كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

اليوم تُعلن الجوائز

رسالة مهرجان كان: سمير فريد

مهرجان كان السينمائي الدولي الثامن واالستون

   
 
 
 
 

أحسن ممثلة: كيت بلانشيت أو ماريون كوتيلار.. وأحسن ممثل: مايكل كين وهيرفى كيتل معاً

تُعلن مساء اليوم الأحد جوائز لجنة تحكيم مسابقة السعفة الذهبية لمهرجان كان، أهم جوائز السينما الدولية فى العالم، والتى يرأسها لأول مرة فى تاريخ المهرجان مخرجان يخرجان معاً كل أفلامهما، وسبق أن فازا بالسعفة الذهبية عن أول أفلامهما «بارتون فينك» منذ ربع قرن ويزيد.

ظلت اللجنة من تسعة أفراد، بمن فى ذلك الرئيسان، فلكل منهما صوت. وتتكون من خمسة سينمائيين وأربع سينمائيات، منهم الممثلات الفرنسية صوفى مارسو والإسبانية روسى دى بالما والبريطانية سينا ميللر، والممثل الأمريكى جاكى جيلينهال، والمخرجان المكسيكى جوليرمو ديل تورو والكندى زافير دولان.

تمنح اللجنة ثمانى جوائز هى السعفة الذهبية والجائزة الكبرى وأحسن إخراج وأحسن سيناريو وإسهام فنى وأحسن ممثل وأحسن ممثلة، وجائزة لجنة التحكيم.

اشترك فى المسابقة ١٩ فيلماً من ٩ دول: ١٣من أوروبا (٥ من فرنسا، ٣ من كل من إيطاليا وبريطانيا، وفيلمان من المجر والنرويج)، وثلاثة أفلام من الأمريكتين (٢ من الولايات المتحدة وفيلم من المكسيك)، وثلاثة أفلام من آسيا (فيلمان من اليابان وفيلم من تايوان).

تواجه لجنة التحكيم مهمة صعبة نظراً لارتفاع مستوى أغلب الأفلام كما هو معتاد فى المهرجانات الدولية الكبرى الثلاثة (برلين وكان وفينسيا)، وخاصة كان، حيث يتم العرض العالمى الأول لأكثر من ثمانين فى المائة من الأفلام المنتظرة لكبار صناع الأفلام إلى جانب الاكتشافات الجديدة. ومستوى السينما فى العالم كل عام هو بصفة عامة ما يعرض فى هذه المهرجانات، سواء فى المسابقة أم فى الأقسام الأخرى.

استفتاءات النقاد

يفضل نقاد فرنسا حسب استفتاء مجلة «فيلم فرانسيه» الفرنسية بالترتيب الفيلم الإيطالى «أمى» إخراج نانى موريتى، والفيلم الفرنسى «قانون السوق» إخراج ستيفان بريزى، والفيلم البريطانى «كارول» إخراج تود هاينس، والفيلم الإيطالى «شباب» إخراج باولو سورينتينو، والفيلم اليابانى «الجبال قد تتحرك» إخراج جيا زانج كى.

ويفضل نقاد مجلة «سكرين إنترناشيونال» البريطانية، وهم من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وأستراليا وتايلاند «كارول»، والفيلم المجرى «ابن سول» إخراج لازلو نيمس، وهو الفيلم الوحيد فى المسابقة لمخرج جديد، وبذلك يتنافس أيضاً على جائزة الكاميرا الذهبية للأفلام الطويلة الأولى أو الثانية، و«أمى»، والفيلم اليابانى «أختنا الصغيرة» إخراج هيركازو كوري- إيدا، والفيلم البريطانى «جراد البحر» إخراج يورجوس لانتيموس. ويفضل نقاد مجلة «هوليود ريبورتر» الأمريكية «كارول»، و«جراد البحر»، و«قانون السوق»، و«ابن سول»، والفيلم الإيطالى «حكاية الحكايات» إخراج ماتيو جارونى. ويفضل نقاد مجلة فارايتى «كارول» و«ابن سول».

ورغم أن هذه القوائم صدرت قبل عرض ٥ من الأفلام الـ١٩ المتسابقة، ورغم أن فيلماً واحداً فقط يذكر فى كل هذه القوائم، وهو «كارول» يليه «ابن سول» فى أربع منها، و«أمى» فى ثلاث، وكل الأفلام السبعة الأخرى تُذكر فى قائمتين أو قائمة واحدة، إلا أنها تمثل مؤشرات قوية على آراء النقاد، والتى لا تتفق بالضرورة مع آراء لجنة التحكيم. ومن بين الأفلام الخمسة التى عُرضت بعد صدور تلك القوائم فيلمان جديران بالفوز، وهما الفرنسى «ديبان» إخراج جاك أوديارد، والبريطانى «ماكبث» إخراج جوستين كورزيل.

رأى كاتب هذه السطور أن الاشتراك الإيطالى الأقوى فى المسابقة، فالأفلام الثلاثة «أمى» و«شباب» و«حكاية الحكايات» يستحق كل منها الفوز بالسعفة، والأفضل أن يفوز «شباب». ويليه الاشتراك البريطانى، حيث يصعب عدم ذكر أى من الأفلام الثلاثة فى قائمة الجوائز «ماكبث» و«كارول» و«جراد البحر». والفيلم السابع المتميز بين الأفلام الأوروبية المجرى «ابن سول». وأحسن الأفلام الفرنسية الخمسة «ديبان».

وإذا جاءت الجوائز الثمانى لهذه الأفلام الثمانية تكون اللجنة قد وصلت لأفضل القرارات. ولكن لا أحد يستطيع توقع قرارات أى لجنة، خاصة أنه من الصعب أن تكون كل الجوائز للسينما الأوروبية، ولا يفوز أى فيلم من آسيا أو الأمريكتين.

الجوائز الأصعب

ليست السعفة فقط الجائزة الأصعب هذا العام، ولكن جائزتا التمثيل أيضاً، حيث يتسابق عدد كبير من كبار نجوم العالم للفوز بهما. أما جائزة أحسن ممثل فيتسابق عليها فينسينت كاسيل فى فيلمى «حكاية الحكايات»، والفيلم الفرنسى «مليكى» إخراج مايوين، وجيرار ديبارديو فى الفيلم الفرنسى «وادى الحب» إخراج جيوم ثيكولو، وبينكيو ديل تورو فى الفيلم الأمريكى «سيكاريو» إخراج دينس فيلينوف، وجون تورتورو فى «أمى»، ومايكل فاسبندر فى «ماكبث»، والمخضرمان مايكل كين وهيرفى كيتيل فى «شباب»، والأفضل أن يفوزا معاً.

أما جائزة أحسن ممثلة فالمنافسة قلّ أن يكون لها مثيل بين راشيل ويز فى فيلمين «جراد البحر» و«شباب»، وإيزابيل هوبير فى فيلمين «وادى الحب»، والفيلم النرويجى «أعلى من أصوات القنابل» إخراج يواكيم ترير، وسلمى حايك فى «حكاية الحكايات»، وإميلى بلونت فى «سيكاريو»، وماريون كوتيلار فى «ماكبث»، وكيت بلانشيت ورونى مارا فى «كارول». والأفضل أن تفوز كيت بلانشيت أو ماريون كوتيلار.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

24.05.2015

 
 

