضان الماضي. اضافة إلي أعماله. "وقال البحر. ريش علي مفيش. لما التعلب فات. عصفور النار. ومازال النيل يجري. ضمير أبلة حكمت. الشهد والدموع. أرابيسك. زيزينيا. امرأة من زمن الحب. أميرة في عابدين. كناريا وشركاه. عفاريت السيالة. أحلام في البوابة".
اضافة إلي خمس عشرة سهرة درامية أهمها: "حب بلا ضفاف سكة رجوع الغائب الملاحظة مشوار عيد البراءة الكومبيوتر الشرير العين اللي صابت تذكرة داود".

وله من الأفلام السينمائية: "كتيبة الإعدام تحت الصفر الهجامة دماء علي الأسفلت الطعم والسنارة الإسكندراني تحت التصوير".

كما قدم العديد من العروض المسرحية منها: القانون وسيادته "فرقة مسرح الفن "جلال الشرقاوي" 1988. البحر بيضحك ليه؟ "فرقة الفنانين المتحدين 1990". الناس اللي في الثالث "فرقة المسرح القومي 2001".

كان قد تم ترشيحه لكتابة عمل عن حرب أكتوبر غير ان المشروع قد تعثر ثم توقف كلية وقد شارك في جلسات التحضير له لجنة مؤلفة من عشرين قائدا من قادة حرب أكتوبر وعقدت جلسات عمل استغرقت أسابيع. ولدي الفقيد أسامة أنور عكاشة تسجيلات هذه الاجتماعات وكانت هذه الجلسات برئاسة المشير محمد علي فهمي. ومازال المشروع موجودا ومعالجته موجودة والتسجيلات موجودة ضمن مكتبة أسامة أنور عكاشة.

رصيد كبير

ولأن لعكاشة رصيدا كبيرا في الفن والحياة جعل من الكاتب المصري الأقرب إلي نبض الجماهير تنعيه د.نسرين بغدادي أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية اننا فقدنا كاتبا متميزا وأصيلا لمس الحياة المصرية من كافة جوانبها بالتعايش والمعرفة ونبه إلي الحفاظ علي الثقافة والهوية المصرية وركز علي قيمة التعليم كسلاح للطبقات الفقيرة.

وتضرب المثل بأعماله المميزة "كالشهد والدموع" الذي قدم قصة كفاح المرأة المصرية التي تضحي بكل شيء من أجل أبنائها مظهراً أصالتها وإيثارها ومحذرا في ذات الوقت من المادة التي تشوه العلاقات الأسرية والتراحم.

وفي "ليالي الحلمية" ألقي الضوء علي التغير الاجتماعي الذي أصاب ملامح الشخصية المصرية مطالبا بالحفاظ علي الجذور الحقيقية للإنسان المصري التي تتمثل في أصالة ودفء الحارة الشعبية.

وفي "أرابيسك" طرح بذكاء الثقافة المصرية الأصيلة وما تتمتع به من مفردات مميزة وكيف تواجه بالأصالة رياح التغريب منها في الوقت نفسه إلي ضرورة الحفاظ علي خصوصية الفن المصري.

وفي "الراية البيضا" تناول أثر المكان في الإنسان وحذر من موجات عاتية من القبح والجهل تحاول السيطرة علي المقدرات الثقافية المصرية.

وتختتم بأن عكاشة برصيده الكبير قد حفر مكانه ضمن قائمة الكتاب المبدعين الذين يرحلون بأجسادهم وتبقي أعمالهم في قلوب وعقول المواطنين.

وكان الراحل يقول دائما "أتمني أن أكتب حتي آخر لحظة في حياتي ولا أشعر في أي وقت بأني عاجز عن امساك القلم".

موقع "إيجيبتي" في

29/05/2010

 
 

فنون / نجوم

أولاده ورفاقه يتحدثون عنه ويشكون صدمتهم بخبر وفاته

مصر تشيع أسامة أنور عكاشة في غياب ممثل رسمي عن الدولة

أحمد عدلي من القاهرة

شيعت بعد صلاة عصر أمس جنازة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة بحضور عدد كبير من الفنانين والمنتجين الذين ربطتهم صلة بالكاتب الراحل، وتحدثت إيلاف إلى أبنائه وعدد من الفنانين الذين شاركوا في مأتمه الذين عبَّروا عن صدمتهم من رحيله.

القاهرة: أدى الحضور صلاة العصر وبعدها صلاة الجنازة على جثمان الراحل، قبل أن يتم نقله لدفنه في مقابر الأسرة في مدينة 6 أكتوبر فيما انتقد الحضور عدم وجود ممثل رسمي عن الدولة، ولاسيما ان الكاتب كان يمثل قيمة فنيَّة كبيرة لمصر.

كان في مقدمة الحضور نجل الراحل والمخرج إسماعيل عبد الحافظ، والفنان القدير يحيى الفخراني، سامح الصريطي، أشرف زكي نقيب الممثلين، وحيد حامد، محمد العدل، جلال الشرقاوي، محمود ياسين، علي أبو شادي، طارق النهري، محمود سعد، وائل الإبراشي، ممدوح الليثي، بلال فضل، يوسف القعيد إضافة إلى عدد كبير من محبي عميد الدراما التلفزيونيَّة.

ورفضت غالبية الحضور الحديث مع وسائل الإعلام، حيث بدت عليهم الصدمة وشدة التأثر لرحيل الكاتب الكبير، وسيطرت الدموع على كل من يحيى الفخراني ومحمود ياسين. ويقام العزاء في مسجد عمر مكرم  في وسط القاهرة مساء يوم الاثنين المقبل .

وكان أسامة أنور عكاشة قد رحل في ساعة مبكرة من صباح أمس حيث وافته المنية عن عمر يناهز الـ69 عامًا بعد صراع قصير مع المرض لم يدم سوى أيام .

فنانون ومنتجون يتذكرونه

وشكل رحيل الكاتب أسامة أنور عكاشة صدمة لكل محبيه، وعشاقه، والفنانين الذين عملوا معه على مدار أكثر من 4 عقود أخلص فيها الكاتب الراحل للفن، إيلاف تحدثت إلى أبنائه وعدد من الذين تعاملوا معه عن قرب والذين صدموا من خبر وفاته أمس .

