كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

ماذا فعلنا بنسائنا الغاليات... من غزة إلى إيران؟

كان (جنوب فرنسا) – إبراهيم العريس

مهرجان كان السينمائي الدولي الثامن واالستون

   
 
 
 
 

حتى لو غابت السينما العربية عن دورة «كان» واحتاج الأمر إلى انتظار عرض «حب مفرط» للمغربي نبيل عيوش، لتذوُّق شيء من نكهة السينما حين تعبّر عن مجتمع عربي ما، لم يخل الأمر، بعد كل شيء، من حضور لشرقنا الأوسط المتفجر وقضاياه الشائكة في العروض الكانية، على الأقل في فيلمين عُرضا في تظاهرتي «أسبوع النقاد» (فيلم «متدرج» الفلسطيني) و «نظرة ما» («ناهد» الإيراني). صحيح أن ليس سهلاً القول عن أي من هذين الفيلمين أنه تحفة سينمائية كانت تستحق مصيراً كانيّاً أفضل، لكن ميزتهما معاً أن كلاً منهما يغوص في رصد اجتماعي في ما آل إليه بعض أحوال بلده في عمل أول تبنى بوضوح وجهة نظر المرأة في مجتمعين لم يعد في أيهما للمرأة إلا عالمها الداخلي، تعيش الحياة من خلاله كما هي من دون أمل بتغيُّرات قريبة تعيد إليها مكانة كانت لها لعقود قليلة.

تدور أحداث الفيلم الأول في غزة، وهو للأخوين الفلسطينيين الشابين طرزان وعرب ناصر (مواليد غزة عام 1988، أي في العام الذي أغلقت فيه آخر صالة سينمائية في غزة)، وينطلق من حادثة حقيقية واقعية، إذ سَرَقَتْ عائلة مسلحة وذات نفوذ أسداً من حديقة حيوانات غزة، كنوع من التحدي لسلطة «حماس» الحاكمة. على الفور يطوّق مقاتلو «حماس» المنطقة لشن هجوم بالرصاص والرشاشات على العائلة المتمردة. من حول هذه الحادثة رسم الأخوان ناصر، حكاية صالون حلاقة مجاور لمكان الاشتباك، نقلا الكاميرا إليه لترصد على خلفية الحدث الخارجي، المجتمع المغلق لنحو دزينة من نساء غزاويات حوصرن في المكان، ولم يجدن أمامهن وسط الرعب والسأم واللايقين الذي تحولت إليه حياتهن، سوى أن يتابعن ما جئن يفعلن بزينتهنّ وشعرهنّ وجلدهنّ في الصالون، عالمهنَّ الحميم الذي يقيهنّ عادة صلافة الذكور وتسلُّطهم، في مجتمع يبرز أكبر مقدار من التشدُّد مع النساء أنفسهن... باسم الدين والقضية.

والحال أن ما يدور على الشاشة خلال زمن الفيلم (ساعة ونصف ساعة تقريباً) الذي هو زمن الأحداث الخارجية، إنما هو رصد للحياة كما هي ورسم لغياب الأوهام والأحلام الكبيرة. إنه رفض المرأة لما يحصل وثورتها عليه لا أكثر ولا أقل، وكل هذا في أسلوب يشوبه بعض الإطالة ويتسم بتأرجح غير موفق دائماً بين الكوميديا السوداء والشكوى الجدية، بخاصة أن المخرجين اختارا أن تمثل نساء الفيلم كل الأعمار والطبقات والطوائف في فلسطين اليوم... تنويعة ذات دلالة في مقابل أحادية الطرف الآخر سواء كان من «الأبطال» أو من «الحرامية».

