كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

الشرق الأوسط») في مهرجان «كان» السينمائي (13 ):

لماذا ربح الفيلم الفرنسي «ديبان»

للمخرج جاك أوديار السعفة الذهبية

وكيف خرج الأفضل بلا جائزة؟

اللبناني إيلي داغر يفوز بجائزة أفضل فيلم قصير

عن «الموجة 98»

كان: محمد رُضا

مهرجان كان السينمائي الدولي الثامن واالستون

   
 
 
 
 

إذن، انتهت، مساء يوم أول من أمس (الأحد)، أيام مهرجان «كان» السينمائي الفريد بحفلة اختتام تم توزيع جوائزها، وبعضها كان متوقعًا لكن معظمها جاء مفاجئًا، خصوصًا ذلك الفيلم الذي تربّع على عرش هذه الجوائز بمنحه السعفة الذهبية، الجائزة الأكبر التي تنافس المخرجون فيما بينهم للفوز بها.

وفي حفل أريد له أن يكون نسخة صغيرة من الأوسكار، وأفضل منه إذا استطاع، حصد الفيلم الفرنسي «ديبان» للمخرج جاك أوديار، السعفة الذهبية وبذلك انضم إلى قافلة الأفلام التي سبق لها، وعبر 68 دورة استحواذ هذه الجائزة الأكبر بين مهرجانات الدنيا.

بذلك الفوز، فإن خطّة المهرجان نجحت. لقد حشد خمسة أفلام في المسابقة الرئيسة بغية أن يفوز أحدها بالسعفة ولا مانع إذا ما فاز اثنان منها، واحد بالسعفة وآخر في عداد الجوائز الأخرى. وهذا ما حدث فعلاً، فبالإضافة إلى فوز «ديبان» بتلك السعفة، نال الممثل الفرنسي فنسنت ليندون بجائزة أفضل ممثل عن فيلم قام ببطولته تحت عنوان «معيار رجل» أخرجه ستيفان بريز حول ذلك الرجل الذي يعاني من بطالة مفاجئة تعبث باقتصادات حياته. عندما يجد عملاً يكتشف أن عليه أن يغض النظر عن فساد مستشر وهو لم يتعود أن يفعل ذلك.

هذا الوضع المحوري هو ما جعل من أداء ليندون بلورة صحيحة لشخصية رجل كل يوم في كل مدينة أو بلد، ولاءم أسلوب المخرج ستيفان بريز ذي اللمسة التسجيلية على الرغم من اعتماد الفيلم على سيل من الحوارات والقليل من فن السينما.

هذا يلتقي مع فيلم السعفة الذهبية، «ديبان» من حيث لم يقصد أحد في الأساس. ففيلم الفرنسي جاك أوديار يدور حول عائلة (أب وأم وطفلة) من التاميل تلجأ من عنف الحرب الدائرة في سريلانكا إلى فرنسا. حين تحط العائلة في واحد من تلك المشاريع الإسكانية تكتشف وجهًا جديدًا للعنف هو عنف المجتمعات الغربية الضاربة حياة المهاجرين والفقراء.

فيلمان عن أحوال الناس المعيشية صاغت فوزهما لجنة التحكيم التي ترأسها الأخوان إيتان وجووَل كووَن وتطبّعت برأييهما حتى وإن شهد الفيلمان معارضة ما. لكن «ديبان» لم يكن أحد الأفلام التي توقع معظمنا هنا لها الفوز. طغى عليه حفنة من الأفلام التي بدت كما لو كان أحدها آيلا إلى الفوز وسط نسبة مرتفعة من الأفلام التي لا تستحق، ومنها «شباب» للإيطالي باولو سورينتينو و«كارول» للأميركي تود هاينز. كلاهما، بوضوح، ليس النوع الذي يستهوي الأخوين كووَن. لا الأول في أبعاده التي ترثي غياب الفن ولا الثاني في عودته الحميمة إلى الماضي لطرح موضوع شائك حول حب مثلي بين امرأتين. لكن إخراج أولهما، «شباب» من ناحية تنفيذية - فنية بحتة هي أفضل من الفيلم الفائز ولو أن هذا السبب لم يقرر مصيره.

جائزة الإخراج بدورها ابتعدت عن وجهة هاينز أو سورنتينو أو حتى الإيطالي الآخر نينو موريتي، عن فيلمه «أمي»، وتم منحها للمخرج التايلاندي هاو سياو سيين عن «القاتل» أو «ناي يينيانغ» كما عنوانه الصيني. لفتة في مكانها، علما بأن المخرج جاور بنجاح ما بين عمل يحمل فنه وفيلم قتال في قرون صينية غابرة.

اللبناني البارع

في هذا الوقت، كان الفيلم المجري «ابن شاوول» للازلو نيميش يخطف الجائزة الثانية من حيث الأهمية وهي المسماة بـ«الجائزة الكبرى». الفيلم عن الهولوكوست، لكن مثل «إيدا» في العام الماضي، الذي أنجزه البولندي بافل بافيلوكوفسكي، يقدّم الواقعة بطريقة مختلفة. في «إيدا» (الذي تم ترشيحه وفوزه بأوسكار أفضل فيلم أجنبي هذا العام) بحث في ناجية من الموت عندما تركها والداها وهي طفلة رضيعة عند باب دير فنشأت فيه كمسيحية. «ابن شاوول» هو عن أحد اليهود الكثر الذين تم تشغيلهم في معسكرات الاعتقال الجماعي. شهد الموت واكتشف أن وحيده بين الموتى فبحث بين المعتقلين عن حاخام يصلّي عليه. لكن بقدر ما الفيلم السابق كان هادئًا ومتأملاً، بقدر ما جاء هذا الفيلم مضجّرًا ومفتعلاً… لكنه أيضا مؤثرًا في منحاه مما أزلف إليه تلك الجائزة.

من اللافت أن أول من اعتلى المنصّة الواسعة والمصممة بجمالية مناسبة من الفائزين كان اللبناني الشاب إيلي داغر الذي فاز بسعفة أفضل فيلم قصير عن «الموجة 98» وهي بداية جيّدة لمخرج جديد. نادرة هي المرّات اللبنانية التي دخلت فيها تلك السينما المسابقة، وهذا هو الفوز الأول الذي يفوز بالسعفة الذهبية. الآن يستطيع داغر تحقيق فيلم روائي طويل وإرساله إلى «كان» للاشتراك به في المسابقة أو سواها. غيره ممن فازوا بأفلامهم القصيرة فعلها.

بعده اعتلت المخرجة أغنيس فاردا المنصّة، حيث تسلمت جائزة شرف عن مجمل أعمالها وكابدت دموعها ثم تجاوزتها وهي تتحدث - بإسهاب - عن نفسها وجيلها ورفاق طريقها وتنعطف قليلاً على السينما اليوم.

ثم تلتها الممثلة الفرنسية إيمانويل بيركو التي بكت أيضا من تأثرها. وهي فازت عن دورها في فيلم «ملكي» لزميلتها مايوان لكنها لم تنفرد بهذه الجائزة إذ تناصفتها مع الممثلة الأميركية روني مارا عن دورها في فيلم «كارول» وتسلم عنها الجائزة مخرج الفيلم تود هاينز. هنا تكمن مفاجأة صغيرة أخرى، معظم التوقعات حامت حول هذا التناصف، لكن بين روني مارا وشريكتها في بطولة «كارول» كايت بلانشيت، لكن الأخيرة مضت من دون ذكر.

جائزة السيناريو نالها ميشيل فرانكو الذي قدّم فيلمًا معتدل المزايا عنوانه «مزمن» بينما خرج السينمائي الشاب يورغوس لانتيموس بجائزة «لجنة التحكيم» عن فيلمه الجيد «ذا لوبستر».

إذا كانت خطّة المهرجان تشجيع السينما الفرنسية أو الترويج لها أو الافتخار بها، فإن النجاح كان حليفها. لكن حقيقة أن غالبية ما يتم تقديمه هنا إن لم يكن فرنسيًا نقيًا فهو فرنسي بالشراكة يشكل خطرًا في تحويل المهرجان إلى دعاية فرنسية وهذا لا تجده في المهرجانات الأساسية الأخرى.

حفل الختام كان، تصميمًا وتنفيذًا، أفضل حفل ختام حظي به المهرجان منذ سنوات بعيدة. ما يعيبها هو ما يعيب حفل الأوسكار ذاته: قبل منح جوائز في الاختصاصات الفنية، التمثيل، السيناريو، الإخراج إلخ.. على المقدّم أن يتحدّث عن الاختصاص الذي سيمنح جائزته وعلى نحو تعريفي مفرط في سذاجته، خصوصًا وإننا اليوم جميعًا نعرف ما هو التمثيل وما هو السيناريو وما هو الإخراج.

