كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

الافتتاح لـ«مرفوع الهامة» لإيمانويل بركو..

تقويم لا عقاب

زياد الخزاعي (كانّ)

مهرجان كان السينمائي الدولي الثامن واالستون

   
 
 
 
 

كاد الجميع ييأس من نوعيّة الأفلام المختارة في ليلة افتتاح مهرجان «كانّ» السينمائي، التي يعدّها منتدوه بمثابة روحه، والمؤشر على مزاجه خلال الأيام الـ 12 المقبلة. في العامـــين المنصرميـــن، غلبت على هـــذه الليـــلة الإستثنائية رطانــات هولـــيوودية، وتفخيـــمات بطولية، وتباســطات في المقـــاربة السينمائية، تجلّت كـــلّها في شريطيّ الفرنســـي أوليفيــيه دهان «غريس موناكو»، وزميله الأسترالي باز لورمان «غاتســبي العظيم». بيد أن إدارة تييري فريمو ـ المدير الفــني للمهرجان ـ صحّحت هاتين الزلّتين في الدورة الـ 68 (13 ـ 24 أيــار 2015)، باختـــيارها نصّاً صدامياً، مفعــماً بالأسى الاجتـــماعي، مــــن دون أن يتهاود في تحامله على مؤسّســـات المجتمع المدني، وقوانينها، وتركيبة عملها، ومسيّريها.

فيلم الممثلة والمخرجة الفرنسية إمانويل بركو «مرفوع الهامة» وضع الخيبة العائلية كوجه آخر لنُظم طبقية غير منصفة، لا مكان فيها للمساومة، وإن لم تخل من الرحمة. اليافع مالوني (رود باردو)، الذي افتتح الشريط بسحنته العدائية والمتبرّمة، هو نموذج للعلّة اليومية التي أنتجتها نطفة نجسة لمواطني حضيض فرنسي. مواطن يجعل حقوقه وسيلة ابتزاز إداري تضمن له شخصياً مستوى عاليا لتوجّس الآخرين، وتحسّبهم من عدوانيته التي يستمر في ارتكابها حتى قيام الانقلاب الكبير في حياته لاحقاً. تنعته أمه بـ «الوحش الصغير»، عندما تقدّمه إلى الحاضنة القانونية فلورنس (كاترين دونوف)، بحثاً عن رحم حكومي يسعف مستقبله من الشطط والخراب. رأت بركو أن الأمية الطاغية بين أفراد جيل هامشي هي الملامة فيما يتعلق بغلاظتها وصداميتها، على أن تأتي العنصرية تكميلاً جماعياً لتنافس غير متوازن بين سحن وثقافات وتبريرات قساوة، نجدها حاضرة ومتخمة بين خطاة الإصلاحيات.

لن يذهب مالوني كثيراً في كسره للقيم العامة. غالبية مَشاهد شِدّته تجري وقائعها بين جدران مراكز التأهيل أو المعتقلات. فكينونته المضطرّبة لا تُحوى إلا ضمن حدود رقابة صارمة يقودها يان (بونوا ماجميل)، الشاب المكتئب الذي عانى مرارة إحباطات شخصية في يفاعته. إنه الوجه الحقيقي لنجاعة النظام الإصلاحي، الذي يجب أن «يخترق ويستوعب» خطل التربية، وفورة الشباب الجانح. إلى ذلك، فإن وجود امرأتين في حياة مالوني مكّنه من الاختيار بين أصل بيولوجي، أي أمه (سارة فورستير)، كنبع عاطفي خالص، على الرغم من سعيها إلى رفع يدها عنه وعن حضانته، أو الإستكانة إلى سلطة سيدة ذات قلب رؤوم، متمثّلة بشخصية القاضية فلورنس، كراعية غير مباشرة تؤمّن صراطه المقبل، واندماجه الذي لا مفرّ منه. وبما أن مالوني يملك حركية درامية متبدّلة المواقع والمهج، رضخت بركو لقفزات مونتاجية غزيرة بإشراف جوليان لالوب، من أجل تركيب عالم شديد التناقض، وموغل بجزع شخصي، من دون فقدان مؤشرها الميلودرامي الذي سيشعّ فجأة عبر علاقة حبّ تنشأ بين مالوني وصبية تدعى تَس (ديان روكسيل)، تكون ثمرتها حملا غير مخطّط له بين شخصين: مدمن وسارق سيارات وشرس، ومُنطوية على الرغم من تفتح شخصيتها وطلاقتها العاطفية.

حوّلت إمانويل بركو الوليد المقبل إلى أسطرة شخصية، عمادها سؤال عصيّ: هل يقبل فتى السوابق المضطرب برهان أبوته؟ هذا الخيار دفع بالفيلم نحو مشهد غير عقلاني، تمثّل باقتحامه غرفة عمليات تخضع فيها الحبيبة إلى عملية إجهاض، إشارةً إلى أن حياته لن تتوقف عند استهتار مريض إلى الأبد. إذن، أين يقع مغزى عنوان الشريط، الذي عابته ثرثرة استمرت على مدى ساعتين؟ تسحب بركو بطلها نحو شجاعة نادرة، تتجاوز جسارته الشوارعية، زائراً «حاميته الحكومية»، وشاكراً لها نصـــرتها، ومتعهّداً لها بقيامة جديدة، خــارجاً إثرها من دائرة عملها مرفوع الهامة، قبل أن تستـــقر كاميرا القدير غيوم شيفـــمان، على واجهة دار القضاء الكـــبير، إشـــارةً إلى أن خلاص المجتمع القوي يكمن في أنســـنة قوانــينه، وغلبتها إلى التقويم قبل العقاب.

منصة لبنانية ومركز عربي.. متابعة تشوبها النواقص

نديم جرجوره

تحفل صحفٌ ومجلاّت عربية بمتابعات متفرّقة لما يجري في مهرجان «كانّ»، الذي يستقطب اهتماماً صحافياً وإعلامياً عربياً أكثر من المهرجانات الأخرى، وبعضها لا يقلّ أهمية عنه. غير أن ملاحظات عديدة تُقال في هذا الإطار، أبرزها إخفاق عديدين في تقديم متابعة مهنية لا تميل إلى الاستعراض والأضواء فقط، بل تناقش وتحلّل بعد أن تُشاهد وتلتقي. الـ «عصبيّة» المصرية مثلاً لا تكترث بأحد آخر، في المهرجانات كلّها، إلاّ بمصريين حاضرين لأسباب لا علاقة لها بالسينما غالباً. بينما الإعلام المرئي يكتفي بدردشات مع عابرين على «السجادة الحمراء»، في مقابل إجراء إعلاميات عربيات قليلات لقاءات تلفزيونية محترفة، مهنياً على الأقلّ، مع نجوم.

ملاحظات أخرى كامنةٌ في غياب التدقيق بالمعلومات أحياناً كثيرة: أن يتغاضى كثيرون عن مشاركة المخرجتين اللبنانية جوانا حاجي توما والسعودية هيفاء المنصور في لجنتي تحكيم في مسابقتين أساسيتين (الأولى: لجنة تحكيم الأفلام القصيرة. الثانية: لجنة تحكيم «نظرة ما»)، والاكتفاء بذكر اسم اللبنانية نادين لبكي فقط (لجنة تحكيم «نظرة ما» أيضاً)، فهذا دليلٌ على استسهال الكتابة أو التعليق. يُركّز البعض اهتمامه على تفاصيل جانبية غير مرتبطة بأحوال السوق السينمائية والأعمال الجديدة والأفلام فقط: هذا دليلٌ على لامبالاة إزاء الأحوال والأعمال والأفلام، والاكتفاء بالأسهل. التفاصيل الجانبية (الأزياء، والمجوهرات، والسيارات المستخدمة من قبل النجوم، أو الحفلات الليلية وما يجري فيها إن تسنّى لبعض الإعلاميين العرب المشاركة فيها) جزءٌ من المشهد. لكن الاكتفاء به انتقاصٌ من قواعد المهنة أولاً، وإساءةٌ إلى العالم السينمائي المتكامل ثانياً، المصنوع في «كانّ» سنوياً.

إلى هذا، تُقام نشاطات عربية لها طابع سينمائي. فللعام الـ 11 على التوالي، تقيم «وزارة السياحة اللبنانية» منصّة سينمائية لبنانية في السوق السينمائية للمهرجان، بالتعاون مع «المكتب السياحي اللبناني في باريس» و «مؤسّسة سينما لبنان» و IDAL (المعنية بالترويج للاستثمارات في لبنان) و «جمعية متروبوليس». منصّة تهدف إلى «تعزيز الإنتاج السينمائي اللبناني وتوزيعه»، عبر تقديم عروض لأفلام ومشاريع غير مكتملة. فالسوق السينمائية في «كانّ» تستقطب نحو 11 ألف زائر يعملون في مجالات سينمائية مختلفة. هذا يعني أنه يفترض بالمنصّة اللبنانية ألا تكتفي بوجود عاديّ، فالمطلوب من القيّمين عليها الاجتهاد في تحريض المعنيين بالفن السابع على زيارتها والاطّلاع على برامجها الجديدة. من البرامج هذه في الدورة الـ 68 (13 ـ 24 أيار 2015): «طاولة مستديرة» بعنوان «اندفاع جديد للسينما اللبنانية» (18 أيار 2015)، وعرض مقتطفات من 3 أفلام روائية طويلة لا تزال في مرحلتي العمليات الفنية الأخيرة والتوزيع (مدّة العرض كلّه 60 د.): «الطريق» لرنا سالم، و «الجانب الآخر من تشرين الثاني» لمريان زحيل، و «نور» لخليل زعرور (21 أيار 2015). بالإضافة إلى عرض «فيلم كتير كبير» لجان بو شعيا (100 د. ـ 21 أيار 2015 أيضاً). إلى ذلك، هناك مُشاركة «أمواج 98» لإيلي داغر في مسابقة الأفلام القصيرة (19/ 5 للصحافة، و23/ 5 عرضان رسميان).

