كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

فيلم المخرج المغربى فى «كان»

يرصد ظاهرة الدعارة فى بلاده..

علا الشافعى تكتب:

هل نشر عيوش «غسيل المغرب الوسخ»

فى «الزين اللى فيك»؟

مهرجان كان السينمائي الدولي الثامن واالستون

   
 
 
 
 

السينما هى «صناعة الجدل»، اتفقنا أم اختلفنا حول القيمة الفنية للعمل.. هذا ما ينطبق على فيلم المخرج المغربى نبيل عيوش much loved أو حسب الترجمة "الزين اللى فيك"، وهو الفيلم الذى عرض فى قسم "أسبوعى المخرجين" وأثار جدلا واسعا لأنه يناقش ظاهرة الدعارة فى مدينة "مراكش". نبيل الذى اعتاد دائما فى سينماه أن يكسر التابوهات من خلال أساليب خاصة تميز أعماله السينمائية من البدايات، فتجربة "على زاوا" عن أطفال الشوارع قدمها بممثلين غير محترفين بل قاد تحديا من نوع مختلف وأصر على أن يكون الممثلون هم بعض الأطفال الذين التقاهم فى الشارع واصطحبهم فى العديد من المهرجانات، وصولا إلى فيلمه "خيل الله" الذى يتحدث عن التجارة باسم الدين والتطرف، وتم عرضه بمهرجان كان، وعدد من المهرجانات العربية. هذه المرة فعلها نبيل واصطحب معه بعضا من فتيات الليل اللاتى ظهرن فى الفيلم ولذلك قامت الدنيا ضده، واتهمه البعض بالإساءة لبلده من أجل إثارة الجدل وتسلط الأضواء بل ذهب البعض إلى أنه يتاجر بمجتمعه، وطالبوا بأن يأخذ أصحاب دور العرض موقفا محترما لصالح المجتمع المغربى، ولا يقومون بعرض الفيلم مهما كانت الأرباح المتوقعة منه، وما زاد الأمر سوءا تصريحات عيوش التى اعتبرها البعض إصرارا على استكمال الإساءة عندما قال أإنه قدم سيناريو الفيلم للمركز الثقافى المغربى للحصول على دعم، إلا أن السيناريو رفض مرتين دون إبداء أسباب، وواصل تصريحاته: "ومن الأفضل بالنسبة لى أننى لم أحصل على الدعم لأنى لو حصلت عليه لم يكن الفيلم سيعرض فى مهرجان كان". فيلم نبيل المثير للجدل لم ينل إعجاب الكثير من النقاد والمتابعين ومنهم الناقد سمير فريد الذى قال: "من البديهى أن الدعارة فى كل بلاد العالم سواء كانت قانونية أم خارج القانون، ولكن عالم الدعارة لم يكن موضوعاً لأى فيلم مغربى، ومن البديهى أن التعبير عن هذا العالم فى أى بلد لا يعنى أن هذا البلد ليس فيه سوى دعارة، ومن البديهى أيضاً فى مجتمعات محافظة مثل المجتمعات العربية أن يصدم هذا التعبير الجمهور فضلاً عن السلطات. ولعل من أشهر الأفلام العربية عن هذا الموضوع الفيلم المصرى «درب الهوى» الذى أخرجه حسام الدين مصطفى عام 1983 عن حى الدعارة عندما كانت قانونية فى مصر فى ثلاثينيات القرن الميلادى الماضى، والذى منع من العرض، ثم أعيد عرضه بحكم قضائى، ووصف سمير الفيلم أنه رغم شجاعة وجرأة عيوش إلا أن الفيلم يعانى من مشاكل فنية على مستوى الصياغة الدرامية. أما الناقد عصام زكريا فأكد أن هناك ترهلا فى الإيقاع خاصة فى الجزء الأول من الفيلم بسبب تكرار المشاهد والحوارات، ولكن المختلف فى "الزين اللى فيك" هو الجرأة فى العرض على مستوى المشاهد الجنسية واللغة والألفاظ التى تتحدث بها الشخصيات، وتساءل زكريا: "ألا تقرأون صفحات الحوادث بكل ما فيها من عنف وانحراف ومخدرات؟، وإلى متى سنظل لا نحتمل أن نعرف تفاصيل هذا الواقع المخيف". ولكن القضية هنا تتعلق بمطالبات المنع والمصادرة وهو ما قد يخلق للفيلم سمعة أكبر والسؤال الأهم إلى متى سنظل نخفى عوراتنا ونخشى من افتضاحها بدعوى أن "غسيلنا الوسخ" لا ينبغى أن ينشر على الملأ، كل المجتمعات العربية تعانى من تلك الآفة ويعلقون المشانق لأى مبدع يقترب من أى تابوه جنس أو دين أو سياسة. من حق عيوش وأى مبدع غيره أن يقتحم أى منطقة يراها ومن حق الجمهور أن يشاهد أو يرفض، والأجدى هو تقييم العمل فنيا وليس أخلاقيا وقيميا، ولا يجب أن ينصب البعض من أنفسهم وصايا على الفكر والإبداع أو يفتشون فى النوايا بدعوى أن كل ما يقصده عيوش هو الحصول على أموال وشهرة أكبر ولا أظن أن عيوش يحتاج لشهرة فهو بالفعل صار واحدا من أشهر مخرجى السينما العربية فى المحافل الدولية. وهى المأساة التى تتكرر فى عالمنا العربى مع أفلام مثل "القاهرة منورة بأهلها" ليوسف شاهين، حيث وصل الهجوم وقتها إلى مطالبة البعض بإسقاط الجنسية عن شاهين، ونفس الحال مع المخرج عاطف حتاتة والمخرجة تهانى راشد والراحلة أسماء البكرى. والمفارقة أن الأدب والذى تنهل منه السينما ملىء بكثير من شخصيات فتيات الليل فى أدب نجيب محفوظ وعلى رأسها الثلاثية "بين القصرين" و"قصر الشوق" و"السكرية" ويوسف إدريس ومنها "قاع المدينة" وغيرها، كما أن المبدع الكبير ماركيز صاغ رواية كاملة بعنوان "ذكرى عاهراتى الحزينات" لأنها منطقة مثيرة للخيال والجدل وتظهر واقع المجتمعات المريضة التى تعانى من ازدواجية وتصر على نفى الآخر أى كان

اليوم السابع المصرية في

25.05.2015

 
 

المغرب: غضب حزبي وديني من فيلم عن الدعارة

الرباط ــ حسن الأشرف

أثار الفيلم السينمائي المغربي الجديد "الزين اللي فيك" لمخرجه، نبيل عيوش، حتى قبل عرضه داخل السينما في البلاد، جدلاً عارماً حول المشاهد الجنسية، فضلاً عن الحوار الذي دار بين الممثلين، متضمناً لغة وصفها كثيرون بـ"الصادمة".

وعلى الرغم من أن الفيلم الجديد، الذي يتطرق إلى قضية الدعارة في مدينة مراكش جنوب المغرب، لم يُرخص له بعد للعرض في القاعات السينمائية في البلاد، لكن مشاهد تم تسريبها في الانترنت، بعد بث الفيلم في مهرجان "كان" الدولي، أفضت إلى ردود فعل عاصفة، وصلت إلى حد المطالبة بمنعه من العرض في المغرب.

