كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

وداعاً أستاذ أسامة

أسامة أنور عكاشة رسم بشخصياته

«بورتريه» لوجه مصر

نهى البلك

عن رحيل الكاتب

أسامة أنور عكاشة

   
 
 
 
 

بقدر ما شُغل أسامة أنور عكاشة بقضية الهوية المصرية للأرض والتاريخ، بقدر ما شُغل بهوية وملامح الشخصية المصرية.. كان يبحث عن أدق التفاصيل التي ينحت بها شخصياته الدرامية، حتي نجح في رسم «بورتريه» لملامح الإنسان المصري، بطبقاته وانتماءاته الفكرية المختلفة؛ فصارت شخصياته رموزاً.. أيقونات، تماماً كشخصيات نجيب محفوظ.. «سليم البدري» الباشا الأرستقراطي الطموح سياسياً، الذي تقع عليه كل تبعات التغييرات السياسية والاقتصادية في مصر.. «العمدة سليمان غانم» الفلاح الثري الذي يتصنع المكر والدهاء، وهو منافس ساذج للباشا.. يبذل ما يستطيع من أموال لكي ينال الألقاب ويلحق بطبقة لن ينتمي لها أبدًا.. «زينب» في «الشهد والدموع»، المرأة المصرية الوفية التي تعيش علي ذكري زوجها وتربي أبناءها كأم وأب معاً- شأن الكثيرات في البيوت المصرية-.. «حسن أرابيسك» ابن البلد الجدع المليء بالعيوب! الذي يملك رؤية ووجهة نظر في كل ما يجري حوله؛ حتي لو بدا غائباً عن الوعي يلقي بعقله في جلسات الأنس مع أصدقاء جميعهم لا يملكون شيئاً يمكن أن يخسروه. «أم حسن» الأم المصرية الأصيلة كشجرة عملاقة متجذرة، التي إذا تكلمت أسمعت، وإذا حنت رقت.. «نازك هانم السلحدار» المرأة المتصابية الأرستقراطية المحبطة عاطفيا.. «د.مفيد أبو الغار» في «الراية البيضا».. المثقف الراقي الذي رفض الخضوع لقوانين العصر الجديد.. رفض أن يهدم قيمة الجمالية الرفيعة مقابل المال.. «المعلمة فضة المعداوي» رائعة البناء.. التاجرة الشاطرة.. الشعبية.. الجاهلة.. المتجبرة، والتي لا تخلو - رغم كل هذا - من بعض الأنوثة!

«أبو العلا البشري» الرجل المثالي إلي حد السذاجة أحيانا، أو هكذا يُري، الذي يؤمن أنه يستطيع أن يحدث تغييراً ما فيما يجري حوله، والذي يصطدم بعالم أوسع وأعمق كثيراً مما كان يتصور.. «أبلة حكمت» النموذج الذي كان يتمناه فيما يبدو، أو ربما رأي طيفاً منه قبل هذا الزمان، مديرة المدرسة الثانوية التي تعني وتهتم بالحياة الشخصية للتلميذات وبمشكلاتهم وتسعي لحلها، مع شخصية لا تخلو من جدية وحزم.. تشبهها شخصية العمة، التي أدتها سميرة أحمد في «امرأة من زمن الحب»، التي جاءت من الصعيد لتربي أبناء أخيها المدللين.. و«بشر عامر عبدالظاهر» في «زيزينيا»، الذي قصد به عكاشة مباشرة أن يرسم وجه مصر بملامح واضحة.. كما رآه أسامة أنور عكاشة.

 

بعد عشرين عامًا من العمل الحكومي اكتشف أن مكانه بين المبدعين

عبير عبد الوهاب

لم يكن ذلك الشاب الصغير الذي اختار أن يدرس بقسم الدراسات الاجتماعية والنفسية بكلية الآداب جامعة عين شمس يعلم أنه سيصبح يومًا ما عمدة الدراما التليفزيونية في مصر والوطن العربي، وأن مسلسلاته ستتحول لعلامات فارقة في تاريخ الدراما التليفزيونية.

بدأت محاولات أسامة أنور عكاشة مع الكتابة أثناء دراسته بالجامعة، حيث كتب عدة مؤلفات.. صحيح أنها لم تخرج للنور، لكنه أصر علي أن يحتفظ بها كذكري لتجاربه الأولي، التي كانت في نظره من أفضل ما كتب، وإن افتقدت لأهم قواعد الكتابة، وحتي إن لم تحمل ملامح الخبرة والاحتراف التي أكسبتها له السنين فيما بعد.. ظلت هذه المؤلفات في درج مكتبه علي مدار عشرين عامًا، ابتعد فيها أسامة ذلك الشاب حديث التخرج عن حلمه الأكبر وهو الكتابة، وفضل أن يسلك الطريق الأضمن، وهو طريق الوظيفة الحكومية، فعمل عام 1962 بعد تخرجه إخصائيًا اجتماعيًا في مؤسسة لرعاية الأحداث، ثم عمل مدرسًا بإحدي مدارس محافظة أسيوط، ثم انضم لإدارة العلاقات العامة بمحافظة كفر الشيخ، وهي المحافظة التي كان يعمل فيها والده، ثم انتقل للعمل في دار رعاية الشباب بالأزهر، وخلال تلك الفترة كانت تراود أسامة أنور عكاشة أفكار بالتخلي عن الوظيفة الميري والتفرغ لتحقيق حلم حياته الذي طالما حلم به وهو طالب في الجامعة، لكنه في كل مرة كان يتراجع عن هذه الفكرة ويقرر أن يستمر في السلك الوظيفي المضمون حتي جاء ذلك اليوم الذي تخلص فيه عكاشة من كل القيود الحديدية التي طالما أثقلته منذ اليوم الأول لتخرجه في الجامعة.. أخيرًا جاء ذلك اليوم الذي سيخرج فيه تلك الأوراق التي حبسها في درج مكتبه عشرين عامًا.. عشرون عامًا حاول خلالها أن يجد لنفسه مكانًا مرموقًا وسط الموظفين، لكنه اكتشف أن مكانه ليس بينهم، وإنما بين المبدعين، فاتخذ في ذلك العام -1982- القرار الأهم في حياته والذي كان سببًا في تغيير مجري حياته كلها، فقد قدم عكاشة استقالته «من الحكومة» ليتفرغ لتحقيق حلم حياته الذي تحول فيما بعد لحقيقة عاشها الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة بكل تفاصيلها ونجاحاتها، وعشناها معه، وسيعيش أبناؤنا وأحفادنا معها.

 

أربعة أفلام ونجاح سينمائي محدود لكنه ممتد الأثر

حميدة أبو هميلة

موهبة كبيرة بحجم موهبة أسامة أنور عكاشة، كان لابد أن تترك الدراما التليفزيونية حينًا، وتذهب في بعض الأوقات ناحية السينما، وحينًا آخر تتجه نحو خشبة المسرح، ولا حرج أيضًا من تجريب الحظ في الدراما الإذاعية.. ثراء موهبته سمح له بهذا، وكان من حقه أن يجرب ـ مثلما كان يردد هو دومًا ـ طبعًا لم يحالف هذه الأعمال النجاح اللافت الذي تحقق علي يديه للدراما التليفزيونية، لكنها أعمال بها كثير من الإتقان الذي يميز صانعها.. من مسرحياته مثلاً: «الناس اللي في التالت» و«ولاد الذين»، و«البحر بيضحك ليه».. لا أحد يمكن أن يصف تلك الأعمال بأنها قليلة القيمة، وأيضًا لا أحد يمكن أن يمنحها لقب أعمال ساحقة النجاح، خصوصًا أننا تعودنا منه علي النجاح الأسطوري الذي تحققه مسلسلاته. نأتي للسينما، حيث وجد أسامة أنور عكاشة مخرجًا كبيرًا متحمسًا له أشد الحماس.. إنه عاطف الطيب الذي قدم معه فيلميه «كتيبة الإعدام» عام 1989، و«دماء علي الأسفلت» عام 1992، هما بالطبع فيلماه الأشهر، كما كان يحضر معه لمشروع فيلم ثالث يحمل عنوان «الإسكندراني»، وكان مرشحًا لبطولته محمود عبدالعزيز، لكنه توقف بوفاة المخرج الكبير الذي كان يراهن علي الكاتب الكبير في السينما، ويبدو أنه كان ينوي أن يقدما سويًا سلسلة من الأعمال، وبالطبع لا يمكن أن نقول إنه خسر الرهان، بدليل نجاح فيلميه معه، وهما الفيلمان اللذان قاما ببطولتهما نور الشريف وقد شهد عام 1990 محاولة أخري للوجود السينمائي لأسامة أنور عكاشة من خلال فيلم «تحت الصفر» الذي قام ببطولته صلاح السعدني ونجلاء فتحي، لكن التجربة لم تنل النجاح المتوقع. هناك أيضًا فيلم «الهجامة» الذي أخرجه محمد النجار بطولة ليلي علوي وهشام سليم، ومجموعة من الأفلام التليفزيونية والقصيرة منها «الطعم والسنارة»، لتتوقف محاولاته السينمائية عند بداية التسعينيات.. كان هناك شيء ما ينقص في هذه التجارب، ربما أنه مبرمج أكثر علي الإيقاع التليفزيوني، أو ربما نحن الذين نهوي برمجة المبدعين الكبار علي إيقاع واحد معتاد، لذا رفضنا أن نخرجه من بيتنا التليفزيوني.