برلمانية تونسية تحصل على ثلاث جوائز علمية في «كان»

تمكنت من تدوير الفضلات النباتية لمادة الحامض الفسفوري المضرة بالبيئة

تونس: المنجي السعيداني

حصدت التونسية حياة العمري على ثلاث جوائز من خلال مشاركتها في المسابقة الدولية للمخترعين المنعقدة بمدينة كان الفرنسية وأنهت أعمالها أمس. وتمثلت هذه في الجائزة الفرانكفونية الكبرى، والتانيت الذهبي للجمهورية الفرنسية، والميدالية الذهبية لمسابقة الفيدرالية الأوروبية للمخترعين.

عن هذا التتويج العلمي الهام، قالت حياة العمري لـ«الشرق الأوسط»، إن الاختراع الذي فاز بهذه الجوائز العالمية يتمثل في تدوير الفضلات النباتية لمادة الحامض الفسفوري المضرة بالبيئة. وأضافت أنها تمكنت من الرفع في مردودية فضلات الحامض الفسفوري وتفادي آثاره البيئية المضرة وجعلتها قابلة للاستغلال وذات مردودية اقتصادية.

ومثلت العمري في هذه المسابقة العلمية القارة الأفريقية، وهي المشاركة الوحيدة ضمن مرشحين لهذه الجوائز من 29 دولة من دول العالم.

حياة العمري (33 سنة)، هي مهندسة حاصلة على شهادة الدكتوراه في مجال الكيمياء الصناعية، وقد تقدمت إلى الانتخابات البرلمانية الماضية ضمن لوائح الانتخابية لحركة النهضة الإسلامية وتمكنت من الفوز في تلك الانتخابات. وتتولى العمري حاليًا منصب الرئيس الشرفي للفيدرالية الفرنسية للمخترعين وحصلت في السابق على عدة تتويجات عالمية في اختصاصها العلمي.

الشرق الأوسط في

25.05.2015

 
 

سعفة ذهبية لخمس عشرة دقيقة من لبنان وفرنسا ... كافأت منتجيها

«كان» (جنوب فرنسا) – إبراهيم العريس

لئن كانت الحفلة الختامية لمهرجان كان السينمائي خلت من أية مفاجآت إيجابية حقيقية، فإن ثمة مفاجأة تخص لبنان كانت عند بدء الحفلة: الحلم اللبناني القديم بسعفة ذهبية، والذي لم يحققه أي لبناني على رغم جائزة الراحل مارون بغدادي الكبيرة – جائزة لجنة التحكيم قبل ربع قرن - حققه سينمائي لبناني شاب كان في السادسة من عمره حين حقق بغدادي ذلك الانتصار اللبناني الوحيد. ولئن كانت الجزائر نالت في شخص محمد الأخضر حامينا، السعفة الذهبية الوحيدة التي نالها فيام عربي عام 1975، كما نال يوسف شاهين سعفة عن مجمل أعماله، ها هو ابن الزلقا إيلي داغر يفوز بالسعفة الذهبية عن فيلمه القصير «أمواج 88» محققاً معجزة لبنانية صغيرة بفيلم تحريك يتحدث عن عمر المتجول في بيروت ضجراً من ضواحيها.

غير أن المفاجأة الكبرى كانت إعطاء السعفة الذهبية – للمرة الثانية خلال أقل من عشر سنوات – إلى الفرنسي جاك أوديار عن فيلمه «السريلانكي» «دابان» الذي حين عرض مر مرور الكرام ولم يتوقع له أحد أي فوز. لكنه بالتأكيد منطق مهرجان «كان» منذ بدايته فرنسياً، ومن الملاحظ في هذا السياق أن كل الأفلام الفائزة تقريباً هي من إنتاج فرنسي، كما أن جائزتي التمثيل ذهبتا إلى ممثلين فرنسيين، إذ أعطيت جائزة أفضل ممثل إلى فنسان لندون عن «قانون السوق» ونالت إيمانويل بيركو نصف جائزة أفضل ممثلة كما سنرى.

الحقيقة أن أحداً لم يكن يتوقع هذا الفوز، كذلك كانوا من الندرة بمكان أولئك الذين استجابت لجنة التحكيم لتوقعاتهم... ما جعل النتائج تخرج عن أطر التوقعات في معظمها. ولمرة خلال السنوات الكثيرة الأخيرة، كان ثمة تناقض واضح بين كل التخمينات والتأكيدات من جهة، والنتائج من جهة أخرى، حتى وإن كان رضا عام قد ساد حين أعطي اليوناني يورغوس لانتيموس جائزة التحكيم عن «الكركند» الذي كان مرشحاً للسعفة منذ البداية. فيما عدا هذا كان انصافاً بالطبع أن تعطى روني مارا جائزة التمثيل عن دورها في «كارول» لتود هاينس – وكنا أمس توقعنا هذا لكننا توقعنا أن تكون جائزتها شراكة مع شريكتها في الفيلم كيت بلانشيت. هي أخذتها بالفعل شراكة ولكن مع الفرنسية ايمانويل بيركو – عن الفيلم الذي أنزله النقاد إلى الأرض «يا ملكي».

في المقابل، ذهبت الجائزة الكبرى وهي ثاني أعلى جائزة في المهرجان إلى الفيلم المجري «ابن شاوول» للاسلو نيميس وهو فيلم آخر عن محرقة اليهود على يد النازيين. أما جائزة أفضل مخرج فذهبت إلى التايواني هو هسياو هسيين عن فيلمه الممل إلى درجة لا تطاق «القاتلة». فيما ذهبت جائزة أفضل سيناريو إلى المكسيكي ميشال فرانكو عن فيلمه «الفرنسي» الإنتاج «كرونيك».

الحياة اللندنية في

25.05.2015

 
 

تحفة واحدة بين الأفلام الثمانية الفائزة

بقلم   سمير فريد

اللبنانى داغر يفوز بالسعفة الذهبية للأفلام القصيرة

أعلنت مساء الأحد جوائز مهرجان كان ٢٠١٥ حيث فاز الفيلم الفرنسى الروائى «ديبان» إخراج جاك أوديارد بالسعفة الذهبية للأفلام الطويلة، وفاز الفيلم اللبنانى التشكيلى «موج ٩٨» إخراج إيلى داغر بالسعفة الذهبية للأفلام القصيرة «انظر رسالة (المصرى اليوم) أمس عن مسابقة الأفلام القصيرة، والتى نشرت فى الطبعة الأولى مساء الأحد قبل إعلان الجوائز».

أصبح إيلى داغر بهذا الفوز المستحق عن جدارة أول مخرج عربى يفوز بالجائزة الذهبية للأفلام القصيرة فى تاريخ كل المهرجانات الدولية الكبرى (برلين- كان- فينسيا)، وثالث مخرج عربى يفوز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان بعد الجزائرى محمد الأخضر حامينا الذى فاز بها عام ١٩٧٥ عن فيلمه الروائى الطويل «وقائع سنوات الجمر»، والمصرى يوسف شاهين (١٩٢٦-٢٠٠٨) الذى فاز بها عام ١٩٩٧ عن مجموع أفلامه.

تحفة واحدة

فاز بالجائزة الكبرى الفيلم المجرى «ابن سول» إخراج لازلو نيمتس، والذى فاز أيضاً بجائزة الاتحاد الدولى لنقاد السينما (فيبريسي) لأحسن أفلام المسابقة، كما فاز بجائزة اللجنة العليا الفرنسية للتقنية السينمائية عن شريط الصوت الذى صممه تاماس لازنى. وهو الفيلم الوحيد بين الأفلام الثمانية الفائزة الذى يرقى إلى مستوى «التحفة»، رغم أنه أول أفلام مخرجه الذى ولد عام ١٩٧٧، بل إنه أعظم فيلم أول لمخرج منذ «المواطن كين» أول أفلام أورسون ويلز عام ١٩٤١، ويعتبر مثل فيلم ويلز نقطة تحول فى تاريخ الفن السينمائى.

ذكرنا فى رسالة الأحد صباح يوم إعلان الجوائز فى المساء أن هناك ثمانية أفلام أوروبية جديرة بالفوز، وفازت أربعة منها هى، إلى جانب «ديبان» و«ابن سول»، الفيلم البريطانى «كارول» إخراج تود هاينيس الذى فاز بجائزة أحسن ممثلة (رونى مارا)، والفيلم البريطانى «جراد البحر» إخراج يورجوس لانتيموس الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم. كما فاز الفيلم الفرنسى «قانون السوق» إخراج ستيفان بريزى بجائزة أحسن ممثل (فينسينت ليندو).

