كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

"تاكسي" جعفر بناهي

يفوز بالدب الذهبي في مهرجان برلين

أمير العمري- برلين

مهرجان برلين السينمائي الدولي الخامس والستون

   
 
 
 
 

كما توقعنا في مقالنا السابق الذي نشر في هذ الموقع قبل أيام، عن توقعات الفائزين في دورة مهرجان برلين الـ 65، فاز فيلم "تاكسي" Taxi للمخرج الإيراني جعفر بناهي بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي رغم مستواه الفني المتواضع، تماما كما سبق أن منح الفيلم السابق للمخرج نفسه، جائزة أفضل سيناريو في دورة عام 2013. والسبب يعود إلى كون بناهي ممنوع من ممارسة الإخراج السينمائي في إيران بعد أن اعتقل في أواخر 2010 وحكم عليه بست سنوات في السجن ثم أطلق سراحه ومنع من الاخراج والتحدث لأجهزة الإعلام ومغادرة إيران.

وفي 2011 تمكن بناهي من تهريب فيلم مصور بكاميرا فيديو صغيرة داخل مطبخ الشقة التي يقيم فيها، عٌرض في مهرجان كان باسم "هذا ليس فيلما"، والحقيقة أنه كان بالفعل إسما على مسمى كما يقول المثل، فلم يكن له أدنى علاقة بفن السينما وتطوره، بل مجرد ثرثرة على شكل مونولوج من خلال مكالمات هاتفية، عن حال مخرجه الذي يظهر بنفسه في الفيلم جالسا أمام الكاميرا، يتكلم كثيرا. ومنذ ذلك الفيلم وبناهي أصبح "أيقونة" في الإعلام الغربي، لا لسبب، سوى لأنه مناويء للسلطة في إيران، وفي عام 2012، اختارته إدارة مهرجان برلين عضوا في لجنة التحكيم الدولية نكاية في الحكومة الإيرانية وكموقف احتجاجي على منعه من العمل والسفر، لكنه منع من مغادرة إيران كما كان منتظرا ومتوقعا، وجعل المهرجان مقعده خاليا، وحركت بعض منظمات حقوق الإنسان، مظاهرة رمزية أمام قصر البرليناله – أي مهرجان برلين- للمطالبة بالسماح له بالاخراج وبالسفر. ولم يكن لدعوته من طرف المهرجان، ولا بالمقعد الخالي، ولا بمظاهرات الاحتجاج، أي علاقة بفن السينما، بل جاء كل هذا الاهتمام الاعلامي في خضم العراك السياسي المستمرمنذ سنوات بين إيران، وبين ما يسمى نظريا بـ "المجتمع الدولي" وإن كان المقصود تحديدا، الولايات المتحدة وحلفاؤها، أي مجموعة دول الاتحاد الأوروبي، بسبب الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني والسياسة الإيرانية المنشقة المعلنة، التي قد تنجح في تحقيق قدر من التوازن النووي مع ربيبة أمريكا والغرب، إسرائيل!

وفي 2013 جاء فيلم آخر صوره بناهي سرا الى مهرجان برلين هو فيلم "الستائر المغلقة" The Closed curtains أيضا كان يظهر فيه بناهي بنفسه في دور مخرج سينمائي ممنوع من العمل، وهو خليط من الخيال والواقع، يمتليء بالقوالب النمطية والتعليقات المجازية، يضعها المخرج، داخل سرد رمزي ساخر على طريقة المسرح السياسي الذي كان سائدا في الستينيات في البلدان التي تحكمها الديكتاتوريات. ويبدو أن بناهي أصبح مفتونا بنفسه كممثل أيضا وليس كمخرج فقط، وأصبح يجد في ظهوره كبطل تدور من حوله الأحداث وتنقلب الدنيا بأسرها تعاطفا معه ومع قضيته، وكذلك الاستقبال الحماسي المضمون مقدما في الغرب وتحديدا في "البرليناله"وما ينتظر من جوائز، مبررا لكي يقوم بدور البطل الذي يتحدى المنع والحجب، ويصور أفلامه "سرا"، بشكل "علني"، ويجعلها وعاء لتوجيه بعض الغمز السياسي، وإن بطريقة أسلوب سينمائي عفا عليه الدهر ولم يعد يعتبر من علامات السينما الحديثة. وهكذا جاء فيلمه الثالث (السري الذي يظهر فيه بنفسه!) وهو فيلم "تاكسي"، الذي توقعنا كما توقع كثيرون، حتى من قبل عرضه في مسابقة مهرجان برلين، فوزه بالجائزة الكبرى- الدب الذهبي-  فبناهي سلاح ثبتت فعاليته إعلاميا للتعريض بسياسة إيران.

وليس من المعروف كيف تمكن بناهي من تصوير فيلمه في شوارع طهران، سواء من داخل سيارة تاكسي أو من خارجها، دون علم السلطات التي تراقب كل تحركاته منذ سنوات، وأغلب الظن أن السلطات الإيرانية تغض الطرف عمدا عما يقوم به بناهي للإبقاء على السينما الإيرانية حاضرة في مهرجانات الغرب، حتى ولو من باب النقد السياسي الذي يأتي في أفلام بناهي وغيره، على استحياء، ودون توجيه نقد مباشر للمؤسسة الدينية وللحكم الديني عموما. ويتعمد بناهي عدم وضع أسماء العاملين معه في الفيلم في نهاية الشريط تفاديا لتعرضهم للملاحقة (رغم الظهور المباشر للكثير من الممثلين والممثلات في الفيلم الذين يمكن للسطة الوصول إليهم ببساطة إذا أرادت!

ينتمي فيلم "تاكسي" لمنهج واسلوب عباس كياروستامي الذي تتلمذ على يديه جعفر بناهي، وهو أسلوب في الإخراج لو استخدمه اليوم مخرج إيطالي أو فرنسي أو أمريكي، لأصبح أضحوكة أمام نقاد وجمهور بلاده، فهو مزيج تقليدي من التسجيلي والروائي، يشبه الأفلام الإيطالية القديمة التي ظهرت قبل سبعين عاما في إطار ما عرف بـ "حركة الواقعية الجديدة". وقد تطورت السينما الإيرانية كثيرا خلال السنوات الأخيرة، وتخلص كثير من مخرجيها من طابع سينما كياروستامي، وأصبحت أفلامهم أكثر تعقيدا في البناء مثلما هو الحال مع أفلام المخرج أصغر فرهادي، كما أن محسن مخملباف- أكثر أبناء جيله موهبة- وجد لنفسه طريقا مختلفا أكثر طموحا، في الأفلام التي يصنعها خارج إيران، في المنفى، ولعل أكثرها قربا من سينما الشعر والتأمل الروحاني والاهتمام أكثر بالبناء الدرامي وبالشحنة العاطفية التي تتولد عن الصورة، وليس بمحاكاة الحياة الواقعية فقط، فيلمه الشهير "جنس وفلسفة" (2005) الذي صوره في طاجيكستان.

