كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

اليوم تعلن جوائز المهرجان

فى ختام دورة من الأحسن فى تاريخه

بقلم: سمير فريد

مهرجان برلين السينمائي الدولي الخامس والستون

   
 
 
 
 

تعلن اليوم جوائز مهرجان برلين السينمائى الدولى «البرينالى» فى دورته الـ٦٥، والتى جاءت مناسبة لهذا الرقم التاريخى المميز، ومن الأحسن فى كل تاريخه، والأحسن فى عهد مديره ديتر كوسليك الذى تولى إدارته مع مطلع القرن الجديد.

شهد المهرجان داخل وخارج المسابقة مجموعة كبيرة من أهم أفلام العالم هذا العام من أوروبا وآسيا والأمريكتين، والتى سوف تشغل دنيا السينما عند عروضها العامة، ويشترك العديد منها فى المنافسة على جوائز عام ٢٠١٥، ومنها الأوسكار العام المقبل. وحضره عدد كبير من أهم نجوم التمثيل فى السينما العالمية من نيكول كيدمان وشارلوت رامبلينج إلى جولييت بينوش وتوم كورتيناى وإيان ماكلين.

يعرض فى ختام المهرجان الفيلم الأمريكى «سندريلا»، إخراج كينيث بران، وهو من كبار مخرجى العالم الذين شهد المهرجان أفلامهم الجديدة مثل الأمريكى تيرانس ماليك، والبريطانى بيتر جرنياواى، والصينى جيانج وين، والروسى ألكسى جيرمان الابن، والشيليين بابلو لارين وباترشيو جوزمان، والألمان ورنر هيرزوج وفيم فيندرز وأوليفر هير شبيجل ومارجريت فون تروتا، والإيرانى جعفر بناهى داخل وخارج المسابقة.

تتكون لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة (١٩ فيلماً) برئاسة المخرج الأمريكى دارين أرنوفسكى، وعضوية الممثل الألمانى دانييل بروهل، والمخرج يونج جون هو من كوريا الجنوبية، والمنتجة الأمريكية مارتا دى لورينتس، والمخرجة كلوديا ليوسا من بيرو، التى سبق أن فازت بالدب الذهبى، والممثلة الفرنسية أودرى تاتو، والمخرج الأمريكى مانيو وينر. وتُمنح فى السابعة مساء السبت بتوقيت برلين جوائز المهرجان، ثم تُعرض الأفلام الفائزة يوم الأحد آخر أيام الدورة.

ولا أحد يستطيع توقع الأفلام والفنانين الذين سيفوزون بالجوائز، فلا أحد يعرف كيف يفكر أعضاء أى لجنة من لجان التحكيم، ولكن من الطبيعى أن يكون لكل ناقد وكل مراقب جوائزه التى قد تتفق أو تختلف مع لجنة التحكيم، وفيما يلى جوائز المهرجان، ورأى كاتب هذه السطور فيمن يستحقون الفوز:

الدب الذهبى لأحسن فيلم: الفيلم البريطانى «٤٥ سنة»، إخراج أندرو هيج.

جائزة لجنة التحكيم الكبرى (دب فضى): الفيلم الأمريكى «ملكة الصحراء»، إخراج درنر هيرزوج، أو الفيلم الفرنسى «أزرار اللؤلؤ»، إخراج باترشيو جوزمان، التسجيلى الوحيد فى المسابقة.

جائزة ألفريد باور (مؤسس المهرجان) لأحسن فيلم طويل أول لمخرجه (دب فضى): فيلم «إيكسكانو»، إخراج جارو بوستمانى من جواتيمالا.

جائزة أحسن إخراج (دب فضى): بيتر جرنياواى عن فيلم «أيزنشتين فى جوانتانامو» من هولندا.

جائزة أحسن سيناريو (دب فضى): فلورين لازاريسكو ورادو جودى عن فيلم «عفارم» من رومانيا، إخراج جودى.

جائزة أحسن ممثلة (دب فضى): شارلوت رامبلينج عن «٤٥ سنة»، أو نيكول كيدمان عن «ملكة الصحراء»، أو جولييت بينوش عن الفيلم الإسبانى «لا أحد يريد الليل»، إخراج إيزابيل كوسيت.

جائزة أحسن ممثل (دب فضى): توم كورتيناى عن «٤٥ سنة».

جائزة أحسن إسهام فنى للتصوير أو المونتاج أو الموسيقى أو الديكور أو الأزياء (دب فضى): جيوفرى ريكمان وكيث فراس وآل إدواردز عن مونتاج الفيلم الأمريكى «فارس الكؤوس» إخراج تيرانس ماليك، أو تصوير بيتر زيتلينجر عن «ملكة الصحراء»، أو موسيقى كلاوس بادليت عن نفس الفيلم.

المصري اليوم في

14.02.2015

 
 

البطل هو الضعف الإنسانى

طارق الشناوي

«الشيطان يكمن فى التفاصيل»، مقولة صحيحة، لكن الصحيح أيضا أن الإبداع لا يسكن إلا فى تلك التفاصيل التى لا يمكن سوى أن تلحظها فى العمل الفنى الذى ينفذ إلى مشاعرك دون تأشيرة دخول.

الحقيقة ليست هى ما نراه فقط، ولكننا مع الزمن عندما نعيد قراءة الحدث نكتشف أن الكثير كان مسكوتا عنه، الزمن قد يضفى وهجا كاذبا أو يمنع وهجا مستحقا الزخم الفكرى الذى يعترى أشياء قد يُسقط أشياء عامدا متعمدا أحيانا أو بحسن نية أحيانا أخرى، لنرى كم كنا متسرعين فى اكتشافها.

هذه واحدة مما يحمله الفيلم الألمانى اليسر 13 دقيقة ، والمعروض رسميا لكن خارج التسابق، أما الثانية فهى القيمة الدرامية للحدث، ليست هى معادلا موضوعيا بالضرورة للقيمة التاريخية، هناك شخصيات وأحداث تظل ملهمة عبر الزمن، وتملك من الجاذبية ما يحيلها دائما إلى منبع خصب للاستلهام الفنى.

من عاشوا زمن هتلر كانت لهم أدوار فى مقاومة توحش الديكتاتور بداخله، وهكذا أجد دائما ليست فقط شخصية هتلر، لكن المرحلة الزمنية بكل ما تحمله من متغيرات، وهكذا، جاء الفيلم البطل هو اليسر ، أما الـ13 دقيقة فإنها تلك التى كان من الممكن لو حدثت أن تغير وجه التاريخ، لو أن خطة اغتياله فى مقر إقامته بميونخ قد نجحت، وتم التخلص منه بتفجير محل إقامته، حيث إنه دائما ما ينتقل من مكان إلى آخر كأسلوب فى الخداع الأمنى.

