كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان برلين الدولي (9):

دب برلين الذهبي من نصيب الإيراني جعفر باناهي عن فيلمه «تاكسي»

تسلمت الجائزة ابنته الممثلة هنا نيابة عنه لأنه ممنوع من السفر وحبيس منزله لـ20 سنة

برلين: محمد رُضـا

مهرجان برلين السينمائي الدولي الخامس والستون

   
 
 
 
 

أسدل مهرجان برلين السينمائي دورته الخامسة والستين ستارته يوم أول من أمس (السبت) بإعلان منح الدب الذهبي لفيلم «تاكسي» للإيراني جعفر باناهي. وتسلمت هنا باناهي، الفتاة التي شاركت التمثيل في الفيلم، الجائزة نيابة عن أبيها مخرج الفيلم.

وكان قد عرض 19 فيلما في المسابقة وبضع مئات خارجها، وإذ أدلت لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج الأميركي دارن أرونوفسكي وشملت الممثل الألماني دانيال برول والمخرج الكوري بونغ جون - هو والمنتجة مارتا ديلارونتيس والمنتج ماثيو واينر، بأصواتها، عكست بذلك نزعة متكررة في المهرجانات الدولية هذه الأيام، وهي منح بعض الجوائز لمن لا يستحقها فعليا.

«تاكسي» لجعفر باناهي عبارة عن كاميرا خفية (في المفهوم وليس في الواقع) موضوعة داخل سيارة تاكسي يقودها المخرج باناهي وتجوب شوارع طهران تطلع ركابا وتنزل ركابا على مدى ساعة و22 دقيقة. باناهي يستعرض ركّـابه وما يتبادلونه من أحاديث أو ما يضيفونه على الفيلم من مواقف، لكنه لا يسجل أكثر مما يستطيع فيلم يدور في داخل سيارة (باستثناء بضعة مشاهد تقع خارج السيارة، لكن الكاميرا تبقى داخلها) تسجيله.

السائد هو أن الفيلم لا يستحق الجائزة الأولى. هناك أعمال كثيرة جيّـدة أفضل منه، وبعضها فاز بدببة فضيّـة، لكن الأولى هذا العام، كما في العام الماضي وكما الحال أكثر من مرّة في مهرجانات أخرى، جاءت على حسابها والأهم من دون أن تأخذ بالحسبان أن على الفيلم أن يكون فنّـا وليس عذرا.

الجائزة عبارة عن موقف لجنة التحكيم المؤيد للمخرج الذي كان صدر بحقه قبل 4 سنوات حكم جائر وغير مبرر يقضي بأن يبقى حبيس منزله لعشرين سنة، وبعدم قيامه بإخراج فيلم. باناهي منذ صدور هذا الفيلم أنجز 3 أفلام، اثنان في منزله وهذا الفيلم الجديد الذي يؤدي فيه شخصية سائق سيارة أجرة.

هل صحيح أن النظام لا يعرف أن باناهي خرق الحكم؟ وإذا كان لا يعلم لأنه لم يضع على باناهي من يرصد حركته، فهل «تاكسي» فيلم جيّـد إلى الحد الذي يستحق فيه الجائزة الذهبية؟ هذا إذا ما تجاهلنا بالطبع أسئلة من نوع «وكيف وصل الفيلم إلى برلين؟»، أو «كيف سيكون رد فعل الحكومة الإيرانية على ذلك؟».

هل ستشعر بالرضا لأن فيلما إيراني الهوية فاز بجائزة مهرجان أوروبي أول؟

هل ستشعر بالغضب لأن باناهي اخترق الحكم وعرض فيلمه رغم الحصار؟ وفي هذه الحال، ما كان موقفها في المرات السابقة عندما عرضت أفلامه «المهرّبة» في المهرجانات الأخرى.

رابحون وخاسرون

طبعا هذه الأسئلة كانت ستتغير لو أن باناهي استغل فرصة حريّـته وتسلله من البيت إلى السيارة ليمنحنا عملا يحمل مضمونا أهم مما يودعه هنا، حتى ولو استخدم التكنيك ذاته؛ العادي والفطري (وغير السينمائي) المستخدم في فيلمه. لكن هذه الجائزة سياسية - عاطفية. والمرء معها في الناحية الأولى (سياسية) من حيث إنه يؤيد المخرج ضد السـلطة، وضدّها في الناحية الثانية لأن الفيلم لا يستحق الجائزة إذا كانت لا تنطوي على لغة فنيّـة حقيقية.

لم نتوقع فوز «فارس الكؤوس» لترنس مالك لأن الإقدام على مثل هذه الخطوة يتطلّـب جرأة وإعلاء شأن الفن على لغة الخطاب السياسي. «فارس الكؤوس» و«تاكسي» هما قطبان لا يمكن لهما أن يتقابلا: الأول سباحة بالفضاء الحر ورسم بالكاميرا وشعر في الوجدانيات والآخر كاميرا «خفية» في مترين إلى متر ونصف من المساحة وثرثرة حوارات طوال الوقت. لكن الجائزة هي التي ذهبت إليه.

في المقابل، احتلت السينما اللاتينية والأوروبية الصف الثاني. فيلم بابلو لاران «النادي» الذي فاز بالدب الفضي لأفضل فيلم عمل رائع بمعظمه: حكاية عدد من الكهنة ساكني بيت في جبل عال يشرف على بلدة تعيش على الصيد في إحدى البقاع الساحلية البعيدة يواجهون أزمة عاصفة: شخص يجهلونه يقف عند باب الدار الكبيرة ويتهمهم بأنهم مارسوا الجنس عليه وعلى آخرين عندما كانوا أولادا صغارا. يصف بكلمات هي أوقع، ربما، تأثيرا من الصور، ولا يمكن وصفها هنا، كيف اعتدى أحدهم عليه. والكاميرا بعد ذلك تطوف حول ذلك الرجل وتظهر كم فادحة هي آثار ذلك الاعتداء المبكر في حياته.

بابلو يتهم الكنيسة ويدلف بمحقق قد يعرف أكثر مما يبديه موفرا، ولو لحين يبدو الفيلم كما لو كان نسيجا من أدب الفرنسي جورج سيمنون، خصوصا أن الكاهن المتهم برهن على ذنبه بالانتحار، ومع وجود ذلك المحقق الآتي من الكنيسة ذاتها لكشف اللثام عن حقيقة ما وقع عوض القصّـة التي لفّـقها باقي الرهبان أمام رجال الشرطة.

فيلم داكن مصوّر باستخدام إضاءة طبيعية على الدوام من مخرج حقق فيلما أفضل سنة 2010 عنوانه «بعد التشريح». نهاية الفيلم تتأرجح باحثة عن كتابة لها لكن العمل بكلّـه يستحق ما ناله على أي حال.