مصر في الركن البعيد الهادئ

طارق الشناوي

مرَّات قليلة جدا لا تتجاوز أصابع اليدين طوال تاريخ المهرجان (68 دورة) هى التى شاركنا فيها داخل التسابق الرسمى، وتصارعنا على السعفة، ولسان حالنا يقول «ليه لأ»، لكننا لم ننلْها. فى عام 97 فى أثناء الاحتفال باليوبيل الذهبى للمهرجان (50 عاما) على إقامته، شارك يوسف شاهين فى اللحظات الأخيرة بفيلم «المصير» فى المسابقة الرسمية، بعد أن تمت برمجته فى البداية بالعرض الرسمى خارج سباق الجوائز، إلا أن الفيلم الصينى الذى كانت إدارة المهرجان قد أعلنت عن مشاركته، وطُبع بالفعل فى الكتالوج الرسمى، وبه إشارة إلى الفيلم لم تسافر نسخته إلى المهرجان، اعترضت الصين لأسباب سياسية على التصريح بالفيلم، واعتبرته مسيئا فتم استبدال «المصير» به، قبل 48 ساعة فقط من بدء المهرجان، عند إعلان الجوائز تناقل التليفزيون المصرى وعدد من القنوات العربية -حيث كنا فى بدايات البث الفضائى العربى- حصول يوسف شاهين على السعفة الذهبية لمهرجان «كان»، بينما الواقع هو أن إدارة المهرجان فى إطار الاحتفال بيوبيلها الذهبى قررت تكريمه. الخبر انتشر، وعلى سلم مطار القاهرة، وكنت قد بدأت رحلة العودة فى صباح يوم إعلان الجوائز ولم أكن على علم بالنتائج، فوجئت أنا والكاتبة والناقدة الكبيرة ماجدة خير الله بالإعلامية الشهيرة سلمى الشماع، تستقبلنا فى صالة الوصول ومعها كاميرات التليفزيون للحديث عن يوسف شاهين والسعفة، ولكننا قبل لحظات تلقينا رسالة تصحيح بأنه قد تم تكريمه عن مجمل الأعمال ولم يتوَّج بالسعفة، ورغم ذلك فى اليوم التالى، وعندما وصل يوسف شاهين إلى المطار استقبلته مظاهرة يقودها خالد النبوى، الذى شارك فى بطولة «المصير»، ولم يكن بين طاقم الفيلم الذى سافر إلى المهرجان.

كانت هذه هى المرة قبل الأخيرة لعهدنا بالترشح للسعفة، أما الأخيرة فهى قبل ثلاثة أعوام مع يسرى نصر الله وفيلمه «بعد الموقعة»، ولم يتوقع أحد للفيلم أى جائزة، كنا فقط سعداء بتلك المشاركة بعد غياب 15 عاما. لنا بين الحين والآخر وجود فى المسابقات الموازية، خصوصا «نظرة ما» و«أسبوعى المخرجين» بعدد محدود، وأغلبها للراحل يوسف شاهين، ولم نعد نطمح فى جائزة، فقط نتابع النتائج بشغف عبر «الميديا»، مثل عديد من دول العالم التى تترقب فى حدود السابعة مساء اليوم إعلان الجوائز فى المسابقة الرسمية لتنتظر ما الذى سيعلنه الأخوان «كون» جويل وإيثان.

المتابعون عادة من الزملاء يضعون «ترمومتر» اختيار الأخوين «كون» فى مقدمة الكادر، حيث إن أفلامهما معًا بها قدر من السخرية، وتمتاز بلمسة حدائية على مستوى اللغة السينمائية، كما أن البعض يضع ديانتهما اليهودية ضمن عناصر لترجيح الاختيار، ويصبح الفيلم الذى يتناول الشأن اليهودى أو المتعاطف مع إسرائيل لديه فرصة أكبر للحصول على الجائزة. فى الحقيقة تبدو كلها بالنسبة إلىَّ قراءات متعسفة، كأنها تحاول أن تضرب الودع. الأخوان بصوت واحد فقط لا بصوتين، فهو صوت مؤثر، فاللجنة من 9 أعضاء، مع الأخذ فى الاعتبار أنهما معًا الرئيس وليسا رئيسين، ولو تصورنا جدلا أن الأصوات تساوت سيصبحان هما الصوت الحاسم، ولكن لا أتصور أن باقى أعضاء اللجنة مجرد هتّيفة تردد ما يريده أو يقوله الأخوان. لا أنكر أن القناعات الشخصية تلعب دورا، إلا أن الحسم عن طريق قراءتها وتحليلها أيضا يبدو مبالغا فيه وغير منطقى ولا منصف.

من ضمن الأفلام المرشحة الفيلم المجرى «ابن شاوول». الفيلم يؤكد بين ثناياه توثيق محرقة الهولوكست، ويطل عليها بزاوية مغايرة، وهم اليهود الذين كانوا يشاركون مضطرين فى التخلص من جثث اليهود داخل المعتقل فى المجر، وتلعب الكاميرا المحمولة دور البطولة فى إضفاء قدر من التوتر، كما أنها تحيلنا إلى مستقبلين مثاليين لا نرى الفيلم إلا بعين المخرج.

الموقف إنسانى جدا، ولتلك العلاقة الخاصة بين أب وابنه، الأب يَدين باليهودية يدعى «شاوول» فى معسكرات النازى، ولكنه مجبر أن يشارك النازيين فى حرق جثث اليهود، يعلم أن ثمن الرفض هو نهاية حياته، إلا أن الموضوع عندما يتعلق بابنه يختلف الأمر، سواء اعتبرته ابنه أو ابنًا روحيًّا له، فلقد حرص المخرج على أن يترك دائما الباب مواربا من خلال الحوار وبلا حسم، وهو يحتمل الرؤيتين، وكل المحاولات للهرب تؤدى فى النهاية إلى الموت، حتى جثة الابن تغرق، بينما شاوول يحاول الهرب به، بعد أن خذله الحاخام اليهودى، الذى تركه خوفًا على حياته فى اللحظة التى قرروا فيها الهرب ولم يستطع أن ينهى الطقوس.

أنت لا تتعامل هنا سياسيًّا ولا فكريًّا مع الفيلم، ولكن هناك شاشة تحمل كثيرا من الثراء وتمنحها أيضا مشروعية الحصول على الجائزة، التى لن تسلم فى هذه الحالة من الاتهام بالانحياز الدينى، هذا الفيلم مرشح أيضا للكاميرا، دور «الكاميرا الذهبية» التى يحصل عليها العمل الروائى الأول للمخرج، أى أن الفيلم لديه فرصتان ومن حقه أن يجمع بينهما. الفيلم تشير أوراقه إلى أنه أقل أفلام المسابقة فى التكلفة، ما لا يتجاوز 12 مليون جنيه مصرى، أى أن الأمر لا يتطلب بالضرورة إمكانيات ضخمة.

ومن بين الأفلام التى من الممكن أن تتوَّج بعد ساعات بالسعفة، وأكثرها إثارة للجدل، وهو الأمريكى «كارول» للمخرج تود هاينس، ويبدو من خلال عديد من الأفلام داخل المسابقة الرسمية والتظاهرات الموازية أن اختيارات إدارة المهرجان تذهب دائما إلى تلك العلاقات السحاقية، إلا أن الأفلام لا تحصل على جوائزها لمجرد أفكار تتوافق مع إدارة المهرجان، ولكن الشريط السينمائى بما يملكه من مفردات هو الذى يحدد توجُّه الجائزة، يضع المخرج تلك العلاقة المثلية، ليتناول مصير امرأتين وحيرة تعيشها البطلة كيت بلانشيت، وهل تضحى بابنتها وزوجها المخرج الذى يقدم بين الحين والآخر موضوعات شائكة، ويعود إلى الخمسينيات، حيث كان الفعل مشينًا ومجرمًا وليس فقط مستهجنًا، المخرج قدم رؤية سينمائية كلاسيكية فى التناول ولكنها تعبر بدقة عن حالة الفيلم. ويتطلع أيضا فيلم «شباب» للمخرج الإيطالى سورنتينو، وتزداد كفة إيطاليا الترجيحية أيضا من خلال فيلم «أمى» للمخرج الشهير نانى موريتى، الذى قدم شريطا مليئًا بالشجن النبيل والبساطة والجمال، وسبق أن تناولنا الفيلمين فى مقالات سابقة.

وتبقى السينما المصرية خارج الخط، حيث لنا أفلام معروضة فى السوق داخل ركن الأفلام القصيرة، خارج التسابق الرسمى. مجموعة من شباب المخرجين لديهم أمل، والأمر يحتاج منى إلى أن أقف اليوم فى الطابور الطويل حتى يُسمح لى بمشاهدة تلك الأفلام على الكمبيوتر، والمتاح ساعة واحدة فقط، ولنا خمسة أفلام، فهل أنجح فى الوصول إلى هذا الركن البعيد الهادئ؟!

التحرير المصرية في

24.05.2015

 
 

الاختيار الصعب بين أفلام قليلة في انتظار شكسبير

كان (جنوب فرنسا) – إبراهيم العريس

اليوم هو الأخير من أيام دورة هذا العام لمهرجان «كان» السينمائي. اليوم، تنتهي العروض بإعادة تقديم أفلام المسابقة الرسمية للذين فاتهم فيلم من هنا أو آخر من هناك. وعند نهاية هذا كله قبل الثامنة مساء بقليل، تضع لجنة التحكيم التي يقودها الأخوان الأميركيان كون، حدّاً للتكهنات والتخمينات من حول الأفلام القليلة العدد التي ستوزّع الجوائز عليها.