غمز الواقع

أما فيلم "تاكسي" فيدور في معظمه داخل سيارة تاكسي، يقودها ليس أقل من بناهي نفسه الذي يخفي صورته كسائق في اللقطات الأولى من الفيلم، التي نرى فيها شابا يجلس بجوار السائق المفترض، يثرثر ويشتبك في الحديث مع امرأة تجلس في المقعد الخلفي، فبينما يرى هو ضرورة إعدام اللصوص ضمانا لرده غيرهم، تعترض المرأة وتقول إن سجل إيران في الإعدام يأتي في المرتبة التالية بعد الصين، ثم أن يكشف بناهي عن كونه سائق التاكسي في تعليق ساخر على وضعه الحالي في ايران، بل ويجعل راكبا آخر يتعرف عليه، هو بائع اعتاد تزويده بالأفلام الأجنبية الممنوعة داخل إيران التي يقوم بقرصنتها وبيعها للمهتمين. ويقول شخص آخر إلى قضية الفتاة التي اعتقلت بسبب رغبتها في حضور مباراة للكرة، مشيرا الى فيلم بناهي الشهير "تسلل" Offside

أما تاجر الأفلام المقرصنة فيبدو مقتنعا بأن بناهي يصور فيلما وليس من الممكن أن يكون قد أصبح سائقا للتاكسي، خصوصا وأنه لا يعرف الاتجاهات جيدا. وهكذا.. يتردد على التاكسي عدد من الأشخاص، يتحدثون ويثرثرون مع بناهي ويبدو هو مبتسما مستمعا أكثر منه متداخلا في الحديث معهم، في حين يأتي النقد السياسيي المستتر ومعظمه حول قضايا اجتماعية، على لسان الشخصيات الأخرى. وربما يكون هذا المدخل جيدا وطريفا بل ومضحكا أحيانا بحكم كاريكاتورية الشخصيات التي تركب مع بناهي، خصوصا شخصية رجل أصيب في حادث سير يركب مع زوجته لكي يوصله بناهي إلى المستشفى، ويريد ان يملي على بناهي وصيته لكي يترك أملاكه لزوجته فقط، خلافا لما تقضي به الشريعة الاسلامية، وبعد أن يشفى من جراحه تتصل زوجته ببناهي تطالبه بالوصية التي صورها عبر تليفونه المحمول لكي تستخدمها في حالة رجوع الزوج عن كلامه!

ولكن بعد نحو أربعين دقيقة يصبح الفيلم مترهلا وثقيلا، حيث يكرر بناهي ويعيد ويزيد ويدور حول الفكرة دون أي قدرة على تطويرها وصولا إلى موقف درامي كبير تتعقد من حوله الفكرة وتصبح أكثر تركيزا وإثارة للاهتمام، فالفيلم يفقد إيقاعه ويدور حول نفسه، تحديدا عندما تركب طفلة في الثامنة من عمرها، هي ابنة شقيقة بناهي كما يتردد في الفيلم، تريد أن تصور بكاميرا صغيرة فيلما كُلفت به من جانب المعلمة في المدرسة، شريطة أن يكون صالحا للعرض أي خاضعا للشروط المفروضة رقابيا على صناعة الأفلام في إيران، كما ترددها الطفلة من كراس تحمله معها. هنا تشعر أنك تتلقى محاضرة حول محاصرة حرية التعبير في إيران، وشروط الرقابة التي تحظر ظهور المرأة دون ارتداء الحجاب مثلا، كما تحظر تصوير مشاهد العنف والجنس، ويعلق بناهي بأنهم يريدون تصوير واقع آخر مختلف عن الواقع الحقيقي!

ومشكلة الفيلم أنه يبدو كأحد أفلام الهواة، ليس من حيث وضوح الصورة، فالصورة - جيدة ومصقولة- رغم ما يقال عن منع بناهي من التصوير وبالتالي صعوبة التحميض والطبع وتصحيح الألوان وغير ذلك من العمليات الفنية، ولكن من حيث البناء- وهو أهم ما يميز أي فيلم ويمنحه قيمته، فالبناء هنا تراكمي وليس جدليا، وسطحي أفقي يمكن أن تمتد حكاياته وشخصياته وطرائفه لساعات وساعات، دون أن يفضي إلى ذروة ما، أو عقدة معينة تشد المتفرج وتجعل للفيلم معنى أعمق من مجرد استعراض بعض المشاكل والقيود الاجتماعية التي نعرفها مسبقا، مع توجيه نوع من الغمز السياسي، وليس مواجهة أصل وأساس المشكلة، من خلال دراما أكثر تعقيدا، وأكثر بالتالي، طموحا من الناحية السينمائية، فمفروض علينا بعد ذلك أن نستمع إلى مبررات من البعض على شاكلة: "يكفي أنه استطاع عمل فيلم في الظروف القائمة" و"يكفي أنه استطاع استخدام سيارة وعدة ممثلين أي امكانيات محدودة، لعمل فيلم كامل مسلي ومضحك" أو أن "واقعية الفيلم تغني عن أي دراما".. وغير ذلك من الآراء التي بات نقاد الغرب – ومن يعتنقون أفكارهم من نقاد العالم العربي- يكررونها ويتخذونها وسيلة لابقاء الفيلم الإيراني والفيلم القادم من العالم غير الأوروبي- الأمريكي، فيلما بدائيا بعيدا عن تعقيدات الفن، وكأننا يجب أن نشاهد الفيلم نفسه طول الوقت، ففيلم بناهي لا يقدم جديدا على صعيد الشكل السينمائي، بينما الأسلوب هو التحدي الحقيقي بالنسبة لأي سينمائي - وليس ترديد بعض الانتقادات الاجتماعية والسياسية التي تدغدغ مشاعر البعض- ولكن أسلوب بناهي هنا سبق استخدامه حرفيا في فيلم "عشرة" Ten الذي أخرجه أستاذه كياروستامي عام 2002 وتظهر فيه امرأة تقود سيارة تاكسي في شوارع طهران، يركب معها تباعا، عشرة أشخاص، تدخل معهم في حوارات حول بعض المشاكل الاجتماعية، أي أن كل ما يصلنا عن الوضع الاجتماعي في إيران- سواء في "عشرة" أم في "تاكسي"، يصل من خلال الحوار المصمم لكي يكون ساخرا، وليس من خلال مواقف درامية مصنوعة جيدا تكون مملؤة بالخيال والابتكار، فبناهي لم يفعل هنا أكثر مما فعله كياروستامي الذي وضع كاميرتين في مقدمة السيارة وداخلها، وترك مساحة ما للارتجال في الحوار أمام شخصياته، مع ترك الإيقاع يترهل تدريجيا، بفعل الاستطرادات والتكرار، مثلما في حالة بائع الأفلام المقرصنة، الذي يحاول أن يقنع بناهي بأن يصبح شريكا له، ثم يأخذ في تذكيره بالأفلام الفنية التي كان يأتيه بها مثل أفلام وودي ألين وكوروساوا وغيرهما، في إشارة من جانب بناهي إلى تأثره بهؤلاء، أو إعجابه بهم، دون أن نرى أي علاقة بين أسلوبه "القاعدي" basic أوالأولي، وبين أفلام هؤلاء السينمائيين.