الجزء الشرقي من أوروبا كان محظوظا على حساب الجزء الغربي: «أفريم» الذي منحه مخرجه رادو جود جائزة أفضل إخراج روماني، و«جسد» الذي نالت عنه مالغورزاتا شيموفسكا الجائزة ذاتها مناصفة بولندية. أوروبا الغربية تمثلت بجائزتي أفضل ممثل وأفضل ممثلة عن فيلم بريطاني النشأة هو «45 سنة».

السينما الألمانية: الخسارة، في هذا الوضع، من نصيب السينمات الأوروبية الغربية الأخرى: ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، ومن نصيب الاشتراكات الآسيوية (الصين واليابان وفيتنام) كما من نصيب السينما الأميركية. «ذهب مع الرصاص» للصيني جيانغ وان من أسوأ ما شهده هذا المهرجان من أعمال (وهي في محصلتها قليلة) والفيلم الياباني «رحلة شاسوكو» للمخرج سابو يجاوره. أما الفيتنامي «أب كبير، أب صغير وحكايات أخرى» لفانغ دانغ دي فيتقدم عليهما قليلا بدرجات لا تكفي.

الوضع الألماني أكثر سوءا: هل يعقل أن لا يحمل «ملكة الصحراء» على لغة سينمائية متطوّرة أم أن المخرج فرنر هرتزوغ دفع ثمن محاولته ترميم جسور الثقافة في وقتنا العصيب وتحقيق فيلم ينجح فنيا وجماهيريا في آن؟

إنه في كل الأحوال أفضل من فيلم ألماني آخر لمخرج معروف ومن الجيل ذاته هو فيم فندرز الذي غطس في مياه غير مياهه هذا العام ليمنحنا «كل شيء سيكون على ما يرام»: حكاية ذلك الروائي (كحال بطل «فارس الكؤوس») الذي صدم طفلا لم نشاهده وبنى على تلك الصدمة قصّـة واهية تمتد لأكثر من 10 سنوات من التجاذب غير الناجح لا تشويقيا ولا نفسيا.

من ألمانيا أيضا شاهدنا فيلم المخرجة مرغريت فون تروتا، وهي أيضا من خريجي مدرسة السبعينات الألمانية التي ضمت هرتزوغ وفندر وفاسبندر وشلندروف. فيلمها الجديد يحمل عنوانا جميلا هو «عالم في غير مكانه» أو The Misplaced World. قبل العرض نصحت زميلا يحضر المهرجان لأول مرّة أن يتوقع فيلما جيّـدا لأن مخرجته هي أفضل مخرجة ألمانية منذ السبعينات وإلى اليوم. بعد العرض، اعتذرت. حكاية مغنية ألمانية اسمها صوفي (كاتيا رايتمان) تنفصل عن صديقها وتستجيب لطلب من أبيها بالسفر إلى نيويورك لأنه اكتشف أن زوجته الميّـتة لها شبيه في شخص مغنية أوبرا اسمها كاترينا (باربرا سوكوفا). تفعل ذلك وبعد جهود تسعى في الوصول إليها بمساعدة وكيل أعمال كاترينا (روبرت سيليجر) الذي يقع في حب صوفي. بعد كثير من الشرح توافق كاترينا على السفر إلى ألمانيا ومقابلة الأب قبل أن تعود إلى نيويورك. هذا الأب يقر بأن والدة صوفي خانته مع شقيقه ما يعني أنه ليس أباها. لكن الحكاية ليست ببساطة هذه الكلمات. في الوقت الذي يستند فيه الفيلم إلى كم من الدواخل الخفية التي تتبدى بالتدرج البطيء، يتحوّل كل اكتشاف إلى مجرد إضافة مستطيلة الشكل على فيلم لا يريد أن ينتهي

صوفي تقوم بعدد من الرحلات من وإلى ألمانيا كما في داخل ألمانيا وبعضها، يكشف عن أنه لم يكن مهمّـا أن تقوم بها. تقول لوالدها: «إذا كنت تعرف فلماذا أرسلتني؟». بذلك غاب عن المخرجة التي كتبت هذا السيناريو المترهل أن ما ليس ضروريا لبطلها هو أيضا غير ضروري للمشاهد. بالتالي كل تلك الرحلات غير الناجحة هي مثل عداد تاكسي تتمنّى أن يتوقّـف بعدما أخطأ السائق في وجهته.

* توزيع الجوائز

* ذهبت الجوائز على النحو التالي:

* الدب الذهبي: فيلم «تاكسي» لجعفر باناهي (إيران).

* الدب الفضي: «النادي» لبابلو لاران (إسبانيا).

* الدب الفضي لفيلم يفتح آفاقا جديدة: «بركان إكسكانو» (غواتيمالا، فرنسا).

* الدب الفضي لأفضل مخرج: رادو جود عن «أفريم» (رومانيا)، ومالغورزاتا شوموفسكا عن «جسد» (بولندا).

* الدب الفضي لأفضل ممثلة: شارلوت رامبلينغ عن «45 سنة» (بريطانيا).

* الدب الفضي لأفضل ممثل: توم كورتني عن «45 سنة» (بريطانيا).

* الدب الفضي لأفضل سيناريو: باتريشو غوزمان عن «زر اللؤلؤة» (تشيلي- إسبانيا).

* الدب الفضي لأفضل إسهام فني: إلى مدير التصوير ستورا براند غروفين عن «فيكتوريا» (ألمانيا)، ومديري التصوير إيغيني بريفن وسيرغي ميخالشوك عن «تحت سحب إلكترونية» (روسيا).

الشرق الأوسط في

15.02.2015

 
 

هنادي في الوَبَا.. وإيزنشتاين في المكسيك

طارق الشناوي

«وين هنادى يا امّاى؟ جولت لَك هنادى راحت فى الوَبَا، دارى إيديك يا خال، دم هنادى بينجّط منها». كان هذا واحدًا من أشهر حوارات، أو إن شئت الدقة «كليشيهات» السينما المصرية عبر تاريخها، تابعناه فى «دعاء الكروان» لطه حسين، سيناريو وحوار يوسف جوهر، وإخراج هنرى بركات، وبطولة الرائعتين الراحلتين فاتن حمامة وزهرة العلا، وبالطبع لدينا عشرات من التنويعات عن الشرف والعذرية فى السينما والدراما المصرية.

تكتشف أن الأمر فى أوروبا بنسبة ولو هامشية لم يتم تجاوزه تماما كما يعتقد البعض، بل توجد مثلا عيادات فى الدنمارك والسويد وغيرهما مخصصة للأجانب، وهم عادة من العرب الذين يلجؤون إلى عمليات إعادة البكارة، وهناك أيضا أسباب أخرى تجميلية ونفسية تُجرى بسببها هذه العمليات.

المفاجأة أن نشاهد فى برلين أفلاما فى هذا النطاق، إذ نلمح حضورا مكثفا لهنادى وآمنة والوَبَا.