 

15 سهرة تليفزيونية لايتذكرها التليفزيون أبدًا

حميدة أبو هميلة

ملك سيناريوهات الدراما التليفزيونية، بدأ حياته في التليفزيون من خلال قصة «الإنسان والحبل»، من مجموعته «خارج الدنيا».. كتب لها السيناريو والحوار كاتب غيره هو سليمان فياض، لتخرج أول سهرة تليفزيونية له للنور علي يد المخرجة علوية زكي، كان هذا في منتصف السبعينيات، أتبعها بعد ذلك بأول سيناريو كتبه، وهو سيناريو مسلسل «الإنسان والحقيقة» للمخرج فخر الدين صلاح الذي علمه كيف يكتب سيناريو للتليفزيون عندما أتي له بسيناريو وقال له: «اكتب زي ده»، فكانت بدايته.

بعد ذلك جاءت مرحلة التألق الدرامي من خلال سهرات متميزة في بداية الثمانينيات، اكتشف من خلالها المخرج الكبير جمال عبدالحميد وهي سهرة قامت ببطولتها سمية الألفي، وحملت عنوان «تحت الاختبار».. وأسند لعبد الحميد فيما بعد مهمة إخراج العمل المهم «أرابيسك».. نفس الفترة شهدت أول وآخر سهرة تليفزيونية قدمها مع رفيق عمره المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ.. السهرة حملت عنوان «تذكرة داوود»، وكانت بطولة يحيي الفخراني، وإيمان الطوخي.

لأسامة أنور عكاشة سهرات مهمة كثيرة ربما تجاوز عددها الخمس عشرة سهرة من بينها، «حب بلا ضفاف» للمخرجة إنعام محمد علي ـ التي قدمت معه فيما بعد مسلسلي «الحب وأشياء أخري» و«ضمير أبلة حكمت». السهرة قامت ببطولتها آثار الحكيم، وخالد زكي، كذلك كان للمخرج محمد فاضل نصيب من هذه السهرات من خلال سهرة «سكة رجوع» التي قام ببطولتها الكبير محمود مرسي بجانب ليلي طاهر، ومن سهراته أيضًا واحدة حملت عنوان «العين صابت». الغريب أن التليفزيون يتجاهل تلك السهرات تقريبًا رغم تميزها، الأمر الذي أدي إلي أن معظمها لا يتذكره كثيرون، وما لا يعلمه كثيرون أيضًا أن لأسامة أنور عكاشة سباعية تحمل عنوان «أسوار الحب» لم تعرض علي شاشة التليفزيون المصري إطلاقًا، وهي سباعية تم إنتاجها عام 1977، وهي إنتاج خاص، ومن إخراج إسماعيل عبدالحافظ. 

أهم الجوائز التي حصل عليها خلال مشواره الفني:

> جائزة الدولة التقديرية للتفوق في الفنون من المجلس الأعلي للثقافة عام 2002.

> جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2008.

> جائزة «نجيب محفوظ» عن الجزء الأول من مسلسل «المصراوية» عام 2007.

> جائزة أحسن سيناريست في مهرجان الإعلام العربي عن الجزء الثاني من مسلسل «المصراوية» عام 2009.

الدستور المصرية في

29/05/2010

 

أراؤه ضد المال الخليجي والجامعة العربية وعمرو بن العاص اثارت جدلا عنيفا: 

وفاة اسامة انور عكاشة ابرز كتاب الدراما التلفزيونية في مصر

القاهرة - يو بي آي: أعلن الجمعة في العاصمة المصرية القاهرة وفاة الكاتب المصري الكبير أسامة أنور عكاشة متأثرا بأزمة صحية ألمت به طيلة الشهرين الماضيين وانتهت به في مستشفى وادي النيل للحالات الحرجة بالقاهرة.

وتوفي مؤلف 'ليالي الحلمية' عن عمر ناهز 69 عاما بعد صراع طويل مع المرض وتقرر أن تشيع جنازته من مسجد محمود بضاحية المهندسين بالجيزة غرب القاهرة .

كان عكاشة يتلقى العلاج في مستشفى وادي النيل التي نقل إليها اثر إصابته بضيق في التنفس بسبب معاناته من مياه في الرئة قبل أن يصدر قرار من الرئيس المصري حسني مبارك بعلاجه على نفقة الدولة كونه أحد أبرز المبدعين المصريين.

وأجرى الراحل من قبل عمليتي قلب مفتوح بسبب ضيق في شرايين القلب الأولى كانت عام 1998 والثانية قبل 3 أعوام.

ويعد المؤلف الراحل أحد أهم مؤلفي وكتاب الدراما العرب وكان أول من كتب دراما الأجزاء في 'ليالي الحلمية' أحد أشهر الأعمال الدرامية في تاريخ التليفزيون العربي.

ومن أعماله المهمة 'الشهد والدموع' و'عصفور النار' و'قال البحر' و'الراية البيضا' و'رحلة أبو العلا البشري' و' مازال النيل يجري' و'ضمير أبلة حكمت' و'أرابيسك' و'زيزينيا' و'عفاريت السيالة' وأخيرا 'المصراوية' وكان يعمل في أيامه الأخيرة على مسلسل درامي حول الشخصية المصرية.

ولد عكاشة فى 27 تموز/يوليو 1941 بمدينة طنطا بمحافظة الغربية وتخرج من كلية الآداب 1962 واشتهرت أعماله دائما بوجود لمحة عن مدينة الإسكندرية لحبه الشديد لها حيث كان يقضي معظم أشهر العام فيها متفرغا للكتابة بعد تخليه عن وظيفته الحكومية في وقت مبكر من حياته للتفرغ للكتابة.

وعرف عن عكاشة كونه ناصري التوجه وفدي الهوى إضافة إلى تصديه في أعماله بشكل واضح للسلفية والتكفيريين ورفضه هيمنة رأس المال الخليجي على الدراما المصرية مما تسبب له في صدامات عدة مع قنوات خليجية كبرى كانت ترفض التعاقد على أعماله.

ومن مواقفه المثيرة للجدل في السنوات الاخيرة دعوته لحل الجامعة العربية وهجومه على عمرو بن العاص فاتح مصر الذي وصفه في احد الاحاديث التلفزيونية بأنه 'من احقر الشخصيات في التاريخ الاسلامي'.

آخر اعماله التلفزيونية كان مسلسل 'المصراوية' الذي بث في ايلول/سبتمبر 2007 والذي حاز على جائزة افضل عمل وجسد فترة مهمة من تاريخ مصر منذ بداية القرن الماضي.

وكتب الراحل المقال الصحافي لسنوات طويلة في صحيفتي 'الأهرام' و'الوفد' المصريتين وطالب في مقال شهير له بحل جامعة الدول العربية وإنشاء 'منظومة كومنولث للدول الناطقة بالعربية' مبني على أساس التعاون الاقتصادي، كما كتب عددا من الروايات الادبية والمسرحيات.

القدس العربي في

29/05/2010

 
 

أسـامـة أنـور عكـاشـة ...

ملحمـة مصـر الحديثـة وبـانـورامـا الشـعـب

قد يكون واحدا من أبرز كتّاب المسلسلات التلفزيونية العربية، بل إن العديدين يضعونه في المرتبة الأولى.

لكن بعيدا عن هذا التصنيف المرتبي، لا يمكن لأحد أن ينكر حضور أسامة أنور عكاشة في الحقل المرئي، وبالتالي الثقافي، في العالم العربي، إذ إنه من أبرز الكتّاب المعاصرين الذين أعادوا الاعتبار إلى الدراما المصرية، عبر مسلسلاته التلفزيونية التي رصد بعضها التطور السياسي والاجتماعي في مصر.

رحل أسامة أنور عكاشة صباح أمس الجمعة، في القاهرة، عن عمر يناهز 69 عاما، متأثرا بأزمة صحية ألمت به طيلة الشهرين الماضيين، وانتهت به في مستشفى وادي النيل للحالات الحرجة في القاهرة.

وكان يتلقى العلاج هناك، بعد أن نقل إليها إثر إصابته بضيق في التنفس بسبب معاناته من مياه في الرئة، قبل أن يصدر الرئيس المصري قرارا بعلاجه على نفقة الدولة، لكونه أحد أبرز المبدعين المصريين.

يذكر أن الراحل أجرى من قبل عمليتي قلب مفتوح بسبب ضيق في شرايين القلب، الأولى العام 1998 والثانية قبل 3 أعوام.

ارتبطت أعمال عكاشة بعدد من الممثلين البارزين، كفاتن حمامة في «ضمير أبلة حكمت» ومحمود مرسي في «لما التعلب فات» وبدون شك يحيى الفخراني الذي عمل معه في أكثر من عمل، لكن أشهرها يبقى بالطبع «ليالي الحلمية» الذي يعد من أطول المسلسلات العربية، إذ امتد لنحو 150 حلقة، في خمسة أجزاء، قدم فيها رصداً للتطور السياسي والاجتماعي في مصر، منذ عهد الملك فاروق قبل قيام الثورة العام 1952 وحتى العصر الحالي. إلى هذه المسلسلات لا بد من أن نذكر «الراية البيضاء» و«الشهد والدموع» و«زيزينيا» و«قال البحر» و«رحلة أبو العلا البشري» و«ما زال النيل يجري».

وكان آخر أعمال الكاتب الراحل «المصراوية» الذي أُنتج منه الجزآن الأول والثاني في العامين الماضيين، بهما أعاد أيضا تقديم رؤيته لتطور تاريخ مصر، من خلال حكاية عن عمدة قرية مصرية تدعى بشنين في دلتا النيل.

ولد أسامة أنور عكاشة في 27 تموز العام 1941، في مدينة طنطا، محافظة الغربية، وتخرج من كلية الآداب عام 1962، حيث حصل على إجازة من قسم دراسات علم النفس والاجتماع.

