كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

سلمى حايك من كانّ:

في الثامنة والأربعين لم تعد كلّ الأدوار ممكنة!

"النهار" - كانّ ــ هوفيك حبشيان

مهرجان كان السينمائي الدولي الثامن واالستون

   
 
 
 
 

"أريد أن أشعر أنني في المنزل، يا له من يوم مشمس جميل"، ثم تنزع حذاءها وتُلقي بجسدها الصغير على الكنبة... هكذا بدأ حديثنا مع سلمى حايك على شرفة فندق "هيلتون" المطل على كراوزيت كانّ الأشهر من أن يُعرّف. الممثلة المكسيكية مرشحة لجائزة التمثيل من خلال دور الملكة الذي تضطلع به في "حكاية الحكايات" للمخرج الإيطالي ماتيو غاروني، المشارك في مسابقة الدورة 68 لمهرجان كانّ (13 - 24 الجاري). عملٌ ذو أجواء غرائبية، تمتلئ حايك سعادةً وهي تشرح كيفية تورطها فيه. بعد رحلتها الاستكشافية الى لبنان حيث تحدثت عن كلّ شيء إلا السينما، كانت لنا عودة معها الى هذا الفنّ الذي هو سبب "وجودها".

·        ما الذي جذبكِ الى "حكاية الحكايات" لماتيو غاروني؟

- أكثر ما جذبني الى الفيلم هو المخرج نفسه. كنتُ مطلعة على أفلامه السابقة ومتحمسة جداً للعمل معه. أردتُ معه استكشافَ عالم آخر. عقله "المجنون" هو الذي استدرجني الى هذا العالم. تحمستُ جداً لفكرة الاضطلاع بدور ملكة. أُسنِدت إليّ دائماً أدوارٌ باهتة: مدبّرة منزل أو متعرية... أقرب دورٍ الى الملكة كان ذاك الذي اضطلعتُ به في "متوحشون" لأوليفر ستون. كنتُ أشبه بملكة، لكن ملكة كارتيلات المخدرات (ضحك). تستهويني الأدوار التي تستحضر التاريخ وتستلزم العودة الى الملابس القديمة والأجواء الغابرة. أمضي معظم وقتي أتفرجُ على هذه الأفلام. لكن، دعني أكون واقعية: أنا المكسيكية، ما هي نسبة أن أحظى بدور كهذا؟ مع الوقت والتقدم في السنّ، أرضخ لحقيقة أنه لن يتسنى لي ارتداء تلك الملابس وتجسيد شخصيات مماثلة.

·        كيف تعرفتِ إلى ماتيو غاروني؟

- كنت أقود سيارتي في لوس أنجليس عندما رنّ الهاتف. لم يظهر رقم المتصل على الشاشة. عادةً، في مثل هذه الحال، أمتنع عن الردّ. لكنّي هذه المرة فعلتُ العكس. سمعتُ صوت رجل يقول: "هل في إمكاني التحدّث الى سلمى؟ أنا ماتيو غاروني". فقلت: "عفواً، مَن؟"، فردّ: "ماتيو غاروني، أنا مخرج إيطالي" (تقلّد لكنته الإيطالية)... فأجبتُ أنني أعرف مَن يكون، الأمر الذي جعله يفاجأ. ماتيو لا يلفّ كثيراً حول الموضوع، يذهب مباشرة الى الهدف، ولا يجمّل الأمور. قال إنّ لديه دوراً لي، وإنني ألوحُ في باله طوال الوقت. بدأتُ أبكي فرحاً عندما قال إنه دور ملكة من القرن السابع عشر. راح يطرح أسئلة، منها إن كان في إمكاني تصوير الفيلم في إيطاليا وباللغة الإيطالية، فأجبتُ نعم، قبل أن يوضح أنه ليس متأكداً بعد ما إذا كان سيصوّر بالإنكليزية أو بالإيطالية. ثم جعلني أطمئن الى أنه لا يهم إذا كانت لي لكنة. تحدثنا عن الفيلم، فأخبرني أنه ينطوي على ثلاث قصص جميعها تجري من وجهة نظر امرأة. ألححتُ عليه لأعرف ما إذا كان المتكلم هو فعلاً ماتيو غاروني. كان يصرخ: "نعم، أنا هو، أنا هو!". طالما انتظرتُ دوراً كهذا، فانظر كيف وصلني: من دون كل الاجراءات المعتادة، إنما باتصال على هاتفي المحمول! أنا في الثامنة والأربعين اليوم، ولم يعد ممكناً إسناد أدوار محامية أو عالمة فيزياء إليَّ. في مثل هذا العمر، لم تعد كل الأدوار ممكنة.

·        هذه الملكة مأخوذة أيضاً بالحاجة الى الإنجاب... كونكِ أمّاً، هل أثّرت فيك تيمة الأمومة في الفيلم؟

- أفهمُ شعور السيدة التي تجهل إن كانت ستنجب أم لا، وأفهم مدى الحزن الذي يعتصر قلبها حين تفكّر في احتمال أنّ أولادها سيتركونها يوماً ويرحلون. أعتقدُ أن كل شخصية من شخصيات الفيلم تنطلق من مكان هو موضع ثقة. هذه المرة، أقدّم شخصية مختلفة، نفهمُ من خلالها مدى التعقيد الذي هو عليه ماتيو غاروني. من جانبي، جعلتُ هذه الملكة قريبة الى القلب، علماً أنني عندما شاهدتُ نفسي البارحة للمرة الأولى على الشاشة، لم أكن أعرفُ أنني اضطلع بدور شريرة. يا إلهي، ماتيو لم يقل لي بأنني سأكون شريرة إلى هذا الحدّ (...).

·        كيف هي علاقتكِ بحكايات الجنّ؟

- لم أقرأ أياً منها في طفولتي. جدتي الكاتبة المكبوتة كانت تقصّ عليَّ الحكايات قبل النوم كلّ ليلة. كانت حكايات في منتهى الجمال، وبدلاً من أن أغفو، كنتُ أظلّ أحلمُ بالكاراكتيرات بعد خروج جدتي من الغرفة. أعتقدُ أنني لهذا السبب، لا أستطيع حتى الآن أن أغفو بسهولة، وينبغي أن أمضي قسطاً من الوقت أمام التلفزيون كي أستحضر النعاس. بلغت حكايات جدتي في أحيان، حداً لا يطاق من العنف. خُذ حكاية "ليلى والذئب" مثلاً. لماذا علينا أن نروي حكاية كهذه للطفل؟ ربما على الطفل أن يتعلم الرسم بدلاً من الإصغاء الى قصص دموية مرعبة. النحو الذي كنا نتلقف به القصص جعلنا ننسى حقيقة أنها كانت غريبة حقاً. ابنتي التي افتخر بها، تحب "دكتور سوس".

·        كيف تعامل معكِ ماتيو غاروني؟ هل أعطاكِ الكثير من التعليمات مثلاً؟ بالأحرى، أيّ نوع من المخرجين هو؟ هل أتاح لكِ مجالاً واسعاً من الحرية؟

- لا، ماتيو لا يعمل هكذا. هذا الفيلم مختلفٌ لأن اللغة الناطقة به هي لغة الأحلام، لجأ فيه الى مَشاهد ترفع من تفاعل الحواس. عندما تعمل مع ماتيو أو تشاهد فيلماً له، لا تعرف الى أين سيحملك. كل يوم عمل معه بمثابة يوم مختلف عن اليوم التالي. طريقته أشبه بطريقة الفنان التشكيلي. لا يملك سوى الريشة والألوان، وهذه هي الخلفية الفنية التي جاء منها الى السينما. كل شيء عنده يبدأ بمخطوطة، ثم يباشر الرسم، فتراه يبدّل ما لا يعجبه، ويركّز فجأة على ما يلفت انتباهه، فيكثّف العمل حول تلك النقطة. كنتُ أصل الى موقع التصوير من غير أن أعرف متى سيبدأ دوران الكاميرا. أحياناً كان يقول: قِفي هنا واستعملي فضاءكِ! ثم في بعض الأحيان، كان يعترض على الإضاءة حين لا تعبّر عن انفعال اللحظة، فكان فريق العمل برمّته يجنّد طاقاته لإيجاد حلّ وفق هذا الاتجاه. فجأةً أيضاً، كنا نراه يصيح: "آه، الآن فهمتُ ما المشكلة، موقع التصوير ليس ملائماً، إنه كبير جداً، أريد مكاناً أكثر دفئاً". عملتُ مع سينمائيين كثر، ولم أرَ قط هذا القدر من الشغف والتفاني عند أحد. لديه منطق "كل شيء أو لا شيء". عندما تأخرنا كثيراً في التصوير وبدأ المنتج بالتململ، راح ماتيو يصرخ في وجهه: "لا أكترث، لا أكترث". كان مجنوناً.