عربياً، تُطلق النسخة الثانية من «مركز السينما العربية» في السوق السينمائية لـ «كانّ» أيضاً، وذلك بإعلان التوقيع على اتفاق شراكة بين «أم. إيه سوليوشنز» و «فاستيفال سكوب». هذه الأخيرة تعرض سلسلة أشرطة فيديو عبر موقعها على شبكة «إنترنت» تهدف إلى تغطية أنشطة المركز، «ضمن استراتيجيتها الخاصّة بدعم صناعة السينما في العالم العربي، والترويج لها في المدى البعيد». ذلك أن «فاستيفال سكوب» تعرض أفلام سينمائيين محترفين تمّ اختيارها من 90 مهرجانا دوليّا، وتروّج لشركائها من المهرجانات السينمائية الأخرى، وتلقي مزيداً من الأضواء على الأفلام المستقلة، وتسعى إلى زيادة فرصهم المحتملة خارج أجندة المهرجانات، وتمنح السينمائيين أدوات ترويج لأفلامهم. أما «مركز السينما العربية»، فيعمل على الترويج لهذه السينما بتوفيره «نافذة احترافية للتواصل مع صناع الأفلام في العالم». يُذكر أن 18 مؤسّسة وشركة سينمائية (إنتاج، توزيع، دعم، ترويج) من 8 دول عربية وأوروبية تُشارك في النسخة الثانية هذه.

السفير اللبنانية في

18.05.2015

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان «كان» السينمائي (7):

«حكاية الحكايات» و«أعلى صوتًا من القنابل» ينقذان المهرجان من الركاكة

أفلام أخرى لم تستطع الارتقاء بعروض الدورة فنيًا

كان: محمد رُضــا

إلى الآن وبعد مضي سبعة أيام على الدورة الحالية لمهرجان «كان» السينمائي، فيلمان أنقذا الدورة من ركاكة شاملة هما: «حكاية الحكايات» و«أعلى صوتًا من القنابل» Louder Than Bombs. الأول، كما أسلفنا عنه قليلاً، فانتازيا تأخذ مكانها في ربوع إيطالية غير معروفة في زمن بعيد وغير واقعي عن حكايات كتبها جيانباتيستا باسيلي، وهو روائي عاش في نابولي؛ المدينة التي ولد فيها مخرج الفيلم ماتيو غاروني، ولّـف بينها المخرج جيّـدًا وأنجز منها عملاً مبهرًا في أجزاء ومثيرًا على الدوام يخلص إلى لا مفاد.

الثاني: «أعلى من القنابل» للنرويجي واكيم ترايير الذي صوّر فيلمه الثالث، بعد «مكرر» و«أوسلو.. أوغست31» (كلاهما استقبل جيّـدًا في عروضهما قبل أعوام قليلة)، تم عرضه أمس (الاثنين) حاملاً حكاية شيّـقة وشائكة معًا حول مصوّرة صحافية وعائلتها التي تحاول لملمة كياناتها بعد موتها. هي «إيزابيل أوبير» مصوّرة صحافية انتقلت بين غزّة (نراها في مقدّمة الفيلم من خلال صور ملتقطة خلال الحرب الأخيرة) وأفريقيا وأفغانستان ومواقع أخرى مما يحفل به العالم اليوم من حروب. ذات ليلة، وبعد عودتها إلى ضاحية في ولاية نيويورك؛ حيث تعيش مع أسرتها (زوج وولدان) تقتل في حادثة سيارة. يقدّم المخرج روايتين للحادثة، ثم يتركهما بلا حل: نراها تصارع الإغفاء وراء المقود في تلك الرحلة الليلية على طريق ريفي، في مشهد، وفي آخر نراها يقظة، لكن الشاحنة المقبلة من الاتجاه الآخر هي التي صدمتها.

بصرف النظر عما حدث، يرث الزوج (غبريال بيرن) ومنذ مقتلها قبل ثلاث سنوات، علاقة غير مريحة مع ابنه الأصغر كونراد (ديفيد درويد) ملؤها التوتر وعدم رغبة كونراد التواصل مع أبيه. هي أفضل حالاً بين الأب وابنه الأكبر «جونا»، (جيسي آيزنبيرغ)، وهذا بدوره على تواصل أفضل مع شقيقه درويد.

الحكاية ليست متوالية زمنيًا، بل تدخل وتخرج، ثم تعود مرارًا بين أزمنة متعددة تتيح لشخصية المصوّرة أن تظهر في عدّة مشاهد. وهي تتمحور حول تلك العلاقة الأسرية المتشابكة، خصوصًا خارج أسوارها المنزلية.. فالأب يرتبط بعلاقة عاطفية مع معلّـمة ابنه كونراد (مما يزيد التوتر بين الأب وابنه)، و«جونا» يقيم علاقة مع صديقة سابقة لزواجه. بذلك تكتمل الحكاية على ثلاثة أسس (الأب وابناه) ليس بينهم من يستطيع الدفاع عن نفسه. أكثر من ذلك، سيكشف الفيلم لاحقًا عن أن الزوجة كانت على علاقة مع زميل لها اسمه ريتشارد (ديفيد ستراذرن) مما يكمل نوعًا من الدائرة كل من فيها مصاب وغير سليم.

حب في الخمسينات

فيلم «حكاية الحكايات» ذو الجهد المبذول، إخراجًا وتوليفًا، ينتقل بين الأزمنة بسلاسة، ويُثير «حكاية الحكايات» الإعجاب بسلاسة انتقاله بين القصص الثلاثة من دون جهد. لكن «أعلى من القنابل» يفتقد، مثل سابقه، إلى شخصيات تتعرّف عليها لتؤازرها أو تتعاطف معها. لكن الحال ذاتها، في هذا الشأن، نراها في العديد من الأفلام الأخرى التي عرضت هنا داخل المسابقة، ومنها «ابن شاوول» المركّـب بوصفه حكاية واحدة تقع في ساعات متواصلة. في فيلم لازلو نيميس ذاك (الذي اشترته شركة سوني للتوزيع في الولايات المتحدة) جهد كبير آخر، إنما ليس على صعيد توليف الحكاية، بل على صعيد التصوير (كاميرا تلاحق بطل الفيلم طوال الوقت في موقع يستخدمه النازيون لحرق اليهود) ولو أنه جهد متكلّـف ومضج يحقق نتيجة أكبر حجمًا مما تستحق.

الفشل الأميركي الذريع الذي تمثّـل في فيلم «بحر من الشجر» لغس فان سانت، تكرر، نوعًا، في فيلم تود هاينز «كارول» الذي يحكي قصّـة حب بين امرأتين: كيت بلانشيت، المرأة السعيدة في حياتها الزوجية التي تقع في حب من أول مرّة مع الفتاة الشابة روني مارا. هذا في خمسينات القرن الماضي عندما كانت مثل تلك العلاقات نشازًا عن المألوف، من حسن الحظ. لكن الفيلم ينأى بنفسه عما كان المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش ذهب إليه في فيلمه المشابه «الأزرق اللون الأكثر دفئًا» من حيث عدم تتويجه الحب القائم بين المرأتين بمشاهد فاضحة (باسم الفن أو حرية التعبير)؛ ذلك لأنه لا يعرض ما يمكن للخيال أن يذهب إليه، بل يطمح لأن يماثل أفلام هوليوود الخمسيناتية بدورها لناحية معالجة المواضيع الاجتماعية على قواعد اللغة الفنية المعمول بها في ذلك الحين. لكن في حين يسجل علامة متقدّمة على صعيد نقل رواية الكاتبة باتريشا هايسميث وعلى صعيد إدارة ممثليه، تبقى المبررات واهية والأهمية المطلقة للعمل موظّـفة لخدمة الترويج للمضمون من دون اعتبار للفئة المناوئة.

الأفلام الأخرى التي تتالت ولم تستطع الوقوف على قدمين ثابتتين وترتقي بعروض الدورة فنيًّا، هي «ملكي» (Mon Roi) الذي أخرجته ميوين (تكتفي بهذا الاسم) وهي ممثلة وكاتبة سابقة كحال إيمانويل بركو التي افتتح المهرجان دورته بفيلمها «رأس مرفوع» والتي تقوم ببطولة هذا الفيلم لجانب فنسنت كاسل الذي لعب أيضًا شخصية رئيسية في «حكاية الحكايات».

بعد نصف ساعة مثيرة للاهتمام، ساعة ونصف أخرى مثقلة بالعواطف التي تعني بطلي الفيلم أكثر مما تعنينا نحن المشاهدين. طبعًا يطرح الفيلم موضوع العلاقات العاطفية وما يبحث عنه الرجل والمرأة في تلك العلاقة التي تتوارى حسناتها بمرور الوقت، لكن الموضوع مطروح في عشرات الأفلام وغالبًا ضمن الافتراض بأن ما يتم سرده على الشاشة مثير للجمهور.