وبادرت "الجمعية المغربية للدفاع عن المواطن"، وهي جمعية حقوقية محلية، إلى رفع دعوى قضائية ضد مخرج الفيلم، والممثلة، لبنى أبيضار، بسبب المشاهد الساخنة التي تضمنها الفيلم، مطالبة بفتح تحقيق قضائي ضدهما، بتهمة "التحريض على الدعارة، والكلام النابي".

واعتبرت الجمعية أنّ "فيلم عيوش تضمن مشاهد إباحية، أساءت لمدينة مراكش"، مبرزة أن "مشاهد الفيلم تشجع وتحرض على الدعارة، إضافة إلى اللغة الساقطة التي تتلفظها الممثلات، والتي من شأنها التأثير سلباً على المراهقات والأسر المغربية".

وبررت قرار مقاضاتها المخرج والبطلة، بأن الفيلم "يظهر مشاهد مخلة بالحياء، ومشاهد علاقات جنسية بين الجنسين، إضافة إلى المشاهد التي قام بها شاب مثلي الجنس"، موضحة أن القانون يعاقب بالسجن من 6 أشهر إلى 3 سنوات المثليين الجنسيين.

واستجاب القضاء المغربي لدعوة الجمعية بالتحقيق في مقارنة المشاهد المعروضة لفيلم "الزين اللي فيك"، على مواقع التواصل الاجتماعي، مع الفصول 483 و489 و490 و502 و503، المنصوص عليها في القانون الجنائي.

وفي السياق ذاته، دعت أحزاب سياسية إلى الاحتجاج ضد هذا الفيلم، وبينها المنظمة الشبابية لـ"حزب الاستقلال"، أحد أكبر الأحزاب في المغرب، والتي دعت إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان، "استنكاراً لتدمير الهوية، والنيل من القيم الإسلامية والأخلاقية للمجتمع"، والمطالبة بمنعه من العرض في المغرب.

ووصلت الانتقادات إلى منابر بعض المساجد، أيضاً، فالشيخ يحيى المدغري، خطيب جمعة في أحد مساجد مدينة سلا، هاجم هذا الفيلم، واتهمه "بنشر المجون وقلة الحياء"، مطالباً بمنع عرض الفيلم داخل البلاد، لأنه يسيء إلى كرامة المرأة المغربية، بإبرازها كمتعة جنسية فقط".

في المقابل، أكد مخرج الفيلم، نبيل عيوش، في حوار لقناة تلفزيونية فرنسية، بأن شريطه الجديد لا يتضمن أية مشاهد بمفهوم الإباحية أو المجون، بقدر ما هو نقل صدق وجريء لواقع نساء يشتغلن في مجال "أقدم مهنة في التاريخ"، مبدياً أمنيته في أن يتم السماح للفيلم بالعرض أمام الجمهور المغربي.   

يحدث في السينما المغربية

حكيم عنكر

شاعر وصحافي مغربي، من مواليد 1968، عضو اتحاد كتاب المغرب، صدر له كتابان شعريان "رمل الغريب" في 2001 و"مدارج الدائرة" في 2006. سكرتير تحرير مساعد في "العربي الجديد".

فجأة، تحول النقاش حول فيلم المخرج المغربي، نبيل عيوش، "الزين اللي فيك"، والذي عرض، الأسبوع الماضي، في مهرجان كان، من السينما إلى الأخلاق، ومن الفن إلى سياسة الفن، وهرب المغاربة إلى محافظتهم، وحتى أعتى الحداثيين لزموا الصمت. 

وهذه ليست المرة الأولى التي يفتح فيها قوس النقاش حول أفلام يصنعها المغاربة، يكون من موضوعاتها هوامش الليل وطبقاته والعالم السفلي وغموضه وتشابكاته، وحيث تنفضح حقيقة مجتمع النهار، وتبدو العورات والعيوب منكشفة، فالنهار الصالح يخفي وجوهاً أخرى من الليل الفاسد، تتقاطع فيه مصالح وشبكات وفئات اجتماعية وسلطات، وكلما أمعن أحد من أهل الفن، رواية أو سينما، في الكشف عن تناقضات المجتمع، تصدت له الأصوات العالية، لإسكاته عن كشف عورات المجتمع، وأكثر هذه الأصوات تطرفاً ليست قوى المحافظة الدينية، لكنها تلك المتلفعة بالدين، والتي ترى في الاقتراب من هذا الموضوع، والنبش فيه، ضرباً لشبكة مصالحها. 
ظلت رواية محمد شكري (الخبز الحافي) ممنوعة من التداول عقوداً بقرار إداري، وكانت سلطة تلك المرحلة ترى فيها تهديدا لمصالحها، في حين كانت الرواية تقدم مادة سوسيولوجية مهمة عن المجتمع المغربي الخارج من زمن إلى زمن آخر. وتوبع الروائي والقاص المغربي، محمد زفزاف، قضائيا بسبب جملة في روايته "الثعلب الذي يظهر ويختفي"، كما حصل الأمر نفسه مع الروائي محمد عز الدين التازي، أو مع شاعر جماعة العدل والإحسان. 

فالأمر يتعلق، في العمق، بقوى وسلطات من مصلحتها التعمية والتغطية على واقع موبوء، ينخر المجتمع، مثل ظاهرة البغاء أو تجارة الجنس. وهذه بالمناسبة، لا تعود إلى تدني الوازع الأخلاقي، بل هي ظاهرة اقتصادية، صنفتها الأمم المتحدة ضمن ظواهر الاتجار في البشر العابر للقارات، وتقوده قوى نافذة، وتتمتع بسلطات كبيرة، وقادرة على شراء النفوذ لتوسيع تجارتها. 

في المقطع المسرب من فيلم نبيل عيوش "الزين اللي فيك"، تسأل الفتاة اللعوب التي تشرف على فريق فتيات الليل في الملهى في مراكش، عن "الحنشة"، أو رجل الأمن بلباس مدني الذي يبدو في خلفية المشهد، في طاولته يدخن ويشرب. هذا السؤال المحوري والخطير، يجيب عنه الممثل عبد الله ديدان، في دور القائم على شؤون البنات: من الأسلم لك أن تهتمي بأمورك. 

وسواء أمعن عيوش في تقديم مشاهد من عالم الملاهي والمراقص، أو جعل من حوارات فيلمه أقل تهذيبا، أو لم يهتم بالمشاعر المفترضة للمغاربة، عندما يطرح الفيلم للجمهور الواسع، فإن هذا كله نقاش شكلي، لأن الجوهر اليوم هو تحول المغرب إلى بؤرة لتجارة الجنس، وهذه التجارة التي تزدهر في المدن السياحية وفي غيرها، لا تنفك عن التوسع، فالأزمة الاقتصادية ومحدودية معالجة مظاهر البطالة أمام الفئات العريضة تجعل من بعضها صيداً سهل الوقوع في شباك مافيات الدعارة والبيدوفيليا، وهي مافيات لها أكثر من يد في أكثر من مكان، وتتشابك مع الاقتصاد الممنوع وحُماته. 

وقد بينت الوقائع كيف أن هذا الاقتصاد الممنوع لم يعد يكتفي بالمساحات الاجتماعية التي ينتعش فيها، بل تطورت تطلعاته، وامتدت بمحاولة استعماله "المال الحرام" في المحطات الانتخابية، وكاد أن يتحول إلى صوت سياسي في أكثر من مناسبة. 

لذلك، يجب أن ينطلق النقاش الحقيقي والهادئ بشأن الظواهر السوداء في المجتمع: دعارة، مخدرات، جريمة، تهريب، فساد، من مقاربة شمولية، أما العمل الفني أو السينمائي، فهو وجهة نظر "تخييلية" عن واقع، هو أغرب من كل خيال.