جوائز أخرى

بعيدا عن فيلم بناهي كانت بعض الجوائز في مكانها تماما مثل الجائزة الكبرى للجنة التحكيم التي تأتي بعد الدب الذهبي مباشرة، إلى الفيلم الشيلي العظيم "النادي" The Clubالذي كنا نرى أنه الأجدر بالفوز بالدب الذهبي نظرا لمستواه الفني المتكامل وموضوعه القوي وإخراجه الرفيع المستوى. وذهبت جائزة أحسن ممثلة، كما توقعنا، إلى البريطانية شارلوت رامبلنج عن دورها في فيلم "45 سنة" وهو عبارة عن دراما تعتمد على الحوار والأداء التمثيلي حول زوجين في السبعينات من عمرهما، يكتشفان بعد 45 عاما من الزواج أنهما بالكاد يعرفان بعضهما البعض!

وعن دوره في الفيلم نفسه حصل الممثل البريطاني توم كورتناي على جائزة أفضل ممثل، التي كان يستحقها دون أدنى شك الممثل الفنلندي إلمر باك في دور المخرج الروسي أيزنشتاين في فيلم المخرج البريطاني الكبير بيتر غريناواي، وهذا الفيلم نفسه أي فيلم غريناواي، كان يستحق أيضا جائزة الدب الفضي لأحسن مخرج، التي منحت مناصفة إلى مخرجي الفيلم الروماني "عفاريم" الذي يصور وحشية معاملة الرومانيين للغجر واستعبادهم في القرن التاسع عشر، وهو عمل جيد بلاشك، والفيلم البولندي التجريبي الساخر "جسد" Body للمخرجة مارغورزاتا سمولوفستا، وهو فيلم ينتهي اهتمامك به وبموضوعه وبما يصوره من نماذج بشرية مشوهة، بعد مرور أقل من أربعين دقيقة بسبب فشل السيناريو في تطوير الفكرة اكتفاء بالدوران حولها، وهي آفة عدد كبير مما شاهدناه من أفلام في هذه الدورة.

أما الفيلم الذي مثل جواتيمالا في المهرجان وهو بعنوان "اكسكانول" (من الانتاج المشترك مع فرنسا) فقد نال جائزة خاصة (دب فضي) لمخرجه وبطلتيه الممثلتين ماريا ميرسيدس وماريا تيلون. وذهبت جائزة أحسن سيناريو الى الفيلم التسجيلي الطويل "لؤلؤة الماء" للمخرج الشيلي باترشيو غوزمان، وهي أيضا جائزة في محلها، ربما يكون عيبها الوحيد أنها أصغر من هذا الفيلم البارز الذي يستحق مقالا خاصا دون شك.  

باقي الجوائز عن الاسهام الفني في التصوير تحديدا، ذهبت إلى الفيلم الألماني "فيكتوريا"، والفيلم الألماني الثاني "تحت السحب الكهربائية"، وهي من نوع تحصيل الحاصل، وتعكس حرصا من لجنة التحكيم على ألا تخرج ألمانيا- الدولة المضيفة- من مولد برلين بلا حمص.

عين على السينما في

15.02.2015

 
 

تحفة من شيلي تخطف الأنظار في مهرجان برلين السينمائي

العرب/ أمير العمري

'النادي' للمخرج بابلو لارين يعتبر نموذجا سينمائيا متميزا لتناغم الشكل مع المضمون وللوحدة العضوية والتماسك الداخلي رغم تعدد شخصيات الفيلم ومحدودية مكان أحداثه.

برلين - مع تعاقب أفلام مسابقة الدورة الخامسة والستين من مهرجان برلين التي تتضمن 19 فيلما، بدا لنا في وقت ما، أن التحفة المنتظرة ربما لن تأتي أبدا، خصوصا بعد أن خيّب فيلم “فارس الكؤوس″ لتيرنس ماليك آمالنا، في أن يتبع هذا المخرج المرموق مسيرته السينمائية المتميزة، بعمل جديد -هو الأول من بين أفلامه، الذي يدور في عالم اليوم- يرتفع به فوق غيره من الأفلام، وينتزع إعجابنا وحبنا وتماثلنا معه، الأمر الذي لم يتحقق، بكل أسف.

رغم هذا، كانت هناك بعض الأفلام الجيّدة المتميزة التي عرضت، منها على سبيل المثال الفيلم التسجيلي الجديد الذي نفضل تسميته “لؤلؤة الماء” وليس ترجمة اسمه الأجنبي حرفيا The Pearl Button وهو للمخرج الشيلي باتريشيو جوزمان Guzman (صاحب التحفة السينمائية “حنين للضوء” الذي عرض في مهرجان كان السينمائي قبل ثلاث سنوات) وهو هنا يبحث في علاقة بلده شيلي بالبحار، فهي تتمتع بأربعة آلاف كيلومتر من السواحل، إلا أنها عجزت باستمرار، عن الاستفادة من هذه الميزة الفريدة، ومن هذا المدخل يبحث جوزمان بأسلوبه المميز، في الأسباب التي جعلت شيلي بلدا لا يعرف علاقة طيبة مع المياه، ويصل خلال بحثه إلى المنطقة الواقعة في أقاصي الجنوب أي إقليم بتاغونيا الذي عاشت فيه القبائل القديمة من السكان الأصليين والذين اعتمدوا في حياتهم على البحار، ولكن مع مجيء الاستعمار تمّ تدمير تلك المجموعات البشرية واختفت ثقافتها ولغاتها الخاصة.

ومن “لؤلؤة الماء” إلى الإنتاج الفرنسي الجديد لرواية ميرابو الشهيرة “يوميات خادمة” Diary of A Chambermaid التي تدور في نهاية القرن التاسع عشر، وقد سبق تقديمها مرتين في السينما من قبل، في فيلمين لرينوار الفرنسي وبونويل الإسباني.

الفيلم الجديد للمخرج الفرنسي بينوا جاكوت، يعالج الرواية دون أن تكون هناك بالضرورة “يوميات” أو مفكرة تتوالى من خلالها الأحداث وظهور الشخصيات المتعددة في عالم الخادمة الباريسية الحسناء “سيلستين” (لي سيدوكس) التي تذهب للعمل في الريف لدى أسرة ثرية، يطاردها الزوج المترهل المضحك بلا كلل، لكنها تصده بانتظام، بل وتهدده بفضح محاولاته معها، لدى سيدة المنزل، تلك الزوجة العاقر المنفرة القاسية التي تنزل بسيلستين كل أنواع العذاب، بلا مبرر واضح، أو ربما فقط لإحساسها بجاذبيتها المثيرة.

سيلستين الواثقة من نفسها تترك لنفسها العنان للتعبير عن ازدرائها لمخدوميها بصوت شبه مسموع، تحافظ على نفسها في مواجهة الكثير من العروض والإغراءات من جانب الرجال الذين تلتقي بهم. وكل الرجال في الفيلم بلا استثناء، يتسمون بالقبح، شكلا ومضمونا وسلوكا، منهم مخدوم سيلستين ومنهم أيضا القبطان الذي يجاور الأسرة التي تعمل عندها الخادمة. ولا أحد يريد أن يمنح سيلستين قلبه سوى حفيد لسيدة عجوز عملت لديها الفتاة في البداية، لكنه كان مصابا بمرض السل الرئوي، ولقي مصيره التراجيدي في اللحظة التي تذوق فيها طعم الحب الجسدي معها لأول وآخر مرة. أما ما عداه، فجميعهم يريدون أن يجعلوا منها عاهرة يتكسبون من ورائها.