إيزابيلا روزيليني: والدتي ماتت وهي في حالة وئام مع الولايات المتحدة

لاحقتها بسبب علاقة غرامية مع المخرج الإيطالي روبرتو روزيليني عام 1950

كان: محمد رُضــا

الممثلة السويدية الراحلة انغريد بيرغمان شاركت في أفلام من إخراج جان رينو وانغمار بيرغمان والفريد هيتشكوك وروبرتو روزيليني الذي أصبح زوجها الثاني ووالد أبنائها الثلاثة.

وقالت ابنتها إيزابيلا روزيليني بأن والدتها ماتت وهي في حالة وئام مع الولايات المتحدة التي لاحقتها بسبب علاقة غرامية في عام 1950.

وكانت الممثلة الإيطالية تتحدث قبل عرض فيلم وثائقي عن حياة والدتها بعنوان «انغريد بيرغمان عبر كلماتها» خلال مهرجان كان السينمائي الدولي. وأثارت علاقتها العاطفية مع المخرج الإيطالي روبرتو روزيليني بينما كان الاثنان ما زالا متزوجين موجة غضب في الولايات المتحدة لدرجة أن عضوا بمجلس الشيوخ قال: إنها «مؤثر قوي للشر».

«أثار ذلك فضيحة مدوية ولاحقتها أميركا لأنها شعرت أن الأجانب والنجوم الذين يأتون إلى أميركا ثم يتصرفون بشكل غير أخلاقي يمثلون نموذجا سيئا للأجيال الشابة».

وقالت إيزابيلا روزيليني لـ«رويترز»: «والدتي تعرضت بالطبع لجرح غائر لأنها لم تستطع رؤية ابنتها بيا من زواجها الأول. وتضررت بسبب الفضيحة وشعرت بأنها دفعت ثمنا باهظا لها لكن تم حلها في نهاية المطاف. تعايشت معها».

ويكرم مهرجان كان بيرغمان التي كانت ستكمل عامها المائة هذا العام. ويحمل الملصق الرسمي للمهرجان صورة للممثلة السويدية التي توفيت عام 1982 نتيجة إصابتها بسرطان الثدي.

وقالت روزيليني وهي تروي تفاصيل الفضيحة «كتبت والدتي رسالة لوالدي تقول فيها أريد أن أعمل معك» وأنهت الرسالة بقولها «أستطيع أن أقول بالإيطالية إنني أحبك» وبالطبع استغلت الصحافة ذلك لتقول: «إن النساء صائدات رجال».

وأضافت: في عام 1949 شاركا في أول فيلم سويا وهو «سترومبولي» ونشأت بينهما علاقة حب وحملت والدتي في شقيقي روبرتو قبل أن تحصل على الطلاق.

لكن بيرغمان لم تكن بالشخصية التي تقبل أن تعيش في الظل وعادت بقوة في عام 1956 لتفوز بجائزتها الثانية للأوسكار كأحسن ممثلة في فيلم «اناستازيا» للمخرج أناتولي ليتفاك. وفي عام 1974 حصدت ثالث جائزة أوسكار لها كأحسن ممثلة مساعدة عن فيلم «جريمة في قطار الشرق السريع».

وقالت روزيليني بأن إحساس بيرغمان العميق بالحرية «قالت ذات يوم لا أريد الانتماء لأي شيء» جعلها تطوف حول العالم وأن «طبيعتها» كممثلة جعلتها تحصل على أدوار مع أفضل المخرجين في العالم.

وأضافت: «كانت تمتلك القدرة على الاندماج مع الكثير من الثقافات... لم تكن أميركية فحسب بل كانت جزءا كاملا من الثقافة الأميركية مثلما كانت جزءا أصيلا من صناعة الأفلام السويدية والإيطالية والفرنسية والأوروبية».

وقالت: «مثلت بخمس لغات وكانت تعمل مع مخرجين بدءا من والدي وحتى هيتشكوك من رينو إلى فيكتور فليمنج ومن جورج كوكور إلى انغمار بيرغمان ومنحها ذلك مجالا أكبر على الأرجح من نجمات أخريات في هوليوود مثل كاثرين هيبورن على سبيل المثال».

الشرق الأوسط في

18.05.2015

 
 

الرؤوس الكبيرة تتدحرج والمفاجآت قد تأتي من الصغار

كان (جنوب فرنسا) – إبراهيم العريس

يوم آخر ويكون قد انقضى نصف أيام دورة هذه السنة لمهرجان «كان». وحتى الآن، غابت أي مفاجأة إيجابية كبرى، بإجماع النقاد والمهتمين، على الأقل من ناحية ما كان منتظراً من أصحاب الأسماء الراسخة. بكلمات أخرى، شهدت أيام العروض الفائتة نوعاً من تدحرج الرؤوس الكبيرة، لا سيما تلك التي كان معوّلاً عليها لإعادة الاعتبار الى المهرجان بعدما باتت مهرجانات أخرى منافسة له، أكثر قدرة على اجتذاب الأفلام الكبيرة وأصحابها. في العام الفائت مثلاً تأمنت إعادة الاعتبار عبر ما لا يزيد على نصف دزينة من تحف سينمائية تبدت لاحقاً أفضل ما في الإنتاجات لذلك العام، أما هذه السنة، فباستثناء أفلام قليلة لآتين جدد، بعضهم بالكاد سمع أحد باسمه، يجازف «كان» بألا تكون أفلام عرضت في دورته الحالية في مقدم لوائح الأفلام الأفضل عند نهاية السنة.

وفي طليعة «المتدحرجين» هذه السنة، وودي آلن الذي فشل جديده (خارج المسابقة) «الرجل اللاعقلاني» في تسجيل عودة كبيرة له إلى سينما الأفكار الكبرى وعالم المثقفين الأميركيين، الذي ابتعدت أفلامه عنه منذ زمن.

واضح أن وودي كان يتطلع إلى أن يكون فيلمه الجديد هذا أشبه بخبطة مسرحية كبيرة تفعل فعل «ضربة المباراة» قبل سنوات، حين أبدع في خروجه من نيويورك إلى أوروبا لتكتب له حياة سينمائية جديدة تحت مظلة عمل ينتمي إلى دوستويفسكي، وتنفتح أمامه أبواب أوروبا مشرّعة تعوّض عليه جحود الأميركيين. لكن الرحلة المعاكسة اليوم، من أوروبا الى أميركا، تحديداً الى البيئة الجامعية الأميركية، لم تنجح. فحكاية الأستاذ الجامعي المتخصص في الفلسفة، وزير النساء الذي إذ يشعر بانسداد عاطفي وفكري، يقتل رجلاً بجريمة أرادها أن تكون كاملة وأخلاقية الهدف، فيستعيد حيويته حتى لحظة العقاب... هذه الحكاية، على رغم مشروعية موضوعها وحبكتها الجيدة، لم تنجح في أن تكون مقنعة، ما شكل خيبة أمل كبيرة. ويبدو أن وودي الذي كان أتى إلى أوروبا قبل عشر سنين بديناميكية السينما الأميركية، عاد منها الآن محمّلاً بثرثرة السينما الفرنسية إلى درجة أن «الرجل اللاعقلاني» كاد أن يكون فيلم حوار لا يتوقف، تزينه حركية خجولة. وطبعاً سنعود إلى هذا الفيلم في شكل أكثر إسهاباً.

ونتوقف أيضاً عند خيبة أخرى رأى كثر أنها أشد قسوة، هي الخيبة تجاه أولى محاولات الممثلة الشابة ناتالي بورتمان خوض الإخراج، وذلك في فيلم «حكاية عن الحب والظلام».

كان أقل ما قيل تجاه الفيلم الذي صوّر في إسرائيل، تحديداً في القدس مسقط رأس الممثلة الأميركية والمخرجة الشابة، إن بورتمان «دمّرت» رواية عاموس أوز التي اقتبست جزءاً منها، وبالمعنى الحرفي للكلمة. فالرواية الأوتوبيوغرافية التي تعتبر درة الأدب الإسرائيلي وأثارت منذ صدورها حفيظة اليمين الديني في الدولة العبرية، ما عاد وانعكس في تحركات المتطرفين ضد بورتمان حين صوّرت جزءاً من مشاهدها في أحياء المتشددين اليهود، فشتموها واعتبروها معادية لقومها... تحمل من الأبعاد والأفكار والذكريات والشخصيات ما يفيض كثيراً عن فيلم في ساعتين، وعن قدرة مخرج متمكن. بالتالي، وعلى رغم النيات الطيبة للمخرجة وإبداعها في لعب دور أمّ الكاتب ذات الأصول البورجوازية البولندية والتي انتهت منتحرة لغربتها عن المكان الذي جاءت بها الأفكار الصهيونية إليه، لم يتبد الفيلم أكثر من حكاية ميلودرامية تستدر التعاطف العابر، معتقدة في طريقها بأنها تؤرّخ لولادة الدولة العبرية، طارحة إشكالية الشعب الآخر الذي كان قيام الدولة على حسابه: الشعب الفلسطيني، من منطلق يذكر حقاً بتعبير الكاتب الفرنسي أندريه فونتين حول «سرير واحد كيف يمكنه أن يتسع لحلم شعبين؟».

الحياة اللندنية في

18.05.2015

 
 

في رابع أيام «كان» السينمائي…

معركة «حب» بين فرنسا وأمريكا

كان – من أسامة صفار:

شهد، الأحد، رابع أيام مهرجان «كان» السينمائي الدولي في دورته الثامنة والستين، عرض فيلمين أحدهما أمريكي والآخر فرنسي يجمعهما موضوع واحد وهو «الحب» ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان.

