كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

الشرق الأوسط») في مهرجان «كان» السينمائي (10):

حضور أقرب إلى الغياب للسينما العربية في «كان»

مساعيها لتنشيط صناعة السينما لا تؤشر لمستقبل كبير

لندن: محمد رُضــا

مهرجان كان السينمائي الدولي الثامن واالستون

   
 
 
 
 

حسب منتج أوروبي معروف، فإن المساعي التي تقوم بها بعض الدول العربية لأجل تنشيط صناعات السينما في بلدانها لا تؤكد بالضرورة أن هناك مستقبلاً كبيرًا لتلك الصناعات. يقول: «المسألة هي أكثر من مجرد نيّـة مدعومة بالقدرة المالية. هي مسألة اتخاذ موقع في العملية السينمائية العالمية بعد دراسة وافية».

حين أذكر له أن مؤسسات السينما في الإمارات وفي قطر درست جيّـدًا حاليًا من دعم وفتح أسواق وإقامة ورش عمل. يرد: «وهل سمعت عن صناعة سينمائية في أي مكان من العالم تقوم على دعم الإنتاجات فقط؟ ثم دعنا نقول: إن هذا الدعم مفيد ويجري بصورة مطردة، أين هي الأفلام التي تم إنتاجها عربيًا؟ لماذا لا وجود لها هذا العام ولم يكن لها وجود في الأعوام الماضية؟».

مهرجان «كان» هو الأفضل حول العالم حين يأتي الأمر إلى كشف حقيقة كل نشاط وحجمه ومستواه ونتائجه. والحضور العربي يستفيد من هذه الفرصة للإعلام والترويج والتعريف. يندفع لاستغلال فرصة تواجده بعمليات تنشيط مختلفة لفعالياته: افتتاح مكاتب ومراكز في أنحاء السوق التجارية. التواجد عبر رؤساء ومديرين ومندوبين وموظّـفين، إقامة الحفلات التي يتم توجيه الدعوة لها إلى خليط من العرب والأجانب، وتوزيع الأخبار إلكترونيا على نحو يعكس كيف أن «كان» يصبح مركز النشاط الأول.

كل هذا في المقام السليم، لكن ماذا عن الأفلام العربية ذاتها، ولماذا تفشل مرّة بعد مرّة في التواجد هنا على نحو رسمي؟

* سقف مرتفع

يعترف المدير العام للمهرجان تييري فريمو لمنتج فرنسي أن هناك تقصيرًا من «كان» بخصوص عرض اشتراكات عربية. حسب المنتج فإن كلام فريمو تحديدًا ورد على النحو التالي: «نعم. صحيح. هناك قوالب جاهزة منعت من استقبال الأفلام العربية خلال السنوات الماضية وخلال هذه الدورة ومن فتح المجال أمام مخرجيها…».

لكن… هناك «ولكن»: «إنه من الصعب أن تجد أفلامًا تتمتع بالعناصر الإنتاجية التي تجعلها قادرة على التنافس. ربما علينا أن نجد مكانًا لها على أي حال».

هل يبدو هذا الكلام منطقيًا؟ بالتأكيد - لكن ما أخفاه فريمو في حديثه هو أنه أتاح سابقًا لأفلام عربية الاشتراك حتى في المسابقة الرئيسية ومنها بالطبع أفلام لإيليا سليمان ويسري نصر الله ويوسف شاهين قبل ذلك. خارج المسابقة، كانت هناك اشتراكات لآن ماري - جاسر ورشيد مشهراوي وأسامة محمد ومرزاق علواش وفي هذه الدورة لعرب وطرزان ناصر (فلسطينيان) ونبيل عيوش (في إطار «نصف شهر المخرجين» المنفصل إداريا وتنظيميًا عن إدارة المهرجان نفسه).

هذا ما يعني أن اللوم الأول عليه أن يقع على السينمائيين العرب الذين ما زالوا يحققون أفلامهم من دون رؤى فنية عالية تخرج من القوالب والصناديق التي يضع الكثيرون أنفسهم فيها.

لكن المسألة لا تتوقف عند نقد جهة واحدة. نعم سقف الاشتراك في مسابقة «كان» مرتفع، لكن بعض عروض المسابقة في «كان» هذا العام لم تكن تستحق هذا الغطاء السخي من القبول. أين هي مثلاً تلك العناصر الإنتاجية الكبيرة في فيلم مثل «معيار رجل» الفرنسي؟ وإذا لم تكن العناصر الإنتاجية هي التي يؤخذ بها في عمليات الاختيار فماذا عن تلك الأخرى التي فشلت في تسجيل نقاط عالية من الإبداع، أفلام مثل «بحر من الشجر» أو «مرغريت وجوليان»؟

من ناحية أخرى، يمكن أن يقال: إن الأفلام العربية تخفق في كسر التوقعات أسوة بما فعلته أفلام إيليا سليمان وعلى غرار ما حققه يوسف شاهين أكثر من مرّة. وإخفاقها ينعكس على وضعها. الناقد البريطاني ديفيد تومسون، في حديث جانبي، قال: «لعل السبب عائد إلى عدم نضج التجارب الفردية ما يمنع الكثيرين من تجاوز المواضيع التي باتت متآكلة».

لكن الحقيقة هي أنها حلقات متّـصلة كل حلقة فارغة تؤدي إلى أخرى: هناك اهتمام أوروبي بإنتاج أفلام مع مخرجين عرب (أو مع جهات إنتاجية عربية) لكن ليست هناك نصوص غير تقليدية تمنح الجهات المختلفة لمعانًا جديدًا مختلفًا. فيلم التوأمين عرب وطرزان ناصر يرغب في كسر التقليد عبر عدم التحدّث عن حرب قطاع غزة مع إسرائيل (فقط أصوات الطائرات الإسرائيلية) وتوجيه دفّة النقد إلى الوضع الفلسطيني في الداخل (ضد حماس وفتح على حد سواء). لكن شكل العمل ومعالجته ما زالا تقليديين تمامًا.

فيلم المغربي نبيل عيّوش الجديد «الزين اللي فيك» (وهو العنوان الأصلي للفيلم الذي تم تقديمه في «تظاهرة نصف شهر المخرجين») جريء في موضوعه (قبل أن يكون جريئًا في مشاهده) لكنه يفيض عن الحاجة ويخفق في الوصول إلى خاتمته بعدما عرض كل ما يمكن عرضه من حالات تخص تلك الكوكبة من نساء الليل وزبائنهن.

* مشروع كبير

أفلام أفضل مما يتم تقديمه لمهرجانات السينما العالمية (وفي مقدمّتها «كان») يمكن التقاطها في المهرجانات العربية التي انحسرت الآن إلى حفنة. لكن ما هو جيّد هنا ليس جيدًا بما فيه الكفاية هناك لاختلاف المعايير. إلى ذلك، فإن الجهات الداعمة حتى اليوم لا تريد خوض المسار حتى نهايته وتتوقف قبل بلوغ الغاية طالما أن تلك الغاية تشمل تعاملاً نديًّا مع الجهات الأخرى بميزانيات أعلى.

مؤخرًا تم تحريك مشروع أوروبي كبير (لست في حل للإفضاء بأسماء) صوب جهات عربية. حظي المشروع بالإعجاب ثم… تم بلورة هذا الإعجاب إلى مساهمة تقترب من 10 في المائة فقط، علمًا بأن المعطيات جميعًا تشير إلى إمكانية نجاحه عالميًا.

السنوات الماضية تشير إلى أن هناك توهانًا فيما يمكن فعله لوضع بعض العواصم العربية على الخارطة العالمية. إلى الآن تتمتع المغرب وحدها بالمركز الأول لناحية القدرة على جذب الاستثمارات من دون أن تكون فاعلاً تمويليًا لها. في الوقت ذاته تمنح الحكومة دعمها الفعلي للسينمائيين المغاربة ما يتسبب في إنتاج نحو 30 فيلما روائيا في السنة (والبعض يذكر أكثر). لكن المغرب ليس سواه رغم أن بلدانًا عربية (غير خليجية) تستطيع تطبيق الأسلوب ذاته وسبق لبعضها أن فعل. سيتطلب الأمر، من السينما المصرية مثلاً، دعمًا كبيرًا من الدولة ومرافقها (يتجنّـب الكثيرون من السينمائيين الغربيين تحقيق أفلامهم في مصر بسبب شروط العمل وقوانينه).

التجربة الخليجية بدورها منفصلة وتستحق تحقيقًا منفصلاً، لكن ما يمكن تسجيله هنا هو أن الطريق مفتوح أمامها لتسجل انتصارات كبيرة في مهام الإنتاجات المشتركة، لكن بخطّـة تلغي الخطّـة الحالية لو أرادت.