اشتهر عن أعماله أنها تقدم دائما لمحة عن مدينة الإسكندرية لحبه الشديد لها، حيث كان يقضي معظم شهور العام فيها، متفرغا للكتابة، بعد تخليه عن وظيفته الحكومية في وقت مبكر من حياته.

تعرض عكاشة مرارا لانتقادات بسبب مواقفه السياسية التي انعكست على رواياته، وكان غالبا ما يجيء ردّه بأنه ليس مؤرخا بل هو كاتب يقدم رؤيته. ومن هذه الانتقادات ما أخذوا عليه دفاعه عن فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وانتقاده الكبير لفترة حكم أنور السادات، كما تبدى ذلك بشكل كبير في «ليالي الحلمية». إذ عُرِف عنه كونه ناصري التوجه وفدي الهوى، إضافة إلى تصديه في أعماله بشكل واضح للسلفية والتكفيريين ورفضه هيمنة رأس المال الخليجي على الدراما المصرية، ما سبب له صدامات عدة مع قنوات خليجية كبرى كانت ترفض التعاقد على أعماله.

كتب عكاشة للسينما، لكن أفلامه لم تعرف النجاح مثل المسلسلات، مثل «كتيبة الإعدام» و«الهجامة» و«دماء على الإسفلت» كما له روايات وقصص منها «منخفض الهند الموسمي»، وقد حاز أوسمة عدة أبرزها «جائزة الدولة التقديرية». كذلك كتب المقالة الصحافية لسنوات طويلة في صحيفتي «الأهرام» و«الوفد» المصريتين، وطالب بحل جامعة الدول العربية، وإنشاء «منظومة كومنولث للدول الناطقة بالعربية»، مبنية على أساس التعاون الاقتصادي.

هنا شهادات لأدباء وفنانين من مصر وسوريا ولبنان نوردها بحسب التسلسل الأبجدي لأصحابها:

سلـوى بكـر:  محفـوظ الدرامـا المصريـة

مثل مسلسل «ليالي الحلمية» نقــلة في الدراما المصرية على مستوى الموضوع من مرحلة ما هو اجتماعي إلى ما هو اجتماعي سياسي تاريخي، ونجح في هذا إلى حد كبير، وكان غير مسبوق في هذا التناول. كان عكاشة أول من قدم دراما ذات طابع سياسي واستطاع أن يصل بأعماله لقطاعات واسعة جــدا. وأزعم أن «ليالي الحلمية» كان عملا مميزا، يضارع ما قام به نجيب محفوظ في الرواية في ما يخص التأريخ لثورة 19.

حاتـم حافـظ:  فاعـل فـي تأسيـس قيمنـا

في عام 1993 نُشرت بعض حلقات المسلسل الأشهر للكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة «ليالي الحلمية». وقد تصدّر المجلد الضخم الذي ضم الحلقات مقدمة للمؤلف بعنوان «الأدب الدرامي» عن الأدب وعلاقته بالدراما التلفزيونية من حيث إمكانية أن تكون الأخيرة شكلا من أشكال الأدب. وفيها طرح سؤالا عن إمكانية أن يكون هناك أدب درامي تلفزيوني، فيقرأ قُراء الأدب النصوص التلفزيونية كما يقرأون الروايات. ومبرره أن الدراما التلفزيونية ـ لا شك ـ قد أثّرَت على الأدب، وأنها قد سلبته جمهوره من القراء إلى آخر هذا الكلام الذي كانت السينما أولى به باعتبارها سابقة على الدراما التلفزيونية.

والحقيقة أن المسكوت عنه في المقدمة التي كتبها أسامة أنور عكاشة (الذي يُعد من أهم كتّاب الدراما التلفزيونية العربية إن لم يكن أهمهم على الإطلاق) في أنه يشعر بأن الأدب ـ لا بد ـ أرقى من الدراما التلفزيونية ـ حتى في أكثرها جدية ـ ومن ثم فهو يتساءل عما إذا كانت هذه الأخيرة يمكن أن ترقى لأن تكون أدبا.

ولعل البداية المعروفة لكاتبنا الكبير كقاص (في مجموعته الأولى خارج الدنيا عام 1967) تُفسر هذا المسكوت عنه، والذي عَبّر عنه في بعض حواراته بمدى تقديره للأدب وبمدى الخسران الذي ألمّ به بعزوفه لفترة طويلة عن كتابة الأدب رغم ما ناله من نجاح غير مسبوق ككاتب درامي.

ورغم قلة ما نُشر له من مجموعات قصصية (خارج الدنيا 67، مقاطع من أغنية قديمة 88) وروايات (أحلام في برج بابل 84، منخفض الهند الموسمي 2003، وهج الصيف 2004، تلك الأيام 2005، جنة مجنون 2009) فإنه يُعبر كيف أن الأدب كان يهجس لأسامة أنور عكاشة باستمرار، وكاتبنا إذ كان يُبحر في وطن الدراما فإن الأدب ظل إمكانية قابلة للتحقق كلما عن له ذلك.

ومع هذا أعتقد أني ـ وجيلي ـ لا نحب رواياته وقصصه مثلما أحببنا أعماله الدرامية، التي حققت عن جدارة فكرته عن الأدب التلفزيوني، فكان لمسلسلاته حضور الأدب العظيم في حياتنا. لم تكن مسلسلاته مجرد دراما شاهدناها في أوقات فراغنا بل كانت فاعلا حقيقيا في عملية تأسيس القيم التي توقفت ـ إلى حد كبير ـ الأسرة والمدرسة والشارع والمسجد والكنيسة عن أن تكون طرفا فيها.

سيظل جيلي يذكر الوقفة التي وقفها دكتور أبو الغار بمعية بعض المخلصين من أبناء وطنه أمام جبروت المال المحض التي مثلته «فضة المعداوي» في مسلسله الرائع «الراية البيضاء» وستظل صيحة المعلمة فضة «ولا يا حمووو» صيحة يعرف جيلي أنها مُهدّدة له ولتاريخه ولوطنيته. كما سيظل جيلي يذكر الدعوة التي أطلقها على لسان «حسن أرابيسك» ذلك الفنان الشعبي الذي فهم أنه لا يمكن صنع هوية بتجاور الثقافات، وإنما في تمازجها وصهرها لصنع هوية جديدة. لقد كان رحمه الله مهموما بالوطن وبقضاياه محاربا حتى النفس الأخير في صفوف هؤلاء المطحونين الذين لن يدافع عنهم أحد بعد الآن في صراعهم مع حكومات ورجال أعمال مصروعين بالسلطة والكسب.

هيثـم حقـي:  ذروة التعـاون

إحساس كبير بالخسارة لشريك ومعلم مؤسس لدراما تلفزيونية عربية تحمل المتعة والمعرفة. أحببت أعمال أسامة أنور عكاشة التي قدمها في الثمانينيات (ليلة القبض على فاطمة، وقال البحر، الراية البيضا....)، وكنا في سورية نتلمس بدايات الطريق إلى دراما تلفزيونية مختلفة، فجاء مسلسله المتميز «ليالي الحلمية» ليجمعنا معاً في إطار مفهوم توافقنا على أنه الشكل الأمثل لتقديم المسلسل التلفزيوني ألا وهو الرواية التلفزيونية. فبالتوازي مع «الحلمية» أخرج عندنا «هجرة القلوب» ثم تتالت أعمالنا «أرابيسك» و«خان الحرير»، «زيزينيا» و«الثريا» .. إلخ. وتبادلنا الإعجاب في الندوات التلفزيونية التي كانت تجمعنا على الهواء دائماً، وبالمصادفة، أسامة من مصر وأنا من سورية. إلى أن التقينا مطلع القرن الحالي وبدأنا نفكر جدياً بتعاون مشترك أخرج فيه أحد أعماله، لأن أسامة رأى مبكراً أهمية الطريقة السورية في الإخراج وتحدث مرات عديدة عن «خان الحرير» وكتب مقالاً موسعاً عن «ذكريات الزمن القادم»، مشيداً بالطريقة السينمائية في العمل التلفزيوني السوري.

وتأخر التعاون بيننا حتى قامت الفنانة الكبيرة سميرة أحمد بجمعنا في خطوة جريئة يومها في مسلسل «أحلام في البوابة» . وكان السند الأكبر لي في هذه التجربة ووصولها إلى نهايتها المرجوة الكاتب والإنسان الكبير أسامة أنور عكاشة. فقد فهم بحسه الإنساني ومعرفته العميقة بالتناقض بين آليتين في العمل مدى الصعوبة التي يجدها مخرج مثلي، كأول مخرج يأتي من الدراما السورية ذات الأسلوب الفني السينمائي (بكاميرا واحدة وآلية عمل بالضوء والتصوير مختلفة)، ليتعامل مع عقلية تمانع وتقف أصلاً ضد هذه الطريقة.

لم يتوقف أسامة عن الدعوة إلى تعاون مثمر بين الطريقتين السورية والمصرية في الدراما التلفزيونية، وامتدح امتزاجهما الذي وصل في العام الفائت إلى ذروته بدخول مخرجين سوريين ومصريين إلى الدراما المصرية يصورون بآلية عمل مختلفة بدأت تفرض نفسها كحل لتقديم دراما تلفزيونية عربية جيدة، كما آمنا معاً. فليس هناك صراع بين دراما سورية ومصرية، بل بين دراما تلفزيونية عربية سيئة ودراما تلفزيونية عربية جيدة، يغيب عنها اليوم أحد أهم رموزها الكاتب الإنسان والصديق أسامة أنور عكاشة.