فى فيلم رائع برازيلى عُرض على هامش قسم البانوراما الأم الثانية سأل الشاب الثرى فتاة فى السابعة عشرة من عمرها: هل أنت عذراء؟ ، أجابته باستهجان: يبدو أنك أنت الذى لا تزال عذريا ، أى ليست له تجارب من قبل. العذرية ليست حكرًا على النساء. قبل نهاية الفيلم نكتشف أن الفتاة لديها طفل أخفته عن الجميع.

الفيلم يستحق بالطبع وقفة، ليس بسبب حديثه عن العذرية التى جاءت على الهامش، ولكن للإشعاع والدفء اللذين نضحت بهما الشاشة فاستحق قبل 24 ساعة فقط من نهاية المهرجان كل هذا التصفيق.

الفيلم تناول العذرية مباشرة وكان محوره الرئيسى قَسَم العذرية ، وهناك بالفعل قَسَم تردده الفتاة أمام عدد من حكماء القرية وبحضور والدها أن تحافظ على عذريتها كأنه قَسَم أبى قراط فى الطب، وهو ما حرصت المخرجة الإيطالية لورا بيسبيورى على أن تمنحه فى أحداث الفيلم مساحة. الفيلم مأخوذ عن رواية أدبية، وإن كانت المسحة أو الومضة الأدبية قد غابت تماما عن تفاصيل الفيلم.

للفيلم بطلة، وكلمة بطلة ظلت غامضة عن المشاهدين نحو ثلث زمن الفيلم لأن كل شىء نراه يؤكد أنه رجل. الفيلم لا يقدم امرأة سحاقية ولا هى فى تكوينها العضوى والنفسى رجل، ولكن فُرض عليها هذا الإحساس حتى بعد أن نكتشف أنها مُكرهة على الانصياع.

تنتمى البطلة إلى قرية فى ألبانيا ترى كشف الإحساس بمشاعر المرأة عورة، لهذا تُخفى أنوثتها تماما فى تسريحة الشعر وتضع على ثدييها رباطا محكما نكتشف فى ما بعد أنه أدى إلى إصابتها بقروح فى ظهرها حتى تظل المخرجة تحيرنا فى كشف هويتها الجسدية أطول فترة ممكنة.

أطلقت على نفسها مارك رغم أن اسمها الحقيقى هانا ، وعاشت فى عالم الرجال تتقمصه بكل تفاصيله، تتقابل معهم ولا تمنح أبدا لنفسها فرصة لكى يكتشف هويتها أحد، فأنت لا ترى سوى رجل يتحرك أمامك، وهو ما قصدته المخرجة فى تقديمها للشخصية منذ الوهلة الأولى عندما نراها فى ألبانيا قبل أن تذهب إلى ميلانو بإيطاليا لتلتقى مع شقيقتها هناك وتتعرف على عالم جديد، وهى نفسها لا تدرك ما يجرى فى هذه الدنيا سوى أنها فقط وُلدت فقط لكى تُخفى معالمها الأنثوية.

الفيلم تقدمه المخرجة التى شاركت فى السيناريو وفق بناء محكم فى تناقضه، ولكن هذه الصرامة التى ترسم بها تفاصيل السيناريو تفقده قدرا من الطبيعية حتى ولو كانت تلك هى الحقيقة فى بعض القرى بألبانيا كما يشير عدد من الحوارات مع فريق العمل، من خلال المادة الصحفية التى تواكب فى العادة أفلام المهرجان.

تغيير طبيعة المكان والظروف الاجتماعية والثقافية والبيئية دفعها إلى أن تتعرف على الجنس الآخر، ولهذا تسأل ابنتَى شقيقتيها عن الجنس وبماذا تشعران. تنتقل الأحداث بتناقضها من ألبانيا إلى حمام السباحة هناك ليبدو الأمر بصريا محقِّقًا ذروة التناقض بين الإخفاء والكشف، وهو ما نراه يحمل قدرا من الصدمة لدى المشاهد، وهى بالطبع مقصودة من المخرجة التى تقدم بناء كلاسيكيا فى التعبير السينمائى الذى تجد فيه كل التفاصيل حاضرة بين العالمين، ولا تلبث بين الحين والآخر أن تذكرنا بالقرية بكل قسوتها الطبيعية والنفسية، إذ يتردد قَسَم الشرف بكل طقوسه. هناك فى الحقيقة تفاصيل نتوقف عندها بأداء الشخصية وتقمصها، فهى ليست امرأة شاذة ولكنها مقهورة مجبرة على إخفاء مشاعرها، والفارق شاسع. وبالطبع حتى تحدث المصداقية اختارت المخرجة الممثلة ألبا روهايواشير لملامحها الخارجية المحايدة تماما بين الأنوثة والرجولة، وفى نفس الوقت لأنها الأكثر قدرة على التعبير المكثف بتلك التفاصيل حتى فى الأداء الصوتى، فهى مارك كما يقدمها لنا الفيلم.

المخرجة لم تقف على الحياد قَط، بل حرصت على خلق التعاطف مع الشخصية لتضعنا أمام معركة الاكتشاف، فهى لم تتحرر كأنثى بالاكتشاف العقلى والوجدانى لطبيعتها ولم تعِش مثلا قصة حب، ولكن الغريزة هى التى نقلتها وحررتها من قيود فُرضت عليها فذهبت فورا بعدها مباشرة إلى شاطئ أنوثتها.

المخرجة تعود بنا دائما إلى القرية فى رؤية أقرب إلى روح الفولكلور، وهو ما يمكن أن تلحظه فى تلك الثنائية التى تبنى بها السيناريو وتشعر كأنهم فى ألبانيا يعيشون فى عالم بدائى لم تدخله أجهزة إعلام ولا شىء، ولكن فى النهاية الحكم على الأفلام يأتى من خلال اللغة. افتقر الفيلم إلى لغة سينمائية عصرية صوتًا وصورة، كان يبدو كأنه سعيد باكتشاف تلك القرية فى ألبانيا، وهذا بالتأكيد لا يكفى.

***

على الجانب الآخر تماما نرى حياة المخرج الروسى الكبير سيرجى إيزنشتاين، واحدًا من أساطين المهنة فى العالم ومدرسة سينمائية قائمة بذاتها منتصف العشرينيات من القرن الماضى، عندما كانت السينما تحاول أن تتعلم النطق. المخرج البريطانى بيتر جرينواى قدم فيلمه إيزنشتاين فى جوانحوانو يتناول زمنيا مطلع الثلاثينيات، إذ يتناول ميول إيزنشتاين الجنسية المثلية وأن تلك العلاقة التى جمعته مع مساعده المكسيكى الهدف منها أن يتحرر من أفكاره السابقة لينطلق إلى عالم آخر أكثر تحررا وجنوحا وجنونا، وهو لا يدافع عن ميول المخرج الروسى بقدر ما يحيل ذلك إلى وسيلة للتعبير السينمائى. الفيلم لا أتصور أنه من الممكن عرضه بالمناسبة فى أى مهرجان عربى حتى لو غلّف تلك المشاهد برؤية ساخرة أو منحها بُعدا سياسيا مثلما حاول المخرج أكثر من مرة فى تتابع الفيلم القائم على لغة سينمائية تجعل اللاشعور هو الذى يملك مفاتيح التتابع وكود قراءة الفيلم. الصورة تتشكل بصريا وسمعيا بهذا القانون الفنى، وهو ما يضع التجربة برُمّتها فى إطار سينمائى حداثى. تلك هى السينما، وهذا هو حال المهرجانات.. هنادى فى الوَبَا، وإيزنشتاين فى المكسيك!!