الحكاية نفسها تحدث مرة في كل عام، ثم ما إن تنتهي حتى يسدل الستار على دورة العام. لكن هذا، وكما كل عام أيضاً، لن يكون النهاية بل بداية سلسلة من السجالات بدأت منذ الأيام الأولى للدورة، ومحورها بسيط ومؤلم: ما الذي جعل كثراً يشعرون بأن المستوى العام للأفلام المعروضة في شتى المسابقات، أدنى من مستوى ما عُرض في أي من الدورات السابقة؟ هل حقاً لم يكن المعروض سوى صورة لما ينتج في العالم كما اعتدنا أن نقول؟ لا على الأرجح، فغداً يأتي، على سبيل المثال، مهرجان البندقية، ليعرض أفلاماً أقوى، كان عصيّاً على «كان» أن يحصل عليها، وكذلك حال مهرجان تورونتو الكندي ثم من بعدهما مهرجان برلين. ومؤكد أن اللوم كله سيقع على لجان الاختيار في التظاهرات المتنوعة التي بدت هذا العام أكثر بلادة وأقل احتفالاً بالأفلام الكبيرة من الأعوام السابقة.

في خضم هذا، سيكون السجال قوياً أيضاً حول اختيارات لجنة التحكيم هذا المساء، حتى وإن كان المتاح من أفلام تستحقّ الجوائز محدوداً جداً: نصف دزينة من أفلام على الأرجح أو أكثر قليلاً. إنه سيناريو العام الماضي وأرقامه، مع فارق أساسي، في العام الماضي كان التنافس حامياً ليلة الختام بين ستة أو سبعة أفلام يستحق كل منها أن يُعتبر تحفة في تاريخ السينما (ولنتذكر التركي «سبات شتوي» والروسي «لفياتان» والإنكليزي «مستر تيرنر» والصيني «لمسة الخطيئة»، وحتى الأميركي «خارطة النجوم»). أما مستوى الأفلام المتنافسة حقاً في هذه الدورة، فيبدو أضأل شأناً الى حد ما، أو الى حدّ كبير وفق وجهة النظر. صحيح أن ما نتحدث عنه هو أفلام أشدنا بها خلال الأيام الأخيرة، ونال معظمها ما يشبه الإجماع الذي يجعل من المنطقي مبدئياً، أن توزع الجوائز السبع الرئيسة عليها، لكنّ أياً منها ما كان في إمكانه أن يصمد لو تبارى مع تحف العام الماضي. ولئن كنا سنعود الى هذا كله لدى التطرق لاحقاً الى الأفلام التي ستفوز والى بعض القليل الجيد الآخر، نتوقف هنا لنخوض، كما يفعل غيرنا عادة، تلك اللعبة التخمينية التي لا بدّ منها، مع ما تحمله من مجازفات مهنية بالنظر الى أن من سيقرر أسماء الفائزين ليس نحن ولا استفتاء شعبي عام، بل ولا حتى منطق سينمائي يقوده نقاد، بل تسعة أو عشرة من ممثلين وسينمائيين لكلّ منهم ذائقته الخاصة وحساباته. ولعبتنا هنا هي بالطبع تحديد الأفلام التي نتوقع حصولها على الجوائز الرئيسة ونظنّها على الشكل الآتي: ربما تذهب السعفة الذهبية الى الإيطالي سورنتينو عن «شباب» أو مواطنه موريتي عن «أمي»، أما نحن هنا فنفضل «كارول» لتود هاينز. جائزة المحكّمين الكبرى قد تذهب الى «إبن شاوول»، فيما نفضّل نحن ذهابها الى اليوناني «الكركند»، وإلا فإن جائزة السيناريو ستكون لهذا الأخير.

جائزة أفضل ممثلة ربما تعطى لمرغريت باي عن «أمي» أو معاً لكيت بلانشيت شراكة مع رفيقتها في «كارول» روني مارا، فإن أعطيتاها سوية - طالما أن رئيسي لجنة التحكيم إثنان لن يكون ثمة ما يمنع أن تذهب جائزة أفضل ممثل أيضاً الى اثنين: مايكل كين وهارفي كيتل عن «شباب»، بينما من غير الممكن أن يخرج الكندي «سيكاريو» من دون جائزة (الإخراج مثلاً، متنافساً في هذا مع الفرنسي «قانون السوق»). فيما تذهب جائزة التحكيم الخاصة الى التايواني «قد تنزاح الجبال» متنافساً مع «إبن شاوول»، وهذا كله قبل أن يعرض آخر فيلم كبير من أفلام المسابقة الرسمية «ماكبث»، الذي يعيد به الأسترالي جاستن كارزل شكسبير الكبير الى ساحة السينما بعد غياب، وبدأ البعض يتحدث في صدده، على الأقل عن جائزة أفضل ممثل لبطله مايكل فاسبندر.

الحياة اللندنية في

24.05.2015

 
 

الإيطالي «أمي» والأميركي «كارول» أقوى المرشحين والمفاجآت مع الهنغاري والفرنسي!

عبدالستار ناجي

ستكون لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي في دورته الثامنة والستين التي تتواصل اعمالها هنا في مدينة كان امام مهمة في غاية الصعوبة لتقارب مستويات الاعمال المشاركة في المسابقة الرسمية والتي تتنافس على السعفة الذهبية لعام 2015 في طليعة تلك الاعمال يأتي فيلم أمي للايطالي ناني موريتي الذي كان قد فاز بالسعفة الذهبية من ذي قبل عن فيلمه التحفة غرفة الابن عام 2001 والفيلم الجديد يحمل اشارات صريحة عن موت اوروبا عبر حكاية امرأة تحتضر وحولها ابناؤها في حالة من العجز التام. في ذات المستوى هناك الفيلم الاميركي كارول لتيد هينيس عن حكاية عن علاقة مثلية بين امرأة ثرية وفتاة شابة. وتجري احداث الفيلم في عام 1950 في نيويورك والفيلم من بطولة النجمة الاسترالية كيت بلانشيت. ولاننا في مهرجان كان. فنحن دائما امام مفاجآت خصوصا على صعيد الاكتشافات. وفي مقدمتها يأتي الفيلم الهنغاري ابن شاؤول اخراج لازلو نميس ويتناول بلغة سينمائية عالية المستوى من حيث البحث السينمائي موضوع الهولوكوست. ومن فرنسا يأتي فيلم ملك السوق لستيفن بيرز ويناقش اثار الازمة الاقتصادية البطالة على حياة موظف فرنسي جسد شخصيته الممثل فنسنت لندن، في مجال الاخراج السينمائي هناك اكثر من عمل عالي المستوى في مقدمتها الفيلم الصيني القاتلة للمخرج التايواني هو هيسو هيسين.والمخرج الاميركي دينيس فيلانوف عن فيلم سيكاريو وايضا المخرج تيد هينيس عن فيلم كارول، وفي اطار التمثيل النسائي هناك اكثر من اسم ومنهن الفرنسية ايمانويل بيركوت عن دورها في فيلم ملكي لماوين. والممثلة الفرنسية الشابة انييس ديمستير عن فيلم مارغريت وجوليان

اما التمثيل الرجالي فيتنافس على الجائزة كل من الفرنسي فنسنت لندن عن ملك السوق وتيم روث عن المرض العضال

ويبقى ما هو اهم ان مهرجان كان يراهن دائما على الشباب لذا نتوقع حصة اكبر من الجوائز على جيل الشباب بين الجوائز التي ستعلن نتائجها مساء الاحد.

من إخراج الأسترالي جستين كيرزيل

«ماكبث» السينما تعود إلى شكسبير!

عبدالستار ناجي

يتساءل المتابع لماذا تذهب السينما في هذه المرحلة من تاريخها الى عالم شكسبير وبالذات مسرحيته ماكبث ويأتي الجواب من خلال الفيلم الجديد ماكبث للمخرج الاسترالي جستين كيرزيل الذي يقدم لنا تحفة سينمائية من الطراز الاول. مشددا على الحيثيات التي استند اليها في الذهاب الى هذا النص الخاص. حيث يشتغل على ثيمة الحرب والنوازع الذاتية للوصول الى السلطة ولا شيء غير السلطة.