شاشة الناقد

An (***)

إخراج: ناوومي كاواسي | تمثيل: كيرين كيكي، ماساتوشي ناغاسي، كيارا أوشيدا.
اليابان [تظاهرة «نظرة ما»]

> طبّـاخ محل حلويات صغير يمنح امرأة عجوزا فرصة عمل فيرتفع الإقبال على المحل إلى أن ينتشر بين الزبائن أن تلك المرأة عولجت من مرض النقرس. تنقطع العجوز عن العمل ويعاودها مع طالبة من المدرسة القريبة قبل موتها. الطبّـاخ سيستقيل من ذلك المكان ويفتتح مطعمه الخاص. مثل أفلام المخرجة السابقة، يقوم «آن» على مزج الحكاية بالتداعيات الروحانية ومشاهد الطبيعة المختلفة. لكن الحكاية هنا أبسط وعلى قدر إيجابي من التأثير العاطفي. هادئ النبرة والتناول لتلك السيدة العجوز التي تفصح عن الكثير من مكنوناتها الروحية والماهرة في صنع عجائن الكرز. ومع أن الفيلم يأخذ وقته لمتابعة هذه المهارة، إلا أنه لا يضيع الوقت فيما ليس هناك طائل منه. في الوقت ذاته، هو عن ذلك الطبّـاخ ذي العمر المتوسط وحياته وحيدًا. اهتمام كاواسي بالشجر والثمار والأزهار والعصافير والماء وحتى الهواء محسوب. أفضل أفلام مخرجته.
One Floor Below (****)

إخراج: رادو مونتيان | تمثيل: تيودور قربان، يوليان بوستلنيكو، أوكسانا موراڤيك

رومانيا [قسم «نظرة ما»]

> «طابق واحد تحت» فيلم بوليسي بعيد عن التشويق المفتعل وقريب من حكايات البحث والغموض يحققه واحد من مخرجي الموجة الرومانية الحديثة (أنجز سابقًا «الورقة ستكون زرقاء» و«الثلاثاء بعد الكريسماس» وكلاهما جيّـد). قصة رجل في منتصف العمر يعيش حياة مقبولة مع زوجته وابنه وكلبه. ذات يوم تقع جريمة قتل في الشقة التي تحته ضحيّـتها جارته الشابة ومرتكبها (قد يكون) جارهما. لكن بطلنا ساندو (تيودور قربان) سوف لن يدلي بشهادة تؤذي جاره. عامدًا إلى تورية السبب الذي من أجله لا يريد ساندو كشف احتمال أن يكون جاره هو القاتل تبعًا لعلاقة بينه وبين الضحية. كأفلام الموجة هناك وضع وصورة اجتماعية ودكانة واقع والكثير من قراءة التصرّفات وبل أمارات الوجوه.

الزين اللي فيك (**)

إخراج: نبيل عيوش | تمثيل: لبنى عبيدار، حليمة كروان، أسمى الأزرق.

المغرب [نصف شهر المخرجين]

> نعم هو جريء بوجود مشاهد جنسية لكنه في الوقت ذاته عمل يريد الوصول إلى تجسيد واقع اجتماعي لأجل نقده. معظم ما يرمي إليه في مجال النقد يصل بوضوح ويعبّـر عن رأي وواقع، لكن تلك المشاهد المفرطة لا توصل الفيلم إلى أي نتائج فعلية. حكاية ثلاث عاهرات مغربيات وحياتهن في المهنة مع تسليط الضوء على زبائنهن (خليجيين) ومتاعبهن خلال ساعات العمل وبعدها. لو فصلنا عن الفيلم كل تلك المشاهد الساخنة، لما بقي من الفيلم حكاية تذكر. هذا ما كان على المخرج المعروف حسبانه.

DVD

The Godfather (*****)

لا يبتعد «العرّاب» عن الظهور على أسطوانات حتى يعاود الإطلال من جديد. لكن حتى من دون إطلاقه المتكرر هذا، هو فيلم أبدي الشهرة والتأثير والجودة. هذا الجزء الأول من الثلاثية لمخرجه فرنسيس فورد كوبولا لم يؤسس فقط لما تلاه، بل تجاوز كل ما خرج من أفلام عصابات في تاريخ السينما الأميركية. بارع في صياغة حكايته، كبير في حجم مشاهده وقوي في دلالاته: مارلون براندو هو العنوان وأولاده الثلاثة (آل باتشينو وجيمس كان وجون غازال) وابنه بالتبني (روبرت دوفال) شخصيات لا تنسى في ركب هذه السينما وعناصر في الحرب الدائرة بين العصابات. ليس أن هناك مشاهد كلاسيكية فيه، بل الفيلم بأسره كلاسيكي.

(*): لا يستحق (**): وسط - (***) : جيد (****): ممتاز - (*****) : تحفة

مفكرة

قبل التصوير:

* الممثل ديفيد أيولويو الذي لعب شخصية مارتن لوثر كينغ في «سلما»، يشترك في بطولة فيلم تشويقي بعنوان «ثلاث ثوان» يخرجه البريطاني أوتو باثهيرست يتم تصويره في أميركا حول مسجون يعمل لصالح جهاز FBI

في التصوير:

* كايسي أفلك باشر تصوير «مانشستر عند البحر» للمخرج كينيث لونغران حول رجل يعود إلى بوسطن ليجد أن زوجته (ميشيل ويليامز) تعاني من الكآبة بعد وفاة قريب لها.

بعد التصوير:

* «كاوبويز» ليس فيلم وسترن لكنه دراما حول عائلة فرنسية تبحث عن ابنها بعدما علمت أنه انضم لـ«المتشددين». هذا هو الفيلم الأول لمخرجه توماس بايدغين الذي كان وضع سيناريو «ديبان»، الفيلم الجديد للمخرج جاك أوديار المعروض في مسابقة مهرجان «كان» حاليًا.

المشهد:

عن المهرجانات العربية

* لا قيمة تذكر إذا ما دخل مهرجان ما عضوية فرع المهرجانات في «الاتحاد الفيدرالي الدولي لجمعيات المنتجين» أو لم يدخل.. تلك هيئة تضع شروطًا تقنية وإدارية وتنظيمية وترعاها لقاء اشتراك سنوي يمكن الاستفادة منه على أكثر من نحو.. صحيح أن هناك 14 مهرجانًا مسجلاً فيها، لكن هناك 140 مهرجانًا دوليًا ذا قيمة غير مسجل فيها من بينها دبي وسان فرانسيسكو وروما وبوسان وفيينا وهونغ كونغ ونيويورك وبوينس آيرس ولندن ونيودلهي وجميعها تمارس أعمالها ونشاطاتها من دون عائق.

* لذلك من غير الصحيح ما ورد في الإعلان لحفل غداء إعلامي لمهرجان القاهرة السينمائي من عدم «أحقية» المهرجانات الأخرى إقامة مسابقات دولية.. هذا لا علاقة له مطلقًا بشروط الاتحاد وإلا لكانت جميعها محرومة من المسابقات الدولية ومحالة إلى محكمة دولية مثلاً.. الصحيح هو أن ذكر تميّـز مهرجان عضو في الاتحاد عن سواه كان يمكن، وبل عليه أن يأتي بإشارة من نصف سطر بأحرف صغيرة تؤكد العضوية.. هذا أفضل من استخدام العضوية على النحو الذي ورد في الإعلان الذي بدا كما لو كان تهديدًا.

* سبق وذكرت أن نجاح مهرجان القاهرة سيحتاج إلى الخروج من صندوق المرايا التي لا تعكس سوى المفاهيم ذاتها التي أثبتت فشلها سنة بعد أخرى.. هذا المهرجان سيحتاج لنجاحه خبرات إدارية وخطّـة عمل جديدة وطموحة وتفعيل قرارات ذكية.

* بتوقف مهرجان أبوظبي (للأسف الشديد) فإن المهرجانات الأخرى ترى في وجود منافس واحد الآن (دبي) أفضل من وجود منافسين (دبي وأبوظبي). كذلك يجد السينمائيون جميعًا الآن أنفسهم في صدد مهرجان واحد عوض الحال السابق الذي كان عليهم فيه الاختيار بين مهرجانين كبيرين يقامان في دولة واحدة.

* على صعيد منفصل استطاع مهرجان قرطاج التونسي في العام الماضي استعادة تألّـقه على نحو افتقده منذ سنوات كثيرة.. تونس لديها اليوم مشاكل سياسية وأمنية بلا ريب لكن ذلك لم يمنع دورة العام الماضي من جذب 130 ألف مشاهد و«هذا رقم كبير» حسب رئيس المهرجان إبراهيم لطيف الذي يعمد هذا العام لضخ المزيد من التظاهرات الجانبية بينها تظاهرة خاصّـة بالسينما الألمانية ستستحق الانتباه كونها ستستقبل عددًا من أهم الأفلام الألمانية الجديدة التي عرضت في مهرجان برلين السينمائي.

* حفل الغداء الذي دعا إليه مهرجان دبي السينمائي الدولي قبل أيام خلال انعقاد الدورة الحالية من مهرجان «كان» السينمائي كان حافلاً.. المكان المختار (فندق كارلتون التاريخي) سهل الوصول ومريح والصالة وملحقاتها كانت مكتظّـة بالضيوف عربا وأجانب.. والإدارة على ما هي من مستوى تعامل وتواصل رائع.

* في الساعة ذاتها واليوم ذاته أقام مهرجان القاهرة السينمائي حفل غدائه أيضًا.. لا نتكلم فقط عن ازدحام المهرجانات في الشهرين الأخيرين من كل سنة وتضارب مواعيدها نتيجة ذلك بل أيضًا عن تضارب مواعيد نشاطاتها في «كان» أيضًا.