الزمن لا يعود أبدا إلى الخلف دُر، ولا يمكن قراءته عن طريق ماذا لو، ولكن من المؤكد أن لو تلك التى أريد التوقف عندها هى التى تحديدا تجاوزها الفيلم، هو فقط أراد أن يجذبك كمشاهد إليه، ليبدأ بعدها فى طرح أفكاره الخاصة عن حقيقة الحياة، وما يجرى من تفاصيل، حيث إنه لا يقدم بطلا بالمعنى التقليدى للكلمة بقدر ما هو إنسان بكل ما تحمله النفس الإنسانية من ضعف، وأيضا وفى نفس اللحظة من قوة. يعتقد البعض أن الفيلم الذى يتناول حقيقة تقال فقط فى حينها، رغم أن التأمل من بعيد لنفس الحدث حتى بعد أن تتراكم فوقه السنين يفتح فى العادة أمامنا رؤية جديدة، ويحيل تفاصيل تبدو فى لحظة ما عابرة لنراها، وقد ملأت الكادر كله، وانتقلت إلينا لتملأنا نحن بزخم وأفكار متعددة عن أنفسنا، قبل أن نرى من خلالها العالم، لن تخرج من الفيلم لتشعر بأنك قد حققت شيئا أو صححت شيئا محوريا فى التاريخ زاد من حصيلة معرفتك به، ولكن المؤكد أنك ستدرك أن النفس البشرية كم هى مثل قوس قزح متعددة الألوان ومليئة بالمتناقضات، وأن البطولة ليست قاصرة على شخصيات محددة المعالم مسبقا وكأنها سابقة التجهيز الدرامى، لكنها بنت تلك اللحظات، الفيلم فى لحظة ما يبدو وكأنه يُطل على التاريخ من ثقب إبرة، وهكذا تبدو السينما فى لحظة وكأنها تعيد سرد التاريخ، لكنها فى الحقيقة تعيد تفسيره من خلال زاوية تريد أن تصل إلى تلك التفاصيل عندما تُمسك بروح وزمن وملامح الحدث. صفحات الماضى واحدة من مصادر الإبداع، خصوصا أن تلك التفاصيل التى نقرؤها تتحمل زوايا متباينة فى الرؤية وتفتح الباب عادة لتعدد الزوايا التى نرى من خلالها الدنيا كلها، وليس فقط الحدث الذى نتناوله، المؤكد أن شخصية أدولف هتلر لا تزال تحظى بالقسط الوافر من الجاذبية الدرامية، إلا أن من عاش الزمن من الممكن أن يحمل جاذبيتها إلى درامية أيضا.

كان من الممكن أن يتغير وجه العالم لو نجحت تلك الخطة وتم اغتيال هتلر فى مقر إقامته السرى، وبعد الاكتشاف نشطت بعدها الأجهزة، من أجل القبض على الجناة، ومعرفة الواشى الذى يقف فى مكانة استثنائية داخل الدائرة الأمنية، بطلنا هو الفنان الرقيق عازف الأوكرديون العاشق لامرأة متزوجة فى 8 نوفمبر 1939، بعدها بست سنوات كان تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه رميا بالرصاص.

المخرج أوليفر هرشبيجر قدم إلينا فيلما مليئا بتلك اللحظات واللمحات الساخنة المليئة بالتوتر، والتى نرى من خلالها الزمن الذى عاشته ألمانيا دون أن نرى نيرانا أو متفجرات، ولكنك ستدرك أن روح المقاومة كانت تشكل رقما صعبا وحيويا فى تلك المعادلة التى تشابكت فيها وتعددت الزوايا.

بناء السيناريو يجمع بين الماضى القريب للبطل وحياته العاطفية والشخصية المتعددة الأوجه، ودائما ما يقدم السيناريو القائم على التوازى الزمنى لمحة من التعذيب، ليمسك بتفصيلة ما من خلالها نرى جزءا من الماضى، من النقيض إلى النقيض تماما، كان هذا هو البناء الدرامى الذى قدمه المخرج وهو أيضا كاتب السيناريو، إطلالة بجزء من الماضى على حياة هذا البطل الذى خلده التاريخ بعمره القصير، بقدر ما كان عاشقا للحياة كان أيضا عاشق الوطن الذى يقف دائما ضد توحش الديكتاتور عندما يزداد شراسة فى امتلاك مقدرات الناس. الفيلم يقدم الإجابة عن كيف تم الاختراق ومعرفة مَن الضابط الكبير القريب من تلك الدائرة ويتم تنفيذ حكم الإعدام بالشنق وتصويره سينمائيا، ليراه هتلر وتصل الرسالة إلى الجميع، إن هذا هو عقاب من يقف ضد الديكتاتور، ولكن الفيلم يحمل رسالة، وهى أن المقاومة لهتلر كانت قادرة على إزاحته من الداخل، ولم تكن خسارته العسكرية هى الحاسمة، وكان من الممكن أن يتجنب العالم كله دمار الحرب لو فرقت فقط 13 دقيقة.

لا يمكن أن يتغير التاريخ ولكن الكشف عن الحقيقة وتخليد الأبطال هو الهدف الأسمى للفيلم الذى يطل على الزمن من خرم إبرة.

اليوم الساعة الثامنة بتوقيت مصر تعلن الجوائز، والكل ينتظر مَن سيحصل على الدب، لكن ليست فقط الأفلام التى تتصارع على الجوائز أو تحظى بالجوائز هى فقط التى تبقى فى الذاكرة دائما، هناك أشرطة تتجاوز الجائزة مثل 13 دقيقة اليسر !!

التحرير المصرية في

14.02.2015

 
 

إهانة النضال الفلسطينى فى «برلين»

بقلم : طارق الشناوي

لكل مقام مقال ولهذا فإن التعرض للقضايا المصيرية يفرض على من يجرؤ أن يدرك حجم المسئولية، وإلا فإن الصمت أفضل، فى مهرجان برلين لم أستشعر أن المخرج الفلسطينى مياد اليان والذى يشارك بفيلمه الروائى الطويل الأول فى قسم بانوراما، «حب وسرقة ومشاكل أخرى» يحاول أن يدمج كل ذلك فى خلطة واحدة ويمهد جريمة القتل فى محاولة بائسة بألا تتعاطف كمشاهد مع المقتول وهو الزوج الذى تخونه زوجته مع بطل الفيلم، وعليك أن تُدرك أن ثمرة الحب طفلة نحن نعرف أنها ابنة العشيق بينما نرى الزوج المخدوع دائم الحنو عليها معتقدا أنها ابنته الوحيدة والأثيرة، المخرج لم ينس أن يمنح البطل بين الحين والآخر لمسات إنسانية فى لقاءاته العابرة مع فلسطينيين مثل تلك السيدة العجوز الضريرة التى يلتقيها أثناء هروبه من المطاردات الإسرائيلية الفلسطينية معا، فهو مطلوب من الجانبين.

هل من الممكن أن يصنع الإنسان أثناء معايشة العمل الفنى تلك المسافة الوهمية بين منهجين مختلفين؟ أشك كثيرا فى إمكانية حدوث ذلك على المستوى النفسى، ورغم ذلك فإننا يجب أن نعترف أن السينما الفلسطينية هى صاحبة الحضور الأكبر فى أغلب المهرجانات، وهى بطبعها متعددة التوجه والمشارب، نعم كثيرا ما وجدت المخرج الفلسطينى سواء فى الشتات أو رام الله أو غزة وهو يشارك بفيلمه فى مهرجان عالمى مثل كان أو فينسيا أو برلين بينما تغيب أغلب الدول العربية

لننتقل إلى فيلم «الحب والسرقة ومشاكل أخرى»، رأينا السرقة والمشاكل الأخرى لكننا لم نلمح أن هناك حبا، الفيلم يقدم مزيجًا من الملامح السلبية للشخصية الفلسطينية، ولكنه يحرص على تخفيف الوطأة النفسية على المتلقى بمنحها بين الحين والآخر مذاقا ساخرا، تشعر أن الهم الفلسطينى حاضر وبقوة وفى مقدمة الكادر، ولكن أيضا الشخصية الرئيسية تحمل الكثير من السلبيات، إنه صراع من أجل البقاء، تفاصيل الحياة تفرض نفسها بقوة فى تلك المعادلة، المخرج مياد اليان ذهب إلى حالة بعيدة تماما عما ألفناه وتعودنا عليه فى تناول النضال الفلسطينى، ولكن لا صدقت المناضل ولا الخيانة ولا القتل، كل شىء يحاول أن يبحث له عن نكتة تسنده أو «قفشة» لتغيير الإحساس النفسى.