وليس مفهوما كيف تتمنع سيلستين وتصدّ الجميع ثم تستسلم أخيرا لما يعرضه عليها “جوزيف” منسق حديقة منزل الأسرة، الذي تشي نظراته النهمة وصمته المقيت، بشخصيته الشرسة، بل إنه لا يخفي أيضا “فاشيته” وعداءه الصريح لليهود في الفترة التي عرفت محاكمة دريفوس الشهيرة في فرنسا. ولعل من الجوانب التي تشي بضعف السيناريو، فشله في التمهيد لتطور العلاقة بين سيلستين وجوزيف، وهو النموذج الذي يفتقد حتى القدرة على مطارحة فتاة حسناء شابة مثلها، الغرام، بل ونراه يمارس معها الجنس، بطريقة آلية مقززة. أضف إلى ذلك أنه يريدها أيضا أن تتحول إلى عاهرة تستغل جمالها في جمع المال له بباريس التي سيرحلان إليها في النهاية بعد أن تشترك معه في سرقة مقتنيات الأسرة الثمينة والفرار بها.

لا يقدّم بينوا جاكوت جديدا في طيات معالجته للرواية الشهيرة، رغم ما يزعمه من أنها الأقرب والأكثر صدقا للرواية الأصلية. صحيح أن جوانب الصنعة في الفيلم متميزة: الصورة التي تحافظ على كل تفاصيل الفترة، الملابس والأكسسوارات والإضاءة، ولكن أفضل عناصر الفيلم بلا شك، هو أداء لي سيدوكس في الدور الرئيسي، التي تسيطر على الفيلم سيطرة تامة وتطغى بحضورها المدهش، وفتنتها الطاغية، على كل جوانب الضعف الكامنة في سيناريو لا ينجح في تطوير الفكرة والموضوع، ويكتفي بتقديم كل الصور والقوالب النمطية التي سبق لنا أن شاهدناها من قبل.

تحفة حقيقية

أما أقوى ما شاهدناه في مسابقة المهرجان إلى حدّ كتابة هذه السطور، فهو بلا شك، الفيلم القادم من شيلي “النادي” The Club للمخرج بابلو لارين. إننا بالتأكيد أمام “تحفة” سينمائية حقيقية، ونموذج سينمائي متميز لتناغم الشكل مع المضمون، وللوحدة العضوية والتماسك الداخلي، رغم تعدد شخصيات الفيلم ومحدودية مكان أحداثه.

“النادي” يشير -مجازا- إلى منزل تابع للكنيسة الكاثوليكية، يقع على شاطيء البحر في بلدة مجهولة في شيلي، يقيم فيه خمسة رجال وامرأة، سنعرف بعد قليل، إنهم قساوسة محكوم عليهم بالبقاء في هذا “المنفى”، ومحظور عليهم الاختلاط بأهل البلدة، وكأنه أقرب إلى السجن، حيث يلقون عقابا على ما اقترفته أيديهم في الماضي. أما المرأة فسوف نعرف أنها كانت في السابق راهبة، ثم أصبحت مسؤولة عن إدارة شؤون هذا المكان الغريب القاتم المظلم، أي أنها عمليا “السجانة” التي تحرس مجموعة القساوسة. وهؤلاء لدى كل منهم قصته الخاصة التي سنتعرف عليها تدريجيا مع تطوّر مسار الفيلم.

ومن البداية يكشف السيناريو العبقري عن مشكلة هؤلاء الرجال عندما يصل قس سادس يدعى الأب “لازكانو”، صامت، يقبل ما تمليه عليه الراهبة -السجانة- المشرفة (مونيكا)، ثم يعقب وصوله مباشرة وصول رجل ملتح، يقترب من المبنى كئيب الجوّ من الخارج، ويظل يصيح موجها أبشع الاتهامات بالاعتداءات الجنسية إلى الأب لازكانو. وفي خضم غضبه وانفعاله، يكشف الرجل عما تعرض له في طفولته، من اعتداءات جنسية مباشرة بأشكالها المختلفة التي تصل -من خلال ما يقدمه من أوصاف وتفاصيل- إلى جوانب شائنة حقا.

وعلى الرغم من الغضب البادي على باقي القساوسة واستنكارهم لما فعله الأب لازكانو الذي يصفونه بالشاذ، والمنحرف، ويطالبونه بالرد على هذا الرجل الذي يصرخ في الخارج ويمكنهم رؤيته عبر نوافذ ذلك السجن، إلا أننا سنعرف أيضا فيما بعد، أنهم جميعا موجودون في هذا المكان تحديدا بسبب اتهامات وجهت إليهم بالاعتداءات الجنسية على الأطفال داخل الكنيسة. الأب لازكانو الذي يكرر مرة بعد أخرى، أنه لا يعرف هذا الشخص، الذي يقول إن اسمه “ساندوكار”، يستجيب أخيرا لما يطالبه به الباقون، فيهبط ويخرج ويواجه الرجل، ثم يرفع مسدسا ويطلق النار على رأسه فيلقى مصرعه على الفور في مشهد رهيب.

ولأن هذا يعدّ حدثا جللا في أحد بيوت الكنيسة الكاثوليكية، ترسل الكنيسة قسيسا آخر أكثر شبابا وثقافة ووعيا، للتحقيق مع هؤلاء القساوسة والراهبة مونيكا، عما عساه يكون قد حدث تحديدا هناك.

وفي مواجهات متقطعة ومجزأة من خلال المونتاج الذكي، يكشف لنا الفيلم عن جوانب أخرى في شخصيات الرجال، ولكن دون أن يصل المحقق الشاب قط، إلى معرفة الحقيقة كما وقعت وكما كانت: من المسؤول، وكيف حدث أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، وما هو الثمن الذي يتعين دفعه، ومن الذي سيدفع الثمن: الكنيسة أم الفرد، وهل نحن أمام أزمة أخلاقية، أم أزمة مؤسساتية، وكيف يمكن التعامل مع الميول الجنسية للرجال، الذين اختاروا طواعية إنكار رغباتهم الجنسية الطبيعية التي خلقها الله، ثم فشلوا في ذلك فاتجهوا إلى حيث يحظر عليهم الذهاب، وهل ما ارتكبوه يدخل في عداد “الخطايا” التي ليس من الممكن غفرانها؟ أي هل تعدّ المثلية الجنسية خطيئة، أم أنها ميل طبيعي لا يجدي قمعه وإنكاره؟ وهل العلاقة بين الرجال على هذا النحو، يمكن أن تكون مقبولة؟ أما من غير المقبول وما يعدّ في حكم “الجريمة”، هو ممارسة هذه العلاقات مع الصغار، كما يقول أحد الرجال في الفيلم.