وذكرنا فى نفس الرسالة أن الأفلام الأوروبية هى الأفضل، «ولكن من الصعب أن تكون كل الجوائز للسينما الأوروبية ولا يفوز أى فيلم من آسيا أو الأمريكتين». وقد فاز الفيلم التايوانى «القاتل» إخراج هو هيساو هيسين بجائزة أحسن إخراج عن غير جدارة، وفاز الفيلم المكسيكى «متكرر» الذى كتبه مخرجه جيمس فرانكو بجائزة أحسن سيناريو من دون أى استحقاق، بل إن المخرج الشاب نفسه عبر عن دهشته من الفوز بهذه الجائزة وهو يتسلمها على مسرح الختام وقال إننى مخرج ولست كاتب سيناريو!

وذكرنا فى نفس الرسالة أن «ديبان» أحسن الأفلام الفرنسية الخمسة المشتركة فى المسابقة، وكان يمكن قبول فوزه بأى جائزة، ولكن ليس السعفة الذهبية، وخاصة مع وجود الأفلام الإيطالية الثلاثة التى ذكرنا أنها أقوى اشتراك لسينما فى المسابقة. ويعتبر تجاهل هذه الأفلام، وهى «شباب» إخراج باولو سورنتينو، و«حكاية الحكايات» إخراج ماتيو جارونى، و«أمى» إخراج نانى موريتى، وكلها من التحف، عار على لجنة التحكيم.

ومن المؤكد أن مايكل كين وهيرفى كيتيل فى «شباب» أكبر من كل الجوائز. وفينسينت ليندو ممثل قدير، ويمكن قبول فوزه عن دوره فى «قانون السوق»، ولكن لا يمكن بأى حال قبول فوز إيمانويل بيركو بجائزة أحسن ممثلة عن دورها فى الفيلم الفرنسى «مليكى» إخراج مايوين مناصفة مع رونى مارا. ولا يمكن بأى مقياس اعتبارها أفضل من ماريون كوتيلار فى الفيلم البريطانى «ماكبث» إخراج جوستين كورزيل، وهى ممثلة فرنسية أيضاً، ومن أعظم الممثلات فى السينما الفرنسية والعالمية اليوم، أو أفضل من كيت بلانشيت فى «كارول».

وهكذا فازت الأفلام الفرنسية بالسعفة الذهبية وأحسن ممثل وأحسن ممثلة، أى بثلاثة من الجوائز السبعة، وكان فيلم الافتتاح فرنسى، وفيلم الختام فرنسى، والشخصية المكرمة بالسعفة الذهبية الشرفية المخرجة الفرنسية آنييس فاردا، وعرض من فرنسا ٣٣ فيلماً طويلاً فى برنامج المهرجان والبرنامجين الموازيين من مجموع ٩٣ فيلماً. ومن الطبيعى أن يكون للسينما الفرنسية هذا التواجد الكبير فى مهرجان فرنسا الكبير، ولكن ليس على حساب الفن.

جائزة الكاميرا الذهبية

وفاز بجائزة الكاميرا الذهبية لأحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول الفيلم الكولومبى الروائى «أرض وظل» إخراج سيزار أوجوستو أكيفيدو الذى عرض فى البرنامج الموازى «أسبوع النقاد». وكانت السينما الكولومبية السينما الوحيدة من أمريكا اللاتينية المشتركة بثلاثة أفلام طويلة فى المهرجان، وذلك فى مسابقة «نظرة خاصة»، وفى «أسبوع النقاد»، وفى البرنامج الموازى الآخر «نصف شهر المخرجين».

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

25.05.2015

 
 

«لوبستر» الثورة ضد المؤسسة السياسية المهيمنة !

عبدالستار ناجي

يمثل فيلم «لوبستر» احدى المفاجآت الاساسية في الدورة الثامنة والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي لذهابه الى قضية مواجهة الفكر السلطوي والعمل على خلق ثورة لمواجهة الهيمنة . الفيلم من توقيع المخرج اليوناني يورغوس لانثموس والذي يأخذنا الى عالم ومكان متخيل عن احد الفنادق الذي يختار زبائنه لتبدأ عملية أدلجتهم ومنحهم الفرصة لخوض جملة من التجارب أولها من خلال فرض السيطرة على الزبون وصولا الى كم من الممارسات اليومية التي تنتهي بالزبون الى أمرين لا ثالث لهما فاما الدخول في أتون المهمة وفهم مستلزمات هذا الفندق المؤسساتي السياسي او الانتقال الى الغابة المحيطة بالفندق والتحول الى هدف لبقية العناصر وهنا لا مجال من الفرار من الموت .

وتأتي الاحداث من خلال دايفيد كولن فارل الى يتم استدعاؤه لدخول ذلك العالم المليء بالغموض والذي تنشا بينه وبين احدى الفتيات «راسيل وايز» العاملات في الفندق علاقة تتطور الى الحب وهو ما يشكل حافزا عند دايفيد لمواجهة ذلك النظام الصارم في الفندق والذي يعلم نهايته اما الموت او السقوط في اتون الهيمنة والتحول الى مسخ .

كل المشهديات عبارة عن كم من الدلالات التي تدعو المشاهد الى التأمل تارة والتحليل تارات وفك الرموز والاشارات في فيلم «لوبستر» نحن دائما امام الاشارات والدلالات .

وقد يتساءل القارىء عن مفردة «لوبستر» وهي تأتي من خلال طلب الفندق من كل زبون نوعية الحيوان الذي يريده صديقا له عندها يختار دايفيد اللوبستر ليكون صديقة ضمن اعتبارات اولها ان اللوبستر هو حيوان معمر وثانيا يمتلك دوما أزرق وهي دلالالة عند انتمائه الطبقي ورغبته ان يكون في المرتبة العليا ولكنه لاحقا يكتشف بانه لا يريد ذلك على حساب الآخرين او حتى على حساب السياسة وامتطاء ظهور من يحيطون به لذا يبدأ بتشكيل خلايا ثورته عبر عدد من العناصر ومن بينهم صديقته العمياء .

في فيلم «لوبستر» لا شيء حقيقيا فكل شيء افتراضي وكل شيء متخيل وجميع الشخصيات ذاهبة الى المسخ والسقوط في الهيمنهةوالخضوع للسيطرة

وهنا أتذكر شيئا من ملامح وفكرة الفيلم السعودي الروائي الاول «ظلال الصمت» الذي اخرجه المخرج السعودي عبدالله المحيسن وعرض في العديد من المهرجان ويتناول ذات الفكرة عبر معهد يقوم بمسخ افكار روداه وتحويلهم الى شيء مسخ وتحرك حسب التعلميات الصادرة من ادارة المعهد .

ولكننا هنا نحن امام فندق الداخل اليه مذلول مهان ممسوخ حتى لحطات السقوط المجلجل في هاوية السيطرة والتحول الى اداة ولا شيء غير ذلك ومن هنا خطورة الفيلم وأهميته فمع تطور الاحداث يأتي من يصرخ ويرفض ويحاول القيام بثورته وبشرارته الرافضة لذلك الفعل السلطوي. الذي يمسخ الآخر والذي يحوله الى حيوان مطيع ولا شيء غير ذلك

كتب الفيلم وأخرجه يورغوس لانثيموس وهو من قدم للسينما اليونانية والاوروبية ثلاثة أفلام من ذي قبل كما انه يذهب في هذا الفيلم الى اعتماد اللغة الانكليزية لانها كما يقوم صناع السينما لغة السينما ولغة السوق ولغة الانتشار عالميا .

في الفيلم عدد بارز من نجوم السينما الاوروبية بينهم كولن فارل وراشيل وايز وجيسيكا باردين واوليفيا كولمان واشلي جينسون وغيرهم وهم خليط من النجوم البريطانيين والفرنسيين واليونانيين.

فيلم «لوبستر» احدى المفاجأت البارزة في عروض المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي 2015.

«الجليد والسماء» فيلم وثائقي في اختتام «كان» السينمائي

عبدالستار ناجي

لعلها المرة الاولى في تاريخ مهرجان كان السينمائي وعبر مسيرته التي بلغت الثامنة والستون عاما التي يتم بها اختيار فيلم وثائقي لاختتام هذا المهرجان الاهم عالميا، حيث اختتم المهرجان عروضه بالفيلم الفرنسي «الجليد والسماء» للمخرج الفرنسي لوك جاكو.