ما الذى من الممكن أن تلحظه فى فيلم «حب وسرقة»؟ النضال ليس نقيا تماما شخصية البطل الشفاف بلا شوائب إنسانية لم تعد أبدا حاضرة فى «الكادر»، لأن الخيانة والغيرة يشغلان الجانب الأكبر من الصورة، أما التضحية والإيثار ودفع ثمن تحرر الوطن فلم تعد سوى صفات أسطورية، المخرج يبدو غير متعاطف مع الشخصية الرئيسية التى رأيناها فى حالة ضعف إنسانى ونفسى، الفيلم يتابع سارق السيارة الذى نكتشف أن بها الأسير الإسرائيلى يصبح هو الصفقة، كل من الجهازين الأمنيين الفلسطينى والإسرائيلى لديهما مصلحة بالطبع فى العثور عليه، عندما يكتشف البطل ذلك يبدأ فى البكاء الهيستيرى، القضية مزدوجة فى تناقضها هناك أيضا الفلسطينى المناضل، ولكنه يبدو كزعيم عصابة من هؤلاء الذين كنا نشاهدهم فى سينما الخمسينيات المصرية ولديه صبيانه فيتولون هم البحث عن سارق العربة التى تحمل الجندى الإسرائيلى، والكل يترقب ويتابع هذا الحدث الجلل، وبينما بطل الفيلم يسعى للسفر إلى إيطاليا لاعبا للكرة، ويستغله أيضا فلسطينى آخر، الكل مدانون حتى أبيه نكتشف أنه لص سيارات سابق. ثمن الصفقة بضعة آلاف من الدولارات يحتاجها ويقف حائرا بين صفقتين واحدة يقدمها له الإسرائيليون والأخرى الفلسطينيون، ويختار الجانب الفلسطينى، الفيلم كما يبدو يقتات على السينما المصرية القديمة ولا يدرك أبدا فروق التوقيت ولا يعرف أيضا أن لكل مقام مقالاً ولكل قضية فيلماً ولا يجوز أن يصبح النضال الفلسطينى عُرضه لمن يريد الإهانة خاصة عندما نكتشف أنه أيضا فلسطينى!!

مجلة روز اليوسف في

14.02.2015

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان برلين الدولي (8)

برلين ختم دورة ناجحة والأنظار تتحول إلى «كان»

أفلام رائعة وأخرى بليدة و«سندريلا» مفاجأة المفاجآت

برلين: محمد رُضا

رغم أن الدورة الحالية لمهرجان برلين، التي تختتم أعمالها اليوم الأحد، شهدت بضعة أفلام لن تراوح مكانها وسوف تنضم إلى تلك المجموعة المتنامية التي تعرض اليوم وتُنسى غدا، فإنها كانت دورة ناجحة أمّها عدد كبير من المخرجين المعروفين. بعضهم سجل بفيلمه علامة إضافية على سينماه، والبعض الآخر أخفق في ذلك، لكن حضوره كان مشهودا وضروريا.

مهرجان برلين يسدل ستارة الدورة الخامسة والستين اليوم بعدما عرض 19 فيلما في المسابقة وبضع مئات خارجها. بعض تلك الأفلام المعروضة خارج المسابقة هي أيضا مهمّـة وذات دلالات وقيمة، لكن القلّـة هنا التي تستطيع أن تمزج بين أفلام المسابقة وسواها على نحو يومي. كثرة الأفلام، وواجبات الكتابة أو إجراء المقابلات، تجعل من الصعب مشاهدة كل ما يتمنّـى المرء مشاهدته. يكفيه أن شاهد أفلام المسابقة (وفاته اثنان منها) وستّـة من تلك المترامية على جانبيه.

الجوائز لا تعلن وقت إسدال المهرجان ستارته بل أعلنت يوم أمس السبت. الحفلة التي بدأت في الساعة السابعة ليلا لذلك ليست حاضرة بعد أمامنا لنتحدّث عنها. لكن المنافسة، بالتأكيد، حاسمة بين الفيلم الإسباني «النادي» للمخرج التشيلي بابلو لاران، الذي يأتي في مقدّمة التكهّـنات، وذلك منذ أن عرض علينا في التاسع من هذا الشهر، وفيلم بانوا جاكو «مفكرة خادمة» الفرنسي، الذي يتردد أنه حظي بإعجاب بين أعضاء لجنة التحكيم. وهناك آخرون يقولون إن فيلم بيتر غريناواي «آيزنشتاين في غواناجواتو» هو الذي سيبتلع الدب الذهبي بلا ريب: مبتكر، متقدّم على سواه بالأسلوب والقدرة على سرد مغاير، كما أنه فيلم جريء يتصدّى لجزء من حياة السينمائي الروسي المعروف ليكشف عن خفاياها.

بداية تمهيدية

في الصفوف الخلفية من التوقعات أفضل تلك الأفلام التي عرضت في المسابقة وهو فيلم ترنس مالك «فارس الكؤوس» الذي قد يحتاج إلى تبنّـي رئيس لجنة التحكيم الأميركي دارن أرونوفسكي الكامل له لكي يمنحه دبًّا، ذهبيا أو فضيا. هذا سيتوقف على ما إذا كان أرونوفسكي، وأتباعه ومن بينهم المخرجان الألماني دانيال برول والكوري بونغ جون، هو والمنتجة مارتا ديلارونتيس والمنتج ماثيو واينر، سوف ينظرون للفن على أساس أنه أعلى قيمة وأهمية من سرد حبكة مفهومة أو يستجيبون لأولئك الكثيرين الذين خرجوا من الفيلم وقد التبس عليهم العمل تماما.

في التداول أيضا سيكون «ملكة الصحراء» للألماني فرنر هرتزوغ: هل هو فيلم جيّـد أو هو جيّد لكنه ليس جيّدا كفاية.

إنه في كل الأحوال أفضل من فيلم ألماني آخر لمخرج معروف ومن الجيل ذاته هو فيم فندرز الذي غطس في مياه غير مياهه هذا العام ليمنحنا «كل شيء سيكون على ما يرام»: حكاية ذلك الروائي (كحال بطل «فارس الكؤوس») الذي صدم طفلا لم نشاهده وبنى على تلك الصدمة قصّـة واهية تمتد لأكثر من 10 سنوات من التجاذب غير الناجح لا تشويقيا ولا نفسيا.

لكن فيلم فندرز، الذي شهد عروضه خارج المسابقة وإنما بإقبال كثيف، من بين عدّة أفلام كانت إما مخيبة للآمال أو لم يكن الأمل معقودا على أي منها أساسا.

الاشتراك الصيني «ذهب مع الرصاص» لجيانغ ون من أسوأ ما شوهد هنا، إن لم يكن أسوأها: ميوزيكالز مبني بالكامل على أفلام النوع التي وفّـرتها استدويوهات هوليوود (خصوصا مترو غولدوين ماير) في الثلاثينات والأربعينات مع بداية تمهيدية يقلّـد فيها المخرج مشهد البداية الشهير من فيلم «العرّاب». عوض أن يبقى الفيلم استلهاما تحوّل إلى استنساخ حر يقلد ما رآه المخرج على أسطوانات ليعيد تقديمه. نعم هناك جهد في تصميم الرقصات، لكنه جهد يشبه من يرتدي بذلة أنيقة من دون أن يتحلّـى بما تتطلبه الشخصية من كياسة أو معرفة.

فيلم ركيك الشأن آخر نراه في الفيلم الياباني «رحلة شازوكي» لمخرج اسمه سابو (على اسم الممثل الولد الهندي الذي خلب هوليوود في الأربعينات). إنه حول ملاك يهبط إلى الأرض لكي يجنّـب فتاة جميلة الموت الذي ينتظرها. كم التعليق الصوتي على الفيلم تفوق على كم أي تعليق صوتي سمعناه في أي فيلم آخر و… بلا نتيجة. علي أن أضع سابو على قائمتي الحمراء حتى لا أشاهد له فيلما آخر بعد اليوم.