التحرير المصرية في

15.02.2015

 
 

السينما الإيرانية تسرق الأضواء في المهرجانات العالمية

كاميليا صادق زاده

بي بي سي - القسم الفارسي

عادت السينما الإيرانية إلى دائرة الضوء مرة أخرى بعد أن حاز فيلم جديد للمخرج الإيراني جعفر بناهي على جائزة "الدب الذهبي"؛ الجائزة الكبرى في مهرجان برلين السينمائي.

وعرضت أيضا أفلام جديدة أخرى في مهرجان فجر السينمائي في طهران هذا الشهر.

وبالرغم من الضغوط التي مورست على صناعة السينما في ظل حكم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وبدء تراجعها تدريجيا، فإن الأفلام التي عرضت في هذين المهرجانين تتحدث بشكل مستفيض عن الوضع الحالي لصناعة السينما في إيران.

لقد منعت السلطات الإيرانية بناهي من ممارسة الإخراج لمدة عشرين عاما في عام 2010 بعد أن أعلن دعمه لمحتجي المعارضة عقب الانتخابات الرئاسية الإيرانية المتنازع عليها.

ورغم هذه القيود وحظر عرض أفلام بناهي في إيران، فإنه استمر في العمل سرا إذ تمكن من تهريب أفلامه لتصل إلى الجمهور في الخارج.

وصور بناهي آخر أفلامه "تاكسي" بكاميرا سرية داخل سيارة تاكسي، وقدم من خلالها رؤية ودراسة للحياة في إيران.

ومن الشائع الاستخدام المشترك لسيارات التاكسي كإحدى وسائل النقل العام في إيران، وكانت الأحاديث العابرة الي قد يتبادلها الغرباء داخلها واحدة من جوانب الحياة المتعارف عليها في طهران.

ترويع

في فيلمه الجديد، يستغل هذه الفرصة تماما.

وتلتقط الكاميرا السرية، التي وضعها بناهي في التاكسي، أحاديث الركاب من جميع فئات المجتمع إذ عبروا بشكل تلقائي عن آرائهم بشأن مجموعة من القضايا بدءا من عقوبة الإعدام والشريعة، وحتى سجن فتاة إثر محاولتها حضور مباراة الكرة الطائرة، مخصصة للرجال في طهران.

واحدة من آخر ركاب التاكسي، الذي كان يقوده بناهي بنفسه، كانت السيدة نسرين سوتوده وهي محامية في حقوق الإنسان وأم لطفلين، وأفرج عنها مؤخرا في منتصف فترة العقوبة الصادرة ضدها بالسجن 11 عاما.

ومنعت سوتوده أيضا من ممارسة المهنة، وأبلغت بناهي بأن السلطات تنوي على ما يبدو ترهيبهما معا.

وقالت: "يريدون منا أن نعرف أننا نخضع للرقابة، إنهم يجعلون أفضل أصدقائك ألد أعدائك".

ولم ينته الفيلم بعبارات الإشادة الختامية التي تصدر عن أبطاله من أجل حماية هويتهم إذ ظهر بيان على الشاشة يؤكد أن الأفلام التي تسمح بها السلطات المعنية هي الوحيدة التي تحتوي على عبارات إشادة للأبطال المشاركين فيها.

وتمثل هذه رسالة تحدي للسلطات التي منعت أيضا بناهي من مغادرة البلد أو التحدث لوسائل الإعلام.

ولم يشارك بناهي في فعاليات مهرجان برلين هذا العام، لكنه حاز على الجائزة الكبرى للمهرجان وهي "الدب الذهبي".

لكنه قال في بيان قبل وقت قصير من بدء المهرجان إنه سيواصل عمله في صناعة الأفلام مهما كان الثمن لأن ذلك يجعله "يشعر بأن الحياة تدب فيه".

وأكد بأنه "لا شيء يمكن أن يمنعني من صناعة الأفلام لأنه حينما أتعرض لأقصى أنواع الضغط، فإنني أتواصل مع قرارة نفسي. وفي هذه الفضاءات المغلقة وبالرغم من القيود، فإن ضرورة الإبداع تصبح أكثر من مجرد رغبة ملحة".

قضايا صادمة

وبالعودة إلى مسقط رأس بناهي في طهران، انتهت للتو أعمال مهرجان فجر السينمائي السنوي الذي يستمر عشرة أيام.

ويحظى هذا المهرجان، الذي يقام للاحتفال بذكرى الثورة الإسلامية عام 1979، بشعبية كبيرة في قائمة المناسبات الثقافية في طهران ويعرض أفلاما لمخرجين إيرانيين ودوليين.

ويجب أن تحصل جميع الأفلام المعروضة في المهرجان على موافقة الجهات الرقابية، ومنذ الثورة تُفرض قواعد صارمة على ما يمكن عرضه على الشاشة، ويجب على الممثلات ارتداء الحجاب ولا يمكنهن الغناء أو الرقص، ويمنع عرض مشاهد الحب والقضايا السياسية الحساسة.

وتخضع الأفلام الأجنبية للرقابة أيضا في إيران. وبإلقاء نظرة سريعة على قائمة الأفلام التي عرضت في طهران في فبراير/شباط يتبين أن دور السينما تعرض العديد من أفلام هوليوود الحالية من بينها "الصبا" و"فتاة غائبة" و"بين النجوم"، بل وحتى فيلم "المقابلة، لكنها جميعها على الأرجح حُذِفت منها المقاطع التي لا ترضى عنها السلطات قبل العرض.

وبالرغم من القيود المفروضة على صناعة السينما، فإنه ظهر في إيران بعض المخرجين العالميين خلال الثلاثين عاما الماضية، والعديد منهم كان ظهوره الأول في مهرجان "فجر" السينمائي، من بينهم عباس كياروستامي الحائز على العديد من الجوائز، وأصغر فرهادي الذي فاز بإحدى جوائز الأوسكار عن فيلم "الانفصال" عام 2012.

المثير للدهشة، أن برنامج الأفلام السينمائية لهذا العام ناقش بعض القضايا الصادمة في إيران.