الشرق الأوسط في

21.05.2015

 
 

أربع جواهر سينمائية في مهرجان كانّ السينمائي

كانّ ــ هوفيك حبشيان

اختُتم الويك الاند الأول من مهرجان كانّ بثلاث جواهر سينمائية على الأقل، عُرضت في المسابقة الرسمية للمهرجان السينمائي الشهير، قبل أن نكتشف جوهرة رابعة أول من أمس. الفيلم الأول: "ابن شاوول" للازلو نَمَس. الثاني: "سرطان البحر" ليورغوس لنتيموس. الثالث: "كارول" لتود هاينز. والرابع: "سيكاريو" لدوني فيلنوف. الى جانب افلام أخرى يراوح مستواها بين السيئ والمتوسط والجيد. ثلاثة افلام قد تجد مكاناً متقدماً لها في لوائح جوائز الدورة 68 التي يترأس لجنة تحكيمها الأخوان الأميركيان جويل وإيثان كووين.

"ابن شاوول" (مسابقة) هو أول فيلم لمخرج مجري (1977) ولد في بودابست وأمضى جزءاً من صباه في باريس حيث درس كتابة السيناريو والعلوم السياسية. في نيويورك التحق بمعهد السينما فدرس الاخراج. يتحدر نَمَس من عائلة وقفت في وجه النظام الشيوعي، وترعرع في كنف ثقافتين، مجرية وفرنسية. عند عودته الى العاصمة المجرية وهو في السادسة والعشرين، عمل لسنتين مساعد مخرج للمعلم المجري بيللا تار وهو يصوّر "رجل من لندن". لا شكّ ان تار ترك بعض بصماته على العمل، علماً ان نَمَس لا يبدو متحمساً للحديث عن هذا التأثير بالطريقة الأبوية للكلمة (قابلته "النهار" في حوار سيُنشر قريباً). له ايضاً ثلاثة افلام قصيرة، شارك احدها في "موسترا" البندقية في العام 2007 ونال 25 جائزة حول العالم. بيد انه تعلم من تار اهمية التفاصيل في تشكيل المشهد السينمائي.

"ابن شاوول" ليس فيلماً آخر عن المحرقة. انه "الـ" فيلم الذي يلغي عدداً من الأفلام التي طرحت مأساة اليهود الأوروبيين طرحاً بين التلصصي والأعمال الاسعافية التي تنم عن بطولة ما. نَمَس يلقي نظرة اشكالية سقيمة على المحرقة، وعندما نقول "محرقة"، نعنيها فعلاً، اي ان الخطّ الحكائي الذي وضعه تجري فصوله في داخل محرقة في أوشفيتز، تشرين الأول من العام 1944. لا يخفي نَمَس انه انطلق من تجربة شخصية، فهو ملتزم ذاكرة الذين قضوا التزاماً وجدانياً قبل ان يلتزمها سينمائياً، لكن الغريزة السينمائية تعود تتغلب على سائر الأشياء. جزء من عائلة نَمَس قضى في أوشفيتز. رغبته ثابتة في مقاربة المحرقة مقاربة مختلفة، أي أن يصوّر اولئك الذين خسروا أرواحهم فيها وليس مَن تم انقاذهم. كانت هذه ايضاً حجة المخرج الأميركي ستانلي كوبريك يوم كان يريد اتمام فيلم عن المحرقة، فقط لاعادة الاعتبار الى ضحاياها وليس الى الناجين. اياً يكن، فالتجربة هنا قاسية على المُشاهد في كل الاعتبارات، اذ يضعنا الفيلم طوال ساعتين من الزمن في الجحيم، نعم في الجحيم.

يقول المخرج ان ملهمه الأول كان "تعالَ وشاهد" للمخرج الروسي ايليم كليموف عن مجازر النازيين في روسيا البيضاء. الكاميرا طوال الوقت تلتصق بوجه غيزا روريغ، ولا تبتعد عنه الا في ما ندر. انه في كل الكادرات تقريباً. نراه يرى، ولكن لا نرى ما يراه، او تقريباً. يحرمنا نَمَس من اللقطة المقابلة. هذا الرجل يُدعى شاوول، عاجلاً ام آجلاً، احدهم سيناديه بهذا الاسم. شاوول هو عضو في ما يُعرف بـ"السوندركوماندو"، فرقة خاصة من السجناء اليهود تتمثل مهمتها في حرق جثث الضحايا، قبل ان يلقوا بدورهم المصير عينه. في حين يتهيأ بعض من هؤلاء لانتفاضة، يتنقل شاوول من مكان الى آخر بحثاً عن حاخام يصلي على جثمان ابنه قبل دفنه. طوال ثلاثة ارباع الشريط، لشاوول هاجس واحد: دفن هذا الابن (لا نعرف اذا كان حقاً ابنه) بدلاً من القائه في المحرقة.

يعج الفيلم بالتفاصيل الصغيرة التي تجعله عملاً اشبه بخلية نحل. فأعضاء "السوندركوماندو" كان كلّفهم النازيون تعرية الضحايا واقتيادهم الى غرف الغاز، ثم تنظيف المكان بسرعة قياسية، ذلك ان افواجاً أخرى كانت في طريقها الى المحرقة. في هذا الديكور المدهش، سيجري معظم فصول الفيلم الذي يخلق مناخاً ضاغطاً لا يطاق أحياناً، فيخرج منه المُشاهد متعباً، ليبلغ المخرج هدفه: إيصال المُشاهد الى تجربة جسمانية، اخلاقية، سينمائية، قد تتطور الى حدّ التروما. انه مصنع الموت حيث المكلفون محو الحياة يعملون كما في أي معمل. شاوول لا يفعل سوى تجميع الأغراض الشخصية للضحايا وهم داخل غرف الغاز. نشهد على تجواله داخل دهاليز المحرقة وسط الدخان المتصاعد والنيران التي تأكل خلفية الصورة فتجعلها مغبشة. يضاف الشريط الصوتي المتلف للأعصاب الذي يتشكل من صرير أبواب ونباح وأصوات بشر يحترقون. في حين ان الكثير من أفلام الهولوكوست هي عن الحياة، يحشرنا نَمَس هنا بين الموت والموت، ولا مجال للفرار الى أي مكان.

■■■

ثاني أروع الأفلام في هذه الدورة هو "سرطان البحر" ليورغوس لنتيموس (مسابقة). مخرج يوناني شاب ذاع صيته منذ فترة، من خلال ابتكاراته الغرائبية. سبق للنتيموس أن أتحفنا بأعمال جريئة. انه ابن كانّ، حيث انطلق مع "أنياب كلب" الفائز بجائزة "نظرة ما" في العام 2009. جديده يذهب أبعد مما سبقه، اذ يموضعنا في عالم من العبثية المطلقة. يرمينا الفيلم في عالم موازٍ، مستبد، حيث الارتباط بشريك لم يعد خياراً بل واجب. بعد موت زوجته، يقرر مهندس معماري (كولن فارل) الذهاب للعيش في فندق فاخر. بيد ان للعيش في هذا الفندق شروطاً صارمة: فالضيف لديه 45 يوماً ليعثر على توأم روحه من بين قاطني الفندق، والاّ تحول حيواناً. لحسن الحظ، يحقّ له ان يكون الحيوان الذي يريده. صديقنا المهندس يختار سرطان البحر. الأمور بهذه البساطة في الفيلم، لا أكثر لا أقل.

ينطوي فيلم لنتيموس على الكثير من الاستفزاز، كاشفاً أشياء كثيرة في هذا العالم، ابرزها المجتمع الاستهلاكي البغيض الذي سيحملنا عاجلاً أم آجلاً الى ابتداع حلول بديلة. الفكرة العجيبة في الفيلم لا تتجسد في هؤلاء المقهورين الذين اختاروا خوض مغامرة مماثلة، بقدر ما نلمسها في الهاربين الى الغابة المجاورة من مجموعة مقاومين اختاروا حياة العزوبية ويطلق عليهم تسمية "المنعزلين". نزلاء الفندق يقومون بين فترة واخرى بجولات صيد في الغابة فيصوّبون بنادقهم صوب "المنعزلين"، ما يسمح لهم بتأجيل استحقاق تحويلهم الى حيوان إذا لم يجدوا توأم الروح. يختزل الفيلم مواضيع شتى، منها مكانة الحبّ في مجتمع المكننة، لكنه يفعلها ببرودة أعصاب رهيبة من دون ادانة بل بالانسجام والتواطؤ الكاملين مع هذه البيئة حيث تسيطر فكرة "الأخ الكبير".