فيلم رديء آخر اشترك في المسابقة ويا ليته لم يفعل، هو الروسي «تحت الغيوم الإلكترونية» لألكسي جرمان: حكايات داكنة وغير مترابطة تقع في الضباب وفوق الثلج وفي عتمة الضوء الطبيعي الذي قد يستثمر على نحو خاطئ تماما كحال إضاءة الاستوديو إذا ما تكاثفت. إحدى الشخصيات تصدح بالحقيقة: «كل شيء في فوضى». والفيلم فوضى من الأفكار بالفعل تستند إلى خط واه حول شخص يرث مبنى مهجورا عليه أن يقرر ما الذي يريد أن يفعل به. ما يفعله وما لا يفعله يبقى شأنا في عمق ذاته لا ينفذ، ولا أي شأن آخر، من الشاشة إلينا.

تدرج بطيء

بعض الأفلام التي عرضت خارج المسابقة لم تكن أفضل حالا من تلك المجموعة الرطبة التي عرضت داخله. خذ مثلا فيلم المخرجة مرغريت فون تروتا، وهي أيضا من خريجات مدرسة السبعينات الألمانية التي ضمت هرتزوغ وفندر وفاسبندر وشلندروف. فيلمها الجديد يحمل عنوانا جميلا هو «عالم في غير مكانه» أو The Misplaced World. قبل العرض نصحت زميلا يحضر المهرجان لأول مرّة أن يتوقع فيلما جيّـدا لأن مخرجته هي أفضل مخرجة ألمانية منذ السبعينات وإلى اليوم. بعد العرض، اعتذرت.

حكاية مغنية ألمانية اسمها صوفي (كاتيا رايتمان) تنفصل عن صديقها وتستجيب لطلب من أبيها بالسفر إلى نيويورك لأنه اكتشف أن زوجته الميّـتة لها شبيه في شخص مغنية أوبرا اسمها كاترينا (باربرا سوكوفا). تفعل ذلك وبعد جهود تسعى في الوصول إليها بمساعدة وكيل أعمال كاترينا (روبرت سيليجر) الذي يقع في حب صوفي. بعد كثير من الشرح توافق كاترينا على السفر إلى ألمانيا ومقابلة الأب قبل أن تعود إلى نيويورك. هذا الأب يقر بأن والدة صوفي خانته مع شقيقه، ما يعني أنه ليس أباها. لكن الحكاية ليست ببساطة هذه الكلمات. في الوقت الذي يستند فيه الفيلم إلى كم من الدواخل الخفية التي تتبدى بالتدرج البطيء، يتحوّل كل اكتشاف إلى مجرد إضافة مستطيلة الشكل على فيلم لا يريد أن ينتهي. صوفي تقوم بعدد من الرحلات من وإلى ألمانيا كما في داخل ألمانيا، وبعضها يكشف عن أنه لم يكن مهمّـا أن تقوم به. تقول لوالدها: «إذا كنت تعرف فلماذا أرسلتني؟». بذلك غاب عن المخرجة التي كتبت هذا السيناريو المترهل أن ما ليس ضروريا لبطلها هو أيضا غير ضروري للمشاهد. بالتالي كل تلك الرحلات غير الناجحة هي مثل عداد تاكسي تتمنّى أن يتوقّـف بعدما أخطأ السائق في وجهته.

«كان» يسرّب

لكن في الوقت الذي كان فيه مهرجان برلين يعرض الجيد وما دونه، كان مهرجان «كان» يسرب لمن هم هنا أن دورته المقبلة التي ستحمل الرقم 68 وستقع ما بين 13 و24 مايو (أيار) المقبل ستكون حافلة.

مثل برلين اختار رئيس لجنة تحكيم أميركي. رئيس برأسين فعليا؛ إذ سيتناصف الأخوان جووَل وإيتان كووَن هذه الرئاسة، كما لو أنهما توأمان سياميان ما زالا ملتصقين عند الوسط. تحديدا، كيف سيتخذ الاثنان موقفا واحدا كرئيس؟ أمر غير مفهوم. هل كل ما يوافق عليه أحدهما يوافق عليه الآخر؟ ماذا سيكون الحال لو أحب جووَل فيلما كرهه إيثان؟ أو أن هذا لن يحدث ما حييا؟

وفي التسريبات عناوين وأسماء أخرى:

البريطاني ستيفن فريرز سيقدم فيلمه الجديد «أيقونة» الذي سيكون مناسبة لاستقبال دستين هوفمن؛ إذ يتوقع حضوره كونه أحد ممثلي الفيلم الرئيسيين.

البرتغالي ميغويل غوميز يقدّم نسخته من «كما ألف ليلة وليلة» وهو فيلم بدأ الإعداد له منذ خريف 2013 وبوشر بتصوير في مطلع العام الماضي. والإسباني أليخاندرو أمينبار يعرض «ارتداد» في حين يوفر الدنماركي توماس فنتربيرغ نوعا من التعليق السياسي في «أعلى صوتا من القنابل». ويتوقع أن يعرض الروسي الفذ ألكسندر سوخوروف فيلمه الجديد «فرانكوفونيا» والروماني كورنليو بورومبولاو «الكنز». ويعود الإيطالي المحبوب ناني موريتي إلى الشاشة الفرنسية بفيلم «ميا مادري» وقد يصاحبه مخرجون آخرون منهم ماتاو غاروني وماركو بيلوكيو.

ومن أميركا، نجد أن نسخة من فيلم تود هاينز الجديد «كارول» ونسخة أخرى من فيلم غز فان سانت (وكلاهما من زبائن كان) «بحر من الشجر» وصلتا إلى مقر المهرجان لاختيارهما. كذلك فعلت نسخة من فيلم الجزائري مرزاق علواش «مدام كوراج» ونسخة من المخرج الصيني جون وو (الذي حقق أفلامه الأنجح في الولايات المتحدة) وعنوان «العبور».

التفاصيل تتوالى، لكن الكلمة الآن ستبقى لمهرجان برلين كون النتائج المعلنة هي أكثر من مجرد نهاية دورة. بل هي عند البعض أنجح دوراته منذ سنين. ما يميّـز «برلين» و«فينيسيا» عن سواهما هو الرقعة الواسعة من الاختيارات: شاهدنا هنا أفلاما برتغالية وألبانية وصينية وروسية وفيتنامية وفرنسية وإيطالية وأميركية ويابانية وصينية. في حين سنشاهد في «كان» وككل سنة، أفلاما لمخرجين زبائن، وكونهم كذلك فإن النطاق الجغرافي محدود أكثر. غالبية المعروض، كما يتبدّى من التسريبات، أوروبي مع تشكيلة آسيوية محدودة. ومعظم المشاركين من الذين سبق لهم أن أمّـوا «كان» الذي رغم كل ذلك، لا يزال جوهرة المهرجانات بلا ريب.

مفاجأة المفاجآت

على كل ذلك، لا بد من أن يمر على شاشة كل مهرجان عمل من تلك المختارة خارج المسابقة تتمنّى لو عرض داخلها وفاز بذهبية ذلك المهرجان. الفيلم المعني هنا هو «سندريلا» للبريطاني كينيث براناه الذي يعيد صياغة حكاية سندريلا بكاملها مانحا إياها ليس فقط خلفية وجوانب لم تطرحها أفلام سابقة، بل قدرا رائعا من فن السينما لم يُـتح لأي نسخة من هذه الحكاية الفانتازية عبر تاريخ هذا الفن. «سندريلا»، الذي قامت بتوزيعه وإنتاجه «وولت ديزني» الأميركية، كان مفاجأة المفاجآت، ودليلا رائعا على أنه يمكن للفنان أن يحقق النجاح الجماهيري والفني على نحو لا يحمل أي تنازل على الجانبين.