ويروي فيلم "عصر الجليد" للمخرج مصطفى كيايي قصة بائسة لإدمان المخدرات، وفي فيلم "اعترافات عقلي الخطير" يلقي المخرج هومان سيادي الضوء على مجموعة من الشباب الإيرانيين الذين يحاصرهم الاكتئاب والجريمة.

وهناك فيلم آخر طال انتظاره وهو "بيت الفتاة" للمخرج الإيراني شاهرام شاه-حسيني، ويبرز الفيلم الذي يضم فريقا مذهلا من الممثلين الشباب قضية شائكة وهي الضغوط التي تتعرض لها الفتيات في إيران في هذه الأيام، ويتطرق بصورة غير مباشرة إلى العذرية وممارسة الجنس قبل الزواج وزنا المحارم.

وأحد التطورات التي منحت بالتأكيد دفعة قوية لصناعة السينما الإيرانية كانت إعادة افتتاح "بيت السينما"، وهي النقابة الرئيسية المعنية بصناعة السينما في إيران.

أغلقت "دار السينما" لنحو عامين خلال عهد الرئيس السابق أحمدي نجاد، لكن سمح لها بالعمل مرة أخرى في عام 2013.

ويقول مراقبون إن هيئة "دار السينما" تساعد في تحسين جودة وانفتاح السينما الإيرانية.

لكن حتى المخرجين البارزين يواجهون مصاعب بل وأحيانا يواجهون المستحيل من أجل الحصول على موافقة الأجهزة الرقابية على أفلام تناقش قضايا مثيرة للجدل.

المخرج الإيراني جعفر بناهي يفوز بالدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي

فاز المخرج الإيراني جعفر بانهي، الذي منعته السلطات الإيرانية من ممارسة الإخراج لمدة عشرين عاما، بالدب الذهبي، الجائزة الكبرى في مهرجان برلين السينمائي.

وصور بناهي فيلمه "تاكسي" بكاميرا سرية داخل سيارة تاكسي وقدم من خلاله رؤية ودراسة للحياة في إيران.

ويقول ديميان ماغينيس مراسل بي بي سي في المهرجان إن بناهي، الذي لم يتمكن من حضور المهرجان أو تسلم جائزته، اضطر إلى تهريب فيلمه خارج إيران.

وحكم على بناهي بالسجن لمدة ست سنوات عام 2010 بعد إخراج فيلم وثائقي عن الاضطرابات التي شهدتها إيران بعد الانتخابات الرئاسية.

وأطلق سراح بناهي لاحقا ولكنه وضع رهن الإقامة الجبرية، كما حظر عليه السفر خارج إيران.

وتسلمت ابنة شقيق بناهي الجائزة نيابة عنه.

الـ BBC العربية في

15.02.2015

 
 

الفيلم الإيراني «تاكسي» يفوز بالدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي

برلين – من اليزابيث باربر

فاز فيلم «تاكسي» الذي أخرجه الإيراني جعفر بناهي بجائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في الدورة الخامسة والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي اليوم السبت.

ويسرد الفيلم قصة سائق سيارة الأجرة يقوم بتوصيل تشكيلة متنوعة من الركاب في شوارع العاصمة الايرانية طهران. وعرض الفيلم الذي يتضمن رؤية غريبة لكنها عميقة للحياة وصناعة السينما في ايران – وصورت لقطات الفيلم من داخل سيارة الاجرة فيما كان المخرج على عجلة القيادة- على الرغم من الحظر الذي فرضته طهران على المخرج الذي لم يحضر حفل توزيع الجوائز.

وقال المخرج الامريكي دارين أرونوفسكي رئيس لجنة التحكيم اثناء تسليم الجائزة «لقد صاغ رسالة غرام للسينما. يحفل فيلمه بالعشق للفن ولمجتمعه وبلده ومشاهديه».

وتسلمت الجائزة نيابة عن بناهي فتاة قال موقع مهرجان برلين الالكتروني إنها تدعى هناء سعيدي التي ظهرت في الفيلم فيما يقول الموقع الالكتروني إنها بنت أخيه. ونظرا للحساسيات المرتبطة بالفيلم فان الممثلين الذين ظهروا فيه ومنهم سعيدي لم ترد اسماؤهم في المقدمة المعهودة للعمل الفني. ومنذ عام 2010 تعرض أفلام أخرى لبناهي في المهرجان عندما كان ممنوعا من اخراج افلام لمدة 20 عاما وحكم عليه بالسجن ست سنوات بتهمة «الدعاية ضد النظام».

ثم فرضت عليه الاقامة الجبرية فيما بعد لكنه منع من مغادرة البلاد او تصوير افلام او كتابة السيناريو.

وتم تهريب فيلمه الأخير الى خارج ايران بطريقة لم يوضحها ديتر كوسليك مدير المهرجان.

وقال عقـــب اعلان الجوائز «اعتقد ان من الاهمية بمكان ان يكون لدينا مثل هذه الافلام السياسية لانها تعكس بالفعل ما يجري هناك».

ونال فيلمان آخرن يحملان رسائل سياسية جائزتين في المهرجان.

فاز فيلم «ذا كلوب» اي النادي من تشيلي وهو من اخراج باولو لارين -الذي يصور قساوسة معزولين من مناصبهم من الروم الكاثوليك- بجائزة لجنة التحكيم الدب الفضي.

ونال فيلم «فولكانو» اي البركان من جواتيمالا من اخراج جايرو بوستامنتي -الذي يحكي مدى صعوية الحياة بين مزراعي البن بين قبائل المايا- جائزة الدب الفضي الفريد باور.

واقتسم جائزة أفضل مخرج الروماني رادو جود عن فيلمه «أفيرمي» والبولندية مالجورزاتا سوزومكسا عن فيلمها «بادي».

وفاز الممثل توم كورتناي بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «45 ييرز» للمخرج أندرو هاي بينما فازت شارلوت رامبلينج بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم نفسه.

ونال جائزة افضل سيناريو المخرج التشيلي باتريشيو جوتزمان عن فيلمه «البوتون دي ناكار».

وحددت الجوائز لجنة تحكيم مؤلفة من سبعة أشخاص يرأسها المخرج والمنتج الأمريكي أرونوفسكي.

القدس العربي اللندنية في

15.02.2015

 
 

"الدب الذهبي" لـ"تاكسي" بناهي.. و"فندق بودابست" نجم "السيناريست الأميركيين"

المدن - ثقافة

فاز فيلم "تاكسي" للمخرج الإيراني جعفر بناهي، بجائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في الدورة الـ65 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، أمس السبت.