قال الكاتب محفوظ عبد الرحمن، والذي يعتبر صديق عمر عكاشة، حيث ارتبطت صداقتهم منذ أيام الطفولة، إن القدر كان أسرع من إبداعات عكاشة حيث كانت لديه العديد من المشاريع التي كان ينوي تقديمها.

أما عميد الفنانين صلاح السعدني، فكان صوته يكاد لا يسمع وهو يتحدث بسبب الحزن الشديد، فقال هذا هو خبر الوفاة الثالث خلال أيام، فبعد وفاة شقيقي، ووفاة رفيق عمري الفنان عبد الله فرغلي، فقدت أقرب أصدقائي برحيل عكاشة .   

 وأضاف السعدني كان عكاشة دائما ما يقاوم المرض من خلال العمل، حيث كان دائم الحديث عن مشروعاته الجديدة التي يحضر لها في الوقت الحالي، وخصوصًا مسلسل "تنابلة السلطان"، الذي انتهى من كتابة 10 حلقات منه، ولكن ظروفه الصحيَّة في أيامه الأخيرة منعته من استكمال العمل. واستطرد "رحم الله أخي وزميلي عبد الله فرغلي وأسامة أنور عكاشة"

أما صديقه في الحياة والعمل المخرج إسماعيل عبد الحافظ فقال: "خسرت اليوم توأم روحي وصديق عمري، كما خسرت الدراما اليوم أحد رجالها الذين أخلصوا لها طوال عمرهم" . وأضاف: "كان أسامة بسيطا في حياته يحاول أن يعكس حياة البسطاء من المجتمع المصري من خلال أعماله فلم يشعر أحد يومًا بأنه متعالٍ، وكان طيبًا وودودًا مع كل الناس سواء يعرفهم أو لا يعرفهم. واستطرد، وعلى الرغم من اشتداد المرض عليه منذ نهاية العام الماضي إلا أنه استمر في الكتابة، وكنا نعد مسلسل "تنابلة السلطان" إضافة إلى مسلسل جديد بعنوان "الطريق 2000".

واعتبر الكاتب الكبير يوسف القعيد أن عكاشة يعتبر مؤسس الدراما التلفزيونيَّة الحديثة، مؤكدًّا أنه نجح من خلال العديد من الأعمال التلفزيونيَّة أن يجعل المسلسلات أكثر متابعة من مبارايات كرة القدم. وأضاف: "قرَّب عكاشة بين الأدب والدراما وظل طوال عمره مهمومًا بقضايا المصريين، ويعبِّر عنها من خلال كتابته".

من جهته قال الكاتب والسيناريست، محمد صفاء عامر، إنه بوفاة أسامة أنور عكاشة خسر أحد أعز أصدقائه، مشيرًا إلى أنه كان دائم الاتصال به، وكان مهتما بمتابعة حالته الصحيَّة خلال الوعكة التي تعرض لها مؤخرًا. وأشار إلى أنَّ آخر اتصال به كان مساء يوم الأربعاء الماضي لكنه لم يكن قادرًا على الكلام، فتكلم مع نجله هشام.

أما الكاتبة فتحية العسال فانهارت باكيةً وسيطرت عليها حالة من الحزن الشديد طوال يوم أمس، مؤكدةً أنها لن تستطيع أن تعبِّر عن مدى صداقتها وارتباطها به مكتفيةً بالقول: "اليوم خسرنا هرما جديدا من أهرامات مصر"

من جهته قال الفنان محمود ياسين إن الدراما العربيَّة خسرت بوفاة عكاشة، أستاذ وضع قواعد الدراما ليسير عليها مَنْ بعده مِنَ الكُّتاب، لافتًا إلى أن كل أعماله تعتبر بمثابة مدرسة مستقلة يجب تدريسها للأجيال الشابة كي تستطيع أن تستفيد منها.

وقال المخرج محمد فاضل في حديث مقتضب وبنبرة حزن قوية: "من الصعب ان أتحدث عن زميل وجار لي، وبيننا عشرة أكثر من ربع قرن" حيث كان الراحل يقيم مع عكاشة في العقار نفسه.

من جهتها فوجئت الفنانة اثار الحكيم بالخبر وقالت إنه كان بمثابة الصدمة التي استيقظت عليها صباح أمس مؤكدةً أن المسلسل الذي جمعها معه وهو "زيزينا" تعتبره من أهم محطاتها الدراميَّة، وأضافت: "قيمة أسامة أنور عكاشة لن تتكرر ولن يأتي من يستطيع أن يحل محله".

أما الفنانة إلهام شاهين فترى أن عكاشة نجح في أن يقدم العديد من المسلسلات في أجزاء وحلقات كبيرة دون أن يشعر الجمهور بالملل، بل نجح في زيادة جذب المشاهدين لأعماله، مؤكدةً أن هذه الميزة لم يستطع أحد أن ينافسه فيها، وأضافت: "كان يهتم بتفاصيل العمل وكل صغيرة وكبيرة فيه، ويناقش الممثلين في أدوارهم"، مشيرةَ إلى أن مكانته يصعب الوصول إليها مجددًّا.

أما الفنانة الشابة ميس حمدان فقد بدا التأثر عليها بشدة من خلال حديثها مؤكدةً استمتاعها بالعمل في الجزء الثاني من مسلسل "المصراوية"، آخر أعمال الراحل مشيرةً إلى أنَّها سعدت بترشيحها للدور في المسلسل، وأضافت: "استفدت منه كثيرًا وساهم في نجاحي كثيرًا، وكان خبر وفاته بمثابة "صاعقة" أصبت بها". داعيةً له بالمغفرة.

من جهتها قالت الفنانة سميرة أحمد إن الراحل كان من أفضل كتاب الدراما في مصر مؤكدةً أنَّه كان يعرف كيف يختار الشخصيات لأعماله بحيث يكون هناك توافق بينهم، وأضافت: "شرفت بالعمل معه في ثلاثة من أروع أعمالي في الدراما، وكنت أتمنى العمل معه مجددًا لأنه يعرف كيف يوظف مشاكل المجتمع المصري والعربي في أعماله بصورة جيِّدة.