بصمة المخرج موزّعة بخفّـة ودراية فوق كل شيء: على ممثليه وعلى اختياراته من التصاميم الفنية، وعلى أسلوب عمله وعلى الحنكة التي تشمل كل النواحي الفنية باحتراف مذهل.

مع نهاية هذا المهرجان نجد أنه يقف على قدمين ثابتتين. ليس من السهل الحصول على أفلام كبيرة، وليس من السهل الحصول عليها قبل مهرجان «كان» أو بعده. والأصعب هو أن يستمر المهرجان في الظهور شابا وهو في سن الخامسة والستين.

========================

IN THE BOX

تقييم أفلام برلين بلمحة

المسابقة:

«لا أحد يريد الليل» | إيزابيل كواكست [إسبانيا] **

«تاكسي» | جعفر باناهي [إيران] **

«45 سنة» | أندرو هايج [بريطانيا] ***

«بركان أكسانول» | جايرو باستامانتي [إسبانيا] **

«مفكرة خادمة» | بنوا جاكو [فرنسا] **

«فيكتوريا» | سيباستيان شيبر [الدنمارك] ***

«فارس الكؤوس» | ترنس مالك [الولايات المتحدة] ****

«النادي» | بابلو لاران [إسبانيا] ****

«كنا نحلم» | أندرياس درسن [ألمانيا] ***

«زر اللؤلؤ» | باتريشو غوزمان [تشيلي] ***

«جسد» | مالجورزاتا شوموفسكا [بولندا] **

«تحت الغيوم الإلكترنية» | أليكسي جرمان جونيور [روسيا] *

«أيزنشتاين في غواناجاتو» | بيتر غريناواي [بريطانيا] **

«إفريم» | رادو جود [رومانيا] **

«ذهب مع الرصاص» | جيانغ ون [صين] **

«رحلة شازوكي» | سابو [يابان] **

خارج المسابقة:

«سندريلا» | كينيث براناه [الولايات المتحدة] *****

«كل شيء سيكون على ما يرام» | فيم فندرز [ألمانيا] **

«حب وسرقة وإشكالات أخرى» | مؤيد عليان [فلسطين] ***

«برة في الشارع» | ياسمينا متولي وجوزيف رزق [مصر] ***

«إلسر: 13 دقيقة» | أوليفر هيرشبيغل [ألمانيا] ***

«مستر هولمز» | بل كوندون [بريطانيا - الولايات المتحدة] ***

الشرق الأوسط في

14.02.2015

 
 

أفلام فيتنامية ويابانية في ثامن أيام مهرجان برلين السينمائي

24 - برلين - محمد هاشم عبد السلام

في إطار اليوم الثامن من فعاليات مهرجان برلين السينمائي الخامس والستين، عرض اليوم فيلمان من فيتنام واليابان. كان الأول بعنوان "أب كبير، أب صغير وقصص أخرى" للمخرج الفيتنامي فان دانغ دي، والثاني بعنوان "رحلة تشاسوكي" للمخرج الياباني "سابو". كما عرض في قسم أفلام خارج المسابقة الرسمية، فيلم بريطاني للمخرج الأيرلندي الشهير كينيث برانا بعنوان "سندريلا".

أب كبير أب صغير وقصص أخرى

قدم المخرج وكاتب السيناريو الفيتنامي فان دانغ دي، فيلمه الرابع في مسيرته السينمائية، تسعة وثلاثين عاماً، وهو يحمل عنوان "أب كبير، أب صغير وقصص أخرى"، وامتد زمن عرض الفيلم لأكثر من ساعة ونصف الساعة تقريباً. وتدور أحداث الفيلم في مدينة سايغون، في أواخر سنوات التسعينات من القرن الماضي.

يتناول الفيلم قصة الطالب، "فو" (لي كونغ هوانغ)، الذي يهوى التصوير الفوتوغرافي، ويقوم بتصوير البشر والأماكن والأشياء من حوله. يعيش فو في إحدى الشقق السكنية المستأجرة، وهناك يتعرف على صديقه، "تانغ" (ترونغ تي فينة)، ومجموعة من الشباب، أربعة على وجه التحديد، في نفس مرحلته العمرية، كل شاب منهم له حياته المختلفة، وتورطه الخاص.

هؤلاء الشباب، منهم من يعمل في تجارة المخدرات أو المقامرة أو يغشى حياة الليل أو يتعامل في تجارة ما مشبوهة أو يعزف الجيتار ويغني بالحانات وغيرها من الأماكن. بسبب إحدى الصفقات القذرة، يتعرض صديقهم المغني لملاحقة ضارية من جانب إحدى عصابات الشوارع. فيهرع الأصدقاء لنجدة صديقهم، فتلاحقهم العصابة فيضطرون للفرار إلى قرية "فو".

في قرية فو الواقعة على دلتا نهر ميكونغ، حيث الصور والمناظر الطبيعية بالغابات والنهر والبرك الطينية، والحياة الفقيرة والعيش في المراكب الخشبية المتداعية، والمناخ المختلف كلياً عن حياة المدينة، يعيش الشباب حياة التسكع. ويعلم فو من والده أنه بصدد الزواج من فتاة صغيرة في السن. يترك فو المراهق وولعه بالكاميرا والتصوير ويكتشف ولعاً آخر بصديقه تانغ صاحب الكاريزما الطاغية عليه وعلى الأصدقاء والذي يهوى فتاة أخرى.

رحلة تشوسوكي

فيلم "رحلة تشاسوكي" كان آخر الأفلام التسعة عشر المشتركة في المسابقة الرسمية للمهرجان هذا العام. وهو فيلم ياباني، للمخرج وكاتب السيناريو "سابو"، في الحادية والخمسين من عمره، وهو مأخوذ عن رواية للمخرج نفسه تحمل نفس العنوان. ويعتبر الفيلم هو الحادي عشر في تاريخ مخرجه، وقد امتد زمن عرض الفيلم لما يزيد عن الساعة ونصف الساعة.

وهو فيلم تتخذ قصته من الفانتازيا طابعاً أساسياً لها، وإن غلب على أحداثها الدرامية الحركة والمطاردات وحروب العصابات والرومانسية والتشويق. ونجد في بداية الفيلم مجموعة من عشرات الخطاطين الذين يدونون في السماء قصص سكان كوكب الأرض. وفي إحدى القصص التي تكتب تظهر شخصية، الفتاة الجميلة "يوري" (إيتو أونوه)، التي تلقى مصرعها نتيجة لحادث سيارة.

ويجد أحد كبار النساخ أن تلك القصة غير مبتكرة ومملة، فيعيد ابتكار القصة بحيث يعيد إرسال "تشاسوكي" (كين إتشي ماتسوياما)، الذي كان من قبل ينتمي لإحدى العصابات الإجرامية، وذلك من أجل إنقاذ تلك الفتاة من مصيرها بأي طريقة من الطرق.

وهكذا يختلط تشاسوكي بسكان الأرض ويأخذ في التدخل في مصائرهم ويحاول إنقاذهم وشفائهم إلى آخره، ويتم التعامل معه على أنه ملاك حارس من السماء يصنع المعجزات، وبالطبع يقع تشاسوكي في حب الفتاة يوري، التي ينقذ حياتها في النهاية

يحاول الفيلم التأكيد على فكرة أن حياة كل شخص مقدسة في حد ذاتها، ولها ما يميزها عن غيرها، وبالطبع يمكن تغييرها على نحو ما من حالة إلى أخرى أفضل وأحسن، وأنه من الصعب التنبؤ بمصير ومستقبل كل شخص وما هو مقدر له.