كثير من الأسئلة يطرحها الفيلم في سياق موضوعه الجريء، وتنعكس في الحيرة على وجه القس المحقق القادم من الخارج بغرض إنهاء وجود هذا المكان وإغلاقه ونقل المقيمين فيه بعيدا، الأمر الذي يلقى مقاومة ضارية بل وتهديدا بتفجير فضيحة علنية في وسائل الإعلام، من جانب الراهبة مونيكا. ويرحل في النهاية دون أن يصل إلى قرار نهائي، بشأن هذا المكان الذي يرمز على نحو ما، إلى كل مؤسسات القمع والسرية والعلاقات الغامضة، والأسرار التي تدفن مع الرجال في مقابرهم.

توازن فني

يتميز إخراج بابلو لارين بالثقة، والتوازن، والانتقال الهادئ المحسوب بدقة بين الشخصيات المختلفة، يجمع ثم يفصل، يكشف ثم يعود ليترك للمشاهد بعض الإشارات التي قد تقوده إلى التعرف على الجوانب المعقدة في كل شخصية على حدة، فالإنسان في حدّ ذاته هو أيضا لغز كبير، كل إنسان هو لغز خاص، والمشاهد لا يمكنه، مهما فعل، أن يكتشف ببساطة ما يكمن داخل كل من هؤلاء الرجال، وهو ما يتوصل إليه القس القادم للتحقيق فيما وقع.

ومن أبرز عناصر الفيلم تمثيل أنطونيا زيجرز في دور الراهبة- السجانة مونيكا، بنظراتها الخبيثة، وإيماءاتها التي تخفي أكثر مما تعلن، وحركاتها التي تنمّ عن سيطرة ومعرفة بتفاصيل كثيرة عن كل الرجال، تفضل الإبقاء عليها سرا. ورغم البراعة والقدرة التمثيلية الكبيرة التي يتمتع بها طاقم الممثلين جميعا وخصوصا روبرتو فارلاس في دور سندوكار، إلا أن الفيلم يتخذ أبعادا أكثر عمقا وقوة منذ دخول الممثل مارسيللو أرونسو في دور القس غارثيا، مبعوث الكنيسة الذي يكثف بعمق، الحيرة الوجودية لرجل يحيا معلقا بين الأرض والسماء، بين الفهم والإنكار، وبين الرحمة ورفض الغفران.

وبسبب كل جماله الداخلي وجرأته وتوازنه وثرائه وقيمته الفنية العالية، لن يكون مدهشا أن يفوز فيلم “النادي” بالدب الذهبي، أو بإحدى الجوائز الرئيسية في المهرجان.

العرب اللندنية في

15.02.2015

 
 

«٢٨ ليلة وبيت من الشعر» مشروع فيلم عن قضية كبرى

رسالة مهرجان «برلين»   سمير فريد

يعتبر المخرج اللبنانى أكرم زعترى من أهم مخرجى أفلام «الفيديو آرت»، أو «الفن البصرى» التى تجمع بين الفنون التشكيلية وفنون السينما باستخدام كاميرات الفيديو، والتى تطورت مع كاميرات الديجيتال، وتصنف هذه الأفلام كأفلام تسجيلية، أو أحد أشكال السينما التسجيلية. وقد عرض فيلمه الجديد «٢٨ ليلة وبيت من الشعر» فى برنامج «الملتقى» فى مهرجان برلين.

ولد أكرم زعترى فى صيدا عام ١٩٦٦، ودرس العمارة فى بيروت والسينما فى نيويورك، وفيلمه الجديد عاشر أفلامه منذ عام ١٩٩٧، وأغلبها أفلام قصيرة بين ١٠ دقائق و٤٥ دقيقة ما عدا فيلمين تتجاوز مدة عرض كل منهما ٦٠ دقيقة، وهما «اليوم» عام ٢٠٠٣ (٨٦ دقيقة) والفيلم الجديد (١٢٠ دقيقة). والمشكلة الفنية الأساسية فى أفلام «الفيديو آرت» أو «الفن البصرى» هى العلاقة مع الزمن، فالفنون التشكيلية فنون مكانية، والسينما مثل المسرح والموسيقى من الفنون الزمانية، أى يتم تلقى أعمالها فى فترة معينة من الزمن، وبالتالى فإن الإيقاع المرتبط بالمونتاج فى السينما العنصر الجوهرى فى تقييم الفيلم. وقد قال دافيد لين (١٩٠٨ – ١٩٩١)، وهو شكسبير السينما البريطانية من دون منازع، والذى كان يقوم بمونتاج أفلامه إلى جانب الإخراج، إن لحظة «النشوة» فى صنع الأفلام هى التى يحذف فيها لقطة أو يُبقى أخرى أثناء المونتاج حتى «يكتمل» المشهد ويرضى به.

وتبدو هذه المشكلة بوضوح فى فيلم «٢٨ ليلة وبيت من الشعر»، فهناك ثرثرة من الصور ربما تصل إلى نصف وقت العرض. ويرجع البعض هذه الثرثرة فى أفلام «الفيديو آرت» إلى رخص تكاليف التصوير بكاميرات الفيديو بالمقارنة مع أفلام السينما، ولكن هذه مسألة «خارج العمل الفنى»، والثرثرة فى فيلم زعترى ترجع إلى طموح فى غير موضعه لصنع فيلم عن التاريخ العام لتطور التصوير الفوتوغرافى ثم السينمائى.

اختار الفنان صنع فيلم عن أقدم استديو للتصوير الفوتوغرافى فى مدينة صيدا، وهو «استديو شهر زاد».. الذى أسسه عام ١٩٥٣، ويديره حتى الآن المصور هاشم المدنى، الذى جمع بين التصوير الفوتوغرافى والتصوير بكاميرات السينما ٨ مللى ثم كاميرات الفيديو.

ومن خلال أرشيف الاستديو يعبر زعترى ببراعة وجمال عن التاريخ المعاصر لمدينته على جميع الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وبعمق كبير أفسده ذلك الطموح المذكور، وقد كان من المنطقى أن يتضمن الفيلم تاريخ تطور الكاميرات كما يبدو من تاريخ الاستديو، ولكن ليس التاريخ العام فى كل الدنيا.

يسأل المخرج هاشم المدنى من وراء الكاميرا: متى بدأ الرجال فى صيدا يرغبون فى تصوير أنفسهم وهم يحملون السلاح، فيرد: عام ١٩٥٨، ونرى العديد من الصور. ويسأل: هل هناك رجلان أرادا التصوير فى وضع غرامى؟ ويكون الرد بالإيجاب، ونرى بعض النماذج، بل ويسأل: هل هناك امرأة أرادت التصوير عارية تماماً، ويرد المصور: نعم، امرأة واحدة فقط، ونرى صورتها، ويقول: لقد كانت مفاجأة، ولم أسألها لماذا.

ويثير الفيلم قضية أرشيف الفوتوغرافيا والأرشيف البصرى عموماً فى لبنان والعالم العربى كله، وهى قضية كبرى، فهذه هى المنطقة الوحيدة فى العالم التى تهمل الصور الفوتوغرافية والأفلام السينمائية وتتركها تندثر مع مرور الزمن. وكلما عقد الاجتماع السنوى لوزراء «الثقافة» العرب، قلت لنفسى: عن أى ثقافة يتحدثون؟! ففى أغلب مدن العالم المتحضر متحف لذاكرة المدينة البصرية، وتكون نواته أرشيفاً مثل أرشيف هاشم المدنى عن صيدا، ولكن لا يوجد متحف واحد فى كل مدن العالم العربى.

