أسرار الحياة التي عاشتها «الشحرورة» كما تحب.. وتركتها
أيضاً كما تحب
صباح .. كما يراها أبناء جيلها
المصدر:
القاهرة: ريهام عاطف ودينا طلبة
- دار الإعلام العربية
«الشحرورة»..
لم تكن مجرد اسم لامع في سماء الفن، بل كانت هامة من هامات زمن الفن
الجميل، أثرت الفن العربي على مدار ستة عقود من عمرها بالعديد من الأعمال
السينمائية والغنائية، فقد وصل عدد الأفلام التي قدمتها نحو 85 فيلماً في
مصر ولبنان، وأطربت الوطن العربي بنحو 3000 أغنية، وقدمت له الكثير من
حياتها ولعلها لم تأخذ منه في النهاية سوى حب جماهيرها في العالم العربي
بأكمله ودعائهم لها بالرحمة.
عاشت الفنانة صباح الحياة كما تحب أن تعيشها، فحبها المستمر
لها وتمسكها بها جعلها دائماً لا تبالي بسخافات البعض من حولها، وما كانوا
يطلقونه من شائعات عن وفاتها بين حين وآخر والتي استمرت على مدار عشرين
عاماً، وكأنه يُزعجهم وجودها في الحياة وحبها لها، لكنها آثرت الصمت
أمامهم، فتألمت في صمت، وتابعت مهاتراتهم من وراء شاشة هاتفها وهي جالسة
على سرير مرضها بصمت، لترحل أيضاً في صمت وتغفو ليلتها الأخيرة وتذهب إلى
العالم الآخر أثناء نومها دون أن تزعج أحداً كما أرادت أن تفعل طوال حياتها.
الزمن لعب دائماً ضدها
ربما لم تكن خطوات الزمن دائماً في صالحها كما يعتقد البعض،
بل كثيراً ما حمل لها العديد من الآلام والشعور بالوحدة القاسية، فالحياة
الوحيدة التي عاشتها دفعتها إلى أن تترك كل أموالها وتذهب لتستقر في أحد
الفنادق كي تجد من يؤنس وحدتها.. هذا الشعور القاسي الذي ظلت تعاني منه
صباح في سنواتها الأخيرة، أصابها بالإحباط النفسي بسبب عدم سؤال أحد عليها
سوى الفنانة فيروز، كما كان لزيجاتها المتعددة التي بلغت تسع زيجات دوراً
آخر في شقائها النفسي، فقد صرحت سابقاً بأنها ندمت كثيراً على كل هذه
الزيجات، ولو يعود بها الزمن فلن تتزوج هؤلاء الأزواج، مؤكدةً أنها ساندت
ودعمت الكثير منهم معنوياً ومادياً ومع ذلك لجأ بعضهم إلى خيانتها، ما دفع
ابنتها الوحيدة «هويدا» إلى أن تكره الزواج وترفضه، بل تردد أيضاً أن صباح
حاولت الانتحار قبل ذلك بعدما شعرت بقسوة الحياة عليها ومعاناتها المستمرة
مع المرض.
حب مصر وضعها في أزمة
وعلى الرغم من الأزمة التي واجهتها في سحب الرئيس جمال
عبدالناصر الجنسية المصرية منها، إلا أن ذلك لم يُقلل أبداً من حبها
واحترامها وشغفها بهذا البلد وأهلها، والتي باتت تغني لها حتى مماتها،
فمقاطعة الدول العربية لها وحظر إذاعة أغنياتها بسبب ما نشرته الصحف
العربية وقتها عن علاقة صداقة جمعتها مع مطرب إسرائيلي، كما تردد حينذاك،
لم يزعزع صمودها إزاء منعها من دخول مصر، قبل أن يقرر الرئيس الراحل
السادات أن يعيد لها الجنسية مرة أخرى.
ولعل صباح التي قد لا يعرفها الكثيرون، كانت إنسانة محبة
للخير ومتواضعة لأبعد درجة، فكانت ترفض أن يتعامل معها الناس على أنها نجمة
بل كانت تحب البساطة وتعشقها، وهو ما أكده زملاؤها من أبناء جيلها والذين
ربطتهم بها علاقة خاصة سواء على المستوى الإنساني أو الفني، لهذا تحدثت
«أرى» إلى عددٍ من الفنانين والفنانات الذين فتحوا قلوبهم وتحدثوا عن
الشحرورة وعما لا يعرفه جمهورها عنها.