وتختلف طبيعة الحب بين الفيلمين، حيث يقدم الفيلم الفرنسي «ملكي» تأملا في حب حقيقي ولكنه يدفع إلى تدمير طرفيه وهو من إخراج الفرنسية ماي وين.

أما الفيلم الأمريكي «كارول» أو «Carol» فيناقش اختيارًا مغايرًا تماما حيث الحب بين امرأتين، وهو من إخراج الأمريكي تود هاينز.

وقدمت المخرجة الفرنسية ماي وين في فيلمها «ملكي» والذي يدورحول توني «إيمانويل بيركوت»، التي تتعرض لحادثة بالغة إثر تزلجها ويتم إيداعها في مركز إعادة التأهيل الطبي.

وتعتمد توني على الفريق الطبي لمساعدتها في التعافي من آثار الحادث، وخلال هذه الفترة، تعيد التفكير في علاقة الحب التي جمعتها بجورجيو «فنسنت كاسل»، وتتأمل التفاصيل التي جمعتهما معًا.

وشاركت ماي وين، في مؤتمر صحافي حول فيلمها بعد عرضه للإجابة عن أسئلة الصحافين بحضور الممثل لويس غاريل وكل من إيمانويل بيركوت، وفينسينت كاسل، الممثلين الرئيسيين في فيلمها، إضافة إلى كاتبة السيناريو إيتيان كومار والمنتج آلان اتال.

والمعروف أن ماي وين ممثلة، بالإضافة إلى كونها مخرجة معروفة وتقوم المخرجة والممثلة «ايمانويل بيكوت» بدور البطولة في «ملكي» وايمانويل بيكوت هي مخرجة فيلم الإفتتاح للدورة الحالية «مرفوع الرأس».

وقالت، في تصريحات لها خلال المؤتمر: «لقد أدركت مدى صعوبة إظهار أناس سعداء في السينما دون سذاجة».

ويقدم المخرج الأمريكي تود هاينز فيلمه «كارول» الذي تقوم ببطولته كيت بلانشيت، وهي امرأة غنية لكنها سجينة زواج تعيس، تلتقي فتاة شابة هي تيريز (روني مارا) أثناء التسوق في متجر كبير، ويحدث بينهما انجذاب منذ النظرة الأولى، وتقرر كارول وتيريز الهرب مع بعضهما البعض وتنطلقان بعيدا.

حصل تود هاينز في عام 1991 على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في ساندانس عن فيلم «سم»، ثم جائزة أفضل مساهمة فنية في «كان» عام 1998 عن فيلم «منجم الذهب».

وفي عام 2002، قدم فيلم «بعيداً عن الجنة» مع جوليان مور ودنيس كايد اللذين جسدا زوجاً وزوجة في الخمسينيات مثاليين في المظهر، ولكن بالفعل، غير مستقرين وتعيسين بعمق، وحصل على أربع جوائز أوسكار.

وقدم هاينز عام 2007 فيلم «لست هناك» وحصل به على الجائزة الخاصة للجنة التحكيم في مهرجان فينيسيا.

يذكر أن ثمانية من أفلام المسابقة الرسمية قد عرضت حتى الآن من إجمالي تسعة عشر فيلما تتنافس على السعفة الذهبية.

وبالاضافة إلى فيلمي الأحد عرض في أول أيام المهرجان فيلما «حكاية الحكايات» للإيطالي ماثيو غاروني، أما الثاني فهو «أختنا الصغيرة» للياباني هيروكازي كوري.

وفي اليوم الثاني قدم المخرج المجري «لازلو نيميس» تجربته الأولى مشاركا في المسابقة الرسمية للمهرجان تحت اسم «إبن الروح»، ومن اليونان قدم المخرج «يورغوس لانتيموس» فيلم «الجراد». وعرض السبت فيلما «أمي» للمخرج الايطالي «ناني موريتي»، والذي يمثل قصيدة بصرية لرثاء أوروبا العجوز.

وفيلم «بحر الأشجار» للمخرج الأمريكي جوس فان سانت، ويقوم ببطولته الممثل الأمريكي الحاصل على الأوسكار، ماثيو ماكونهي.

وافتتحت، مساء الأربعاء الماضي، فعاليات الدورة الـ68 لمهرجان «كان» السينمائي الدولي، حيث شهدت القرية الواقعة في الجنوب الفرنسي حضورا عالميا لعشاق الفن السابع وصناعه في العالم.

وينتهي المهرجان الذي يحظى بأهمية كبرى ضمن الفعاليات السينمائية العالمية، بمراسم توزيع جائزة السعفة الذهبية في 24 مايو/أيار الجاري.

القدس العربي اللندنية في

18.05.2015

 
 

عصام زكريا يوميات من كان:

ابن شاول الأفضل و"بحر الأشجار" الأمريكي الأسوأ

كالعادة...مهرجان "كان" أشبه ما يكون بمولد سنوي للشيخة سينما، والعالم هنا مثل مجاذيب المولد. يتوافدون، يتهافتون، يتزاحمون، ويصطفون في طوابير بالساعات أمام قاعات العروض ومبنى الصحفيين وقاعة الندوات ومطاعم وكافيتريات المدينة التي تبدو، لو نظرت إليها من فوق الجبل، أو من طائرة شراعية مثلا، كما لو كانت عشا للنمل.

في لحظات الذروة عندما يحتشد النجوم على السجادة الحمراء تتحول شوارع الكروازيت المواجهة لقصر المهرجان إلى "الليلة الكبيرة" حيث لا توجد مساحة قدم خاوية، وتتوقف حركة السيارات والمشاة، ولو علقت بالصدفة وسط المارة فلن تستطيع الخروج من كتل اللحم بسهولة. ولكن الفارق أن كتل اللحم هنا ذات وجوه وأجساد ممشوقة وأحيانا عارية وجذابة.

ربما يتسم المولد برائحة البخور والمسك والعرق الثقيل. الزحام هنا له رائحة ثقيلة تتكون من أفخر أنواع العطور الفرنسية ورائحة الأجساد الشابة

مثل المولد يوجد بين الزحام الأعمى مريدون مخلصون، وهناك نصابون، طامعون في مصلحة أو شهرة، أو حتى صورة مع نجم عالمي يتمنظرون بها أمام أصحابهم أو يعلقونها في غرف نومهم.

هناك أيضا أهل الطريقة، المتبحرون في علم السينما والفنون، وهناك البسطاء والعوام، والشحاذون أيضا. لكن الشحاذين في "كان" يرتدون فساتين سواريه وبدل سموكنج وبعضهم ينافس نجوم الأفلام في الأناقة والجمال، وكل ما يأمل فيه هؤلاء هو تذكرة مجانية لأحد أفلام المهرجان، وبعضهم يحدد مسبقا اسم الفيلم الذي يشحذ تذكرته.

كنت أفكر في المقارنة بين "كان" والمولد عندما التقيت هنا مصريا بسيطا من طنطا جاء إلى المهرجان بصبحة زوجته وأطفاله ليفرجهم على النجوم والسجادة الحمراء. استمع إلى حواري مع صديق مصري فبادر بتحيتنا وبدت عليه السعادة وهو يتحدث بالعربية ويروي تجربته في الحياة في مدينة "كان".

قلت لصديقي: في مصر لا يمكن أن يذهب أمثال هذا الرجل للفرجة على مهرجان "القاهرة" أو غيره من المهرجانات الفنية، ولكن حمى السينما أصابت الجميع في هذه المدينة المجنونة بالسينما.

صور النجوم في كل مكان، والجرافيتي على البيوت عبارة عن مشاهد من أشهر الأفلام، وبجانب ملصقات المهرجان التي تصافح عينيك بين كل متر ومتر، على محطة الأتوبيس شاشات تعرض لقطات للنجمة الأمريكية السويدية إنجريد بيرجمان، بطلة بوستر هذا العام، التي يحتفل المهرجان بمرور 100 عام على مولدها.

مهاويس الشيخة سينما أكثر من الهم على القلب هنا. أحدهم يتنكر في هيئة الممثل الراحل روبن ويليامز في فيلم "السيدة داوتفاير". هل تعرفون هذا الفيلم؟ روبن ويليامز يلعب فيه دور رجل مطلق يتنكر في هيئة مربية أطفال حتى يستطيع البقاء مع أطفاله. رجلنا في "كان" تنكر في هيئة المرأة التي تنكر في هيئتها ويليامز، وراح يجوب الشوارع في محاولة للفت أنظار المارة وتحياتهم. رأيته للمرة الأولى في الأتوبيس. كان جالسا على بعد خطوات واعتقدت في البداية أنه سيدة عجوز ترتدي ملابس عتيقة الطراز ثم اعتقدت أنه أحد المثليين أو المتحولين جنسيا، وعندما طلبت بعض الفتيات التقاط صورة معه انتبهت أخيرا للفكرة العجيبة التي قرر أن يبحث بها عن الشهرة.

مثل المولد، الكل يعاني في "كان"، من التزاحم والجري من مكان إلى مكان، وضيق الوقت، ومستوى الأفلام. ولكن كل هذا يهون ويتلاشى أمام لحظة سعيدة من الجمال الفني الذي يخطف الروح، مثل لحظات "وصل" العاشق أو الصوفي.

حتى الآن لم تأت هذه اللحظة إلا قليلا.