·        كيف كانت العلاقة مع بقية الممثلين، ولا سيما مع فنسان كاسيل؟

- يا للأسف، لم التقِ كاسيل إلا مساء أمس عند العرض الأول للفيلم. لم أعمل إلا مع جون س. رايلي والتأموين خلال التصوير.

·        تقولين إن حياتكِ حكاية جنّ أيضاً. أتساءل إن كان في حياتكِ جوانب غامضة غير مرغوب فيها تتسبّب لكِ بمضايقات؟

- أعتقد أن حياتي عبارة عن حكاية جنّ ممتعة، وجدتُ فيها فارس الأحلام الذي جاء على حصانه ليخطفني. أؤمن أنني سعيدة، أنجبتُ طفلة وأعمل في مجال أحبّه. قد تكون نظرتي الى حكايات الجنّ مختلفة عن نظرة الآخرين إليها. كثرٌ يتهامسون في سرّهم: "آه، إنها ممثلة معروفة، تعيش حياة ميسورة، وترتدي ثياباً من ماركات عالمية". أما أنا فأقول إنّ هذا كله لا يهمّني. بلى، أعيشُ حلماً جميلاً، ولكن ليس بسبب الامتيازات التي أحظى بها، بل لأنني أعيش حياة زوجية سعيدة. ثمة أغنياء كثر في العالم، يكفي أن تنظر حولك لترى. أما نسبة الذين يعيشون حياة زوجية سعيدة، فضئيلة جداً. أجد أنني محظوظة أيضاً إذ أُتيحت لي فرصة التنقّل بين أماكن مختلفة في العالم والتعرّف الى ثقافات متعددة، وهذا في ذاته أضاف الى ثقافتي الكثير. أشعرُ أنني محظوظة أيضاً عندما أزور مخيمات اللاجئين في لبنان أو أذهب الى كالكوتا أو سييراليون، وأساهم في لفت النظر الى بؤر البؤس حول العالم. أن يكون المرء محظوظاً لا يعني بالنسبة إليّ أن يكون محوطاً بأناس مختارين داخل مجتمع مغلق. أتطلع الى النجاح من منظار آخر، وأعتقد أنّ هذا ما جعلني أنجح. ذلك أنني فهمتُ النجاح وفق فلسفة مغايرة.

·        ألَم تعطكِ السينما الرغبة في صناعة الأفلام والانتقال من الوقوف قبالة الكاميرا الى خلفها؟

- بدأ كلّ شيء من حبي روايةَ الحكايات والنطق أكثر بما يستهويني. أما الانتقال الى خلف الكاميرا فمشروعٌ مؤجل حالياً. أنتظرُ أن تكبر ابنتي لأتفرّغ للإخراج. أتممتُ فيلماً واحداً للتلفزيون. عشت حال "نيرفانا" بينما كنت أفعل. لم أعش حالاً كهذه من قبل. خلال عملي منتجةً لمحطة "شوتايم"، قال لي أحد المنتجين إنني لستُ بارعة كمنتجة. شعرتُ بأنه سيطردني. ثم قال إنني لستُ حتى ممثلة. هنا أحسستُ بالإهانة. فجأةً قال إنه يراني أكثر كمخرجة. صحتُ في وجهه، ولم أصدّق. أضاف أن عقلي يعمل مثل عقل مخرج. كنتُ في مرحلة ما بعد "فريدا"، وكنت بدأتُ أعود الى الأدوار السيئة التي أُسنِدت إليّ ما قبل "فريدا". هذا جعلني كئيبة، فأردتُ أن أثبت أنني قادرة على شيء آخر غير التمثيل. كنتُ اعترفتُ للجهة الممولة أنني لا أجيد الإخراج البتة. كثرة احتكاكي بسينمائيين جعلتني أعتقدُ أنّ الإخراج مهمةٌ شاقة. كانت دهشتي لا توصف عندما اكتشفتُ أنه غاية في السهولة. بعض المخرجين يشتكون صعوبة الإخراج ويشعرون بالنشوة حينما يردّد الناس أمامهم: "آه، انظر كم هذا معقد" (ضحك). في الحقيقة، ثمة عددٌ غير كافٍ من المخرجات في العالم، والأمر يحطّم قلبي. فأنا أؤمن فعلاً بأن الإخراج عملية خاصة بالنساء. أما الرجال فأراهم منتجين: هم براغماتيون ويعرفون كيف يحصلون على مبتغاهم، في حين أنّ إسناد الإخراج إلى المرأة مهمّة منطقية لأنها تجيد نسج العلاقات. الإخراج شأنه شأن الأمومة والحَمل. الفيلم يكبر في إحشائك، كلّ شيء يبدأ بنواة، وطبيعتنا نحن النساء أن نهب الحياة لشيء كان في لحظة ما عدماً.

·        تم اختزال دوركِ هنا بأنكِ تأكلين قلب حيوان في فيلم إيطالي جديد...

- لا أفهم ما هذا الهوس بالتهام قلب الحيوان. إنهم يختزلون الفيلم كله وليس دوري فحسب، وهذا ليس أقوى المَشاهد على كل حال. ثمة تفاصيل أكثر غرابة ولا أفهم لماذا التركيز على هذا المشهد. شعرتُ بالقرف وأنا ألتهمُ القلب، وحتى الآن لا أعرف من أي مادة تم صنعه. رفض فريق العمل مصارحتي بالحقيقة على رغم إصراري. في كل مرة، كانوا يقولون: "وضعنا فيه أشياء متعددة، كلها يؤكل"، سئلتُ فقط إن كنتُ مصابة بالحساسية تجاه أطعمة معينة. في المرة الأخيرة، رفضتُ أكْلَ المزيد بعدما رحتُ أشعر بالاختناق. خضتُ في الماضي مجازفات كثيرة في السينما، ولم أكن ألجأ الى بديل. أندم أنني قمتُ بالبعض منها. في أحد المَشاهد الخطرة مِن "ذات مرة في المكسيك"، رُميت من الطبقة الخامسة. كنتُ شبه عارية ولم يضعوا شيئاً على جسدي لحمايتي. لم أكن معلّقة بسوى حبل من طرف واحد، ورحتُ أشعر بأوجاع في جسمي الذي تضرر لمدى الحياة. بادرتُ الى هذا الفعل عندما رأيتُ أنّ كلّ الرجال يقومون بحركاتهم بأنفسهم، فلم يكن ممكناً أن أجلس وأتفرّج عليهم. الحق كلّه على أنطونيو بانديراس!

·        هل أنتِ مستعدّة لتكرار مغامرة فيلم كـ"حكاية الحكايات"؟

- نعم، ولكن هل المخرجون مستعدون لخوض المغامرة معي؟

النهار اللبنانية في

19.05.2015

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان «كان» السينمائي (8):

وودي آلن لـ «الشرق الأوسط»: لا أعتبر نفسي ممثلا مثل دستين هوفمن

السينمائي الشهير قال إنه يحاول تقديم فن يكشف فيه للناس لماذا الحياة تستحق أن تُعاش

كان: محمد رُضا

*من أقوال وودي آلن المأثورة أنه يفتح درج مكتبه ويستعرض الأفكار التي كان خطّها على ورق، ثم يأخذ واحدة ويكتب لها السيناريو. لا يحتاج إلى بيع مسبق ولا إلى إقناع شركات توزيع. فشركة الإنتاج النيويوركية التي يتعامل معها (اسمها «Gravier») هي ذاتها من عام 2002 عندما حقق «نهاية هوليوودية».

هناك ما يؤكد هذا القول في حالة فيلمه الجديد «رجل غير منطقي»، الذي يعرضه المهرجان في عروض رسمية خارج المسابقة. فهو بدأ كتابته قبل سنة واحدة. وما إن انتهى حتى كانت بدأت اتصالاته. في الثامن من يوليو (تمّوز) من العام الماضي دخل التصوير، وفي 24 من الشهر اللاحق (أغسطس/ آب) انتهى تصويره ودلف به إلى الاستوديو لعمليات ما بعد التصوير.

إنها نعمة كبيرة أن يصوّر السينمائي أفلامه بميزانيات صغيرة. فاتورة فيلم مثل «رجل منطقي» لا تزيد عن فاتورة أسبوع عمل على أي فيلم ضخم تدشّنه هوليوود. هذا إلى جانب أن آلن، مثل حفنة من المخرجين المستقلين عن عجلة الصناعة ذاتها، لا يوجد من يضع له شروطا أو طلبات حول كيف يجب أن يأتي الفيلم عليه. لا اجتماعات مع رجال ببذلات وربطات عنق يجلسون في غرفة اجتماعات وكل يدلي بدلوه في الفيلم الذي يريدون من المخرج أن يحققه كما تجري العادة.

