كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

وودي ألن يعاود تساؤلاته المرهقة

حول الحياة والموت في 'رجل متطرف'

العرب/ أمير العمري

مهرجان كان السينمائي الدولي الثامن واالستون

   
 
 
 
 

مرة أخرى يأتي وودي ألين بنفسه ليحضر عرض ومناقشة فيلمه الجديد “رجل متطرف” خارج المسابقة في مهرجان كان السينمائي، وهو الذي ظل لعقود من الزمن ممتنعا عن حضور المهرجانات السينمائية، إلاّ أنه خالف هذه القاعدة مع مهرجان كان تحديدا منذ سنوات قريبة.

كان (فرنسا)- “رجل متطرف” يبدو عملا مألوفا في سياق الأفلام التي يدهشنا وودي ألين بقدرته على ابتكارها عاما وراء عام، معيدا اكتشاف نفسه واكتشاف قدرة الفيلم على جعل أفكار الفنان التي ألفناها كثيرا، أفكارا جذابة تتميز بالطرافة والجدة، رغم ما قد يشوبها أحيانا من مغالاة في التمرد ورفض المألوف، بفضل قدرة الفنان على وضعها في سياق فني طريف لا يخلو بالطبع من القفشات الكوميدية المعروفة، وشخصياته المؤرقة التي تبدو وكأنها تبحث عن مخرج لها من هذا العالم الضيق القاسي، رغم ما يبدو من جمال ورونق وسحر في الطبيعة، وسكون واستقرار ظاهري في خلفية الصورة.

الفيلم تدور أحداثه حول “ثيمات” ألين المعروفة: الحياة والحب والموت والرغبة والعجز عن التحقق ولا جدوى العيش، والبحث عن مخرج للاستقرار النفسي، وتحقيق الفعل الصواب، ولو مرة واحدة، ومن خلال ارتكاب جريمة يراها البطل هنا مبررة تماما في سياق أنها يمكن أن تجعل هذا العالم المختل، المليء بالظلم والقسوة والبشاعة، أكثر اتزانا وعدلا.

وكلها أفكار يعبر عنها ألين من خلال شخصية “البطل” وهو هذه المرة ليس فنانا، بل هو أستاذ جامعي للفلسفة يدعى آب لوكاس، يقوم بدوره ببراعة جواكيم فينيكس، يأتي لتسلم عمله في جامعة جديدة في رود أيلاند، تسبقه سمعته كرجل رومانسي يميل إلى العزلة ويدمن على الشراب، يعاني من الاكتئاب بسبب إحساسه بعبث الوجود، مما يدفعه إلى ترديد أفكار جديدة في الفلسفة ينقلها لطلابه في الجامعة، تقوم على رفض الفلسفة المعاصرة من كانط وكيركغارد إلى سارتر وهايدغر.

وتصل عدميته السوداوية إلى حد اللعب بحياته عندما يقوم أمام مجموعة من طلابه بممارسة اللعبة التي اشتهرت بـ”الروليت الروسية” -من فيلم “صائد الغزلان” وليس من روسيا- أي المجازفة بالضغط على زناد مسدس محشو برصاصة واحدة وهو يصوبه نحو رأسه، فربما أصابته الرصاصة أو أفلت منها، وهو يكررها أكثر من مرة وسط فزع الطلاب. إنه رافض للفلسفة التي تعلمها، ويرى أنها مجرد هراء فارغ أو “استمناء فكري” أي لا تؤدي إلى فعل حقيقي يغير العالم نحو الأفضل.

لوكاس الذي يتردد في الفيلم أنه رأى زميلا له يُقتل في العراق بانفجار لغم، كما هجرته زوجته بعد أن وقعت في غرام أقرب أصدقائه، تسبقه أيضا سمعته كزير نساء لا يشق له غبار، تحاول “ريتا” زميلته المحبطة في حياتها الزوجية اجتذابه إليها بشتى الطرق، متصورة أنها ستحصل معه على وليمة جنسية معتبرة، وعندما يرضخ لإغرائها المتكرر أخيرا، تصاب بخيبة أمل عندما يفشل في ممارسة الجنس معها بسبب شعوره بالاكتئاب واليأس من جدوى الحياة نفسها.

لوكاس يرى في الفلسفة المعاصرة مجرد "استمناء فكري" لا يؤدي إلى فعل حقيقي يغير العالم نحو الأفضل

فلسفة الجريمة

من جهة أخرى، يقاوم لوكاس محاولات طالبة متفوقة عنده هي جيل (إيما ستون) التي تنجذب إليه وإلى أفكاره، وتدريجيا تجد نفسها واقعة في حبه، فتهجر خطيبها الشاب من أجله، لكن لوكاس يظل فترة مترددا في الاندماج معها، إلى أن يحدث أن يستمع الاثنان ذات يوم، أثناء تناول الغداء في أحد المطاعم، إلى شكوى امرأة لأصدقائها، من قاض متعسف يصدر حكما وراء آخر، بحرمانها من رعاية أطفالها منحازا لزوجها.

هنا يتشبث لوكاس بفكرة أن الخلاص من هذا القاضي أفضل للبشرية، وأن العالم سيصبح أفضل من غيره. ويبدأ في التخطيط لجريمته التي تتم في النهاية بطريقة يتصور أنها تكفل له تحقيق ما يعرف بـ”الجريمة الكاملة”، وبالتالي يحقق فكرته في عدم الاكتفاء برصد ما يحدث في العالم والتفلسف في تفسيره، بل ضرورة اللجوء إلى الحلول العملية، وهو يتساءل بصوت مسموع: ما جدوى أن تتمنى المرأة الضحية أن يُصاب القاضي الظالم بالسرطان؟ بل لا بدّ أن تعمل على أن يصاب به.

لوكاس يشعر بالتوازن بعد نجاح الجريمة، ويصبح أكثر إقبالا على الحياة ويشرع في استكمال كتابه عن الفيلسوف كيركغارد، ويندمج في علاقته بطالبته الحسناء، كما يبحث فكرة تراوده للسفر إلى أوروبا، إلاّ أن الأمور تتعقد، والشكوك تتناثر من حوله، تبدأ من ريتا التي يتضح أنها كانت تعرف الكثير عن خطته لقتل القاضي، ثم تنتقل الشكوك إلى الطالبة جيل التي تواجهه لينتهي الفيلم نهاية غير متوقعة.

إننا هنا أمام قاتل لم يرتكب فعل القتل بدافع شخصي مثل الانتقام أو السرقة أو الغيرة، بل من أجل “هدف نبيل” و”إنساني”، وهو على قناعة تامة بأنه فعل الشيء “الصواب” -كما يقول- ولكن جيل ترى أن ما فعله جريمة كاملة وعمل غير أخلاقي.

لوكاس يشعر بالتوازن بعد نجاح الجريمة، ويصبح أكثر إقبالا على الحياة ويشرع في استكمال كتابه عن الفيلسوف كيركغارد

تتردد في الفيلم أفكار كثيرة ومناقشات، حول الروائي الروسي ديستويفسكي صاحب “الجريمة والعقاب”، والفيلسوف الوجودي سارتر “الآخرون هم الجحيم”، وهايدغر الذي يرى للوكاس علاقة بينه وبين الفاشية، كما تدور مناقشات حول فكرة الاضطرارية، وعجز الفلسفة ليس عن تفسير العالم فقط بل عن تغييره.

هنا أيضا، مرة أخرى، تظهر فتاة شابة تمثل فوران الشباب والرغبة الشديدة في المعرفة وحب الاستطلاع، تنجذب إلى رجل يكبرها في السن هو لوكاس، الذي ربما يكون المعادل لوودي ألين نفسه المهووس بهذه الفكرة، أي فكرة انجذاب فتاة جميلة صغيرة إلى رجل يكبرها في العمر، بسبب أفكاره الذكية وجاذبيته الذهنية وثقافته وموهبته الفنية، تفضله على شاب من أبناء جيلها، طيب ورقيق لكنها تراه سطحيا.

هذه الفكرة تكررت في الكثير من أفلام وودي ألين، كما تبدو معظم أفكار الفيلم الفلسفية وقد سبق أن طرحها ألين بشكل أو بآخر في أفلامه السابقة، ولكن براعة ألين ككاتب ومخرج، تكمن تحديدا في قدرته على أن يعيد صياغة أفكاره كل مرة، في سياق مختلف، ومن خلال شخصيات تمتلك جاذبيتها من داخلها، دون أن تبدو وكأنها مجرد أصداء لصوت ألين وحواراته الداخلية مع نفسه.

عن السرد السينمائي

السرد يسير في اتجاه واحد صاعد، ولكن من خلال وجهتي نظر تكملان المسار: وجهة نظر لوكاس ووجهة نظر جيل بصوتيهما من خارج الكادر للربط بين أطراف الموضوع، والتعليق عليه.

الفيلم ينتهي بأن يلقى القاتل جزاءه، وهي نهاية أخلاقية تقليدية “سعيدة” تغلق الدائرة

والعالم الخارجي في الفيلم من خلال الأماكن البديعة التي يدور فيها التصوير: الحدائق، المطاعم، قاعات الموسيقى، إلخ… كلها تبدو تعبيرا عن جمال فائق في العالم يتناقض تماما مع الحس العدمي لدى الشخصية الرئيسية، ومع ذلك البحث المرهق من جانب جميع الشخصيات عن التحقق والسعادة وتصويب أخطاء الحياة.

يستخدم ألين كعادته التكوين في الكادر السينمائي، وحركة الكاميرا البطيئة المحسوبة والتي تقترب أو تتابع أو تبتعد عن الشخصيات حسب المواقف المختلفة، والألوان المتنوعة الثرية، الأحمر والبرتقالي والأصفر والأزرق، والإضاءة الخافتة والألوان القاتمة في مسكن لوكاس، ولا شك أن الفضل في جمال الصورة ورونقها يعود إلى مدير التصوير الإيراني داريوش خونجي، وهذا هو فيلمه الرابع مع وودي ألين، والفيلم الخامس لألين الذي يستخدم التصوير للشاشة العريضة.