أبناؤه يرثونه

أما نسرين عكاشة نجلة الكاتب الراحل فقالت: "إنَّ القرار الذي صدر بعلاجه على نفقة الدولة مؤخرًا كان له فضل كبير في تحسن حالته الصحيَّة قبل الوفاة بأيام، حيث شعر بأن الدولة تقدره وأنَّ مكانته كبيرة.

وأضافت على الرغم من طول فترة مرضه إلا أنه لم يفقد الوعي في المستشفى خلال أيامه الأخيرة، لافتةً إلى أنه كان دائم النظر إلى أفراد أسرته، وكان على وعي تام بكل ما يدور حوله، وظلت ابتسامته ترافقه حتى لحظة الوفاة. وأشارت وعلى الرغم من أن الأطباء منعوا عنه الزيارة بسبب تدهور حالته، إلا أن هناك العديد من زملائه وأصدقائه كانوا حريصين على أن يزوروه حتى لو لم يلتقوا به .

من جهته قال هشام نجل عكاشة: "إن معاناة والده بدأت بعد العمليَّة الجراحيَّة التي أجراها لإزالة الكلي اليمنى في المركز الدولي للكلي في مدينة المنصورة، مشيرًا إلى أنه اكتشف بعدها أن الكلي اليسرى مصابة بالسرطان. وأشار إلى أنَّ والده لم يكن مهتمًا بهذا المرض على الرغم من خطورته، لافتًا إلى أنه كان حريصًا على ان يقاوم المرض، بحيث لا يتمكن منه، وذلك من خلال الاستمرار في العمل .  

إيلاف في

29/05/2010

 

أسامة أنور عكاشة بين الناصرية والوفد

أكرم القصاص 

طوال مسيرته الإبداعية أصاب أسامة أنور عكاشة النقاد بحيرة، فقد عجز كثيرون عن تصنيفه أيديولوجيا، البعض رآه ناصريا، والبعض صنفه وفديا، بينما الواقع أن أسامة أنور عكاشة كان مثقفا مستقلا فى أفكاره، وروائيا أنصف كل تيار سياسى، وقدم بشرا من دم ولحم، فى ليالى الحلمية قدم كل التيارات والأطياف السياسية والاجتماعية، كما هى من لحم ودم، دون أن يقع فى فخاخ التعميم أو السطحية. ولهذا من الظلم تصنيفه كناصرى أو وفدى بينما كان ينتمى إلى عالم الإبداع.

فى ليالى الحلمية قدم أسامة أنور عكاشة مقطعا عرضيا وطوليا فى المجتمع المصرى، بشكل فائق الجودة، قدم شخصية الباشا سليم البدرى الرأسمالى الصناعى.. فى الحلمية كانت مصر بكل طبقاتها بدءا من الباشا سليم البدرى رجل الصناعة إلى العمدة سليمان غانم القادم الإقطاع الزراعى القادم للبحث عن عالمه فى القاهرة، ومع هؤلاء كان العمال والمهنيون. والقهوة التى تربط المكان كله.

كان أسامة يتحدث عن أولاد البلد والجدعنة، ومن الانتماءات الأيديولوجية .. الوفد و العمال ،الشيوعيين وأنصار مصر الفتاة، والإخوان.. لم يهمل أحد ولم يتجاهل تيارا، لقد كانت مصر معروضة بعدالة، ولم يظهر انحياز أسامة لأى من الفرق، ومع أنه صنف ناصريا من قبل أنصار السادات الذين اتهموه بالناصرية، فقد أنصف السادات فى انتصار أكتوبر، وانتقد فترة الانفتاح والفوضى الاقتصادية. وبالرغم من انحيازه للفترة الناصرية لم يمنعه من تقديم شخصية الباشا ربما للمرة الأولى فى الدراما بدون تهويل أو تهوين.

عندما قدم الفترة الناصرية فقد ركز على فكرة الحلم إلى العدالة وإلى النهضة والتصنيع لكنه انتقد غياب الديمقراطية، وشيوع فكرة الولاء والتداخل بين أهل الثقة وأهل الخبرة، وعاد فى السبعينات ليقدم صورة أخرى وتطورا آخر لشخصياته التى انتقلت من الستينات إلى مابعد الانفتاح وكيف كانت صدمة هزيمة يونيه قد أطاحت بالكثير من الأحلام، تجلت فى شخصية على البدرى الذى عاد ليعمل فى البيزنيس المتوحش لقد لمس أسامة أنور عكاشة فى ليالى الحلمية طبقات المجتمع المختلفة وقدمها دون انحياز مسبق أو تزويق.

وكانت أعمال أسامة ومقالاته ومواقفه تؤكد انحيازه للديموقراطية والحرية بقوة، وربما لهذا كانت موضوعية أسامة هى التى جعلته قادرا على انتقاد الناصرية دون أن يحسب معاديا وانتقاد الوفد دون أن يحسب على اليسار كما أعطى تقريبا لكل تيار حقه من الانصاف والنقد.وقد كان أسامة أنور عكاشة يكتب فى جريدة العربى الناصرية وفى جريدة الوفد دون أن يجد تناقضا، ربما لأنه مبدع ينتمى للمستقبل، الذى لايتوقف عند محطة واحدة من التاريخ، ولا يسجن خلف قضبان التعصب،كما أنه قدم شخصية المسيحى فى أعماله كجزء من الدراما مثلما كان الأقباط دائما جزءا من المجتمع، ولم يضعها بشكل دعائي.لقد كان أسامة يكتب عن المجتمع وليس عن أفراد منفصلين.

لهذا فقد كانت أعمال أسامة أنور عكاشة من الأعمال التى تنظر للحركة الوطنية كما هى وليس من وجهة نظر إيديولوجية ضيقة، ولهذا احتفظ بعلاقات طيبة مع اليمين واليسار والناصريين. كان يكتب فى الصحف الناصرية وفى الوفد، لأنه احتفظ دائما بأفكاره، واحتفظ أيضا بميزة مهمة هى الرغبة فى العدالة وعدم الانسياق إلى الانحيازات المباشرة التى تفسد الإبداع، ولهذا عجز ضيقو الأفق هواة القوالب الجامدة عن تصنيفه، بينما كانت هذه أهم ميزاته أنه يطرح الأسئلة، دون أن يقع فى فخاخ التعميم والسطحية.