■■■

"كارول" لتود هاينز (مسابقة) جعل عاصفة من الحب تهب على المهرجان. ما ان خرجنا من العرض الصحافي ليلة السبت الماضي، حتى بدأت التغريدات الايجابية للصحافيين الأميركيين تنهال علينا من كلّ صوب. جاءنا صاحب "لستُ هناك" بعمل استيتيكي رشيق، يعيد مجد السينما الأميركية كما سبق ان فعل يوم صوّر "بعيداً من الجنة". في نيويورك، في أحد أيام شتاء 1952، تدخل كارول (كايت بلانشيت) متجراً لشراء هدية في مناسبة حلول عيد الميلاد. تلتقي عينها عين البائعة (روني مارا)، المتحدرة من بيئة متواضعة. انها تيريز التي ستحبها كارول، على رغم التباعد في كلّ شيء، المستوى الاجتماعي والعمر واختلاف النقطة التي منها تنظر كلّ منهما الى الحياة. انه الحبّ من النظرة الاولى في هذه الأفلمة لرواية باتريشيا هايثميث نُشرت في العام 1952. السؤال المطروح هنا: الى اي مدى يسمح مجتمع الخمسينات الذي سبق ان صوّره هاينز في "بعيداً من الجنة"، بعلاقة ممنوعة، وكم ستدفع المرأة ثمن هذا الحب؟

من هاينز، هذا السينمائي الألمعي، لم نكن ننتظر اصلاً أقل من تحفة سينمائية. مرة جديدة تتعلق الحكاية هنا بالمثلية الجنسية التي تشكل احد الأعمدة الاساسية في سيرة هاينز منذ عمله الاول الذي نال جائزة خاصة بالسينما المثلية في برلين. "كارول" فيلم بسيط المضمون، طَموح المعالجة، نموذج من الكلاسيك الأصيل منذ الدقيقة الاولى. انه هدية مهرجان كانّ لمحبي السينما بمعناها الواسع. سينما حيث الجمال يولد من تلقاء ذاته والانفعال من البديهيات التي لا شيء يستحق ان ننظر اليه من دونه.

■■■

"سيكاريو" للكندي دوني فيلنوف (مسابقة)، هذا المخرج الصاعد الى مرتبة اخرى مع كل فيلم جديد له. تذكروا "حرائق" ثم "سجناء"، وبينهما "عدو". هو من الذين اجتاحوا السينما الأميركية بثقة عالية في الذات، آتياً اليها "من فوق"، فارضاً رؤيته وشخصيته الفيلمية التي لم يتنازل عنها هنا على الرغم من الموازنة الكبيرة والضغوط الانتاجية التي عمل تحتها. نحن هنا أمام فيلم مرجعي يراكم كلّ تفاصيل كارتيلات المخدرات ويذّكر قليلاً بـ"ترافيك" لستيفن سادربرغ. شخصياً، مسّني ايقاع فيلمه هذا، خطفني التشويق الذي يعزفه على اكثر من نغم، وشدّني طوال ساعتين اخراجه الباهر ولحظات خروجه عن السياق الدرامي. لا جديد في موضوع المخدرات والعنف والدم، لكنه قارَبه بطريقته الخاصة، الوجودية الغنائية القاتمة، مع لقطات تحلق عالياً في فضاء الثريللر. اميلي بلانت تقطع الأنفاس في دور الشرطية الشاهدة، ولا يمكن تخيل الفيلم من دونها، رغم ان المنتجين كانوا يريدون استبدالها برجل. جوهرة من جواهر كانّ 68 تستحق على الأقل جائزة الاخراج.

hauvick.habechian@annahar.com.lb

النهار اللبنانية في

21.05.2015

 
 

مهرجان "كانّ" يختصر الطريق بين محارق أوشفيتز وكارتيلات المكسيك

كانّ - هوفيك حبشيان

لمن يريد أن يرى ويتابع وينبش كلّ ما هو مستجد ومثير في مجال الفنّ السابع، فالدورة الحالية من مهرجان "كانّ" السينمائي (13 ــ 24 الجاري) توفّر له عدداً من الأعمال الاستثنائية التي ترفع من مستوى التحديات في وجه المخرجين حول العالم. حصة الأفلام الغرائبية كانت كبيرة هذه السنة، سواء في المسابقة أو خارجها، ولعل أهمها وأكثرها براعة هو ذاك الفيلم الذي جاءنا به المخرج اليوناني يورغوس لنتيومس في عنوان "سرطان البحر". هذا أول فيلم يخرجه لنتيموس بالإنكليزية بعد انطلاقه من "كانّ" قبل ست سنوات بفيلم "أنياب كلب" الذي فاز بجائزة "نظرة ما". إنه صاحب رؤية جريئة لا تساوم ولا تتراجع. جديده يذهب بعيداً في الاستفزاز وقلب الطاولة. الحكاية بسيطة ومعقدة في آن، إذ تدور فصولها العبثية في مستقبل قريب، هناك حيث لم تعد للبشر حرية أن يختاروا أحوالهم الشخصية، فيصبح الفرد مجبراً على الارتباط بشريك أو حبيب، وإلا تحوّل الى حيوان، لكن حيواناً من خياره.

هكذا نرى المهندس الأرمل (كولن فارل) يترك منزله في أحد الصباحات ليلتحق بـ"فندق" يمنح ضيوفه مهلة 45 يوماً للعثور على توأم الروح من بين القاطنين فيه. لا استمناء، لا علاقات جنسية، تفرض الإدارة شروطاً صارمة للإقامة تضع الضيوف تحت مراقبة شديدة كما لو كنا في "1984" لجورج أورويل. يختار المهندس التحوُّل الى سرطان بحر في حال أخفق في الارتباط. في المقابل، على نزلاء هذا الفندق العجيب القيام بجولات صيد الى الغابة المجاورة، ليس ليصطادوا حيوانات برية بل أشخاصاً قاوموا هذا النظام واختاروا حياة العزوبية. ومع كل جثة تسقط، يربح الصياد يوماً إضافياً قبل تحوّله الى بهيم. يتطرق الفيلم الى موضوعات عديدة، مباشرة أو مواربة، منها مكان الحبّ في عصر تحوّل الإنسان الى آلة، ويتأمل في البديل عن المجتمع الاستهلاكي الذي نعيش فيه. موضوعات ليست بجديدة، وإنما لنتيموس ينفخ فيها روحاً عبثية تحول الفيلم الى جوهرة من جواهر هذه الدورة، مع إدراكنا أنّ الفصل الأخير منه ليس بقوة فصله الأول.

ومن الافلام التي نالت إعجاب الصحافة هناك: "ابن شاوول". تربّع هذا العمل الموجع على عرش المرشحين لنيل "السعفة" من أيدي الأخوين كووين. "ابن شاوول" من توقيع هنغاري شاب اسمه لازلو نَمَس، ينجز هنا فيلمه الأول، وهو سبق أن عمل مساعداً للمخرج المجري المعلم بيللا تار. نَمَس خلاصة ثقافات متعددة، إذ عاش في كل من بودابست وباريس ونيويورك، وهو يطرح نظرة جديدة الى المحرقة النازية التي مات فيه أفراد من عائلته. خلافاً للكثير من الأفلام عن الهولوكوست، هذا الفيلم محوره الذين قضوا خلال عملية "الحلّ النهائي" ــ وليس عن الناجين. طوال نحو الساعتين من الزمن، يضعنا نَمَس حرفياً في محرقة في أوشفيتز، خلال تشرين الأول من عام 1944، ضمن تجربة سينمائية قاسية تتلف الأعصاب.

طوال مدة الفيلم، ترتكز الكاميرا على وجه غيزا روريغ. إنه اليهودي شاوول، العضو في فرقة "السوندركوماندو"ــ المكلفة حرق جثث الضحايا اليهود، قبل أن يَلقوا بدورهم المصير عينه. ثمة انتفاضة يتهيأ لها هؤلاء في المحرقة، لكن شاوول منشغل بشيء آخر: البحث عن حاخام يصلي على جثمان صبي صغير (يعتقد أنه ابنه) قبل دفنه، هذا هو هاجسه الآن لاسترجاع بعض من كرامة الإنسان المدعوسة. الفيلم الذي صُوِّر في إحدى الثكنات العسكرية في ضواحي بودابست، تفوح منه رائحة الموت والجثث المتفحمة، ويذكر بـ"تعال وشاهد" لايليم كليموف (مصدر وحي المخرج) ويعج بالأفكار الإخراجية الباهرة التي تتبلور كلها في خلفية الصورة، ونلتقطها تباعاً بحواسنا. أراد نَمَس البالغ من العمر 39 سنة الامتناع عن تصوير كلّ ما ليس قابلاً للتصوير، وأنجز بذلك فيلماً يطلق العنان للمخيلة.