وكعادته أيضا يبرع ألين كثيرا في تحريك الممثلين والتحكم الدقيق في مكونات الصورة وضبطها مع حركة الممثل داخل الكادر السينمائي، وضبط علاقته بغيره من الممثلين، ودفع الحيوية والحركة داخل ديكور المشهد، وجعل الحوار ينساب بصورة تلقائية، وإن غلبت عليه أحيانا الصبغة المباشرة.

ينتهي الفيلم بأن يلقى القاتل جزاءه، وهي نهاية أخلاقية تقليدية “سعيدة” تغلق الدائرة، وتوصل رسالة مبسطة ومعتادة هي أن “الجريمة لا تفيد” و”من حفر حفرة لأخيه -أو لصديقته- وقع فيها”، وربما لا تبدو هذه النهاية متسقة مع الفكر السينمائي لوودي ألين الذي سئل في المؤتمر الصحفي لمناقشة فيلمه في “كان”، عما إذا كان قد فكر من قبل في ارتكاب جريمة قتل، فأجاب: نعم وحتى هذه اللحظة.

العرب اللندنية في

19.05.2015

 
 

المثلية والحب المحرم في فيلمين من أفلام مسابقة مهرجان كان

أمير العمري- كان (فرنسا)

من قبل أن يأتي فيلم "كارول" للمخرج الأمريكي تود هيانس إلى مهرجان كان، وسمعته تسبقه كعمل كبير ينتظر أن يحقق اختراقا أمريكيا نادر الحدوث منذ سنوات، في مهرجان كان، وربما ينجح في انتزاع السعفة الذهبية، أو على الأقل، جائزة أحسن ممثلة لبطلته كيت بلانشيت.

الفيلم يستند إلى سيناريو متماسك، مقنع، مكتوب بحرفية عالية، وهو مأخوذ عن رواية بعنوان "ثمن الملح" لباتريشيا هايسميث صدرت عام 1990، لكن أحداثها تدور في نيويورك أوائل الخمسينيات. ويصور الفيلم ببراعة كبيرة، العلاقة العاطفية التي تربط بين امرأتين من طبقتين مختلفتين. أولهما امرأة ثرية من الطبقة العليا هي "كارول" (كيت بلانشيت)، وهي متزوجة ولديها ابنة، لكنها تعاني من تفسخ علاقتها الزوجية، في حين يتشبث زوجها بالابقاء على تلك العلاقة بأي ثمن، ويتمادى في مطاردتها وتهديدها مطالبا إياها بالعودة إليه أو حرمانها من رعاية ابنتها.

أما المراة الثانية فهي تيريز، شابة في مقتبل العمر تعمل بائعة في محل تجاري، وهي مرتبطة بخطيبها الشاب، لكنها تجد في كارول الدفء والحب الذي تفتقده في علاقتها بالرجل فتنجذب إليها لكنها تظل مترددة في ترك نفسها تنغمس تماما في تلك العلاقة. إنها مازالت تتلمس طريقها، تحاول أن تعرف حقيقة مشاعرها. لكنها لا تستطيع أيضا مقاومة الانجذاب بقوة إلى كارول.

تتطورالعلاقة بين المرأتين، إلى علاقة جسدية كاملة، في إطار علاقة الحب التي لا تفتقر للكثير من التفاصيل الدقيقة التي تميز أي علاقة عاطفية لكنها هنا علاقة مثلية واضحة، يصوغها المخرج (وهو نفسه من المثليين) في سياق بصري أخاذ، من خلال اخراج واثق متمكن، يعرف كيف ينتقل من لقطة إلى أخرى، ومن موقف إلى آخر، وكيف يدفع الموضوع إلى الأمام دون أن يسقط في الكليشيهات المألوفة، ودون أن يبالغ في تصوير المشاهد الجنسية على غرار ما فعل عبد اللطيف كشيش في فيلمه "حياة أديل" الذي يفتقد كل ما يميز فيلم "كارول" بتفاصيله البصرية الثرية، كما يعيبه بالطبع التركيز على العلاقة الجسدية المجردة في مشاهد طويلة مليئة بالاستطرادات والدوران حول الفكرة الواحدة.

فيلم "كارول" يعتمد على اللقطات التي تلتقط من داخل الممرات.. من وراء النوافذ.. تحت المطر.. من خلف زجاج النوافذ.. وفي مرحلة ما، يتحول إلى فيلم من أفلام الطريق، حينما تنتقل البطلتان معا من مكان إلى آخر بالسيارة، يقمن خلال ذلك في موتيلات على الطرق، ولكن دون أن يحيد أبدا عن موضوعه، أو يضل طريقه في تفريعات أخرى.

جمال الصنعة

إن كل شيء في الفيلم يبدو مصنوعا بدقة عالية: الإضاءة، تكوين اللقطات، الديكورات، الحركة الرصينة المحسوبة في المكان، تصميم الملابس، الاكسسوارات، تصفيفات الشعر، طرز السيارات.. إلخ، كما يتميز الفيلم بالموسيقى التصويرية التي تجعل من شريط الصوت هنا عملا لا ينفصل عن جسد الدراما التي لا تصل إلى الميلودراما رغم الاغراء الكامن في السيناريو.

ومن أهم عناصر الفيلم المستوى العالي للتمثيل الذي يجعل كيت بلانشيت من المرشحات للحصول على جائزة أحسن ممثلة في كان، إن لم يحصل الفيلم نفسه على جائزة رئيسية، كما يتميز أداء الممثلة الناشئة الجميلة روني مارا في دور تريز التي تذكرنا في العديد من مشاهد الفيلم بالراحلة أودري هيبورن، بنظرات عينيها اللتين تحملان كل براءة العالم، بحيرتها وترددها وخجلها وتعلثهما لكنها تمضي باصرار في اختيارها بعدما تدرك أن حياتها لن تكون سوى مع كارول.

الملاحظة الوحيدة على الفيلم تتعلق بغياب رؤية (فلسفية عميقة) تتجاوز قصة الحب الغامضة التي نخرج عن المألوف، حيث تصل المرأتان في تشبثهما بعلاقتهما إلى حد التخلي عن الابنة وعن الخطيب، عن الهدوء والاستقرار الاجتماعي مع الاندفاع الغامض وراء تلك العاطفة الغامضة. إنها قصة حب غريبة، اظل غريبة وتبقى دوافعها غامضة، ولكن لعل هذا الغموض تحديدا هو سبب جمال الفيلم!

قتل فيلم

الفيلم الثاني هو الفيلم الفرنسي "مرجريت وجوليان" للمخرجة فاليري دونزيللي، وهو أحد الأفلام الفرنسية الخمسة في المسابقة، لكنه رغم طموح فكرته وجمال تصويره، وجرأة موضوعه، إلا أنه لا يرقى إلى مستوى طموح الفكرة. والموضوع يدور حول قصة حب ربطت بين فتى هو جوليان، وشقيقته جوليت، والاثنان ينتميان الى الطبقة الأرستقراطية في فرنسا القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر.

هذه العلاقة الغريبة المرفوضة اجتماعيا والمجرمة قانونيا في ذلك الوقت، تستمر رغم كل محاولات الأسرة القضاء عليها بشتى الطرق، بما في لذك تزويج الفتاة الى رجل يكبرها في العمر، ترفض معاشرته جنسيا، وتتمكن من الهرب من ضيعته بمساعدة شقيقها جوليان. تعود الفتاة الى منزل الأسرة، تلتقي جوليان سرا، يحذ قس من اقارب العائلة والد الشابين من عواقب العلاقة الآثمة، ولكن الأم لا تجد وسيلة هو مساعدتهما على الهرب، لكن زوج مرجريت يقاضيها ويتهمها بممارسة الإثن خاصة وقد حملت وانجبت من شقيقها. 

يفشل الاثنان في الهرب الى إلى انجلترا عبرالبحر، ويتم القبض عليهما تقديمهما للمحاكمة ويعدما بقطع الرأس عام 1603.

كان يمكن أن يكون لهذا الموضوع لو تمت صياغته الدرامية في سياق كلاسيكي رصين، ـأثير أكبر، خاصة وأنه يمتليء بالمشاعرالجامحة التي ترحكها دوافع غامضة شأن فيلم "كارول" لكن المشكلة تتمثل أولا في أن المخرجة تعاملت مع الموضوع ببرد وتعمدت تجريده من المشاعر حتى أننا لا نشاهد أي مشهد حميمي في علاقة الشاب والفتاة بل فقط مجرد العاب ايروتيكية في البداية، ثم جنس وحشي على أرضية من الطين في الغابة دون أي مقدمات، وثانيا تحاول المخرجة كسر الايهام بوسيلتين: الأولى أن تجعل القصة تروى في الزمن المضارع الحالي، ترويها فتاة شابة لمجموعة من الفتيات يتحلقن على الفراش، وهو ما يثير التساؤل حول ما يمكن أن يصل للأطفال من هذه القصة، وثانيا ادخال الكثير من المشاهد في بداية الفيلم ونهايته لطائرات هليكوبتر، بل ونرى في احدى هذه الطائرات في أحد المشاهد جوليت وهي تصرخ تريد انقاذ جوليان من المصير الذي ينتظره، وهو صراخ سيظل يتردد طويلا.

فقدان الهدف

يفقد الفيلم مغزاه الحقيقي بسبب الرغبة في تحويل القصة التاريخية التي تدور في مجتمع فرنسا قبل الثورة الفرنسية بقرنين، تحويلها إلى قصة من تلك الحكايات التي يمكن أن نرويها للأطفال عن ذلك الحب المستحيل الذي كان محرما ولايزال.