هذه الاستقلالية التامة مرجعها ما نجح ألن في تأسيسه من مكانة كبيرة بين فناني السينما. بعد سنوات البداية من عام 1966 (بفيلم «ما الجديد.. تايغر ليلي؟»)، وحتى أول فيلم جاد له سنة 1975 («حب وموت»)، خط طريقه على نحو ناضج موفّرا لمن تحلّق حول أفلامه منهجه في الكوميديا وتجاربه في الدراما من حين لآخر.

«رجل غير منطقي» بدوره ينتمي إلى الدراما بطريقة ألن ذاتها التي قدّم فيها «بلو جاسمين» قبل عامين: يسبر غور الشخصية الرئيسة بين يديه، ويعمد إلى تحليل مكانتها الاجتماعية والعاطفية من دون جهد. كيت بلانشيت في ذلك الفيلم لم تعرف طعم الحب منذ أن اكتشفت خيانة زوجها.. وواكيم فينكس، في هذا الفيلم، لم يذق طعم الحب منذ سنة. أستاذ فلسفة يصل إلى حيث سيحاضر وحيث يلتقي بامرأتين: باركر بوسي، الأكبر منه سنّا، وإيما ستون التي تصغره بنحو خمس عشرة سنة. سيحاول إقامة علاقة مع الأولى، لكنه سيحب الثانية التي تسعى إلى تغييره قبل أن ينفذ تهديده بالانتحار. صيته كعاشق سبقه كذلك صيته كرجل فقد السبب الوجيه للحياة. انطلق، باعترافه، برغبة جامحة لتغيير العالم.. «لكني أصبحت مجرد مثقف جنسيا غير فاعل»، كما يقول.

أول ما يثير الإعجاب في هذا الفيلم هو السيناريو كقصّة كما كحوار، ولو أن كليهما له جذور في أفلام آلن السابقة. ثاني مصادر الإعجاب هو ذلك التصوير الغني بألوانه من داريوش خوندجي. تستطيع أن تقارنه بمعظم ما عرض على شاشة «كان» هذه السنة فتتبدّى لك الفروقات بين المعرفة والهواية.

في طيات ذلك، فإن الفيلم في بعض أوجهه يدور حول تلك النقطة في الحياة التي يندفع فيه المرء لاتخاذ قرار يعرف أنه غير منطقي.

وحول هذا الفيلم كان لنا هذا الحوار مع المخرج..

·        *يمرر الفيلم فكرة مفادها أننا جميعا نواجه اختيارات صعبة.. نريد ذلك لكننا نحب شيئا آخر، وهو أمر تردد كثيرا في أفلامك.. ما هو مصدر هذه الفكرة؟

- هناك مرات كثيرة في الحياة، في حياة أي منا في الواقع، نواجه فيها ضرورة أن نختار. أحيانا ننجح في الاختيار وأحيانا أخرى نفشل. هذا الفشل قد يكون ناتجا عن التفكير غير المنطقي، لكن درجة فشله تعتمد كثيرا على نوعه. في بعض الأحيان تتخذ قرارا غير منطقي لتجد أنك تستطيع تحمّل تبعاته على الرغم من أن أحدا سواك لا يرى احتمال ذلك.

·        *لكن في الكثير من أفلامك تتدافع الشخصيات لكي تنقض ما كانت اختارته سابقا. من «آني هول» إذا كنت مصيبا هناك شخصيات كانت التقت مع شخصيات أحبّتها لتكتشف أنها تحب شخصيات أخرى..

- نعم. هذه هي الاختيارات التي تواجهنا. معظم أبطالي يختارون ما هو في الواقع اختيارا غير منطقي. ليس عليه أن يكون كبيرا. زاوية اختلافه تنطلق صغيرة لكنها تؤدي إلى نتائج مختلفة. أعتقد أن بعض ذلك يعود إلى أنني لا أرى أن هناك اختيارا صائبا في كل وجوهه. عليك أن تبحث.

·        *تتجه مؤخرا إلى أفلام أكثر جديّة مما عودت متابعيك.. هل هذا تطوّر منطقي للكوميدي؟

- ليس في حالتي على الأقل. دائما ما نظرت إلى أعمالي نظرة جادّة. دائما ما رغبت أن أُعتبر مخرجا جادا. هذه كانت رغبتي.

·        *لكن أفلامك الأولى كانت كوميدية بقدر ما كانت أفلام شارلي تشابلن أو بستر كيتون كوميدية.. طبعا مع أفكار مختلفة.

- هذا صحيح، لكن السبب في ذلك هو أن أحدا لم يكن سيموّل أفلامي لو أنني لم أنتهج الكوميديا. لقد انطلقت كوميديًا ونجحت في هذا اللون، وبات صعبا بعد ذلك أن أستدير صوب الدراما. رحلتي كان عليها أن تقطع مسافة طويلة قبل أن يتغير استقبال الناس لي. لكني دائما ما أردت أن أكون دراميًا.

·        *أبطالك دوما في حالة نزاع داخلي. لا أحد منهم راض عما هو عليه. هنا الفيلسوف غير راض عن حال العالم أساسا. هل هذا توجه جديد في نظرك صوب طرح مشاكل غير شخصية أساسا؟

- لا أدري. هذه نقطة مثيرة للاهتمام، لأن آب (فينكس) في الوقت الذي يعتبر نفسه فيه قد فشل على أكثر من مستوى لا يزال مستعدا لدخول تجارب جديدة. بالتالي أزمته مع نفسه لم تنته بعد. لكن ما ذكرته لجهة أزمته مع العالم صحيح أيضا.

·        *هل تستخدم الأزمات الداخلية لشخصياتك لتثير قدرا من البحث حول الأفراد أم حول الحياة؟

- إذا استطعت إثارة الاهتمام بالناحيتين معا أكون وصلت إلى ما أبتغيه من تعميم الحالة. سألوني في المؤتمر الصحافي عن الشخصيات التي أقدمها ومصدر أزماتها، وقلت إن العالم يشهد اليوم ما شهده دائما من نزاعات ومشاكل. كله ورد في التراجيديات الإغريقية وصولا إلى شكسبير ودستويفسكي وإلى اليوم.

·        *هل ساعدتك السينما على أن تكتشف الحياة أو تواجه معضلاتها الكبيرة؟

- كل ما تستطيع فعله كفنان أن تصنع فنا تكشف فيه للناس لماذا الحياة تستحق أن تُعاش. لماذا هي عزيزة وجديرة بأن نحياها. عدا ذلك لا يهم ما الذي تعتقده فيها ولا تهم وجهة نظرك حولها، ستمر بك وبي وبكل الأحياء وتمضي.

·        *ماذا تستنج شخصيا من كل فيلم تقوم به.. هل ما زال كل فيلم حديث يدفعك لتحقيق فيلم آخر ينطلق من الفيلم السابق لفتح معالم جديدة أو طرح أفكار جديدة؟

- لا. ليس هذا ما يحدث معي. ولا أعتقد أنه يجب أن يحدث، وإلا فإن كل فيلم قد يلغي الآخر من جهة أن ما سبق هو تكوين خاطئ لاعتقاد ما وتريد الآن تصحيحه. هذا لن يؤدي إلى سياق سينمائي واحد ومتواصل وصحيح في بنيته. لا أستطيع أن أنتقل من وضع ثم أفكر به بعد التنفيذ لأكتب لاحقا وضعا مخالفا. ليس لديّ هذا المنهج. وبصراحة لا أشاهد أي فيلم من أفلامي بعد انتهائي منه.

·        *لماذا؟

- لأنني في هذه الحالة سأكتشف عيوبا وسأريد تصليحها قبل خروج الفيلم إلى الجمهور. هذا ليس ممكنا. أنت تكتب وتستطيع أن تعيد كتابة المقال الذي تكتبه في أي وقت قبل أن تبعث به إلى الناشر. السينمائي ليست لديه القدرة المادية ولا الفنية أو الإنتاجية على أن يراجع الفيلم بعد انتهائه ليدخل تعديلات عليه. لذلك لا أرى أفلامي حتى لا أشعر بأنني كنت أستطيع أن أفعل كذا أو كذا بها.

·        *هل اكتفيت من التمثيل لذلك لا تظهر كثيرا الآن؟

- لا أعتبر نفسي ممثلا كما شارلتون هستون أو روبرت ردفورد أو دستين هوفمن. أولئك يستطيعون تمثيل شخصيات متعددة. هذا هو الممثل الفعلي. هو القادر على لعب الأدوار المختلفة كما هو حال واكيم فينكس أيضا. أنا أمثل فقط. التمثيل مرتبط بشخصيّتي دائما. وبالنسبة لهذا الفيلم يحمل موضوعا ونبرة جادين، لذلك لو ظهرت فيه لتوقع الناس عملا مختلفا. لظنوا أن الفيلم كوميدي، وربما اعتقدوا أنني أخفقت في إضحاكهم هذه المرّة.

·        *ذات مرّة سألك زميل لي عن موقفك من الموت، وقلت إنك ما زلت ضده..