سمير صبري: رحلت مدللتي
الفنان سمير صبري كان الأقرب إلى قلب الشحرورة وكان يُسافر
للبنان خصيصاً لزيارتها، ويُقيم لديها قبل أن تبيع منزلها في 2006.. صبري
تحدث لـ«أرى» بحزن شديد عن علاقته بالراحلة قائلاً: «الشحرورة كانت النموذج
المتجسد للمرأة المتفائلة.. رحلت مُدللتي لا يكفيني عنها الكلام فهي صديقة
عمري وحبيبتي، دائماً ما كنا نجتمع منذ أكثر من 30 عاماً وتربطنا صداقه
قوية، ليس لأننا فنانون لكن لأننا متفقون في العديد من المبادئ كان أبرزها
حب الحياة».
وعن ذكرياته معها قال: صباح فنانة تعرف معنى متعة العيش في
الحياة الكئيبة، مرت بظروف عصيبة كان أبرزها مرض ابنتها «هويدا» في 2006
والذي جعلها تبيع كل ما تملك وتسافر إلى الولايات المتحدة لتلحقها، ورغم
حزنها الشديد كانت متفائلة ولديها رغبة في الحياة، ورغم كبر سنها كانت
تتلقى شائعة وفاتها بسعادة شديدة وتقول: أشعر بأنني عندما أرحل لن يُصدق
الناس.
وعن فنها قال صبري: أعتبر صباح أبرز فنانات جيلها فنياً
وغنائياً، فلديها موهبة حقيقية سواء على مستوى الطرب أو التمثيل وقدمت
أعمالاً متميزة مع كل فناني جيلها وكانت قريبة لعبدالحليم حافظ رغم أنها
كانت تكبره سناً، لكنها على المستوى الشخصي كانت تحبه جداً، وكانت مقتنعة
بأنه أفضل فناني جيله رغم صلة التقارب بينها وبين فريد الأطرش في الأفلام
الكثيرة التي قدموها معاً، لكنها كانت تحب عبدالحليم بشكل شخصي، وتؤكد أنها
حزنت كثيراً لوفاته خاصة وأنها عاصرت فترة مرضه.
وأضاف: أكثر ما أحزن صباح في نهاية حياتها كانت الوحدة
الشديدة التي تعيشها والتي قتلتها في النهاية، فعندما أصبحت صعبة في حركتها
ابتعد عنها الكثيرون وحدثتني منذ شهرين قائلة: «الناس وحشتني»..
رحمها الله وأبقاها بفنها.
رجاء الجداوي: صديقة خالتي
أما الفنانة رجاء الجداوي، فقد صرحت لـ«أرى» أنه لم يسبق أن
اجتمعت معها في عمل فني، ولكنها تعرفها جيداً على الصعيد الإنساني، فقد
كانت صديقة لخالتها الفنانة الراحلة تحية كاريوكا وكثيراً ما تقابلت معها
أثناء وجودها مع خالتها، مؤكدة أنها إنسانة جميلة وعفيفة اللسان، فتذكر
أنها كانت ترفض تماماً أن توجد في جلسة نميمة أو تذكر سيرة أحد في غيابه،
بل كثيراً ما رأتها تنسحب من الجلسة كلها حينما تجد الحاضرين سيبدؤون في
الحديث عن شخص غائب، مضيفة أن آخر لقاء جمعها بها كان يوم عيد ميلادها، فقد
أصرت الفنانة صباح وقتها على الحضور لتهنئها بعيد ميلادها، على الرغم من أن
حالتها الصحية وقتها لم تكن تسمح ولكنها لبت الدعوة وحضرت الحفل مع مرافق
لها وهي جالسة على كرسي متحرك، وحينما رأتها سعدت جداً بحضورها وأوصلت لها
أنها تحبها كثيراً، فكان رد الشحرورة أنها أبلغتها أن تحبها أكثر وتحب مصر
جداً وجمهور مصر كافة، وأنها البلد التي ستظل في قلبها حتى وفاتها.