ويعاني الفيلم من الأداء التمثيلي العصبي المتشنج، ومن الكثير من المبالغات في تصوير قبح شخصية الزوج، وأمه التي تقوم بدورها جيرالدين شابلن التي تظهر بأطنان من مساحيق التجميل على وجهها بحيث تبدو كشخصية كرتونية مثيرة للضحك أكثر من الفزع!

لكن السينما اختيارات، وقد اختارت المخرجة أن تعبث بالسيناريو الأصلي الذي قيل إن فيلمها يعتمد جزئيا عليه، وهو السيناريو الذي كتبه جون جرول لكي للمخرج الراحل فرنسوا تريفو، الذي لم يمهله القدر لكي يحوله إلى فيلم.

عين على السينما في

19.05.2015

 
 

الأستاذ وودى آلان فى ذروة التألق ويقدم درساً فى فنون السينما

بقلم: سمير فريد

عرض خارج المسابقة الفيلم الأمريكى الروائى الطويل «رجل طائش» إخراج وودى آلان، والمعروف أنه لم يقبل الاشتراك فى أى مسابقة منذ أول أفلامه عام ١٩٦٦، وإن فاز بعدة جوائز أوسكار، حيث لا تشترط المسابقة الأمريكية الشهيرة موافقة المخرج على التسابق.

هذا هو الفيلم الروائى الـ٤٥ لفنان السينما الأمريكى الذى يعتبر من كبار المخرجين فى أمريكا والعالم منذ أربعة عقود ويزيد. وهو من المخرجين الأمريكيين القلائل الذين لهم عالمهم الفنى الذى يجمع ببراعة بين المدرسة الأمريكية والمدرسة الأوروبية، ومن مؤلفى السينما القلائل الذين يجمعون بين الإخراج وكتابة السيناريو والتمثيل، وبين الأفلام ذات الجمهور الخاص والأفلام ذات الجمهور الكبير.

وودى آلان غزير الإنتاج رغم أنه لا يقدم أى تنازلات فنية، مثل برجمان وجودار فى عمر الشباب، وهو أمر نادر فى تاريخ السينما. كما يتميز بأنه لا يزال غزير الإنتاج بمعدل فيلم كل سنة رغم أنه فى التاسعة والسبعين من عمره، وهى القدرة الأكثر ندرة، ونموذجها دى أولفيرا الذى ظل يصنع الأفلام بعد أن تجاوز المائة.

ورغم أن أفلام وودى آلان تتكامل فى التعبير عن عالمه، فهذا لا يعنى أنها غير متفاوتة فى مستواها الفنى، ومنها ما يرتقى إلى مستوى التحف من «آنى هول» ١٩٧٧، و«منهاتن» ١٩٧٨، و«زيليج» ١٩٨٣، و«هانا وأخواتها» ١٩٨٦، و«أيام الراديو» ١٩٨٧، إلى «أفروديت القوية» ١٩٩٥، و«منتصف الليل فى باريس» الذى افتتح مهرجان كان ٢٠١١.

درس فى فنون السينما

وفى فيلمه الجديد «رجل طائش» يبدو الأستاذ فى ذروة التألق والتوهج، ويقدم درساً فى فنون السينما كما يجب أن تكون، وهى السيناريو والإخراج والتصوير والمونتاج والميكساج، وكذلك فن التمثيل، حيث يدير مباراة ممتعة بين ثلاثة من الممثلين الكبار حقاً.

تم تصوير الفيلم للشاشة العريضة بالألوان. وليس من بين أفلام آلان سوى أربعة فقط قبل ذلك مصورة بهذا الحجم، واختيار هذا الحجم لفيلم عن شخصية تعانى من القلق الداخلى يعتبر تحدياً فنياً، ولكن الفنان مع مصوره داريوسكوندجى ينجح تماماً فى ذلك.

الفيلم عن آبى (يواكيم فونيكس) أستاذ الفلسفة الذى يناهز الخمسين وينتقل للعمل فى جامعة مدينة أمريكية صغيرة. ومن المشهد الأول وهو يقود سيارته ويدخل المدينة لأول مرة يبدو محبطاً ويشرب الخمر باستمرار من زجاجة يحملها فى جيبه. ونحن لا نغادر المدينة قط، ونظل فى الزمن الحاضر طوال الفيلم، وعلى شريط الصوت يعبر آبى عن أفكاره، وكذلك الراوية الثانية تلميذته جيل (إيما ستون).

كل ما نعرفه عن آبى من خلال روايته ورواية جيل وحوارات الآخرين عنه، وكلها ما بين الإشاعات والحقائق عن أمه التى ماتت منتحرة، وزوجته التى هجرته إلى أعز أصدقائه، وصديقه الصحفى الذى قتل فى انفجار لغم فى العراق أو أفغانستان، وأنه كان ناشطاً سياسياً فى شبابه ويريد تغيير العالم.

يقول آبى فى أولى محاضراته أن «الفلسفة مثل العادة السرية»، ويثير انتباه تلميذته المتفوقة جيل، والتى ترتبط مع زميلها روى (خايميبلاكلى)، كما يثير انتباه زميلته أستاذة الفلسفة ريتا (باركر لوسى) التى تعانى من الفشل فى حياتها الزوجية، وتدفعه دفعاً لإقامة علاقة معها.

يستسلم آبى لإغواء ريتا، ولكنه يفشل معها جنسياً، فيزداد إحباطه، ثم يستسلم لجاذبية جيل، ولكنه يحتفظ بمسافة بينهما. وفى قلب الفيلم أثناء تناول الغداء مع جيل فى أحد المطاعم، يستمع آبى إلى امرأة فى المائدة المجاورة تبكى حظها العاثر لأنها انفصلت عن زوجها، وتآمر الزوج مع قاضى فاسد ليحرمها من أولادها. وهنا يتخذ آبى قراراً بقتل هذا القاضى، وتتغير حياته تماماً فى هذه اللحظة، بل يستعيد قدرته الجنسية مع ريتا ثم مع جيل. وتبدو براعة استخدام لغة السينما فى هذا المشهد، حيث نرى المنظر الكبير الوحيد طوال الفيلم لوجه آبى، فالبراعة ليست فقط فى استخدام مفردات اللغة التى يختارها الفنان، وإنما أيضاً فيما يستبعده منها.

هنا قرار القتل ليس من أجل المال أو الانتقام أو الحب أو الكراهية، وإنما من أجل إثبات ذاته بارتكاب «الجريمة الكاملة» مع الإشارة إلى دستوفيسكى الذى شغلته الجريمة والعقاب والقاتل الحقيقى وأداة القتل، وهو موضوع شغل وودى آلان فى أكثر من فيلم من أفلامه.

يرتكب آبى «الجريمة الكاملة»، ولكن جيل تكتشف أنه القاتل. يقول آبى على شريط الصوت «الجريمة الأولى تؤدى إلى الثانية»، ويحاول قتل جيل بأن يلقى بها فى بئر المصعد، وعندما تقاومه تنزلق قدمه، فيسقط فى البئر. والإشارات العديدة فى الفيلم إلى فلسفات كانت وهيدجر وسارتر وكيركجارد قد تجعل الفيلم يبدو لجمهور خاصا جداً، ولكنه فى نفس الوقت بالنسبة للجمهور الكبير فيلم بوليسى عن مجرم يلقى جزاء إجرامه.

وودى آلان: لو شاهدت أفلامى سوف أعيد إخراجها

لا يغادر وودى آلان نيويورك، ولا يحضر المهرجانات التى تعرض أفلامه إلا نادراً، وقد حضر عرض «رجل طائش» فى مهرجان كان، وكان مؤتمره بعد عرض الفيلم حاشداً.

وفى إجابة عن سؤال هل يشاهد أفلامه، قال: «لا أشاهد أفلامى بعد أن أتم صنعها، ولو شاهدت أى منها سوف أرى الأخطاء، وأتمنى أن أعيد إخراجها كلها».

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

19.05.2015

 
 

«ديجارديه».. النضال في صالون لتجميل النساء!

طارق الشناوي

فى صالون الحلاقة والتجميل النسائى كانت تجرى أحداث هذا الفيلم بكل صخبه فى التعبير بالصوت والصورة والأداء التمثيلى المبالَغ فيه، أنت تسمع فى الخارج أصوات ضربات المدافع والقنابل تعلو بينما فى الداخل النساء يبحثن عن قَصة شَعر مختلفة وجاذبة للرجل، وحكاياتهن لا تتجاوز أبدا تلك الدائرة، والفيلم حرص على تقديم بانوراما تتعدد فيها الشخصيات النسائية وتتباين حتى تُصبح الرؤية حاوية كل فلسطين وليست فقط فئة ما، ورغم ذلك فإنهن اجتمعن على شىء واحد وهو أنه لا صوت يعلو فوق صوت التجميل، وهكذا تتمثل هذه الرغبة فى إرادة جماعية تعبر عن رفضهن حتى مشاهدة التليفزيون لأنه سوف يقدم أحداثا سياسية ليس الآن وقت التعامل معها، ورغم ذلك فإن الفيلم يقع فى إطار توجه إيجابى لتقديم الإنسان الفلسطينى وهو يعيش الحياة، هذا هو بالضبط ما يمكن أن تلحظه فى فيلم «ديجارديه»، نوع شهير لتصفيف الشعر، الذى عُرض قبل يومين فى قسم «أسبوع النقاد» فى المهرجان للمخرجَين التوأم محمد وأحمد أبو ناصر.