نبيل عيوش: تحرُّش بالمحرّمات

باريس - عبد الإله الصالحي

لم يكن للسينما العربية حضور لافت في دورة هذا العام من "مهرجان كان السينمائي الدولي"، لولا الفيلم الجديد للمخرج المغربي نبيل عيّوش "الزين اللي فيك" الذي عُرض الثلاثاء الماضي في إطار فئة "أسبوعي المخرجين" (La quinzaine des réalisateurs) وهي مسابقة موازية تجري خارج المنافسة الرسمية.

ترك الفيلم أصداء طيبة في أوساط المتابعين والإعلاميين ونقاد السينما الذين حضروا العرض. مرة أخرى، نجح المخرج السينمائي المغربي في إثارة ضجّة قوية ليس في "كان"، بل في المغرب ولأسباب لا علاقة لها بالسينما أو النقد السينمائي. يتناول الفيلم بشكل جريء ومباشر ظاهرة الدعارة في المغرب عبر أربع شخصيات نسائية: حليمة ونورا وسكينة وحليمة اللواتي يبعن أجسادهن مقابل المال في ليل مدينة مراكش مع السياح.

أحدث الفيلم ضجة كبيرة في المغرب، بعد أن شاهد المغاربة ثلاثة مقاطع قصيرة من الفيلم في موقع "يوتيوب". قال المخرج نبيل عيوش إنها تسريبات جرت من دون علمه. ويُظهر المقطع الأول مشهداً ساخناً في إحدى الكباريهات، تقوم فيه فتيات مغربيات بأداء رقصات أمام مجموعة من الزبائن السكارى وهم حول طاولة عامرة بالمشروبات الكحولية.

"يرى بعضهم أن عيوش تعمّد خلق ضجّة أخلاقية حول الفيلم"

وفي مقطع آخر، هناك حوار بين بطلات الفيلم يتبادلن فيه كلاماً نابياً وسوقياً بالعامية المغربية دفع بالكثير من المغاربة إلى مهاجمة الفيلم ومخرجه في الجرائد والمواقع المغربية، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.

هكذا توزع المغاربة بين قلّة مدافعة عن الفيلم باسم حرية التعبير، وضرورة أن تتصدّى السينما المغربية لمواضيع تدخل في دائرة المحرمات، وغالبية من المهاجمين تنطلق من منظور أخلاقي محافظ وترى فيه فيلماً منحطاً يشوّه صورة المغرب والمغربيات.

المفارقة أن أحداً لم يشاهد الفيلم كي يتناوله بالدفاع أو الهجوم، خصوصاً وأن الفيلم لن ينزل إلى صالات العرض قبل ستة أشهر، هذا في حال حصل على تأشيرة تسمح بعرضه والتي تمنحها "لجنة المراقبة المغربية" المكوّنة من ممثلين عن "المركز السينمائي المغربي" ووزارة الثقافة وفاعلين سينمائيين.

بلال مرميد، واحد من أبرز المتابعين للسينما المغربية، أوضح لـ "العربي الجديد"، باعتباره أحد القلائل الذين شاهدوا الفيلم في "كان"، أن عيّوش "وُفّق في اختيار موضوع الفيلم بلا شك، لكنه أخفق فيه سينمائياً لأنه تاه في تناول الكثير من المواضيع دفعة واحدة؛ الدعارة والمثلية الجنسية والرشوة".

ويضيف "تختلط التفاصيل الكثيرة ويتسيّد الملل وتتكرر الفكرة نفسها. وننتظر طيلة الفيلم تلك اللحظة السينمائية التي تهزّ المشاهد لكنها لا تأتي أبداً. وحتى شاعرية الفضاء التي تميّز بها عيوش في بعض أفلامه السابقة، غابت بالمطلق في "الزين اللي فيك". في النهاية، نحن أمام فيلم يخلق ضجة أكبر منه، كثير من الضجيج وقليل من السينما للأسف".

يرى بعض المتابعين للسينما المغربية أن عيوش اختار عن قصد خلق ضجة أخلاقية حول الفيلم، وهو من تعمّد تسريب المقاطع القصيرة الثلاث المختارة بعناية لخلق صدمة لدى المشاهد المغربي غير المعتاد على الحوارات السوقية المبتذلة في صالات العرض والمشاهد الساخنة ذات الإيحاء الجنسي المباشر.

قد تكون نتيجة هذا الأمر أن ترفض "لجنة المراقبة الفنية" منحه تأشيرة العرض، وهو ما سيدفع بعيوش، وهو بالمناسبة من أم فرنسية وأب مغربي، إلى طلب "اللجوء السينمائي" في فرنسا، وعرض فيلمه في بضع صالات باريسية كما تعوّد على ذلك في الماضي، لاعباً دور "الضحية" الملاحَق في بلده بسبب شجاعته في تناول المحرمات الأخلاقية.

العربي الجديد اللندنية في

25.05.2015

 
 

نبيل عيوش عن فيلمه الفضّاح:

هناك واقع في المغرب لا نريد أن نراه

المصدر: "النهار" - كانّ - هوفيك حبشيان

أحدث "الزين اللي فيك" للمغربي نبيل عيوش المشارك في "أسبوعا المخرجين" - التظاهرة التي تجري على هامش مهرجان كانّ - صخباً كبيراً في المغرب، تطوّر الى مهاترات ألكترونية بغيضة تناقش مسائل على هامش الفيلم و"تحاجج" مخرج "علي زوّا" بالشتائم. عندما قابلته "النهار" في فندق "ماريوت" غداة العرض العالمي الأول للفيلم، بدا عيوش حزيناً لمحاسبة نياته استناداً الى بضعة مقتطفات انتشرت على النت. الا انه لم يكن خائفاً سوى من سوء الفهم المحتمل بينه وبين الجمهور. خامس أفلام عيوش الروائية الطويلة هو أيضاً أكثر أفلامه شجاعة ومباشرة. فهو يطرح للمرة الأولى على هذا النحو العلني الفضائحي الفجّ الذي يعالج المشكلة بالصدمة، قضية الدعارة المتسترة المنتشرة في البلد العربي الاسلامي الجميل.

انها قصة أربع فتيات من مراكش يمارسن "أقدم مهنة في العالم"، فنرافقهن من حانات الليل الى السهرات الخاصة ثم في حياتهن اليومية. لم يتوانَ المخرج المشاكس في اظهار الاستغلال الذي تتعرض له فتيات لم يبق لهن الكثير من الأحلام على رغم صغر سنهن. يحملنا الشريط المستفز الى بيئة عاملات الجنس، ململماً تفاصيل كثيرة في منتهى الدقة، معرّياً ازدواجية المجتمع المغربي (والعربي - الاسلامي عموماً)، مسمّياً الأشياء بمسمياتها. نتعرف الى رندة، نهى، حليمة، وخصوصاً سكينة (لبنى أبدير في دور قوي)، عاملة الجنس ليلاً، والمحجبة نهاراً، ارضاءً للمنظومة الاجتماعية.