الحياة كما هي، ولكن من دون تمرُّد ظاهر على الأقل، وبسلاسة سينمائية أمّنها سيناريو مُحكَم كتبته الإيرانية إيدا باناهاندي لفيلمها الأول «ناهد»، هي ما يطالعنا في هذا الفيلم البسيط الذي يرينا امرأة إيرانية معاصرة تبدو كأنها المعادل الأنثوي لـ «حرّيف» محمد خان كما مثله عادل إمام قبل عقود. ناهد هنا امرأة مطلّقة تُصرّ على حضانة ابنها المراهق، خلافاً للقانون الجائر الذي يعطي الحضانة للأب ولو كان مدمن هيرويين سابقاً كما حال مطلقها هنا. وناهد امرأة بائسة تركض ليلاً نهاراً، بالمعنى الحرفي للكلمة، لتؤمن لقمة العيش. تقترض من هنا، لتسدّ من هناك. تقبل بزواج عرفي لكي تحصل على بعض العيش وبعض الحنان. يطاردها زوجها القديم أملاً باستعادتها، فيما تطارد هي ابنها خوفاً من أن يكون مصيره كأبيه... وفي اللحظات التي يبدو لها فيها أنها قطعت جزءاً من طريقها الشاق يُظهر أخوها سلطة مطلقة عليها مكبلاً إياها... وسط هذا كله يخبرنا الفيلم بمصير امرأة إيرانية يبدو ركضها أشبه بصعود سيزيف إلى أعلى جبل لا يصله أبداً.

ناهد في إيران بركضها الذي لا يتوقف، ونساء صالون غزة بجمودهن، هن صورة لما فعله الشرق الأوسط بنسائه... بحيث يبدو في النهاية أن المعركة واحدة والاستسلام واحد، في الزمن الراهن على الأقل. والسينما هنا لتقول هذا بالطبع.

الحياة اللندنية في

20.05.2015

 
 

ثلاثة أفلام لمخرجين كبار تخيب الآمال في مهرجان كان

العرب/ أمير العمري

حتى الآن شاهدنا ثلاثة أفلام على الأقل في مهرجان كان الحالي لمخرجين مرموقين عرفوا بمواهبهم الكبيرة، وسبق أن تألقوا في المهرجان نفسه سواء فازوا بجائزة أو أكثر، أو استحوذت أفلامهم على اهتمام الجمهور والنقاد، ومضت لتصنع لأصحابها مكانا بارزا على خارطة السينما في العالم.

كان (فرنسا) - أول الأفلام التي انتظرها جمهور كان هذا العام لأحد الأسماء المرموقة التي عرفت بموهبتها الكبيرة، هو فيلم “بحر الأشجار” للمخرج الأميركي غس فان سانت الذي حصل على “السعفة الذهبية” عام 2003 عن فيلمه “فيل” الذي كان يصور بأسلوب سينمائي مبتكر، التفاصيل التي أحاطت بالمذبحة التي وقعت داخل مدرسة ثانوية في بلدة كولومباين الأميركية عام 1999، وهو الحادث المأساوي الذي قدم عنه مايكل مور فيلمه التسجيلي البديع “لعب البولنغ من أجل كولومباين”، وحصل عنه على السعفة الذهبية في مهرجان كان خلال دورة 2002.

يعود فان سانت إلى كان بفيلمه الجديد “بحر الأشجار” الذي لا شك أنه يبدو مختلفا عن أفلام التيار العريض الشائع في السينما الأميركية، سينما التسلية والمغامرات، منافسا مرة أخرى على السعفة الذهبية، ولكنها تبدو هذه المرة بعيدة كل البعد عن مناله، ففيلمه الذي ينحصر بين رجلين، الأول آرثر عالم رياضيات أميركي يقوم بدوره مايكل ماكونوهي، والثاني رجل ياباني يدعى تاكومي، يبدو مضطربا في بنائه، غير مثير في موضوعه، يبدأ بداية قوية يتوه بعدها ويضل يدخلنا في الكثير من التفاصيل الرتيبة التي لا تساهم في تعميق الحدث الذي ينطلق منه.