ما الذى تريده إسرائيل من الفلسطينيين؟ تستطيع أن تلمح طيف إجابة تتحرك أمامك للهدف الأسمى لإسرائيل، وهو أنها تسعى لكى تجبره على أن يعيش الموت وهو على قيد الحياة، وهو أقسى أنواع الموت، أن يخاصم الدنيا، ولهذا تشعره دائما بأن الحصار هو المصير وأن عليه طوال العمر التعايش مع الموت، وهكذا أدرك أكثر من سينمائى فلسطينى أن الحياة والحرص عليها هو ما يخيف إسرائيل، الحرص على الحياة يعنى تأكيد الهوية التى هى الهدف الأسمى لإسرائيل وهى تسعى لطمسها. أتذكر مثلا قبل نحو 15 عاما أيضا فى مهرجان «كان» أننا شاهدنا انطلاق المخرج هانى أبو أسعد الذى عُرض فيلمه «زواج رنا» فى قسم «أسبوع المخرجين»، كانت كل أحداثه تجرى فى يوم واحد فى أثناء الحصار وفى الانتفاضة، واختار المخرج بذكاء يوم عُرس رنا لتصل الرسالة أنه رغم القصف والضرب سنظل نقاوم ونعيش ونفرح ونضحك، وربما تلمّح بعدها بشكل أو بآخر إلى أن أبو أسعد فى أفلامه التالية «الجنة الآن» و«عمر» اللذين أوصلا السينما العربية إلى قائمة الترشيحات القصيرة للأوسكار -خمسة أفلام- تستطيع أن تقرأها من زاوية ما بأنها أيضا تناصر الحياة.

تركيبة المناضل الفلسطينى بملامحها التقليدية ونقائها الرومانسى الذى لا يفكر إلا فى تحرير الأرض باتت تنتمى إلى زمن ماضٍ، قبل عامين مثلا تابعنا محمد عساف وهو يغنى للوطن والحب ويحصل على جائزة «آراب أيدول»، إذ كانت الفرحة فلسطينية بعد أن وحَّدتهم الجائزة، شاهدت مثلا فيلما تسجيليًّا عن سباق السيارات فى فلسطين ووجدت أن الرسالة واضحة، وهناك مسابقات تُقام لاختيار ملكة الجمال فى فلسطين أراها تنويعات على نفس التيمة، بالطبع تختلف معاناة الفلسطينى من مكان إلى آخر، مَن يعيش فى غزة مثلا مثل نساء فيلمنا العربى فى «كان» هذا العام «ديجار ديه» غير من يعيش فى رام الله، غير معاناة مَن يقيم فى تل أبيب وهم من نُطلق عليهم عرب فلسطين، ولكن ستجد إجابة تتكرر وهى أن الحياة والتمسك بها هو النضال الحقيقى. كانت «رنا» فى فيلم هانى أبو أسعد ترتدى فستان الزفاف الأبيض وعريسها يرتدى البدلة الاسموكن والببيون، ولم أشعر سوى بأن هذا هو النضال الذى يخيف العدو.

المشاركات العربية السينمائية محدودة جدا فى المهرجانات العالمية الكبرى، ولكن ستجد أن أكثر بلد عربى لديه حضور هو فلسطين، فى شهر فبراير الماضى فى مهرجان برلين كان لنا مثلا الفيلم الفلسطينى «حب وسرقة وأشياء أخرى» للمخرج مياد إليان فى قسم البانوراما، هذه المرة فى «كان» لدينا فى أسبوع النقاد فيلم «ديجارديه»، والمقصود بالعنوان نوع من قص الشعر حيث تجرى الأحداث فى صالون للحلاقة وتجميل النساء. الفيلم الأول الذى عرض فى برلين كان يتناول قطاعا من الفلسطينيين يعيشون فى داخل الشريط الأخضر، إذ إننا كنا نتابع حكاية لص سيارات.

ربما كان المشترك بين فيلمى «برلين» و«كان» أنهما يقعان فى إطار الكوميديا حتى لو جنح فيلم «ديجارديه» فى النهاية إلى الكوميديا السوداء. ولهذا مثلا يحرص الفيلم الكوميدى فى بنائه حتى لو تخللته مشاهد قتل على أن لا يصل إلى العنف وأن يَحول بينك وبين التعاطف مع المقتول لتظل بينك وبينه مسافة شعورية باردة، كما أن الدماء غالبا يتم تجنبها، السيناريو لم يضع أبدا أمامه شيئا من ذلك، إذ كانت الدماء بل والموت حاضرة بقوة ليس فقط للرجل الوحيد الذى نراه فى الفيلم وكان هو المفجّر للأحداث عندما سُرق أسد من حديقة الحيوانات فقررت «حماس» التصدى له بقوة السلاح، وتابعنا مناوشات عاطفية بينه وبين حبيبته التى تعمل فى محل الكوافير، ولكن شاهدنا أيضا مقتل الأسد بجواره وهو يودّع الحياة.

السينما الفلسطينية هى صاحبة الحضور الأكبر فى أغلب المهرجانات، وهى بطبعها متعددة التوجهات والمشارب. نعم، كثيرا ما وجدت المخرج الفلسطينى سواء فى الشتات أو رام الله أو غزة وهو يشارك بفيلمه فى مهرجان عالمى مثل «كان» أو «فينسيا» أو «برلين» بينما تغيب أغلب الدول العربية، لأن سلاح تأكيد الهوية باتت السينما أحد معالمه.

اختار المخرجان التوأم محمد وأحمد أبو ناصر القيد المكانى والزمانى داخل صالون الحلاقة، فأحداث الفيلم الواقعية زمنيا هى نفسها زمن الفيلم دراميا، شاهدنا مثلا فى الماضى لصلاح أبو سيف فيلمه «بين السما والأرض» وهو يحصر أبطاله داخل قيد الزمان والمكان فى مصعد توقَّف عن الحركة، وهو ما أقدمت عليه أيضا نادين لبكى بتنويعة ما فى فيلمها «سكر بنات» وتجد الروح الساخرة هى المسيطرة، بينما فى الفيلم الفلسطينى كانت هناك محاولة للضحك وللمواقف الساخرة، ولكنها لم تنجح فى تحقيق الهدف، حتى مشهد تعيين وزارة نسائية داخل صالون الحلاقة افتقر إلى الجاذبية وكان فقيرا فى سخريته، ولم يستطع المخرجان توجيه الممثلات، حتى المحترفة هيام عباس كانت فى أضعف حالاتها، ورغم ذلك فإن الهدف بات واضحا تماما أنها المقاومة بحب الحياة!!

وبالطبع يظل أن حق المخرج أن يقدم تلك الحالة من الصراع بين الفلسطينى الفلسطينى، حيث أشعلت «حماس» النيران بحثًا عن الأسد، إلا أن السؤال: لماذا لم نرَ مشهدا واحدا ينتقد التعنت الإسرائيلى؟!

التحرير المصرية في

19.05.2015

 
 

«مشاهدة الصمت».. السينما على الطريقة اليابانية فى«كان»

كتب- خالد محمود:

- مخرجة فيلم «an» تعترف: طلبت من أبطالى أن يؤدوا أدوارهم كما يعيشون فى الواقع

يبقى قسم Un CERTAIN REGARD أو «نظرة ما» أحد أهم الاقسام الموازية فى مهرجان كان السينمائى، بل تعد مسابقته مجالا خصبا لاكتشاف وطرح مخرجين موهوبين يمثلون دائما تيارا جديدا فى دنيا الفن السابع.

وقد افتتح نظرة ما هذا العام بفيلم «an» للمخرجة اليابانية ناومى كاوازى، الذى عرض لها المهرجان فيلمها الرائع Still Water العام الماضى، والفيلم الجديد يواصل التيار الجديد للسينما اليابانية التى تبوح بالقضايا الاجتماعية بلغة هى أقرب إلى مخاطبة الروح أكثر من أى شىء آخر، وهو مقتبس عن رواية لتيتسويا أكيواكا وتتناول احداثه حياة سانتارو مدير متجر فطائر تقليدية يابانية تُسمى «دورياكى». ذات يوم تأتيه توكو، امرأة عجور فى السبعين من العمر، باحثة عن عمل ويقوم بتوظيفها بعدما ذاق العجينة التى تصنعها بالفاصوليا

وقالت ناومى كاوازى: طلبت منى مؤلفة الكتاب، تساتسويا أكيواكا، أن أقتبس روايتها واحولها للسينما واتفقت مع الممثلة كيرين كيكى على اداء الدور الرئيسى. ولم يكن هنا كأى مستثمر فى الفيلم فى ذلك الوقت، وذات يوم كنا فى مركز لعلاج الجذام وشاهدنا غروب شمس جميلا، ثم ظهر القمر. كانت لحظة سينمائية للغاية. فى تلك الليلة ولد الفيلم.

وعن ظروف التصوير قالت: أثناء التصوير، أولى اهتماما كبيرا للواقعية. طلبتُ من أبطالى أن يمثلوا كما يعيشون حياتهم. مثلا طلبتُ من مازاتوشى ناغازى، الذى يمثل دورسانتورو، أن يعيش تجربة مدير متجر الحلويات دوراهارو، وأن يبيع بنفسه حلويات دورياكى لزبائن حقيقيين. وكذلك كيارا أوشيدا، الذى يمثل دور واكانا، أقنعته بالعيش فى شقة مخصصة للفقراء طوال فترة التصوير

أما كيرين كيكى، التى تمثل دور توكو، فقد تعلمت صناعة عجينة «آن» المصنوعة من الفاصوليا الحمراء، إلى أن أصبحت مولعة بالطبخ. هكذا تولّدت واقعية الشخصيات. تصرف فريق التصوير على نحو لا يشبه تصرف سائر فرق التصوير. كنت أشير إليهم لكى يعرفوا متى يبدأ التصوير دون أن أقول أى شىء. لذلك، فطوال التصوير، كان الممثلون يأدون أدوارهم من دون أن يعرفوا إن كانت الكاميرا تصور فعلا.