سندريلا

بعد فيلمي "السيد هولمز" للمخرج الأمريكي بيل كوندون و"كل شيء سيكون على ما يرام" للمخرج الألماني فيم فيندرز، عُرض اليوم في قسم خارج المسابقة الرسمية ثالث وآخر أفلام ذلك القسم، وهو للمخرج المسرحي والسينمائي والممثل وكاتب السيناريو الأيرلندي كينث برانا، خمسة وخمسين عاماً. وهو الفيلم الرابع عشر في مسيرة المخرج، وقد امتد زمن عرض الفيلم لأكثر من ساعة ونصف الساعة تقريباً.

قدم كينث برانا في فيلمه الجديد قصة سندريلا المعروفة، التي كثيراً ما ألهمت مخرجين السينما، وهي من تأليف الأخوين غريم، مع الاستعانة ببعض التغييرات الطفيفة وتوظيف تكنولوجيا الكمبيوتر الشديدة التطور في إخراج الكثير من المشاهد التي جاءت على نحو مبهر وبديع، ويتسم بقدر لا بأس به من الطرافة أيضاً، كذلك فيما يتعلق بتصميم المناظر والملابس.

يفتتح الفيلم بولادة الطفلة "إيلا" (ليلي جيمس) ويتتبعها على نحو سريع في عدة مراحل سنية مختلفة، نرى خلالها وفاة والدتها، ومدى الألم والمعاناة التي تكبدتها نتيجة هذا الفراق في ذلك السن الصغير، حتى تصل إلى مرحلة البلوغ، وعندئذ يتزوج والدها من الشمطاء (كيت بلانشيت)، التي تحضر إلى المنزل برفقة ابنتيها الدميمتين.

في إحدى رحلات عمله يتوفى والد إيلا، فتتحول حياتها إلى جحيم حيث تفرض زوجة والدها وابنتيها سطوتهم على المنزل وكل من فيه، وتبدد ثروة والدتها، وينتهي الأمر بها من نبيلة ذات خدم وحراس إلى خادمة في منزلها لزوجة والدها الراحل وابنتيها، اللاتي يذيقانها مر العذاب، ويطلقن عليها سندريلا.

وخلال جولاتها بالغابة فوق حصانها، تلتقي سندريلا مصادفة بذلك الفارس الوسيم أثناء اصطياده في الغابة. ليتضح بعد ذلك أن ذلك الفارس هو ابن الملك وبالطبع يتعلق قلبه بسندريلا، وتمضي بقية أحداث الفيلم على نفس الوتيرة التي تمضي بها أحداث القصة المعروفة، حتى ينتهي الأمر بسندريلا وقد تزوجت الأمير وصارت أميرة على عرش تلك المملكة.

موقع "24" الإماراتي في

14.02.2015

 
 

الفيلمان الأفضل من تشيلى. والترنح من نصيب الكبار

بقلم: احمد شوقى

برلين: بشكل عام هناك حالة من الرضا عن مستوى الاختيارات لهذا العام نسبة كبيرة من الأفلام الجيدة، وحتى الأفلام التى لم تأت على المستوى المطلوب هى من إخراج صناع سينما كبار، يمكن تفهم سبب وجودهم فى برلين.

فعندما يصنع الألمانى فيرنر هيرتزوج فيلما من بطولة نيكول كيدمان وجيمس فرانكو، يصبح وجوده فى المسابقة مهما حتى لو أثار مستواه الجدل.

الفيلم المقصود هو “ملكة الصحراء”، الذى يروى حكاية امرأة بريطانية تدعى جيرترود بيل، كانت مؤرخة وروائية وعضوة فى المخابرات البريطانية، ويقال إنها قد لعبت دورا مهما فى التقسيم الجغرافى للجزيرة العربية خلال عشرينيات القرن الماضى. الفيلم رغم قيمة مخرجه وجاذبية أبطاله جاء مليئا بالتصورات المسبقة، والنزعة الاستشراقية المملة، حيث الشرق مليء بالأساطير والحكايات الغريبة، تنشب فيه حكاية حب بين البطلة وسكرتير السفارة (فرانكو الذى يصغر كيدمان فى الحقيقة بأحد عشر عاما كان يصعب مداراتها ع - لى الشاشة)، على أشعار عمر الخيام وأصوات الآذان، باختصار صورة صارت حتى أكثر الأفلام الأمريكية سطحية لا تقدمها عن الشرق، بالإضافة لتفكك عام فى الفيلم جعله أحد أكثر الأسوأ تقييما من قبل الجمهور والنقاد. 

مخرج كبير آخر قوبل عمله باستقبال فاتر هو الأمريكى تيرينس ماليك الذى جاء الرأى العام محبطا من فيلمه الجديد "ملك الكؤوس". شخصيا لم أجده سيئا على الإطلاق، هو فيلم ينتمى لعالم ماليك قلبا وقالبا، يمكن أن يشكل اكتمال ثلاثية بدأها فى "شجرة الحياة". كاميرا صاخبة لا تتوقف وعدد هائل من اللقطات (متوسط طول اللقطة الواحدة فى الفيلم لا يتجاوز ست ثوان كما حسبها الناقد الكبير محمد رضا). لكن يبدو أن التوقعات كانت تفوق النتيجة. وكان أطرف تعليق على الأمر ما كتبه مارك آدامز فى مجلة سكرين "لعل سانتا مونيكا ليست المكان الصحيح للبحث عن معنى"، فى إشارة للشاطئ الأمريكى الفاخر الذى تدور فيه معظم حكاية بحث الممثل الهوليودى الشهير (يلعبه النجم كرستيان بيل) عن معنى حقيقى لحياة النجومية التى يعيشها.

أضف إلى هيرتزوج وماليك اسم الإسبانية إيزابيل كوشيت مخرجة فيلم الافتتاح “لا أحد يريد الليل”، والذى يبدو هو الآخر بعيدا عن أى منافسة فى ظل مستواه المتوسط وعدم بروز أى عنصر من عناصره بما فى ذلك بطلته جوليت بينوش.

- "الأفضل من تشيلى دائما":

الغريب أن يكون أفضل فيلمين عرضا فى المسابقة حتى الآن من دولة واحدة لا تمتلك صناعة سينمائية كبيرة مثل تشيلى، ربما لأن الصدفة جعلت أهم مخرجين منها يصنعان فيلميهما الجدد بالتزامن. الأفضل على الإطلاق هو “النادى” لبابلو لارين، الذى ترشح للأوسكار قبل عامين عن “لا” الذى أنهى فيه ثلاثيته عن التاريخ الوطنى التشيلى، ليقدم فى الفيلم الجديد حكاية أذكى أوسع أفقا عن تشوه رجال الدين. الفيلم يدور فى مكان غريب، هو منفى تابع للكنيسة، يقيم جبريا القساوسة الذين تم شلحهم لأسباب منها التحرش بالأطفال وإدمان الخمور والمقامرة، وفى هذا المنزل ينتحر نزيل جديد، ليبدأ تحقيق يكشف عن الفساد الموجود سواء داخل نفوس سكان المنزل أو فيما يقومون به من تصرفات.