المصري اليوم في

15.02.2015

 
 

«إلسر».. 13 دقيقة لتغيير التاريخ وفرصة مهدرة

«سينماتوغراف»: أحمد شوقي ـ برلين

13 دقيقة فقط من مساء 9 نوفمبر 1939 كانت كافية لإنقاذ العالم من حرب راح ضحيتها الملايين. 13 دقيقة تأخرت فيها القنبلة التي زرعها جورج إلسر لاغتيال الزعيم النازي هتلر، الذي كان قد بدأ قبل شهرين فقط حملته المجنونة لاجتياح العالم.

من هذا الحادث ينطلق الفيلم الألماني «إلسر» أو «13 دقيقة» حسب العنوان الإنجليزي. أحدث أعمال المخرج أوليفر هيرشبيجل، الذي يعرفه الجميع بفيلم «السقوط» «Downfall»، الذي رصد فيه آخر أيام النازية قبل سقوطها بنهاية الحرب العالمية.

هذه المرة يعود هيرشبيجل في فيلمه المعروض بالبرنامج الرسمي خارج المسابقة لمهرجان برلين الخامس والستين، يعود إلى بدايات النازية، وصعود شعبية الرايخ الثالث بدعواه العنصرية ضد اليهود والشيوعيين وأصحاب أي دين أو جنس أو معتقد مخالف. الدعوى التي انتشرت كالنار في الهشيم وأودت بالعالم لأسوأ حرب في تاريخه.

روح حرة رافضة

الفيلم يبدأ من ذروته، بالتحديد من محاولة الاغتيال التي فشلت بسبب تأخر جهاز التفجير الميكانيكي الذي صممه إلسر عن الموعد المحدد، لتنفجر القنبلة الضخمة في مبنى بميونخ بعد 13 دقيقة فقط من مغادرة هتلر للمكان الذي ألقى فيه إحدى خطبه الحماسية.

إلسر يقع في أيدي الشرطة قبل حتى أن تنفجر القنبلة، يتماسك في الاستجواب رافضا الكشف عن سبب وجود المحتويات الغريبة في جيوبه، حتى يسمع دوي الانفجار الهائل فيعتقد أن مهمته قد نجحت، قبل أن يكتشف نجاة الفوهرر فيبدأ في استعادة كل شيء، منذ أن كان شابا عاديا يعيش ويعمل ويبحث عن الحب والسعادة وسط أزمة اقتصادية طاحنة تضرب بلاده، حتى تسبب ما يحدث حوله في دفعه لاتخاذ قرار بحجم زعيم الحزب وقائد البلاد.

البطل ليس مسيسا ولا ينتمي لأي حزب أو جماعة، هو فقط يميل فطريا نحو اليسار، وهو ما حماه من التنكيل الذي يتعرض له أصدقاءه من أعضاء الحزب الشيوعي، والذين يساقون إلى معسكرات العمل بالسخرة وسط ترحيب مجتمعي بما يحدث لهم ولليهود ولكل من يقفون في وجه النازية.

فرصة أهدرها الفيلم

في الوصف السابق تكمن أكبر نقطة ضعف في الفيلم، أو للدقة أكبر فرصة أهدرها هيرشبيجل لعمل فيلم إنساني لأعمق من مجرد فيلم سيرة ذاتية جيد الصنع، وهي فرصة تفهم الأسباب التي أدت بالشعب الألماني لهذه الحالة، حتى لو اختلفنا معها. ففي النهاية الألمان لم يكونوا شعبا من مصاصي الدماء والقتلة، هم فقط خاضوا تجربة إفلاس وكساد إقتصادي ومجتمعي عنيفة، أنقذهم منها هتلر بإصلاحه المالي وإعلاءه للنزعة الوطنية، فساروا خلفه إلى حتفهم بسبب التصديق والتعاطف وليس لمجرد الرغبة في الشر وغزو الغير، كما يظهرهم الفيلم وتظهرهم كل الأفلام التي تتناول الحقبة تقريبا.

الطريف أن هيرشبيجل لم يقع في هذا الفخ بفيلمه الأشهر «السقوط»، بل كان أكثر حرصا وقتها على إظهار الجانب الإنساني في حياة سكان مخبأ هتلر خلال أيامه الأخيرة، وحتى في حياة هتلر نفسه، ولكن المخرج وقع هذه المرة في فخ التنميط المعتاد لصورة النازيين وأتباعهم، فأضاع فرصة ذهبية لصناعة عمل عظيم.

هذا لا يعني أنه فيلم سيئ أو حتى متوسط، فهو بالفعل فيلم جيد الصنع، متماسك ومحكم في السرد والإخراج والتمثيل، وهو ما ينتج عنه فيلما قابلا للمشاهدة والإمتاع، لكنه إمتاع في حدود التوقعات، إمتاع مماثل لأي فيلم سيرة ذاتية أمريكي عن حدث تاريخي وصاحبه، وهو هدف كنّا ننتظر من مخرج بحجم أوليفر هيرشبيجل أن يتجاوزه بكثير.

«تاكسي» إيران يفوز بالدب الذهبي في «برلين السينمائي»

رومانيا وبولندا تتقاسمان جائزة أفضل إخراج

برلين: الوكالات ـ «سينماتوغراف»

فاز فيلم “تاكسي Taxi ” الذي أخرجه الإيراني جعفر بناهي بالدب الذهبي كأفضل فيلم في الدورة الخامسة والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي، وتسلمت الجائزة نيابة عنه بطلة الفيلم وهي طفلة عمرها 11 عاما، وقريبة للمخرج بناهي، في مشهد كان مؤثرا ذرفت فيه الدموع. وكان جعفر بناهي (54 عاما)، المعارض للنظام في بلاده والممنوع من ممارسة نشاطه في مجال السينما، قد تحدى حظرا مفروضا عليه في إيران وقام بتهريب الفيلم إلى برلين.

ويغوص الفيلم داخل المجتمع الإيراني من خلال سيارة أجرة صفراء تطوف شوارع العاصمة طهران، ويقودها جعفر بناهي شخصيا يصور نفسه والركاب الذين يتبادل معهم الأحاديث، ومن خلال قصصهم ومواقفهم وآرائهم يكشف هؤلاء الكثير عن أوضاع بلدهم.

وفازت سينما وسط أوروبا بجائزة الدب الفضي، لأفضل مخرج في مهرجان برلين السينمائي، والتي تقاسمها المخرج البولندي مالغورزاتا سزوموسكا والمخرج الروماني رادو غود، وتدور أحداث فيلم “أفيريم” لرادو غود في غرب رومانيا في القرن التاسع عشر، حول رجل شرطة يتمتع بجاذبية وابنه المراهق المنطوي، حيث يقوم الأب بعملية بحث عن غجري هارب في الريف، وتفضح عملية البحث هذه عن عنصرية المجتمع الروماني وتحيّزه.