المخرج جستين كيرزيل تعوان مع اثنين من ابرز كتاب السيناريو وهما شانه من اهل المسرح قبل السينما لذا كان اشتغالهما الى العرض السينمائي من خلال المنظور المسرحى. بمعنى ان الفيلم ظل يحمل ذات قولبة المسرح. حيث الحوارات بكل شاعريتها الشكسبيرية العالية. وكل دلالاتها العميقة ولغتها الصعبة والثرية بالعمق

انها حكاية القائد الاسكتلندي دانكن الذي قتل ملكه ليستولي على العرش بدعم واغراء من الليدي ماكبث وهنا يتحرك العمل في محورين هدفهما المباشر السلطة والعرش عبر حكاية خالدة تعتبر من اهم الاعمال المسرحية التي ابدعها ترسانة الحكمة البشرية وليم شكسبير وقدمها المسرح والسينما والتلفزيون مئات المرات وعبر لغات العالم ولهجاته.

فيلم يظل امينا على النص والشخصيات فهذا ماكبث القائد الاسكتلندي وتلك هي الليدي ماكبث وايضا الملك دانكن وابنه الاكبر مالكولم وابنه الاصغر دونالين وهكذا الامر مع بقية الشخصيات التي تتحرك بنوازع شخصية حيث تشتغل الحروب العسكرية والنفسية والهدف دائما عرس اسكتلندا والسلطة بكل جبروتها وقسوتها التي يسقط امامها كل شيء.

في الفيلم بهاء الصورة وايضا التشكيلات المسرحية التي تثري دلالات المضمون والصورة. وهنا لا بد ان نتوقف امام الاداء العالي المستوى لكل من الممثل مايكل فاسبندر بدور ماكبث والذي بلغ مرحلة عالية من الاداء والى جانبة النجمة الفرنسية ماريون كوتيارد بدور الليدي ماكبث التي لا تفكر بشيء الا بان تكون زوجة الملك ولهذا تحرك زوجها صوب السلطة وعرش اسكتلندا

في الفيلم ايضا مدير تصوير فذ وهو ادم اركاباو الذي صاغ لغة جمالية في رسم المشاهد وحركة الكاميرا وايضا كم من الدلالات اللونية التي تمنح التفاسير دلالاتها وعمقها. وهكذا الامر مع الديكورات التي ابدعها كريس دكينز.

ولكن يبقى ما هو اهم اننا امام مخرج هو في حقيقة الامر ابن المسرح ولهذا حينما ذهب الى السينما ذهب وهو يعتمد على ارث مسرحي عامر بالقيم ويشتغل على موضوع يظل حاضرا في كل الاوقات حيث الحروب والدمار واثار كل ذلك على الذات الانسانية في مزيد من التسلط والطمع في السلطة.

سينما تأتي بايقاع المسرح وحلوله وايضا ثراء موضوعات وهنا لا نعني بالسينما لا تمتلك لذلك الرصيد بل نحن امام فعل ابداع يرتكز على ابداع المسرح واي مسرح انه ابداع وليم شكسبير لتذهب التجربة الى فضاءات ابعد من حدود هذة القراءة السريعة.

في فيلم ماكبث الاحتفاء بالمسرح وايضا بشكسبير وقبل كل هذا وذاك الموضوع الذي يظل حاضرا ونابضا في ظل حضور الحالة والواقع المشبع بالتفاصيل المشابهه لتلك المرحلة التي تعود الى القرن التاسع عشر في اسكتلندا فاذا به اليوم حاضرة في كل مكان من عالمنا.

ويبقى ان نقول بان ارث شكسبير سيظل حاضرا عبر الزمان كمعين ثري وخصب للاجيال والزمن كلما اعدنا قراءته وتحليله وتفسيره وجدناه نابضا ومعبرا عن كل المراحل ومن هنا سر واهمية ذلك النص وايضا هذة التجربة التي تستعيد قراءة النص مع تعميق معاني السلطة وويلات الحروب والذات الانسانية وهواجسها الى تحقيق اهدافها حتى لو كان ذلك على حساب الاخر

فيلم كبير يأتي في اواخر ايام مهرجان كان السينمائي ليعيد حسابات التنافس والترشيحات.

«القاتلة» الصيني: لحظة حب ورحمة تمنع الجريمة!

عبدالستار ناجي

يعتبر المخرج التايوني هو هيساو هيسين واحدا من اهم صناع السينما الصينية لما يمتاز به من مقدرة على تحويل اصغر الحكاية الى فعل سينمائي ثري بالمضامين والقيم الكبرى. كيف لا وهو من حقق السعفة الذهبية عام 1989 عن فيلمه مدينة الحزن وهو يمتلك مسيرة عامرة بالانجازات السينمائية التي رسخت اسمه وحضوره وبصمته

وهو يعود من جديد بفيلمه القاتلة منذ فيلمه الاخير رحلة البالون الاحمر الذي قدمه عام 2007 ومنذ ذلك الحين وهو يشتغل على فيلمه القاتلة الذي تعطل كثيرا من اجل تامين الظروف الانتاجية نظرا لضخامة الانتاج. ذهب هو هيساو هيسين الى عمق التاريخ الصيني حيث سلالات الامبراطوريات والملك وحكاية ثار قديم تسعى اليه احدى السلالات المقاتلة ضد احد الملوك ويتم اعداد قاتلة لهذه المهمة بعد سنوات من التدريب والارتفاع بالمقدرة القتالية وصولا الى اللحظة التي تصدر بها الامور للذهاب الى المهمة مع الاشارة الى الظروف التي تمر بها الامبراطورية من تغيرات ومشاكل بين الممالك. تجري الاحداث في القرن التاسع الميلادي. حينما يتم تكليف ابنة الجنرال والتي تدعى نب ينينج بالقيام بمهمة اغتيال وتصفية حاكم ويبو وتمضي في رحلتها وهي تقتل كل من يعترض طريقها حتى اللحظة التي تصل بها الى سرير الحاكم لتجده جالسا يحتضن طفله الوليد. عندها تقرر الانسحاب دون تكملة المهمة رغم محاولة الامبراطور مطاردتها.

عند عودتها تتفجر الموجهات حول اسباب عدم تنفيذها المهمة التي تدربت من اجلها سنوات طويلة. وتبدا الحكايات والمواجهات بينها وبين مدربتها التي دربتها وجعلتها خلية نابضة بالتحدي والكراهية للامبراطور. ولكنها تظل تصر على ان السبب المباشر وراء عدم التكملة بانها لا تريد ان تقتل عدوها وهو يعيش لحظة ميلاد طفله وان للقتل ايضا ضوابطه وقواعده وهي ليست مجرد قاتلة بل انسانة لها احاسيسها ومشاعرها التي تجعلها ترفض الاوامر الخارجة عن التقاليد

تلك الحكاية لا تأتي بالشكل التقليدي. بل نحن امام اشتغال على المستوى على مستوى ترتيب وبناء المشاهد الدرامية. وتقديم رؤية بصرية ساحرة تدعو المشاهد الى التأمل والذهاب الى عمق الحكاية مع التأكيد على نقاء الطبيعة وجمالها. وان الثأر والقتل والجريمة هما من يلوث الحياة والانسان. وبالتالي ما احوجنا ان نتوقف مع الذات حتى ونحن بصدد الثأر والقتل. لان هناك ما هو اهم من تنفيذ الاوامر وتحويل الانسان الى خلية لا تجيد الا القتل

في الفيلم كم الحكايات التي تتداخل وتتقاطع بالذات فيما يخص رفض المعلمة وايضا ابتكار شخصية اخرى تحاول مواجهة القاتلة لتأتي المواجهات عبر اطر فلسفية ومشاهد قتالية عالية الجودة. لا تذهب الى المغامرة من اجل المغامرة. ولكن لتقول لنا بان هذه المقاتلة الشرسة تمتلك قلبا يتعاطف.. وقلبا يحب بالذات حينما تلتقي باحد الشباب خلال مشوارها الذي لم يكتمل

فيلم القاتلة ليس مجرد فيلم تشاهده وتنساه. بل هو فيلم تشاهده ليظل في الذاكرة كما البصمة كما الوشم في الذاكرة ومن هنا تأتي اهمية هكذا اعمال وهكذا نتاجات سينمائية عالية المستوى. تقدم السينما الصينية والتايوانية على وجه الخصوص

وفي الفيلم ايضا اداء عالي المستوى للنجمة شو كي بدور القاتلة وشانج شين بدور محافظ ويبو. وفي الفيلم يذهلنا الموسيقار الصيني ليم جيونج بحلوله الموسيقية المذهلة التي تستدعي عددا من الموسيقات. وهكذا هو الامر مع مدير التصوير الصيني مارك لي بينج بينج الذي عمل في النسبة الأكبر من اعمال المخرج هو هيساو هيسين

ونخلص: فيلم القاتلة يذهب بنا من المغامرة الى لحظة العقل والحب حيث الموقف.