نادية لطفي: أيقونة للجمال والأنوثة
الفنانة نادية لطفي قالت لـ«أرى» إن الشحرورة قامة فنية لن
تعوض، ولن يأتي في الأجيال القادمة مثلها، فهي ليست مجرد ممثلة موهوبة،
لكنها إنسانة تشعر بقيمة الفن وتحسه فتتقنه، كانت تتقمص أدوارها وكأنها
تجسد قصة حياتها وكل من يعرفها كان يتعامل معها أثناء تمثيلها على أنها
شخصيتها الحقيقية، وأخيراً، كنت أحزن كثيراً بسبب الشائعات التي تخرج
عليها، فأنا أعرفها جيداً رغم أننا لم نتصادف في أعمال فنية كثيرة، لكنها
ظلمت في حياتها وتم تشويه صورتها أمام الرأي العام وللأسف هذه هي الضريبة
التي يدفعها الفنانون، فتخرج شائعات تمس شرفهم أو وطنيتهم أو غير ذلك،
لأنها أخبار تهتم بالشهرة أكثر من غيرها.
وأشارت لطفي إلى أن أبرز أعمال صباح كانت مع فريد الأطرش،
فقدمت معه عدداً من الأعمال الرائعة وتعاونت أيضاً مع كل فناني جيلها،
وكانت صديقة عمرها سامية جمال التي حزنت عليها كثيراً وقت وفاتها وجاءت إلى
مصر لكي تحضر دفنها.
وأضافت نادية: للأسف مستوى الجمال في الأجيال الحالية اختلف
كثيراً عما كان يُقدم في الأعمال الفنية قديماً، ولا أعرف سبباً لذلك،
وكانت صباح نموذجاً لهذا الجمال.
ليلى طاهر: كانت تحب المطبخ
بحزن شديد قالت الفنانة ليلى طاهر لـ«أرى» إن صباح تجربة لن
تتكرر في الحياة، نموذج لجمال الأنثى ونقاوة الروح، قدمت معها عدداً من
الأفلام، كان أبرزها «الأيدي الناعمة»، وقتها كانت الأكبر سناً والأشهر بين
كل النجوم المشاركين في الفيلم.. لديها قدرة رهيبة على الحب والعطاء، وأن
تجمع حولها كل من تحبهم.. فنانة معطاءة ولديها قدرات وموهبة تمثيلية كبيرة؛
إضافة إلى جمال غير عادي، فكانت فنانة بمعنى الكلمة.
وأضافت ليلى: صباح كانت تحب الطبخ وكانت تُجمّعنا أثناء
تصوير فيلم «الأيدي الناعمة» لنطبخ معاً وكانت دلوعة بطبعها ولا تدعي ذلك،
وكان الغناء بالنسبة لها حياتها تغني في كل وقت حتى إنها طلبت من المخرج
وقتها أن يضيف لها أغنية «الدوامة» في الفيلم، لأنها كانت تحبها، فرحمها
الله، للأسف لم أتابعها منذ فترة طويلة، لكنها كانت صديقة طيبة وحبوبة،
وتربطها صداقة قوية بكل أجيال الوسط الفني باختلافهم.
مديحة يسري: فنانة استثنائية
اعتبرت الفنانة مديحة يسري أن وفاة صباح ومريم فخر الدين
ووجدي الحكيم، هي أسوأ أحداث في فترة عمرها الأخيرة، وقالت لـ«أرى»: لم
أحزن بعد وفاة ابني بقدر حزني على وفاتهم، وحزني الأكبر أنني لم أتمكن من
رؤيتهم منذ فترة طويلة، للأسف صباح كانت صديقه غالية على قلبي، لم يسعني
الوقت أن أتابع حالتها في الفترة الأخيرة بسبب حالتي الصحية وعدم قدرتي على
النهوض والسفر، ولكني كنت أحدثها كثيراً وأعرف أخبارها وأطمئن على ابنتها
«هويدا» أهم ما في حياتها.