"كارول" لتود هاينز جننّ الصحافة في "كانّ". صحيحٌ أننا كنا نتوقع عملاً كبيراً من المخرج الاميركي الفذّ، المقلّ انتاجاً والمتطلب فناً، بيد أنّ الفيلم تجاوز توقعاتنا وفاز بأكثر عدد من النجوم في تقويمات النقاد المنشورة في المطبوعات الصادرة يومياً على هامش المهرجان. يحملنا "كارول" الى قصة اعجاب وحبّ وانجذاب بين امرأتين تدور فصولها في خمسينات القرن الماضي في نيويورك. تيريز (كايت بلانشيت) امرأة بورجوازية تدخل متجراً لبيع الألعاب عشية عيد الميلاد فتتعرف هناك الى بائعة من بيئة متواضة (روني مارا). هل ستتحدى تيريز المجتمع الأميركي الطهراني من أجل حبها، وتضع حياتها العائلية في خطر، أم أنها ستعيش مغامرة سريعة قبل العودة الى الخط المستقيم؟ الشريط ليس نسخة أخرى عن "حياة أديل" لعبد اللطيف كشيش. من العلاقة الجنسية بين الرائعتين بلانشيت ومارا لن نرى الكثير، إذا يفضل هاينز المحافظة على شيء من الغموض والالتباس اللذين يحلقان فوق الفيلم من أوله الى آخره. مخرج "فلفت غولدماين" الذي لم ينجز سوى 6 أفلام في ربع قرن من الزمن مشغولٌ باهتمامات جمالية منمّقة يضعها في تضارب مع حال المجتمع في خمسينات أميركا. من هنا تولد دقته الإخراجية وإدارته البديعة للممثلين، فهل يدرجه الأخوان كووين في حساباتهما عند توزيع الجوائز مساء الأحد المقبل؟

يبقى الفيلم الأخير في لائحة الأفلام التي أدهشتنا: "سيكاريو" لدوني فيلنوف. سبق المخرج الكندي أن أنجز "حرائق" و"سجناء"، والآن ينتقل الى انجاز فيلم بموازنة ضخمة وممثلين معروفين. لكن يا ليت كلّ نقلة من سينما المؤلف الى السينما الجماهيرية الواسعة تتم بهذا القدر من النجاح. من خلال وصفه الفريد لعالم المخدرات والغوص في كارتيلاتها وذهابه وإيابه بين المكسيك والولايات المتحدة، ينجز فيلنوف فيلماً بارعاً عن كواليس تجارة المخدرات، وهو بذلك يتجاوز "ترافيك" لستيفن سادربرغ. "سيكاريو" (الكلمة تعني قاتل مأجور في المكسيك)، حافل بالتفاصيل، مملوء بلحظات إخراجية تخطف الأنفاس، والفكرة الأهم هي خيار السيناريو إسناد البطولة الى امرأة. فالممثلة اميلي بلانت تقوم هنا بدور شرطية ترى قيمها ومبادئها تذهب أدراج الريح بسبب الأساليب غير الأخلاقية والفساد وسوء استخدام النفوذ الذي ستكون شاهدة عليه. لا يكتفي فيلنوف بانجاز أحد أكثر الأفلام براعة إخراجية في السنوات الأخيرة، إنما يضع فيه لمسته الخاصة التي نأمل أن تساهم في فوزه بجائزة الإخراج.

المدن الإلكترونية في

21.05.2015

 
 

لحظة حب ورحمة تمنع القتل في فيلم "القاتلة" الصيني

العربية.نت - عبد الستار ناجي

يعتبر المخرج التايواني هو هيساو هيسين واحدا من أهم صناع السينما الصينية، لما يمتاز به من مقدرة على تحويل أصغر الحكاية إلى فعل سينمائي ثري بالمضامين والقيم الكبرى، وقد حقق السعفة الذهبية عام 1989 عن فيلمه "مدينة الحزن"، ويمتلك مسيرة عامرة بالإنجازات السينمائية التي رسخت اسمه وحضوره وبصمته.

ويعود هيسين من جديد بفيلمه "القاتلة" منذ فيلمه الأخير "رحلة البالون الأحمر"، الذي قدمه عام 2007، ومنذ ذلك الحين وهو يشتغل على فيلمه "القاتلة" الذي تعطل كثيرا من أجل تأمين الظروف الإنتاجية نظرا لضخامة الإنتاج.

وذهب هيسين إلى عمق التاريخ الصيني، حيث سلالات الإمبراطوريات والملك وحكاية ثأر قديم تسعى إليه إحدى السلالات المقاتلة ضد أحد الملوك، ويتم إعداد قاتلة لهذه المهمة بعد سنوات من التدريب والارتفاع بالمقدرة القتالية وصولا إلى اللحظة التي تصدر بها الأمور للذهاب إلى المهمة مع الإشارة إلى الظروف التي تمر بها الإمبراطورية من تغيرات ومشاكل بين الممالك.

تجري الأحداث في القرن التاسع الميلادي حينما يتم تكليف ابنة الجنرال وتدعى نب ينينج، بالقيام بمهمة اغتيال وتصفية حاكم ويبو، وتمضي في رحلتها وهي تقتل كل من يعترض طريقها حتى اللحظة التي تصل بها إلى سرير الحاكم لتجده جالسا يحتضن طفلة الوليد، عندها تقرر الانسحاب دون تكملة المهمة رغم محاولة الإمبراطور مطاردتها.

وعند عودتها تتفجر المواجهات حول أسباب عدم تنفيذها المهمة التي تدربت من أجلها سنوات طويلة، وتبدأ الحكايات والمواجهات بينها وبين مدربتها التي دربتها وجعلتها خلية نابضة بالتحدي والكراهية للإمبراطور، لكنها تظل تصر على أن السبب المباشر وراء عدم التكملة بأنها لا تريد أن تقتل عدوها وهو يعيش لحظة ميلاد طفلة، وأن للقتل أيضا ضوابطه وقواعده، وهي ليست مجرد قاتلة، بل إنسانة لها أحاسيسها ومشاعرها التي تجعلها ترفض الأوامر الخارجة عن التقاليد.

تتداخل وتتقاطع الحكايات داخل الفيلم كثيرا، بالذات فيما يخص رفض المعلمة وأيضا ابتكار شخصية أخرى تحاول مواجهة القاتلة لتأتي المواجهات عبر أطر فلسفية ومشاهد قتالية عالية الجودة. ولا تذهب إلى المغامرة من أجل المغامرة، ولكن لتقول لنا إن هذه المقاتلة الشرسة تمتلك قلبا يتعاطف، وقلبا يحب بالذات حينما تلتقي بأحد الشباب خلال مشوارها الذي لم يكتمل.

فيلم "القاتلة" ليس مجرد فيلم تشاهده وتنساه، بل هو فيلم تشاهده ليظل في الذاكرة كما البصمة والوشم في الذاكرة، وتقدم السينما الصينية والتايوانية على وجه الخصوص.

وفي الفيلم أيضا أداء عالي المستوى للنجمة شو كي بدور القاتلة وشانج شين بدور محافظ ويبو، وفي الفيلم يذهلنا الموسيقار الصيني ليم جيونج بحلوله الموسيقية المذهلة التي تستدعي عددا من الموسيقات، وهكذا هو الأمر مع مدير التصوير الصيني مارك لي بينج بينج الذي عمل في النسبة الأكبر من أعمال المخرج هو هيساو هيسين.

ونخلص: فيلم "القاتلة" يذهب بنا من المغامرة إلى لحظة العقل والحب حيث الموقف.

العربية نت في

21.05.2015

 
 

من إخراج الأخوين طرزان وعرب ناصر وبطولة هيام عباس

الفيلم الفلسطيني «ديجرادية» تقرير عن الوضع الراهن في غزة!

عبدالستار ناجي

ضمن تظاهرة اسبوع النقاد الدوليين في مهرجان كان السينمائي الدولي عرض الفيلم الفلسطيني ديجرادية قصة الشعر المتدرج من توقيع الاخوين طرزان وعرب ناصر وهو فيلمها الروائي الاول ويتنافس على الكاميرا الذهبية وهي الجائزة التي تمنح لمخرج الفيلم الاول .

احداثيات الفيلم تجري في احد الصالونات النسائية ابان الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة . ولكن مع كم من الاحداث التي تزدحم فمن خلال صالون كرستين الروسية المتزوجة من فلسطيني والتي تدير هذا الصالون الذي يستضيف العديد من السيدات والفتيات في عصيب يشهد كما من الاحداث اعتبارا من سرقة احد الاسود من صاحبه الذي أحضره من الخارج مرورا بالقصف الاسرائيلي وايضا المواجهات بين حماس وفتح وغيرها من التنظيمات

شخصيات نسائية يزدحم بها الصالون فهذه التي جاءت تحضر نفسها لموعد غرامي وتلك التي تستعد ليوم فرحها وأخرى الحامل التي تنتظر الولادة والتي تريد ان تكون جميلة قبل ان تنشغل بمتابعات الولادة وأخرى جاءت لتغيير شكلها وهي تعاني من مشاكل زوجية مع زوجها الذي يضربها وتتواصل الشخصيات هذا بالاضافة الى العاملات في الصالون اعتبارا من الروسية التي أحضرت معها ابنتها الصغيرة وايضا مساعدتها التي تحب احد شباب الحي والذي يتردد من الزواج منها لانها تعمل في محل كوافير .

وضمن التقرير عن حالة الوضع الراهن في قطاع غزة نشاهد انقطاع الكهرباء وسطوة الظروف التي يعاني منها الجميع ومن بينهم المرأة التي تجد نفسها تارة امام ضغوط المجتمع وأخرى امام انعكاسات الحرب الدائمة ولعله الرصاص والظروف المعقدة والتي تواصل تعقيدها يوما بعد آخر

شخصيات تخرج من رحم المعاناة الى الألم . بحثا عن مساحة حلم حتى وان كان زائف . الحياة تسير بايقاعها المتوتر الصاخب على ايقاع الانفجارات والعزلة والصراعات التي اول وليس لها آخر شخصيات تحمل تاريخها وتعبها وهمومها على راحتها لذا هي تبحث عن اي لحظة كي تفجر مفردات الألم تلك . وهذا ما نحسة عبر جميع الشخصيات التي كلما جاءت الشرارة جاءت المواجهة والشجار النسائي الذي لا يقل عنفا عن ذلك الجنون الذي يقوده الرجال في الخارج .