الرجلان جاءا إلى غابة مليئة بالأشجار عند سفح جبل فوجي تعرف في اليابان باسم “غابة الانتحار”، فهي مكان يتوجه إليه الراغبون في إنهاء حياتهم بأيديهم في بقعة تتميز بجمال الطبيعة وسحرها.

يأتي الأميركي آرثر إلى هذا المكان الغريب المليء بجثث المنتحرين، بعد أن فقد يقينه بالعلم وأصابه الاكتئاب المدمر عقب وفاة زوجته “نعومي واتس” في حادثة سيارة بطريقة عبثية.

أما تاكومي فهو مدير لشركة يبدو أنه يعاني من بعض الأزمات التي أطاحت بسمعته ومصداقيته وأوصلت شركته إلى الحضيض. لكن بينما يسلط الفيلم الأضواء من خلال “الفلاش باك” على حياة الأميركي في علاقته المشحونة مع زوجته، ثم ما أصاب الزوجة من مرض اعتقدا في البداية أنه سرطان الدماغ قبل أن يتضح أنه ورم حميد ينبغي استئصاله.

وفي المقابل يهمل الفيلم تسليط الضوء بقدر كاف على ماضي تاكومي الذي يقوم آرثر بإنقاذ حياته، لتنشأ علاقة صداقة قوية بين الرجلين وهما في محنتهما، تجعل آرثر يستعيد رغبته في الحياة ثم العودة إلى إنقاذ صديقه، لكن بعد كثير من الثرثرة والاستطرادات والدوران حول فكرة فلسفية غير واضحة في ذهن المخرج، فلا تصل إلينا كمشاهدين.

فيلم "أمي" لا يتمتع بنفس طزاجة ورونق وابتكار وطرافة فيلم "لدينا بابا" الذي قدمه موريتي قبل ثلاث سنوات

حديث طويل غامض عن فلسفة الانتحار في اليابان ومغزاها، ومشاهد طويلة مكررة يتعرض خلالها آرثر للسقوط في أماكن شديدة الوعورة، كانت كفيلة بأن تقتل فيلا، لكنه ينجو ويتحامل على نفسه ويستمد قوة أسطورية خارقة، ثم يتم إنقاذه في النهاية على يدي إحدى فرق الأمن اليابانية التي تراقب الغابة، لكنها تترك حرية الانتحار لمن يريد.

أم ناني موريتي

الفيلم الثاني هو الإيطالي “أمي” للمخرج ناني موريتي (حائز على السعفة الذهبية عن فيلم “غرفة الابن” في دورة 2001)، لا يقل افتعالا وتخبطا وانحرافا عن الطريق. موريتي المعروف بأفلامه الخفيفة، وميله إلى تقديم رؤية إنسانية، يعود هنا بفيلم لا شك أنه يعكس جانبا من حياته الخاصة، وتحديدا علاقته بأمه، وهي في الفيلم امرأة عجوز مريضة توشك على الموت، لكن محور الفيلم ليس الأم ولا الابن الذي يقوم بدوره موريتي نفسه، بل الابنة مرغريتا التي تجاوزت الخمسين من عمرها.

وهي مخرجة سينمائية تعمل في فيلم جديد حول إضراب العمال في مصنع يملكه رأسمالي يرفض المساومة والرضوخ لمطالب العمال، أي أنها مخرجة تعيش في عالمها الخاص، منفصلة عن الواقع، فهي تصنع فيلما ينتمي إلى عصر مضى في السينما الإيطالية، كما تعاني من مشاكل في العلاقة مع الآخرين، تريد فرض رأيها عليهم دون أن تستمع لأحد، وهي أيضا تعيش تداعيات علاقة زوجية فاشلة، فهي مطلقة ولديها ابنة شابة تعيش مع والدها.