حسين حمودة:  وعي الخالق الأدبي

أتصور أن جزءا كبيرا من قيمة أسامة أنور عكاشة أنه دخل إلى عالم الدراما التلفزيونية بوعي «الخالق الأدبي»، إن صح هذا التعبير. تميزه عن كتاب الدراما الآخرين يتمثل في أنه لم يكن مجرد «واضع لسيناريوهات أو لقصص درامية»، وإنما كان صاحب نبرة خاصة في معالجاته الدرامية، تفيد هذه النبرة أحيانا من النفس الملحمي، وأحيانا من الحس التسجيلي أو التأريخي لفترة بعينها أو لمكان بعينه بكل ما في هذه الفترة أو ذلك المكان من علاقات، وأحيانا تفيد هذه النبرة من النماذج الأصلية الأدبية الماثلة في أعمال إبداعية كبرى: هكذا يمكن أن نلحظ ثيمات وموتيفات وعناصر من الإلياذة والأوديسا ومن أعمال ديستويفسكي وشتاينبك، ومن أولاد حارتنا لنجيب محفوظ، كلها تتردد في دراما عكاشة، لكن بعد أن تم استيعابها وتمثلها وادخالها في صياغات وتناولات خاصة به وحده.

بدايات تجربة أسامة أنور عكاشة الأدبية الخالصة (وقد استهلها كما نعرف بمجموعته القصصية الأولى «خارج الدنيا» 1967، وتلاها بروايته «أحلام برج بابل» 1973) لم تكن تنبئ عن كاتب له القامة نفسها التي سوف نجدها في كتاباته الدرامية. لقد أفصحت هذه الأعمال عن مستوى من الكتابة ليس شديد التفرد بين الأدباء من أقران عكاشة. لكن هذه الأعمال من ناحية أخرى أفصحت عن ذائقة أدبية سوف يفيد منها عكاشة وسوف يوظفها في أعماله التي كتبها وأعماله التي أعدها لدراما التلفزيون.

جزء آخر من قيمة أعمال عكاشة الدرامية انبنى على تصوره عن نفسه كخالق دراما وليس مجرد حرفي.

مما أدركه عكاشة، في هذا السياق، تلك المسافة الممكنة، بل الضرورية، بين الحقيقة التاريخية والحقيقة الفنية. لم ير في نفسه مجرد ناقل لوقائع متوارثة حقيقية أو غير حقيقية، وإنما تصور في نفسه صاحب رؤية بمقدوره ومن حقه إعادة اكتشاف تلك الوقائع. ومن هنا تسللت إلى أغلب مسلسلاته قراءته أو إعادة قراءته للأحداث وللشخصيات بل وللثوابت الشائعة في التاريخ الشائع. وبذلك كان عكاشة «رائيا» وخالقا بقدر ما كان حرفيا ماهرا.

مع ذلك كله تستحق أعمال عكاشة الأدبية: روايته «منخفض الهند الموسمي» ومجموعته «مقاطع من أغنية قديمة» وروايته «وهج الصيف»، وروايته «سوناتا لتشرين» تستحق أن تحظى بقدر لائق من الاهتمام الذي افتقدته بسبب تركيز كل الأضواء على تجربة عكاشة الدرامية. ربما نستطيع القول إن دراما عكاشة قد جنت على هذه الأعمال.

ريـم حنـا:  آخـر التنويرييـن

أنا أسمّيه آخر التنويريين الكبار في الدراما العربية، ولعله أول من استطاع أن يرفع سقف هذا الجنس الفني إلى مستوى الرواية التلفزيونية.

لا ندري ما حال الدراما في غياب المعلم، ولكن يبقى الأمل في ما تعلّمناه من مفردات هذه الصنعة، ليبقى النص التلفزيوني مشروعاً تنويرياً يمتلك حصانة في مواجهة ما هو ضد الجمال.

أعطى الراحل عكاشة في فترة الثمانينيات والتسعينيات الملامح الأولى للشخصية الدرامية فأعطاها بعداً جديداً، يحولها إلى نموذج بشري من لحم ودم يكاد يخرج من الشاشة ويجلس بيننا. هذا إلى جانب أننا تعرفنا على جغرافيا الشارع المصري عبر مسلسلاته.

نادراً ما شعرت بالمعنى الحقيقي لكلمة فخر، إلا عندما سمعت شهادات طيبة منه حول مسلسل «ذكريات الزمن القادم»، حينها كنت فرحة حقاً برضا المعلم.

تمتع الراحل بشجاعة كبيرة دفعته لأن يفجر قنبلة حينما مارس نقداً ذاتياً لواقع الدراما المصرية بمقارنة الدراما السورية الصاعدة بقوة في حينها، لكنني أعتقد أنه ندم على ذلك في ما بعد، لأن بعضنا وصل به الغرور الأعمى لدرجة إلغاء كل ما هو دراما غير سورية، متناسين الريادة التاريخية للدراما المصرية (بغثها وسمينها).

عبـد المنعـم رمضـان:  مريـد مخلـص لمحفـوظ

بالنسبة لي أرى أن أسامة أنور عكاشة هو الترجمة المرئية البصرية لنجيب محفوظ. هو أتى على أرض ممهدة. قرأنا نجيب محفوظ وأتى عكاشة ليعيد صياغة إبداع محفوظ بما يتناسب مع التلفزيون، وأظن أن جماهيريته مردها لصاحب «أولاد حارتنا». يمكنني القول إن نجيب محفوظ زرع، وأتى أسامة أنور عكاشة ليحصد ما زرعه محفوظ. وهذا حصاد لا يلام عليه عكاشة، لكن لا يمكن اعتباره نقلة ما، هو قدم لنا عالما أليفا نحب أن نتذكره، عالم خارج من إبداع نجيب محفوظ.

حتى الاختلافات بينهما، هي اختلافات ثانوية. هو حاز جمال أن يكون تلميذا مخلصا... حاز ما يجب أن يحوزه التلميذ المخلص لقطبه، وقطبه هو نجيب محفوظ.

الخاص في تجربة عكاشة، أن محفوظ لم يُتح له أن يقرأ تحولات المجتمع المصري في الثمانينيات والتسعينيات، فقام عكاشة بقراءتها بأدوات محفوظ! استطاع أن يكمل ما لم يره محفوظ، لكن بأدواته، عكاشة لم يخترع الأدوات ولكنه استفاد من الأدوات المحفوظية في قراءة زمن لم يره محفوظ.

نهـاد سيريـس:  الروايـة التلفزيونيـة

في الثمانينيات كنت أعمل على الرواية ولم يكن يشغلني شيء آخر. لم أكن أفكر في كتابة الدراما رغم إعجابي الشديد كمشاهد بأعمال أسامة أنور عكاشة. وما إن أطلت التسعينيات حتى بدأت فكرة كتابة الدراما التلفزيونية تختمر في ذهني. وفي الحقيقة تظل أعمال أنور عكاشة هي الدافع القوي لي لأدخل هذا المضمار.

كان البعض يسخر من الدراما المحلية في كتاباته ويعتبرها أدنى مستوى من غيرها من الكتابات، حتى أنه كان عليّ أن أفكر طويلاً قبل أن أدخل هذا المضمار. إلا أن أعمال هذا العملاق، حينها، رفعت من مستوى الدراما التلفزيونية وأصبحت لها قيمة ابداعية واستطاعت ان تجرني وتجر غيري من الكتاب للمساهمة فيها.

لا أحد من الكتاب كان يرغب في أن يهجر الرواية ولو بشكل موقت لكتابة «المسلسل المحلي» كما كان يطلق على الدراما وقتها، ولكن اسم اسامة أنور عكاشة جعل دخول الكاتب لهذا المضمار ارتقاءً ومثابرة.

لقد جعل المرحوم عكاشة للدراما التلفزيونية مكانة عالية. مكانة ثقافية وفكرية تواكب مكانة الرواية والمسرح والموسيقى الجادة.

لا أريد أن أشغل هذا الحيز بتعداد أعمال أسامة فهي معروفة جيداً، ولكن لديّ رغبة شديدة في أن أؤكد ميل هذا العملاق إلى الرواية في أعماله التلفزيونية. كان يسمّيها وهو محق «رواية تلفزيونية».

تعلمت منه، وتعلم الجميع أيضاً أن الدراما التلفزيونية ليست مجرد مسلسل محلي.

خيـري شلبـي:  فنـان الفكـر والفرجـة

لمع أسامة أنور عكاشة في حياتنا في وقت حرج كان الأدب يمر فيه بمنعطف حاد، حيث أصبح التلفزيون هو الواجهة الأولى التي جذبت الجماهير، وأكلت جمهور الأدب، وكان من يتمسكون بكتابة الأدب قلة قليلة، لا تملك القدرة على كتابة أي لون كتابي آخر، وجاء أسامة في هذه اللحظة الحرجة لينشئ ما اصطلحنا على تسميته بالأدب التلفزيوني، وكان ذكيا جدا، فاستطاع أن ينقذ مستقبله من ضياع محقق في كتب لا تقرأها إلا نسبة قليلة من القراء، فبدأ يكتب للتلفزيون على استحياء مسلسلات قصيرة ثم طويلة، ثم أبدع مسلسلاته الرائعة الشهيرة التي شكلت وجدان جمهور التلفزيون، وخلقت نوعية من الجمهور الواعي المحترم، استطيع القول إن أسامة أنور عكاشة، ومعه محفوظ عبد الرحمن، ومحسن زايد، ووحيد حامد، ويمكن إضافة عاطف بشاي إليهم، هذه الأسماء هي التي سترت وجه التلفزيون والدراما المصرية طوال ربع القرن الأخير أو حتى الـ40 سنة الأخيرة. وأسامة أنور عكاشة هو الفارس الأكبر بين هذه الكوكبة، لأنه يتميز بأنه صاحب مشروع أنجز 99% منه. آخر حلقات هذا المشروع كان مسلسل «المصراوية» الذي حاول أن يسجل فيه نشأة الروح المصرية في السياسة، حيث انسلخت واستقلت مصر عن الحكم العثماني، ثم تحررت من الاحتلال البريطاني، وفي هذه اللحظة كانت لا تزال عائمة الهوية، لكن ثورة عرابي ثم ثورة 1919 كان لهما الفضل الأكبر في استكشاف الروح المصرية والهوية المصرية من خلال العائلات الكبيرة، عائلات الطبقة المتوسطة الزراعية على وجه التحديد التي سيطرت على القاهرة وحمتها من الكرنفال الأجنبي الذي يعيش فيها.