النهار الكويتية في

24.05.2015

 
 

19 فيلما في انتظار بعد 4 ساعات ونصف الاعلان عن جوائز السعفة الذهبية

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

تتواصل التجهيزات في مدينة كان الفرنسية على قدمٍ وساق لمراسم حفل الختام، وبقيت 4 ساعات ونصف من الان على اعلان جوائز السعفة الذهبية لهذا العام، وتنشر «سينماتوغراف» اسماء ال19 فيلما المتنافسة داخل المسابقة الرسمية للدورة 68 لمهرجان كان السينمائي 2015 وهي كما يلي:

فيلم «سيكاريو» للمخرج دوني فيلنوف (كندا).

فيلم «كارول» للمخرج تود هاينز (الولايات المتحدة).

فيلم «بحر من الأشجار» للمخرج جوس فان سانت (الولايات المتحدة).

فيلم «ماكبث» للمخرج جاستن كورتسل (استراليا).

فيلم «جراد البحر» للمخرج يورجوس لانثيموس (اليونان).

فيلم «يوث ـ الشباب» للمخرج باولو سورينتينو (ايطاليا).

فيلم «تيل أوف تيلز» للمخرج ماتيو غاروني (ايطاليا).

فيلم «مون روي ـ ملكي» للمخرجة مايوين (فرنسا).

فيلم «وادي الحب» للمخرج جيوم نيكلو (فرنسا).

فيلم «لاودر ذان بومس» للمخرج يواخيم ترير (النرويج)

فيلم «ني ينيانج ـ ذي اساسين» للمخرج هو هسياو-هسين (تايوان).

فيلم «ماونتينز ماي ديبارت  ـ الجبال قد ترحل» للمخرج جيا غانغي (الصين).

فيلم «كرونيك» للمخرج ميشال فرانكو (المكسيك).

فيلم «مارغريت أند جوليان» للمخرجة فاليري دونزلي (فرنسا).

فيلم «ميا ماردي ـ أمي» للمخرج ناني موريتي (ايطاليا).

فيلم «أور ليتل سيستر ـ أختنا الصغرى» للمخرج هيروكازو كوريدا (اليابان).

فيلم «لا لوي دو مارشيه» للمخرج ستيفان بريز (فرنسا).

فيلم «ديبان» للمخرج جاك اوديار (فرنسا) .

فيلم «شاول فيا ـ ابن ساول» للمخرج لازلو نيميس (المجر).

الأفلام الأوفر حظا للفوز الليلة بسعفة «كان» الذهبية

كان ـ «سينماتوغراف»: مها عبد العظيم

يسدل مهرجان كان الستار مساء اليوم الأحد على نسخته الـ68، وكثرت التكهنات حول الفائزين المفترضين بالسعفة الذهبية. فأي من الأفلام الـ19 التي خاضت السباق أوفر حظا بالفوز؟

إن التكهن بالفائز المفترض أمر صعب في هذا المهرجان إذ يعود الحسم إلى لجنة التحكيم بحساسياتها المختلفة، وما عدا بعض النسخ التي أجمع على إثرها الجمهور والنقاد على تألق فيلم واحد، فغالبا ما تكون المفاجأة في الموعد. وربما يكون التكهن هذا العام أكثر تعقيدا من ما مضى، إذ بدا مستوى الأفلام المشاركة في السباق متوسطا عموما. لكن رأينا أن بعضها، وفي طليعتها «الشباب» و«كارول» تبدو أوفر حظا من غيرها للفوز بالسعفة الذهبية.

نضع في صدارة من سيقتنص السعفة الذهبية فيلم «الشباب» لباولو سورنتينو، وهو بمثابة قطعة مصوغة بطريقة بصرية يستعرض فيها المخرج الإيطالي كل براعته «الفلينية» في تناول مسألة حساسة ومؤثرة: مرور الزمن. ويبدو سورينتينو، الذي قال ببساطة «موضوع فيلمي هو الزمن الذي يمر، وكم من الوقت تبقى لنا للعيش»، قد بحث خصوصا تأثير الزمن في الغرام وفي الإبداع. ويزخر الفيلم بسلسلة من الشخصيات القوية التي تنظر إليها الكاميرا بحنان فائق على غرار مارادونا «فنان الكرة» في مواجهة الشيخوخة والسمنة.

تدور الأطوار في نزل سويسري عند جبال الألب حيث تخلو الشخصيتين الرئيسيتين فريد (مايكل كاين، ويتكهن له العديد بجائزة التمثيل) وميك (هارفي كيتل) إلى الاستجمام. الأول مدير فرقة موسيقية متقاعد لم يعد ينتظر الكثير من الحياة والثاني مخرج يعشق النساء ويسعى بعناء إلى إنهاء فيلمه الجديد. الرجلان على مشارف الثمانين من العمر وفي مواجهة غروب الشباب، يترددان بين النظر إلى المستقبل الضيق واستحضار الذكريات. وكان هذا الموقف فرصة لسورنتينو لاستحضار بعبقرية مذهلة دوامة من المراجع السينمائية عبر تجربة حسية فريدة في تصفح للوحات بصرية وموسيقية (البوب والكلاسيكية والفولك) لا تضاهى ووسط إخراج طويل النفس.

وتظهر الأجساد الشابة في الفيلم وكأنها أصنام رومانية تزيد إظهار انهيار أجساد الشيوخ الذي أكل عليهم الدهر وشرب. وتتقاطع الأقدار وتتلاقى في نسيج جمالي يجمع بين الهزل والخفة «التي يصعب مقاومتها» وعمق المشاعر من جهة أخرى. ويبهرنا سورينتينو في كل مرة بخيال ثري متناهي البعد فيحمل ذاكرة نخبة الفن السابع ويلقي من خلالها على شخصياته نظرة ساخرة صادقة. فالجمال في عين سورنتينو في كل مكان في الأجساد الذابلة وفي باروكة نجمة آفلة وحتى في أجراس أبقار ترعى !

وشاركت أفلام سورنتينو خمس مرات في مهرجان كان، فاز فيها مرة واحدة عام 2008 بجائزة التحكيم عن فيلم «الديفو». وإن كان فيلمه «الجمال الكبير»  عاد من كان بخفي حنين عام 2013، إلا أنه كوفئ في 2014 بأوسكار أحسن فيلم أجنبي.

ونقاط الشبه بين «الشباب» و«الجمال الكبير» كثيرة حيث يتناول الأخير هوس المجتمع بالشباب ويدفع فيه تقدم السن إلى البعد والنسيان. فهل يحاول مهرجان كان تدارك ذلك بإسناد السعفة الذهبية إلى سورنتينو أم يفضل عليه مواطنه الرائع ناني موريتو الذي يشارك في السباق بفيلم «أمي» الأقل إسرافا في الزخرفة البصرية وربما أقوى وقعا من حيث الشاعرية ؟

وهكذا اخترنا «سعفة القلب» لباولو سورينتينو، لكن نضع إلى جانبه بالتساوي «كارول» للأمريكي تود هاينس. ويروي «كارول» قصة حب نشأت بين امرأتين من طبقتين اجتماعيتين مختلفتين، خلال خمسينات القرن العشرين في الولايات المتحدة. وكانت المثلية الجنسية حينها من أكبر التابوهات في أمريكا المحافظة، فعندما التقت كارول بتيريز كانت بصدد الطلاق وتكافح من أجل حضانة ابنتها. ورغم ذلك تتحدى كارول القوانين الجائرة وتقترح على تيريز أن ترافقها في رحلة عبر الولايات المتحدة.