منذ اللحظة الاولى يقول لنا المخرج بانه بصدد رحلة الى القطب، حيث يستدعى قصة العالم والباحث الفرنسى كلود لويوس الذي نذر حياته من اجل اكتشاف القارة القطبية واكتشاف اسرارها وفك رموزها واسرارها وذلك فى عام 1957 رحلة الى القارة المتجمدة لقرابة الاشهر است عبر من من المحطات التي تكشف كل منها تاريخ تلك البقاع المتجمدة اولا وايضا مستقبل الارض، حيث تعتبر انترتيكا - القارة المتجمدة - هي مستودع الماء والحياة والاستمراية

رحلة تجمع بين المغامرة والمتعة البصرية وايضا الالوان التي تدهشنا والتي تحول الشاشة الى مزيج من الابيض والازرق والاحساس بصيق تلك الاراضى التي باتت مغطاة بطبقات من الجليد المتراكم على متى سنوات تتجاوز المليون سنة.

قراءة فى تأثير هذة القارة المتجمدة على كوكب الارض وعملية الموازنة التي تقوم بها من اجل حماية الارض من كل شىء، اعتبارا من حركة المد والجزر الى منسوب المياة وصولا الى درجات الحرارة والتنوع الحيوانى البيئي والمناخي.

ولا ينتهى الامر عند ذلك بل يأخذنا الفيلم الى لحظات من الدهشة عن العواصف تارة وعن انهيار جبال الجليد وأيضاً الحياة فى القارة والبحار التي تحيط بها والتي تتمركز فوق الكرة الارضية وكانها الحارس لهذة الكرة.

رحلة الى قلب العالم المتجمد، تدهشنا بكافة تفاصيلها، وتتجاوز بجمالها ومضامينها الكثير من الاعمال السينمائية الروائية، فى فيلم وثلئقى صنع بجودة عالية وتميز شديد التفرد من حيث ضخامة الانتاج وجودة الصورة وتفاصيل الرحلة والموسيقى التصويرية وايضا الكتابة التي تأخذنا الى كم من الاسرار في جرعة فنية لا يمتلكها فيلم الا هكذا نوعية من الافلام الوثائقية التي تطلب انتاجها اكثر من اربعة أعوام من الاعداد والكتابة والتصوير وبقية العمليات الفنية

سينما من نوع مختلف. سينما تجعل المشاهد يهمس في كل حين «واو» «برافو» وهذا ما راح يتكرر في العرض الخاص بالصحافة في قاعة كلود ديبوسي قبل العرض الختامي للجمهور والذي تم بعد الحفل الختامي للمهرجان. واعتقد شخصيا بان الفيلم سيذهب الى أبعد من ذلك. سواء على صعيد العرض في الصاللات أو حتى بلوغ الاوسكار.. لاننا امام تحفة سينمائية عالية الجودة ولهذا كان افضل اختيار لختام عرس السينما العالمية في كان 2015.

مهرجان 2015: المرأة والبحث عن الذات

عبدالستار ناجي

تذهب بعيدا افلام الدورة الثامنة والستين لمهرجان «كان» السينمائي في تقديم مضامين متجددة عن نضال المرأة في البحث عن الذات وتأكيد الهوية ومواجهة التحديات التي تعترض مسيرتها وكفاحها من أجل الكينونة. فهي في الفيلم الفرنسي «الرأس العالية» تقدم دور المرأة القاضية التي تظل تمتلك بعض الافق في علاج الحالة الاجرامية المستعصية من خلال العمل على البحث عن حلول قضائية تعمل على انقاذ الشباب الذي يعاني من ظروف اجتماعية صعبة تقوده الى الجريمة وقد جسدت الدور النجمة القديرة كاترين دينوف. والمرأة في الفيلم الياباني «اختنا الصغري» للمخرج كوري ايدا هيروكازو تظل تبحث عن امتدادها الاسري وتتجاوز بعض الاخطاء الاسرية من اجل اعادة لم شمل العائلة التي فرقتها نزوات الاب والام. وهي في فيلم «اللوبستر» للمخرج اليوناني يورغيس لانثيموس. تمثل مصدر الثورة التي تشتعل عند احد الشباب ضد هيمنة السلطة التي تمثلت في الدلالات الرمزية للفندق الذي يتم خلاله مسخ عقول البشر وتحويلهم الى ادورات لتنفيذ الخطط والبرامج السياسية.

وتأتي المرأة الاهم من خلال فيلم «امي» للايطالي ناني موريتي، حيث الام هنا تمثل اوروبا والظروف التي تعيشها من ازمات اقتصادية خانقة الى انشغال الابناء وصولا الى الاحفاد الذين لم يعد لديهم ادنى اهتمام بارثهم واسرتهم ووحدتهم. وهنا الدلالات تبدور واضحة ومن هنا تأتي اهمية الشخصية وايضا الفيلم الذي يمثل احد اهم النتاجات هذا العام في «كان». فى فيلم «كارول» لتيد هينس نحن امام قرار قد نختلف معه ولكنه قرار يؤكد مقدرة المرأة على مواجهة المرأة خصوصا اذا ما علمنا انه قرار اتخذته كارول في عام 1950 لترك زوجتها وبناء علاقة مثلية مع فتاة شابة. ولنا انا نتصور موقف المجتمع من ذلك القرار، ولكنه قرار الارادة حتى وان اختلفنا معه شكلا ومضمونا. اما عند المخرجة الفرنسية ماوين فان المرأة هنا تظل تدافع عن اسرتها وحماية زوجها من انفلاته والسعور وراء علاقات عابرة وادمان. صراع طويل لرعاية اسرتها وزوجها وابنها. حتى وان باء بالفشل في نهاية الامر الا انه يظل كفاحا لمرأة فرنسية ظلت تجتهد لحماية بيتها من السقوط لردح من الزمان. وقد جسدت دور المرأة الزوجة في الفيلم الممثلة والمخرجة الفرنسية ايماونيل بيركوت. ونصل الى محطة فيلم «سيكاريو» للمخرج دينيس فيلانوف. حيث المرأة هنا ضابطة في الجيش الاميركي يتم انتدابها من قبل وكالة الاستخبارات الاميركية للقيام بمهمة مع مجموعة من الضباط من اجل الوصول الى احد اكبر تجار المخدرات في المكسيك والذي يشكل خطرا على الامن القومي الاميركي. وعبر تلك الضابطة نكتشف الاصرار على رفض الممارسات العدوانية التي تتجاوز التقاليد العسكرية. حيث تكتشف انها امام شخصيات جاءت لتثأر لجرائم سابقة وكأن الامر تصفية حسابات وليس مهمة عسكرية تخضع لضوابط واصول في واشتباكات والمواجهة. وقد جسدت الدور النجمة ايميلي بلانت. في الفيلم الصيني «القاتلة» للمخرج التايوني هو هيساو هيسين نحن امام حكاية مقاتلة تم تدريبها سنوات طويلة من اجل مهمة اساسية هي تصفية حاكم احدى الممالك السابقة في الصين. وفي لحظة المواجهة وتنفيذ القرار. ترفض اغتيال الحاكم لانها شاهدته وهو يجلس مع طفله الرضيع. انها لحظة رحمة لمقاتلة نشاهدها طيلة الفيلم وهي تقتل الكثير ولكنه في اللحظة الاهم تأتي الرحمة وهنا تؤكد تلك المقاتلة على انه مهما بلغت الشراسة والقوة والمقدرة القتالية وحالة الثأر فانه امام لحظة الرحمة الحقيقية يتوقف ويتعطل كل شيئ وعن تلك اللحظة والمقاتلة كتب التاريخ الصيني الكثير وهي لحظة صنعتها امرأة

اما في فيلم «ماكبث» المقتبس عن المسرحية التي تحمل ذات الاسم لوليم شكسبير. يقدم لنا المخرج الاسترالي جستين كيرزيل شخصية نسائية عدة وانت ظلت المحور عبر شخصية الليدي ماكبث التي جسدتها في الفيلم النجمة لفرنسية ماريون كوتيار التي اوغلت قلب زوجها من اجل بلوغ السلطة واغتيال ملك اسكتلندا دانكن والجلوس على عرش اسكتلندا كي تصبح الملكة. عبر شخصية ثرية بالمضامين والتفاصيل في السعي الى السلطة والتسلط والحكم بجميع الوسائل. هذة الشخصية وغيرها من الشخصيات شكلت حالة من الثراء لشخصية المرأة في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي لعام 2015 المرأة في عروض «كان» قوية تمتلك القرار وتصنع المستقبل بأسلوبها وطريقتها

من إخراج المكسيكي مايكل فرانكو وبطولة البريطاني تيم روث

فيلم «المرض العضال» حينما يحتاج المعالج!