حاول عكاشة في المصراوية، أن يسجل هذا الصعود ليرينا كيف أصبح هناك شيء كبير اسمه مصر في السياسة العالمية، وكيف أصبح هناك ثقافة مصرية، وهذا في حد ذاته شيء مهم يجب أن نحترم عكاشة عليه. هو رجل استطاع أن يحقق الفكر والفرجة معاً. «فنان الفكر والفرجة» هذا اللقب استخدمه الناقد الراحل علي الراعي لوصف توفيق الحكيم، وأنا أستعيره هنا لوصف أسامة أنور عكاشة على مستوى الدراما، لأنه يمتعنا أولا بعرض درامي متكامل العناصر الفنية، ثم يضيف إلينا قيمة فكرية مهمة، هو كاتب درامي أولا، ثم مفكر ثانيا، ثم هو مثقف عام له وجهة نظر في الحياة والأمور السياسية والثقافية، وكان لا يتوقف عن التعبير عن نفسه في المقالات الصحفية والحوارات الصحفية التي تجرى معه. كان صوتا قويا، وكان لا يهدأ حتى وهو يعاني من المرض في فترته الأخيرة، ولم يكن يترك أي نقد خارج عن الموضوعية دون أن يرد عليه فورا وبقوة، وبهذا استطاع أن يقيم لنفسه حرما يحميه من السوقة.

كان عكاشة يكتب القصة القصيرة، ثم حينما حقق الذيوع الكبير ككاتب سيناريو هجر الكتابة الإبداعية.

وفي السنوات الأخيرة جرفه الحنين للقصة والرواية فكتب بروح المحب الذي هجر حبيبه ثم عاد إليه يقدم فروض الولاء والطاعة، لكنه لم يكن بنفس القدر من القوة كما في أعماله الدرامية.

لكن قصصه ورواياته ومقالاته، حتى لو كان لنا عليها ملاحظات، فإنها تعتبر من الظلال المهمة التي توضح التجربة الإنسانية والإبداعية لأسامة أنور عكاشة.

أنطـوان غنـدور:  مدرسـة فنيـة

كان بحد ذاته مدرسة، فقد استطاع أن ينقل بصدق ويفبرك بعفوية الحياة المصرية، التي غاص كثيراً فيها، وفي تقاليدها وعاداتها. هو نجم في مصر وعلى المستوى العربي. لم يكن بمستوى نجيب محفوظ، لكن كان عنده شيء منه. أعجبني في المسرح مثل التلفزيون. «ليالي الحلمية» كانت مسلسلاً مهماً، نحن لم نتجاوب معها بالقدر الذي تجاوب به المصريون أنفسهم. كان عملاً ضخماً.

من أسامة أنور عكاشة استمد العديد من كتاب الدراما المصريين، وبه تأثروا، والبعض قلده، حتى أن بعض اللبنانيين استفاد من أسلوبه الدرامي المميز. أنا أحترم كثيراً ما كتبه عكاشة عن بيئته وبلده.

شكـري أنيـس فاخـوري:  واسـع الثقافـة

تابعته من خلال «ليالي الحلمية». كان له مركزه وقيمته. وفاته خسارة. تميز بأسلوبه الخاص في واقعيته، وكان ذا نظرة مثقفة في المسلسلات التي كتبها. غاص في المجتمع المصري من وجهة نظر تاريخية، فكان واسع الاطلاع ومتعمقاً في المواضيع التي كتبها. فهو من أهم كتاب الدراما المصريين.

نبيـل عبـد الفتـاح:  مـن الشعاراتيـة إلـى الهمـس الشعـاري

قام أسامة أنور عكاشة بنقل الدراما المصرية من مرحلة الستينيات حيث الاعتماد على توظيف الشعار السياسي الذي كان سائدا، إلى مرحلة الكتابة الدرامية الفنية، قام بذلك بوصفه كاتبا موهوبا وذا تكوين سوسيولوجي باعتباره دارسا لعلم الاجتماع. نقل الدراما من المرحلة الشعاراتية إلى الاتصال بحجم التحولات الاجتماعية والتغيرات الطبقية كما حدث في «ليالي الحلمية» وأعتقد أن جزءا من هذا ارتبط بمحاولة تحويل العلاقات والحكايات الكبرى على النمط المحفوظي إلى جزء من الدراما التلفزيونية. هو ساهم أيضا في تحويل الحوار ونقله من الشعارات الزاعقة إلى نوع من الهمس الشعاري. لغته الشعاراتية كانت مهموسة باستثناء بعض الحلقات في «ليالي الحلمية».

باختصار نقل عكاشة الدراما التلفزيونية في الوطن العربي نقلة نوعية في تاريخها بحيث نستطيع القول أن هناك مرحلة ما قبل أسامة أنور عكاشة ومرحلة ما بعده.

كما استطاع أن يعيد الهيبة لكاتب الدراما، حيث استطاع أن يكون قائد الأوركسترا، وفرض هيمنة الكاتب وتحواه لمدير العمل التلفازي في أغلب تفاصيله. دراما عكاشة لا يمكن أن تختزل ولا يمكن أن تقارن الدراما السورية ولا الدراما التركية المعربة بها.

لقد خفت حضور عكاشة في السنوات الأخيرة بسبب التنافس الإقليمي ما بين الدراما المصرية والدراما السورية وغيرها. الدراما أصبحت، مثلها مثل الجيش وهراوة الجندي، وسيلة لاظهار مكانة الدولة، وهذا يتضح من دعم السعوديين والخليجيين لدرامات محلية وللدراما السورية وتفضيلها على الدراما المصرية، وهي محاولة لممارسة الضغوط على القوة الناعمة التي كانت تلعبها مصر في الإقليم عبر الفن والشعر والقصة والرواية. هنا حدثت محاولات عمدية لاستبعاد الدراما المصرية وبالتالي لاستبعاد عكاشة في محاولة لعقابه على انتقاده للسلطات الرقابية في عدد من دول الخليج.

فاضـل كواكبـي:  حالـة استثنائيـة

لم يحضر الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة في الحراك الثقافي للسنوات الأخيرة سوى كمتحوّل عن مواقفه العروبية السابقة. ساجل وسوجل، ولم تكن سجالات الطرفين ذات سوية معرفية عالية، فبغض النظر عن اشكالية وجوهرية الأسئلة التي طرحها حول وجه مصر الحضاري وامتداداتها وعمقها، فإن النقاش كان يعيد إنتاج البراني، فالجواني الحقيقي أجاب عنه السياق الحضاري لمصر المعاصرة والحديثة، مؤكداً انتماءها الجوهري الحضاري لفكرة النهضة العربية المشتبكة عضوياً بنهضة مصر، والمتدهورة مع تدهورها وموات دورها العروبي (كما هو حادث اليوم).

وما أنجزه عكاشة في سياق عمله الدرامي كان جزءاً لا يتجزأ من محاولات استعادة ذلك الدور العربي والعروبي بامتياز. كان عكاشة ابن الستينيات الشرعي بكل مزاجها النهضوي المتضمّن عناصر متعددة شعبوية واشتراكية وقومية وحداثية بل وليبرالية. ومنجزه الأهم في الدراما التلفزيونية مسلسل «ليالي الحلمية» جاء ليعلن عن زمن حاولت فيه الثقافة المصرية أن تستعيد بقوة مواقع طليعية خسرتها في عهد السبعينيات.

كذلك هو الأمر مع أعماله الدرامية الكبيرة السابقة واللاحقة «الراية البيضا» و«رحلة أبو العلا البشري» و«أرابيسك» وغيرها. تحدّث عكاشة كثيراً عن مفهوم الرواية التلفزيونية وتم تبني هذا المفهوم من قبل بعض كتاب السيناريو التلفزيوني الآخرين، ولكن تجربته، رغم أنها كانت بنتاً للروائي المقموع في داخله، ورغم استعارتها لأشكال السرد الروائي، إلا أنها كانت تجربة زمنية مؤقتة لم يكن بالإمكان تطويرها وتعميقها، فتلك التجربة لم تكن فقط وليدة الاستعارة من البنية الروائية، بل كانت أيضاً وليدة الأيام الأخيرة للدراما التلفزيونية المصرية المتكئة على سرد بصري مسرحي إذاعي الهوى لا يقيم اعتباراً كبيراً للصورة، كما أسسه واشتغل عليه مخرجون كبار كنور الدمرداش، يحيى العلمي، محمد فاضل، اسماعيل عبد الحافظ، وقد كان الأخير هو المخرج الأكثر قرباً من عكاشة وقدم أداءً تنفيذياً بارعاً وفجاً في آن لأعمال الراحل، ولكن نتاجه البصري وصل إلى أفق مسدود تماماً على المستوى الجمالي والحرفي، ومنها أحد آخر أعمال عكاشة «عفاريت السيالة». مثلما لا يدرك من يتوهّمون أن الدراما التلفزيونية هي شكل من أشكال السرد السينمائي خطل موقفهم كذلك من وقعوا في وهم نظرية الرواية التلفزيونية، لقد كان عكاشة حالة استثنائية ليس لفرادتها الإبداعية وحسب، ولكن لأنها انتمت إلى سياق نظري ملفق درامياً، لا يمكن الحفر فيه جمالياً وثقافياً.