ويسرد الفيلم قصة سائق سيارة أجرة يوصل تشكيلة متنوعة من الركاب في شوارع طهران. ورغم الحظر الذي فرضته طهران على المخرج، الذي لم يحضر حفلة توزيع الجوائز، عرض الفيلم، الذي يتضمن رؤية غريبة لكنها عميقة للحياة وصناعة السينما في ايران -وصورت لقطات الفيلم من داخل سيارة الأجرة فيما كان المخرج خلف المقود

وقال المخرج الأميركي، دارين أرونوفسكي، رئيس لجنة التحكيم، أثناء تسليم الجائزة: "لقد بناهي صاغ رسالة غرام للسينما. يحفل فيلمه بالعشق للفن ولمجتمعه وبلده ومشاهديه". وتسلمت الجائزة نيابة عن بناهي، فتاة، قال الموقع الالكتروني لمهرجان برلين، إنها هناء سعيدي، التي ظهرت في الفيلم، فيما تفيد مصادر أخرى بأن بناهي عو عمّها. ونظراً للحساسيات المرتبطة بالفيلم، فإن الممثلين الذين ظهروا فيه، ومنهم سعيدي، لم ترد أسماؤهم في المقدمة المعهودة للعمل الفني.

ومنذ العام 2010، تعرض أفلام أخرى لبناهي في المهرجان عندما كان ممنوعاً من اخراج افلام لمدة 20 عاماً، وحكم عليه بالسجن ست سنوات بتهمة "الدعاية ضد النظام". ثم فرضت عليه الاقامة الجبرية في ما بعد، لكنه منع من مغادرة البلاد أو تصويرأفلام أو كتابة السيناريو. وتم تهريب فيلمه الأخير الى خارج إيران بطريقة لم يوضحها ديتر كوسليك، مدير المهرجان. وقال كوسليك عقب إعلان الجوائز: "أعتقد أن من الاهمية بمكان أن يكون لدينا مثل هذه الأفلام السياسية لأنها تعكس بالفعل ما يجري هناك".

ونال فيلمان آخران، يحملان رسائل سياسية، جائزتين في المهرجان.

فاز فيلم "ذا كلوب The Club "، أي "النادي" من تشيلي، بجائزة لجنة التحكيم الدب الفضي. والفيلم من إخراج باولو لارين، الذي يصور قساوسة معزولين من مناصبهم من الروم الكاثوليك.
ونال فيلم "فولكانوVolcano "، أي "البركان" من جواتيمالا، جائزة الدب الفضي الفريد باور. وهو من إخراج جايرو بوستامنتي الذي يحكي مدى صعوية الحياة بين مزراعي البن بين قبائل المايا.

واقتسم جائزة أفضل مخرج كل من الروماني رادو جود عن فيلمه "أفيرمي Aferimi"، والبولندية مالجورزاتا سوزومكسا عن فيلمها "بادي Body ".

وفاز الممثل توم كورتناي بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "45 ييرز Years " للمخرج أندرو هاي، بينما فازت شارلوت رامبلينج بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم نفسه.

ونال جائزة افضل سيناريو، المخرج التشيلي باتريشيو جوتزمان، عن فيلمه "البوتون دي ناكار El Boton De Nacar ".

وحددت الجوائز، لجنة تحكيم مؤلفة من سبعة أشخاص، يرأسها المخرج والمنتج الأميركي أرونوفسكيمن جهة ثانية، فاز فيلم The Grand Budapest Hotel، من إخراج ويس أندرسون، بجائزة "رابطة كتّاب السيناريو الأمريكية" (جوائز جيلد) خلال حفلة أقيمت يوم السبت. وتفوق فيلم أندرسون على فيلم (بويهود Boyhood) من إخراج ريتشارد لينكليتر، ليفوز بجائزة أفضل سيناريو

وتم ترشيح "ذا جراند بودابست هوتيل" لنيل تسع جوائز أوسكار، من بينها أفضل فيلم، في حفلة توزيع جوائز الأوسكار يوم 22 فبراير شباط.

وفاز جراهام مور بجائزة أفضل سيناريو مقتبس عن فيلم (ذا ايميتيشن جيم The Imitation Game)، والذي يحكي قصة آلان تورينج، خبير فك الشفرات أثناء الحرب العالمية الثانية.

وقدمت الممثلة ليزا كودرو، إحدى بطلات مسلسل (الأصدقاء Friends) حفلة توزيع جوائز الرابطة

ونجحت جوائز الرابطة في توقع الفائزين بجوائز أوسكار أفضل سيناريو، في مرات، وأخفقت في مرات أخرى. ففي العام الماضي فاز فيلم (هير Her) من إخراج سبايك جونز، بجائزة رابطة كتاب السيناريو وأوسكار أفضل سيناريو مقتبس. لكن جائزة الرابطة لأفضل سيناريو أصلي، ذهبت إلى بيل راي عن فيلم (كابتن فيليبس Captain Phillips)، فيما فاز جون رايدلي بجائزة الأوسكار عن الفئة نفسها بفيلمه Twelve Years A Slave.

المدن الإلكترونية في

15.02.2015

 
 

فيلم لمخرج إيراني معارض يتوج في مهرجان برلين

برلين - فرانس برس

توجت الدورة 65 من مهرجان برلين للسينما، مساء السبت، المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي الممنوع عن العمل في بلده أو السفر إلى الخارج، بمنحه جائزة الدب الذهبي عن فيلم "تاكسي".

وفي غياب المخرج تلقت ابنة شقيقته هناء سعيدي التي تمثل في الفيلم الجائزة الكبرى في برلين نيابة عنه.

وقالت الشابة التي رفعت الجائزة: "لا يسعني أن أقول أي شيء. أنا متأثرة جدا" قبل أن تنهمر دموعها.

وقال رئيس لجنة التحكيم المخرج الأميركي دارن أرونوفسكي: "القيود غالبا ما ترغم الرواة على التفوق في عملهم، إلا أن القيود قد تكون أحيانا ضاغطة إلى حد أنها تقضي على المشروع أو تشوه روح الفنان".

وأضاف: "لكن بدلا من القضاء على روحه وبدلا من الاستسلام وترك الغضب والإستياء يتملكانه، كتب جعفر بناهي رسالة حب إلى السينما"، معتبرا أن فيلمه "مفعم بالحب الذي يكنه لفنه وشعبه وبلاده وجمهوره".

وفي خطوة رمزية صورت جائزة الدب الذهبي بمفردها بعد الحفل على المنصة التي كان ينبغي أن يعتليها المخرج، لو كان حاضرا للمشاركة في مؤتمر صحافي.

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في بيان: "أنا سعيد جدا بقرار لجنة التحكيم الدولية بمنح الدب الذهبي إلى جعفر بناهي". ورأى في ذلك "إشارة مهمة إلى حرية الفن".

وقد لاقى فيلم "تاكسي" الذي يتناول فيه بناهي المجتمع الإيراني من خلال جولة يقوم بها سائق سيارة أجرة، ترحيبا كبيرا في المهرجان المعروف بتعاطفه مع المواضيع السياسية. وقد مثل المخرج نفسه دور سائق سيارة الأجرة في هذا الفيلم الذي يكشف فيه ركاب السيارة من خلال قصصهم ومواقفهم وآرائهم بطريقة مضحكة وملفتة، الكثير عن بلدهم، فيما يحاول جعفر أن يأسر روحه.