اليوم السابع المصرية في

29/05/2010

 

 

لن نرفع الراية البيضا!

محمد الدسوقى رشدى

 

بعد صراع طويل مع المرض ومعاناة شديدة مع تقلبات الزمن نزل بالأمس تتر نهاية مسلسل درامى عظيم اسمه أسامة أنور عكاشة.. عكاشة لم يفاجئنا بالموت كما كان يفعل فى أعماله الدرامية، بل ظل على مدار ثلاث سنوات يصارع المرض وكأنه يمهد لنا أن موعد مشهد الفراق قد اقترب..إن المسلسل الذى بدأ بميلاده فى مدينة طنطا سنة 1941 وتعقدت أحداثه سنة 1962 حينما تخرج من كلية الآداب وعمل أخصائيا اجتماعيا ثم مدرسا فى أسيوط سيتوقف عند الحلقة 69 ولن يفرز المزيد من الأعمال الدرامية الخالدة.

هناك ألف طريقة وطريقة لأن أكتب بها عن أسامة انور عكاشة، وهناك ألف صيغة وصيغة لأن أكتب بها عن رجل على رأس قائمة أفضل من كتبوا وأفضل من صاغوا وتلاعبوا بالكلمات وسخروها لخدمة الناس والوطن والترفيه عنهم فى نفس ذات الوقت، والكتابة عن رجل بهذا الحجم وهذه القيمة لو تعلمون هى أصعب مايمكن فعله.. لذلك دعونى أكتب لكم عن لحظة الندم التى أعيشها الآن.

حتى 10 سنوات ماضية كان أسامة أنور عكاشة بالنسبة لى هو الرجل صاحب المسلسل الطويل الكئيب "ليالى الحلمية" الذى كان يحرمنى والدى بسببه من متعة التعامل الفردى والمزاجى مع التلفزيون، كان يستحوذ على الشاشة ويطلب الهدوء ويظل يحدثنى عن هذا المسلسل وكأنه يحدثنى عن كتاب تاريخ واجب على المصريين قرائته، كان يقول لى دائما: اقعد اتفرج عشان تفهم وتعرف، وحينما أبدى رفضى يضحك كثيرا ويقول: لما تكبر هتفهم قيمة المسلسل..ولما كبرت فهمت، شاهدت الأجزاء الخمسة كاملة وعرفت لماذا قال لى أبى رحمه الله أن تاريخ مصر الحديث سياسيا واجتماعيا ومستقبلها موجود فى الأجزاء الخمسة لليالى الحلمية، شاهدت الأجزاء الخمسة وتأكدت أننى أمام معجزة كل هذه الشخوص وكل هذه السنوات وكل هذه الأمكنة تلاعب بها أسامة انور عكاشة دون أن يفقد خيطا واحدا، ودون أن تضعف فى يده حبكة درامية، كل هذه الشخوص وكل هذه التغيرات وكل هذه الإنفعالات وكل هذه الإنقلابات والتطورات نسجها أسامة أنور عكاشة ليصنع منها تاريخ مصر المصور ويتنبأ بمستقبلها بالصوت والصورة أيضا.. ارجعوا إلى ليالى الحلمية وسوف تشاهدون مصر على حقيقتها، سيرى كل واحد منكم نفسه فى شخوصها بداية من سليم البدرى ومرورا بزينهم وناجى السماحى والعمدة سليمان غانم وحتى على البدرى قبل وبعد التعديل و سولى ابن البرنسيسة نورهان.. رجعوا لليالى الحلمية وذاكروا حلقاتها الأخيرة جيدا لتعرفوا أن أسامة أنور عكاشة كان أول من تنبأ بوضعنا الحالى وما نحن فيه الأن.. إرجعوا إلى أرابيسك ورحلة أبو العلا البشرى وستعرفوا أن أسامة أنور عكاشة أدرك أن أزمة هذا الوطن أنه بدأ يخلق قيمه وإخلاقه فقرر هو أن يحمل على عاتقه هم إعادة نشرها وغرسها فى نفوس الناس ولم يمل من ذلك فكتب ضمير أبلة حكمت والراية البيضا.

هذا الرجل الذى رحل بعد سنوات من المرض والصراع مع تردى الحالة السياسية والإجتماعية ومواجهة دخلاء الفن والثقافة ولم يشرفنى القدر بلقائه سوى مرتين غلب عليهما الطابع الصحفى ، لم يكن مجرد سيناريست او مؤلف ولا يصح أن نقول أنه كان سيناريست أو مؤلف فى زمن أصبح المؤلف والسيناريست فيه مجرد ترزى وكاتب سطور بلا معنى، هذا الرجل رحل وتركنى أغوص فى بحر الندم واللوم لأننى لم أذهب إليه كما كنت أخطط منذ شهرين لأقبل يده وأخبره كم كانت ليالى الحلمية رائعة وكم كانت أرابيسك موجعة ولوجعها حلاوة لا تزول.. كنت أرى أن هذا حقنا عليه أن نذهب إليه وننحنى تلك الإنحناءة الخفيفة ونقول له اطمئن فلقد وصلت رسائلك، ولكن هذه عادتنا لا نبدى امتنان ولا نتذكر ان نشكر من يستحق إلا بعد أن يفوت الأوان.. وهاهو الأوان قد فات.. ورحل أسامة أنور عكاشة وترك الدراما يتيمة، ولكنه ترك للناس دروس مصورة فى القيم والأخلاق داخل رحلة أبو العلا البشرى وكنوز من الشهامة والشجاعة مع حسن أرابيسك ورسم للوطن وللمجتمع طرق كثيرة للنجاة والتطور فى ليالى الحلمية والراية البيضا.. الذى عاش ومات وهو يدعو ألا نرفعها أبدا.