أما عكاشة السيناريست السينمائي فرغم اشتغاله مع أحد أبرز سينمائيي الثمانينيات وأكثرهم ناصرية عاطف الطيب، إلا أن الأفلام التي أنجزاها معاً كانت من أضعف أفلام الطيب ولم تضف إلى مسيرة عكاشة الإبداعية الشيء الكثير، وأشهرها «دماء الإسفلت» و«كتيبة الإعدام» اتسمت، إلى نبرتها الأيديولوجية العالية ببنية درامية فجة واستطرادية فاضت على بينة الفيلم السينمائي وإمكانات مخرجه في الضبط والتشكيل.

رحيل عكاشة هو مرة أخرى رحيل لأحد ممثلي ثقافة الستينيات، الذين حاولوا استعادة بعض ألقها، ثم سقطوا في مطب اليأس المتجدد النابع من التمرد غير المعرفي على الأسئلة الحقيقية نحو أسئلة التبسيط ورد الفعل.

مـروان نجـار:  فتـح فـي الدرامـا العربيـة

لم تكن لي علاقة شخصية به، ولم أكن على تواصل معه، لكنني تابعت وشاهدت أعماله. أستطيع أن أقول إن رحيله خسارة لنا كقطاع دراما عربية وكأمة عربية. خسرنا صاحب علامات فارقة في مسيرة الدراما، لأنه استطاع أن يختصر ضمير الجماعة، ويمثّل وجع البيت والشارع تحت وطأة التاريخ السياسي.

ما حققه عكاشة من استصراخ للصوت المصري، زمن الحرب القاسية وما تبعها، يعتبر فتحاً جديداً لفئة من الدراما العربية لم تكن قائمة قبل ذلك، وما كانت لتقوم لولا عبور هذا الأديب.

ليست الخسارة في انتصار المرض على الجسد المنهك، إنما كانت بافتقادنا عطاءات هذا القلم.

كان عندما يتناول الأمور ذات الطابع الجماعي يتجلى، فهو كان نسيج ذاته، لكن عندما يتناول الموضوعات الفردية الاجتماعية (فاتن حمامة مديرة المدرسة) كنا نفتقد الطاقة الجدلية التي عرفناه بها في الأعمال ذات الحضور الاجتماعي الجماعي. كانت قراءته للأفراد والحياة الدرامية بمعناها الشخصي عبر قراءاته للسوسيوبسيكولوجيا. باختصار كان أكثر تمكناً في مجال فهم المجتمع منه في مجال الفرد.

حسـن م. يوسـف:  العروبـي المنكسـر

اعترف بأنني كنت، على مدى سنوات طويلة، من أشد المعجبين بفكر وجرأة الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وقد أبلغته هذا عندما التقينا قبل سنوات في ندوة أجريت على هامش مهرجان المحبة في اللاذقية. لكن زمن الانكسارات جعل أسامة أنور عكاشة يتغير مما جعل إعجابي به يقتصر في المرحلة الأخيرة، على جرأته من دون فكره، خاصة بعد أن تأثر بطروحات المفكر المصري سيد القمني الذي يقول إن عروبة مصر «عبودية لاحتلال طال أمده أكثر مما ينبغى». فبعد أن كان أسامة أنور عكاشة «من دراويش القومية العربية» على حد قوله، طلع علينا، قبل سنوات باكتشاف غريب مفاده أن «أحلام الوحدة العربية مجرد وهم أدخله في عقولنا شخص يدعى لورانس، حيث استطاع إقناع الشريف حسين بتلك الاوهام». إلا أن القــشة التي قـصمت ظهر البعير هي قوله إنه لم يعد مهتماً بقضايا القومية العربية وزعمه أنها (أثقلت كاهل مصر).

لا شك أن ابداعات أسامة أنور عكاشة قد ساهمت في صياغة وجدان ملايين المشاهدين والقراء العرب في مصر وخارجها، ما يجعل غيابه خسارة كبرى. إلا أن الرحيل لا يلغي الخلافات الفكرية، لقد سبق أن أعلنت عدم اتفاقي مع المبدع الكبير أسامــة أنور عكــاشة في موقفه المغلوط من العروبة، فالعــروبة رغم كل تحفظاتنا على ممارسات من رفعوا شـعاراتها، تبقى الإطار الوحيد الذي يمكن أن يجمع العرب داخله، وأنا أومن في قـرارة نفسي أن الـعرب يستطيــعون الخروج من التــاريخ كل بمفرده، لكنهم لن يدخلوا التاريخ إلا مجتمعين!

السفير اللبنانية في

29/05/2010

 
 

الدراما العربية تفقد أحد أساتذتها الكبار.. أسامة أنور عكاشة

لحسن العسبي

هرم كبير للدراما العربية رحل.. وسماء الإبداع التلفزيوني المصري حزينة منذ البارحة، برحيل السيناريست البارع أسامة أنور عكاشة. فالرجل طبع مرحلة كاملة من تاريخ الدراما المصرية بأعمال تلفزيونية ذات قيمة فنية ومعرفية وتربوية هائلة. بل إن تلك الأعمال قد لعبت دورا حاسما في التربية على المواطنة، وعلى إنهاض الإحساس الوطني عند الملايين في ضفاف وادي النيل، مثلما كانت رسولا فنيا أعلى من قيمة المنجز المصري رمزيا في كل خريطة العرب..

الرجل، كان ثروة وطنية لبلاده وكان مؤسسة تربوية قائمة الذات. قوته في تواضعه الكبير، وحسن إنصاته للزمن العربي المصري، وللحاجة إلى خلق التوليفة الإبداعية المؤثرة في الناس هنا والآن. بالتالي، فقد شكلت مواضيع مسلسلاته، الترياق الذي حمى الهوية الوطنية للمواطن المصري من كثير من الإسفاف الذي كانت تأخده إليه استراتيجية إعلامية وفنية متكاملة، هدفها عزل مصر عن عمقها القومي العربي، وإلهاؤها بالأسئلة التافهة معرفيا وفنيا، عبر التلفزيون. بينما نجح أسامة أنور عكاشة، بالمقابل، في أن يعلي من أسئلة الطبقة المتوسطة في مصر، وأن يطرح أسئلة قلقها ووجودها عالية.

بعد رحيله الآن تصطف في ذاكرة التاريخ أعماله الشهيرة التي سوف تخلده في ذاكرة الدراما العربية، كونها مرجعا لا محيد عنه لفهم مرحلة من تاريخ مصر الحديث، من قبيل مسلسلات: « ليالي الحلمية»، «الشهد والدموع»، «أرابيسك»، « أبو العلا البشري»، «ضمير أبلة حكمت»، «زيزينيا»، رائعة « الراية البيضا»، «وقال البحر»، «كناريا وشركاه»، ثم «أميرة في عابدين». وكان آخرها مسلسل «المصراوية » سنة 2007. كما عرف القراء المصريون أسامة أنور عكاشة ( خريج كلية الآداب بالقاهرة سنة 1962 ) من خلال أعمدة أسبوعية في الصحف المصرية التي كان يعبر من خلالها عن مواقفه في السياسة والفن، كونه من أحسن من قاربوا فنيا أزمة النخب في مصر، والتحولات التي عرفتها منظومة القيم بها.

الإتحاد الإشتراكي في

30/05/2010

 

الفصل الأخير في سيناريو أسامة أنور عكاشة

المحجوب فريات 

رحل أسامة أنور عكاشة ، صاحب ليالي الحلمية والراية البيضا والشهد والدموع، فقدت الدراما العربية الرجل الذي حول المسلسل من مجرد مشاهد ترفيه إلى لوحات تؤرخ لتطورات المجتمع وتحولاته، عبر 40 مسلسلا ومجموعة من المسرحيات والأفلام، رحل أسامة تاركا إرثا فنيا شاهد على عبقريته وعلى مرحلة من تطور الدراما العربية.

جمع أسامة في كتاباته بين الأدب والفلسفة والسياسة والتاريخ، كما لامس العديد من المشاكل التي يعانيها المواطن المصري والعربي

لخص أحد النقاد أعماله الفنية بالقول: «يمكن دراسة تحولات المجتمع المصري من خلال مسلسلات أسامة أنور عكاشة».. السيناريست المصري الذي رحل إلى دار البقاء يوم أمس خلف سجلا فنيا حافلا، حوله إلى أبرز كاتب سيناريو في العالم العربي، حيت حمل شارة العمادة عن جدارة واستحقاق.

عند إعلان خبر مرضه قبل أسابيع صدم عشاقه ومحبوه، وبالرغم من أن التقارير الصحافية كانت تتحدث عن حالته «الحرجة»، فإن عشاق أسامة كان يأملون أن تحدث المعجزة ليعود كاتب «الروائع» إلى حياته الطبيعية ويستمر في نقش إبداعاته التي تتحول إلى أعمال تتسابق على عرضها القنوات ويتفنن في نقدها النقاد.

أسامة أنور عكاشة، الذي رأى النور في الـ27 يوليوز من 1941 في مدينة طنطا، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بهذه المدينة قبل أن ينتقل إلى القاهرة، حيث درس بكلية الآداب وبالضبط في قسم الدراسات الاجتماعية والنفسية، ومنها تخرج سنة 1962. وكانت أول مهنة زاولها هي أخصائي اجتماعي في مؤسسة لرعاية الأحداث، ثم اشتغل مدرسا وتولى العديد من المهام الإدارية فيها.