وعن مصادر إلهامها فى الفيلم أشارت ناومى كاوازى إلى أن فيلم an اقتباس للرواية الأصلية. وأنها أول مرة تقتبس فيها فيلما، وقالت ما إن قرأتُ العمل، آمنت بأنه يجب على إخراج فيلم مقتبس منه.. وأجمل ما فيه هو الإيمان بالغيب ومشاهدة الصمت: ما أردتُ تصويره هو تطور هذه الأمور الخفية والصامتة. فهى توحى إلى الندم وإلى تدمير النفس واليأس

والقلق والشعور بأنك شخص مهم فى العالم. ومع ذلك، أو بالأحرى بسبب ذلك، فإننا نـأمل بمستقبل أفضل. أظن بأننا إذا كنا نؤمن بذلك، وبأن بابا سنفتح على عالم يسوده الحب والعطف.
أعضاء لجنة التحكيم.. يفكرون.. يتهامسون

ــ المخرج المكسيكى جييرمو ديل تورو، عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، قال إن مهرجان كان السينمائى شهد أول أفلامه فى 1993 وهو يتمنى الآن أن يعطى الفرصة للأجيال الجديدة من صناع الأفلام.

واضاف ديل تورو «اشعر بمسؤولية كبيرة لأن المهرجان شهد بدايتى السينمائية عندما فاز فيلمى «كرونوس» بجائزة أسبوع النقاد.. أدرك ما يعنى اختيار عمل لـ«كان». هذا مابدل حياتى. والواقع يمثل هذا المهرجان احتفاء حقيقيا بالسينما وتشكل المشاركة بهذه المغامرة فرصة فى مسيرة مهنية.

بينما قال المخرج الكندى الشاب كزافيه دولان – الذى فاز فيلمه «مومى» بجائزة لجنة التحكيم فى دورة العام الماضى بالمهرجان – إنه شرف باختياره ضمن لجنة التحكيم فى سن 26 وإن هذا سيساعده فى مشروعه القادم.. كرمنى هذا المهرجان وانا اليوم هنا لاكتشاف أفلام كعاشق سينما، تكمن مسئوليتى فى لجنة التحكيم بالدفاع بشكل إنسانى عما يؤثر بى.

وقال دولان «إن اللحظة تشكل شعورا طيبا.. إنه الجانب الآخر من المرأة وهو مثير للغاية».

وأضاف «لم أعتقد أن هذا سيحدث فى وقت مبكر من حياتى، أن أكون فى لجنة التحكيم، لذلك فالأمر ملهم للغاية.. وسنرى، ولا أتصور أن هناك إعدادا للفيلم الذى أنا على وشك الشروع فيه أفضل من مشاهدة 25 فيلما».

كما عبرت نجمة السينما الإسبانية روسى دى بالما عن بالغ اعتزازها وحماسها لاختيارها ضمن لجنة تحكيم دورة هذا العام، وقالت «عندما تلقيت خبر الدعوة بالمشاركة فى لجنة التحكيم، قفزت من الفرح خصوصا لجنة تحكيم كبيرة.. أشعر بالفخر.. فخر كبير، أنا سعيدة للغاية فهذا يشبه الحلم».

ومن عاصمة السينما الامريكية هوليوود يمنح الممثل جيك جيلنهال ــ الذى بدأ ظهوره مع فيلم (نايت كرولر) فى 2014 – بريقا خاصا على لجنة التحكيم وقال «شرفنى فعل ااختيارى لأكون عضوا فى لجنة التحكيم هذه، وأنا اليوم محاط بشخصيات فذة. كونى من السويد آمل الانتساب بطريقة ما إلى إنغريد بيرغمان... هى رائعة».

وقال الاخوان جويل وايثان كوين رئيسا لجنة تحكيم المسابقة الرسمية: «سعدنا جدا باستلام دعوة تييرى فريمو. لقد اصبحنا فى كان.. وأخيرا انتهاز الوقت لمشاهدة أفلام سينمائية».

النجمة الفرنسية صوفى مارسو التى تختار بمشاعرها وتقرر بأحاسيسها قالت «تضفى مشاركة أصحاب الموهبة فى لجنة التحكيم طاقة جديدة، لقد حالفنا الحظ بإطلالة وجه انجريد بيرجمان الجميل علينا».

وقالت الممثلة المالية: رقية تراورى إننى عاشقة لمجال الموسيقى فى السينما، أعتقد أننا فى حال الشغف بشىء ما من الصعب أحيانا انتهاز الفرصة للاستفادة منه. سنشاهد هنا كل هذه الأفلام ونتقاسم لحظات متميزة». 

وأشارت النجمة سيينا ميلر «لم يسبق لى أبدا أن أتيت إلى كان وأشعر بالتواضع الكبير أن أكون بين هذه المجموعة من المخرجين والممثلين، وأقدر تماما أننا نأتى من أجواء مختلفة».

قضية المغرب الساخنة.. Much Loved

كتب- خالد محمود:

اختارت إدارة مهرجان كان السينمائى فيلم المخرج المغربى نبيل عيوش Much Loved، ويعالج قضية ساخنة وهى الدعارة، ليكون ضمن قائمة الأفلام التى اختارها المهرجان للعرض فى دورة هذا العام.

ورغم أن الفيلم الجرىء لم يُختر فى قائمة المسابقة الرسمية للمهرجان، وإنما فى قائمة الأفلام الموازية غير المتنافسة، إلّا أن مخرجه، نبيل عيوش، ابدى سعادة كبيرة بعرض الفيلم، إذ تحدث لصحف مغربية عن أنه فوجئ بالخبر، خاصة أن الفيلم كان لفترة قصيرة فى مراحل المونتاج النهائية

وقد قام المخرج ببحث عميق استمر أكثر من عام، من الوصول إلى رؤية حقيقية، حيث يحكى فيلم Much Loved قصة أربع فتيات يعملن بمجال ممارسة الجنس بمدينة مراكش، يكافحن يوميا من أجل قوتهنّ، رغم نظرة المجتمع الرافضة والقوانين التى تمنع هذه الممارسة والسلوك العنيف للزبائن. وكشف نبيل عيوش أنه تحدث مع مائة ممتهنة لتجارة الجنس من أجل المشاركة فى هذا الفيلم الذى أنتجه المخرج بوسائله الخاصة بعد عدم قبول المركز السينمائى المغربى التابع للدولة دعمه

عيوش شارك من قبل فى المهرجان بفيلم «يا خيل الله» الذى يعالج موضوع منابع الإرهاب التى اجتاحت المغرب.

فرحة سلمى حايك بعد أكل قلب «وحش البحر»

كتب- خالد محمود:

النجمة سلمى حايك بدت أكثر سعادة قبل وبعد عرض فيلمها «حكاية الحكايات» بعد أن رشحه كثير من النقاد بقوة للفوز بالسعفة الزهبية، وكذلك تلقاه الجمهور بردود افعال طيبة نظرا للحرفية الشديدة والرؤية الفنية بمفرداتها الثرية وقد وصف الناقد السينمائى البريطانى بيتر باردشاو الفيلم بأنه الأروع فى كل المشاهد.

سلمى حايك اكدت ان العمل العمل المخرج الايطالى ماتيو غارونى كان بمثابة تحد كبير لها، وهو تحد رائع كشف عن ملامح جديدة فى رحلتها كممثلة

فهى تجسد دور ملكة فى القرن السابع عشر ميلاديا.. ملكة عبوس وحزينة، تسعى أن تكون أما وتنجب طفلا، وكى يتحقق حلمها، ينصحها أحد المشعوذين بأكل قلب تنين أو ما يسمى قلب «وحش البحر»،.، بعد أن تطبخه عذراء. فتطهو إحدى الخادمات الوجبة السحرية وتحبل بدورها فتضع المرأتان توأما.

أشارت حايك إلى أن جارونى أراد أن يظهر المشهد حقيقيا، فطلب من صانعى الفيلم أن يصنعوا قلبا لكى تقوم حايك بتناوله خلال المشهد، وقالت أن المشهد كان صعبا للغاية، ولا تعرف كيف جسدته خاصة أنها اعتبرته أصعب مشاهدها، خاصة أنهم صنعوا لها قلبا من المكرونة والحلويات وأشياء أخرى كى تستطيع أن تأكله خلال تصوير المشهد.. ثم قالت: جسدت دور آكلة قلوب الوحوش.

ولم تكن الفرصة مهيئة لحايك فقط للفوز بجائزة، لكن النقاد ايضا رشحوا الممثل الأمريكى توبى جونز، الذى جسد دور الملك فى الفيلم بجوار حايك للحصول على جائزة أفضل ممثل فى كان.. وايضا مخرجه جارونى الذى استلهم الفيلم من أكبر أثر أدبى أوروبى فى القرن 17: «حكاية الحكايات» لجيانباتيستا بازيل، حيث قال عنه الناقد البريطانى روبى مولين لموقع ديلى تليجراف، إن المخرج جارونى فعل شيئا من الجنون، واستطاع أن يجمع بين الإطار الكوميدى والمثير للأعصاب.

فيلم «حكاية الحكايات» كان من أكثر الأفلام ترقبا فى الكروازيت لما أثاره من فضول للحضور بملخصه الاعلانى الذى يوحى بعالم عجيب لمثل بطلته سلمى حايك.

«السلام عليك يا مريم» يقدم خمس راهبات وهبن أنفسهن للصمت

كتب- خالد محمود:

مع بداية عرضه العالمى الأول فى مسابقة الأفلام القصيرة ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى حصلت القناة الفرنسية Canal+ على حقوق العرض التلفزيونى الحصرى للفيلم الفلسطينى الكوميدى القصير «السلام عليك يا مريم» للمخرج باسل خليل، ليتم عرضه على القناة قريبا.