الفيلم نموذج للفيلم المتكامل، سيناريو ممتع يجمع بين الثقل والإمتاع وخفة الظل، مستوى تمثيل رائع من جميع الممثلين، وإدارة ممتازة لجميع العناصر من المخرج الذى ينافس بشدة على جوائز المهرجان، مثله مثل مواطنه باتريسيو جوزمان، الذى قدم فى فيلمه التسجيلى “زر اللؤلؤة” عملا إنجازه أكبر من حصره فى الموضوع الذى يطرحه. القضية مقارنة بين إبادة المستعمرين لسكان البلاد الأصليين وضحايا نظام بينوشيه الديكتاتورى، لا جديد فى الأمر، لكن الجديد هو أن تكون بطولة الفيلم للطبيعة وليس للأشخاص، وتحديدا للمياه التى يتعامل معها المخرج بقداسة بصرية، طارحا نظريته بأن للمياه ذاكرة وصوتا، ويمكنها أن تحمل التاريخ ثم تصرخ به لتصارح العالم بحقيقة ما حدث.

- "جودة نسائية من ألمانيا وبريطانيا":

على صعيد التمثيل النسائى يبرز دورىا البطولة فى كل من الفيلم الألمانى “فيكتوريا” للمخرج سباستيان شيبر والبريطانى “54 عاما” لأندرو هاييه، على الرغم من التناقض الكامل بين العملين.

فالفيلم الألمانى حداثى على كل المستويات، مخرجه الشاب وبطلته الإسبانية الصغيرة لايا كوستا يخوضان تحديا هائلا: تصوير فيلم مدته ساعتان وربع الساعة فى لقطة واحدة، فى حكاية مستمرة عبر الزمن تجوب فيها فيكتوريا مع الشباب الأربعة التى تعرفت عليهم فى عالم الليل فى مدينة برلين، بين النوادى الليلية وجراجات السيارات التى تحاك فيها الجرائم، حكاية مثيرة وموترة للأعصاب، تمثل بعيدا عن مستوى صعوبتها إنتاجيا اختبارا يصعب تكراره لقدرة الممثلين على التماسك الجسدى والنفسى، لأن خطأ واحدا يمكن أن يفسد لقطة تساوى فيلما بأكمله.

أما الفيلم البريطانى فهو عمل كلاسيكى تماما، مصنوع بميزانية محدودة معتمدا على سيناريو محكم ومستوى تمثيل ممتاز، على رأسه النجمة المخضرمة تشارلوت رامبلنج التى تجسد دور امرأة تتعرض لمحنة أثناء استعدادها لعيد زواجها الخامس والأربعين، عندما تصل رسالة لزوجها تفتح ملفا من الماضى، وتجعل كل منهم يفكر إذا ما كان قد اتخذ القرار الصحيح بالزواج من الآخر والاستمرار معه كل هذه السنوات. الفيلم يطرح تساؤلا مخيفا عن تأثير الخيارات فى مسار حياتنا، كان أداء رامبلنج أبرز أدواته طرحه بهذه القوة.

الأفلام الخمسة الأخرى دارت فى منطقة رمادية، تمتلك بعض نقاط القوة لكنها بعيدا عن اكتمال الجودة، وهى أفلام “مذكرات مديرة منزل” للفرنسى بينوا جاكو، “كما لو كنا نحلم” للألمانى أندريس دريسن، “جسد” للبولندية مالجورزاتا زوموفسكا، “بركان إكزكانول” للجواتيمالى خايرو بوستامانتى، و”تاكسى” للإيرانى جعفر بناهى، وإن كان الفيلمان الأخيران قوبلا بإعجاب كبير من النقاد الغربيين، ويبدو أن نزعتهما السياسية، السياحية قد تكون سببا فى تنافسهما بقوة، وإن كان أكثر شىء خاطئ يمكن القيام به هو توهم إمكانية توقع مسار جوائز مهرجان مثل برينالى. 

الأهرام المسائي في

14.02.2015

 
 

"تاكسي" الإيراني يفوز بالدب الذهبي في مهرجان برلين

(رويترز)

فاز فيلم "تاكسي" الذي أخرجه الإيراني جعفر بناهي، بجائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في الدورة الخامسة والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي، اليوم السبت.

ويسرد الفيلم قصة سائق سيارة أجرة يقوم بتوصيل تشكيلة متنوعة من الركاب في شوارع العاصمة الإيرانية طهران. وعرض الفيلم الذي يتضمن رؤية غريبة لكنها عميقة للحياة وصناعة السينما في ايران، على الرغم من الحظر الذي فرضته طهران على المخرج الذي لم يحضر حفل توزيع الجوائز.

وصورت لقطات الفيلم من داخل سيارة الأجرة فيما كان المخرج على عجلة القيادة.

وقال رئيس لجنة التحكيم المخرج الأميركي دارين أرونوفسكي، أثناء تسليم الجائزة "لقد صاغ رسالة غرام للسينما. يحفل فيلمه بالعشق للفن ولمجتمعه وبلده ومشاهديه".

وتسلمت الجائزة نيابة عن بناهي فتاة قال موقع مهرجان برلين الالكتروني إنها تدعى هناء سعيدي التي ظهرت في الفيلم، فيما يقول الموقع الإلكتروني إنها بنت أخيه. ونظراً للحساسيات المرتبطة بالفيلم فإن الممثلين الذين ظهروا فيه ومنهم سعيدي لم ترد اسماؤهم في المقدمة المعهودة للعمل الفني.

ومنذ العام 2010 تُعرض أفلام أخرى لبناهي في المهرجان عندما كان ممنوعاً من اخراج افلام لمدة 20 عاماً وحُكم عليه بالسجن ست سنوات بتهمة "الدعاية ضد النظام".

ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية فيما بعد لكنه مُنع من مغادرة البلاد أو تصوير أفلام أو كتابة السيناريو.

وتم تهريب فيلمه الأخير إلى خارج إيران بطريقة لم يوضحها مدير المهرجان ديتر كوسليك.

وقال كوسليك عقب اعلان الجوائز "اعتقد ان من الأهمية بمكان أن يكون لدينا مثل هذه الافلام السياسية لأنها تعكس بالفعل ما يجري هناك".

ونال فيلمان آخرن يحملان رسائل سياسية جائزتين في المهرجان.

فقد فاز فيلم "ذا كلوب" أي النادي من تشيلي، وهو من اخراج باولو لارين، والذي يصور قساوسة معزولين من مناصبهم من الروم الكاثوليك، بجائزة لجنة التحكيم الدب الفضي.

ونال فيلم "فولكانو" أي البركان، من غواتيمالا من اخراج جايرو بوستامنتي، الذي يحكي مدى صعوية الحياة بين مزراعي البن بين قبائل المايا، جائزة الدب الفضي الفريد باور.

واقتسم جائزة أفضل مخرج الروماني رادو جود عن فيلمه "أفيرمي" والبولندية مالغورزاتا سوزومكسا عن فيلمها "بادي".

وفاز الممثل توم كورتناي بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "45 ييرز" للمخرج أندرو هاي، بينما فازت شارلوت رامبلينغ بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم نفسه.

ونال جائزة افضل سيناريو المخرج التشيلي باتريشيو غوتزمان عن فيلمه "البوتون دي ناكار".

وحددت الجوائز لجنة تحكيم مؤلفة من سبعة أشخاص يرأسها المخرج والمنتج الأميركي أرونوفسكي.