بعد ذلك سيؤكد السيناريست الراحل أن اشتغاله في المجال الاجتماعي هو الذي مكنه من ملامسة الحياة اليومية للمصريين، بناء على المشاهدة العينية في الميدان. أسامة أنور عكاشة الذي زاول العديد من المهن الإدارية، كان في نفس الوقت يمارس شغب الكتابة، مما دفعه سنة 1982 إلى اتخاذ القرار الذي غير مجرى حياته ومصير الدراما العربية، حيث اختار التقاعد عن العمل الإداري من أجل احتراف الكتابة، وكانت النتيجة أن الجمهور العربي الذي كان يحفظ فقط أسماء الممثلين والمخرجين أصبح يردد اسم كاتب السيناريو الذي كان يكفي إدراج اسمه في جنيريك أي مسلسل ليتحلق كل أفراد العائلات العربية حول أجهزة التلفزيون.

جمع أسامة في كتاباته بين الأدب والفلسفة والسياسة والتاريخ، كما لامس العديد من المشاكل التي يعانيها المواطن المصري والعربي، حيث كتب عن الأحلام غير المحققة والطموحات المجهضة والهوية الممسوخة، وعن التطبيع مع العدو والمافيا والرشوة والفساد وعن الاستبداد والقهر وضياع الهوية.

اكتشف المغاربة والعالم العربي أجمع أسامة أنور عكاشة من خلال مسلسل «الشهد والدموع»، الدراما الاجتماعية التي كانت العائلات العربية تتحلق حول أجهزة التلفاز من أجل متابعة تفاصيلها المؤثرة التي أبكت الكثيرين، وقد كان لنجاح هذا المسلسل أثر كبير في الدفع بمسار عكاشة إلى الأمام ولتحوله إلى أبرز كاتب سيناريو في العالم العربي.

أسامة الذي كان يعشق الإسكندرية واعتبرها لوحة فنية على شاطئ المتوسط خلدها في مسلسل «الراية البيضا»، والذي كان صرخة ضد المسخ وإلغاء الهوية ونكران التاريخ، وهو المسلسل الذي أعادت القنوات العربية تقديمه مرارا، حيث قدم صورة مبدعة للصراع بين المال والثقافة، كما سلط الضوء على التغييرات التي عرفها المجتمع المصري بسبب ظهور مجموعة من الأغنياء المستفيدين من جو الفساد العام، حيث وقف جميل راتب وهشام سليم في وجه أموال سناء جميل الراغبة في هدم الفيلا التي ترمز إلى كل قيم وتاريخ المجتمع المصري.

في مسلسل «أرابيسك» تناول عكاشة مشكل الهوية والحفاظ على التاريخ وضرورة مواجهة لصوص الآثار والذاكرة، كما أن السيناريست، الذي كان أول كاتب يرسخ فكرة تقديم مسلسل في أجزاء، قدم في ملحمته «ليالي الحلمية» رؤيته الخاصة للتاريخ المصري من الثلاثينيات إلى التسعينيات، حيث استعرض فترة الاستعمار وبعد ذلك التحولات التي وقعت بعد الاستقلال وفترة حكم جمال عبد الناصر، وبعد ذلك فترة السادات وما سمي بالانفتاح. نفس الاسترجاع التاريخي قدمه أسامة أنور عكاشة من زاوية أخرى في مسلسله الأخير «المصراوية»، كما أنه قام في مسلسل «زيزينا» بعمل فريد من خلال التركيز على حياة الأجانب، مثل الإيطاليين واليونانيين، وظروف عيشهم في الإسكندرية ومصر.

ومن بين أنجح المسلسلات التي قدمها أسامة أنور عكاشة مسلسل «عصفور النار» الذي يرصد الصراع على السلطة في إحدى القرى المصرية، والتي تجسد الواقع العربي بكل تخلفه الاجتماعي واستبداده السياسي، أما في مسلسل «ضمير أبلة حكمت»، الذي كان أول عمل تلفزيوني لفاتن حمامة، فقد تناول مشاكل التعليم من خلال الأحداث التي تدور في قسم الثانية للبنات. ولم يكتف أنور عكاشة بكتابة الأعمال الدرامية والتاريخية، بل إنه اقتحم عالم الكتابة الكوميدية مثل مسلسله «عفاريت السيالة».

وإذا كان السيناريست المصري الذي رحل عن دنيانا أمس قد كتب حوالي 40 مسلسلا تلفزيونيا، فإنه أنجز كذلك 15 شريطا تلفزيونيا، كما اقتحم عالم السينما من خلال مجموعة من الأفلام المميزة مثل «كتيبة الإعدام»، الذي سلط فيه الضوء على الأغنياء الجدد في مصر الذين استفادوا من سنوات الحرب، ثم فيلم «الهجامة» الذي تطرق فيه إلى التغيرات التي عرفتها مصر في سنوات السادات، بالإضافة إلى فيلم «دماء على الإسفلت»، دون نسيان مجموعة من المسرحيات.

كما أصدر عكاشة مجموعة من المسرحيات والنصوص الأدبية، وفاز بالعديد من الجوائز كما حظي بمجموعة من التكريمات والتشريفات في العديد من الدول العربية.

أخبار اليوم المغربية في

30/05/2010

 

أسامة أنور عكاشة.. مات في موعده

نبيل الملحم

مرة واحدة انتقلت الدراما التلفزيونية الى مصاف الرواية العالمية، ومرة واحدة دخلت الرواية التلفزيونية جلالة الوقت بأكتاف عريضة تحمل التاريخ واللحظة.. أمسا وحلما.

- أسامة أنور عكاشة.

رجل بكل قامة الأدب.. بجلال الكلمة.. بحس التاريخ.. بجناحين يحملان جسدا ممتلئا بالحب والحزن معا.

هو ذلك الـ:

- أسامة أنور عكاشة

لم يستعجله الموت.. أتاه اللاعب الازلي ربما في اللحظة المناسبة.

لاقبل، ولا بعد.. أتاه وهو في الذروة.. أتاه ليترك معه ولنا: زيزينيا، ويترك ليالي الحلمية.

ليترك لنا مانقلده ونحاكيه ومن الصعب أن نتجاوزه.

من الصعب؟

- نعم.

لامصادرة للمستقبل، ولا اقفالا لبوابته وهي عصية على الانغلاق.

نعم، لأن الشاهقين يصلون الحياة مرة واحدة.. زيارة لايكررونها ولايفتحون الطريق لغيرهم كي يكررها.. يرسمون السقف الذي ليس بالوسع اختراقه او تخطيه..ربما هذا حال نجيب محفوظ.. هذا حال يوسف شاهين.. هذا ماكان عليه تشيخوف، وسيكون هذا حال أسامة أنور عكاشه وقد رسم بيده السمينة،وارفة الظل، كل هؤلاء البشر الذين رسموا الحكاية ليرسمونا على شاكلة أبطالهم.. أبطال من هامش الدنيا وأبطال ممن يمسكون بصنابيرها.

أسامة أنور عكاشة :

رحلت في اللحظة المناسبة..على دقة قلب الوقت العبقري.. رحلة في ذروتك..

- هكذا يكون الرحيل وليس سواه :

ثمة قبرة فوق شاشة ذهبية تنتظر وداعك.

موقع "شوكو ماكو" في

30/05/2010

 
 

أسامة حلم لم يكتمل

خالد منتصر

جاءنى صوته عبر الهاتف واهناً مغلفاً بغبار معركة المرض الشرسة، شكرنى على مقال «مازال النيل يجرى يا أسامة»، «تشكرنى أنا التلميذ فى مدرستك الرحبة»، إنه رد دين فى رقبتى لناظر مدرسة الإبداع الدرامى، بعدها دخل فى الغيبوبة وانقطع الاتصال ولم ينقطع التواصل، فوجدانى وعقلى لايزالان يحتفظان بدقات أزميل إبداع هذا العبقرى، نقوش لن تمحوها زحمة الحياة، مسلسلات ومعارك ومقالات وجلسات حوار ورصد لرحلة تشكلت عبر سنوات من المعاناة، ليست دراما أسامة أنور عكاشة هى التى أرخت لمصر فقط، ولكن رحلة كفاحه لإبراز هذه الدراما إلى الوجود كتبت تاريخاً موازياً.

عندما كتب أسامة مسلسل «الشهد والدموع» رفض إنتاجه التليفزيون المصرى فأنتجته شركة خاصة وعندما نجح المسلسل واكتسح، تنبه التليفزيون المصرى إلى أن هناك كاتباً درامياً مختلفاً يولد من رحم الفلسفة والتاريخ وكتابة القصص القصيرة والروايات، كان مفكراً برتبة كاتب سيناريو، قرر أن يدخل معركة المؤلف النجم، نجح فى أن يجعل تليفزيونات الدول العربية تطلب مسلسل أسامة أنور عكاشة لا مسلسل النجمة الفلانية أو النجم العلانى، وضع اسمه فى بداية المسلسل ونهايته ليس من باب الغرور ولكن من باب صنع القيمة والمكانة للكاتب الذى كان يعامل على أنه مجرد بتاع ورق، صار «الألفة» بعد «ليالى الحلمية».

مفتاح شخصيته الكرامة والعناد، دخل معركة ضد مؤسسة «أخبار اليوم» بكل سطوتها وجبروتها الإعلامى، دخلها منفرداً عارى الصدر، كيف يكتب أسامة عن حرب أكتوبر؟!، كانت الأخبار تفرد صفحتين أسبوعياً على شكل مدفعية هجوم ثقيلة ومنصة إطلاق صواريخ لهدم هذا الكاتب الذى لا يملك إلا قلمه مستنكرة أن يكتب أسامة الناصرى عن حرب أكتوبر!!