وجاءت هذه الخطوة من خلال اتفاق أجرته Canal+ مع الشركة المنتجة للفيلم Incognito Films بباريس، والتى عقدت اتفاقا مع شركة MAD Solutions لتوزيع الفيلم فى العالم العربى.

وقد تقرر ان يكون العرض الخاص بالإعلاميين فى مهرجان كان فى الحادية عشرة صباح الثلاثاء 19 مايو فى قاعة مسرح بازن، بينما عرضه الرسمى الاول سيكون صباح السبت 23 مايو والعرض الثانى فى الرابعة عصر نفس اليوم.

ومن المقرر أن يشارك السلام عليك يا مريم أيضا فى مهرجان سيدنى السينمائى (3 ــ 14 يونيو)، ضمن قسم الأفلام القصيرة حيث يحظى الفيلم بعرضين يومى السبت 6 يونيو والثلاثاء 9 يونيو.

وخلال 14 دقيقة، يقدم الفيلم قصة نمط الحياة الصامت الذى تعيش به 5 راهبات فى دير منعزل بالضفة الغربية، ويختل هذا النظام عندما تتعرض عائلة من المستوطنين الإسرائيليين لحادث خارج أسوار الدير فى بداية يوم السبت الذى يمتنع فيه اليهود عن استخدام الأدوات التكنولوجية مثل الهواتف، وسط راهبات نذرن أنفسهن للصمت.

عنوان الفيلم السلام عليك يا مريم مأخوذ من صلاة قديمة باللغة اللاتينية، وهو من بطولة ماريا زريق، هدى الإمام، شادى سرور، روث فرحى ومايا كورين. وقد شارك باسل خليل فى تأليف الفيلم بالتعاون مع دانيل يانيز.

باسل خليل مخرج ومؤلف السلام عليك يا مريم وُلد فى الناصرة من أب فلسطينى وأم بريطانية، ودرس الماجستير فى تطوير مشروعات الشاشة بالأكاديمية السينمائية الاسكتلندية، ليبدأ عمله كمنتج تلفزيونى، ثم يتجه إلى التأليف والإخراج السينمائى.

الشروق المصرية في

19.05.2015

 
 

الفرنسية إيزابيل أوبير «أقوى من القنابل»

كان ـ «سينماتوغراف»: نعمة الله حسين

بعد غياب طال لمدة عشرين عاما عن المسابقة الرسمية لمهرجان «كان»، تعود النرويج بمخرجها جواكيم تريير من خلال فيلمه «أقوى من القنابل»، والذي يسلط الضوء على مراسلي الحروب الذين يجوبون العالم لتغطية النزاعات المسلحة، بكل ما يتخللها من مجازر وبشائع ومدى ما يتعرضون إليه من مآسي نفسية وآلام عميقة خفية تبدو أشد تأثيرا ووقعا وقوة من القنابل التي يتعرضون لمخاطرها خلال عملهم في خطوط المواجهات العسكرية .

تلعب دور البطولة في الفيلم الفرنسية إيزابيل أوبير، والتي تنافس نفسها في دور آخر من فيلم «وادي الحب» للمخرج الفرنسي جيوم نيكلو، ويشاركها البطولة «جيرار ديبارديه»، الذي تخلى عن جنسيته الفرنسية وحصل على الجنسية الروسية، لاعتراضه على الضرائب العالية التي يدفعها في فرنسا، ولذلك فهو يقيم في فرنسا ستة أشهر وفي بلجيكا الستة أشهر الأخرى في مدينه متاخمه للحدود الفرنسية.

وبفيلم «أقوى من القنابل»، تعود السينما الاسكندنافية إلى صدارة «كان» مرة أخرى، بعد أن طرد المهرجان عام 2011 لارس فون ترير وتم اعتباره شخصاً غير مرغوب فيه، نظرا لتصريحاته الاستفزازية التي اعتبرها البعض ضد اليهود وتمجيداً للنازية.

وتتقمص إيزابيل أوبير في فيلم «أقوى من القنابل»، دور مصورة فوتوغرافية فرنسية تقيم في نيويورك وتعمل مراسلة حرب للـ «النيويورك تايمز»، وفي أثناء تغطيتها للاحتلال الأميركي في أفغانستان، تكون شاهدة على الكثير من الفظائع، ومنها فاجعة مقتل طفل في الثامنة في غارة اميركية، وتقوم بتصوير طقوس تغسيله وتكفينه ودفنه على يد عائلته، وتلتقط صوراً تتصدر إحداها الصفحة الأولى في «نيويورك تايمز»، ولكنها تتوفى جراء حادث اصطدام سيارتها، بسيارة نقل، وتقيم الجريدة سنويا معرضا لصورها، وبعد وفاتها يصبح زوجها بعيدا عن ابنه الصغير «14» عاما، والذي اصبح منطويا، بينما يتزوج الأبن الأكبر، وفي الذكرى الثالثة على وفاتها وخلال الاعداد لمعرضها يرى رفيقها الكاتب الصحفي أن من حق القراء أن يعرفوا تلك المرأة الشهيرة وأنها لم تكن سعيدة، وانها تعرضت لحالات اكتئاب دفعت بها دون أن تدري إلي الانتحار، وان ما حدث لها لم يكن حادثا عرضيا.

فيلم «أقوى من القنابل»، استقبل بحفاوة من النقاد والجمهور، وانضم إلي قائمة المنافسين على سعفة كان الذهبيه، في انتظار المقبل من أفلام أخرى داخل المسابقة الرسمية خلال الأيام القادمة.

سينماتوغراف في

19.05.2015

 
 

هدف لسورية.. في مهرجان كان السينمائي

العربي الجديد - هزار الحرك

استطاع فيلم الأنيميشن "هدف لسورية" أن يحجز لنفسه مقعداً في "مهرجان كان السينمائي" الحالي، فقد جرى اختياره ضمن قائمة 30 فيلماً للعرض الرسمي، ضمن مهرجان "كرياتيف مايند غروب".

الفيلم الذي لا تتعدى مدته أربع دقائق، يقول عنه أمجد وردة "صاحب الفكرة ومخرجه" في حديث إلى "العربي الجديد": "خطرت لي الفكرة وأنا أتابع مباريات كأس العالم العام المنصرم، إذ شعرت بألم شديد لغيابنا عن هذه الحدث الرياضي العالمي، مضافاً إليه ألم المأساة الحاصلة في بلدي، والخوف من مستقبل مجهول وغامض.. ففكرت بالرهان على المستقبل".

يكمل أمجد؛ "كان معيداً في جامعة دمشق للفنون الجميلة": "هذا الفيلم هو انتصار للسلام والأمل على الواقع المرير الذي تعيشه سورية اليوم، أردت أن أجعل الناس يؤمنون بمستقبل جميل، هو قادم لا محالة، وأن أطمئنهم إلى أن الحاضر البائس لن يدوم، ولن يقتل الإرادة والنصر في عزيمة السوريين".

ويضيف: "هناك جنود مجهولون في ساحة الحرب الشرسة، رجال الدفاع المدني، يستحقون إلقاء الضوء على بطولاتهم، والإشارة إلى أن كل طفل أو إنسان ينقذونه من أنياب الموت، قد يحمل مستقبلاً جميلاً لسورية، تماماً، كما في الجهة المقابلة، كل طفل أو إنسان يقتل على يد هذا النظام المستبد، هو خسارة لسورية".

قصة الفيلم:

كأس آسيا 2027.. اللاعب ماهر ينتظر صفارة الحكم لينفذ ركلة ترجيح قد تقود فريقه إلى الفوز ببطولة كأس القارة، يرتجف ماهر وهو ينظر إلى الكرة تارة ونحو الحارس تارة أخرى.. ترجع به الذكريات، إلى زمن الحرب، زمن البراميل المتفجرة.. 2011.

"فلاش باك" إلى مدينة حلب، وسيارة دفاع مدني متجهة إلى موقع سقط عليه برميل منذ لحظات، يبحث رجال الدفاع المدني عن ضحايا تحت الأنقاض، وبينما هم يطفئون النيران، يلمح أحدهم طفلاً ما يزال على قيد الحياة، إلا أن قدميه عالقتان تحت الركام.

الدخان يتصاعد والحريق يمتد والوقت ينفد. تقترب طائرة للنظام ويقترب معها موت آخر محتمل، يحمله برميل آخر، لكن رجال الدفاع المدني يثبتون في الموقع ولا يغادرونه قبل إخراج الطفل ماهر من تحت الأنقاض.

صوت صفارة الحكم تعود بنا إلى ملعب كرة القدم في الوقت الحاضر، حيث يجري ماهر بسرعة ويسدد.. هدف.. هدف.. يصرخ المعلق، ويفيض الملعب بالفرح.. ماهر تغمره السعادة يركض باتجاه إحدى الكاميرات رافعاً إشارة النصر، والتي يراها قائد الدفاع المدني (الذي أنقذ حياته قبل أعوام)، على شاشة التلفاز في منزله، حيث تعلو وجهه ابتسامة الرضى.

فيلم "إنسايد آوت" يسحر جمهور "كان" بعرضه خارج المسابقة

كان - رويترز

جذب فيلم الرسوم المتحركة "إنسايد آوت"، من إنتاج "ديزني - بيكسار"، الذي يتناول ما يدور في عقل فتاة صغيرة، اهتمام مهرجان "كان" السينمائي الدولي، بعد أن نال إعجاب الجمهور أمس، إثر عرضه لكن من خارج المسابقة الرسمية.

شركة "بيكسار"، التي سبق أن قدّمت فيلم "توي ستوري" قبل نحو 20 عاماً، وحديثاً فيلم "آب"، تظهر شخصيات تجسّد المشاعر الإنسانية بأسمائها مثل الفرح والغضب والاشمئزاز والخوف والحزن، وجميعها تتفاعل داخل رأس فتاة صغيرة اسمها رايلي.