صورة الخليجيين المهووسين بالجنس (يبدو ان لدى بعضهم مشكلة مع فلسطين المحتلة) أضحت مشكلة عند بعض النقّاد العرب الذين وجدوا فيها كاريكاتوراً وعنصرية. الفيلم يصبح رقيقاً ازاء عاملات الجنس في النصف الثاني، فيقارب تواطؤ كلّ افراد المجتمع (من الشرطة الفاسدة الى الأم الانتهازية) ويحمّلهم المسؤولية في تحويل فتيات عاديات الى قطع من اللحم. يسقط "المسكوت عنه" لمصلحة فيلم لا يُعّد تحفة سينمائية ولا حتى عملاً تتوافر فيه كل شروط السينما الجيدة، بيد انه في منتهى الصدق!

·        عندما قلت عن الفيلم انه شجاع قيل لي إن هذا ليس معياراً سينمائياً. طبعاً لا، ولكن هناك احياناً معايير عدة لتقييم فيلم، وخصوصاً اذا طرح مخرجه موضوعاً إشكالياً بهذا الشكل للمرة الاولى. ما رأيك، وهل كنت تشعر بأنك حيال فيلم شجاع منذ البداية؟

- كان عندي بالأحرى الشعور بأنني أُنجز فيلماً ملتزماً، لا يقدم تنازلات. كنت أريد فيلماً يُظهر حقيقة معينة أو واقعاً معيناً لا نريد ان نراه. نعم، بهذا المعنى كنت أدرك ما أفعل.

·        ما علاقتك بموضوع الدعارة في المغرب؟ متى لفتك؟

- هذا الموضوع أثّر فيَّ كثيراً، وهو أصلاً حاضر في أفلامي السابقة بطريقة متكتمة. سواء في "علي زوّا" حيث نرى والدة أحد الصبيان تعمل عاملة جنس، أو في "يا خيل الله". إنه شأن حاضر في أعمالي وإن لم أتعرض له بطريقة مباشرة. كلّ شيء بدأ عندما تمّ لقاء مع أربع فتيات من مراكش. اتصلن بمدير الكاستينغ الخاص بالفيلم، الذي كنت طلبتُ إليه أن يجري استقصاء حول موضوع الدعارة. فعلمتُ من الفتيات ان لديهن قصة يردن روايتها لي، ليست قصة اي أحد، بل قصتهن. صعدت في سيارتي وهرعت الى مراكش، وأمضيتُ يومين وأنا أستمع الى قصصهن. أستطيع القول إن ما سمعته صدمني، وكان سبباً كافياً لي كي أنطلق في تصوير هذا الفيلم. بعدها، تابعتُ اللقاءات مع عاملات الجنس، فالتقيتُ نحو 100 منهن. أجريتُ عملاً ميدانياً. فأنا أميل عادة الى أفلام تنطوي على إشكاليات معينة ويستهويني القيام بعمل أنتروبولوجي قبل أن أضع على رأسي كاسكيت المخرج وأقف خلف الكاميرا. انتهجتُ الطريقة عينها عندما أنجزتُ "علي زوّا" و"يا خيل الله". أحتاج أن أتغذى من الواقع بهذه الطريقة، والا استعصى عليَّ انجاز فيلم.

·        ألهذا السبب أردتَ أن تموضع الحوادث في مراكش؟

ــ مراكش هي المدينة التي تنشط فيها الدعارة بشكل واسع. إنها مركز الدعارة. لا فقط الدعارة اللوكس، بل كل المستويات منها. هناك دعارة في الدار البيضاء وطنجة، لكن الأمر مختلف في مراكش، بالميثولوجيا التي تجرجرها المدينة خلفها. فضلاً عن قدرتها العالية على الجذب. إنها رمز في هذا المجال. كما كانت الحال في بيروت في مرحلة من المراحل، وكما الحال في اسطنبول راهناً.

·        الدعارة مشكلة عالمية، ما الذي يختلف في المغرب في هذا الشأن؟

- الدعارة مشكلة عالمية تتجاوز حدود المغرب والعالم العربي. لا أحد استطاع إيجاد حلّ لها، حتى في الغرب. في فرنسا، يناقشها البرلمان بين حين وآخر. الأسئلة نفسها تتكرر: أيجب معاقبة الزبون، أم القوّاد، أم عاملة الجنس؟ النقاش لم يُغلق بعد. ما يميز عاملات الجنس المغربيات، انهن قادرات على إعالة الآف العائلات. هؤلاء الفتيات لا يعملن في الدعارة لصرف المال على أنفسهن بل لدعم العائلة. نحن لا نتكلم هنا عن بضعة مئات من الأشخاص بل عن الآلاف. لذلك، شئنا أم أبينا، هن يضطلعن بدور أساسي في المجتمع المغربي. في المقابل، لا يلقين من المجتمع سوى الاحتقار والذل والاهانات، حتى من الناس الأكثر قرباً لهن. هذا اكثر ما صدمني عندما تحدثتُ اليهن. بعضهن قلن لي إن عائلاتهن لا ترى فيهن الا محفظة او بطاقة ائتمان لسحب الفلوس. هذا شيء في منتهى القسوة والحقارة.

·        هل الفتيات الأربع اللواتي التقيتهن كانت لهن قصص متشابهة؟

- لا، لكلّ واحدة منهن حكاية مختلفة. بعضهن فُضّت بكارتها بعدما وعدها شابٌ ما بأنه سيتزوجها، فتحولت الى عاملة جنس. في معظم هذه الحالات، تقول الفتاة لنفسها: "ما دام المجتمع يعتبرني عاهرة، فسأكون عاهرة وأجني المال". طبعاً الجامع المشترك بينهن هو الفقر والبؤس. تحديداً البؤس الاقتصادي والاجتماعي.

·        لفتني المشهد حيث يسحب صاحب احدى الفتيات المال منها. فهؤلاء الفتيات يتم استغلالهن حتى من الناس الذين لديهم تجاههن مشاعر الود...

- في هذا المشهد تحديداً، لا يمكن الحديث عن استغلال. انه بالأحرى رابط غرامي، وهي التي تعطيه المال. حقكَ ان تنظر الى الموضوع من وجهة نظر مخالفة، لكن يجب ان تعلم انه لا وجود لقوّاد، كما الحال في اوروبا أو أميركا. هذا الشخص (صاحب الفتاة) متسوّل يقيم علاقة غرامية معها وهي تعيله. أحببتُ هذه الانتروبولوجيا بالمقلوب حيث النساء يمتلكن السلطة ويربحن المال، وهن وحدهن اللواتي يقررن على مَن يصرفن هذا المال.

·        ألم يخطر في بالك في مرحلة من المراحل أن تنجز وثائقياً عن الدعارة في المغرب بدلاً من فيلم روائي؟

- بلى. في البداية، كنت أريد وثائقياً أو دوكو دراما، لكني أدركتُ خلال التحقيقات أن عندي أشياء شخصية أريد إمرارها عن هذه القضية، ولم تكن ممكنة عبر الوثائقي.

·        هل هناك سينماتوغرافيا معينة وجدتَ نفسكَ تتغذى منها؟

- لطالما كنت ميالاً الى الواقعية الايطالية الجديدة، ولا سيما فيتوريو دو سيكا. هذا الصنف من الأفلام شدّني فعلاً وجعلني التزم الصدق في طرح أفكاري.

·        هناك عناية أقل بالجماليات مما كانت الحال في أفلامك السابقة؟

- ربما الفيلم هنا أكثر صفاءً. اخترتُ صيغة تصويرية تناسب الموضوع، تجعلني لا ألجأ الى أي مساومة. الكاميرا كانت متحركة وقريبة جداً من الممثلات.