عادة ما تقسم أفلام كان الآراء إلى معسكرات، وهناك جزء لا بأس به من النقاد لا يستبعد أن يفوز فيلم «وللجبال أن تنزاح» للصيني جيا زهانغكي بالسعفة الذهبية. وتدور أحداث الفيلم في الصين أواخر القرن العشرين. فيسعى الشابان «زانغ» و«ليانزي» إلى إغراء صديقة الطفولة «تاو» ابنة فينيانغ. ففي حين يملك «زانغ» محطة بنزين وتنتظره آفاق زاهرة، يعمل «ليانزي» في منجم فحم. تميل «تاو» إلى الرجلين وتمزق بين خيارين فتجبر على حسم مستقبلها ومستقبل ابنها «دولار» الذي سترزق به لاحقا. وعلى مدى ربع قرن، يصور جيا زهانغكي تحولات الصين ويرسم أستراليا كوعد حياة أفضل، ويتناول آمال وخيبات شخصياته في مواجهة قدرها.

فهل تكرم لجنة التحكيم جيا زهانغكي أم تختار آسياويا آخر، التايواني هو هسياو هسيان (يناهز السبعين من العمر) الذي يعتبر من أكبر السينمائيين العالميين؟ وشارك هسياو هسيان في هذه النسخة بفيلم «القاتل» وهو فيلم ملحمي ذو نسق بطيء جدا يدور في الصين بالقرن التاسع. تعود «ني إينيانغ» إلى أحضان عائلتها بعد سنوات من الغربة. ونشأت «ني إينيانغ» على يد راهبة زرعت فيها حب فنون القتال، فصارت تسعى عبر هذه الوسيلة إلى إشاعة العدالة والقضاء على الطغاة. وتكلف بتصفية «تيان جيان» وهو أحد أفراد عائلتها وحاكم منشق يسيطر على ريف «فايبو» العسكري. وتجد «ني إينيانغ» نفسها أمام خيار صعب، فإما أن تضحي بحبها للرجل الذي تهواه وإما أن تقطع للأبد مع «نظام القتلة».

لكن المفاجأة الأكبر التي يمكن أن تخرج لنا بها لجنة التحكيم هي إسناد السعفة الذهبية لفيلم «ابن ساول» وهو الفيلم الطويل الأول للمجري لازلو نماس. ويظهر “ابن ساول” نظرة مرعبة من داخل المحرقة النازية.

أنياس فاردا أول امرأة مخرجة تتسلم سعفة «كان» الذهبية التكريمية

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

الليلة، تظهر أنياس فاردا Agnès Varda لتسلّم علامة التميز العليا «السعفة الذهبية التكريمية»، وتأتي المخرجة التي لم تدع شيئا إلا وتناولته لتضاعف صف الفائزين المكرمين الذي يجمع أسماء كبيرة مثل وودي آلين (2002) ومانويل دو أوليفيرا (2008) وكلينت إيستوود (2009) وبرناردو برتولوتشي (2011)، وهكذا يكرّم مهرجان كان مخرجة أفلام : Cléo de 5 à 7, Mur Murs, Ulysse, T’as de beaux escaliers, tu sais…, Jacquot de Nantes, Les Demoiselles ont eu 25 ans وكذلك Les glaneurs et la glaneuse .. إنها أول امرأة مخرجة تحظى بهذه المكافأة الثمينة.

جائزة الأمل فى المستقبل بين «ماسان» الهندى و«ناهد» الايرانية ضمن مسابقة «نظرة ما» بمهرجان كان 68

كان ـ «سينماتوغراف»: نعمة الله حسين

«ماسان ـ MASAAN» فيلم هندى استحق بجدارة جائزة «الأمل فى المستقبل» فى مسابقة «نظرة ما» مناصفة بالتساوي مع الفيلم الايرانى «ناهد ـ NAHID»، وقد جاء الفيلم الهندى بعيد تماما عن سينما بوليوود والسينما الهندية التقليدية، فهو ينتمى لموجة جديدة من الافلام التى تتحدث عن قاع المدينة، تناقش مشاكل الفقراء وبؤسهم، وتتعرض لنوعية من البشر لم تحاول أن تقترب منهم من قبل.

تدور أحداث الفيلم فى مدينة «بنارس» وبالتحديد على ضفة نهر «الجانج» المقدس لدى الهندوس، على ضفة النهر يعمل الهنود الذين يعتبرون الطائفة الأقل احتراما والأقل مكانة، اذ يعملون فى حرق جثث الموتى والقاء رمادها فى النهر، حيث يتم حرق مايقرب من ثلاثين ألف جثة يوميا، وعلى الحارق أن يقوم بتفتيت الجمجمة بعد انتهاء حرق الجثمان، لأنها الشئ الوحيد الذى يبقى على حاله رغم تعرضه للحرق، هذه الطائفة الدونية التى يتخلى عنها المجتمع باعتبارها «عورة» يجب إخفائها وعدم التعامل معها، نشأ فيها بطل الفيلم فى مهنة أسرته، لكنه يحلم بمستقبل أفضل لذلك يحاول ان يدرس بجدية لينهى دراسته العليا، يلتقى هذا الشاب بفتاة من أسرة ثرية، يعدها بأن يحسن من أحواله وتعده بأن تنتظره، لكن على أثر حادث سيارة تلقى حتفها، ويجد نفسه يقوم بحرق جثمانها، هى المرة الأولى التى يتعامل فيها مع الموتى باعتبارهم بشر وليس آلة لايشعر تجاهها بشئ، وفى المقابل نرى الفتاة الطموحة «ديفى» التى تحاول ممارسة الحب مع من تحبه فى أحد الفنادق لكن تقبض عليهم الشرطة فينتحر الشاب ويكون عليها هى ووالدها الخضوع لإبتزاز رجل الشرطة حتى لاينشر صورها وتحدث فضيحة لأسرتها.

فى هذا الفيلم الجميل نجح مخرجه «نيراج جايوان» فى تقديم صورة بعيدة كل البعد عن أذهاننا عن الهند، صورة لم نشاهدها من قبل فى أى فيلم هندى، وقد حرص المخرج على تصوير الفيلم فى الاماكن الحقيقية، ليقدم صورة صادقة وصادمة للعشوائيات وللذين يعملون فى حرق الجثث .. وربما، وبسبب جرأته لم يجد مفرا من البحث عن منتج فرنسى ليقدم له الدعم الأساسى لانتاج الفيلم، الجدير بالذكر أن  «نيراج» بدأ حياته المهنية كصحفيا وناقدا سينمائيا، وربما هذه البداية مادفعته الى البحث والتحرى فى أعماق شخصيات مقهورة ومرفوضة وغير مقبولة لأنهم يعتبرونها ملعونة وتجلب «سوء الحظ فى الحياة».

بالطبع كان التصوير فى هذه المنطقة فى غاية الصعوبة، خاصة أن المخرج أصر على الاستعانة بوجوه غير تقليدية أو معروفة  فى السينما الهندية ليضفى على فيلمه قدرا كبيرا من الصدق.

أما الفيلم الايرانى «ناهد» للمخرجة إيدابناهنداه، والتى أعربت عن سعادتها الكبرى بالحصول على جائزة «الأمل فى المستقبل»  من قسم «نظرة ما» فهى تعكس فى فيلمها أزمة كثير من النساء اللاتى يصطدمن بالعادات والتقاليد المجتمعية  التى تعد فوق القانون، وأحيانا تتخذ من الشرائع السماوية ما يجيزها، وفى الفيلم تلجأ ناهد لزواج المتعة – المعمول به فى إيران – كى تستطيع الاحتفاظ بحضانة طفلها، وذلك حسب الاتفاق الذى تم بينها وبين زوجها عند الانفصال، فقد كان الشرط آلا ترتبط بآحد آخر، لكن من يملك سلطانا على قلبه فقد وقعت فى الحب، لذلك وحتى لاتفقد حضانة إبنها تتزوج زواج متعة يتجدد كل شهر، لكن يحدث مالم يكن فى الحسبان .. إذ يكتشف الزوج السابق الأمر وتبدأ رحلة معاناتها..

وفى النهاية تعود ناهد الى من تحبه، تطلب منه أن يرفع قضية حضانة من جديد، فأيهما أفضل الحضانة مع أم متزوجة من رجل فاضل .. أم الحضانة لأب مستهتر ينتمى لعصابات الطريق.

لقد نجحت المخرجة فى التوغل داخل الكثير من أسرار العلاقات الانسانية داخل المنازل فى إيران، ووضعية المرأة والصورة التى تتعامل بها، كل ذلك فى إطار فنى من خلال لقطات شديدة الجمال تعكس جبروت الرجال، وتحريم كل ما أحله الله.