قوبل الفيلم بترحيب كبير من جمهور كان معروفاً بنقده للأفلام في المهرجان. ومن المقرّر طرح الفيلم في دور العرض السينمائية الشهر المقبل.

وقد أثار الفيلم تساؤلات بشأن عدم مشاركته في التنافس على جائزة السعفة الذهبية للمهرجان، المقرّر إعلان الفائز فيها الأحد المقبل. 

مدير شركة "بيكسار" ومنتجها جون لاسيتر، لدى سؤاله عن عدم مشاركة الفيلم بالمسابقة الرسمية قال "إنّ التواجد هنا جائزة حقيقية". 

والجدير ذكره أنّ العرض من خارج المسابقة الرسمية، طريقة تتّبعها عادة شركات كبيرة مثل "ديزني"، لجذب انتباه وسائل الإعلام الدولية دون المخاطرة بالخضوع لتقييم لجنة تحكيم المهرجان.

مخرج الفيلم وصاحب فكرته، الذي قال إنّه استوحاها من خلال متابعة ابنته وهي تكبر وتقف على أعتاب سن البلوغ، بيت دوكتر، قال إنّه لا يرى فرقا بين صنع فيلم رسوم متحركة جيّد وفيلم روائي جيّد، "عادة ما يشار بكلمة رسوم متحركة إلى نوع (مختلف) من الأفلام، ونحن لا نؤمن بهذا".

وأضاف "نعتبرها فقط وسيطاً وشيئاً واحداً. المعيار الحقيقي الوحيد الذي نعمل من أجله هو صنع شيء تريد رؤيته. صنع شيء تفخر بتقديمه لأسرتك". 

"السلام عليك يا مريم" الفلسطيني على قناة فرنسية

الدوحة - العربي الجديد

بالتزامن مع عرضه العالمي الأول في مسابقة الأفلام القصيرة لمهرجان كان السينمائي، حصلت القناة الفرنسية "كانال بلاس" على حقوق العرض التلفزيوني الحصري مدفوع الأجر، للفيلم الفلسطيني الكوميدي القصير "السلام عليك يا مريم" للمخرج باسل خليل.
وجاءت الخطوة الهامة من خلال اتفاق أجرته
Canal+ مع الشركة المنتجة للفيلم Incognito Films بباريس.

ومن المقرر أن يشارك "السلام عليك يا مريم" أيضاً في مهرجان سيدني السينمائي (3 - 14 يونيو/ حزيران)، ضمن قسم الأفلام القصيرة حيث يحظى الفيلم بعرضين يومي السبت والثلاثاء 6 و9 يونيو/حزيران.

وخلال 14 دقيقة، يقدم الفيلم قصة نمط الحياة الصامت الذي تعيش به 5 راهبات في دير منعزل بالضفة الغربية، ويختل هذا النظام عندما تتعرض عائلة من المستوطنين الإسرائيليين لحادث خارج أسوار الدير في بداية يوم السبت الذي يمتنع فيه اليهود عن استخدام الأدوات التكنولوجية مثل الهواتف، وسط راهبات نذرن أنفسهن للصمت.

عنوان الفيلم "السلام عليك يا مريم" مأخوذ من صلاة قديمة باللغة اللاتينية، وهو من بطولة ماريا زريق، هدى الإمام، شادي سرور، روث فرحي ومايا كورين. وشارك باسل خليل في تأليف الفيلم بالتعاون مع دانيل يانيز.

وقد قامت بإنتاج الفيلم شركة Incognito Films، بالتعاون مع Flying Moon Filmproduktion، وبدعم من صندوق مؤسسة روبرت بوش ستيفتونغ الألمانية.

العربي الجديد اللندنية في

19.05.2015

 
 

قراءة في مهرجان كان الـ68

«ناهد» الإيرانية وزواج المتعة

رسالة كان : نعمة الله حسين

كان المدينة الساحرة تشبه «دوامة» كبيرة.. تجذبك إليها.. تغوص فيها.. وتغرق.. تعيش وتتنفس «سينما».. تأكل وتشرب «سينما».. هنا لا شيء سوي «السينما» «والجمال».. أكثر من ثلاثة آلاف صحفي وناقد تمتلئ بهم القاعات.. يتابعون أحدث الأفلام العالمية.. في البداية تنبهر بكبار ممثلي العالم.. تحاول الاقتراب منهم والتحدث معهم مهما كانت الحواجز الأمنية.. لكن بمرور الوقت يجد الناقد نفسه مدفوعا لرؤية الأفلام.. مكتفيا أحيانا بمتابعة المؤتمرات الصحفية للأفلام.. لمعرفة المزيد والمزيد عن الظروف الإنتاجية للفيلم.. «كان» «دوامة» كبيرة تدور في رحاها وأنت سعيد مهما كانت درجة المشقة.. فمتعة متابعة الأفلام لا تتيح لك أن تفكر في شيء سوي ما تشاهده.. وإن كانت الحقيقة أن ما تشاهده هو جزء من الحياة.. وما أكثر الأجزاء الناقصة في حياتنا.

لكل إنسان الحق في الحياة بالصورة التي تحلو له.. فقط عليه ألا يتخطي حدود الحرية للآخرين.. ولعل النساء في كل أنحاء المعمورة باختلاف الأديان.. والحضارات.. والموقع الجغرافي أكثر من يعانين للحياة بكرامة دون أن يصطدمن بعادات وتقاليد بشرية حتي لو كان القانون ينصفهن فإن هذه العادات فوق القانون والجميع.. ولقد نجحت السينما الإيرانية دوما في «كان» في عرض الكثير من المشاكل التي تتعلق بوضعية المرأة.. وفي هذه الدورة وفي برنامج «نظرة ما» تطرح المخرجة الإيرانية «إيدا بنا هنداه» قضية تخص نساء العالم.. وهي قضية حضانة الأبناء بعد الانفصال، من خلال حكاية «ناهد» التي تزوجت في سن صغيرة وأنجبت طفلا.. وبعد عشر سنوات تم الانفصال بينها وبين زوجها.. حيث الأخير كان يتعاطي المخدرات وبدون عمل ويتعاون مع العصابات الصغيرة.. أخذت ناهد حق حضانة ابنها بالاتفاق مع زوجها، لتعيش مع الصغير في ظروف غاية في الصعوبة.. تعمل أكثر من عمل لتوفر حياة كريمة للصغير الذي يبدو واضحا أنه يحمل «جينات» والده، ويبدو شديد التأثر به خاصة أن الأخير عندما يصطحبه في عطلة نهاية الأسبوع يعيش معه كل تجاربه السلبية في الحياة ويختلط معه بكل الخارجين علي القانون.

وبدون تدبير ومن منا له سلطان علي قلبه تقع ناهد في حب مسعود الذي يملك فندقا علي الشاطئ.. تتعرف ناهد علي طعم الحب.. يعرض عليها الزواج فترفض خوفا من أن تسقط عنها الحضانة.. ولا يجدان أمامهما سوي «زواج المتعة» زواجا محددا بمدة شهر ويتم تجديده.. وذلك في حال اكتشاف الزوج السابق ارتباطهما.

لكن يحدث ما لم يكن في الحسبان.. فعليا يكتشف زوجها السابق.. حقيقة زواجها ويأخذ الصغير.. كما أن شقيقها يصطحبها لتعيش معه ومع زوجته وكأنها سجينة.. لكن الحب الكبير الذي تكنه «لمسعود» يدفعها إلي أن تذهب إليه لترفع قضية لتعديل الحضانة.. فأيهما أفضل للصغير «أم» تتزوج برجل فاضل.. أم أب منحرف ينتمي لعالم العصابات واللصوص ويعيش حياة غير مستقرة.

بالنسبة لي كانت المرة الأولي أن قانون زواج المتعة معترف به في إيران وتجيزه السلطات.. وهو شيء فيه تحايل شديد علي الزواج الذي هو مودة ورحمة واستمرارية.

هذا الفيلم يعرض ضمن برنامج «نظرة ما» وهو يضم عددا كبيرا من الأفلام الجيدة التي تتفوق في جودتها علي أفلام المسابقة التي تضم أسماء كبيرة.

كارول الأمريكية وعلاقة محرّمة

منذ عامين تقريبا أثار فيلم عبدالرحمن كشيش «الحياة السرية لأديل» ردود فعل عنيفة ورغم ذلك فاز بالسعفة الذهبية وفازت بطلتاه بجائزة أحسن ممثلة مناصفة.. وكان الفيلم يتناول العلاقة المثلية بين فتاتين.. والآن بعد أن أقرت الحكومة الفرنسية قانون زواج الجنس الواحد.. لم تعد هذه الأفلام تثير نفس الضجة الأولي.. ولذلك لم يكن غريبا استقبال النقاد فيلم «كارول» بكل الحفاوة والتصفيق لمدة تزيد عن الخمس دقائق بعد انتهاء الفيلم.. ومن المتوقع حصول الممثلة الأسترالية الأمريكية «كيت بلانشيت» بطلة الفيلم علي جائزة أحسن ممثلة.

الفيلم تدور أحداثه في بداية الخمسينات في مدينة نيويورك وهو من إخراج «تودهاينز» وهو صاحب عدد كبير من الجوائز عن أفلامه السابقة. والفيلم مأخوذ عن رواية للكاتبة «باتريسياها يشميت» تحمل نفس اسم الفيلم تتحدث عن المثلية بين سيدتين في وقت كان الحديث في هذا الموضوع نوعا من «التابوهات».. وذلك من خلال سيدة أرستقراطية متزوجة من أحد رجال الأعمال شديد الثراء.. ولها طفلة صغيرة لم تتعد الأعوام الأربعة.. تقع في «هوي» فتاة شابة في العشرينات تعمل بأحد المحال وتهوي التصوير.. ومثل الصياد الماهر تقتنصها وتصحبها في رحلة طويلة لتنشأ بينهما علاقة.. ويستطيع الزوج أن يتبعهما بواسطة أحد المخبرين السريين ويسجل هذه العلاقة.. مما يضعف موقفها في حق الحصول علي حضانة ابنتها ورؤيتها.. وينصحها محاميها بالذهاب إلي طبيبة أمراض نفسية لمعالجتها من هذا الانحراف.. وفي يوم الجلسة المخصصة للحضانة.. يفاجأ الجميع باعترافها وأنها لن تتغير فهي تشعر بهوي وحب للنساء.. وتعلن موافقتها علي حق زوجها في حضانة الابنة.. لكنها ترجوه أن يسمح لها برؤيتها من أجل مصلحة الصغيرة.. والأيام الجميلة التي عاشاها معا.