·        كيف جرى التصوير مع ممثلين غير محترفين؟

- معظمهم ليسوا ممثلين ولكن هناك ممثلون أيضاً. الكاستينغ مزيج من الاثنين. هناك مَن يخطو خطوة أولى له قبالة الكاميرا. أثارني أن أعمل وإياهم. نهى [المحرر: لبنى أبدير] كانت قد شاركت في أفلام بأدوار بسيطة، هذا الدور الاساسي الأول لها. أجرينا تمارين كثيرة قبل دوران الكاميرا. علّمتُ الفتيات كيف ينظرن الى أنفسهن من منظار آخر، وكيف يقدّرن أنفسهن، بهدف أن يُخرجن من دواخلهن البُعد الانساني، ولهذا سميتُ الفيلم "الزين اللي فيك".

·        في الفيلم، تحمّل الجميع مسؤولية الدعارة في المغرب...

- أحمّل المجتمع بأكمله المسؤولية، وأيضاً هؤلاء الشبان الذين يأتون من الخارج، سواء من الخليج أو من أوروبا، للسياحة الجنسية. أشير الى النفاق هنا. الى العائلة، الى المواطن. إنها مسؤولية جمعية. عندما لا تلقى هؤلاء الفتيات آذاناً صاغية ويتعرضن للادانة المستمرة، ماذا يبقى لهنّ؟ لا شيء سوى الوحدة والعزلة! ما أطرحه هنا هو نتيجة مراقبتي لهنّ؛ راقبتُ حقيقة هؤلاء الفتيات والطريقة التي يعبّرن فيها، والعنف الذي يُمارَس حيالهن.

·        ألم تخف الوقوع في الكاريكاتور وأنتَ تصوّر السياح السعوديين؟

- الصورة التي أقدمها عنهم لا تطال الشعب السعودي، بل تطال الذين يأتون الى مراكش للسياحة الجنسية. على السعوديين الا يشعروا بأنهم معنيون بهذا الجزء من الفيلم والاّ ينشغلوا به، بل ان يتفقوا على ادانة هذا النوع من الممارسات. ثم: لِمَ لا احد يعترض عندما أصوّر أوروبيين...؟

·        ربما لأنك صوّرتهم أكثر ظرفاً وأقل بطشاً واستعلاء...

- أنت تراهم ظرفاء، أنا أراهم مثيرين للشفقة... ربما أقل بطشاً، أوافقك على هذا. لا تنس أنني أثير مسألة البيدوفيليين الأوروبيين الذين يزورون المغرب ليناموا مع صبي في العاشرة، فهذا شيء في منتهى العنف. ولكن، في هذه الحال، لا أحد يتهمني بالعنصرية تجاه الاوروبيين. علينا ان نتعلم ان ننظر الى ذواتنا على الشاشة آخذين منها مسافة. لنكفّ عن الوقوع في البارانويا في كل مرة.

·        لكن، لا نستطيع ان ننكر ان هناك حقداً كبيراً وكراهية كبيرة تجاه الخليجيين في المغرب، وخصوصاً تجاه اؤلئك الذين يأتون الى المغرب معتقدين انهم يستطيعون شراء كل شيء بالمال...

- لا أراها كراهية من شعب الى شعب. هناك مشكلة مع بعض الخليجيين، تحديداً الذين يأتون ببترودولاراتهم في جيوبهم ويتعاطون بتعالٍ مع الفتيات واقاربهن. هذا ما يولّد مشاعر سلبية تجاههم. مرة أخرى: أنا لا اعمّم، بالعكس، اعتبرها ممارسات جد فردية. هؤلاء الخليجيون لاعبون أساسيون في قضية الدعارة في المغرب.

·        الحياة المزدوجة لبعض الفتيات (عاملة جنس ليلاً، محجبة نهاراً) هل تنسحب أيضاً على المجتمع ككل؟

- بالتأكيد. المواطن على علم بما يحصل ولكن عليه ملازمة الصمت.

·        هذا الفيلم اعلان حرب ضد كلّ الذين يقولون لك ان بلادنا ليست كذلك وانك تشوّه صورة المغرب وكلّ هذه الكليشيهات التي تعبنا منها...

- ما الذي يجعله حرباً؟ أضعهم في مواجهة واقع. هناك فرق. كان في امكاني أن أختار طريقة منافقة لإنجازه، لكني اردتُ فيلماً على شكل هذا الواقع. طبعاً ان تضع الناس أمام هذا الواقع، فعل عنيف، وخصوصاً اذا كانوا يعيشون النكران منذ زمن بعيد. اعتقد ان فيلماً كهذا يشارك في التغيير المرتقب، والا لما كنت انجزته. اتذكر عندما بدأتُ أجري بعض التحقيقات لكتابة سيناريو "علي زوّا"، يومذاك سمعتُ الناس يقولون: "لماذا فيلم عن ظاهرة اولاد الشوارع؟ ليس لدينا اولاد شوارع في المغرب". الشيء نفسه تكرر عندما اردتُ تصوير إرهابيي "يا خيل الله". هناك حقائق لا نرغب في رؤيتها. السينما الأميركية حافلة بأفلام معارضة تمسك المجتمع وتخضّه. انظر كم أثّرت هذه السينما في المجتمع الاميركي. انظر الى الافلام التي ظهرت عن السود مثلاً. لا يمكن نكران هذا. بالتأكيد، عندما نطرح الأمور بهذه الطريقة، نواجه خطر الا نلقى الاستحسان من الجميع. ولكن هل يكفي ان أواجه خطراً كي أقرر الا اخوض مغامرة مماثلة؟ لا اعتقد ذلك

·        في المغرب اليوم، كثر يتخذون مواقف من الفيلم من دون ان يشاهدوه، مكتفين ببعض المقاطع التي رُفعت على النت...

- انه لشيء مؤسف. هذه المقاطع التي شوهدت آلاف المرات، بيّنت انقسام المجتمع بين معارض لفكرة تصوير قضية مماثلة ومؤيد لها. أتمنى ان يهدأ هذا كله ريثما يشاهد الناس الفيلم ويتحدثون عنه على ضوء تلك المشاهدة.

·        هل سيوّزع الفيلم في الصالات المغربية؟

- لا أعرف حالياً. اتمنى ذلك وسأسعى الى عرضه في الصالات. سأناضل من اجل ان يشاهده الجمهور المغربي. لكن الأمور لا تتعلق بي وحدي.

·        هل تشعر بالخوف؟

ـــ لا، كلّني أمل. الشيء الوحيد الذي يثير خوفي هو ألاّ يفهمني الآخرون.

مهرجان كانّ 68 بين الحبّ والبطش!

هـ. ح.