«موج 98» اللبناني يحصد سعفة «كان» للفيلم القصير

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

حصد فيلم «موج 98» من إخراج اللبناني إيلي داغر، وبدعم إنتاجي من صندوق دعم مؤسسة الدوحة للأفلام، سعفة «كان» للفيلم القصير

ووتبلغ مدة «موج 98» 15 دقيقة، وهو من تأليف وإخراج ايلي داغر (29 عاما)، عمل عليه لسنتين وهو يعيش حاليا في بلجيكا.

وقال داغر عقب فوز فيلمه «انا فخور بعملي وسعيد جدا بالحصول على جائزة وقصة الفيلم تدور حول نظرتي الى لبنان وكأني اعيش في ضاحية قريبة من المدينة وكيف اعبر عما بداخلي».

واضاف: « «موج 98» موزع بين تصوير حقيقي وصور ثابتة وشخصيات متحركة استغرق اشهرا من الاعداد والتصوير والمونتاج، والبطللان الرئيسيان في الفيلم نسمعهما فقط في الصوت».

النتائج الكاملة لجوائز مهرجان «كان» السينمائى الدولى الـ68

كان ـ «سينماتوغراف»: نعمة الله حسين

أعلنت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي لعام 2015 عن فوز فيلم «ديبان» الفرنسي للمخرج جاك أوديار بجائزة السعفة الذهبية في الدورة الثامنة والستين مساء اليوم الأحد، وذهبت الجائزة الكبرى لفيلم «سول فيا-ابن ساول». بينما حصل فيلم «ذا لوبستر» للمخرج اليوناني يورجوس لانثيوموس على جائزة لجنة التحكيم.

وحصل المخرج التايواني هو هسياو هسيين على جائزة أفضل مخرج عن فيلم «ني ينيانج-القاتل المأجور»، وحصد الفرنسي فانسان ليندون على جائزة أفضل ممثل عن الفيلم الفرنسي «لا لوا دو مارشيه- مقياس رجل» للمخرج ستيفان بريزيه.

وذهبت جائزة أفضل ممثلة مناصفة بين الأمريكية روني مارا عن دورها في فيلم «كارول» للمخرج تود هاين والفرنسية إيمانويل بيركو عن فيلم «موا روا-مليكي» للمخرج الفرنسي مايوين بيسكو.

بينما فاز فيلم «كرونيك» المكسيكي للمخرج ميشال فرانكو  بجائزة أفضل سيناريو ، وحصد الفيلم اللبناني «موج 98» على سعفة «كان» للفيلم القصير، وحصل الفيلم الكولومبي «لا تييرا ذ لا سومبرا » على جائزة الكاميرا الذهبية.

سينماتوغراف في

24.05.2015

 
 

"ديبان" الفرنسي يفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان

كان (فرنسا) - سعد المسعودي

اختتم مهرجان كان السينمائي الدولي دورته الثامنة والستين بعد ثلاثة عشر يوما تنافست فيها العروض السينمائية لنيل جوائز المهرجان.

وقد فاز بالسعفة الذهبية هذا العام المخرج الفرنسي "جاك أوديار" عن فيلمه "ديبان "، وجاك أوديار يطرح في فيلمه تلك القضية الشائكة المتعلقة بالمهاجرين أو الوافدين على أوروبا الباحثين عن حياة أفضل بعيدا عن مآسي الحروب.

وقال مخرج الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية جاك أوديار "اشكر ديبان بطل فيلمي وجميع الممثلين الرائعين من سيرلانكا واشكر جويل وايثان كوهين واللجنة التحكيمية واشكر من ساعدني في انتاج هذا الفيلم".

الفيلم العربي "موج"

وفاز بجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير المخرج اللبناني "أيلي داغر" عن فيلمه "ويف أو "موج".

وقال داغر أيضا "أشكر المهرجان واللجنة التحكيمية التي يتراسها هذا العام المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو". ويذكر ان هذه المرة الاولى التي يفوز بها فيلم عربي قصير بالسعفة الذهبية.

كما فاز المخرج التايواني "هو هسياو هسين" بجائزة أفضل إخراج سينمائي عن فيلمه "القاتل"، والفيلم تميز بلغته الجمالية السينمائية العالية وتحدث بلغته التايوانية قائلا "سبق وان فزت بإحدى جوائز المهرجان ولكني لا اتذكرها عن اي فئة، ولكن جوائز مهرجان كان لها قيمة مهمة وهذا ما يسعدني ويحفزني على المشاركة في هذه المدينة الجميلة".

اللجنة التحكيمية لمهرجان "كان" السينمائي الدولي برئاسة الأخوين كوهين منحت جائزتها هذا العام للفيلم اليوناني "سرطان البحر" للمخرج يورغوس لنتيموس.

هدية للباحثين عن العمل

أما جائزة أفضل تمثيل رجالي، فقد فاز بها الممثل الفرنسي "فانسنت لوندو" عن دوره في فيلم "قانون السوق" للمخرج استيفان بريزيه، وأهدى جائزته للباحثين عن العمل والحياة.

وقال فانسنت لوندو الممثل الفائز بالسعفة الذهبية لأفضل ممثل رجالي وهو يبكى لفرحته بهذه الجائزة "إنها أهم جائزة في حياتي".

وبدا لوندو متأثرا عندما تحدث عن رحيل والدته، وأهدى الجائزة لولديه، كما شكراللجنة التحكيمية، وقال "اهدي الجائزة ايضا الى الذين يعانون من البطالة وللممثلين الذين عملوا معي".

أما جائزة أفضل تمثيل نسائي، والتي قدمها الممثل الفرنسي الجزائري طاهر رحيم، ذهبت مناصفة بين الممثلة "روني مارا" عن فيلم "كارول"، والممثلة الفرنسية "ايمانويل بيركو " عن دورها في فيلم "ملكي" للمخرجة "مايوين".

أما الجائزة الكبرى لمهرجان "كان"، فذهبت هذا العام للفيلم المجري "ابن شاؤول" للمخرج لازلو نيميس.

وقدمت الممثلة "جين بيركن" جائزة تكريم مهرجان "كان" لدورته الثامنة والستين للمخرجة الفرنسية "أنيس فاردا" تقديرا لإنجازاتها السينمائية.

وقد تميزت أفلام هذا العام بحكايات عن الحب والشيخوخة والموت والعنف والعودة للماضي.

بالصور.. حضور ضعيف للنجوم العرب بمهرجان "كان" السينمائي

كان (فرنسا) - العربية.نت ،عمار عبدربه

اسدلت الستارة على النسخة الـثمانية والستين لأضخم مهرجان سينمائي في العالم وهو مهرجان "كان" السينائي الدولي في فرنسا حيث تمّ تتويج الفائزين وأولهم كان اللبناني ايلي داغر الذي فاز بالسعفة الذهبية للفيلم القصير

وشهدت السجادة الحمراء في مدينة "كان" حضور عدد من الوجوه والأسماء العربية من منتجين وممثلين كبار مع تسجيل غياب العديد من النجوم العربية التي تأتي عادة لحضور مهرجان كان السينمائي مثل ليلي علوي ومحمود عبد العزيز ويسرى وخالد ابو النجا وخالد النبوي وغيرهم .

فيلم أيسلندي يفوز بجائزة (نظرة) في مهرجان كان

كان (فرنسا) - رويترز

فاز الفيلم الايسلندي (رامس) الذي يتناول قصة أخوين يرعيان الأغنام لم يتحدثا منذ 40 عاما لكن جمعهما مرض يهدد قطعانهما بجائزة مسابقة (نظرة ما) في مهرجان كان السينمائي السبت.

وفاز فيلم (رامس) للمخرج جرومر هانرسون بالجائزة الكبرى التي كان يتنافس عليها 19 فيلما وهي ثاني أهم جائزة في المهرجان. ويتم اختيار الأفلام لعرض تقنيات الصناعة والاتجاهات السينمائية في مجموعة متنوعة من الثقافات والبلدان من مختلف أنحاء العالم.

وقالت رئيسة لجنة التحكيم إيزابيلا روسيليني إن مشاهدة العروض "كانت مثل القيام برحلة فوق الكوكب ومشاهدة كل السكان ومشاعرهم".

وقال هانرسون أن فوز الفيلم كان مفاجأة لكنه يشعر بسعادة غامرة.

وأضاف "هناك أفلام جيدة جدا في هذا المهرجان ومخرجون كبار جدا.. لم أتوقع ذلك. أنا في النعيم."