رحلة إلى جهنم!

فضل فيلم في المهرجان حتى الآن هو الفيلم المجري "ابن شاول"، وهو العمل الأول للمخرج لازلو نيميس الذي يبلغ من العمر ثمانية وثلاثين عاما، والذي عمل لسنوات طويلة كمساعد للمخرج المجري الكبير بيلا تار، المعروف بأفلامه الجادة والمجددة.

"ابن شاول" يدور في معسكر الإبادة النازي "أوسشفيتز- بيركناو" بالقرب من نهاية عام 1944 ، حيث يتم إجبار عدد من اليهود المعتقلين على مساعدة النازيين لحرق جثث الضحايا، ويكتشف أحد هؤلاء، وهو "شاول أوسليندر" وجود جثة طفل يعتقد أنه ابنه، ويدور الفيلم خلال يوم واحد يقوم فيه شاول بالبحث عن حاخام يصلي على ابنه ليدفنه حسب الشريعة اليهودية بدلا من أن يحرق مع الآخرين.

دعك من القصة ومن موضوع اليهود والنازي الذي بات مستهلكا. هذا فيلم فريد من نوعه وفي لغته وأسلوبه السينمائيين. وهو ليس فيلما بقدر ما هو رحلة يقطعها المخرج، والشخصية الرئيسية، والمشاهد إلى قلب الجحيم.

يعتمد المخرج على الكاميرا المحمولة معظم الوقت، وهي كاميرا تكاد تلتصق بالشخصية الرئيسية فلا نستطيع الابتعاد عنه ولو للحظة، والعالم من حوله يعج بالجثث العارية والأفران والرماد وجنود وضباط النازي الساديين كما لو كانوا زبانية الجحيم، والجو كابوسي خانق كما لو كنا قد انتقلنا إلى جهنم بالفعل. وفوق ذلك كله لا يسعى صانع الفيلم إلى أي مؤامات أو مصالحات أو تطهير للمشاهد من أي نوع. وبدلا من التعاطف المتوقع مع شاول، نفاجأ في مرحلة من الفيلم بالتشكيك في أن الطفل ابنه، وبقواه العقلية، وبدلا من الفكرة الدينية والسينمائية المعتادة بأن انقاذ شخص، أو روح شخص، واحد هو بمثابة انقاذ للناس جميعا، يصدمنا الفيلم بأن هذا لا معنى له طالما أن هناك عشرات ومئات وملايين يموتون ويتعذبون في هذا العالم دون أن يحاول انقاذهم أحد.

الفيلم يتسم كما ذكرت باسلوبه السينمائي المبتكر، خاصة في التصوير والاضاءة والألوان وحركة الكاميرا والأصوات المصاحبة التي تكمل الصورة وتثير خيال المشاهد طوال الوقت، والموسيقى التصويرية الناعمة والخافتة وقبل هذا وبعده الممثل جيزا روريج الذي جسد دور شاول أوسليندر. ورغم أن المهرجان لم يزل في أوله إلا أن "ابن شاول" سيكون له مكان بالتأكيد في حفل توزيع الجوائز في ختام المهرجان.

سلمى حايك تأكل قلب الوحش

من إيطاليا يأتي فيلم "حكاية الحكايات" الذي قوبل بردود فعل مختلفة ما بين الاعجاب الشديد والاستياء.

الفيلم مأخوذ عن كتاب بنفس الاسم يعود إلى القرن السابع عشر الميلادي من تأليف الايطالي جيامباتيستا باسيلي الذي قام بجمع عدد من الحكايات الشعبية الخرافية وضمها في الكتاب الذي سيصبح فيما بعد نموذجا لكتب القصص الشعبية كما نجد عند الفرنسي شارل بيرو والسويدي هانس كريستيان أندرسون والألمانيين الأخوين جريم.

الفارق أن "حكاية الحكايات" لم يكتب للأطفال، ولم يتعرض للتنقيح والتهذيب الذي تعرضت له النسخ الأحدث، وهو يحتوي على خيال جامح مرعب ومثير حسيا لأقصى درجة.

المخرج الايطالي الشاب ماتيو جاروني، معروف بأفلامه الواقعية شبه الوثائقية، وعلى رأسها فيلم  "جومورا" الذي يدور حول الجريمة المنظمة في إيطاليا، والذي حصل عنه على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان "كان" عام 2008. ولكن جاروني يبدو مختلفا تماما في "حكاية الحكايات"، وهو أول فيلم ضخم وعالمي الانتاج يقوم بصنعه، حيث قام باختيار ثلاث قصص من كتاب "حكاية الحكايات" وقام بتضفيرها معا في شكل متواز. الحكاية الأولى تلعب بطولتها سلمى حايك وجون سي رايلي وتدور حول ملكة تريد أن تنجب بأي وسيلة ومهما كان الثمن، حتى لو كان قتل والتهام قلب وحش بحري بشع. الحكاية الثانية حول ملك مشغول بحيوان غريب قام بتربيته لدرجة أنه يهمل ابنته ويتسبب في زواجها من رجل بدائي متوحش، أما الحكاية الثالثة فتدور حول ملك مهووس جنسيا يلعب دوره الفرنسي فينسنت كاسيل يقع في حب إمرأة بعد سماع صوتها المثير غير مدركا أنها عجوز شمطاء.

من الصعب الحديث عن الخيال الموجود في الفيلم دون تلخيص الحكايات أو كشف حبكتها، ولكن يكفي القول أن هذا واحد من أكثر الأفلام خيالا وتأثيرا وإرعابا، بالرغم من عشرات أفلام الرعب والخيال التي تصنع كل عام في هوليوود وخارجها.

ربما يعاني الفيلم من بعض المشاكل، وربما لا يناسب العرض في مسابقة مهرجان "كان"، ولكن المؤكد أنه فيلم كبير ومختلف فيما يتعلق بهذه النوعية من الانتاج الكبير، الذي يعتمد على التكنولوجيا الرقمية والمؤثرات البصرية والمرصع بأسماء كبارالنجوم.

سقوط صاحب "الفيل

للأسف، من الواضح أن تيري فريمو المدير الفني الجديد للمهرجان مشغول بحشد الأسماء الكبيرة أكثر من اهتمامه بالمستوى الفني، ولذلك نجد في المسابقة تفاوتا كبيرا في المستوى ما بين الأفلام البديعة التي يصنعها مخرجون غير مشهورين والأفلام المتواضعة، بل السيئة، التي يصنعها مخرجون أكثر شهرة، خاصة الذين سبق لهم الفوز بجوائز "كان".

أكبر مثل على الحالة الأخيرة المخرج الأمريكي جاس فان سانت، الذي سبق له الفوز بجائزة السعفة الذهبية من المهرجان عن فيلمه "الفيل"، وهو بالمناسبة أفضل أفلامه، والوحيد من بينها الذي يمكن اعتباره "فيلما فنيا" كبيرا.

اسم فان سانت هو السبب الوحيد في اعتقادي لادراج فيلمه "بحر الأشجار" في مسابقة هذا العام. الفيلم الذي يشارك في بطولته ثلاثة من نجوم هوليوود الكبار هم ماثيو ماكنوهي وناومي واتس والياباني الأصل كين واتانابي، يدور في قالب ميلودرامي مفرط العاطفية حول رجل تموت زوجته في حادث سيارة أثناء ذهابها لاجراء عملية ولادة، يقرر أن ينتحر فيجد على الانترنت أن أفضل مكان في العالم للانتحار هو غابة تقع على حدود العاصمة اليابانية طوكيو، فيذهب إليها، وهناك، قبل أن ينتحر مباشرة يفاجأ بوجود رجل ياباني جريح وتائه يبحث عن طريق الخروج بعد أن فشل في الانتحار

الفيلم مستوحى من وجود هذه الغابة فعلا، وانتحار عدد كبير من اليابانيين والأجانب داخلها خلال السنوات الأخيرة، ومع أن الفكرة رائعة، إلا أن المعالجة شديدة النمطية والسذاجة. وحين نقارن بين هذا الفيلم وفيلم "ابن شاول" مثلا، نكتشف مدى التفاهة التي تعاني منها معظم الانتاجات الأمريكية الضخمة مقارنة بالتجارب الفنية المذهلة في بلاد أخرى.

مبدع في الثمانين

من أهم أحداث "كان" هذا العام استضافة المخرج الأمريكي وودي آلان وعرض آخر أفلامه "رجل غير عقلاني" في القسم الرسمي خارج المسابقة. وقد حضر آلان، نادر الظهور في مثل هذه المناسبات، وأجرى مؤتمرا صحفيا وسار على السجادة الحمراء بصحبة بطلي فيلمه جواكين فونيكس وإيما ستون، وهو أكثر "نجم" تهافتت عليه الجماهير والكاميرات والصحافة حتى الآن.

كوميديان مسرحي ( مونولوجيست)، وعازف كلارينيت، ومؤلف مسرحيات شهيرة، وممثل في أفلام لم يخرجها أو يكتبها. هذه هي المهن الأقل شهرة لأسطورة السينما وودي آلان. المهن الأكثر شهرة هي كاتب سيناريو ومخرج وممثل في أفلامه.

يحتفل وودي آلان هذا العام بعيد ميلاده الثمانين ( من مواليد 1 ديسمبر 1935) كما يحتفل بمرور خمسين عاما على أول فيلم يحمل اسمه ككاتب سيناريو وهو "ما الجديد يا قطة؟" What’s new Bussycat? عام 1965، والذي قرر بعد مشاهدته أن يتحول إلى مخرج لكل أعماله، حتى لا يفسدها المخرجون الآخرون.