إن هذه القضايا الغريبة علينا تماما وبعيدة عن السلوك البشري السوي.. أصبحت اليوم تحت بند الحرية الشخصية لا تجد أي غرابة في أمريكا أو أوروبا.. وأصحابها يكتسبون كل يوم أرضا جديدة.

ولذلك كان طبيعيا أن ينتهي الفيلم «بكارول» السيدة الثرية بالذهاب من جديد إلي الشابة «تيرنرا» لتعرض عليها من جديد أن تعودا للإقامة معا.. وأن تكون هذه المرة علاقتهما معلنة للجميع.

بطلة الفيلم «كيت بلاتشيت» تعد من أكثر نجوم هوليود ثقافة فقد تخرجت في المعهد الوطني للدراما بأستراليا.. بالإضافة لحصولها علي دكتوراه في الآداب من «نيوثاوث ويلز» من جامعة سيدني بأستراليا.. وهي حاصلة علي العديد من الجوائز من بينها الأوسكار.. وفي العام الماضي قدمت أولي تجاربها الإخراجية بفيلم «العشاء».

الفيلم يشارك في بطولته كل من «روتر مارا».. «سارة يونس» و«كيلي شاندلر»..

حكاية الحكايات

المخرج الإيطالي ماتيوجاروني يعود للمرة الثالثة إلي «كان» المرة الأولي كانت سنة 2008 بفيلمه «جومورا» والثانية سنة 2012 بفيلمه «حقيقي» وقد حصل في المرتين علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة.. فهل يحصل علي الثالثة بفيلمه «حكاية الحكايات» المأخوذ عن كتاب شعبي من الحكايات الإيطالية القديمة، يشبه «ألف ليلة وليلة» يعود للقرن السابع عشر وهو للكاتب چياميتسيا بازل» وهو من أكثر الكتب انتشارا وشهرة في الثقافة الشعبية.. إنه فيلم يصلح للأطفال لولا بعض المشاهد.. وقد اختار المخرج أبطالا من أنحاء متفرقة من العالم.. علي رأسهم «سلمي حايك» التي ظهرت بمظهر غاية في الروعة والجمال وهي تطل علي السجادة الحمراء.. يشاركها في الفيلم الفرنسي «فانسان كاسيل».. جون سدريللي وتوبي جونز».

وقد سبق أن قدم هذا الفيلم المخرج الروسي «يوري نورسنين» سنة 1979.. ولكن كفيلم كارتون.. حقق نجاحا كبيرا..

الجدير بالذكر أن الكتاب يحوي خمسين حكاية لكن يبدو أن أهمها وأكثرها إثارة هي ما قدمه كلا المخرجين.. وبالطبع لا مقارنة بين فيلم رسوم متحركة.. وآخر تم تسخير كل الإمكانيات التقنية والبشرية ليخرج في تلك الصورة الرائعة.

ثلاث حكايات تسير في خط متواز بالفيلم لثلاث «ممالك» متجاورة.. «ملوكها» وملكاتها يعيش كل منهم حياة غريبة.

الأولي «سلمي حايك» ملكة غير سعيدة تريد بأي شكل إنجاب طفل.. تحلم بالأمومة.. حتي لو تحالفت مع الشيطان.. وهو ما حدث بالفعل.. والذي حذرها هي وزوجها الملك بأن أمام كل روح تولد هناك أخري سوف تموت.. فأعلنت موافقتها وكان الثمن أن يصارع الملك وحشا تحت الماء ويقتله وتلتهم هي قلبه لترزق في التو بالابن.. هي وفتاة أخري عذراء ليكون الطفل الثاني وكأنه توأم ابنها مع فارق القدر.. والمصير.. الملك من شدة حبه لزوجته يوافق علي أن يضحي بحياته من أجلها.

الحكاية الثانية عن ملك غريب الأطوار يربي حيوانات شبه منقرضة ويقوم بعمل تجارب عليها.. ويقبل أن يزوّج ابنته الوحيدة لـ «غول» يعيش في أحد «الكهوف» فوق أحد الجبال العالية.

أما الحكاية الثالثة فهي عن ملك مهووس بالجمال والجنس يقع في غرام  سيدة عجوز دون أن يراها حيث استمع إلي صوتها فقط.. لكن لأن قدره مرتبط بها فإنه يتم سحرها بعد أن ألقاها من شرفة القصر لتتحول إلي فتاة شابة جميلة يعزر الزواج منها.. وذلك لأن لا أحد يستطيع أن يهرب من قدره أو مصيره.

مشاكل الشباب في الافتتاح

أثار اختيار فيلم الافتتاح كما ذكرنا في العدد الماضي الكثير من الدهشة.. فمخرجته لا تتمتع بالشهرة الكافية ليختار فيلمها كافتتاح.. علي العكس من بطلته «كاترين دينيف» التي كانت تعد صديقة شخصية لرئيس المهرجان الجديد «بيير ليسكور» الذي أسس قناة «قنال بلوس» الشهيرة في أوروبا..

لكن الموضوع الهام الذي يعالجه ويطرحه الفيلم هو الذي أتي بوزيرة العدل السيدة «توبيرا» لحضور الافتتاح وتهدئة الجميع بهذا الفيلم الذي يعد صرخة إيجابية لإنقاذ هؤلاء الأطفال والشباب.

في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد عرض الفيلم اعترف الجميع دون استثناء أنهم بكوا بشدة عند قراءة السيناريو.. وأن بطلة الفيلم «كاترين دينيف» كانت تتردد يوميا علي محاكم الأطفال وكيف يسير العمل فيها.. وتتابع ماذا يفعل القضاة.. فعملهم يتعدي حدود الأحكام.. بل هو في الأصل توجيه وتربية وتعديل سلوك هؤلاء الصغار والشباب بعد التقصير الذي عانوه من أهاليهم.

مخرجة الفيلم «إيمانويل بيركو» قالت إن فيلمها «الرأس المرفوع» كان حلما قديما يراودها.. حيث كان لها عم يعمل قاضيا تأثرت كثيرا به.. وأنه في إحدي المرات اصطحبها لأحد هذه المراكز.

الجدير بالذكر أن رعاية هؤلاء الأطفال تتكلف يوميا ما يزيد عن «الثمانمائة يورو» في اليوم ما بين إقامة وعلاج نفسي وتوجيهي وتربوي.. لكن ماذا تهم المادة أمام النفس البشرية الضائعة الواجب توجيهها.

أما بطل الفيلم «رود بارادو» فهو فتي شاب يخوض تجربته الأولي في التمثيل ولو كان الفيلم مشاركا في المسابقة الرسمية لاستحق الجائزة بدون منازع.

هذه حكاية فيلم جاد يطلب من الجميع التكاتف من أجل هؤلاء الصغار لتحقيق مستقبل أفضل.

آخر ساعة المصرية في

19.05.2015

 
 

تساؤلات حول فيلم "إنسايد أوت" وعرضه خارج المسابقة كان

رويترز

جذب فيلم الرسوم المتحركة "إنسايد اوت" من إنتاج ديزني-بيكسار الذي يتناول ما يدور في عقل فتاة صغيرة اهتمام مهرجان كان السينمائي الدولي أمس الاثنين بعد أن نال إعجاب الجمهور وأثار تساؤلات بشأن عدم مشاركته ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان.

تظهر في فيلم شركة بيكسار التي سبق وقدمت فيلم (توي ستوري) قبل نحو 20 عاما وحديثا فيلم (آب) شخصيات تجسد المشاعر الإنسانية بأسمائها مثل الفرح والغضب والاشمئزاز والخوف والحزن وجميعها تتفاعل داخل رأس فتاة صغيرة اسمها رايلي.

وقوبل الفيلم بترحاب كبير من جمهور كان المعروف بنقده للأفلام في المهرجان حيث قدم العرض الأول للفيلم ومن المقرر طرحه بدور العرض السينمائي الشهر القادم. وأثار تساؤلات بشأن عدم مشاركته في التنافس على جائزة السعفة الذهبية للمهرجان والمقرر إعلانها يوم الأحد القادم.

وقال جون لاسيتر مدير ومنتج شركة بيكسار لدى سؤاله عن عدم مشاركة الفيلم بالمسابقة الرسمية "التواجد هنا جائزة حقيقية".

ويعرض الفيلم في إطار المهرجان لكن خارج المسابقة الرسمية وهي طريقة تتبعها عادة شركات كبيرة مثل ديزني لجذب انتباه وسائل الإعلام الدولية دون المخاطرة بالخضوع لتقييم لجنة تحكيم المهرجان.

وقال بيت دوكتر مخرج الفيلم وصاحب فكرته - التي قال انه استوحاها من خلال متابعة ابنته وهي تكبر وتقف على أعتاب سن البلوغ - إنه لا يرى فرقا بين صنع فيلم رسوم متحركة جيد وفيلم روائي جيد.

وقال دوكتر "عادة ما يشار بكلمة رسوم متحركة إلى نوع من الأفلام ونحن لا نؤمن بهذا."

أخبار اليوم المصرية في

19.05.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)