عبدالستار ناجي

حينما قدم المخرج المكسيكي الشاب مايكل فرانكو فيلمه الاول دانييل وانا عام 2008 أعلن عن حضوره الافت وفي عام عام 2012 قدم فيلم بعد الضوء الذي رسخ ذلك الحضور بلغته السينمائية العالية الجودة وهو هنا في فيلمه الثالث المرض العضال يذهب بنا الى قضية محورية تتحرك حول سؤال جوهري هي مدى حاجة الطبيب او المعالج الى المريض سؤال قد لا يلتفت اليه البعض ولكنه في حقيقة الامر يعني الكثير بالذات عبر تلك الروية التي اشتغل عليها هذا السينمائي المكسيكي الشاب .

انها حكاية دايفيد تيم روث الذي يعمل معالجا صحيا ممرضا بالذات بعد ان توفيت زوجته بمرض الايدز ولاحقا ابنه بمرض عضال لذا نذر حياته للعمل مع المرضى الكبار في السن والمقعدين عبر علاقة ملئية بالاحترام والتقدير وتقديم كل الرعاية والتحول الى مرحلة الصداقة والاحترام المتبادل

وهو رغم قوته وارادته ومقدرته على العطاء بالذات مع المرض فانه في الحين ذاته يبدو ضعيفا في مواجهة واقعه بعد موت زوجته وابنه ورغبته في الخروج من ذلك العالم المعتم القاتم القاسي والسوداوي الذي يحيط به والذي يحوله الى كيان مدمر .

يحاول بكافة امكانياته الى يساعد مرضاه ولكنه في كل مرة هناك مشكلة بالذات في مدى تحمل المرض العلاج الكيماوي حتى ان احدى السيدات المتقدمات في العمر تطلب منه مساعدته في قتلها بواسطة ما يسمى بالقتل الرحيم ولكنه يرفض لانه لا يريد مواجهة الموت جديد حتى لحظة النهاية التي تبدو مفتوحة على كم من الاحتمالات حيث نشاهد وهو يقوم بالجري والرياضة اليومية ونسمع صوت ما وكانه حادث ولاننا لا نرى الحادث الا من اصوات السيارات وكانه ذهب الى عالم آخر لا نعرفه .

هكذا هو المحور الروائي للعمل ولكن المشهدية السينمائية تاتي عامرة بالصور على طريقة مايكل فرانكو المليئة بالتأمل .

الصورة عند مايكل فرانكو هي ليست مجرد ما هو ظاهر بل هي في الحين ذاته ما هو أعمق وما هو اثري ويحتاج لمساحات اكبر من التحليل والتأمل والتفكير بالشخصية وظروفها التي يحاول تجازوها عبر منح الامل للآخرين وهو من لا يمتلك ذلك الامل او القوة لمواجهة ظروفه الصعبة.

تمضي احداث الفيلم كما هي جميع اعمال فرانكو بطيئة ولكن لكل مشهد دلالاته التي تمنح الموضع عمق أكبر وثري أشمل خصوصا وهو يعنمد على نجم بمكانه وقيمة البريطاني يثم روث الذي يعيش الشخصية وعذاباتها ومحاولته الخروج من سطوة الحزن الى الانشغال في مهمة من أصعب المهمات تتطلب كثير من التضحية ومحاولة التخفيف من ألم الآخرين وحزنهم في مواجهة المرض والشيخوخة وقطار العمر الذي اقترب من محطة الموت .

جملة احداث ومشاهد الفيلم تأتي بلا موسيقى وذلك لعكس الحالة التي تعيشها الشخصية الصوت الوحيد هو صوت الحادث ومن بعده اصوات السيارات وحركة الشارع حيث صوت الحياة اليومية وكاننا امام شخصية كانت معزولة عن ذلك الضجيج وااصخب الحياتي لانه كان يعيش في دائرة مغلقة من الحزن يخرج منه الى مرضاه الذين يتفرغ لهم كليا وكانه يرفض حياته الحزينة الى حياة المرضي الذين يمنحهم العلاج والقوة والامل وهو لا يمتلك كل ذلك .

ويبقى ان نقول بان فيلم المرض العضال هو من تلك النوعية التي تتجاوز ما هو ظاهر الى ما هو اعمق في الحديث عن الحاجة للآخر كي تمضي الحياة فما أروع ان نهتم بالامر لانه جزء حقيقي من بقائنا واستمراريتنا ومنح الحياة معنى وقيمة وعمقا اكبر.

النهار الكويتية في

25.05.2015

 
 

«السعفة الذهبية» للّبناني إيلي داغر والفرنسي جاك أوديار

بعد 10 أيام من التنافس «الحادّ» بين 19 فيلماً مُشاركاً في المسابقة الرسمية للدورة الـ68 (13 ـ 24 أيار 2015) لمهرجان «كانّ» السينمائي، وبعد توقّعات عديدة لنقّاد أجانب وعرب تابعوا وقائع التنافس بمشاهدتهم أفلاماً تُعرض للمرة الأولى دولياً، أعلنت لجنة التحكيم الخاصّة برئاسة المخرجين الأميركيين الأخوين جويل وإيثان كوون أسماء الفائزين بجوائز المهرجان الأهمّ في العالم.

مساء أمس الأحد، كانت مفاجأة سارّة بالنسبة إلى السينما اللبنانية: فوز «أمواج 98» للّبناني إيلي داغر بـ «جائزة السعفة الذهبية» في فئة الأفلام القصيرة. يغوص فيلم التحريك هذا في أعماق مدينة بيروت، من خلال شخصية عمر المتجوّل في أزقتها، وبين مبانيها، وداخل أروقة الروح فيها. كما فاز الفرنسيّ جاك أوديار بـ «السعفة الذهبية» (الجائزة الأولى في المهرجان)، عن فيلمه «ديفان»، بعد 6 أعوام على نيله «الجائزة الكبرى» عن فيلمه «نبيّ» في دورة العام 2009 للمهرجان نفسه. فيلم يروي حكاية مقاتل يُدعى ديفان، يحارب من أجل استقلال التاميل. لكن الهزيمة تدفعه إلى الهرب باتّجاه أوروبا، ومحاولة الحصول على لجوء سياسي في باريس، حيث يسعى جاهداً إلى البدء بحياة جديدة. «الجائزة الكبرى» كانت من نصيب «ابن شاوول» للهنغاريّ لازلو نيميس، الذي يروي يومين فقط من حياة سجين يهوديّ هنغاري في «أوشفيتز»، في بداية تشرين الأول 1944. بينما ذهبت «جائزة لجنة التحكيم الخاصّة» إلى «السلطعون» لليونانيّ يورغوس لانتيموس، الذي يختار المستقبل القريب كزمن لأحداث حكاية غريبة: نساء مقيمات في فندق مغلقة أبوابه عليهنّ، بانتظار أن تعثر كل واحدة منهنّ على شريك لها، وإلا فإنها ستتحوّل إلى حيوان تختاره. أما الرجل الذي يتمكّن من الفرار من الغابة والدخول إلى الفندق، فيكتشف الحبّ، بعدما عاش في قبيلة تمنع العلاقات الجنسية والمغازلة.

في الجانب التمثيلي، فازت الفرنسية إيمانويل بيركو بـ «جائزة أفضل ممثلة» عن دورها في «مَلَكِي» (Mon Roi) للفرنسية مايوان، مؤدّية فيه دور امرأة تعيش قصّة حبّ معقّدة ومتّقدة مع شريك لها (قصّة مستوحاة جزئياً من حكاية المخرجة نفسها مع رجل الأعمال جان ـ إيف لو فور)، وذلك مناصفة مع الأميركية رووني مارا عن دورها في «كارول» للأميركي تود هاينز، الذي تؤدّي فيه دور تيريز، شابّة حيوية وعفوية وهشّة تُقيم علاقة حبّ ـ جنس مع كارول (كايت بلانشيت) الثرية والمتزوّجة والمتكلّفة والأنيقة. فيما نال الفرنسي فانسان لاندون «جائزة أفضل ممثل» عن دوره في «قانون السوق»، ثالث أفلامه مع المخرج الفرنسي ستفان بريزيه، بعد «الآنسة شامبون» (2009) و «بضع ساعات في الخريف» (2012). في جديده هذا، يؤدّي لاندون دور عاطل من العمل يعثر على وظيفة كحارس أمني في متجر كبير، فيُطلب منه التجسّس على زملائه، ما يوقعه في معضلة أخلاقية.