وتابعت «يسري»: فن صباح لا يُمكن تقييمه لأنها فنانة صعدت
من الأربعينات وأدخلت الغناء إلى التمثيل، فهي فنانة استثنائية عاشت 5 عقود
متتالية من التألق والنجومية وهذا لم يحدث مع عدد كبير من الفنانين، فكان
لونها الغنائي مزيجاً بين القوة الجبلية والرومانسية الهادئة، ولذلك فلا
أعتقد أنه سيأتي مثلها.
محمد سلطان: دلوعة دائماً
ووصف الموسيقار الكبير محمد سلطان الشحرورة بأنها «دلوعة
دائماً» وهذا ما كانت تقوله وقالت: «في آخر لقاء بيني وبينها في حضور كل
الفضائيات ووسائل الإعلام عندما كرمناها في مهرجان الأوسكار وعندما دخلت
القاعة لم تتحمل الصعود إلى المسرح فرفعتها وصعدت بها، ففوجئت بها تمسك
الميكروفون وتغني «أنا كده دلوعة دائماً»، وهي الأغنية التي لحنتها لها
وغنتها وحققت نجاحاً كبيراً، فهذه هي صباح.. الدم الخفيف الذي يجمع بين
جمال الروح وجمال الصوت فهي موهبة أعطت للفن الكثير والكثير، وكانت سبباً
من أسباب نجاح معظم فناني جيلها، فقدمت العديد من الحفلات والأغنيات وكانت
على علاقة طيبة بكل رؤساء الدول لما كانت تمتلكه من قوة وجمال في الروح
والأداء، وأتذكر أنها ربطتها علاقة صداقة بملك المغرب الملك حسين الثاني،
وكان يتغنى معها في حفلاتها الخاصة عندما يحضر، أيضاً الرئيس الليبي السابق
معمر القذافي كان يُسافر لها خصيصاً ويحضر حفلاتها، وعرض عليها أن تعيش في
قصر من الذهب، لكنها رفضت بسبب ابنتها.. صباح موهبة لن تتكرر في كل شيء
قدمته.
وعن ذكرياته معها قال سلطان: قدمت لها عدة أغنيات كان
أبرزها «الدنيا احلوت قدامي»، وقتها قالت لي إنني لحنتها لفايزة أحمد زوجتي
في ذلك الوقت، فقلت لها من يحب أن يرى كل الأشياء بعين الحب، وقتها أعطتني
درساً في الحب وقالت: حب الحياة أهم من أي حب، الاستمتاع بجمال الحياة
وروعتها فالله خلق الأشياء جميلة وجعلنا نستشعر هذا الجمال، والحياة تكون
سعيدة عندما يكون لدينا القدرة أن نستشعر مقدار هذا الجمال.
حسين فهمي: عشق تربيت في ساحته
الفنان حسين فهمي قال لـ«أرى»: لا يوجد كلام يصف حزني على
غياب صباح، بالنسبة لي ليست مجرد ممثلة، لكنها «عشق تربيت في ساحته»، فضلها
علي لا يقل عن سعاد حسني.. أعطتني فرصة البطولة واقتربت منها للغاية، وقدمت
معها العديد من الأفلام، كانت تتباهى بجمالها ورقتها وأناقتها، وكانت نموذج
لـ«الفيديت».. الجميلة فيكفي أنها في كل مناسبة كانت تحضرها كانت تهتم
بارتداء فستان جديد وتتدخل في تصميمه.
أضاف فهمي: «قابلتها أخيراً، وكلمتها دائماً لي كانت
«بحبك»، وكنت دائماً أقول لها تزوجت كثيراً، فتقول لي: «تزوجت على الورق
أكثر من سنوات حياتي»، قاصدة بذلك شائعات الزواج التي خرجت عليها، لافتاً
إلى أن صباح فنانة تُصنع لها الأعمال، وكانت من القلائل في جيلها التي
تختار المؤلف والمخرج، وكانت المنتجة آسيا مؤمنة بموهبتها لأقصى حد؛ لدرجة
أنها أعطتها فرصاً كثيرة، وما كان يميز هذا الجيل عدم وجود الغيرة.. كل
فنانة لها مذاقها وجمالها في التمثيل، وأعتقد أنه بخسارتها خسرنا قامة
كبيرة فنياً وإنسانياً، فأنا أفتقدها كثيراً».