اليوم السابع المصرية في

29/05/2010

 

رحيل أديب الدراما التلفزيونية أسامة أنور عكاشة صاحب «ليالي الحلمية»

أثرى حياتنا بكثير من الأعمال المتميزة وحقق «نجومية الكاتب»

القاهرة: محمد حسن شعبان 

رحل عن عالمنا أمس أديب الدراما التلفزيونية أسامة أنور عكاشة، عن عمر يناهز 69 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، تاركا رصيدا كبيرا من الأعمال المميزة، التي تؤرخ لسنوات التحول الاجتماعي والسياسي في مصر.

وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد أمر بتوفير كل ما يلزم لعلاج فقيد مصر والعالم العربي على نفقة الدولة، بعد تدهور حالته الصحية قبل أيام، دخل على أثره غرفة العناية الفائقة بأحد مستشفيات القاهرة.

وشيع حشد غفير من الكتاب والفنانين والمثقفين ورجال الدولة وعامة الناس جثمان الفقيد عصر أمس بعد الصلاة عليه في جامع مصطفى محمود بمنطقة المهندسين بالجيزة.

نجح عكاشة في اختراق الذاكرة الجمعية للمصريين عبر سلسلة من الأعمال التي شهدت نجاحا غير مسبوق، كان كفيلا بأن ينتقل بها إلى الشارع المصري لتصبح أسماء لمحال تجارية ومقاه ومن أشهرها: «ليالي الحلمية» و«زيزينيا» و«الراية البيضا» «أرابيسك».

وفي زمن تراجعت فيه عادة القراءة، شكل أسامة أنور عكاشة وجدان أجيال عبر شخصيات حية، وتحليل عميق لما جرى في مصر الحديثة منذ زمن الملكية وحتى اللحظة الراهنة.

وقبل أقل من ثلاثة أشهر قال عكاشة في حوار صحافي لإحدى المجلات المحلية: «لا يوجد شيء كامل في هذه الحياة.. لقد حققت أحلاما كثيرة، لكن هناك حلم واحد لم يتحقق طوال هذه الرحلة الإبداعية وهو الاحتفاظ بصحة جيدة».

ولد أسامة أنور عكاشة في مدينة طنطا عام 1941 لكنه انتقل إلى محافظة كفر الشيخ (وسط الدلتا)، حيث عمل والده تاجر قماش بها، وهناك تلقى عكاشة تعليمه الابتدائي والثانوي قبل أن يلتحق بكلية الآداب قسم الدراسات الاجتماعية والنفسية بجامعة عين شمس (القاهرة)، والتي تخرج فيها عام 1962.

وفور تخرجه في الجامعة عمل عكاشة اختصاصيا اجتماعيا في مؤسسة لرعاية الأحداث، ثم عمل مدرسا في إحدى مدارس محافظة أسيوط (380 كلم جنوب العاصمة)، ثم انتقل للعمل بإدارة العلاقات العامة بكفر الشيخ، وبعدها في رعاية الشباب بجامعة الأزهر، إلى أن جاء عام 1982 ليتغير مجرى حياته تماما، حيث قدم استقالته من العمل بالحكومة ليتفرغ للكتابة والتأليف.

قدم عكاشة للتلفزيون أكثر من أربعين مسلسلا تلفزيونيا منها، «وقال البحر»، «الشهد والدموع»، «عصفور النار»، «الراية البيضا»، «رحلة أبو العلا البشري»، «ضمير أبلة حكمت»، «ليالي الحلمية»، «أنا وأنت وبابا في المشمش»، «أرابيسك»، «زيزينيا»، وكان آخر أعماله التلفزيونية «ملحمة المصراوية» التي تم عرض جزئها الأول عام 2007. بالإضافة إلى عدد من الأفلام السينمائية والمسرحيات.

كما ترك عكاشة مجموعة من الأعمال الأدبية أهمها مجموعة قصصية بعنوان «خارج الدنيا» عام 1967، ورواية «أحلام في برج بابل» عام 1973، ومجموعة قصصية بعنوان «مقاطع من أغنية قديمة» عام 1985، ورواية «منخفض الهند الموسمي» عام 2000، ورواية «وهج الصيف» عام 2001، كما قام بتأليف عدد من الكتب منها «أوراق مسافر»، و«همس البحر»، «تباريح خريفية» عام 1995.

وفي يوم رحيله، نعاه رفيق دربه الشاعر سيد حجاب قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «يرحل أسامة أنور عكاشة عن عالمنا وعن وطننا ونحن في أشد الحاجة لفكره وإبداعه، في منعطف تاريخي في حياة أمتنا فإما أن نكون وأن ننهض أو أننا سنلحق بمصير الهندي الأحمر».

وتابع حجاب: «كان عكاشة مناضلا من أجل ثقافتنا وإنسانيتنا.. يؤسس لفكر نهضوي يأخذ بالإنسان المصري والعربي نحو آفاق أكثر رحابة وانفتاحا.. فقدناه لكن إبداعه سيظل بيننا يساهم بدوره الهام في نضالنا من أجل مستقبل أفضل.. رحم الله أسامة كان مناضلا شريفا تمتد جذوره في التربة المصرية وتطال قامته سماوات الإبداع».

وبتأثر كبير قالت الفنانة محسنة توفيق إن الراحل كان بحد ذاته حركة مقاومة مصرية، وتابعت: «كنت أقدره حتى قبل أن أشارك في أعماله.. أسامة حقق لأول مرة نجومية للكاتب، اعتدنا قبله على نجومية الفنان أو حتى المخرج لكن أسامة تمكن لأول مرة أن يصنع نجومية كاتب الدراما».

أضافت توفيق: «احتل أسامة هذه المكانة لأنه كان مرآة لنا جميعا.. مرآة أكدت لنا أن الجماهير العريضة تستطيع بل تفضل مشاهدة أعمال رصينة وأنها ترغب في فن حقيقي.. فن هو في حقيقته فعل سياسي بقدر ما أثر في وجدان الناس وكشف عن أوجه لم نكن نراها».