أما الفيلم البولندي “بادي” لسزوموسكا فهو رحلة تستكشف الموت والحداد.

كما فاز الممثل توم كورتناي بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “45 ييرز 45Years ” للمخرج أندرو هاي بينما فازت شارلوت رامبلينج بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم نفسه، الذي يدور حول حياة مستقرة لزوجين يستعدان للاحتفال بعيد زواجهما رقم 45، يصل للزوج رسالة بالعثور على جثة حبيبته القديمة التي تركها ثم تزوج، لتتكشف بعد ذلك سلسلة من حقائق الماضي تجعل كلا الزوجين يعيدان تقييم كل ما مضى من سنوات حياته.

وأختارت الفائزين بالجوائز لجنة تحكيم مؤلفة من سبعة أشخاص ترأسها المخرج والمنتج الأمريكي دارين أرونوفسكي.

سينماتوغراف في

15.02.2015

 
 

الأحد , 15 فبراير 2015 22:04

نيكول كيدمان النسخة الأنثوية لـ"لورانس العرب"

القاهرة- بوابة الوفد- حنان أبو الضياء:

بعد أن استطاعت النجمة نيكول كيدمان الفوز بدور البطولة فى فيلم «ملكة الصحراء» بدلاً عن ناعومي واتس مع المخرج ويرنر هيرزوج؛ جاءت إلى مهرجان برلين السينمائي

في دورته الـ65 بالعرض العالمي الأول لفيلمها «Queen of the Desert» على أمل اقتناص الذهبية عن السيرة الذاتية جيرترود بيل. وشاركها البطولة جيمس فرانكوا وروبرت باتينسون. الطريف أن ريدلي سكوت كان يخطط لإخراج نفس السيرة الذاتية من بطوله إنجلينا جولي، ويتنافس الفيلم على جائزة الدب الذهبي بعد مشاركته فـي المسابقـة الرسميـة التـي تضـم 19 فيلمـاً. يشهد هذا الفيلم تحولاً درامياً في حياة النجمة نيكول كيدمان حيث تعيش في هذه التجربة أجواء مختلفة لم تعشها من قبل حيث تم تصوير الفيلم بالكامل بين صحراء المغرب والأردن بعيدا عن استوديوهات هوليوود التقليدية لأن أحداث الفيلم بالكامل في منطقة الشرق الأوسط.. ومن المعروف أنه كان يطلق على ميس بيل لورانس العرب «الأنثي» لكونها كانت تتمتع بعلاقات مع معظم القبائل العربية وكانت لها علاقات واسعة في المنطقة لذلك سميت أيضا «ملكة الصحراء»، ويذكر أنها لعبت دوراً كبيراً في وضع حدود العراق. وقد ساقها عشقها للشرق إلى زيارة الكثير من المدن العربية وبلاد فارس، وتعلمت اللغتين العربية والفارسية، هذا الفيلم بدأ قبل أربع سنوات.. يقول الفنان جهاد عبده الذي جسد في فيلم «ملكة الصحراء» مرافق نيكول: «أجسد دور «فتوح» هو مرشد جيرتروود «كيدمان» ومستشارها في المدينة، كما في الصحراء، وذلك لفراسته وخبرته وشدة إخلاصه ودرايته بالمنطقة وأهلها من الحضر كانوا أم من البدو، ما جعل جيرتروود تعجب به وتمنحه كامل ثقتها، وهو بصفته دليلاً مقترحاً من قبل القنصلية البريطانية آنذاك تكلم الإنجليزية البريطانية إضافة لبعض العربية. ويضيف جهاد: «تقدم شخصية «فتوح» نموذجاً مشرقاً للرجل العربي ذي الخصال الحميدة، على عكس الأنماط السلبية التي دأبت هوليوود بتقديمها على شاشات السينما الأمريكية.

الأحد , 15 فبراير 2015 22:03

"فارس الكئوس" الأقرب لجوائز مهرجان برلين

القاهرة- بوابة الوفد- حنان أبو الضياء:

فارس الكئوس (Knight of Cups) من إخراج وكتابة تيرينس ماليك، من بطولة كريستيان بيل وناتالي بورتمان وكيت بلانشيت وإيزابيل لوكاس وتيريزا بالمر.

والمخرج العالمي تيرينس ماليك لديه مسيرة فنية طويلة امتدت لخمسة عقود منذ مطلع السبعينيات إلا أنه لم يجر خلال تلك الفترة حوارات صحفية مطولة، وحاز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 2011 عن فيلم ذا تري أوف لايف، وذلك بعد 30 عاماً من حصوله على جائزة أفضل مخرج في مهرجان «كان» عن فيلم ديز أوف هيفين..

ويدور فيلم فارس الكئوس عن كاتب درامي وحياته بهوليوود والأجواء المحيطة به من الشهرة والتأليف، ليستعرض ماليك قصة «ريك» كاتب السيناريو الذي يري نفسه يعيش واقعا مزيفا مليء بالشخصيات الكرتونية التي لا تتمتع بالحس البشري، ويبدأ في البحث عن معانٍ أخرى للحياة تمزج بين الواقع المزيف للحياة الذي يعيش فيها وبين الواقع الأصلي في الصحراء.. وفى حوار مع النجم كريستيان بيل أثناء المهرجان يقول: العمل مع المخرج والمؤلف تيرانس ماليك كان له طابعه الخاص حيث اهتم بشكل كبير بالجانب الدرامي والحسي بالفيلم لكي يصل للجمهور وأنه لم يتلق تعليمات من مساعدي المخرج تدعمه على رسم صورة الشخصية..

وتعجب بيل من طريقة المخرج معه في توصيل الدور حيث أعطاه ملخصاً للشخصية وأبعادها فقط ثم بدأ في العمل مباشرة، دون أن يتلقى سيناريو كاملاً عنها معترفًا: «لم أكن أعلم ما سيتم تصويره إلا في يوم التصوير».

الأحد , 15 فبراير 2015 22:01

"بركان إكسكانول" يكتشف العالم علي الجانب الآخر

القاهرة- بوابة الوفد- حنان أبو الضياء:

نجح جايرو بوستامانتي في دخول تاريخ السينما عندما أصبح أول مخرج من جواتيمالا يعرض فيلمه في المسابقة الرئيسية في مهرجان برلين السينمائي.