- (يضحك).. لم أغير موقفي السياسي منه بعد. وأعتقد أنني لن أفعل.

·        *أعود في النهاية إلى «رجل غير منطقي».. شخصية أستاذ الفلسفة مفاجئة من حيث إن المرء يعتقد أن دارس الفلسفة لا بد وجد مناعة حيال خيبات الأمل.. إيمانا ما يجعله قادرا على تجاوز الإخفاقات. لكن هذه ليست حالة واكيم في الفيلم..

- ما تقوله قد يكون صائبا على نحو واحد هو الإيمان. بصرف النظر عما تؤمن به فإن الإيمان يجعلك أكثر تحملا للإخفاقات. هذا في اعتقادي صحيح، حتى وإن كان ما تؤمن به في الحياة، لنقل نظامًا سياسيًا أو دينًا أو فكرة مثالية، صحيحا أم خطأ. هذا لا يهم. لكن ما تقوله لا يعني أن من يحمل ذلك الإيمان لا يداخله الشك أو لن يخسر إيمانه ليجد نفسه أقرب إلى خسارة حياته وكل شيء آخر.

الشرق الأوسط في

19.05.2015

 
 

الأميركي يكتشف لون زوجته المفضّل ...في غابة أشباح يابانيّة

كان (جنوب فرنسا) – إبراهيم العريس

لا شك في أن وودي آلن وناني موريتي وغاس فان سنت، كانوا بأفلامهم الجديدة المعروضة في دورة هذه السنة لمهرجان «كان»، بين أصحاب الأسماء البارزة المعروفين في شكل أو آخر بوصفهم «أبناء كان»، والذين اعتاد المهتمون بالسينما على انتظار جديدهم بترقّب وتلهّف، أكثر من انتظارهم أي اسم كبير آخر، لا سيما منذ أعلنت لوائح عروض الدورة الحالية. ولئن كان عرض فيلم وودي آلن «الرجل اللاعقلاني» شكّل إحدى الخيبات الكبيرة، فإن الخيبة الوحيدة التي فاقتها إيلاماً كانت تلك التي تبدت مع انتهاء عرض فيلم غاس فان سنت (في المسابقة الرسمية) «بحر من الشجر». وتصعب معرفة كنه الحشرة التي عقصت صاحب «فيل» و«قلق» و«الأيام الأخيرة»، وغيرها من أفلام صنعت مكانة فان سنت الطليعية في السينما الأميركية، فنقلته ليصوّر في اليابان حكاية غير قابلة للتصديق، أقل ما يقال عنها إنها مثيرة للضحك بينما كان مطلوباً منها أن تكون حكاية حب وذنب وأساطير وأشباح.

بطل الفيلم الأميركي (ماثيو ماكنافي) يعيش حياة متوترة مع زوجته (ناوومي واتس). لكنه حين تصاب بالسرطان، يحيطها بعنايته الفائقة وهي تطلب منه في لحظة حنان أنه إذا اقترب أجله يجب أن يموت في مكان خاص جداً يستحقّ الموت فيه. لكن الزوجة تشفى ويسرّ هو بذلك، حتى اللحظة التي تنقل فيها في سيارة الإسعاف من المستشفى للنقاهة ويتبعها هو في سيارته. هنا يكون القدر لها بالمرصاد فتقتل في حادث اصطدام. أما هو، فيكتشف أن في اليابان غابة كثيفة ينتحر الناس فيها، وسط بيئة حاضنة للأساطير وحكايات الأشباح. يتّجه الى هناك وقد اعتزم الانتحار كما وعد زوجته. وفي الغابة، يلتقي رجلاً يابانياً عازماً هو أيضاً على الانتحار... لكن الاثنين إذ يتعرضان للصعوبات والأخطار والجروح، يطلبان النجدة. يصل رجال الإنقاذ ويفلحون في إنقاذ صاحبنا الأميركي، لكنهم لا يعثرون على الياباني. ولاحقاً حين يعود الأميركي الى الغابة باحثاً عن صاحبه، يكتشف أن لا وجود له! إنه شبح سيدلّه على لون زوجته الراحلة وموسمها المفضّلين، لا أكثر ولا أقل!

ولم يكن فيلم ناني موريتي «أمي» على سوء فيلم فان سنت، لكنه لا يقدم جديداً بالنسبة الى مخرجه، اللهم إلا في مجال عودته الى سينما الحميمية بعدما انصرف عنها منذ «غرفة الإبن» (نال السعفة الذهبية قبل سنوات) الى تصفية حساباته مع البنية الفوقية للسلطة في إيطاليا، من الأحزاب لا سيما الشيوعي، الى بيرلوسكوني في «قايمان» الى الفاتيكان في «صار لدينا بابا». ظاهرياً، لا يبدو «أمي» حميمياً بالنظر الى أن موريتي على عكس حاله في أفلام مثل «مفكرتي العزيزة» و «أبريل» وحتى في «غرفة الإبن» ، ولكن في عمق الأمور وعلى رغم أن الشخصية المحورية هنا هي شخصية مخرجة امرأة تصوِّر فيلماً جديداً لها وسط انفصالها عن رجلها ومعاناتها مع ابنتها المراهقة، ومواكبتها اعتلال أمها وموتها مع نهاية الفيلم...

واضح أننا مع هذه السينما عن السينما، نواجه معاناة موريتي وقد شاء أن يُحدِث بعض التبديل محمِّلاً بطلته آلامه ومعاناته كسينمائي وإنسان، طارحاً إشكالات كان عدد من المخرجين صوّرها من قبله، بدءاً من مواطنه الكبير الراحل فلليني – بخاصة في تحفته «ثمانية ونصف» – وصولاً إلى يوسف شاهين – في «حدوتة مصرية» على الأقل – مروراً بالأميركي بوب فوس، في «كل هذا الصخب».

مغرٍ في النهاية فيلم موريتي الجديد، كما حال معظم الأفلام التي تتخذ السينما موضوعاً لها. لكنه لا يخلو من كليشيهات أضعفته، ستكون لنا عودة إليها.

الحياة اللندنية في

19.05.2015

 
 

في خامس أيام «كان»…

مواجهة «أخلاقية» بين فرنسا والنرويج

كان – من أسامة صفار:

شهد مهرجان «كان» السينمائي، في خامس أيامه، صراعا فرنسيا نرويجيا على السعفة الذهبية للدورة الثامنة والستين».

إذ عُرض فيلمان داخل المسابقة الرسمية، أولهما للشاب الفرنسي «ستيفان بريز» وهو «قانون السوق»، ويناقش إمكانية تكيف رجل أخلاقي مع قوانين السوق .

أما الثاني فهو للنرويجي «يوكيم تريير»، تحت إسم «أقوى من القنابل»، ويرصد لحظة إكتشاف صورة تحمل سرا رهيبا، قامت بالتقاطها في أفغانستان، مصورة عسكرية راحلة، تنتمي لأسرة تجتمع لتحاول تفسير الصورة.

ويشارك «ستيفان بريز» للمرة الأولى في المسابقة الرسمية بفيلم ينتمي للدراما الإجتماعية ويغوص في قلب العلاقات الحميمة، من بطولة «فينسانت لاندون»، ومجموعة ممثلين هواة.

ومنذ فيلمه الطويل الأول «المدن الزرقاء»، مروراً بفيلم «لست هنا من أجل الحب»، و«الأنسة شامبون»، وحتى «الربيع بعد ساعات قليلة»، لا يكف «بريز» عن وصف قصص الدراما البسيطة والمغامرات العادية.

وفي فيلمه الجديد «قانون السوق»، يقبل «تيري» العاطل عن العمل منذ فترة طويلة وظيفة حارس في مؤسسة كبيرة من أجل الإستجابة إلى حاجات عائلته المادية، ولكنه يواجه في عمله صراعات غير أخلاقية لم يتصورها. ويصف الفيلم كيف تنهك عجلات العمل الفاسدة والخالية من الإنسانية، الضمير البشري.

وإختار «ستيفان بريز» في طاقم عمله «إيريك دومون»، المصور السينمائي المتخصص في الأفلام الوثائقية من أجل تصوير أفضل لمظاهر التحديات على الشخصيات في العمل. وإستخدم المخرج أيضاً ممثلين غير مهنيين يعملون في الوظيفة التي يجسدونها في الفيلم، ويصف النقاد ما فعله «ستيفان بريز» بقولهم: «إفراط في الواقعية».

أما النرويجي «جواكيم تريير» فيعيد بلاده إلى مهرجان بعد غياب إمتد لعشرين عاما بفيلم «أقوى من القنابل»، حيث يرصد ما يواجه مراسلي الحروب من أزمات نتيجة المذابح والمجازر التي يشهدونها في عملهم.