لدينا إذن أكثر من قصة هنا: الأم المريضة التي تحتضر، المخرجة التي تعاني من الصدام مع أفراد طاقمها الفني وهي تصنع فيلما لا يمت للعصر بصلة، وقصة ثالثة تتعلق بشخصية الممثل الأميركي (من أصل إيطالي) جون تورتورو الذي يقوم هنا بدور ممثل أميركي مشهور يدعى باري تستعين به المخرجة، ولكنه يبدو عاجزا عن التكيف مع طرق العمل في السينما الإيطالية. ورغم ذلك يواصل رواية أكاذيبه الطريفة حول عمله مع المخرج ستانلي كوبريك وغيره من كبار المخرجين، في حين أنه يفشل مرات ومرات، في أداء جملة واحدة من الحوار أمام الكاميرا، إلى أن تتغير علاقته بمرغريتا وتعتدل بعد توتر، ليصبح أكثر فهما لأزمتها، وبالتالي أكثر قدرة على أداء الدور.

لا يخرج الفيلم عن الطابع الاجتماعي الخفيف لسينما موريتي، ولا نرى لوجوده بشخصه في الفيلم معنى سوى تلك الرغبة الدائمة لديه في أن يقول “أنا موجود وأوجه الأشياء”، فهو لا يكف -في الفيلم- عن إبداء النصح لشقيقته مرغريتا، ويبدو أيضا الأكثر فهما لأمه التي كانت معلمة متخصصة في الأدب اللاتيني.

وهناك ثرثرة كثيرة في الفيلم حول اللاتينية وأهميتها، واستطرادات طويلة في تصوير علاقة الحفيدة بالجدة التي تحتضر، واستطرادات أخرى حول مشاكل التصوير الخارجي، وتوتر العلاقة بين المخرجة ومساعديها، والكثير من المشاهد الأخرى المفتعلة للإضحاك فقط، ولو بالمبالغة الشديدة في الأداء من جانب جون تورتورو، واللعب على فكرة عدم إجادته اللغة الإيطالية، وغير ذلك من الخيوط العديدة التي تفسد الحبكة، وتجعل الفيلم يحيد عن الهدف.

هذا بالتأكيد عمل لا يتمتع بنفس طزاجة ورونق وابتكار وطرافة فيلم “لدينا بابا” الذي شاهدناه لموريتي قبل ثلاث سنوات.

سرطان البحر

الفيلم الثالث من أفلام المسابقة الذي خيب الآمال في كان، هو فيلم “سرطان البحر” للمخرج اليوناني يوغوس لاثيموس الذي سبق أن حقق نجاحا كبيرا في كان بفيلمه “ناب الكلب” قبل 6 سنوات.

والفيلم الجديد من الإنتاج البريطاني الفرنسي المشترك، ناطق بالإنكليزية ويشارك بالتمثيل فيه ممثلون من النجوم مثل كولن فاريل وراشيل وايتز وجيسيكا باردن. وهو يذكرنا بالأجواء الغريبة الموجودة في رواية “الأفيال” لفتحي غانم، أو “مزرعة الحيوانات” لجورج أورويل، ولكن على صعيد أكثر تجريدية وإغراقا في السوريالية التي تصل إلى أقصى درجات العبث.

ويصور الفيلم موضوعا يدور في المستقبل القريب، داخل فندق غريب يرمز لمؤسسة الدولة، يذهب إليه العزاب حيث يصبح مطلوبا منهم ضرورة العثور على شركاء لحياتهم خلال 45 يوما، وإلاّ أودعوا غرفة التحول ليتحولوا إلى حيوانات، كما أن لديهم أيضا فرصة لمد فترة إقامتهم شريطة أن يقوموا بمطاردة الفارين من هذا المصير واصطيادهم وقتلهم. وفي الفيلم الكثير من المشاهد التي قد تقلق الكثيرين، في إطار رصد ملامح مجتمع المستقبل بما تتضمنه من عنف وقسوة وغياب لكل أنواع المشاعر الإنسانية.