من جهته قال الدكتور أشرف زكي نقيب الفنانين المصريين: «بلا شك سيترك غيابه فراغا كبيرا في ساحة الإبداع المصري والعربي.. أسامة أنور عكاشة قيمة كبيرة ورحلة عطاء للفكر والأدب والدراما التلفزيونية.. خسرنا برحيله الكثير.. ولم نعد نملك ما نقدمه له إلا الدعاء».

الشرق الأوسط في

29/05/2010

 
 

الدراما المصرية تفقد أهم مؤلفيها

الموت يكتب نهاية أسامه أنور عكاشة

القاهرة - “الخليج

شيعت عصر أمس في القاهرة، جنازة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، الذي رحل فجر أمس عن عمر 69 عاماً بعد صراع مع المرض .  وكان الكاتب الكبير نقل إلى مستشفى وادي النيل بالقاهرة الثلاثاء الماضي، بعد تدهور حالته الصحية، حيث ألحق بالعناية الفائقة، قبل أن يصاب بهبوط حاد في الدورة الدموية أدى إلى الوفاة . وقرر الرئيس المصري حسني مبارك في وقت سابق علاج الكاتب الكبير الراحل على نفقة الدولة، لكن القدر لم يمهله، إذ تدهورت حالته الصحية بشدة خلال الأيام الأخيرة، ما دفع أسرته لنقله إلى المستشفى .

شارك فنانون مصريون وأدباء ومثقفون في جنازة الكاتب الكبير التي خرجت من مسجد مصطفى محمود بمنطقة المهندسين، ودفن بمقابر الأسرة في القاهرة .

وبرحيل عكاشة، تفقد الدراما المصرية واحدا من ألمع كتابها، إن لم يكن الأشهر على الإطلاق، فعلى امتداد سنوات عمره، كتب عكاشة العديد من الأعمال الدرامية الناجحة التي نجح من خلالها في أن يحفر اسمه كواحد من أمهر كتاب الدراما التلفزيونية في مصر والعالم العربي .

كتب عكاشة على مدى العقود الثلاثة الماضية ما يزيد على أربعين عملاً، ما بين مسلسل وفيلم ومسرحية، وإن ظلت أعماله التلفزيونية هي الأكثر شهرة بين الجمهور العربي، بداية من مسلسل “الشهد والدموع” مرورا بمسلسلات “ليالى الحلمية” و”زيزينيا” و”عصفور النار”، وليس انتهاء بمسلسلات “الراية البيضا” و”أنا وأنت وبابا” “في المشمش” و”رحلة السيد أبو العلا البشري” و”لما التعلب فات” و”الحب وأشياء أخرى” و”عفاريت السيالة”، حتى مسلسله الأخير “المصراوية” .

ولد عكاشة بمدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية وسط دلتا مصر في ،1941 لأب كان يعمل تاجرا، وتلقى تعليمه الأساسي في مدارس كفر الشيخ مسقط رأس والده، قبل أن يلتحق بجامعة عين شمس في نهاية الخمسينات في القرن الماضي لدراسة الآداب حتى تخرج في قسم الدراسات النفسية والاجتماعية بها في العام 1962 .

عمل عكاشة فور تخرجه في الجامعة في عدد من مؤسسات وزارة التربية والتعليم ورعاية الأحداث، قبل أن يتقدم باستقالته في نهاية السبعينات من العمل الحكومي ليتفرغ للكتابة، وينتج عشرات من الأعمال الأدبية .

بدأ عكاشة حياته كاتباً للقصة القصيرة، قبل أن يتحول إلى العمل بالكتابة الدرامية، على يد الكاتب الكبير سليمان فياض، وروى ذلك في غير مناسبة، مشيرا إلى أن علاقته بالتلفزيون بدأت مصادفة عندما حصل فياض على مجموعة قصصية له وأعد إحدى قصصها في شكل سهرة تلفزيونية .

وبعدها بعام اختار المخرج كرم النجار قصة أخرى من المجموعة بعنوان “الإنسان والحبل” وقدمها في شكل سهرة تلفزيونية، بعدها بدأت في كتابة السيناريو لأول مرة .

وعلى امتداد مشواره الفني والإبداعي، تصدي الكاتب الكبير الراحل في أعماله للعديد من القضايا الاجتماعية والسياسية الكبرى بأسلوب مدهش، ورصد خلال هذه الأعمال العديد من المتغيرات التي شهدتها مصر منذ بداية فترة الانفتاح الاقتصادي وسيطرة رأس المال على الحياة الاجتماعية للمصريين، وما صاحب ذلك من تحولات في المشهد الاجتماعي والسياسي المصري . وتجلى ذلك واضحا في ثلاثيته الرائعة “ليالي الحلمية” ومن قبلها “الراية البيضاء” و”رحلة أبو العلا البشري” .

وقبل سنوات، رشح الكاتب الكبير الراحل لكتابة عمل عن حرب أكتوبر، غير أن المشروع تعثر قبل أن يتوقف تماما جراء حملات صحافية منظمة شنها البعض ضده، كانت تعتمد على التشكيك في مصداقيته انطلاقا من ميوله وأفكاره الناصرية الواضحة، وعن ذلك قال عكاشة: كنت سعيداً جداً بهذا المشروع، خاصة بعد ترشيحي من قبل القوات المسلحة المصرية لكتابة هذا العمل العظيم، وشكلوا في سبيل ذلك لجنة مؤلفة من عشرين قائداً من القادة الذين شاركوا في الحرب، وعقدنا جلسات عمل استغرقت أسابيع تعاقدت معي القوات المسلحة بعدها على كتابة فيلم، غير أن هذا الإعلان أقام الدنيا ولم يقعدها.

حصل عكاشة خلال مشواره الإبداعي على العديد من الجوائز المحلية والعربية، ربما كان من أهمها جائزة الدولة للتفوق في الفنون في ،2002 وجائزة الدولة التقديرية في الفنون في 2008 .