وتلعب دور البطولة في الفيلم، الفرنسية «إيزابيل أوبير»، ويشاركها البطولة «جيرار ديبارديه»، الذي تخلى عن جنسيته الفرنسية وحصل على الجنسية الروسية.

وتقدم «إيزابيل أوبير» في فيلم «أقوى من القنابل»، دور مصورة فوتوغرافية فرنسية تقيم في نيويورك وتعمل مراسلة حربية لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أثناء تغطيتها للإحتلال الأمريكي لأفغانستان، وتشهد مقتل طفل في الثامنة في غارة أمريكية، وتصور طقوس دفنه على يد عائلته.

وتلتقط صوراً تتصدر الصفحة الأولى للجريدة، وتتوفى جراء حادث سيارة، ويرى أحد زملائها أنه ينبغي معرفة أن موتها لم يكن حادثا عرضيا ويبدأ في كشف الحقيقة.

وينتمي جواكيم تريير إلى عائلة من مخرجي السينما وهو طالب سابق بمعهد «المدرسة الوطنية للفيلم» في لندن وبعد رحلة مع الأفلام الوثائقية، يعود لإهتمامه السردي في «أقوى من القنابل».

ودخل «تريير» بوابة الشهرة بعد فيلمه الأول، الذي أثار إهتمام النقاد من حيث كتابته وإخراجه «أوسلو 31 أغسطس» عام 2011، ويتناول الفيلم صعوبات الحياة التي يعيشها جيله.

وينتهي المهرجان الذي يحظى بأهمية كبرى ضمن الفعاليات السينمائية العالمية، بمراسم توزيع جائزة السعفة الذهبية في 24 آيار/مايو الجاري.

فيلم «إنسايد أوت»

يسحر جمهور المهرجان رغم عرضه خارج المسابقة

كان (فرنسا) – رويترز:

جذب فيلم الرسوم المتحركة «إنسايد أوت» من إنتاج ديزني- بيكسار، الذي يتناول ما يدور في عقل فتاة صغيرة إهتمام مهرجان كان بعد أن نال إعجاب الجمهور وأثار تساؤلات بشأن عدم مشاركته ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان.

تظهر في فيلم «شركة بيكسار» التي سبق وقدمت فيلم «توي ستوري» قبل نحو 20 عاما وحديثا فيلم (أب) شخصيات تجسد المشاعر الإنسانية بأسمائها مثل الفرح والغضب والإشمئزاز والخوف والحزن وجميعها تتفاعل داخل رأس فتاة صغيرة إسمها رايلي.

وقوبل الفيلم بترحاب كبير من الجمهور المعروف بنقده للأفلام في المهرجان، حيث قدم العرض الأول للفيلم، ومن المقرر طرحه في دور العرض السينمائي الشهر المقبل. وأثار تساؤلات بشأن عدم مشاركته في التنافس على جائزة السعفة الذهبية للمهرجان والمقرر إعلانها يوم الأحد المقبل.

وقال جون لاسيتر مدير ومنتج شركة بيكسار لدى سؤاله عن عدم مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية «التواجد هنا جائزة حقيقية».

ويعرض الفيلم في إطار المهرجان، لكن خارج المسابقة الرسمية وهي طريقة تتبعها عادة شركات كبيرة مثل «ديزني» لجذب إنتباه وسائل الإعلام الدولية دون المخاطرة بالخضوع لتقييم لجنة تحكيم المهرجان.

وقال بيت دوكتر مخرج الفيلم وصاحب فكرته – التي قال إنه إستوحاها من خلال متابعة إبنته وهي تكبر وتقف على أعتاب سن البلوغ – إنه لا يرى فرقا بين صنع فيلم رسوم متحركة جيد وفيلم روائي جيد.

وقال «عادة ما يشار بكلمة رسوم متحركة الى نوع (من الأفلام) ونحن لا نؤمن بهذا.» وأضاف «نعتبرها فقط وسيطا وشيئا واحدا.. المعيار الحقيقي الوحيد الذي نعمل من أجله هو.. صنع شيء تريد رؤيته.. صنع شيء تفخر بتقديمه لأسرتك».

القدس العربي اللندنية في

19.05.2015

 
 

"قتلت أُمّي"

آية عبد الحكيم

في مهرجان (كان) بالعام الماضي، أثار المخرج الكندي الشاب (إكزافيير دولان) Xavier Dolan  ضيق الكثير من النقاد بعد تصريحاته – قبيل توزيع الجوائز – عن أحقيته بغنيمة كبيرة من لجنة التحكيم، ولو من قبيل تكريم جيل المخرجين الشبان الجدد. وبعد أن حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة مناصفة مع (جان لوك جودار) أصبحت تصريحاته أكثر تعقُّلاً وإحترامًا للمفارقة المدهشة التي جمعت بين (جودار) وبين ابن الخامسة والعشرين.

لم يكن ما فعله (دولان) بالشئ المبالغ فيه، فحين عُرض أول أفلامه بالمهرجان حاز احتفاء ودهشة الجميع، فقد كان عمره حين أخرج الفيلم تسعة عشر عامًا. كما أنه لم يكتفِ بإخراج الفيلم فحسب، بل كتب قصته، أدّى دور البطولة، وشارك في إنتاجه.

وعلى مدار أربع دورات تالية شاركت أفلامه في المهرجان حتى أصبح يُشار إليه كـ (طفل كان المدلل) إلى أن أصبح هذا العام واحداً من أعضاء لجنة التحكيم مجاوراً لمخرجين كالأخوين (كوين) والمكسيكي (جيليرمو ديل تورو).

بين فيلميّ (دولان) الأول والأخير خمسة أعوام، لكنه لم يجول بعيداً عن موضوعه المفضل: "العلاقة المعقدة بين ابن وأمه". في فيلم (I killed my Mother – قتلت أمي) هناك (أوبير) المراهق الذي يكره أمه. ليس لدينا أسباب واضحة للكراهية، حتى في الفيديوهات التي يُسجِّلها الفتى ويحكي فيها عن أمه يتحدث عن أنه ربما أحبّها كشخص عادي، بل ربما قتل من أجلها، لكنها فقط لا تصلح أن تكون أمه. ربما كان (أوبير) متأثراً بالأم المتحررة لصديقه وعشيقه (أنطون) في مواجهة أمه التقليدية، وبعلاقته الفريدة مع مدرسته التي تحاول أن ترعى موهبته في الكتابة، وتجعل منه صديقًا مقربًا لها. لكن لا شئ تفعله أمه على وجه التحديد يجعلها محط كراهيته غير المعقولة. الأم (شانتال) تربي ابنها وحدها وتواجه عصبيته ومراهقته، تتصرف بجنون أحيانًا، وبحُبّ أحيانًا أخرى. علاقة تتذبذب يوميًا تتخللها مواجهات حادة، إلى أن تعرف بالصدفة أن ابنها مثلي الجنسية. لا تشكل مثليته مشكلتها، لكنها تضيق بالطريقة التي عرفت بها. يبدو هذا كأكثر الأحداث الفاصلة بعلاقتهما إلى أن تُقرر أن تستعين بوالده لإجباره على الالتحاق بمدرسة داخلية.

في واحد من أصدق مشاهد الفيلم تتشاجر الأم مع مدير المدرسة الذي يقترح أن مشكلة ابنها سببها تربيتها له بمفردها دون سلطة ذكورية، في لحظة تتحول السيدة المهندمة التي كانت تختال في الطريق لمكتبها إلى أم ثائرة تزأر في الهاتف، تسبّ مدير المدرسة، تدافع عن موقفها كأم وحيدة تقاتل لأجل ابنها، في حين يهرب الأباء عادة من المسئولية. تغلق الهاتف وتستجمع نفسها وتعيد هندامها مجدداً.

تسعة عشر عامًا خلف الكاميرا ووراء السيناريو الذي قد لا يكون شديد الإحكام، لكنه نقل العلاقة المضطربة للشاشة بسلاسة وبساطة. منذ المشهد الأول تبدو شاعرية دولان مكثفّة بشدة: صوته وحركته المحدودة أمام الكاميرا التي تنقل اضطراب ملامحه، حركة يديه وأصابعه، ثم موسيقى أوبرالية ومشهد عادي لأمه تتناول إفطارها في هدوء، وكيف يكره هو تلك التفاصيل البسيطة المتعلقة بها، دون منطق واضح !

لكنه حين يعود ثملاً للمنزل يهرول لغرفتها، يوقظها ويحكي لها عن حبه. يستقيظ باليوم التالي ناسيًا تمامًا ماذا قال، وماذا حدث. دون أن ينظر لها يخبرها أن أيًا كان ما قاله فهو تأثير السكر والمخدر الذي تعاطاه.