بعد 35 سنة على لقائهما الأخير في "لولو" لموريس بيالا، يجتمع جيرار دوبارديو وإيزابيل أوبير في فيلم ينطوي على قدر عال من الفرادة: "وادي الحب" (مسابقة) لغيوم نيكلو، المخرج الذي شارك في برلين العام الماضي بـ"اختطاف ميشال ويلبيك" وقبله بـ"الراهبة". نيكلو عبر كلّ الجانرات السينمائية تقريباً قبل ان يستقر في حضن هذا الفيلم العصيّ على التصنيف. دوبارديو وأوبير اللذان يحافظان على اسميهما الحقيقيين في الفيلم، زوجان مطلقان لم يلتقيا منذ سنوات. هو يعيش في الولايات المتحدة وهي في فرنسا، وكلاهما ارتبط مجدداً وانصرف الى حياة جديدة. لكن في سينما المؤلف لا أحد يهرب من ماضيه. فما سيجمعهما مجدداً بعد سنوات هو مايكل، ابنهما الذي انتحر تاركاً لهما رسالة. تطلب الرسالة منهما ان يحضرا الى مواقع مختلفة من وادي الموت في الثاني عشر من تشرين الثاني 2014. "انها فرصتي الوحيدة كي أعود، يقول مايكل في الرسالة. هذا هو العقد الذي بيننا". لا يمكن تخيّل رد فعل الأهل أمام طلب كهذا. مقابل الأب اللامبالي نسبياً وغير المتحمس، هناك الأم التي تتماهى كلياً مع لعبة الابن المنتحر، الى ان تبدأ علامات حمراء في الظهور على أيدي وأرجل كلّ منهما. فهل عاد مايكل حقاً؟

* * *

السينما لا تمل من استعادة نصوص شكسبير في قوالب جديدة. حيناً في اطار كوميدي وحيناً في اطار رومنطيقي خفيف. المخرج الاوسترالي جاستن كرزل وجد زاوية جديدة للتعاطي مع "ماكبث" (مسابقة): الفيلم الدموي العنيف حيث الكثير من البطش. لا ينقص الفيلم المشاهد الملوّنة حيث تنفجر قدرة مدير التصوير على خلق اجواء انطباعية قاتمة وغير بريئة! اختتم الفيلم مسابقة لم تفلح في رسم ابتسامة طويلة على وجوه المشاركين في هذه الدورة.

* * *

هذه السنة، قدّم المخرج الفرنسي جاك أوديار واحداً من أكثر افلام المسابقة بهتاناً: "ديبان". المشكلة كانت كبيرة مع الافلام الفرنسية التي اختارها المهرجان داخل المسابقة الرسمية. "ملكي" لمايوان و"مارغريت وجوليان" لفاليريا دونزيللي، تعرّضا لسخرية الصحافة الدولية ونالا بعد فيلم غاس فان سانت  الكارثي، أدنى العلامات في تقويمات النقاد المنشورة في مجلة "سكرين". بعد "نبي" و"عن الصدأ والعظم" (كلاهما عُرض في كانّ)، يأتينا أوديار بفيلم غير مقنع لا يعلن فيه اي موقف من القضية التي يصوّرها واضعاً ايانا في منطقة التباس شامل وكامل. هذه المرة، لا يستعين أوديار بممثلين معروفين يضمنون له ايرادات عالية في شبّاك التذاكر. "ابطال" جديده اقليات آسيوية هربت من الصراع في سري لانكا الذي نتج منه 200 ألف قتيل بين 1983 و2009.

هـ. ح.

النهار اللبنانية في

25.05.2015

 
 

مهرجان " كان " السينمائي يوزع جوائزالدورة 68

فيلم " موج " اللبناني لإيلي داغر يفوز بسعفة كان الذهبية للفيلم القصير

بقلم صلاح هاشم. مهرجان كان 68

بعد الاعلان الأحد 24 مايو عن جوائز مهرجان كان في دورته 68 - المنعقدة في الفترة من 13 الى 24 مايو -  وخروج الأفلام الإيطالية  : " أمي "  لناني موريتي- أثر فينا لحد البكاء- وحكاية الحكايات  لماتيو جارون وفيلم الشباب لباولو سارانتينو، خروجها من مولد " كان "68 بلاحمص..

 لكنها وبعد الترحيب الذي حظت به  من قبل  الغالبية العظمى من النقاد في المهرجان - حتى أن مجموعة النقاد التي غطت المهرجان لجريدة " الفيجارو " الفرنسية العريقة رشحت فيلم " الشباب " YOUTH لباولو سارانتينو للفوز بسعفة " كان " الذهبية قبل اعلان الجوائز بيوم. انظر الصورة المرفقة - سوف تجد هذه الافلام الايطالية لاشك اقبالا وترحيبا كبيرين بها،عند خروجها للعرض التجاري في ايطاليا و أنحاء العالم ، ولن يقلل ابدا من اهميتها وزهوها وتألقها في المهرجان والاضافات " السينمائية " التي حققتها، عدم حصولها على جوائز ويكفيها ماحظت به من تقدير وتبجيل من الغالبية العظمي من نقاد السينما في الدورة 68 .

وقد صدقت كذلك ترشيحات و توقعات سينما إيزيسCINEMAISIS بشأن توزيع جوائز مهرجان كان 68 فقد فاز فيلم " ديبان " للفرنسي جاك اوديار الذي رشحناه للحصول على الجائزة الكبرى، فاز بالسعفة الذهبية للدورة 68. في حين فاز فيلم " ابن شول " للمجري الذي رشحناه للحصول على السعفة الذهبية، فاز بالجائزة الكبري للدورة 68 ،وهي الجائزة الثانية مباشرة من حيث الاهمية بعد جائزة السعفة الذهبية..

 كما صدقت توقعاتنا في سينما إيزيس بشأن جائزة احسن ممثل، التي رشحنا لها الممثل مايكل كين عن دوره في فيلم " الشباب " لباولو سارانتينو، أو الممثل فانسان ليندون عن دوره في فيلم " قانون السوق " للفرنسي ستيفان بريزيه، وفاز بها الأخيركما توقعنا..

كما فاز فيلم " كارول " أيضا بجائزة ضمن ترشيحاتنا، فقد رشحنا بطلته كيت بلانشيت للفوز بجائزة احسن ممثلة في أفلام مسابقة الدورة 68 ، لكنها بدلا من أن تذهب الى كيت، ذهبت الى الممثلة روني مارا ، التي لعبت دور العشيقة امام كيت بلانشيت  في إطار قصة حب " سحاقية " تدور أحداثها في نيويورك عام 1953 وقد بدا لنا فيلم " كارول " من أكثر الأفلام إكتمالا بين أفلام المسابقة الرسمية ولولا أن أحداثه تقع في فترة الخمسينيات، وليس في الوقت الحاضر، لكان فاز بجائزة من جوائز المهرجان..

تلك الجوائز التي بدا واضحا أن لجنة التحكيم الرسمية في الدورة 68 التي ترأسها الأخوين كوين وضعت في اعتبارها منحها في المقام الأول للأفلام "السياسية الاجتماعية" التي تناقش مشاكل الحاضر- مثل مشكلة "الهجرة " كما في فيلم " ديبان " الفرنسي، الذي خطف سعفة كان الذهبية في الدورة 68،  ولانعتبره من افضل افلام جاك أوديار صاحب فيلم " نبي " على الاطلاق، ولم نفرح كثيرا بفيلمه كما فرحنا مثلا بفيلم الشباب "، وكما في فيلم " قانون السوق " الذي يطرح مشكلة " البطالة " في فرنسا وأعجبنا جدا به - وتوظف السينما كأداة للتحديق في واقع ومتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية.

والجميل في حفل توزيع الجوائز أن لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة في المهرجان التي تراسها المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو منحت سعفة كان الذهبية للفيلم القصير لفيلم عربي قصير من لبنان الا وهو فيلم " موج " للمخرج اللبناني إيلي داغر( فيلم تحريك )، فالف مبروك للبنان ، والسينما اللبنانية المتميزة.