فيلم يقول الكثير وان ظل مشبعا بالحوارات الهامشية تارة والمفرغة من المضمون تارات عدة كما هي تلك الشخصيات التي يبلغ عددها 13 شخصية وكان بالامكان اختصارها وتكثيف حواراتها ومنح الشخصيات مساحة من العمق اكبر من ذلك الهامش والحوار المفرغ من المضامين قيمة الفكرة . الان ان الحدث بشكل عام يظل ثابتا وهكذا هو الحوار

كل الاحلام في ديجرادية مقتوله مدمرة مفرغة لا تصل الى اهدافها وهو ما يعكس الحالة التي يعيشها قطاع غزة او وتلك الشخيات التي صاغها الثنائي الاخوين طرزان وعرب ناصر

في الفيلم هناك تفاوت في مستوى الاداء . وان ظلت النجمة الفلسطينية هيام عباس ممسكة بمفردات الشخية ودلالاتها . ولكن ازدحام الشخصيات غير المبرر همش الجميع . ومن بينهم مساعدة الكوافيره العاشقة . وايضا الروسية صاحبة المحل . وايضا تلك التي يضربها زوجها . وأصبحت مدمنة. امام بقية الشخصيات فهي تتحرك في الاطار النمطي البحت بالذات الفتاة المتدينة وام العروس الثرية وغيرهم كما لم يتم استثمار عدد آخر من الشخصيات وتحويل الحدث بكامله الى فعل نسائي . مشددين على ان جملة الحوارات التي صاغها الاخوان طرزان وعرب ناصر لا تمت الى الحوارات النسائية وهنا شئ من الخلل يضاف الى خلل كتابة الاحداث

ولكن يبقي امرا اساسيا ان الفيلم يمنح المشاهد صورة مقربة من حالة الوضع الراهن في قطاع غزة حيث سندان اسرائيل ومطرقة التشرذم الحكومات المتعافبة والانزلاق الى المواجهات اليومية التي تنعكس اثارها على كل شيء بما فيها الجمال المنشود من الصالات النسائية

«ملك السوق».. الإنسان تحت ضغط الأزمات الاقتصادية!

عبدالستار ناجي

هناك نوعية من الاعمال السينمائية تعرف بصناعها وأخرى بكتابها وثالثة بنجومها وفيلم ملك السوق هو من النوعية الثالثة التي تعرف باسم نجمها وهو الفرنسي فنسنت لندن وهو احد ابرز النجوم الذين شغلوا بقضايا الانسان والمجتمع في السينما الفرنسية، ومن النادر ان يكون هناك عمل سينمائي لهذا النجم الفنان دون ان يقترن بقضية ذات ابعاد سياسية واجتماعية واقتصادية

وهو في فيلمه الجديد ملك السوق للمخرج ستيفان بيرز لا يكتفي بالتمثيل بل يشارك ايضا في الانتاج لانه يؤمن بأهمية التجربة والقيم التي تؤكد عليها والتي تجعل المشاهد الاوروبي على وجه الخصوص يشعر وكانه يشاهد نفسه على الشاشة

فنحن في هذا الفيلم امام حكاية تيري فنسنت لندن في الحادية والخمسين من عمره وبعد عشرون شهرا من البطالة يحصل على عمل جديد كحارس في احد الاسواق المركزية الكبرى ونشاهد حركة تيري اليومية بين أسرته التي تضم زوجته وابنه المعاق وبين متابعة عمله واضطراره في مرحلة ما لبيع المنزل الذي يمتلكه على البحر من اجل تأمين دراسة وعلاج ابنه الا ان المفاوضات على البيع تنتهي بالفشل لان السعر المعروض أقل من ان يغطي احتياجات تيري .

هذا من جانب ومن جانب آخر نحن امام كم من الحكايات اليومية عبر السرقات اليومية التي يقوم بها عدد من الزمن في السوق المركزية والتي يتم رصدها من خلال الكاميرات التي تغطي السوق . ودائما السبب الازمات الاقتصادية التي تحيط بهم والتي تجعلهم دائما مهددين من قبل رجال الامن بالسجن الان ان تيري يظل يحل المشاكل دائما بشكل ودي عبر اقناع المتهمين بتسديد الفاتورة عن البضاعة المسروقة .

كما نشاهد ايضا عدد من زملائه في السوق وهم ايضا متورطون بالسرقة تارة وتزوير الفواتير تارة أخرى وهو دائما يرى نفسه وسط تلك الازمات الخانقة وكانه يقول لنفسه كان بالامكان ان يحدث هذا الامر لي كما يحدث مع الآخرين.

وتمضي الايام حتى يتم القبض على احدى الموظفات النشطات في السوق وهي لا تورد بعض الفواتير الى السوق وعندها لا يتحمل الموقف لانه يجد نفسة وكأنه يخنق او كأنه في طريقه الى شيء من تلك الممارسات الخاطئة عندها يقرر ان يغادر المكان بعد ان يخلع ملابس العمل مباشرة الى خارج السوق بحثا عن الحرية وبحثا عن فضاء جديد يؤمن له العيش خلال الضغوط .
فيلم يتحدث عن حجم الانسان امام الضغوط الاقتصادية المدمرة التي تدفعه لان يفعل كل شيء وصولا الى السرقة والاحتيال لتأمين حياته وحياة أسرته

قوة اقتصادية وضغوط تطحن الانسان تدمره تحوله الى شيء ممسوخ قد يستبيح أي شيء وهو يعلم جيدا بانه يرتكب خطأ فادحا بحق نفسه وأسرته ومستقبله بالذات حينما تفقد الجهة التي يعمل بها الثقة به

سينما القضية وسينما الانسان وسينما الازمات وسينما الهموم اليومية المعاشة حتى ان المخرج ستيفان بيرز ومن خلال نصه الذي كتبه حرص ان يمزج بين ما هو درامي وما هو تسجيلي من خلال شخصيات عادية قدمت الشخصيات بالاضافة طبعا الى الاداء العالي المستوى لفنسنت لندن هو الافضل بين نجوم مهرجان كان فهو لم يكن يمثل بل يعيش ويجعل الشخصية تنطق بلسان حال الملايين من الاوروبيين في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ اوروبا والعالم

أزمة اقتصادية خانقة تطحن الجميع تحول جميع الشخصيات الى هشيم يتشظى امام الضغوط والالتزامات والاحتياجات اليومية البسيطة التي أقلها تأمين دراسة الابناء .

فيلم كبير حتى رغم بساطته المتناهية فيلم يقول أبعد من حدود الصورة . فيلم يرسخ المخرج استيفان بيرس وايضا يعمد الممثل الفرنسي فنسنت لندن كمبدع نذر نفسة لقضايا الانسان في بلاده وهكذا تكون السينما مرآة الألم الانساني اليومي .

النهار الكويتية في

21.05.2015

 
 

فرنسا تنافس بـ«محارب تاميلي» وتايون ترد بـ«القتلة المأجورين» في «كان»

«سينماتوغراف» ـ أميرة لطفي

شهد أمس الأول ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي في دورته الثامنة والستين، منافسة فرنسية تايوانية، بين فيلم «ديفان ـ Dheepan» للمخرج الفرنسي «جاك أوديار»، وفيلم «القتلة المأجورين ـ The Assassin» للمخرج التايواني «هو هسياو هسين»، وبينما انشغلت فرنسا عبر الفيلم، بنرجسية النظر إلى نفسها من خلال محارب«تاميلي» الذي قرر الفرار من الصراع في سريلانكا والاستقرار هناك، فان التايواني «هسين» يعود إلى أدب الشعب الصيني، راصدا صراعا بين حاكم إحدى المقاطعات وشخص من رعاياه قرر الانقلاب عليه.

و«ديفان» الذي يدور حوله الفيلم، هو محارب من نمور التاميل «حركة انفصالية»، يدافع عن استقلال التاميل في سريلانكا، وحين يدرك أن الهزيمة قريبة، يقرر الهرب من بلاده التي يسودها العنف والانهزام مع امرأة ليست امرأته وطفلة لسيت طفلته إلى باريس، على أمل بناء حياة أفضل.

وفي العاصمة الفرنسية، ينتقلون من دار استقبال إلى أخرى، إلى أن يحصل «ديفان» على عمل كحارس بناية سكنية، لكن سوء وضعه يدفعه إلى الكفاح بطاقة تتجاوز طاقة المقاتل، لتحقيق الحياة الجديدة التي يحلم بها.

ولجأ المخرج «أوديار» إلى ممثلين غير محترفين منهم الكاتب «أنطونيتازان جيزوتازان» والممثلة المسرحية«كاليازواري سرينيفازان».

ولم يشارك في الفيلم من الممثلين المحترفين سوى «فينسان روتييه» و«مارك زينغا»، واستمد سيناريو الفيلم إلهامه من رواية «رسائل فارسية» لمونتسكيو التي كتبها عام 1721.

وحصل «أوديار» على عدد كبير من الجوائز في السينما الفرنسية، فبعد بداياته عام 1994 في أسبوع النقد مع فيلم«لاحظ كيف هزموا» (Regarde les hommes tomber)، فاز عام 1996 بجائزة أفضل سيناريو عن فيلم «بطل عصامي» (Un héros très discret).