الخليج الإماراتية في

29/05/2010

 

رفع «الراية البيضاء» تاركــــاً أكثر من 40 مسلسلاً

عكاشة.. صـــائغ الحياة الشعبية

دبي ــ الإمارات اليوم 

يمثل رحيل الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة، الذي وافته المنية أمس عن (69 عاماً)، خسارة كبيرة لمبدع عربي وكاتب درامي، اتسمت أعماله بصياغة جديدة للحياة الشعبية ببعد روائي وملحمي لخص فيها تفاصيل دقيقة في تحولات المجتمع المصري منذ بدايات القرن الماضي. وأطلق عليه لقب أبو الدراما التلفزيونية العربية.

صاحب «الراية البيضاء» الذي شيّع جثمانه عصر أمس من مسجد محمود في ضاحية المهندسين غرب القاهرة، عانى في الفترة الأخيرة من أزمة صحية ألمت به طوال الشهرين الماضيين، وكان يتلقى العلاج في مستشفى وادي النيل الذي نقل إليه إثر إصابته بضيق في التنفس، بسبب معاناته من مياه على الرئة، قبل أن يصدر قرار من الرئيس المصري حسني مبارك، بعلاجه على نفقة الدولة المصرية، وأجرى الراحل من قبل عمليتي قلب مفتوح، بسبب ضيق في شرايين القلب، الأولى كانت عام ،1998 والثانية قبل ثلاثة أعوام.

كتب عكاشة أكثر من 40 مسلسلاً، إضافة الى عدد من الأفلام السينمائية والمسرحيات التي عالجت أكثر من عصر، وتضمنت قراءة ذكية لجملة التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفق خلطة درامية حملت نكهته، وجمع فيها بين الأدبي والفلسفي والسياسي والتاريخي. تميزت أعماله التي ارتبط بها جمهور عريض على امتداد الوطن العربي بأنها خارجة من الحياة اليومية، التي يجيد مراقبتها والخروج منها بمشاهد شعبية جداً، لكنها لا تخلو من موقف واضح من أزمات الهوية، وقيم التوحش والفساد السياسي الذي انتشر في المجتمع العربي، إضافة إلى قضايا كثيرة مثل الاستبداد والفقر والرأسمالية الجديدة، ويعتبر أول من دق ناقوس خطر ضياع دور مصر وريادتها.

ولد صاحب «ليالي الحلمية»، وهو أول عمل درامي عربي من أجزاء، في عام ،1941 وكان والده يعمل في التجارة في محافظة كفر الشيخ، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي، ثم التحق بكلية الآداب قسم الدراسات الاجتماعية والنفسية في جامعة عين شمس التي تخرج فيها عام .1962

فور تخرجه في الجامعة عمل اخصائياً اجتماعياً في مؤسسة لرعاية الأحداث، ثم مدرساً في إحدى مدارس محافظة أسيوط، ثم انتقل للعمل بإدارة العلاقات العامة في كفر الشيخ، وبعدها في رعاية الشباب في جامعة الأزهر ، الى أن جاء عام 1982 ليغير مجرى حياته تماماً، حيث قدم استقالته من العمل مع الحكومة، ليتفرغ للكتابة والتأليف.

عرف عن عكاشة أنه ناصري التوجه وفدي الهوى، إضافة إلى تصديه في أعماله بشكل واضح للسلفية والتكفيريين، ورفضه هيمنة رأس مال المنتجين على هوية وجوهر الدراما المصرية، ما تسبب له في صدامات عدة مع قنوات كبرى كانت ترفض التعاقد على أعماله. وإضافة إلى شهرته في الدراما، فإنه كتب المقال الصحافي سنوات طويلة في صحيفتي «الأهرام» و«الوفد» المصريتين، وطالب في مقال شهير له بحل جامعة الدول العربية وإنشاء منظومة «كومنولث» للدول الناطقة بالعربية، مبنية على أساس التعاون الاقتصادي.

قدم عكاشة للناس في أرجاء الوطن العربي بهجة خاصة، وينظر إليه كثير من النقاد على أنه روائي كبير ذهب إلى التلفزيون أو روائي الدراما التلفزيونية، وإذا كانت ثلاثية نجيب محفوظ قدمت تاريخ مصر من نهايات القرن 19 إلى مشارف الحرب العالمية الثانية، من خلال أسرة متوسطة للسيد محمد عبدالجواد، فقد بدأ أسامة أنور عكاشة سلسلة التاريخ من خلال طبقات المجتمع المختلفة في حي الحلمية، التي جمعت الباشوات مع الطبقة الوسطى، وقدم حتى الثمانينات خمسة أجزاء، تبدو كأنها استكمال لثلاثية نجيب محفوظ، ومن المفارقات أنه «في الوقت الذي كان فيه نجيب محفوظ يرى أن الأشكال الأدبية مثل القصة والرواية تتغير بتأثير التلفزيون، كان أسامة أنور عكاشة يبدأ مشواره نحو صياغة دراما إنسانية كبيرة».

ومن خلال أعماله المتلاحقة قدم الراحل الصراع الإنساني بواقعية، من دون خطابة أو ادعاء، «الراية البيضاء»، «الشهد والدموع»، «أرابيسك»، «عصفور النار»، «قال البحر»، «رحلة أبوالعلا البشري»، «مازال النيل يجري»، «ضمير أبلة حكمت»، «أرابيسك»، «زيزينيا»، «عفاريت السيالة»، «المصراوية» وغيرها. وقد ارتبط الراحل بتوأمه المخرج إسماعيل عبدالحافظ الذي ساهم بنصيب في هذه المسيرة الإبداعية.