وفيلم (بركان إكسكانول) عن قصة فتاة مراهقة تعيش مع والديها عند سفح بركان نشط لكنها ترغب في اكتشاف العالم على الجانب الآخر من الجبل والفرار من زواج جرى الترتيب له وخاصة بعد تعلقها بأحد الشباب يخدعها وتحمل منه. وتكاد مارايا تفقد حياتها مع ولادة الطفل ثم فقدانه. والفيلم ردىء وليس على مستوى المسابقة الرسمية لمهرجان كبير وسبب عرضه انه قادم من منطقة نائية غريبة على المجتمعات الأوروبية. وأحداث الفيلم تقع في قرية شديدة الفقر في غرب جواتيمالا، تقع على سفح أحد الجبال البركانية، والمخرج الجواتيمالي جيرو بوستامانتي، هو أيضًا كاتب السيناريو، والفيلم هو السادس في تاريخ المخرج بوستامانتي، الذي يبلغ من العمر ثمانية وثلاثين عاماً. والفيلم واحد من مجموعة من الأفلام التي مثلت الدول الناطقة باللغة الإسبانية فى العالم وشملت قائمة أفلام أمريكا اللاتينية في المهرجان فيلم «النادي» للمخرج التشيلي بابلو لارين الذي يبحث في الجوانب المظلمة عند مجموعة من القساوسة الكاثوليك. وشارك مخرج الأفلام الوثائقية التشيلي المشهور باتريسيو جوزمان أيضًا في برلين لعرض فيلمه «زر اللؤلؤ» وهو فيلم وثائقي يدور حول قصتين ترتبطان بأزرار غامضة عثر عليها في المحيط.

الأحد , 15 فبراير 2015 21:59

"شرلوك هولمز" فى برلين

القاهرة- بوابة الوفد- حنان أبو الضياء:

انتقل الممثل البريطاني المخضرم إيان ماكيلين إلى شخصية شرلوك هولمز في فيلم (مستر هولمز Mr Holmes) ليحصل بذلك على فرصة أداء واحدة من أهم الشخصيات الإنجليزية

المحبوبة. وقال ماكيلين إنه اقتنص فرصة العمل مع المخرج الأمريكي بيل كوندون مرة أخرى بعدما قدم معه (Gods and Monsters) عام 1998 وإنه سارع لأداء شخصية هولمز. وقال في مؤتمر صحفي بعد عرض الفيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي «إنه من عظماء الإنجليز ولم يعش قط.. إنه أمر مذهل». ويتناول الفيلم حياة هولمز بعد التقاعد في الريف الإنجليزي حيث يعيش منعزلاً يربي النحل وتتولى أرملة في منتصف العمر قتل زوجها أثناء الحرب العالمية الثانية رعايته مع ولدها رودجر. وقال كوندون إن مشروع الفيلم استغرق إعداده 11 عاماً وإنه أصر عليه لأنه أراد العمل مع ماكيلين مجدداً ولأنه اقتنع بالسيناريو. وقال الممثل الطفل ميلو باركر إنه تحمس كثيراً للعمل مع ماكيلين. وأضاف «تعلمت الكثير منه فهو رجل لطيف بحق كما أنه ممثل رائع».

الأحد , 15 فبراير 2015 21:56

روسيا تعترض علي فيلم "أيزنشتاين في جوانخواتو"

القاهرة- بوابة الوفد- حنان أبو الضياء:

بنفس الاهتمام والحماس والإغراق فى التفاصيل والرغبة فى أخذك إلى حالة من الإبهار جاء المخرج الإنجليزي بيتر جريناواي إلى برلين بفيلمه الجديد «أيزنشتاين في جوانخواتو»

الذي يتناول جانبا من رحلة المخرج السينمائي الروسي الشهير سيرجي أيزنشتاين في المكسيك. ويركز الفيلم على نظرة أيزنشتاين تجاه الجنس والموت أثناء تصويره فيلم «تحيا المكسيك» عام 1931 الذي لم يكمله أبدًا. ولقد أثيرت موجة من الأخبار قبل عرض الفيلم لأن موضوع الفيلم يقترب من مثلية أيزنشتاين الجنسية، الصادمة لا سيما في روسيا، وقام بشخصيته الممثل الفنلندي المتألق في هذا الدور، إيلمر بيك. وكان لافتاً بشدة الأسلوب الإخراجي والتقنيات التي استخدمها جريناواي في العديد من المشاهد، وتقسيمه المتعدد للشاشة، وأيضاً التضفير المونتاجي المتميز للعديد من اللقطات، ويقدم الفيلم كل ما يميز سينما جريناواي، من الأسلوب المسرحي والديكورات الفخمة والملابس والحوارات الساخرة. من المعروف أن روسيا رفضت تقديم دعم مالي للفيلم القادم عن المخرج بعنوان مصافحات أيزنشتاين» The Eisenstein Handshakes، إذا لم يتم استبعاد أي إشارة إلى ميوله الجنسية الشاذة من سيناريو الفيلم الحالى الذى عرض فى برلين وبعض المؤرخين يرون أن أفلام أيزنشتاين تضمنت لقطات تشي بميوله الجنسية الشاذة مثل تركيزه على مناظر البحارة بصدورهم العارية وأجسادهم الممشوقة في فيلم «بوتمكين». وقيل إن منتج فيلم «تحيا المكسيك»، الأمريكي أبتون سنكلير، أوقف تصوير الفيلم بعد أن لاحظ إقامة أيزنشتاين بعض العلاقات العاطفية مع عدد من الشباب المكسيكيين أثناء التصوير. فأرسل ستالين إلى أيزنشتاين يطالبه بالعودة على الفور وإلا اعتبر منشقاً، وعودة أيزنشتاين إلى روسيا دون أن يكون معه نيجاتيف الفيلم.. ولقد اشتهرت أفلام المخرج البريطاني بيتر جرينواي إلى درجة كبيرة خلال الأعوام الماضية حيث تم ترشيح أربعة منها للسعفة الذهبية في «كان».. والغريب أنه يرى أن «السينما قد توفيت». وعندما سئل عن نظرته حول الثورات العربية قال: «أعتقد أن على السياسة أن تكون تطورية ولا ثورية. فإذا نظرنا إلى جميع الثورات نرى أنها فشلت كلها. الثورات كلها تبوء بالفشل. ذلك لأننا كحيوان يتحرك ببطء. فنحن حذرون جداً، نتحرك وفقاً لنمط التطور.

الأحد , 15 فبراير 2015 21:54

أوليفر هيرشبيجل يعيد هتلر فى "13 دقيقة"

القاهرة- بوابة الوفد- حنان أبو الضياء:

يبدو أن المخرج الألماني أوليفر هيرشبيجل بعد نجاح فيلمه السينمائي الألماني (السقوط) سنة 2004 والذى صور الأيام العشرة الأخيرة لحكم أدولف هتلر لألمانيا النازية سنة 1945.

وترشح الفيلم لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية.. قرر الدخول إلى عالم هتلر من جديد بأحداث أفلامه «13 دقيقة» عن قصة جورج السير، الذي زرع قنبلة وراء طاولة هلتر في قبو بميونخ في نوفمبر 1939 في محاولة لقتله.

وعرض الفيلم قصته حول كيف كان يمكن لرجل أن يغير مسار التاريخ باغتيال الزعيم النازي هتلر عام 1939. ولكن هتلر، الذي كان في قمة قوته، غادر القبو قبل 13 دقيقة من انفجار القنبلة، الذي أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.

تلك المحاولة في حال نجاحها كانت ستنقذ حياة أربعة ملايين ألماني، ونحو مليون ونصف المليون جندي من الجيش الأحمر، واكثر من 100 ألف من الجنود الأمريكيين والبريطانيين الذين قتلوا بين تلك الفترة ونهاية الحرب العالمية الثانية في مايو 1945.

الوفد المصرية في

15.02.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)