رشح وودي آلان لجائزة الأوسكار 24 مرة وحصل عليها أربع مرات، ثلاثة كأفضل كاتب سيناريو ومرة كأفضل مخرج عن فيلم "آني هول"، كما حصل على عشرات الجوائز المهمة الأخرى، على رأسها جائزة الأكاديمية البريطانية (بافتا) تسع مرات، ومنحه مهرجان "كان" منذ عدة سنوات سعفة ذهبية شرفية عن مجمل أعماله.

تأثر وودي آلان في بداية حياته الفنية بالسينما الأوربية والحركات الفنية التي ازدهرت فيها خلال الستينيات وبداية السبعينيات، وهو ما جعله بعيدا ومختلفا كثيرا عن السينما الهوليوودية التقليدية، كما جعله محبوبا ومقدرا في أوروبا أكثر من أمريكا، ومن المعروف أن شركات انتاج أوروبية تولت انتاج معظم أعماله الأخيرة، وآخر خبر سمعته عن اهتمام الأوربيين به هو إنشاء متحف يحمل اسمه ويضم مقتنياته وكل ما يتعلق به في مدينة برشلونة الإسبانية، حيث قام بصنع فيلمه "فيكي كريستينا برشلونة"!

من الطريف أن وودي آلان يبدو الآن أكثر نشاطا من أي وقت مضى في حياته الفنية، وهو يصنع فيلم جديد كل عام تقريبا، والطريف أنه لا يخيب أمل معجبيه أبدا، ودائما لديه جديد يقدمه. وهو ما ينطبق على فيلمه الأخير المشارك خارج المسابقة "رجل غير عقلاني".

الـ "رجل غير العقلاني" هنا، والذي يلعب دوره جواكين فونيكس، هو أستاذ للفلسفة يعاني من الاكتئاب ينتقل للتدريس في جامعة جديدة ويقع في الحيرة بين إمراتين، إحداهما أستاذة زميلته، تؤدي دورها بوزي باركر، تعاني من حياة زوجية تعيسة، وتحاول اقناعه بالدخول معها في علاقة والهرب معها، والأخرى طالبة جميلة ونابغة عنده، تؤدي دورها إيما ستون، تقع في حبه بفضل أرائه الفلسفية، وتحاول أيضا إقناعه بالدخول معها في علاقة، قبل أن يجد نفسه فجأة وقد تورط في جريمة قتل.

الفيلم وصاحبه يحتاجان إلى مقال آخر مفصل ربما تتسع له رسالة أخرى.

البوابة الوثائقية المصرية في

18.05.2015

 
 

عصام زكريا يكتب عن فيلم ناتالي بورتمان:

حلم إسرائيل تحول إلى جحيم

بالرغم من اختيار فيلمها "حكاية الحب والظلام" للعرض خارج المسابقة، إلا أن النجمة الأمريكية ناتالي بورتمان كانت محور اهتمام المهرجان والاعلام والجمهور، ربما أكثر من نجوم آخرين مشاركين في المسابقة أو أكثر منها شهرة. بورتمان التي تكتب وتخرج وتنتج لأول مرة أثارت الانتباه ليس فقط باختيارها لموضوع الفيلم، ولكن بحضورها البسيط ومشاركتها القوية في المهرجان، كما ظهر في حرصها على حضور كل عروض الفيلم وليس فقط العرض الرسمي في قصر المهرجان.

بورتمان التي تعيش في باريس حاليا دعمت حضورها بعدة حوارات صحفية عبرت فيها عن أرائها الحادة ضد هوليوود، التي تعبد جوائز الأوسكار مثل صنم، وحتى صدمتها الكبيرة في نتائج الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة التي أتت باليمين المتطرف إلى الحكم.

فيلم "حكاية الحب والظلام" مأخوذ عن مذكرات الأديب الاسرائيلي عاموس عوز، المولود عام 1939، وصاحب العديد من الروايات التي ترجمت للكثير من اللغات، حتى العربية، التي ترجمت إليها إثنان من أشهر رواياته هما "حنة وميخائيل" و"فيكتوريا". عرف عاموس عوز بمواقفه اليسارية المدافعة عن حق الفلسطينيين في أن يكون لهم دولة مستقلة، بجانب إسرائيل بالطبع، كما عرف بتأييده لاتفاقية أوسلو والحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية. وهو لا يكف عن إثارة الجدل بمقالاته المعارضة للسياسة الاسرائيلية العدوانية والعنيفة، والمنادية بضرورة حسم الصراع العربي الاسرائيلي عن طريق إنشاء الدولتين، وبأسرع وقت ممكن.

نشر عاموس عوز مذكراته تحت عنوان "حكاية الحب والظلام" عام 2002 وترجمت إلى العديد من اللغات، وبيع منها أكثر من مليون نسخة عبر العالم. ويروي فيها عوز ذكريات طفولته منذ ولادته في فلسطين تحت الانتداب البريطاني ثم إعلان الدولة الصهيونية عام 1948، وحتى فترة مراهقته في أحد "الكيبوتزات"، معسكرات العمل الاسرائيلية، ويركز فيها بشكل خاص على علاقته بأبويه، ووفاة أمه المبكرة التي تركت فيه جرحا دائما. وهو يربط في المذكرات بين مرض أمه وانتحارها وبين تحول حلم الدولة الاسرائيلية إلى كابوس للعنف والدمار منذ إعلانها.

منذ عدة سنوات قام عوز بإرسال نسخة من الترجمة العربية لمذكراته إلى المناضل الفلسطيني مريد البرغوثي المعتقل في السجون الإسرائيلية، موقعا إياها بإهداء عاطفي، مما أثار ضده اليمين المحافظ، وقامت إحدى المستشفيات الكبيرة بالغاء دعوته لإلقاء كلمة في حفل تدشينها.

لا عجب أن مذكرات عاموس عوز نالت اهتمام وإعجاب الممثلة الأمريكية ناتالي بورتمان، فهي يهودية ولدت في إسرائيل مثله، بالرغم من أنها نصف يهودية فقط، وبالرغم من أنها تركت إسرائيل إلى الأبد منذ طفولتها. ولكن بورتمان طالما أبدت اهتمامها بالشئون السياسية وخاصة في فلسطين المحتلة، وطالما أعلنت مواقفها الرافضة للعنف الاسرائيلي والمتعاطفة مع العرب، والمؤيدة، مثل مواقف عوز، لحل الدولتين.

قامت ناتالي بورتمان بشراء حقوق المذكرات لتحويلها إلى فيلم، وكتبت السيناريو وقامت بتصوير معظمه في إسرائيل عام 2014، وحصلت على دعم من عدة مؤسسات إسرائيلية، بالرغم من الحملة التي شنها ضدها وضد الفيلم عدد كبير من أنصار اليمين المتعصب الكارهين للفلسطينيين، وعوز.

اختارت بورتمان أن تركز على قصة الأم، وقامت بأداء دورها، ربما أكثر من الولد نفسه، صاحب المذكرات، ورغم أن الفيلم لا يتعرض للسياسة كثيرا، إذا وضعنا في حسباننا الظروف التاريخية الملتهبة التي تدور فيها الأحداث، إلا أن الجو العام للفيلم كئيب والمشاعر الحزينة تلفه، حتى في المشهد الذي يتم فيه إعلان دولة إسرائيل، الذي يفترض أنه أهم وأسعد حدث في حياة الشخصيات الرئيسية. طبعا مع الوضع في الحسبان أيضا أن بورتمان تكتفي برواية الأحداث من وجهة النظر اليهودية الاسرائيلية فقط، ولا تعطي للصوت العربي وجودا إلا على لسان البطل الرئيسي أحيانا. ويظهر ذلك بوضوح في مشاهد حرب 1948، التي تكتفي فيها بإظهار العدوان العربي على اليهود، دون أن تصور العدوان الاسرائيلي واغتصاب الأراضي بالقوة، والارهاب.

في أحد المشاهد، وقبل إعلان دولة إسرائيل بسنوات، يذهب عوز، الذي يؤدي دوره الممثل الطفل أمير تيسلر، ذات يوم مع أحد أقاربه لحضور حفل عربي. يرحب به صاحب الدار ويدعوه للعب في الحديقة الخلفية، حيث يجد طفلة عربية وأخيها الصغير. تتوتر الأجواء في البداية عندما تستقبله الطفلة بتوجس، ولكن يتبادل معها الحديث ويبدأن في اللعب سويا. يحاول أن يبهرها بالتعلق فوق شجرة فيتسبب في سقوط "المرجيحة عليهم مما يؤدي إلى إصابة أخيها الصغير وإصابته هو بجرح خفيف. يتحول الحفل إلى حزن، ويصحبه أقاربه إلى الخارج. وتظل صورة الطفلة العربية الجميلة وأخيها تطارده لسنوات...تتحول إلى إستعارة بصرية لما فعله اليهود بالعرب طوال عقود.