فيلم "بحر الأشجار" يضيع في حديث طويل غامض عن فلسفة الانتحار في اليابان ومغزاها

لا شك في طرافة الفكرة، وتنوع الشخصيات والطرق الغريبة التي تلجأ إليها “المؤسسة” لإرغام الأفراد على الانصياع لأحكامها، والتخلي تماما عن المشاعر الطبيعية، وتبنّي قسوة وعنف شديدين تجاه بعضهما البعض كناية عما يتهدد المجتمعات الديمقراطية، وتحذيرا من الفاشية التي قد تظهر في ثياب جديدة.

ومع ذلك تبقى مشكلة “سرطان البحر” متمثلة في حبكته التي تعجز عن التطور بعد انقضاء الساعة الأولى، فيظل الفيلم يدور حول نفسه، لندخل في الكثير من التفاصيل الصغيرة، والمطاردات، بحيث يتوه الموضوع، وتفقد الشخصيات ملامحها. لكن الفيلم رغم ما فيه من عيوب، يظل أفضل الأفلام الثلاثة نسبيا.

أما الفيلم الأفضل على الإطلاق في مسابقة المهرجان حتى كتابة هذه السطور، فهو الفيلم المجري “ابن شاؤول” ولا شك أنه يستحق مقالا مستقلا.

غزة… والأسد في كان

العرب/ أمير العمري*

ما الذي يرمز إليه هذا الأسد؟ هل هو الشعب الفلسطيني النائم الذي يمكن أن يثور ويغضب في القريب؟

في تقديمه للفيلم الفلسطيني المشارك في تظاهرة “أسبوع النقاد” بمهرجان كان السينمائي الذي يحمل عنوان “ديغراديه”، أي حلق الشعر مدرجا، قال رئيس جمعية النقاد الفرنسيين، وهي الجهة المنظمة للتظاهرة، إنه رحب بعرض الفيلم لأنه أولا فيلم فلسطيني عن غزة، وثانيا لأنه يمتلئ بالمواقف الطريفة المضحكة، وهو أيضا أمر نادر “في السينما العربية من بعد أن غادرنا يوسف شاهين، أو “العزيز جو”، حسبما استطرد.

والحقيقة أن التقديم على هذا النحو أساء دون أن يقصد، فليس صحيحا أولا أن “المرح” غائب عن السينما العربية، وثانيا النظرة الدونية إلى الفيلم كعمل ينبغي تشجيعه من باب الليبرالية، رفضه أحد مخرجي الفيلم -وهما التوأم أحمد ومحمد ناصر خلال تقديمه لفيلمه، حين طالب الجمهور الكبير الذي ازدحمت به قاعة “ميرامار” الشهيرة في كان التي تعرض بها أفلام أسبوع النقاد- التعامل مع الفيلم من زاوية بعيدة عن النظرة النمطية التقليدية المعتادة للأفلام التي يصنعها الفلسطينيون.

كما أوضح أنه وشقيقه، قررا من البداية الابتعاد عن فكرة أن يكون الفيلم وسيلة لعرض “القضية”، أو لتأكيد الشعارات النضالية، موضحا أن الدافع لعمل الفيلم كان الرغبة في تقديم الوجه الإنساني للفلسطينيين في قطاع غزة، وتحديدا للمرأة الفلسطينية التي عادة ما تظهر من خلال نشرات الأخبار، في صورة المرأة المحجبة، المترهلة، الباكية الحزينة.

موضوع الفيلم يبدو متأثرا بالفيلم اللبناني “سكر بنات” لنادين لبكي، فهو مثله يعتمد على فكرة الجمع بين عدد من الفتيات والسيدات داخل صالون تجميل (كوافير) في مدينة غزة، تديره سيدة روسية بمساعدة فتاة فلسطينية، وتصوير المواقف الطريفة والتعليقات المباشرة التي تأتي على ألسنة النساء. ولا يغادر الفيلم هذا المكان سوى في المشهد الأخير.