الصيني هو هسيان ـ هسين حصل على جائزة الإخراج عن فيلمه «القاتل»، العائد به إلى القرن التاسع، من خلال حكاية مُقاتل يُكلَّف بمحاربة الطغاة. بينما نال المكسيكي ميشال فرانكو جائزة أفضل سيناريو عن فيلمه الأميركي «كرونيك»، الذي يروي سيرة ممرّض يُساعد مرضاه في لحظات حياتهم الأخيرة، قبل أن يسعى إلى استعادة علاقته بأهله وعائلته، وهي علاقة مقطوعة منذ سنين. وفي إطار الأفلام الأولى، يحصل «الأرض والظلّ» للكولومبيّ سيزار أوغوستو آسيفيدو على «جائزة الكاميرا الذهبية ـ أول فيلم»: عجوز كولومبي يعود إلى منزله العائلي في خريف العمر، محاولاً استعادة علاقته بناسه المنفضّ عنهم منذ زمن بعيد.

السفير اللبنانية في

25.05.2015

 
 

مخرج فيلم «السعفة»: ما يهمني هو نظرة الآخر دائما

كتب: أحمد النجار , أحمد الجزار

أسدل الستار الأحد عن الدورة الـ68 لمهرجان كان السينمائي أحد أكبر وأعرق المهرجانات السينمائية في العالم، وجاء حفل الختام كعرس للسينما الفرنسية بعد أن كشف عن الفيلم الحائز بالسعفة الذهبية، والذي حاز عليه الفيلم الفرنسي ديبان للمخرج جاك أوديار وهو الفيلم السابع لمخرجه، حول محارب من التاميل في سريلانكا يقرر ترك الحرب والهروب إلى فرنسا، ويفر مع امرأة وطفلة ويبدأ حياته من الصفر بالحصول على عمل ومنزل، ويكتشف أن الحياة من دون قتال تحتاج إلى روح مقاتل أيضًا.

وقال ديبان، بعد حصوله على الجائزة «نهاية الفيلم سعيدة لأنه وافق تلبية رغبتها، أحببت موافقة الرجل هذه على تلبية رغبة المرأة، ما يهمني هو نظرة الآخر وكيف ندرك نظرة باعة الزهور أمام المطاعم، فهؤلاء يأتون من مكان ما»، وكان أوديار قد فاز قبل 5 أعوام بالجائزة الكبرى لمهرجان (كان) عن فيلمه AProphet».

صاحب الجائزة الكبري بـ«كان»: أوروبا ما زالت مهووسة بإبادة اليهود

كتب: أحمد النجار , أحمد الجزار

الفيلم المجري «ابن سول» أحد أبرز الأفلام المشاركة في الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي، والذي حاز على الجائزة الكبرى للمهرجان الذي أسدل على دورته الـ 68 الستار الأحد وهو التجربة الروائية الطويلة اﻷولى لمخرجه الهنجاري لاسزلو نيميس.

وقال بعد حصوله على الجائزة، «أظن أن أوروبا ما زالت مهووسة بإبادة اليهود الأوروبيين، اما في المجر فقد حصل الكثير من التهجير ولا أعتقد أنها مجرد صفحة في التاريخ، اردت تناول هذه المسألة من زاوية مختلفة ورايت أهمية الحديث للجيل الذي ما زال حيا إذ لم يعد منهم سوى القليل».

اليوم السابع المصرية في

25.05.2015

 
 

ليلي علوي تبارك للمخرج إيلي داغر لحصوله على «سعفة كان السينمائي»

كتب: أحمد النجار , أحمد الجزار

وجهت الفنانة ليلي علوي تهنئة ومباركة للمخرج اللبناني إيلي داغر لحصوله على سعفة مهرجان كان الذهبية للفيلم القصير عن فيلم «كوجه 48».

وكتبت «ليلي» على صفحتها الخاصة بالفيس بوك: «مبروك للمخرج اللبناني إيلي داغر وللعرب جمعيا بفوز الفيلم اللبناني (الموجة 48) بسعفة مهرجان كان السينمائي للفيلم القصير لأن هذه الجائزة من مهرجان كبير بحجم كان تعد فخرًا حقيقيًا لصناع السينما العربية.. مبروووك».

اليوم السابع المصرية في

26.05.2015

 
 

الكبرى لـ «ابن شاؤول» والإخراج للتايواني هو هيساو هيسين

السعفة الذهبية لمهرجان كان للفيلم الفرنسي «ديبان»

عبدالستار ناجي

حقق الفيلم الفرنسي ديبان لجاك اوديار جائزة السعفة الذهبية في ختام فعاليات الدورة الثامنة والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي والفيلم يتناول حكاية مقاتل من نمور التاميل في سيرلانكا ترك الحرب في بلاده ليهاجر الى فرنسا بحثا عن السلام والحياة الكريمة ليواجه المصاعب.

فيما فاز الفيلم الهنغاري ابن شاؤول بجائزة لجنة التحكيم الكبرى والفيلم من اخراج لازلو نيميش الذي يقدم فيلمه الاول عن حكاية يهودي في زمن الهولوكوست توفي ابنه ويريد دفنه حسب التقاليد اليهودية

جائزة الاخراج ذهبت للمخرج التايواني هو هيساو هسين أو هو هيشاو هيشن عن فيلمه المقاتلة الذي يمثل مرحلة عالية المستوى على صعيد تنفيذ الاخراج

جائزة التمثيل الرجالي ذهبت الى الممثل الفرنسي فنسنت لندن عن أدائه الساحر في فيلم ملك السوق الذي يتناول موضوع البطالة في فرنسا

فيما ذهبت جائزة التمثيل النسائي مناصفة بين الممثلة الاميركية روني مارا عن دورها في فيلم كارول والممثلة والمخرجة الفرنسية ايمانويل بيركو عن دورها في فيلم ملكي للمخرجة الفرنسية ماوين

جائزة لجنة التحكيم الخاصة كانت من نصيب فيلم لوبستر لليوناني يورغيس الانثيموس

وجائزة السيناريو كانت من نصيب المخرج المكسيكي مايكل فرانكو عن فيلم المرض العضال.

جائزة الكاميرا الذهبية لاول عمل سينمائي ذهبت الى المخرج سوبرا سيورنا عن فيلم لا تيري من كولومبيا

فيما حصل الفيلم العربي اللبناني انتاج لبناني قطري مشترك الموجة 98 اخراج ايلي داغر على جائزة السعفة الذهبية ضمن مسابقة الافلام القصيرة

هذا وقد قدم الحفل النجم الفرنسي لامبير ويلسون وشارك في تقديم الجوائز عدد بارز من نجوم السينما العالمية والاوروبية على وجه الخصوص

والقراءة الاولى للنتائج تؤكد فوز سينما المؤلف بأكبر عدد من الجوائز على نهج رئيسي لجنة التحكيم الاميركيين ايثان وجويل كوهين .

جائزة «نظرة ما» ذهبت إلى فيلم «الخراف» الإيسلندي

عبدالستار ناجي

أعلنت النجمة الاميركية الايطالية الاصل ايزابيلا روسوليني رئيسة لجنة تحكيم تظاهرة نظرة ما جوائزها لهذا العام حيث ذهبت الجائزة الكبرى للفيلم الايسلندي الخراف والذي يدور حول حكاية شقيقين لم يتحدثا على مدى اربعين عاما تدعوهما الظروف للاتصال ببعضهما من أجل انقاذ خرافهما وخراف العائلة في سينما ترسخ القيم الاسرية الكبرى.

بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة الى الكرواتي زافيزادان الشمس العالية اخراج ديلبور ماتنيش والذي يروي ثلاث قصص حب مختلفة تجري في ثلاثة أزمان مختلفة .

وذهبت جائزة افضل اخراج في تظاهرة نظرة ما للمخرج كيروساوا كيوشي عن فيلم رحلة الى الحلم عن حكاية امراة فقدت زوجها في البحر وبعد ثلاثة أعوام عاد اليها ولم تكن الزوجة متفاجئة لانها كانت تؤمن بانه حي وسيعود .

وقدمت لجنة التحكيم جائزتين للاعمال الواعدة وذهبيت الى الفيلم الايراني ناهيد اخراج عايدة بني هندة والفيلم الهندي ماسان اخراج نارجي غايوان .

هذا وقد ضمت اللجنة بالاضافة الى ايزابيلا روسوليني المخرجة السعودية هيفاء المنصور والمخرجة اللبنانية نادين لبكي والنجم الفرنسي الجزائري الاصل طاهر رحيم والمخرج اليوناني بانوس خورتاس .

وهى المرة الاولى التي يتم بها اختيار كادر سينمائي سعودي وخليجي ضمن لجان تحكيم مهرجان كان السينمائي من خلال حضور المخرجة السعودية هيفاء المنصور مخرجة فيلم وجدة.