لا يمنحك (دولان) مبرراً للكراهية أو لإضطراب العلاقة. ولا نهاية مُرضية لهذا الثنائي، وحتى عنوان الفيلم (قتلت أمي) لا يمثل فعلاً حقيقيًا للقتل، لكنها الرغبة التي تدور بعقل المراهق الحانق على أمه، الكاره لأبيه الذي لا دور له بحياته إلا حين يجبره على الالتحاق بمدرسة داخلية ليتجنب صداماته مع أمه.

قُدم الفيلم على أنه "سيرة نصف ذاتية" لـ (دولان) الذي اعترف أن بالفيلم الكثير من حقيقته، وحين سئُل عن رأي والدته بالفيلم أجاب "كانت تشعر بالخجل، وأجابتني (أحببته، أضحكني، وأبكاني) ولم نتحدث بالأمر ثانية".

وكأن ( دولان) يُعيد للأم إعتبارها، حتى أنه اختار نفس الممثلة (آن دورفال) Anne Dorval لتؤدِّي دور الأم في فيلمه الأخير (Mommy – أمي)، لكنه اتخذ جانبها من الرواية. فهذه المرة ننتقل للأم (دايان) التي تحب ابنها (ستيف)، الفتى الخارج عن السيطرة تمامًا. هي أرملة أربعينية ترتدي ملابسها كمراهقة، تحاول أن تعيش الحياة كأخفّ ما تستطيع، لكن ابنها المصاب بفرط النشاط، والذي أخرجته لتوها من إصلاحية للشباب بعد حادثة شغب، يُثقل من حياتها كثيراً. الشجار الحادّ الذي يصل لحد العنف، ثم التدليل والحب والغناء والرقص برومانسية على صوت (سيلين ديون)، ثم المزيد من الشجار.

( دولان) يشخصن الأمر كثيراً بكادرات ضيقة وعدسة محيّرة تجعل الفيلم في معظمه أقرب لصورة (بورتريه) إلا في مشهد أو اثنين تتسّع الشاشة بانطلاق يماثل التحرر الذي يشعر بيه (ستيف) وهو يتحرك بحرية فوق زلّاجته، ترافقه والدته وجارته (كايلا) على دراجتيهما. (كايلا) هي الجارة الطيبة، المدرسة المتلعثمة التي تحاول أن تساعد الفتى في دروسه وخلال عمل أمه في تنظيف المنازل، لكنها في واحد من أكثر مشاهد الفيلم حدة، تكشف عن جانب هش لـ (ستيف) الطفل الباكي الممزق بين طبيعة مرضه، وبين فطرته كفتى يحب والدته ويفتقد والده ولا يملك ما يفعله ليخفف من دراما حياتيهما، وعن قوة كامنة داخلها تتحدّى صورة المرأة المتلعثمة الخجول التي لا يتوقع أحد ثورتها أو عنفها !

ثلاث شخصيات كُتبت بحرفية عالية، وقُدمت بأداء ثلاثي تنافس أصحابه على الإبداع، فخرج الفيلم صادقًا، صادمًا، وكأفضل ما صنع أصحابه.

يصنع (دولان) نهاياته القاسية بأكبر قدر من الشاعرية: موسيقى كلاسيكية هادئة، أو أغانٍ يحبها أبطاله، تصوير بطئ و شعور طاغٍ بأنهم في حلم، ثم تصطدم بالنهاية المباغتة.

ليست النهايات وحدها هي مايميز (دولان)، لكن شاعريته السينمائية تبدو في الكثير من مشاهده، حتى أنك وبرغم النضج الفني والفارق الواضح بين الفيلمين، يمكنك تمييز بصمته الخاصة في كليهما في حركة الكاميرا الهادئة المصاحبة للموسيقى أو الأغاني التي يختارها بعناية، وفي الكادرات القريبة من ملامح شخصياته لتبدو كل ارتجافة شفة، وكل اختلاجة عصب واضحة للعين. كذلك ألوانه المبهرة، وخيالات أبطاله بين ركض (أوبير) خلف أمه في إحدى الغابات، وبين أحلام (دايان) بشابٍ هادئ وناجح، وسنوات أقل بؤسًا وصعوبة في تربيته.

قد لا يكون لـ (إكزافيير دولان) بصمته العميقة على السينما بعد، لكن كل ما يقدمه المخرج الشاب يُنبئ بمستقبل قوي وأعمال سينمائية ستُخلّد في أذهان المهتمين بالسينما، وربما يكون عمله المقبل مدخله لمشاهدين أبعد من المهتمين بمهرجانات السينما المنغلقة على جمهورها، وبداية حقيقية ليُرسِّخ وجوده بين صناع السينما.

الجزيرة الوثائقية في

19.05.2015

 
 

"ديجراديه" يأخذ غزّة إلى مهرجان كان

أسماء الغول - غزة

صالات السينما المهجورة في مدينة غزة، أصبحت مَعلماً عادياً تمرّ به مشياً أو تلحظها من نافذة السيارة، لكن هذا لا يعني أن مدينة غزة ذاتها لم تكن إلهاماً وشكّلت حالة سينمائية لمخرجين متميزين أخرجوا وصورّوا أفلاماً وصلت إلى العالمية.

ومن هؤلاء التوأم عرب وطرزان "محمد وأحمد أبوناصر"، اللذين درسا الفن التشكيلي في قطاع غزة وكان أول  مشروع لهما هو (Gaza Wood)، الذي حاز على الجائزة الأولي فى مسابقة الفنان الشاب لعام 2010 ، التابعة لبرنامج الثقافة والفنون فى مؤسسة عبد المحسن القطان، والتي تُعقد كل عامين للفلسطينيين فى العالم ومخيمات الشتات.

وكانت تتمثّل فكرة مشروعهما في تمثيل وتصوير أفيشات أفلام عالمية، فقد حولّا غرفتهما إلى موقع تصوير، ليصمّما إعلانات الأفلام الشهيرة في هوليوود، وبالفعل سرعان ما تحول مشروعهما إلى حقيقة حين أصبحا مخرجيّن لأفلام حقيقية دون الحاجة لتمثيل أنهما يمثلان..!
وقد وصل الشقيقان التوأم منتصف شهر إبريل الماضي، رسالة تفيدهما أنه تم اختيار فيلمهما الروائي الطويل ديغراديه " Dégradé"، وهو فيلم إنتاج فرنسي فلسطيني،  ليُعرَض على هامش المسابقة الرسمية في «أسبوع النقاد» خلال مهرجان «كان» الدولي السينمائي بنسخته الـ68 والذي يُعقد بين 13 و24 أيار (مايو) الجاري في مدينة «كان» جنوب فرنسا.

و«ديغراديه» يحكي عن قصة مجموعة من النساء يضطررن للمكوث في صالون حلاقة نسائي بحيّ الشجاعية شرق مدينة غزة، لوقت طويل، بعد إغلاق باب الصالون من الخارج على إثر حدوث اقتتال في الشارع الذي يقع به، بين الأجهزة الأمنية في غزة التي تقودها حركة حماس، وبين عائلة شهيرة سرقت أسدا من حديقة الحيوانات.

ويجمع الفيلم الذي تم تصويره في الأردن بين التراجيديا والكوميديا، وتُمثِّل فيه الممثلة الفلسطينية المعروفة هيام عباس، وهو مقتبس عن حادثة حقيقية حين شبّ شجار مسلح بسبب الأسد، إلا أن المخرجين بخيالهما أضافا إلى السيناريو حبكة إغلاق الصالون والثلاث عشرة امرأة اللواتي علقن داخله. وترشّح الفيلم خارج المسابقة الرسمية لجائزتي " النقاد"، و"الكاميرا الذهبية". واعتبر "عرب" هذا الترشح خطوة كبير في تاريخهما الحديث نسبيا في عالم السينما، ومسؤولية كبيرة تقع على عاتقهما إزاء فيلمهما القادم.

وقال عرب للجزيرة الوثائقية خلال لقاء عبر الهاتف "الفيلم يتحدث عن 13 امرأة اضطُررن للبقاء داخل صالون حلاقة، وتدور بينهن أحاديث عن وضع البلد والمشاكل الداخلية، وكل امرأة منهن تحمل شخصية وقلقاً مختلفاً".

وأوضح أن الفيلم يناقش كل ما يتعلق بغزة من هموم وواقع كالحرب والانقسام بين حماس وفتح ووضع النساء في غزة، إضافة إلى مشاكلهن الخاصة.

وفصّل بقوله "فهناك امرأة ذاهبة إلى موعد مع محاميها للحصول على الطلاق، وأخرى تعاني من ظلم المجتمع، وعروس من المفترض أن تذهب لحفل زفافها وبصحبتها قريبتها، وأخرى ذهبت لتستمع إلى القصص بدافع الفضول، إضافة إلى صاحبة الصالون الروسية المقيمة في غزة" وذكر عرب للجزيرة الوثائقية: "إنتاج الفيلم هو إنتاج مشترك، فهناك المنتج الفلسطيني رشيد عبد الحميد، والمنتج الفرنسي، وهي شركة لوتمبور du tambour الفرنسية" وكان فيلمهما الفلسطيني " كوندوم لييد"، ترشّح لنيل السعفة الذهبية عن فئة الأفلام القصيرة في إطار المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" بنسخته السادسة والستين عام 2013.