في مجال السينما كتب عكاشة مجموعة من الأفلام السينمائية الناجحة، لعل من أهمها «كتيبة الإعدام، الهجامة، تحت الصفر، دماء على الأسفلت، الطعم والسنارة، الاسكندراني». وفي المسرح كتب «القانون وسيادته»، «البحر بيضحك ليه» لفرقة الفنانين المتحدين، ومسرحية «الناس اللي في التالت»، «ولاد الذين». ومن أعماله الأدبية مجموعة قصصية بعنوان «خارج الدنيا » عام 1967 صادرة من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، ورواية «أحلام في برج بابل» عام ،1973 رواية «منخفض الهند الموسمي» عام ،2000 ورواية «وهج الصيف» عام .2001 ونال العديد من الأوسمة والجوائز، أهمها جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة في عام ،2002 جائزة الدولة التقديرية في الفنون في عام .2008ئ

إنجازات

كتب أسامة أنور عكاشة أكثر من 40 مسلسلاً تلفزيونياً إضافة الى عدد من الأفلام السينمائية والمسرحيات التي حفرت اسمه في الذاكرة كمؤلف مصري، وقد جاءت شهرته الحقيقية مع مسلسل «الشهد والدموع»، الذي حقق نجاحاً مبهراً. توالت بعد ذلك المسلسلات التي كتبها عكاشة، والتي نالت شهرة واسعة، ونجحت في تغيير شكل الدراما التلفزيونية، كان من أهمها «المشربية، ليالي الحلمية، زيزينيا، وقال البحر، ريش على مفيش، أنا وأنت وبابا في المشمش، لما التعلب فات، عصفور النار، أرابيسك، امرأة من زمن الحب، أميرة في عابدين، كناريا وشركاه، عفاريت السيالة، أحلام في البوابة، الحب وأشياء أخرى، رحلة السيد أبوالعلا البشري، الحصار».

وفي مجال السهرات الدرامية كتب عكاشة نحو 15سهرة درامية، كان من أهمها «تذكرة داود، العين اللي صابت، الشرير، الكمبيوتر، البراءة، مشوار عيد، الملاحظة، الغائب، سكة رجوع، حب بلا ضفاف».

وفي مجال السينما كتب عكاشة مجموعة من الأفلام السينمائية الناجحة، لعل من أهمها «كتيبة الإعدام، الهجامة، تحت الصفر، دماء على الأسفلت، الطعم والسنارة، الاسكندراني

الإمارات اليوم في

29/05/2010

 

رحيل رحل بعد معاناة مع المرض

أسامة أنور عكاشة أعاد الاعتبار للمؤلف الدرامي  

توفي صباح أمس (الجمعة) في القاهرة السيناريست أسامة أنور عكاشة عن عمر يناهز 69 عاما، بعد صراع مع المرض. وكان أسامة أنور عكاشة يتلقى علاجه في مستشفى وادي النيل، حيث كان قد نقل إليها اثر إصابته بضيق في التنفس بسبب معاناته من مياه على الرئة، وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد أمر بعلاجه على نفقة الدولة.

أسامة أنور عكاشة أجرى من قبل عمليتين للقلب المفتوح بسبب ضيق في شرايين القلب الأولى كانت عام 1998، بينما أجرى العملية الأخرى منذ ثلاثة أعوام.

وهو أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو للدراما المصرية، تعتبر اعماله التلفزيونية الأهم والأكثر متابعة في مصر والعالم العربي مثل مسلسل «الشهد والدموع» و«رحلة أبو العلا البشري» و«ليالي الحلمية» وغيرها وقد اعاد الاعتبار للمؤلف الدرامي في التلفزيون.

سيرة ذاتية

وهو من مواليد 27 يوليو 1941 في مدينة طنطا محافظة الغربية. متزوج وله أبناء. حصل على ليسانس آداب قسم الدراسات النفسية والاجتماعية من جامعة عين شمس 1962. مؤلف وروائي. عمل مدرسا بالتربية والتعليم (1963-1964)، عضو فني بالعلاقات العامة بديوان محافظة كفر الشيخ (1964-1966)، اختصاصي اجتماعي بجامعة الأزهر (1966-1982)، عضو اللجنة المصرية لحقوق الانسان، عضو لجنة التضامن الآسيوي الأفريقي. له أكثر من عشرين مسلسلا للتلفزيون وخمسة سيناريوهات سينميائية. له مؤلفات منها: خارج الدنيا (مجموعة قصصية) 1967، أحلام في برج بابل (رواية) 1984، مقاطع من أغنية قديمة (مجموعة قصصية 1988)، شارك في مؤتمر الابداع العربي الأول بالمغرب 1998، حصل على شهادة تقدير عن مسلسل ليالي الحلمية في عيد الاعلاميين السابع 1990.

تحول مهم

بدأ نتاجه الثقافي كناصري وعروبي لكنه غيّر مساره الفكري في السنوات الاخيرة واصبح اكثر تركيزا واهتماما بالقضايا المصرية. ومن بين مواقفه المثيرة للجدل في السنوات الاخيرة كان دعوته لحل جامعة الدول العربية وهجومه على عمرو بن العاص فاتح مصر الذي وصفه في احدى الاحاديث التلفزيونية بانه «من أحقر الشخصيات في تاريخ الإسلامي».

آخر أعماله التلفزيونية كان مسلسل المصراوية الذي بث في سبتمبر 2007 الذي حاز على جائزة أفضل عمل وجسد خلاله فترة مهمة من تاريخ مصر منذ بداية القرن الماضي.

أبرز أعماله

قدم الراحل أسامة أنور عكاشة عشرات المسلسلات ومن أبرزها:

1.       المصراوية

2.       ليالي الحلمية

3.       تحت الرماد

4.       أحلام في البوابة

5.       وهج الصيف

6.       عفاريت السيالة

7.       أميرة في عابدين

8.       زيزينيا

9.       كناريا وشركاه

10.   لما التعلب فات

11.   امرأة من زمن الحب

12.   أهالينا

13.   الراية البيضا

14.   ابو العلا البشري

15.   سور مجرى العيون

16.   الهجامة

17.   ارابيسك

18.   ضمير أبلة حكمت

19.   انا وانت وبابا في المشمش

20.   عصفور النار

21.   حب بلا ضفاف

22.   وقال البحر

23.   الشهد والدموع

24.   وادرك شهريار الصباح

كما قدم العديد من الأعمال الإذاعية والسينمائية والمسرحية بينها:

25.   حكاية شعب (مسلسل إذاعي)

26.   ولاد اللذينة (مسرحية)

27.   الكومبيوتر (فيلم قصير)

28.   السرير (فيلم قصير)

29.   العين اللي صابت (فيلم قصير)

30.   البراءة (فيلم قصير)

31.   الحلم واشياء اخرى (تمثيلية)

32.   لسان العصفور (مسلسل إذاعي)

القبس الكويتية في

29/05/2010

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)