نقاد السينما العالمية «الفبريسي» يمنحون جائزتهم للفيلم الهنغاري «ابن شاؤول»

عبدالستار ناجي

منح نقاد السينما العالمية الفبريسي جائزتهم في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الثامنة للفيلم الهنغاري ابن شاؤول للمخرج لازلو نميش في تجربته الاخراجية الاولى يعد سنوات من العمل مساعدا للمخرج الهنغاري الكبير بيلا تار، وفي فيلم الاول يقدم لازلو رؤية بصرية عالية الجودة من خلال حكاية يهودي في زمن الهولوكوست توفي ابنه ويريد ان يدفنه وفق التقاليد اليهودية

وضمن تظاهرة نظرة ما قدم النقاد السينمائيون الدوليون جائزتهم للفيلم الهندي ماسان اخراج نيراجي غايوان والفيلم انتاج هندي فرنسي مشترك. وضمن تظاهرة اسبوع النقاد ذهبت الجائزة للفيلم الارجنتيني بولينا اخراج سنتياغو ميتري . هذا وتشكلت لجنة النقاد السينمائيين الدوليين التابعة لاتحاد النقاد السينمائيين الفبريسي من كل من المصري رامي رزق والبرازيلى ماريو ابادو نيتو والهندية ديبورا بيتبان والفرنسي جان روا والتركية ميجي توران والبريطاني ريتشارد بو والفرنسي اليكس ماسون وومن هونج كونج كلارنس تيسو. وتأتي الاختيارات موازية لآراء كثير من النقاد بالذات فيما يخص الفيلم الهنغاري الذي يعتبر احد أبرز مفاجآت مهرجان كان في دورته الثامنة والستين.

قطر تفوز بجائزة السعفة الذهبية

عبدالستار ناجي

فازت دولة قطر بجائزة السعفة الذهبية للافلام القصيرة لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الثامنة والستين التي اختتمت أعمالها مساء امس في مدينة كان عن فيلم من انتاجها بعنوان «موجة 98» للمخرج اللبناني ايلي داغر الذي قامت دولة قطر بانتاجه من خلال مؤسسة الدوحة للفيلم وهو ما يمثل اول انجاز على مستوى مهرجان كان السينمائي الذي يسجل اسم قطر بحروف من نور في احد اهم المهرجانات السينمائية في العالم وهذا الانجاز يؤكد جدية التخطيط والاختيار من قبل مؤسسة الدوحة للافلام وكوادرها السينمائية

النهار الكويتية في

26.05.2015

 
 

سعفة كان تذهب إلى الفيلم الفرنسي 'ديبان' وسط استهجان النقاد

العرب/ أمير العمري

للمرة الأولى منذ سنوات تنال السينما الفرنسية حصة الأسد من جوائز مهرجان كان السينمائي الذي اختتمت دورته الثامنة والستون مساء الأحد. فقد منحت لجنة التحكيم الدولية التي ترأسها هذا العام الأخوان إيثان وجويل كوين، جائزة “السعفة الذهبية” إلى الفيلم الفرنسي “ديبان” للمخرج جاك أوديار الذي كان كثيرون -ليس منهم كاتب هذه السطور- يستبعدونه من سباق الجوائز، مفضلين عليه فيلم “شباب” للمخرج الإيطالي باولو سورينتينو.

كان (فرنسا) - مفاجأة كان لهذا العام تمثلت في خروج فيلم الإيطالي بابلو سورينتينو “شباب” البديع دون الحصول على أي جائزة، ولا حتى جائزة أحسن ممثل التي كان يستحقها دون أدنى شك الممثل العملاق مايكل كين، الذي تألق كما لم يتألق من قبل في هذا الفيلم الذي يدور داخل مصحة للطبقة الراقية في سويسرا، ويبحث في العلاقة بين القيمة الحقيقية للفن الرفيع، من خلال الجدل بين صديقين من كبار السن، يتأملان في ماضيهما، أحدهما موسيقار والثاني مخرج سينمائي.

وكان سورينتينو قد سبق أن خرج من مسابقة مهرجان كان خالي الوفاض بعد أن شارك قبل عامين بفيلمه الكبير “الجمال العظيم”، الذي مضى بعد ذلك ليفوز بجائزة الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي.

أما فيلم “ديبان” ففيه يروي مخرجه بأسلوب فني رفيع قصة مقاتل سابق من مقاتلي التاميل في سيريلانكا، قرر الفرار من حالة الحرب بعد مقتل زوجته وأبنائه، ولكن يتعين عليه أن يكون ضمن أسرة لكي يقبل طلبه للهجرة إلى فرنسا، ويعثر هو على امرأة تقبل أن تصحبه باعتبارها زوجته، وتعثر هي بدورها على طفلة فقدت كل أفراد أسرتها في النزاع المسلح الدائر في البلاد، تصحب الاثنين كابنة لهما.

ويشق الثلاثة طريقهم إلى فرنسا حيث يودعون أولا في معسكر إيواء، ثم ينقلون للإقامة في مسكن تابع للدولة حيث يعمل الرجل حارسا للبناية، وتعمل المرأة في رعاية أحد كبار السن.

ومع ذلك سرعان ما تتحول المنطقة إلى حرب شوارع مفتوحة بين عصابات المخدرات والشباب الضائع من الفرنسيين وأبناء المهاجرين المهمشين الذين يعانون من البطالة والتهميش اجتماعيا، وتوحّد المشاكل التي تواجهها أفراد تلك الأسرة الغريبة وتربط بينهم، لكنهم يتخذون في النهاية قرارا بمغادرة فرنسا إلى بريطانيا هربا من العنف وبحثا عن الأمان الاجتماعي في بلد آخر.

يعتمد الفيلم على الممثلين غير المحترفين الذين نجح المخرج أوديار في تدريبهم على الأداء التمثيلي أمام الكاميرا. وجدير بالذكر أن أوديار كان قد فشل مرتين من قبل في الحصول على السعفة الذهبية عن فيلمه “نبي” (2009)، وفيلم “صدأ وعظم” (2010) وفي المرتين ذهبت الجائزة إلى المخرج النمساوي مايكل هانيكه عن فيلميه “الشريط الأبيض” و”حب”. لذلك قال أوديار مازحا وهو يتسلم “السعفة الذهبية”: “شكرا يا مايكل هانيكه على أنك لم تخرج فيلما جديدا هذا العام”.

وقد قوبل إعلان فوز فيلم “ديبان” في كان بصفير الاستهجان من جانب البعض، مما دفع جويل كوين أحد رئيسي لجنة التحكيم للقول: “لقد شعرنا جميعا في اللجنة بأننا أمام فيلم جميل، هذه ليست لجنة من نقاد السينما، بل من فنانين ينظرون إلى العمل”.

بابلو سورينتينو سبق له أن خرج من مسابقة مهرجان كان خالي الوفاض، بعد أن شارك قبل عامين بفيلمه الكبير "الجمال العظيم"

التوقعات السابقة

كانت توقعات النقاد تدور حول ثلاثة أفلام أولها الفيلم الأميركي “كارول” الذي يتناول علاقة مثلية بين امرأتين تنتميان إلى طبقتين اجتماعيتين مختلفتين، أولهما سيدة ثرية والثانية بائعة بمتجر في نيويورك أوائل الخمسينات.

تتطور العلاقة بينهما، إلى علاقة حب لا تفتقر للكثير من التفاصيل الدقيقة التي تميز أي علاقة عاطفية لكنها هنا علاقة مثلية واضحة، يصوغها المخرج -وهو نفسه من المثليين- في سياق بصري أخاذ، من خلال إخراج واثق متمكن، يعرف كيف ينتقل من لقطة إلى أخرى، ومن موقف إلى آخر، وكيف يدفع الموضوع إلى الأمام دون أن يسقط في الكليشيهات المألوفة، ودون أن يبالغ في تصوير المشاهد الجنسية على غرار ما فعل عبداللطيف كشيش في فيلمه “حياة أديل”.

والفيلم مقتبس عن رواية أدبية، ولكنه يبدو معالجة سينمائية رفيعة ويعتمد على اللقطات التي تلتقط من داخل الممرات، ومن وراء النوافذ، وتحت المطر، ومن خلف زجاج النوافذ، وفي مرحلة ما، يتحول إلى فيلم من أفلام الطريق، حينما تنتقل البطلتان معا من مكان إلى آخر بالسيارة، تقيمان خلال ذلك في موتيلات على الطرق، ولكن دون أن يحيد أبدا عن موضوعه، أو يضل طريقه في تفريعات أخرى.