وتترك هذه الترشيحات العالمية لأفلام فلسطينية، سؤالاً كبيراً إذا ما كان هناك مشهد فلسطيني سينمائي أم هي حالات إبداعية فردية؟ خاصة مع قلة اهتمام الجهات الرسمية الثقافية في الضفة الغربية وقطاع غزة بالسينما وإنتاج الأفلام، وغلبة المشهد السياسي المنقسم وتدهور الأحوال المعيشية، والتركيز على الإغاثة والمساعدات المعيشية بدلاً من الاهتمام بأي صناعة فنية.

 وكانت حركة حماس أنتجت خلال الأعوام التسعة السابقة أفلاماً سينمائية كفليم "عماد عقل" و"عاشق البندقية"، لكنها أفلام تحمل بشكل واضح فكر الحركة ورؤيتها للفترات التاريخية الحاسمة كالانتفاضة الأولى.

ولم يكن قطاع غزة على الدوام فقيرا من السينما، بل شهد زمناً ضجّت فيه صالات السينما بالحياة، فحسب مصادر تاريخية كانت أول سينما عام 1944حين قام الحاج رشاد الشوا بالحصول على ترخيص لسينما السامر، وأتى بالقماش الأبيض من مدينة المجدل الفلسطينية، والأجهزة من أوروبا، والأفلام من مصر عبر القطار، وكانت الجماهير تحضر الأفلام والطائرات تُحلِّق فوقها في الحرب العالمية الثانية، وزار هذه السينما الفنان فريد الأطرش وشقيقته المطربة أسمهان وسط حضور حاشد من الجمهور.

وبعد 1948 بدأت وكالة تشغيل وغوث اللاجئين الفلسطنيين "الأونروا" تعرض أفلاماً موجهّة إلى اللاجئين داخل القطاع في عربات مُتنقِّلة بين المخيمات تحوي أفلاماً حول النظافة الشخصية وغيرها من التوجيهات، ويُقال أن هذه الطريقة كانت تقليداً لعربات السينما المتنقلة التي أدخلها مصريون إلى غزة، وعرضت مشاهد لتدريبات الجيش المصري، وكان مكتوباً على العربات قافلة الاستعلامات.

وبعد عام 1953 أصبح في قطاع غزة سينما النصر الممتدة وقتها على مساحة 3000 متر مربع، وازداد عدد دور السينما خاصة في السبعينات لتصل إلى حوالي عشر دور للسينما منها النهضة والسلام وصابرين في مدينة رفح والحرية في مدينة خان يونس وصالات النصر والجلاء والسامر في غزة.

وكان أغلب الأفلام يأتي من مصر حتى عام 1967 فبعد الاحتلال الإسرائيلي بدأت تأتي الأفلام من إسرائيل، وفي السبعينات ظهر التنافس التجاري بين دور العرض، حتى الثمانينات حين تصاعد التحريض في المساجد ضد هذه الدُور، وتم حرق بعضها وإغلاق الأخرى وصولاً إلى هذه اللحظة التي تحولت فيها مباني الصالات القديمة إلى مكبّات للنفيات أو صالات أفراح.

الجزيرة الوثائقية في

20.05.2015

 
 

لأول مرة عالم فرنسى ينافس نجوم كان بفيلم الختام «الجليد والسماء»

حنان أبو الضياء

يبدو أن مهرجان كان فى دورته الحالية مستمر فى تقديم الجديد فى الرؤى والأطروحات، والاختيارات الفنية التى ستتوج فى ختامه بفيلم مختلف

عن البيئة وعالمها الفرنسى الشهير عالم الجليد كلود لوريوس الذى عبر عن تشاؤمه بخصوص العالم عندما قال «نتوقع قفزة مناخية مع نهاية القرن قد تساوى تلك التى شهدها الكوكب فى غضون عشرة آلاف عام» ودعما وتضامنا مع أولئك الذين دقوا ناقوس الخطر منذ زمن بعيد، قرر مهرجان «كان» أن يساهم أيضا من خلال عرض Ice and the Sky «الجليد والسماء» فى الختام كدعاية عالمية مختلفة من أجل إنجاح مؤتمر التغيرات المناخية الذي سيعقد بباريس من 30 نوفمبر وإلى 11 ديسمبر 2015.. الفيلم للمبدع لوكا جاكي، الحاصل على جائزة الأوسكار عن فيلم March of the Penguins.. وفيلمه الجديد يعرض يوم الأحد 24 مايو بقصر المهرجانات.. ويناقش لوك جاكي في هذا الفيلم الوثائق الاكتشافات العلمية لكلود لوريوس الذي ذهب سنة 1957 إلى القطب الجنوبي المتجمد. لقد كان أول شخص سنة 1965 يهتم بالاحتباس الحراري وانعكاساته على كوكب الأرض. ومازال الى اليوم وهو في سن 82 يتطلع على أمل أن الإنسان سيعتدل، وسيدرك أهمية التضامن الذي سيجعل الناس الذين يعيشون على هذه الأرض يتجهون للتصرف بطريقة أخرى، تنقذهم من كارثة الاحتباس الحرارى.. يقول لوك جاكي: «إن مهرجان «كان» فرصة كبيرة لهذا الفيلم ولما يحمله من رسائل.. وأنا سعيد ومتأثر تماما مثل عازف الناي الذي تم استقباله بالقصر. وإن عرض الفيلم بأكبر مهرجان سينمائي يساهم في التحدي الكبير الذي يجب أن تواجهه الإنسانية بأسرع وقت  لتأمين مستقبلها ومستقبل كوكب الأرض. وإن لغتي هي السينما. وإذا كنت أصنع أفلاما مختلفة في أوقات مغايرة. فيمكنني أيضا أن أصنع أفلاما سياسية أو أفلاما لا اتجاه لها. ولقد كرس «لوك جاكي» عمله كله للبيئة وللطبيعة وخاصة مع فيلمه March of the Penguin «مسيرة البطريق» وهو فيلم وثائقي فرنسي حاز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، ومن إنتاج  جمعية ناشيونال جيوجرافيك وبون بيوش. استغرقت مدة تصوير الفيلم سنة كاملة حيث انعزل المصوران  لوران شالي وجيروم ميزون لأخذ اللقطات، وقد تم تصوير الفيلم في القاعدة الفرنسية العلمية أرض أدلي سنة 2005, ويصف الفيلم الرحلة السنوية التي يقوم بها البطريق الإمبراطوري الذي يعيش على الأنتاركتيكا. فكل البطاريق البالغة (الأكبر من 5 سنوات) تغادر موطنها الطبيعي المحيط، لتذهب صوب مكان أسلافها، ويقوم البطاريق الذكور بمغازلة الإناث، فإن نجحت المهمة فالنتيجة بطاريق صغار. ولكي يبقى البطريق الصغير على قيد الحياة فعلى الأبوين القيام برحلات شاقة لجلب الطعام؛ وذلك على مرّ الأشهر حتى يبلغ الصغير ويستطيع الاعتماد على نفسه, واستكمل المسيرة بفيلم Le Renard et lenfant سنة 2007 «الثعلب والطفل» وفيلم Il était une forêt سنة 2013. كما أسس المنظمة غير الحكومية Wild Touch لتعليم الشباب احترام والحفاظ على كوكبنا.. وأعتقد أن مهرجان كان بعرضه هذا الفيلم ينحى بالمهرجان الى منعطف أكثر ايجابية وانسانية, مؤكدا أن الفيلم ليس رد فعل ولكن هو نفسه محفز للفعل لكون الفيلم سيكون دعما حقيقيا للمؤتمر الذي يجمع 196 بلدا و40.000 مشارك، سيكون واحدا من أهم المؤتمرات الدولية التي تعقد حول المناخ راهنا على مكافحة التغير المناخي الذي يهدد مجتمعاتنا واقتصاداتنا. والهدف الرئيسي هو أن تتخذ اجراءات ملموسة لكي يتم احترام معاهدة كوبنهاج (2009) للحد من زيادة حرارة الأرض عالمياً إلى درجتين نسبة لما قبل العصر الصناعي.. وهذا المخرج الفرنسى الواعى لوكا جاكي يدعم بلده الذى اختير لاقامة هذا المؤتمر بفيلم عن أحد علماء فرنسا البارزين فى هذا المجال عالم الجليد كلود لوريوس الذى يبدو أن سيكون منافساً قوياً لنجوم العالم فى كان بحضوره ومجهوده العلمى.