ومن خلال المجموعة المتباينة من النساء، وعبر الاتصالات التليفونية العديدة باستخدام الهاتف المحمول، يعرض الفيلم صورة من الداخل لتناقضات العيش في غزة، وما يقع على المرأة تحديدا من ضغوط مضاعفة، أولا، بسبب علاقتها المضطربة بالرجل، وثانيا، نتيجة الحصار والضغوط العديدة التي تتعرض لها في ظل حكم “حماس” .

لدينا المرأة المتشددة المحجبة، وتلك التي أهملها زوجها وأصبح يقضي كل وقته في المسجد، وتلك التي تريد استعادة جمال زائل لضمان استمرار علاقتها بعشيق غامض، والفتاة التي تريد أن تتزين قبل زفافها، والمرأة التي تعاني من ضيق التنفس، والأخرى الحامل التي تكاد أن تضع مولودها في المحل، والمرأة التي يضربها زوجها بانتظام… وهكذا.

هناك الكثير من الانتقادات لحكومة حماس، وتقول الشخصية التي تمثلها هيام عباس، إن الحياة كانت أفضل قبل حماس، لكن الفيلم يسخر أيضا من عجز حركة فتح، ولا يتوقف أزيز طائرة إسرائيلية دون طيار تحلق فوق المنطقة، ثم تندلع الاشتباكات العنيفة فجأة خارج المحل، فتتصاعد حدة الصراعات بين النساء وبين صاحبة المحل، بعد انقطاع الكهرباء، وعدم قدرتهن على المغادرة.

حدود المكان مع التكرار والاستطرادات، ربما تكون قد أفقدت الفيلم بعضا من رونقه وطزاجته. لكن الطريف أنه يصور علاقة بين شاب وبين مساعدة الكوافيره، تشعر بأنه يكذب عليها أي ليس جادا في الزواج منها، ويقوم صاحبنا بوضع أسد يقال إنه سرقه من صاحبه، أمام الدكان، ويسحبه، ثم يطارده أمن حماس ويقبضون عليه هو والأسد الصغير الذي يرقد مستسلما إلى جواره في سيارة الأمن.

فما الذي يرمز إليه هذا الأسد؟ هل هو الشعب الفلسطيني النائم الذي يمكن أن يثور ويغضب في القريب؟ ربما!

*كاتب وناقد سينمائي من مصر

العرب اللندنية في

20.05.2015

 
 

أجمل أفلام المهرجان لم تُعرض بعد!

طارق الشناوي

فى كل مهرجانات الدنيا تجد أمامك حاجزًا تعجز غالبًا عن الوصول إليه، وهو أن تعثر على الفيلم الذى يسبح فى مياه سينمائية غير إقليمية، الذى يطأ أرضًا لم تصل إليها قدم من قبله، غالبًا ما يصبح هذا الترقب محبطًا لك فى نهاية الأمر، لأن الإنسان مع مرور الزمن تتضاءل لديه مساحات الدهشة، ويبدو كل شىء كأنه يشبه أشياء أخرى عرفها وعايشها وشاهدها فى حياته على شاشة الواقع أو شاشة السينما، الحكمة التى كنا نرددها أن الأجمل لم يأت بعد لم تعد سهلة المنال، لأن الأجمل نكتشف أنه قد جاء قبل سنوات.