ويعد "تاكسي" ثالث فيلم طويل يخرجه جعفر بناهي سرا بعد "هذا ليس فيلما" و "يرده"، متحديا السلطات التي أوقفته في العام 2010 عندما كان يحضر لفيلم يوثق للاحتجاجات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في العام 2009.

وقد حكم عليه في أكتوبر من العام 2011 بالسجن عشرين عاما، ومنع من التصوير أو كتابة الأفلام أو السفر لاتهامه بإثارة "دعاية ضد النظام".

وقضى شهرين في السجن، ثم أخلي سبيله بكفالة على أن يحق للسلطات توقيفه متى شاءت.

ويعتبر جعفر بناهي من رواد مهرجان برلين فقد فاز فيلمه "تسلل" بجائزة الدب الفضي في العام، 2006 فيما حاز "يرده" جائزة السيناريو في العام 2013. كما يعد بناهي البالغ من العمر 54 عاما أحد رواد "الموجة الجديدة" في السينما الإيرانية، إلى جانب عباس كياروستامي.

العربية نت في

15.02.2015

 
 

بناهي: منعت من عرض «تاكسي» في مهرجان إيراني

طهران ـ الوكالات: «سينماتوغراف»

بعد أن حصد فيلم «تاكسي Taxi» للمخرج الإيراني «جعفر بناهي» لجائزة «الدب الذهبي»، في مهرجان برلين السينمائي بدورته الـ65، استنكر بناهي منع عرض الفيلم في دور السينما الإيرانية؛ على السينمائيين الإيرانيين المقربين من السلطة السياسية.

وأشار بناهي في حديثه لوكالة «العمال» للأنباء شبه الرسمية، إلى أنَّ رئيس مؤسسة السينما الإيرانية «حجة الله أيوب» بعث برسالة إلى مدير مهرجان برلين متهماً الفيلمبأنه سياسي، وقال بناهي: «نحن منذ سنين نسمع أصوات أقدام السياسة في بلدنا، بمجال الفن والسينما على وجه الخصوص».

وأشار المخرج الإيراني إلى أنًّ الفيلم؛ كان سيعرض في مهرجان فجر السينمائي بإيران، بين 1-11 فبراير الحالي، قائلًا: «لم يكن لديه نية المشاركة في مهرجان برلين السينمائي؛ لو تم عرض الفيلم في مهرجان فجر؛ لأن عرض الفيلم في بلادي ومشاهدته من قبل شعبي؛ لا يقدر بثمن».

تجدر الإشارة إلى أنَّ المخرج الإيراني جعفر بناهي؛ لم يستطع شخصيًا حضور مهرجان برلين؛ لمنعه من مغادرة البلاد، واستلمت ابنة شقيقه الجائزة بدلاً عنه، وحاز بناهي سابقًا على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي، وعلى جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين.

وشارك في المظاهرات التي شهدتها إيران عام 2009 في أعقاب الانتخابات الرئاسية؛ ليعتقل على إثرها ويزج به في السجن؛ وحكمت عليه المحكمة بالسجن 6 أشهر؛ بتهمة «التحريض ضد الجمهورية الإسلامية» إلا أنه خرج بكفالة مالية، كما يمنع القضاء الإيراني بناهي من العمل في السينما ومغادرة البلاد لمدة 20 عامًا.

وكان بناهي اعتقل في أواخر 2010، وحكم عليه بالسجن ست سنوات ثم أطلق سراحه، ومنع من الإخراج والتحدث لأجهزة الإعلام ومغادرة إيران.

وفي فيلم «تاكسي» الفائز بجائزة «الدب الذهبي» في هذه الدورة، يقوم بناهي بدور سائق تاكسي، ويتحرك بسيارته في الشوارع، بينما يناقش الركاب في مشاكل عامة تخص إيران والعالم.

وقام المبدع الإيراني بتركيب كاميرات في سيارته، وتمكن من خلالها من صناعه عمله، وكانت أغلب أفلام بناهي نُقلت إلى المهرجان عن طريق التهريب؛ حيث يصنع الرجل عمله ومن ثم يرسله إلى إدارة المهرجان، التي اختارته لعضوية لجنة التحكيم الرسمية في دورة 2012، رغم علمها بمنعه من السفر إلى خارج إيران، وفرض الاقامة الجبرية عليه.

«ملكة الصحراء» .. خيبة أمل في فيرنر هيرزوغ

خاص  ـ «سينماتوغراف»

لقد طال انتظار فيلم يجسد شخصية غروترود بيل، الرحالة والمستكشفة البريطانية والدبلوماسية لاحقا وإحدى أبرز الشخصيات البريطانية التي شكلت تاريخ الشرق الأوسط الحديث ورسمت حدوده المعاصرة وصنعت ملوك بعض بلدانه، منذ أن قدم المخرج ديفيد لين تحفته السينمائية عن زميلها وصنوها في التأثير تي إي لورانس «لورانس العرب» العام 1962.

وحين أعلن المخرج الألماني فيرنر هيرزوغ عن تصديه لمثل هذه المهمة بفيلم ضخم رصدت له ميزانية جيدة، ارتفع سقف التوقعات بالحصول على تحفة سينمائية تضاف إلى سجل هذا المخرج الحافل وما عرف عنه من خوض غمار المصاعب لتصوير رحلات في أجواء غرائبية أو بيئات صعبة، وأبطال ذوي أحلام مستحيلة، تتجسد في الغالب في حكايات عن صراع الإنسان مع الطبيعة في أفلامه الروائية والوثائقية العديدة.

بيد أن العرض العالمي الأول لفيلم «ملكة الصحراء ـ Queen of the Desert» في مهرجان برلين السينمائي الدولي (البرلينالة)، شكل خيبة أمل كبيرة بالمقارنة مع حجم التوقعات الذي رسم له، فجاءت النتيجة على الشاشة في النهاية فيلما هوليووديا تقليديا يتناول قصة حب رومانسية ورحلات في الصحراء العربية، ويصعب أن نصدق أنه فيلم يحمل توقيع هيرزوغ نفسه مقارنة بأفلامه ومغامراته السابقة.

لم يستطع المخرج أن يقارب الغنى والتعقيد الكبيرين اللذين ميزا شخصية مثل مس بيل، الرحالة والمستكشفة والآثارية والمستشرقة المهتمة بدراسة اللغات والتاريخ القديم والمختصة بشؤون العشائر العربية، فضلا عن ضابطة الاستخبارات لاحقا والسكرتيرة الشرقية والمستشارة للمعتمد السامي البريطاني في العراق، والتي كان العراقيون يلقبونها بـ«الخاتون» لحجم تأثيرها في سياسة بلدهم، ويلقبها البعض بصانعة الملوك.