صور.."بلانشيت" و"بلنت" و"بورتمان" يتألقن بعرض "Sicario" فى "كان"

القاهرة – بوابة الوفد – ولاء جمال جـبـة

شهد العرض الخاص الرسمى لفيلم "Sicario" تألق عدد كبير من نجوم ونجمات هوليوود الذين حرصوا على الحضور ومشاهدة الفيلم، مساء أمس الثلاثاء، وكان من أبرزهم النجمتان "كيت بلانشيت" و"إيميلى بلنت" و"ناتالى بورتمان".

اختارت الفنانة "إيميلى بلنت"، بطلة فيلم "Sicario"، ارتداء فستان لمّاع من تصميم "ستيلا ماكارتنى" بالإضافة إلى بعض المجوهرات الأنيقة المُرصعة بـ"اليشْب" وهو من أكثر الأحجار الكريمة غلاءً وجمالاً ويتخذ للزينة وجلب الحظ، وهو ما كان واضحاً فى السوار والأقراط، بالإضافة إلى الكعب العالى نزولاً على رغبة منظمى المهرجان.

وحضر العرض الأول الطاقم الأساسى للفيلم متمثلاً فى المخرج "دنس فيلفينو" والفنان "جوش برولين" والفنان "بينيسيو ديل تورو".

وحرصت الفنانة العالمية "كيت بلانشيت" على حضور العرض الأول لفيلم "Sicario" ومؤازرة زملائها أبطال الفيلم، وقد ظهرت "بلانشيت"، 46 عاماً، فى شكل أنيق وجذاب من خلال ارتداء فستان أسود من تصميم "أرمانى".

وأثارت "بلانشيت"، الحائزة على جائزة الأوسكار، جدلاً كبيراً مع بداية المهرجان بالتصريحات التى أدلّت بها فى حوار لمجلة "فاريتى" والتى فهمها الجمهور على أنها مثلية الجنس غير أنها أوضحت فى مؤتمر صحفى فى "كان"، يوم الأحد، أنها "لم تواعد نساء فى الماضى ولم تقم بعلاقات مثلية".

وقد حضرت الفنانة "ناتالى بورتمان" العرض الخاص لفيلم "Sicario" لتشجيع زملائها مُرتديةً فستان أخضر من تصميم "لافين"، وتشارك "بورتمان"، الحائزة على جائزة الأوسكار، فى الدورة الـ68 لمهرجان "كان" بفيلم "A Tale of Love and Darkness" الذى يُعد التجربة الإخراجية الأولى لـ"ناتالى بورتمان".

إيرينا شايك تلفت الأنظار بفستانها في مهرجان "كان"

القاهرة - بوابة الوفد - خاص:

خطفت عارضة الأزياء الروسية، إيرينا شايك، الأنظار بمهرجان "كان" السينمائى بدورته الـ68، حيث أرتدت "سلوبت" أبيض فضفاض، وزينت إطلالتها بأحمر شفاة باللون الأحمر.

يذكر أن إيرينا شايك ارتبطت بنجم هوليوود برادلى كوبر، بعدما كشفت أنها تركت صديقها لاعب كرة القدم رنالدو بسبب خيانته لها بعدما اكتشفت أنه يراسل بنات من مختلف بلاد العالم.

الوفد المصرية في

20.05.2015

 
 

«ديجراديه» ممثل السينما العربية الوحيد في مسابقات «كان»

غياب عربي عن منافسات السعفة الذهبية

البيان - وكالات

في الوقت الذي قدم فيه مهرجان دبي السينمائي، أمس، عرضاً مميزاً لمجموعة من أفلامه في سوق كان السينمائي، احتفى مهرجان كان السينمائي بالفيلم الفلسطيني «ديجراديه» للمخرجين التوأم محمد وأحمد أبو ناصر المعروفين باسم عرب وطرزان، حيث يعرض الفيلم ضمن تظاهرة أسبوع النقاد التي تعد إحدى التظاهرات الرسمية بالمهرجان، ليكون «ديجراديه» الفيلم الوحيد الذي يمثل السينما العربية في هذه التظاهرة «كان»، الأمر الذي كشف عن أزمة السينما العربية، التي غابت عن منافسات السعفة الذهبية، مسابقة المهرجان الرسمية، لتطل المغرب من خلال أسبوع المخرجين بفيلم للمخرج نبيل عيوش.

غير تقليدي

«ديجراديه» والذي تلعب بطولته الممثلة والمخرجة هيام عباس، يغرق في الكوميديا السوداء التي وصفها بعض النقاد بأنها «مستفزة»، فأحداثه تدور حول مجموعة من النساء اللواتي حوصرن في صالون تجميل، إبان الحرب الأخيرة على غزة، فيما يتصاعد غضب الرجال في الخارج، ليصفه تشارلز تيسون المدير الفني لأسبوع النقاد في «كان» بالقول: «إنه فيلم غير اعتيادي وغير تقليدي في كيفية تصويره حياة أناس يعيشون في مناطق محاصرة ومخنوقة كغزة»، ليستحق الفيلم الترشيح لجائزة أسبوع النقاد التي يتنافس عليها مع 7 أفلام أخرى.

في المقابل، أطل المغرب في تظاهرة «أسبوع المخرجين» عبر فيلم المخرج نبيل عيوش «محبوبة جداً» والذي تناول فيه موضوع الدعارة في المغرب، الأمر الذي جعل الفيلم مثيراً للجدل. ورغم تقلص التواجد العربي في المهرجان، إلا أن ركن الفيلم القصير، شهد تواجد المخرج الكويتي صادق بهبهاني بفيلمه «الزولية» الذي يلعب بطولته خالد أمين ونوار القريني، وتعتمد أحداثه على قصة من تأليف هيثم بودي.

ذر الرماد

إدارة المهرجان حاولت التغلب على شح الأفلام العربية في أروقة «كان»، من خلال حشد عديد الوجوه العربية في لجان تحكيم قسم «نظرة خاصة» و«الأفلام القصيرة»، ومن بينها المخرجة اللبنانية نادين لبكي ومواطنتها جوانا حاجي والسعودية هيفاء المنصوري، والموريتاني عبدالرحمن سيساكو، والممثل الفرنسي من أصل جزائري طاهر رحيم، الأمر الذي اعتبره بعض النقاد بأنه محاولة من إدارة المهرجان لتدارك الغياب العربي أو «ذر الرماد في العيون».

على صعيد آخر، استطاع فيلم الانيمشن «انسايد أوت» (الداخل إلى الخارج) من إنتاج ديزني-بيكسار، سحر جمهور «كان» رغم عرضه خارج المسابقة، حيث يتناول الفيلم، المقرر عرضه في صالات السينما الشهر المقبل، ما يدور في عقل فتاة صغيرة، ليثير بذلك تساؤلات الجمهور حول أسباب عدم مشاركته في المسابقة، لتأتي الإجابة على لسان جون لاسيتر مدير ومنتج شركة بيكسار، والذي قال: «التواجد هنا جائزة حقيقية». مخرج الفيلم وصاحب فكرته بيت دوكتر، أشار إلى أنه استوحى الفكرة من خلال متابعة ابنته وهي تكبر وتقف على أعتاب سن البلوغ، مضيفاً أنه «لا يرى فرقاً بين صنع فيلم رسوم متحركة جيد وفيلم روائي جيد».

مريم

أعلنت القناة الفرنسية (+Canal)، عن حصولها على حقوق العرض التلفزيوني الحصري مدفوع الأجر للفيلم الفلسطيني الكوميدي القصير «السلام عليك يا مريم» للمخرج باسل خليل، ليتم عرضه على القناة، فيما ستقوم شركة ماد سيليوشن بتوزيعه عربياً، في حين تتولى «اوتا ميديا» توزيعه عالمياً. ويقدم الفيلم قصة نمط الحياة الصامت الذي تعيش به 5 راهبات في دير منعزل بالضفة الغربية، ويختل هذا النظام عندما تتعرض عائلة من المستوطنين الإسرائيليين لحادث خارج أسوار الدير في بداية يوم السبت الذي يمتنع فيه اليهود عن استخدام الأدوات التكنولوجية مثل الهواتف، وسط راهبات نذرن أنفسهن للصمت.

مفارقات على سجادة "كان"

إعداد: داليا بسيوني غرافيك: أسيل الخليلي

شغف المشاهير وحبهم للتميز على السجادة الحمراء يعرضهم أحياناً إلى بعض المفارقات المؤثرة والغريبة التي يصعب نسيانها، ويساهم المصورون في تخليدها إلى الأبد، منذ أيام بدأت فعاليات الدورة 68 لمهرجان "كان" السينمائي الدولي، أحد أهم وأقدم المهرجانات الفنية العالمية، نتذكر معاً أغرب وأطرف المواقف التي تعرض لها أشهر نجوم هوليوود في المهرجان خلال دوراته السابقة، والتي ستظل محفورة في ذاكرة السجادة الحمراء.

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي إضغط هنا

البيان الإماراتية في

20.05.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)