معركة أخرى كانت هذه المرة مع نفسه، راجع موقفه من الانتماء العربى والعروبة ودخل معركة مع رفاق الدرب القدامى وتلقى هجوماً شرساً من بعض أصدقائه الذين يفهمون مراجعة النفس والموقف على أنها خيانة!، خاض بعدها معركة شرسة أخرى مع تيار أكثر تحجراً، معركة تقديس عمرو بن العاص، خدش أسامه ثوابت راسخة وبديهيات مستقرة تمثل بالنسبة لهذا التيار أكل عيش فى زمن البترودولار، جعلهم البيزنس يستخدمون أسلحة الدمار الشامل فى هجومهم على أسامة ولكنه صمد ولم يؤثر السلامة ويستسلم لمبدأ التقية.

أرقته مشكلة الهوية المصرية، هل مصر فرعونية أم قبطية أم إسلامية أم عربية؟، هل هى طبقات متراكمة من كل هذه المؤثرات؟، هل هى أرابيسك عاشق ومعشوق؟، شغله هذا الأرابيسك التاريخى فى مسلسله العبقرى «أرابيسك» وانتهى بالمونولوج الشهير الذى ألقاه الفنان صلاح السعدنى داخل البيت الأثرى متسائلاً عن هوية مصر.

لم يكن أسامة أنور عكاشة «مسلواتى» أو «حكواتى» أو صاحب سامر أو تاجر شنطة يبيع للخليجيين مسلسلات أو «ترزى» يفصل على مقاس النجوم، كان مفكراً وفيلسوفاً وحلماً لم يكتمل.

info@khaledmontaser.com

المصري اليوم في

30/05/2010

 

اسماعيل عبدالحافظ: اسامة انور عكاشة كتب 10 حلقات فقط من تنابلة السلطان

خالد فؤاد - مصراوي 

بالطبع اتمنى بل واحلم ان يخرج هذا المشروع للنور خاصة وانه عمل عظيم ومتميز ولكن من الذى يمتلك القدرة على استكمالة بنفس اسلوب وقوة صديق العمر اسامة انور عكاشة.

هكذا جاء تعليق المخرج الكبير اسماعيل عبدالحافظ حينما توجهنا له بالسؤال عن مصير مسلسل (تنابلة السلطان) اخر ما كتب الكاتب الكبير الراحل اسامة انور عكاشة.

وواصل المخرج الكبير قائلا: نعم قمنا بعقد اكثر من جلسة عمل بشأن هذا المسلسل وكنت متحمسا بشدة له واعجبنى جدا الاسلوب الذى صاغ به صديقى الراحل العشرة حلقات الاولى منه وكان من المقرر البدء فى تصويره بعد انتهاءه من كتابة كل حلقاته الا ان القدر لم يمهله لاستكماله.

وتابع عبد الحافظ:  اصبح الامر فى غاية الصعوبة لكون ما كتبه عكاشه يمثل ثلث حلقات المسلسل فقط ومن ثم اعتقد انه من الصعب جدا الاستعانه بكاتب اخر لاستكماله خاصة وان عكاشة كان يتميز باسلوب متفرد فى اعماله سواء التى قدمها معى او مع غيرى من الزملاء المخرجين الاخرين.

وبتأثر شديد واصل كلامه قائلا: لم يكن هذا هو العمل الوحيد الذى كان من المقرر ان يجمعنى بعكاشة فى الفترة القادمة فحسب بينما كان هناك مشروع مسلسل اخر بعنوان (الطريق 2000) اعجبنى بشدة موضوعه وفكرته بالاضافة للجزء الثالث من مسلسل (المصراوية) وغير هذا من المشروعات الاخرى التى لااستطيع الان معرفة مصيرها فهذه كلها امور فى علم الغيب.

من المعروف ان الكاتب الكبير الراحل اسامة انور عكاشة ربطته صداقه قوية باسماعيل عبدالحافظ منذ سن المراهقة والشباب تحديدا اثناء الدراسة الثانوية ثم الجامعية اى قبل اتجاههما للفن بسنوات طويلة وقاما بتكوين ثنائى فنى ناجح فى الكثير من المسلسلات مثل (الشهد والدموع) جزئين و(ليالي الحلمية) خمسة اجزاء و(امرأة من زمن الحب) و(اهالينا) بالاضافة للمصراوية وغيرهم من الاعمال المتميزة الاخرى.

موقع "مصراوي" في

30/05/2010

 

جمال سليمان : عكاشة حفر اسمه من المحيط للخليج

البشاير:خاص  

اعرب الكثير من الفنانين عن حزنهم لفقدان قيمة كبيرة مثل الكاتب أسامة أنور عكاشة وقد نقل برنامج" العاشرة مساء" علي قناة "دريم "الفضائية مشاعرهم في عدة مداخلات هاتفية.

فقال الفنان نبيل الحلفاوي في مداخلة هاتفية الاعلامية منى الشاذلي خلال برنامج" العاشرة مساء" علي قناة "دريم "الفضائية انه كان رافضا الحديث في البرنامج ثم تكلم بعد ذلك وقال انه كان يتردد في تقديم بعض الاعمال من اجل اسامة انور عكاشة حتى لا ينتقده.

وقال ان الصدمات دائما تاخذ وقت وانه سياخذ وقت لاستيعاب ان اسامة لم يعد موجودا بالفعل واكد انه لن يتكلم عنه بكلمة المرحوم لانه موجود في حياته لانه مبدع وله اعمال باقية .

وكان يذكر الكاتب الراحل ان نبيل الحلفاوي من اول اصدقائه ومن يحب الحديث معهم كما علقت الشاذلي واضافت الشاذلي: انت فنان كبير في الاداء والاخلاص واخلاص لروح طائفة وليس للصداقة معنى اكبر من ذلك.

وفي مداخلة هاتفية اخري قال الفنان السوري جمال سليمان ان اسامة ظاهرة تليفزيونية وادبية خاصة لابعد الحدود وقد حدث بينه وبين المخرج نجدت انزور حوارات عن الدراما المصرية والسورية وكان يدافع اسامة عن النص والدراما دائما .

واسامة عمل نقلة حقيقية في الكتابة التليفزيونية وحول المسلسل التليفزيونى لرواية بصرية وعلي راس اعماله ليالي الحلمية وكان هناك لهفة شديدة علي الحلقات في سوريا عند عرضها خلال شهر رمضان وحفر اسمه في وجدان المواطن العربي من المحيط للخليج وكانت تقاس عليه الروايات.

كما قالت الفنانة فردوس عبد الحميد انه لم يكن مجرد كاتب تليفزيونى وكان كاتب شامل واديب يكتب في كل المجالات وموهبته شاملة ومتدفقة واعماله كان يكتبها لنفسه ويتركها في الدرج ولم يكن يكتب لتذاع وتنشر وكان مهموما بقضايا وطنه .

واضافت ان مسلسل انا وانت وبابا في المشمش كان شكلا جديد في الدراما وكان حوار غنائي وهو تجربة لم تتكرر في الدراما وقد صدمت الجماهير و النقاد منه في البداية حتى تم استيعابه.

وعلقت الشاذلي ان هناك نقاد اعتذروا بعد ذلك عن نقد المسلسل .

وفي مداخلة اخرى اكدت الفنانة عفاف شعيب انها لم تحضر الدفن لان اخيها مريض وقال صعب ان تجد شخصية مثل الكاتب أسامة أنور عكاشة وهو شخص محترم ومبدع وعمل قامة وهامة للدراما المصرية والعربية وكتب عن الحارة المصرية وكل اعماله ناجحة ومتقنة بفكر معين ورجل يقول الحق والناس تاثرت بشخصية زينب في الشهد والدموع وربوا اولادهم ورفضوا الزواج.

وهو نجيب محفوظ التليفزيون المصري والعربي .

البشاير المصرية في

30/05/2010

 

منى الشاذلي ترثي أسامة أنور عكاشة

البشاير:خاص  

قالت الاعلامية منى الشاذلي خلال برنامج" العاشرة مساء" علي قناة "دريم "الفضائية ان حلقة الامس كانت حلقة وداع ومرثية غير حزينة وغير بكائية للكاتب الصحفي والسيناريست الكبير أسامة أنور عكاشة، ويحق التقدير والوفاء علي كل المستويات له وان عمره بالحلقات التى قدمها وابدعها يتجاوز عمره بالسنين .

واضافت الشاذلي انه وداع محب وقوى لشخص احب بلده والمشاهدين والولاء لفكره وعمله وحقه علينا احياء ذكراه من بعد ساعات من رحيله وقدر من الوفاء بدلا من الزهايمر المبكر .

واوضحت الشاذلي ان علي الانترنت يمكن ان نرى كلام غريب الشكل عن اسامة مؤكدة انه لم يتطاول علي الصحابة ولا يمكن ان يقع في مثل هذا الخطأ وانتقد السياسي عمرو بن العاص فقط وقيل ما قيل عنه بشكل ظالم وغير حقيقي لمجرد الهجوم عليه.

كما اوضحت الشاذلي انه كان شخص مبالغ في امتنانه واسير للمواقف وكان محظوظا باصدقائه وتلاميذه وكان خياله بمثابة فراسة وممكن ان يحدث في الواقع.

كما علقت الشاذلي ان الكاتب الراحل عمل نقلة منذ عرض مسلسل الشهد والدموع حيث ان الناس كانت تجلس في البيوت وترى الشوارع خالية من الناس كانه يعرض مباريات في هذا الوقت علي شاشات التليفزيون.

واشارت ان من اهم ما يميز اعماله ان كان ينجم كل الاشخاص حتى الكومبارس وكل الناس في اعماله نجوم.

البشاير المصرية في

30/05/2010

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)