وتدور أحداث الفيلم في منطقة نائية بشمال ايسلندا ويتناول حياة اثنين من رعاة الأغنام يهدد حياتهما مرض يصيب الأغنام ويستلزم التخلص من كل القطعان لكن المخرج اعتقد أن ذلك سيضرب على وتر عند كل إنسان.

وقال المخرج "أعتقد أن هذه قصة عالمية فهي قصة عن صراعات العائلة وحتى على الرغم من أنه فيلم ايسلندي يبدو أنه يمس قلوب الجماهير لكنه أيضا فيلم مسلي ومضحك."

وحصل المخرج والمؤلف الياباني كيوشي كوروساوا على جائزة أفضل مخرج عن فيلمه الجديد (كيشيبي نو تابي).

وذهبت جائزة لجنة التحكيم للمخرج الكرواتي داليبور ماتانيك عن فيلمه (زيزدان) بينما حصل فيلم (ذا تريجر) للمخرج الروماني كورنيليو بورومبويو على جائزة (موهبة ما).

وسيتم الإعلان عن الفائزين في المسابقة الرئيسية بالمهرجان الأحد.

العربية نت في

24.05.2015

 
 

مايسة سلامة الناجي تكتب:

مع عيوش والحداثيين: الساعة بخمسة چنيه والحسابة بتحسب

ادعى نبيل عيوش وأمثاله من التقدميين أن فيلمه الإباحي الجديد هو تجسيد لواقع السياحة الجنسية بالمغرب قصد فتح النقاش في الأمر. وسأوضح عبر هذا المقال بالمنطق ولا شيء غير المنطق أن نضالهم فاسد من أساسه إلى رأسه.

أولا: نفترض أن سياحة الدعارة فعلا شيء يؤرقهم ويريدون محاربته ـ (وهو أمر غير صحيح وسأوضح هذا لاحقا عبر المقال) ـ فليجبني أحد بالله عليكم كيف يمكن محاربة واقع بممارسته أمام العلن؟ فما الفرق بين أن ترقص امرأة عارية بحركات إباحية أمام زبناء خليجيين في إحدى الإكراميات أو أوروبيين في إحدى العلب الليلية أو أمام جماعة من ناهبي المال العام المغاربة في أحد الفنادق، ثم يؤدون لها عن ذلك دراهم معدودة... وبين أن ترقص امرأة عارية بحركات إباحية أمام جمهور من الرجال من جميع الأقطار في إحدى دور العرض السينمائية، ثم يؤدي لها منتج الفيلم عن ذلك دراهم معدودة؟ الفرق عند التقدميين الحداثيين أن الأولى ممتهنة للدعارة وسلعة للسياحة الجنسية، والثانية هي ممثلة مبدعة في قطعة فنية.... ولا فرق بينهما عند عموم الشعب المغربي وعموم العاقلين، فالممارسة واحدة والنتيجة واحدة: الإغراء وتهييج المشاعر الجنسية لدى المتفرجين! ولا فرق بين من "يتبزنس" ليجد لممتهنات الدعارة  زبناء، وبين ما فعله نبيل عيوش بنساء الفيلم حين جمعهن ليبحث عن متفرجين. متى كانت الدعارة تعالج بممارستها علنا؟ وهل معالجة الپيدوفيليا ستجعلنا نصور طفلا يُغتصب؟ من قال إننا نغض الطرف عن واقعنا وقد خصص له الإعلام مقالات وروپورتاجات تدين أسباب وجود تلك الفئة الاجتماعية دون أدنى لقطة أباحية.

ثانيا: على حسب التقدميين الحداثيين، فإن الحرية الفردية التي يناضلون لأجل تحقيقها تضمن لكل شخص بالغ عاقل حق ممارسة الجنس خارج إطار الزواج مع من شاء كيفما شاء، شريطة أن يكون برضا شريك أو شركاء بالغين عاقلين. أي كل علاقة تراض بين أطراف بالغين هي علاقة مشروعة عند التقدميين شذوذا كانت أم جنسا جماعيا..  وليس لأحد الحق في التدخل في العلاقة أو منعها. والآن تابعوا معي التناقض الصارخ الذي سأبنيه على هذه القاعدة وسيعطي نتائج مناقضة لشعاراتهم. فعلى أساس هذه القاعدة فإن العاهرة أو ممتهنة الدعارة هي امرأة بالغة عاقلة تمارس الجنس خارج إطار الزواج.. بغض النظر إن كان شريكها مغربيا أو خليجيا.. وليس من شأن أحد ـ حسب قاعدتهم طبعا ـ أن يتدخل في شكل العلاقة سواء كانت مبنية على عاطفة أو مصلحة شخصية. يعني ليس من شأنهم أن تمارس المرأة الجنس مع خليجي مقابل المال. وهو بالضبط مفهوم السياحة الجنسية، هو ممارسة ممتهنات الدعارة للجنس خراج إطار الزواج بشكل رضائي مع أطراف آخرين مغاربة أو خليجيين أو أوربيين بمقابل. إذن فعلى هذا الأساس، لماذا ادعى نبيل عيوش أنه يكشفها لمعالجتها؟ وماذا يقصد بالعلاج؟ تظنون أن العلاج قد يكون بالاستئصال أو البتر أو الدواء للتخلص من الآفة؟ لا يا سادة، العلاج عند هؤلاء هو التطبيع والتقنين.. إنه لا يحاربها، إنه فقط يكشفها ليضعنا أمام الأمر الواقع أولا، ثم لاحقا يقنعنا بأنه لا يمكن إلغاؤه، ثم يطالبون وكالعادة بضرورة تقنينه.. ببطائق تأمين للعاهرات ولربما نقابات وتسعيرة موحدة للزبناء دون ضرائب: الساعة ب5 چنيــــــــــــــــــــه.. والحسّابة بتحسب!!

وعلى أساس نفس القاعدة، أي، وسأعيد للتوكيد اللفظي والمعنوي، يحق لكل بالغ عاقل ممارسة الجنس بشكل رضائي ولا يحق لأحد أن يتدخل. إذن فلم يحاربون التعدد، أليس علاقة رضائية بين أطراف بالغين عاقلين اختاروه أن يكون بشكل شرعي مقنن؟ لماذا يعطون أنفسهم حق التدخل لمنعه على أساس أنه إذلال للمرأة؟ يعني أن الجنس خارج إطار الزواج كرامة، والزواج إذلال؟

صراحة إنه زمن ستقلب فيه الموازين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

موقع (هنا صوتك) المغربي في

24.05.2015

 
 

سلطات مراكش تقرر إغلاق الملهى الليلي الذي صُوِّرت فيه لقطات من فيلم نبيل عيوش

بديل ــ عمر بنعدي

مباشرة بعد انتشار لقطات لفيلم نبيل عيوش، "الزين اللي فيك" على موقع "يوتوب"، تفاجأ صاحب الملهى الليلي "ديامون نوار" بحي جليز، وهو الكباريه الذي تم فيه تصوير لقطات الفيلم المثير، بقرار الإغلاق الذي أصدرته سلطات مدينة مراكش، في حقه يوم الخميس 21 ماي.

وحسب ما أكده موقع "مراكش الآن" فإن "قرار الاغلاق تم تسليمه إلى مسير الملهى الليلي من طرف العناصر الامنية المختصة من أجل تنفيذه خصوصا وانه لم يتم تحديد مدة زمنية للاغلاق، مما يؤشر أن سلطات مراكش غير راضية على مايروج بالملهى المذكور".

وأورد ذات الموقع نقلا عن مصادر أخرى،" نفيها أن يكون القرار الولائي القاضي باغلاق الملهى الليلي المذكور له علاقة بتصوير الفيلم المثير لمخرجه عيوش، مضيفة ذات المصادر أن الامر لايعدو سوى أن يكون قرارا زجريا له علاقة بمستحقات مالية على ذمة الملهى لصالح خزينة المجلس الجماعي.

وحسب ذات المصدر ''فقد أشارت جهات أخرى إلى أن الأسباب الحقيقة تعود إلى الأحداث الجانبية التي وقعت مؤخرا وتم على اثرها نقل احد الزبناء الى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل بالإضافة إلى استغلال رخصة ترويج الخمور في الوقت الذي لازال فندق مراكش مغلقا للاصلاح''.

موقع (بديل) المغربي في

24.05.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)