ثم حصد الجائزة الكبرى في المهرجان عام 2009 عن فيلم «نبي» (Un Prophète) وعاد إلى الكروازيت عام 2012 مع فيلم «صدأ وعظام» (De Rouille et d’Os) الذي جمع ماريون كوتيار وماتياس شوينارتز.

ولم يشارك «جاك أوديار» في المسابقة الرسمية للمهرجان منذ عام 2012 حيث قام بتقديم فيلم «صدأ وعظام».

أما المخرج التايواني «هو هسياو هسين» فهو يشارك بفيلمه السابع والمقتبس عن رواية «ناي بيينييانج» وهو اسم البطلة والرواية معا، ليحوله إلى فيلم باسم «القتلة المأجورين» (The Assassin).

ويدور الفيلم حول «ناي يينييانغ» التي تتلخص وظيفتها ومهمتها المقدسة في الحفاظ على السلام في محافظة«يبو» إلى أن يأتي اليوم الذي يقرر فيه «تيان جيان» تحدي سلطة الحاكم.

وتجد «ناي يينييانغ» نفسها في موقف حرج، إذ كيف يمكنها قتل هذا المتمرد وهي تحبه.

وحصل «هو هسياو هسين» على جائزة لجنة التحكيم عام 1993 عن فيلمه «سيد العرائس ـ The Puppet master» وهي المرة الأولى في مسيرته المهنية، ويعمل حاليا على فيلم «العباءة والسيف» في صين القرن التاسع.

وتنتمي الرواية الأصلية إلى «تشيوان شي»، وهو نوع أدبي صيني تقليدي، وقال المخرج عنه في المؤتمر الصحفي للفيلم «إن هذا النوع من الأدب حافل بتفاصيل الحياة اليومية».

وأضاف عن أسلوبه في العمل: «أسلوبي لا يشمل المحاربين الذين يطيرون في الهواء»، حيث يفضل «هسين»استلهام أسلوب «أكيرا كوروساوا» (المخرج الياباني الأكثر شعبية في العالم)، الذي يولي اهتماما بفلسفة الشخصيات في المقام الأول والعنف والبهلوانات في المقام الثاني.

«النعجة» أول فيلم أثيوبي ينافس في برنامج «نظرة ما» بمهرجان كان

كان ـ «سينماتوغراف»: نعمة الله حسين

الجائزة الحقيقية لأى فيلم هى المتعة التى يمنحها للمشاهد، وفى برنامج «نظرة ما» أحد الأقسام الهامة بمهرجان كان، عرض فيلم «النعجة» للمخرج الأثيوبى «يارد زيلبك» ليكون بحق مفاجأة المهرجان، يعد الفيلم هو الأول لمخرجه الذى هرب من أثيوبيا منذ كان فى العاشرة من عمره ليذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه يعود اليوم إلى أثيوبيا ليقدم هذا الفيلم تكريما لبلاده ويهديه الى روح جدته وإلى قبيلته التى تركها صغيرا، لكن مازال الحنين فى قلبه كبيرا، إن هذا الفيلم هو خلاصة تجربة حياة صبى صغير هاجر من قريته لكنه حمل معه جذوره وثقافته وتقاليده، ولم تستطع الغربة وسنواتها الطوال أن تمحو ماحفر فى ذهنه صغيرا.

خلال عام 2010 كان «ياريد» طالبا فى السنة النهائية بجامعة نيويورك، قدم مشروع تخرجه لفيلم بعنوان «النعجة»، كتبه فى 20 ورقة، وعندما قرأه السينارست «نود لوندس» الذى كان يقوم بالتدريس له، أعجب به ونصحه بأن يستكمل المشروع ويحوله لفيلم روائى طويل، وهو ماقام به ياريد ليكون «النعجة» أول فيلم أثيوبى يعرض فى مسابقة بمهرجان كان، وقد تم تصوير الفيلم بمنطقة «جوندار» التى تمتاز بمناظرها الطبيعية الخلابة، وفى نفس الوقت يعانى أهلها من الجفاف، وسكانها محرومون من المياه والكهرباء، حيث يدخرون مياه الامطار لحياتهم اليومية التى صورها ياريد بصورة شديدة الواقعية من خلال الفتى الصغير«افرام» الذى توفت والدته، وتركته وحيدا مع والده والذى يقرر الهجرة من القرية ويأخذ الابن معه ويصر الصغير على اصطحاب نعجة عجفاء «عقيمة» معه لأن والدته كانت تحبها، ويضطر الأب الذى قرر العمل فى المدينة أن يترك طفله مع بعض أقاربه الذين يقطنون احدى القري النائية، ليعانى الطفل اليتيم الأم من هجران الأب، وعليه أن يمارس العديد من الأعمال الصغيرة لمساعدة ربة البيت، ويتصدى لرغبة أقاربه الذين يريدون ذبح النعجة، وينجح بمساعدة إبنتهم أن يتركها فى رعاية أحد المزارعين، واذا كان ياريد قدم فيلما يحمل حنينا لطفولته ولبلاده فإنه أيضا استعرض جمال الأودية والجبال، ومشاهد الفقر الشديد الذى تعانى منه بلاده والذى يؤكد من خلال فيلمه انه لا أمل في الوصول الى الرخاء الا بالعلم، لذلك ترحل الابنة «تسيو»إلى المدينة لتعمل وتستكمل دراستها، بينما يظل أمل ياريد فى العودة الى قريته، خاصة بعد ان أعطى النعجة حريتها وتركها لمن يرعاها وسط قطيع من الأغنام.

فى الفيلم أوضح ياريد كيف يتعايش البسطاء من أصحاب الأديان السماوية المختلفة (اليهودية والمسيحية والاسلامية) دون أن يكون هناك أى خلاف أو كراهية بينهم فهم أبناء وطن واحد.

 لقد جاء فيلم «النعجة» كأحد أمتع أفلام المهرجان وأفضل بكثير من أفلام شاركت فى المسابقة الرسمية، البعض منها سوف يحصل على جوائز، لكن تبقى المتعة الذهنية والبصرية للمشاهد هى أكبر جائزة يحصل عليها الفيلم.

هند صبري تُعلن عن تأسيسها لشركة إنتاج خلال «كان السينمائي»

كان ـ «سينماتوغراف»

من قلب أكبر أسواق السينما في العالم، وضمن مهرجان كان السينمائي، أعلنت النجمة العربية هند صبري عن تأسيس شركة .Salam PROD، ومن المخطط أن تعلن الشركة لاحقاً عن مشاريعها الأولى.

وعن تأسيس الشركة صرّحت هند “أسست شركة .Salam PROD بهدف تنفيذ أعمال معينة أحلم بها، بدون أن تلتزم الشركة بتقديم أعمال بشكل منتظم سنوياً، فالشركة ستعمل فقط من أجل تقديم أعمال خاصة جداً أرغب في المشاركة بكل عناصرها من الألف إلى الياء، ولا يعني هذا أنني سأقوم بالتمثيل في هذه الأعمال، كما أن هدفي ليس منافسة شركات الإنتاج في العالم العربي، فأنا لن أتحول إلى منتجة أو سيدة أعمال، وسيبقى تركيزي الرئيسي دوماً على عائلتي، عملي كممثلة، ودوري الاجتماعي في العالم العربي.

وقد اختارت هند صبري الإعلان عن شركتها من خلال مركز السينما العربية الذي تُقام نسخته الثانية في سوق الفيلم التابع لـمهرجان كان السينمائي، وهو ما علقت عليه قائلة «مركز السينما العربية هو التجمع المثالي للفنانين العرب وشركات الإنتاج، فالعالم العربي يضم 350 مليون نسمة، وبينهم توجد ملايين المواهب التي تحتاج إلى فرص مستمرة في كل مجالات الترفيه، ولهذا الهدف يجب أن تتعاون شركات الإنتاج والفنانين سوياً».

مركز السينما العربية هو بمثابة منصة دولية تروّج للسينما العربية من تنظيم شركةMAD Solutions  ضمن استراتيجيتها لدعم صناعة السينما في العالم العربي والترويج لها في المدى البعيد، حيث يوفر المركز لصناع السينما العربية، نافذة احترافية للتواصل مع صناعة السينما في أنحاء العالم، عبر عدد من الفعاليات التي يقيمها المركز وتتيح تكوين شبكات الأعمال مع ممثلي الشركات والمؤسسات في مجالات الإنتاج المشترك، التوزيع الخارجي وغيرها.