ويضاف الى ذلك غنى الحقبة التاريخية التي عاشت فيها وأسهمت في صنع خياراتها في عالم قديم يتقوض ونشوء عالم جديد وتوزيع جديد للنفوذ في العالم بين القوى الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الأولى.

ورغم أن المخرج اختار أن يفتتح فيلمه باجتماع شهير حضره ونستون تشرشل، وزير المستعمرات آنذاك (أدى دوره الممثل كريستوفر فلفورد) لتقاسم النفوذ في مناطق الامبراطورية العثمانية (الرجل المريض) بعد الحرب العالمية الأولى، إلا أنه لم ينشغل بتعقيدات السياسة وجعل هذه الأحداث مجرد خلفية لمغامرة بطلته في الصحراء أو قصص حبها الفاشلة.

فبدت الشخصيات السياسة مفرغة من تأثيرها الأساسي بل وأقرب إلى الشخصيات الكاريكاتيرية، كما هي الحال مع شخصية لورانس التي جسدها روبرت باتنسون، وقد أثار ضحكات جمهور المشاهدين عند ظهوره بزيه العربي، لاسيما وأن الكثيرين يتذكرون الأداء المميز للممثل القدير بيتر أوتول لهذه الشخصية في «لورانس العرب». وكذلك الحال مع تشرشل وهو يقف لالتقاط صورة له أو يحاول امتطاء جمل أمام الأهرام.

وقال هيرزوغ في المؤتمر الصحفي الذي أعقب عرض الفيلم «ينبغي أن ينظر إلى الفيلم كقصة وليس درسا في التاريخ يناقش الحدود في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى».

من هنا جاء خياره لإغفال السنوات العشر الأخيرة في حياة بيل وتحديدا عملها في العراق، ودورها في صناعة سياسة هذا البلد وحدوده واختيار ملكه بل وما حكم مساره المستقبلي. 

وعلى العكس مما قاله هيرزوغ في مؤتمره الصحفي إنه أهمل «التعقيدات السياسية» لمصلحة تجسيد غنى«حياتها الداخلية»، نرى أنه في واقع الحال أنه لم يسبر أغوار عالم هذه الشخصية المعقدة الغني، وانتهى إلى تقديم صورة مبتسرة ومسطحة لعاشقة رومانتيكية تداري خيبتها العاطفية برحلات الى الصحراء تبتعد فيها عن ذكرياتها المؤلمة.

مع أن غرترود بيل تركت تراثا غنيا من الرسائل وثق أدق تفاصيل حياتها اليومية وانطباعاتها عن الناس والواقع السياسي المحيط بها؛ إذ درجت على كتابة يومياتها وتوثيقها في رسائلها إلى عائلتها على مدى عقود طويلة، فضلا عن عدد من الكتب والتقارير التي وثقت بعض رحلاتها ومشاركاتها في التنقيبات الأثرية أمثال كتابها عن سورية الصادر العام 1907 الذي وثقت فيه رحلتها الأولى في فلسطين والشام مرورا بمناطق الدروز وكتابها المشترك مع الآثاري وليم رامزي «الف كنيسة وكنيسة»، فضلا عن رحلتها من حلب مع مجرى نهر الفرات إلى قصر الإخيضر في العراق التي وثقتها في كتابها الصادر العام 1909 ثم عودتها العام 1911 إلى قصر الاخيضر وإصدارها كتابا ضخما عنه صدر العام 1914.

لقد أهمل السيناريو الذي كتبه هيرزوغ نفسه هذا الغنى التوثيقي الكبير في حياة بيل، واستند على ما يبدو على جزء من السيرة التي كتبتها مطلع الستينيات اليزابيث بورغوين في جزأين بالاستناد إلى رسائلها التي أعادت نشر بعضها كاملة بعد أن كانت تعرضت لرقابة وحذف الكثير من التفاصيل في طبعتها الأولى العام 1927.

بدت بيل في فيلم هيرزوغ فتاة أرستقراطية إنجليزية ورومانتيكية تعشق المغامرة والسفر وذكية تخرجت من اكسفورد بمرتبة شرف تقنع والدها بإرسالها في رحلة إلى طهران؛ حيث يقيم قريب العائلة الدبلوماسي السير فرانك لاسلز وزوجته، وهناك تقع في حب دبلوماسي شاب يدعى هنري كادوغان (الممثل جيمس فرانكو) يعلمها الفارسية ويشتركان في حب الشعر (لبيل ترجمة معروفة لديوان الشاعر الفارسي حافظ صدرت العام 1897) ويقرران إعلان خطوبتهما لكنهما يواجهان معارضة والديها اللذين ينصحانها بالتريث لسمعة كادوغان كمقامر مثقل بالديون، وأثناء عودتها إلى بريطانيا لإقناع والديها يتوفى كادوغان بمرض غامض. فتظل مخلصة لحبها هذا وتلقب نفسها بالأرملة وتحاول العودة إلى الشرق وخوض رحلات في الصحراء بعد تلك التجربة.

وفي قونية تتعرف مس بيل على كابتن في الجيش البريطاني يدعى تشارلز دوتي- وايلي (الممثل داميان لويس)، وتخوض تحربة حب جديدة معه، لكنه كان متزوجا وعندما يفاتحها بتطليق زوجته والزواج منها ترفض أن تكون سعادتها على حساب تعاسة امرأة أخرى وتدمير عائلتها وتهرب من هذا الحب في رحلة جديدة تقرر فيها استكشاف صحراء الجزيرة العربية.

وهي رحلة محفوفة بالمخاطر بسبب الصراع بين القبائل المتنافسة؛ حيث تنتهي باحتجازها لدى قبائل شمر حائل حتى عودة أميرها الذي كان غائبا في رحلة، وسط جو من التوتر والقتال بين أتباعه وأتباع أمير نجد عبد العزيز آل سعود، وهنا يشير الفيلم الى إدراك مس بيل لنفوذ ابن سعود المتزايد في الجزيرة العربية واضمحلال نفوذ منافسيه.

وتتواصل جذوة حبها الجديد بالتأجج والخفوت عبر رسائل أو لقاءات متفرقة في الشرق الأوسط أو لندن، قبل أن تنتهي هذه القصة نهاية مأساوية بمقتل الكابتن دوتي- وايلي في الحرب العالمية الأولى بعد التحاقه بجبهة الدردنيل.

ويحلو للبعض من النقاد وصف فيلم «ملكة الصحراء» بأنه النسخة النسوية من «لورانس العرب»، وهذه هي المرة الأولى التي يتعامل فيها المخرج هيرزوغ مع بطلة امرأة في أفلامه التي تقارب مغامرات وأحلام مستحيلة بطلها رجال دائما (في الغالب الممثل كلاوس كينسكي).

سينماتوغراف في

16.02.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)