والجميل أيضا أن الدورة 68 التي حصلت فيها فرنسا على نصيب الأسد والجزء الأكبر من كعكة الدورة 68 أن السينما الفرنسية أثبتت أنها تعيش بالفعل سنة سعيدة كما ذكر  المندوب العام للمهرجان تيري فريمو في المؤتمر الصحفي للمهرجان في 16 ابريل والاعلان عن مشاركة 6 أفلام فرنسية دفعة واحدة في المسابقة الرسمية للدورة 68 وقد صدّق حصول 3 أفلام من ضمنها على جوائز على كلامه، بل لقد بلغ حجم المشاركة الفرنسية في كل تظاهرات المهرجان بما فيها تظاهرة " إسبوع النقاد " وتظاهرة " نصف شهر المخرجين " أكثر من 25 في المائة من مجموع كل الأفلام المشاركة من أنحاء العالم في جميع تظاهرات المهرجان.

جوائز المهرجان

السعفة الذهبية للفيلم القصير : فاز بها فيلم " أمواج 98 " لإيلي داغر من لبنان

الكاميرا الذهبية ( لأحسن عمل أول في جميع مسابقات المهرجان): فيلم " الأرض والظل " لسيزار أوجستو آسيفيدو. أسبوع النقاد.

جائزة السيناريو : فيلم " مزمن " لميشيل فرانكو من كولومبيا

جائزة أحسن ممثلة : وزعت مناصفة بين روني مارا عن دورها في فيلم " كارول " لتيد هاينس. أمريكا ، والممثلة إيمانويل بيركو ( مخرجة فيلم الإفتتاح " الرأس المرفوع" عن دورها في فيلم " ملكي " للفرنسية مايوين

جائزة لجنة التحكيم الخاصة : فيلم " سرطان البحر " للمخرج اليوناني يورغوس لانتيموس

أحسن ممثل : فانسان ليندون عن دوره في فيلم " قانون السوق : للفرنسي ستيفان بريزيه

أحسن إخراج : المخرج التايواني الكبير هو سياو سين عن فيلمه البديع " القاتلة "

الجائزة الكبرى : فيلم " ابن شول " للمجري لاسلو نيميس

السعفة الذهبية : فيلم " ديبان- النمر - " للمخرج الفرنسي جام أوديار

سينما إيزيس في

25.05.2015

 
 

كما توقعنا: أكذوبة محرقة اليهود يفوز بالجائزة الكبري في كان

هشام لاشين

بعد ساعات قليلة من توقعات سينما لاشين بفوز فيلم (ابن شاؤول) المجري عن المحرقة اليهودية بالجائزة الكبري في كان بعد فوزه بجائزة النقاد اعلنت فعلا فوزه بها وفي فيلم “ابن شاؤول”، وقد طرح لازلو نيميس في تجربته الأولي مزاعم “الإبادة الجماعية” التي مارسها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية ضدّ يهود أوروبا.

وتدور قصة الفيلم حول “شاؤول”، السجين اليهودي ضمن مئات الآلاف من اليهود المعتقلين في معسكر أوشفتز الشهير بمعسكر الموت في بولندا، وهو ليس سجينا عاديا بل من أولئك اليهود المتعاونين مع الألمان، الذين كان يطلق عليهم “السوندركوماندو”، والذين كانوا مسؤولين في معسكرات الاعتقال عن نقل جثث اليهود إلى المحارق، ثم التخلص من الرماد.

ومع انهماكه في عمله دون أدني تردد، تتحول الأمور وتنقلب رأساً على عقب، ويحدث تحول في شخصيته، عندما يكتشف شاؤول أن من بين الجثث التي تعرضت للموت بالغاز ومطلوب تشريحها ثم التخلص منها بالمحرقة، جثة لصبي صغير هو ابنه، وهنا، يبذل “شاؤول” كل ما يستطيعه من أجل سرقة الجثة من المعسكر وعدم تشريحها، ومحاولة دفنها على نحو لائق، والعثور على أي حاخام يهودي بين المعتقلين كي يصلي على ابنه قبل دفنه.

وقد جاءت جوائز الدورة 68 كالتالي:

مسابقة الأفلام الطويلة

السعفة الذهبية

DHEEPAN إخراج Jacques AUDIARD

الجائزة الكبرى

SAUL FIA  (Son of Saul إخراج László NEMES

جائزة الإخراج

HOU Hsiao-Hsien عن فيلم  NIE YINNIANG (The Assassin

جائزة لجنة التحكيم

THE LOBSTER إخراج Yorgos LANTHIMOS

جائزة التمثيل للنساء

Rooney MARA في فيلم  CAROL إخراج توود هاينس

Emmanuelle BERCOT في فيلم  MON ROI إخراج مايوين

جائزة التمثيل للرجال

Vincent LINDON في فيلم ( LA LOI DU MARCHÉ (The Measure of a Man إخراج ستيفان بريزي

جائزة السيناريو

Michel FRANCO فيلم  CHRONIC

مسابقة الأفلام القصيرة

السعفة الذهبية

موج '98 إخراج  إيلي داغر

جائزة نظرة ما CERTAIN REGARD

HRÚTAR (Béliers / Rams  إخراج  Grímur Hákonarson

جائزة لجنة التحكيم

ZVIZDAN (The High Sun  إخراج  Dalibor Matanić

جائزة الإخراج

Kiyoshi Kurosawa لفيلم  KISHIBE NO TABI ( Journey to the Shore

جائزة  UN CERTAIN TALENT

COMOARA ( Treasure إخراج  Corneliu Porumboiu

جائزة المستقبل بالتعادل

MASAAN إخراج Neeraj Ghaywan

NAHID  إخراج Ida Panahandeh

CAMÉRA D’OR

LA TIERRA Y LA SOMBRA إخراج سيزار أوغيستو أسيفيدو المعروض في إطار أسبوع النقد

CINÉFONDATIONجوائز

الجائزة الأولى

SHARE إخراج Pippa Bianco

AFI’s Directing Workshop for Women, الولايات المتحدة الأميركية

الجائزة الثانية

LOCAS PERDIDAS إخراج  Ignacio Juricic Merillán

Carrera de Cine y TV Universidad de Chile, الشيلي

الجائزة الثالثة بالتعادل

THE RETURN OF ERKIN إخراج  Maria Guskova

High Courses for Scriptwriters and Film Directors, روسيا

الجائزة الثالثة بالتعادل

VICTOR XX إخراج  Ian Garrido López

ESCAC, إسبانيا

وقدمت لجنة التحكيم التقنية (CST) جائزة فولكان للفنان - التقني : 

.تاماس زانيي، مهندس الصوت لمساهمته الكبيرة في الصوت في سرد فيلم (SAUL FIA (Son of Saul  إخراج  László NEMES

مدونة (سينما لاشين) في

25.05.2015

 
 

للمخرج الفرنسي ستيفان بريزي

فيلم "قانون السوق" يعرض مشكلة أوروبا الاقتصادية في مهرجان كان

السوق" (24 - محمد هاشم عبدالسلام)

24. إعداد: محمد هاشم عبد السلام

عرض ضمن المسابقة الرسمية للدورة الثامنة والستين من مهرجان كان السينمائي الفيلم الفرنسي المتميز "قانون السوق" وهو من إخراج ستيفان بريزي.

قانون السوق

عرض ضمن المسابقة آخر أفلام الكاتب والممثل والمخرج الفرنسي ستيفان بريزي، في التاسعة والأربعين من عمره، والذي يحمل عنوان "قانون السوق"، والفيلم الذي يمتد زمن عرضه لأكثر من ساعة ونصف الساعة بقليل، ينتمي لنوعية أفلام الدراما الاجتماعية، وكتب له السيناريو والحوار مخرج الفيلم بالاشتراك مع أوليفيه جورس.