«حكاية مجنون» تعيد إلى الأذهان مذبحة الأرمن

من أجمل الأفلام ولكن خارج المسابقة الرسمية لمهرجان كان

نعمة الله حسين تكتب من «كان» لـ«سينماتوغراف»:

«حكاية مجنون» أحدث أفلام المخرج الأرمينى «روبير جيديجيان» والذى يتناول مذبحة الارمن على أيدى الأتراك، يأتى فيلم روبير بعد مايزيد عن ستين عاما من مقتل طلعت باشا فى ألمانيا على يد «سوجومونتيليريان» وذلك انتقاما لأسرته التى أبيدت بالكامل، فى الفيلم يقوم الشاب «أرام» الذى يقيم فى مدينة مارسيليا بفرنسا، – حيث تعيش جالية كبيرة من الأرمن –  باغتيال السفير التركى فى فرنسا، وذلك بتفجير سيارته، وفى نفس توقيت التفجير يتصادف مرور الشاب «جيل تسيه» وهو يقود دراجته فيصاب ويفقد ساقه، بينما يهرب أورام بعد الحادث ويلحق بجبهة التحرير المسلحة فى بيروت فى بداية الثمانينات، التى كانت تؤمن العمليات العسكرية ليصل للعالم ماحدث للأرمن، ويتم إدانة تركيا لأنهم بعد ستين عاما على تلك المذبحة وحرب الإباد ، لم يتحرك العالم نحو قضيتهم بشكل ايجابى، لكن على أثر الخسائر البشرية فى الضحايا، اهتمت وسائل الإعلام بقضيتهم.

«جيل» الضحية كما يرد على لسانه فى الفيلم، يجهل أين تقع أرمينيا، وهو لايعرف شيئا عنها ولاعن الأرمن، وعندما ذهبت اليه والدة أرام، تطلب منه أن يسامح ابنها، وأن يقبل إعتذارها، واعتذار معظم الشعب الأرمنى الذى لايؤمن بالعنف، تترك الأم له عنوانها فى مارسيليا، وبعد فترة تفاجأ الأسرة بزيارته لهم، ويبدأ فى التعرف على عدد كبير من الأرمن، بينما تستقبله الأسرة ضيفا عليها، ويقيم فى غرفة «أرام» ويصبح قريبا من الأسرة، بل أن الجدة التى تعانى من الزهايمر تعتقد أنه «أرام» وتوصيه بأن  يقوم بدفنها – حين تموت – فى أرمينيا.

يطلب جيل أن يلتقى بأرام ، ويسافر هو والأم الى بيروت للقائه، ويخبرهما أرام بانه ترك المجموعة المسلحة لأنه أصبح غير راضيا أن يقع ضحايا أبرياء كل يوم، يعتذر لـ«جيل» لكنه يعترف بأنه غير نادم على قتله للسفير التركى، لكن أثناء مغادرته، يتم إطلاق النار عليه أمام والدته وجيل، وينتهى الفيلم بقيام الأم وجيل، بعد عشر سنوات بالذهاب الى أرمينيا لدفن رفات الجدة، فقد وجدت الام فى جيل إبنا جديدا.

المخرج روبير جيديجيان، مازال وفيا لفريق العمل الذى يعمل معه بانتظام منذ أكثر من ثلاثين عاما، وبالطبع فإن بطلة فيلمه هى زوجته الفنانة القديرة «أربان اسكاريد» التى قامت بدور الأم.

وفى حوار مع جديجيان قال أنه احترم الوقائع التاريخية، وأنه قدم العديد من الأفلام الوثائقية عن مذبحة الأرمن وشعر أنه لابد وان يقدمها فى فيلم روائى.

وكعادة جيديجيان، فأنه نجح فى أن ينقل لنا تفاصيل الواقع اليومى لأسرة أرمنية بسيطة تعيش فى مارسيليا كذلك ملامح حياة الجالية الأرمنية، ومن خلال مشاهد مفتوحة على البحر والتلال فى فرنسا تعكس حالة البحث عن الحرية الحقيقية.

إن «حكاية واحد مجنون» يعد من أقوى وأجمل الأفلام التى عرضت فى المهرحان بعيدا عن المسابقة ولكن فى القسم الرسمى.

4 أفلام تحصد جوائز مسابقة الأفلام القصيرة وسينيفونداسيون في «كان السينمائي» 2015

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

أعلن منذ قليل مهرجان «كان» السينمائي الدولي عن الأفلام القصيرة والأفلام المشاركة في مسابقة«سينيفونداسيون  ـ Cinéfondation» في دورته الثامنة والستين، وكانت لجنة المسابقة التي ترأسها المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو قد تلقت 4550 فيلمًا قصيرًا، أي أكثر بألف فيلم عن العام الماضي، من إنتاج أكثر من 100 دولة، وتألفت مسابقة سينيفونداسيون باختيار 18 فيلما لطلاب، من 381 مدارس السينما في جميع أنحاء العالم.

 وفاز بالجائزة الأولى 15 ألف يورو فيلم «SHARE» إخراج بيبا بيانكو، الولايات المتحدة الأمريكية، وحصد الجائزة الثانية 11.250 يورو فيلم «LOCAS PERDIDAS» إخراج إجناسيو جوريسيك مريلان، شيلي، أما الجائزة الثالثة وقيمتها 7500 فحصل عليها فيلم «عودة أركين» إخراج ماريا غوسكوفا، روسيا، مشاركة مع فيلم «VICTOR XX» إخراج إيان غاريدو لوبيز من اسبانيا، ويضمن الفائز بالجائزة الأولى أيضا عرض فيلمه الروائي الأول في مهرجان كان السينمائي.

وشملت مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان «كان»، تسعة أفلام تتنافس على جائرة السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير في عام 2015: فيلم Waves ’98 لإيلي داغر من إنتاج لبنان وقطر، والفيلم الاسترالي The Guests لشان دانيلسين، وفيلم Sali لزيا دميريل من إنتاج تركيا وفرنسا، والفيلم الفرنسي Le Repas Dominical لسيلين ديفو، والفيلم البريطاني Love is Blind لدان هودجسون.

كما شارك في المسابقة فيلم Ave Maria لباسيل خليل من إنتاج فلسطين وفرنسا وألمانيا، والفيلم البلجيكي Copain للأخوين جان وراف روسينس، والفيلم البريطاني Patriot لإيفا ريلي، والفيلم الأرجنتيني Presente Imperfecto لياير سعيد.

فيلم «جنسي» ثلاثي الأبعاد فى مهرجان كان السينمائي

كان ـ الوكالات: «سينماتوغراف»

عرض مهرجان كان السينمائي الدولي فيلم «العشق ـ LOVE» الدرامي من إخراج الأرجنتيني غاسبار نوي، وأثار الفيلم الذي صّور بطريقة «D3» الأبعاد الثلاثية حيرة لدى المشاهدين لكثرة المشاهد الجنسية الصارخة.

وقال النقاد السينمائيون أن فيلمي «50 درجة للون الرمادي» و«السحاقية» يبدوان فيلمين رومانسييْن خفيفيْن على خلفية «العشق» من إخراج نوي.

وأوضحت مجلة «Variety» ان المخرج إتبع أسلوبا سينمائيا واقعيا للغاية لدى تصويره للرجال والنساء، والمثليين منهم، والعمليات الجنسية بينهم، بحيث يختفي الحد بين فيلم إباحي وفيلم إغراء.

فيما منح المشاهدون الفيلم دعمهم بتصفيقهم الحاد بعد انتهاء العرض. وسيتم ترويجه في الولايات المتحدة للمشاهدين الذين يتجاوز عمرهم 18 عاما.

 يذكر أن غاسبار نوي معروف بإخراجه لفيلمي «الدخول في الفراغ» و«لا رجعة» اللذين تتخللهما مشاهد جنسية. واشتهر الفيلم الأخير بمشهد اغتصاب امرأة تلعب دورها الممثلة الإيطالية المشهورة مونيكا بيلوتشي.

سينماتوغراف في

22.05.2015

 
 

«ايشواريا» راي ملكة جمال العالم تعود للسينما بفيلم «جذبا»

كان (فرنسا) – رويترز:

بعد توقف خمس سنوات بسبب الأمومة عادت نجمة بوليوود ايشواريا راي باتشان للسينما من جـديد بـدور أم تتـعرض إبنتـها للخطـف في فيـلم الإثـارة «جـذبا». وقالت راي باتشان – ملكة جمال العالم سابقا، وإحدى أنجح الممثلات في بوليوود- إن الفيلم أتاح لها الفرصة لإظهار إمكانياتها كممثلة في الوقت الذي يشكل كل يوم تحديات جديدة يتعين عليها تخطيها.

وقالت في «مهرجان كان السينمائي الدولي»، حيث يعرض «جذبا» لأول مرة «كل يوم عندما أذهب للعمل أقول لنفسي.. كيف يفترض أن أتأقلم مع مثل هذا الوضع على المستوى الإنساني؟.» وأضافت «بالنسبة لي يبدو الأمر صعبا ومجهدا وقاسيا.. لكنه مثير.»

ودائما ما تظهر راي باتشان (41 عاما) – التي إختيرت ملكة لجمال العالم في 1994- بقوائم «أجمل النساء» وهي متزوجة من الممثل ابهيشيك باتشان ابن نجم بوليوود اميتاب باتشان.

وإلى جانب أفلامها في بوليوود ظهرت أيضا في أفلام في هوليوود مثل «النمر الوردي 2». وفيلم «جذبا» من إخراج سانجاي جوبتا هو أول مشروع سينمائي تعود به راي باتشان بعد أن وضعت طفلها الأول في 2011 .

وقال جوبتا إن الممثلة قدمت أداء «متميزا جدا» إرتقى بالفيلم الذي يقدم قصة محام وأم عزباء (راي باتشان) يحاولان المستحيل من أجل إستعادة الإبنة المخطوفة.

القدس العربي اللندنية في

22.05.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)