يعتمد الفيلم على تقنية الراوي، الذي يفسر الأحداث ويحللها ويعلق عليها، وذلك بلسان ممثل عجوز يؤدي دور عاموس عوز وقت كتابة المذكرات. في المشاهد التي تصور حرب 48، والتي تعتمد على مشاهد وثائقية بالأبيض والأسود بجانب المشاهد التمثيلية يقول عوز:

"ليس هناك أسوأ من أن يحارب المضهدين بعضهم البعض. أن يعتقد الأخ أن أخاه هو العدو، بدلا من أن يتحالف معه ضد عدوه. لقد تعرض العرب للاحتلال والاذلال على يد الأوربيين، وتعرض اليهود للاضطهاد والإبادة على يد الأوربيين، ولكن العرب يعتقدون أن إسرائيل هي ذراع الاستعمار الغربي، والاسرائيليون يعتقدون أن العرب معادون للسامية، ويخلعون عليهم قناع النازيين الذين اضطهدوهم."

أمه التي جاءت إلى فلسطين من بولندا مع أسرتها هربا من مذابح النازي التي أودت بأرواح كل سكان قريتها انتهى بها الأمر منتحرة عقب صدمتها في الحلم الكبير بأرض الميعاد التي تحولت، حسب وصفها، إلى "جحيم". بالقرب من نهاية الفيلم يعلق الراوي من جديد: "الحلم الذي يتحقق هو حلم فاشل. يجب أن يظل الحلم حلما لأن هذا سر قوته.ماتت أمي عندما اكتشفت أن الحلم الذي قضت سنوات في انتظاره تحول إلى واقع كابوسي. الحياة لم تصبح أفضل, المرض، الخيانة، الغيرة، الكراهية، العنف."

فوق السياسة والفقر عانت الأم من اضطهاد حماتها التي تكرهها، ومن معاملة أمها القاسية لها. في أحد المشاهد المؤثرة في الفيلم تقوم الأم بصفع نفسها عدة مرات بعد تأنيب أمها لها. عاموس الطفل يقلد أمه ويصفع نفسه عندما يتعرض لاعتداء زملائه في المدرسة...لقد أخذ عن أمه احساسها بالذنب ولكنه أخذ منها ايضا أفضل ما فيها، وهو الخيال. عندما يحاول زملائه ضربه مرة ثانية يبدأ في رواية بعض الحكايات الخيالية لهم، وتصبح هذه وسيلته الدائمة ليحمي نفسه من العنف المتصاعد حوله.

البوابة الوثائقية المصرية في

19.05.2015

 
 

الفرنسيون يصارعون لافتناص سعفة "كان"

حنان أبوالضياء

خمسة فرنسيين من بين المخرجين التسعة عشر المتنافسين على السعفة الذهبية.. فهل ستكون الدورة 68 لمهرجان «كان» ذات طابع فرنسى وتلعب الأرض مع نجومها كما يقال، وينال الفرنسيون العدد الأكبر من الجوائز، أو كما يقول تيري فريمو: «إنها سنة حلوة للسينما الفرنسية».. أما أن الفن السابع لا يميز بين لون وجنس ولا يعرف إلا قوانين الإبداع والإبهار.

كانت الطلة الاولى للمهرجان وافتتاحه من خلال المخرجة الفرنسية إيمانويل بيركو صاحبة فيلم «مرفوع الرأس» مع الرائعة دوماً وذات الإطلالة المميزة فى المهرجان فى معظم سنواته «كاترين دونوف».. والطريف أنها انتقدت فى حوار لها عن المهرجان والفيلم قبل يوم من المهرجان إدمان عدد كبير من نجوم الجيل الجديد وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة: «إن النجم هو شخص لا يظهر سوى قليلاً ويبقي على جانب من التكتم. مع دخول عالم الاتصالات الرقمية، ثمة تلصص على كل شيء وفي كل مكان طيلة الوقت والتقاط الصور بالهواتف المحمولة أمر رائع لكنني أكره الصور الذاتية (سيلْفي)، فتصوير الذات طيلة الوقت.. يفقد كل شيء قيمته».

ومن المعروف أن إدارة مهرجان «كانّ» السينمائي هذه السنة قامت بحملة للحد من التقاط صور السيلْفي على السجادة الحمراء للمهرجان، وهي عادة يرى فيها المندوب العام للمهرجان تييري فريمو «سخافة وإسفافاً في كثير من الأحيان».. وفيلم «مرفوع الرأس» نال قدراً لا بأس به من الاستحسان من قبل النقاد بعد عرضه، خاصة أنه يعد أحد الأفلام المعبرة عن الموجة الفرنسية الجديدة من الأفلام، ويتعمق فى التفاصيل ليقدم مأساة مراهق داخل إصلاحية تفشل معه كل السبل للتقليل من عنفه وتوظيفه فى منحنى إيجابى.. أما بالنسبة للأفلام الفرنسية المشاركة في المسابقة الرسمية فعلى رأسها «ديبان»، يحكي قصة محارب سابق في سريلانكا ولاجئ سياسي لاحق في فرنسا يعمل بواباً في إحدى ضواحي باريس المضطربة، وهو أحد لاجئي نمور التاميل في فرنسا (اشتعلت الحرب الأهلية في سريلانيكا في بداية الثمانينات بين الحكومة وجبهة تحرير نمور التاميل).. وفيلم «ديبان» هو الفيلم السابع لجاك أوديار (ولد المخرج والمؤلف الفرنسي جاك أوديار بباريس، والده ميشيل كاتي السيناريو والمخرج والمنتج المشهور، في سن المراهقة رفض جاك الدخول لعالم الفن وتمنى أن يصبح معلماً.. التحق بالمسرح وعمل جميع الأعمال به، بدأت كتابة السيناريو عام 1980، كما أخرج بعض الأفلام القصيرة التى لاقت نجاحاً كبيراً، وكانت بداية انطلاقته الفنية، بعد كتابته عدداً من السيناريوهات، انتقل إلى الإخراج.. نال أول الأفلام التي أخرجها «انظر كيف يسقط الرجال» جائزة «سيزار» عام 1994، بينما حصد «الخفقة التي غفل عنها قلبي» 2005 ثماني جوائز «سيزار»، من أصل عشرة ترشيحات.. نال فيلمه «نبي» الجائزة الكبرى في «مهرجان كان السينمائي» عام 2009، وفيلم «ديبان» مستلهم من كتاب «رسائل فارسية» لمونتسكيو أحد أبرز فلاسفة عصر التنوير في فرنسا (القرن الثامن عشر).. ويشارك المخرج ستيفان بريزيه في مهرجان كان بفيلم «قانون السوق» بعد ترشيحه للحصول على جائزة الكاميرا الذهبية لعام 2010، وهو لوحة اجتماعية عن المعاناة في الوسط المهني، ويعمل بريزيه للمرة الثالثة مع فنسان إيندون الممثل المفضل للمخرج ويقوم بدور الزعيم النقابي السابق إجزافييه ماتيو.. ويركز الفيلم  عن المعاناة الإنسانية التى يعيشها إنسان تحول إلى جاسوس على زملائه للمحافظة على عمله.. وأما المخرجة فاليري دونزيلي فتشارك في المسابقة الرسمية، الفيلم مقتبس من قصة واقعية لزنا المحارم بين أخ وأخت، حدثت في أوائل القرن السابع عشر وتطرحها من خلال «مارجريت وجوليان».. الطريف أن المخرجة سبق أن شاركت فى كان كممثلة ومخرجة لفيلم (أعلنت الحرب) الذي عرض في أسبوع النقاد ولاقى ترحيباً إعلامياً واسعاً.. تحدثت فاليري عن تمثيلها لدورها الخاص في الفيلم وأنكرت أن يكون عن شخصيتها الخاصة (الشخصية ليست عني، ولكن من الممكن أن يلعب الممثل دوراً قريباً من شخصيته إلا أنه ومنذ اللحظة التي يتم فيها التصوير تتحول الشخصية ذاتها إلى شخصية سينمائية).

وتقول: (أشعر بهامش الحرية الواسع عندما ألعب دوراً في فيلم من إخراجي لأني أعمل حسبما أريد، بالمقابل أشعر بأني مكبوتة مع مخرجين آخرين).. ولكن الأعجب أنها وصفت مهرجان كان حينذاك بأنه رمز السطحية وصفقات الأعمال وأن فيه شيئاً من ديزني لاند.. ‏فهل يمنع وصفها السابق للمهرجان فوزها بإحدي جوائزه هذا العام!

ومن بين الأفلام الفرنسية الخمسة في المسابقة الرسمية، فيلم «وادي الحب» للفرنسي جيوم نيكلو الذي أضافه المنظمون مؤخراً للقائمة الأولية التي أعلن عنها في 16 أبريل.. ويجمع الفيلم عملاقي السينما جيرار دوبارديو وإيزابيل هوبار للمرة الأولى منذ 1980 بعد دورهما في «لولو» للراحل موريس بيالا، ويؤديان دور زوجين يلتقيان بعد غياب طويل وإثر انتحار ابنهما.. من جهتها وبعد أربع سنوات على فيلم «بوليس» (الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم ولاقى نجاحاً واسعاً، الذى دار حول فرقة من البوليس الفرنسي تعيش تناقضات الاختلاط في المجتمع الفرنسي الذي تسوده فوضى الهجرة غير المنظمة وانفلات الشارع الفرنسي وانتشار الجريمة التي تحصد الضحايا من الجاليات العربية والأفريقية)، تعود المخرجة مايوان (وهى من أصل تونسى) إلى الكروازيت بفيلم «ملكي» المتمثل في قصة حب عاصفة بين فينسان كاسيل وإيمانويل بيركو، إضافة إلى مشاركة الممثلين إيزيلد لوبسكو (أخت المخرجة مايوان) ولوي جاريل.. وبطلة «ملكي» إيمانويل بيركو فعرفت أكثر بالإخراج وكتابة السيناريو وشاركت مايوان كتابة هذا الفيلم، وهي مخرجة فيلم الافتتاح هذا العام.