ويقوم ببطولة فيلم "قانون السوق" الممثل الفرنسي الكبير فينسيت ليندون في دور "تيري"، وهو مرشح عن دوره في هذا الفيلم وبقوة للمنافسة على جائزة أحسن ممثل بالمهرجان، أما بقية أبطال الفيلم فهم جميعاً من الممثلين غير المحترفين.

ويتناول المخرج ستيفان بريزي، الذي يشترك في المسابقة الرسمية لكان لأول مرة، في فيلمه المتميز "قانون السوق" عبر شخصية "تيري"، الأزمة الاقتصادية بفرنسا بصفة خاصة، وبالطبع في أوروبا بصفة عامة، وذلك عبر بطالة تيري، الذي كان يعمل بأحد المصانع، ويبحث الآن عن عمل مناسب بمصنع آخر، لكنه يجري الكثير من المقابلات وفي النهاية يرفض في الكثير منها.

ويضطر تيري تحت ضغط تلبية متطلبات أسرته المادية، وابنه الذي يعاني من صعوبات حركية وتأخر ذهني، إلى طلب سلفة بنكية لكنه يفشل لعدم تحصله على عمل يدر عليه دخلا ثابتًا، فيحاول تيري أن يبيع منزله، لكن من يتقدمون لشراء المنزل يساومونه من أجل الحصول على المنزل بأبخس الأسعار، الأمر الذي يضطره لرفض البيع.

ويلجأ تيري للعمل كحارس أمن في أحد الأسواق التجارية الكبيرة بإحدى المجمعات التجارية، كي يتمكن في النهاية من تلبية احتياجات أسرته والحصول في نفس الوقت على القرض البنكي من أجل إصلاح سيارته المتهالك، لكن أمور "تيري" لا تنصلح بمجرد عثوره على العمل، إذ يكتشف عبر عمله هذه بالمتجر الكثير من الأمور التي كانت غائبة عنه.

وهناك يرى الكثير من البشر العاديين من مختلف المستويات والطبقات الذين يسرقون لاحتياجاتهم للسلع المعروضة أو لعدم توفر الأموال معهم، وأخيرًا يكتشف أن الأمر ليس قاصراً فحسب على الزبائن بل يمتد أيضاً إلى العاملين الذين يسرقون كوبونات التخفيض على المبيعات، الأمر الذي يضعه في النهاية أمام عدة خيارات إنسانية بصفته ممثلا لسلطة القانون الذي يطبقه في حين أنه يتعارض أو لا يأخذ بعين الاعتبار أبسط الاحتياجات الأخلاقية والإنسانية والمادية التي يعاني منها البشر بسبب الظروف الاقتصادية.

موقع (24) الإماراتي في

25.05.2015

 
 

فيلم ماكبث: فاسبندر يقدم معالجة جديدة لمسرحية شكسبير

ايما جونز - مراسلة شؤون الترفيه - بي بي سي

يشارك الممثل الألماني-البريطاني مايكل فاسبندر في الفيلم البريطاني "ماكبث"، المقتبس من المسرحية الشهيرة للكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير، بالإضافة إلى الممثلة الفرنسية ماريون كوتيلارد، والذي يسرد قصة الزوجين اللذين يقتلان الملك للوصول إلى عرش اسكتلندا.

لكن هذا الفيلم للمخرج الأسترالي جاستن كيرزل، والذي عرض للمرة الأولى في مهرجان كان السينمائي هذا الأسبوع، ينطوي على رؤية جديدة لبطل المسرحية المأساوية لشكسبير، ولماذا سلك هذا الطريق المشؤوم للوصول إلى السلطة.

ويرى مايكل فاسبندر: "أن ماكبث يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة. إنني أدرك أنه تفسير حديث تماما لأفعاله والآن فقط نتعرف على حالته، كنا فقط متحيرين بشأن الجنود العائدين من الحرب العالمية الأولى الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، فالمجتمع لم يعرف كيف يتصرف إزاءهم".

وقال: "لم أفكر في ماكبث بهذه الطريقة من قبل، لكن جاستن شجعني على ذلك .... وبدأ الأمر يبدو منطقيا. لقد كان بالفعل في السيناريو وفي مشهد المائدة حيث يرى (ماكبث) شبح بانكو، تضطر ليدي ماكبث حينها أن تتدخل وتقول "من المعروف أنه (ماكبث) تنتابه مثل هذه النوبات".

وأضاف: "بالنسبة لي فإن الأمر برمته منطقي، فإنه لا يمكنك أن تكون بعيدا عن بلدك منخرطا في الحرب طوال هذه الفترة وتقتل أناسا ولا ترى زوجتك، ووفقا للنص فقد فقدا ابنا واحدا على الأقل (في هذه الحرب)، وكان هذا هو المفتاح بالنسبة لي لأرى ماكبث بهذه الطريقة، لقد فهمت نوبات هذيانه وسلوكه المضطرب ونوبات الجنون التي تصيبه، والأمر المثير للدهشة هو إدراك شكسبير لاضطراب ما بعد الصدمة أيضا".

وتابع: "ولإحداث نوع من التوازن المقابل، فإنني أرى ليدي ماكبث بصورة مغايرة وليست المرأة الشريرة الطموحة المتعطشة للسلطة، بل امرأة تحاول إعادة الاتصال مع زوجها وتعتقد بأنهما ربما إذا نفذا حادثة القتل معا، فإن هذا الأمر سيعيد الاتصال بينهما. لقد وجدت هذه فكرة أكثر إمتاعا من المرأة المهووسة بالسلطة، وهذه الصورة تتعلق بملء الفراغ، أكثر من التوق إلى السلطة".

وقدمت مسرحية ماكبث في العديد من الأفلام والمسلسلات، من بينها الفيلم الذي أخرجه أورسون ويلز عام 1948 ولعب فيه ويلز دور البطولة، والفيلم الأشهر للمخرج البولندي لرومان بولانسكي عام 1971 بعد شهور من وفاة زوجته "شارون تيت" على يد عصابة تشارلز مانسون.

وترى الممثلة الفرنسية ماريون كوتيلارد، التي فازت بجائزة أوسكار عن دورها في فيلم "لا في اون روز" عام 2007، أنه "يوما ما سأؤدي بدور الليدي ماكبث، لكن أعتقد أنه سيكون بالفرنسية وربما على المسرح".

ولم يطلب منها الأداء باللهجة الاسكتلندية لهذا الدور "لأن ذلك سيمنح الآخرين الشعور بأن ليدي ماكبث بأنها أجنبية، وكان طلب أداء أبيات الشعر باللغة الانجليزية الأصلية هو الأمر الأكثر تحديا بالنسبة لي".

وأوضح فاسبندر، الذي رشح لجائزة الأوسكار عن أدائه دور ستيف ماكوين في فيلم "12 عاما من العبودية" أنه كان "قلقا" من فكرة أداء فيلم يستند إلى مسرحية لشكسبير.

وقال "لكننا جميعا كنا نشعر بالخوف، بالنسبة لي لأداء دور بطل من أبطال شكسبير، وماريون في التعامل مع أبيات الشعر الانجليزية، وجاستن أيضا لأنه كان أول فيلم وثائقي كبير بالنسبة له، وهذا الشعور بالقلق ساعد بالفعل في تصوير الفيلم".

الـ BBC العربية في

25.05.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)