ويبدو كل شيء في الفيلم مصنوعا بدقة عالية: الإضاءة، تكوين اللقطات، الديكورات، الحركة الرصينة المحسوبة في المكان، تصميم الملابس، الإكسسوارات، تصفيفات الشعر، طراز السيارات، إلخ… كما يتميز الفيلم بالموسيقى التصويرية التي تجعل من شريط الصوت هنا عملا لا ينفصل عن جسد الدراما التي لا تصل إلى الميلودراما رغم الإغراء الكامن في السيناريو.

من أهم عناصر الفيلم المستوى العالي للتمثيل الذي جعل كيت بلانشيت المرشحة الأولى للحصول على أحسن ممثلة في حالة عدم فوز الفيلم بالسعفة الذهبية -لائحة المهرجان تحظر منح الفيلم الواحد أكثر من جائزة-، لكن الجائزة ذهبت إلى الممثلة الناشئة الجميلة روني مارا في دور تريز التي تذكرنا في العديد من مشاهد الفيلم بالراحلة أودري هيبورن، من خلال نظرات عينيها اللتين تحملان كل براءة العالم، بحيرتها وترددها وخجلها وتلعثمها، لكنها تمضي بإصرار في اختيارها بعدما تدرك أن حياتها لن تكون سوى مع كارول.

وفي المقابل تقاسمت مارا جائزة أحسن ممثلة مع الممثلة الفرنسية إيمانويل بيركو (مخرجة فيلم الافتتاح “الرأس المرفوع”)، وبطلة الفيلم الفرنسي البديع “مليكي” الذي تقوم فيه بدور امرأة تبحث عن السعادة مع زوج يحبها كثيرا وينجب منها ابنة، لكنه مضطرب يبحث عن الحياة الحرة التي تتحرر تماما من القيود الزوجية، مما يجعلها تعاني من تقلباته ونزواته كثيرا فتنتهي بالانفصال عنه. وقد أدت بيكو الدور بتقمص كامل، وأضفت عليه من شخصيتها وحياتها وكأنها عاشت الشخصية بالفعل في الواقع.

أسماء شابة

الفيلم الثاني الذي كان الكثيرون يتوقعون حصوله على السعفة الذهبية الفيلم المجري “ابن شاؤول”(سبق أن تناولناه بالنقد والتحليل يوم الجمعة الماضية)، وهو معالجة بصرية طليعية لموضوع الهولوكوست، من خلال رؤية فنية شديدة الطموح والتميز. ولكن تعويضا على عدم فوزه بالسعفة فاز هذا الفيلم بالجائزة الخاصة الكبرى للجنة التحكيم، وهي جائزة تالية في أهميتها للسعفة الذهبية.

أما الفيلم الثالث الذي كان مرشحا للحصول على السعفة الذهبية في كان فهو الفيلم الفرنسي “قانون السوق” الذي يصور معاناة رجل في منتصف العمر، رب أسرة، في البحث من أجل العثور على عمل في ظل حالة البطالة والكساد، وتماسكه أمام كل ما يواجهه من ضغوط في عمله الجديد. وقد استحق الممثل الفرنسي فنسنت ليندون جائزة أحسن ممثل عن دوره في هذا الفيلم.

جائزة الإخراج ذهبت للمخرج التايواني المخضرم هو هتساو هتسين عن فيلمه “القاتلة” الذي قضى عشر سنوات في العمل من أجل إنجازه، وهو يروي قصة تدور في أجواء أسطورية خلال القرن التاسع عشر، ويتميز بمناظره البديعة وأسلوبه السينمائي الخاص خصوصا من النواحي البصرية.

وعلى غير ما كان متوقعا أيضا ذهبت جائزة أحسن سيناريو إلى الفيلم الأميركي “مزمن” الذي يصور معاناة وتماسك ممرض يرعى أصحاب الاحتياجات الخاصة من المرضى، بل ويساعد فيما يعرف بـ”القتل الرحيم” لكنه يواجه نهاية تراجيدية.

فيلم “سرطان البحر” للمخرج اليوناني يورغوس لانثيموس حصل على جائزة لجنة التحكيم، وهو فيلم سوريالي، يصور كيف يمكن أن يعاقب البشر في مجتمعات المستقبل في أوروبا، وذلك بالتحول إلى حيوانات ما لم يستجيبوا لمطالب السلطة. وكان الفيلم أيضا مرشحا للسعفة الذهبية من قبل الكثير من النقاد، لكن كان هو مهرجان المفاجآت دائما.

وبشكل عام يمكن القول إن جل الجوائز ذهبت إلى من يستحقها، كما حفلت هذه الدورة بعدد كبير من الأفلام الجيدة رغم غياب الكثير من الأسماء الكبيرة، بل ربما جاءت معظم الأعمال المتميزة فنيا من الأسماء الجديدة الشابة في عالم الإخراج.

فيلم لبناني يترك أثرا للعرب في كان

فيلم اللبناني إيلي داغر يروي قصة الشاب عمر الذي يشعر بالملل في بيروت ويخوض مغامرة غريبة.

العرب/ كان (فرنسا) – فاز اللبناني إيلي داغر بالسعفة الذهبية لفئة الأفلام القصيرة في مهرجان كان السينمائي الذي اختتم دورته الثامنة والستين الأحد، عن فيلم صور متحركة بعنوان “موج 98”.

ويروي الفيلم قصة الشاب عمر الذي يشعر بالملل في بيروت ويخوض مغامرة غريبة.

وبذلك يكون لبنان قد حفظ ماء وجه العرب الذين لم يفوزوا سوى بهذه الجائزة.

فيلم الرسوم المتحركة “موج 98” وهو باللغة العربية، يمتد على 15 دقيقة ويروي تجوال شخصية عمر في إحدى ضواحي بيروت.

وجاء في ملخص الفيلم “يجد عمر نفسه غارقا في عالم مألوف لكنه غريب عن واقعه وهو يضطر إلى الكفاح من أجل المحافظة على روابطه”.

ويعد فيلم داغر هذا أول شريط عربي يفوز بهذه الجائزة التي ترأس لجنة تحكيمها هذه السنة المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو الذي اختار الفيلم اللبناني الفائز بين 9 أفلام أخرى.

العرب اللندنية في

26.05.2015

 
 

رسميا: المغرب يمنع عرض فيلم نبيل عيوش «ماتش لافد»

المغرب ـ «سينماتوغراف»

أعلنت وزارة الاتصال في المغرب أن السلطات المغربية المختصة قررت عدم السماح بالترخيص بعرض فيلم «ماتش لافد» أو «الزين لي فيك» بالمغرب نظرا لما تضمنه من إساءة أخلاقية جسيمة للقيم وللمرأة المغربية ومس صريح بصورة المغرب.

وأوضحت الوزارة في بلاغ لها، أنه «بعد مشاهدة فريق من المركز السينمائي المغربي لعرض فيلم تحت عنوان«ماتش لافد» أو «الزين لي فيك» في أحد المهرجانات الدولية، فإن السلطات المغربية المختصة قررت عدم السماح بالترخيص بعرض هذا الفيلم بالمغرب، نظرا لما تضمنه من إساءة أخلاقية جسيمة للقيم و للمرأة المغربية ومس صريح بصورة المغرب

وقد اثار فيلم «ماتش لافد» للمخرج المغربي نبيل عيوش والذي عرض في مهرجان كان السينمائي جدلا كبيرا في المغرب لانه يتناول حياة العاهرات في مدينة مراكش، وانقسمت الاراء بين مؤيد يؤمن بحرية الفن وبين رافض لفكرة عرضه ومشاهدته.

 

Mohamed Benaziz

الزين اللي فيلك حرية العرض وحرية المقاطعة

صيغة ديمقراطية للتعبير عن الموقف من الفيلم

أعارض قرار وزارة الاتصال بعرض فيلم نبيل عيوش. وأطالب بالسماح بعرض الفيلم وعلى خصوم الفيلم الدعوة لمقاطعة مشاهدته بهجر القاعات السينمائية وبالتالي يؤدي ذلك إلى فشل الفيلم تجاريا ويتوقف عرضه بشكل تلقائي.

أما إذا فشل حزب الاستقلال والعدالة والتنمية وحراس الأخلاق المنافقين من التأثير على الجمهور، أي إذا امتلأت القاعات بعشاق الفيلم فسيكون ذلك درسا للذين يدعون الحديث باسم شعب لا يعرفونه. ولا يعرفون ما يجري الآن في العلب الليلية بمراكش. 

هذه صيغة ديمقراطية للتعبير عن الموقف من الفيلم. هل يقبل خصوم عيوش هذا التحدي؟

(الـ FaceBook)

سينماتوغراف في

20.05.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)