وللعام الرابع تتواجد النجمة ماريون كوتيار فى مهرجان كان بعمل وبذلك أصبحت من أساسيات المهرجان وملمحه الرئيسى.. على الرغم من إقامة المهرجان في موطنها استمرت جائزة أفضل ممثلة من مهرجان كان السينمائي عصية على النجمة الفرنسية الجميلة ماريون كوتيار بالرغم من فوزها بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة من قبل عن دورها في فيلم  La Vie en Rose  عام 2008.. وكان آخر مشاركة لها فى «كان» العام الماضى بفيلم  Two Days ,One Night والذي أثقله تعاونها مع الشقيقين البلجيكيين جان بيير داردين ولوك داردين كاتبي ومخرجي الفيلم اللذين حفرا اسميهما من قبل في تاريخ المهرجان بفوز أفلامهما مرتين بجائزة السعفة الذهبية أعوام 1999 و2005 وهو إنجاز لم يحققه سوى سبعة مخرجين منذ انطلاقة المهرجان.. وقامت ماريون كوتيار في الفيلم بدور امرأة مكافحة تسعى لإنقاذ وظيفتها عن طريق إقناع زملائها في العمل بالتخلي عن عمولتهم لصالحها.. وتشارك هذا العام بفيلم «ماكبث» (عن مسرحية تراجيدية للمسرحي الإنجليزي ويليام شكسبير، واعتمد فيها شكسبير بشكلٍ طفيف على شخصية مكبث الأسكتلندي أحد ملوك أسكتلندا.. مُثلث هذه المسرحية مراراً، وأنتجت للسينما والأوبرا والمسلسلات).. ويخرج الفيلم «جستين كورزيل»، فى ثانى تجربة سينمائية له فى الأفلام الطويلة فهو مخرج وسيناريست أسترالي، بدأ حياته الفنية بإخراج الفيلم القصير (Blue Tongue) عام 2005، ثم أنجز أول فيلم طويل له عام 2011 بعنوان (The Snowtown Murders).. فهل يحقق «جستين كورزيل»، للنجمة الفرنسية الجميلة ماريون كوتيار حلمها وتفوز بالجائزة؟

تعرف على الأماكن المُفضلة لمشاهير هوليوود فى "كان"

القاهرة – بوابة الوفد – ولاء جمال جـبـة

تحتفل فرنسا هذا الأسبوع بالدورة الـ68  لمهرجان "كان" السينمائى الدولى والمستمر لمدة 12  يوماً من الاحتفالات بأفضل الأفلام التى صدرت على مدار هذا العام، ولذلك اهتمت صحيفة "الديلى ميل" البريطانية بالأماكن التى يلجأ لها فنانو هوليوود أثناء تواجدهم فى المهرجان.

وأعدت الصحيفة البريطانية تقريراً بالأماكن التى يقضى فيها نجوم ونجمات هوليوود مثل "ليوناردو دى كابريو" و"شارون ستون" و"كلينت إيستوود" أوقاتهم أثناء تواجدهم بمنطقة الريفييرا الفرنسية خلال مشاركتهم فى مهرجان "كان" السينمائى.

وبدأت الصحيفة بفندق "مارتنيز جراند حياة" فى "كان" الذى يتميز بالعراقة كما أنه اُشتهر بكونه الوجهة المُفضلة لفنانين هوليوود بسبب تواجده على الشاطىء مباشرةً بالقرب من لاكروستيه ويتوافد عليه نجوم مثل "إيفا لانجوريا" والنجم "بروس ويليس" والفنان الشاب "روبرت بانتسون" والفنانة "جوليان مور".

وعلى بعد 30 دقيقة يوجد فندق "دو كاب ايدن روك"، جنوب فرنسا، بمدينة أنتيب ويطل الفندق على البحر الابيض المتوسط والغابات والحدائق يُعد من أعرق الفنادق حيث بُنى عام 1870 وبالتالى فهو المكان المُفضل لعدد كبير من نجوم هوليوود على الرغم من بعده عن مدينة "كان".

من أبرز النجوم الذين يفضلون فندق "دو كاب ايدن روك" الفنان "توم كروز" و"ليوناردو دى كابريو" و"كلينت إيستوود".

ومن الفنادق المُفضلة لنجوم هوليوود أيضاً فندق "ماجستيك باريير"، ويوجد فى شارع لا كرواسيت بمدينة كان، على بُعد 110 متر من قصر المهرجانات والميناء القديم.

ويضم كازينو ومسبحاً خارجياً مع تراس مفروش، ومن أبرز الفنانين الذين يقيمون فيه النجم "روبرت دى نيرو" والفنان "ماثيو ماكونهى".

ويعتبر فندق "إنتركونتيننتال كارلتون كان" من الفنادق التاريخية العريقة كما أنه اُشتهر بكونه المكان الذى التقى فيه "رينيه الثالث"، أمير موناكو، بالفنانة الأمريكية "جريس كيلى" فى المهرجان عام 1955 والتى صارت فيما بعد أميرة موناكو.

ويُعد مطعم "مولين دى موجان" من أفضل الوجهات بالنسبة لفنانين هوليوود مثل "شارون ستون" و"إلتون جون".

الوفد المصرية في

19.05.2015

 
 

إيزابيلا روزيليني تتحدث عن والدتها الساحرة التي شغلت أمريكا في حياتها ومماتها

كان (فرنسا) – رويترز:

قالت إيزابيلا روزيليني إبنة الممثلة السويدية الراحلة إنغريد بيرغمان إن والدتها ماتت وهي في حالة وئام مع الولايات المتحدة التي لاحقتها بسبب علاقة غرامية شائنة في عام 1950.

وشاركت بيرغمان في أفلام من إخراج جان رينو وأنجمار بيرجمان والفريد هيتشكوك وروبرتو روزيليني، الذي أصبح زوجها الثاني ووالد ابنائها الثلاثة.

وأثارت علاقتها العاطفية مع المخرج الإيطالي روبرتو روزيليني، بينما كان الاثنان ما زالا متزوجين موجة غضب في الولايات المتحدة لدرجة أن عضوا بمجلس الشيوخ قال إنها «مؤثر قوي للشر».

وقالت إيزابيلا روزيليني: «والدتي تعرضت بالطبع لجرح غائر لأنها لم تستطع رؤية ابنتها (بيا) من زواجها الأول.وتضررت بسبب الفضيحة وشعرت بأنها دفعت ثمنا باهظا لها لكن تم حلها في نهاية المطاف.تعايشت معها.»

وكانت الممثلة الإيطالية تتحدث قبل عرض فيلم وثائقي عن حياة والدتها بعنوان «إنغريد بيرغمان عبر كلماتها» خلال مهرجان كان السينمائي الدولي.

ويكرم المهرجان بيرغمان، التي كانت ستكمل عامها المئة هذا العام.ويحمل الملصق الرسمي للمهرجان صورة للممثلة السويدية التي توفيت عام 1982 نتيجة إصابتها بسرطان الثدي.

وقالت روزيليني وهي تروي تفاصيل الفضيحة «كتبت والدتي رسالة لوالدي تقول فيها (أريد أن أعمل معك) وأنهت الرسالة بقولها (أستطيع أن أقول بالايطالية إنني احبك) وبالطبع إستغلت الصحافة ذلك لتقول إن النساء صائدات رجال.» وأضافت «في عام 1949 شاركا في أول فيلم سويا وهو (سترومبولي) ونشأت بينهما علاقة حب وحملت والدتي في شقيقي روبرتو قبل أن تحصل على الطلاق.

«أثار ذلك فضيحة مدوية ولاحقتها أمريكا لانها شعرت أن الأجانب والنجوم الذين يأتون إلى أمريكا ثم يتصرفون بشكل غير أخلاقي يمثلون نموذجا سيئا للأجيال الشابة.»

لكن بيرغمان لم تكن بالشخصية التي تقبل أن تعيش في الظل وعادت بقوة في عام 1956 لتفوز بجائزتها الثانية للأوسكار كأحسن ممثلة في فيلم «أناستازيا» للمخرج أناتولي ليتفاك.وفي عام 1974 حصدت ثالث جائزة أوسكار لها كأحسن ممثلة مساعدة عن فيلم «جريمة في قطار الشرق السريع».

وقالت روزيليني إن احساس بيرغمان العميق بالحرية (قالت ذات يوم: لا أريد الإنتماء لأي شيء) جعلها تطوف حول العالم وإن «طبيعتها» كممثلة جعلتها تحصل على أدوار مع أفضل المخرجين في العالم.

وأضافت «كانت تمتلك القدرة على الإندماج مع الكثير من الثقافات…لم تكن أمريكية فحسب بل كانت جزءا كاملا من الثقافة الأمريكية، مثلما كانت جزءا أصيلا من صناعة الأفلام السويدية والإيطالية والفرنسية والأوروبية.»

وقالت «مثلت بلغات خمس، وكانت تعمل مع مخرجين بدءا من والدي وحتى هيتشكوك من رينو إلى فيكتور فليمنج ومن (جورج) كوكور إلى أنجمار بيرغمان ومنحها ذلك مجالا أكبر على الأرجح من نجمات أخريات في هوليوود مثل كاثرين هيبورن على سبيل المثال».

القدس العربي اللندنية في

19.05.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)