يوسف شعبان: لم أتزوج الشحرورة
الفنان يوسف شعبان أعلن أنه لم يتزوج الفنانة صباح كما ردد
البعض؛ مشيراً إلى أنه كان يتمنى ذلك لكنهما قدما معاً فيلمين من أهم
أفلامه، ووقتها كانت متزوجة ولذلك لم يتزوجها.
وأشار إلى أن أبرز أعماله معها كان فيلما «باريس والحب»
و«فاتنة الجماهير»، وحققا نجاحاً كبيراً.. فهي كانت إنسانة مبتسمة ومتفائلة
ومميزة عن غيرها وكانت مؤمنة بأن الحياة غير باقية، حتى إنها بعد شفاء
ابنتها «هويدا»، وزعت كل مالها على الفقراء، وكانت تسعد بذلك حتى المبلغ
الذي تقاضته من تنفيذ مسلسلها الشحرورة، قامت بتوزيعه على أهلها في لبنان،
وأعلنت أنها بذلك أصبحت جاهزة للموت، فهي استقبلت الموت وكان لقاء الأحباء.
أيمن سلامة: إحساسها الصادق جعلها تتحدى الصعاب
السيناريست أيمن سلامة سجل مع الشحرورة 22 ساعة عن حياتها
الفنية قبل كتابة مسلسلها الشحرورة، ورغم اهتمامه بتفاصيل كثيرة ذكرها في
مسلسلها الذي قدم من خلاله تجربة حياتها، إلا أنه وصفها بالشخص الذي تعرض
للظلم بشكل كبير، وأثر ذلك في حياته، لكنه كان سبباً في نجوميته، وقال
لـ«أرى»: أعتبر أن حياة الشحرورة مأساوية، بها العديد من التجارب الصعبة
التي لا يتحملها بشر وكانت أصعب تجربتين في حياتها ابنتها «هويدا» التي
كانت نقطة ضعفها، والتي أرهقتها ذهنياً ونفسياً وكانت سبباً في غيابها عن
استكمال مشوارها الفني كثيراً؛ خاصة أن مرضها كان مؤثراً في نفسيتها.
وأضاف أن المأساة الثانية عندما منحها الرئيس جمال
عبدالناصر الجنسية المصرية وسحبها منها مرة ثانية؛ ليُعيدها إليها الرئيس
محمد أنور السادات، فقد أحبت مصر، وعندما غنت لها كان إحساسها صادقاً وكانت
تقول إنها بلدها الأولى التي حققت فيها شهرتها وحققت فيها أيضاً حب حياتها،
وأزمتها الكبرى كانت في الثمانينات عندما صدر قرار بحظر إذاعة أغنياتها في
الدول العربية ومقاطعتها، وكان السبب لقاءها مع مطرب يهودي كانت تعرفه منذ
الطفولة لأنه عاش في لبنان قبل أن يغادر لإسرائيل، فقابلته وعندما علمت
الصحف العربية بالخبر هاجمتها، فصدر القرار الذي عانت منه صباح، حتى نجحت
في لقاء الرئيس أنور السادات فرفع عنها الحظر، ورغم كل ما كانت تعانيه إلا
أنها كانت تؤكد أن الحياة مازال فيها الكثير لكي نعيشه ونحبه ونمر به.
مفيد فوزي: كل فناني جيلها تمنوا العمل معها
الإعلامي الكبير مفيد فوزي أكد لـ«أرى»، أن البساطة كانت
العنوان الحقيقي لحياة صباح، فهي مزجت بين خفة الدم وعذوبة الصوت، وتميزت
دون بنات جيلها بأنها كانت على درجه نقاء نفسي وتصالح مع النفس عالية جداً،
كل من يعرفها لا يغضب منها، فهي على مدار نصف قرن كانت النموذج الأمثل
للتمثيل وكانت الأبرز في التعامل مع الكبار، فقدمت «ديو» مع محمد فوزي
وفريد الأطرش ورشدي أباظة |