الأفلام فى العادة تتوالى من زمن إلى زمن، ويبقى الحنين والذكرى لمن بدأ الخطوة الأولى للسينما، وهكذا مثلا تجد مبررًا لفيلم يحمل اسم الأخوين «لوميير» لويس وأوجست، أول من اخترع السينما فى العالم، حيث أفرد لهما المهرجان مساحة خاصة تتوافق مع ذكرى مرور 120 عامًا على السينما، مهما كانت قراءات عدد من المؤرخين تذهب أحيانًا إلى الإشارة إلى أسماء أخرى فإن الحقيقة هى أن الأخوين «لوميير» هما اللذان انطبقت عليهما شروط العرض السينمائى الأول، حيث كانت هناك تذكرة يتم قطعها مقابل 2 فرنك، وهو العملة الفرنسية التى كانت قبل نحو عشر سنوات قبل تطبيق العملة الأوروبية الموحدة «اليورو»، ومن هنا صارت السينما سينما، أى فنا جماهيريا يضمن استمراره من خلال تلك التذكرة التى تم قطعها للدخول إلى مقهى «الجراند كافيه»، واستمرت السينما تجد لها مكانًا بين الفنون، وهى تحمل مسمى «الفن السابع» الجامع للفنون الستة التى سبقته، شكّل هذا الاختراع حياة البشر فى العالم كله، وجاءت المهرجانات السينمائية قبل أكثر من 80 عامًا مع انطلاق فينيسيا بمثابة تأكيد لهذا الانحياز للفن الوليد الذى صار هو الأكثر جماهيرية فى العالم كله.

تتابعت أفلام المهرجان فى هذه الدورة التى أراها حتى كتابة هذه السطور فقيرة سينمائيًّا بالقياس للدورات السابقة، وباتت الأيام المتبقية قليلة، وبوجه عام أستطيع أن أرى أن الحصيلة أقل من المعتاد وليس من المتوقع فقط، ويقولون بلغة الكرة إن ضربة الاستهلال «الرأس مرفوعًا» كفيلم افتتاح لم يكن على المستوى المتوقع، ولا يكفى أن يعلن المهرجان انحيازه للمرأة فى هذه الدورة بزيادة عدد عضوات لجان التحكيم، وعرض فيلم افتتاح أنجزته امرأة، لكى نعتبر أن هذا يعد نجاحًا مدويًا يستحق الإشادة، بينما الحقيقة هى أن هناك تراجعا فى المستوى.

عدد التيمات الدرامية فى العالم كله هى 36، ومن خلال ذلك تصنع الأفلام والمسلسلات، وهذا قد يبدو نظريا مبررًا قويا للتكرار، والحقيقة هى أن التيمة الدرامية من الممكن النظر إليها بمثابة كلمة فى اللغة، وفى كل لغات العالم تتوالد دائمًا كلمات جديدة، اللغة كائن حى طالما هو على قيد الحياة، فهو يخلق كلمات تتماشى مع طبيعة الاحتياج للمجتمع، كما أنه على المقابل قد تموت كلمات أخرى تجاوزها الزمن، أى أنه لا يوجد فى نهاية الأمر سقف للنهاية يقف عائقًا ويمنع الاستمرار فى انتظار الجديد، وهكذا تتوالد الحبكات «التيمات» الدرامية، وهو ما لم أعثر عليه حتى الآن فى ما شاهدته من أفلام، ويبقى فى الحقيقة أن هناك محاولات هنا أو هناك لكى تقلب فى الصفحات لمن أراد أن يبحث ويدقق ويتأمل فى لمحة مغايرة.

مثل الفيلم الفرنسى «مارجريت وجوليان» المشارك فى المسابقة الرسمية والإخراج لفاليرى دونزيللى الذى أسهم فى كتابة السيناريو، يستدعى بالطبع العنوان قصة الحب الشهيرة روميو وجولييت التى خلدها وليم شكسبير فى مسرحية صارت عنوانًا للتضحية والإيثار، ولها تنويعات عديدة فى العالم، ولدينا مثلا عربيا قيس وليلى، وعنتر وعبلة، وجميل وبثينة، وحسن ونعيمة، دائمًا ستلاحظ أن هناك محاذير تمنع أى علاقة جسدية بين الحبيبين مهما كانت درجة تأجج المشاعر، فهى تظل رغبات مؤجلة تشى بحب طاهر تقف القواعد والأفكار والمعتقدات الاجتماعية ضد استكماله، وتحول دون وصوله إلى شاطئ الأمان، أقصد بالطبع الزواج، تلك هى التيمة، وهذا هو العمق القائم عليه هذه الأفكار مع تباينها عند تقديمها سينمائيا من زمن إلى آخر، وأيضًا من بلد إلى آخر، إلا أن «مارجريت وجوليان» قدما تلك الحكاية فى قالب أقرب إلى عالم الطفولة، حيث نتابع القصة، وهى تروى للأطفال، وهذا بالطبع يثير الخيال أكثر لدى المتلقى، لأن الطفل عادة ما يضيف الكثير إلى الواقع.