السفير اللبنانية في

14.02.2015

 
 

"تاكسى" فيلم معارض للنظام الإيرانى يفوز بجائزة "الدب الذهبى" فى برلين

كتب محمود ترك

فاز الفيلم الإيرانى taxi للمخرج جعفر بناهى بجائزة الدب الذهبى لمهرجان برلين السينمائى الدولى، بدورته الـ65، حيث أعلنت إدارة المهرجان أسماء الأعمال الفائزة بالجوائز منذ قليل. يعد المخرج جعفر بناهى واحدًا من أبرز المخرجين الإيرانيين الذين يعانون دائما من محاولة السلطات الإيرانية قمعه بشتى الطرق، حتى إنها منعته من مزاولة مهنته وتصوير أى أفلام سينمائية، لكنه تمرد على ذلك الوضع وتحدى القيود التى وضعتها حكومة بلاده التى منعته من السفر أيضا لأى دولة أخرى، فى خوف منها من تصوير أفلامه بالخارج. بناهى لم يستسلم لتلك المعوقات ليعطى درسا قاسيا للسلطات الإيرانية بأنه لا يستطيع أحد مصادرة حق القوى الناعمة فى التعبير عن المجمتع. ورغم كل شىء إلا أن بناهى استطاع الحصول على جائزة الدب الذهبى بمهرجان برلين السينمائى بدورته الـ65 الحالية بفيلمه TAXI الذى صوره فى تاكسى بعيدًا عن أنظار الحكومة، ويجسد فيه دور سائق تاكسى يركب معه العديد من الغرباء وكل منهم يعبر عن رأيه فى الأوضاع السياسية والاجتماعية فى طهران ليكشف الكثير من تردى أوضاع الحريات فى إيران. يلعب شخصية سائق التاكسى المخرج جعفر بناهى نفسه، الذى يؤكد أنه رغم كل المضايقات التى يتعرض لها إلا أنه لا يعرف شيئًا سوى تصوير الأفلام السينمائية التى يحيا بها. يشار إلى أن هذه المرة الثانية التى يفوز فيها بناهى بجائزة الدب الذهبى حيث سبق أن فاز بها عام 2006 عن فيلمه "أوفسايد" أو Offside. 

اليوم السابع المصرية في

14.02.2015

 
 

بالصور.. «تاكسي» جعفر بناهي يحصد الدب الذهبي في مهرجان برلين الـ65

كتب: أحمد الجزار

كشفت لجنة تحكيم المسابقة الدولية لمهرجان برلين السينمائي في دورته الـ65، السبت، عن الأفلام الفائزة في هذه الدورة والتي تنافس فيها 19 فيلما، وقد نجح الفيلم الايراني«تاكسي» للمخرج جعفر بناهي في اقتناص جائزة دب برلين الذهبي وهي أكبر جوائز المهرجان، لتكون هي الجائزة الثانية التي يحصدها الفيلم بعد أن حصل على جائزة الصحافة الدولية «الفبريسي».

وقد وقف مدير المهرجان ديتر كوسليك وبجانبه المخرج دارين ارنوفسكي رئيس لجنة التحكيم يجملان الدب الذهب يويبحثان عن بناهي ليتسلم جائزته ولم قطعا لن يحضر بناهي ولم يري هذا النجاح الكبير الذي حققه الفيلم، وأكتفي فقط بمتابعة ردود الافعال من الصحافة العالمية في محل احتجازه تحت الاقامة الجبرية في أيران وذلك بعد ان حكمت عليه السلطات بذلك منعه من العمل يف الافلام لمدة 20 عاما , كان كوسليك وهو يبحث عنه داخل القاعة وينتظر وقوفه على المسرح يريد ان يقدم بهذا المشهد رسالة للعالم , هي بالطبع رسالة سياسية وليست فنية ليقول أين الان صانع هذا الفيلم؟ ولماذا غاب؟.

ولكن هذه المرة قرر كوسليك أن يحمل الدب وينزل به من المسرح متجها إلى الطفلة هنا ابنة شقيقة المخرج والتي شاركت في بطولة وتنفيذ الفيلم ليقدمه لها ويصعج بها إلى المسرح ولكن وسط التصفيق الحار لم تتمالك الطفلة نفسها وأنهارت دموعها أمام الحضور وهي ممسكة بالدب الذي كان من المقرر ان يمسكه عمها جعفر بناهي، لتثير بهذه الدموع حالة من التعاطف والتاثر داخل قاعة الحفل، وقد عرض الفيلم مرة أخرى بعد حصوله على الجائزة الكبري وشهد حضورا مكثفا من الضيوف الحاضرين.

والمعروف أن أفلام بناهي الأخيرة تصور كاملا سرا ودون تصريح رقابي أو حكومي بسبب منعه من تنفيذ أي أفلام، ويتعرض بناهي من خلال هذا الفيلم إلى ما يدور في المجتمع الإيراني من خلال قيادته لسيارة أجرة صفراء في شوارع طهران.

ومن خلال هذه المهنة يصور بناهي نفسه وايضا الركاب الذين معه ويدخل في حوارات واحاديث ليتعرف على قصصهم ومن بين هؤلاء الركاب مدرسة وصاحب متجر لإيجار أشرطة فيديو وطالب يدرس بمعهد السينما ورجل أصيب بحادث سير مع زوجته وامرأتان تنقلان سمكا أحمر بالاضافة إلى ابنة شقيق المخرج.

وفي سياق متصل جاءت جوائز المهرجان على نحو متوقع من الحضور لانها كانت الافضل وفقا لاراء معظم النقاد العالميين وقد وفاز بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم الفيلم الشيلي «El Club» للمخرج بابلو لاراين، فيما ذهبت جائزة أفضل مخرج مناصفة إلى المخرج الروماني رادو جودعن فيلم «Aferim» والمخرجة البولندية مالجورزاتا زموسكا عن فيلمها Body»».

فيما حصد الفيلم الجواتيمالي «Ixcanul Volcano» للمخرج جايرو بوستامانتيجائزة Alfred Bauer، وحصد المخرج والمؤلف باتريسيو جوزمانجائزة أفضل سيناريو عن الفيلم الفرنسي الشيلي«The Pearl Button»، فيما ذهبت جائزة أفضل إسهام فني للفيلم الالماني «Victoria» والروسي «under electronic clouds».

أما جوائز التمثيل فقد استحوذ عليها الفيلم الإنجليزي «Years45» للمخرج أندرو هاى حيث ذهبت جائزة أفضل ممثل إلى توم كورتنايبينما فازت شارلوت رامبلينج بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم نفسه.

جوائز الجمهور في برلين لـ«الأم الثانية» و«بلغ الربيع ألا يأتي هذا العام» (صور)

كتب: أحمد الجزار

للعام الخامس عشر ويواصل مهرجان برلين السينمائي حالة الربط بين المهرجان وجمهوره من خلال مشاركة الجمهور للأفلام الأفضل في مسابقتي البانوراما والأفلام القصيرة، وهو التقليد الذي بدأه المهرجان منذ عام 1999.

وخلال هذه الدورة تنافس العديد من الافلام للحصول على هذه الجائزة خاصة ان معظم افلام مسابقة البانوراما كانت قوية وحظيت بمشاهدة مرتفعة من الجمهور.

وقد نجح الفيلم البرازيلي «الأم الثانية» إخراج أنا مويلارت في الحصول على أعلي تقديرات من الجمهور حتى أن النقاد وصفوه من أفضل أفلام المهرجان هذا العام وليس البانوراما فقط.

وجاء في المركز الثاني في التصويت الفيلم الكيني «قصص من حياتنا» أخراج جيم شوشو, أما المركز الثالث فكان من نصيب الفيلم الألماني «حب صعب» اخراج روزا فون.

أما تصويت الجمهور في مسابقة الافلام الوثائقية فكان لصالح الفيلم البريطاني Tell Spring Not to Come This Year «بلغ الربيع إلا ياتي هذا العام» إخراج سعيد تاجي فاروق ومايكل ماك إيفوي.

أما المركز الثاني في التصويت فكان لصالح الفيلم الامريكي «The Yes Men Are Revolting» للمخرجين لورا نيكس ومايك بونانو، اما المركز الثالث في نسبة التصويت فجاء لصالح الفيلم السويسري «الأوديسا العراقية» إخراج سمير.

المصري اليوم في

15.02.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)