ننتقل بعدها إلى الحكاية، التى يغلب عليها الإحساس الكوميدى والطرافة، وإن كان هذا لم يمنع أن يأتى المشهد قبل النهائى، والمقصلة كانت هى اللقطة الختامية بسبب جريمة الزنى المتهم بها الحبيبان اللذان صارا عاشقين، والغريب أن الحكاية هذه المرة بها مشاهد جنسية مما يتناقض سيكولوجيا مع روايتها للأطفال.

الحب لم يُفض إلى زواج، لكنه أدى إلى كارثة عندما تتزوج مارجريت من أحد النبلاء بسبب ضغط الأسرة، لكنها لا تطيق معاشرته، والمخرج اختاره بقدر كبير من الجمود والنفور ليظل بينهما هذا الحائل وأنت كمشاهد تتعاطف مع البطلة، لأنك أيضًا ترفضه مثلها، كانت قصص الأطفال وحكاياتهم لا تتوقف، فى البداية نرى كيف أن البطل الطفل ينقذ حبيبته عندما تمتطى الحصان وينطلق بها فينقذها حبيبها الطفل، وكأنه ترديد لكل قصص البطولة عبر الزمان، وتتعدد اللقاءات بينهما، ويتعاهدان على أن يكبر حبهما مع مرور السنوات، ولا يتوقف خيط الحكى من خلال الأطفال ليعود مجددًا باستمرار، وهو يحمل لنا تلك البراءة حتى وهما يعبران جسديا عن تلك المشاعر، ويقرر الحبيبان الهرب إلى إنجلترا بعيدًا عن الملاحقة والمطاردة فى فرنسا، ويتعرض الحبيبان لمؤامرة، ويتم القبض عليهما، ونجد أن القسيس يتعاطف، لكن هناك جريمة الزنى، وهو يدرك أن الله فقط هو الذى يغفر ويعفو.

الفيلم قدمه المخرج، وهو يجمع بين كل هذه التناقضات فى المشاعر، وأن يصدر لك كمتلقٍّ نفس الحيرة بين الحب والإثم، وتلك العلاقة قد أسفرت عن طفل أنجبته فى أثناء المحاكمة بعد إلقاء القبض عليهما، وأطلقت عليه اسم جوليان دلالة على استمرار التعاطى مع الحب حتى وهو مغموس بالإثم والخطيئة.

لكن يظل بالنسبة إلىّ استخدام لغة الحكى للأطفال غير مبرر ومستهجن دراميا.

إنه فيلم للمشاهدة، فلا تشعر أنك قد أضعت وقتك فى التعاطى معه، لكنك لن تندم أبدًا على المشاهدة، ولا نزال ننتظر فى اليوم الثامن لأيام المهرجان أن يأتى الفيلم المبهر الاستثنائى، وتتأكد مقولة أن أجمل الأفلام لم تعرض بعد!

التحرير المصرية في

20.05.2015

 
 

في الدورة الثامنة والستين

أفلام من نوع أخر في مهرجان كان

24. إعداد: محمد هاشم عبد السلام

ضمن فعاليات الدورة الثامنة والستين من مهرجان كان السينمائي، عرض في إطار تركيز المهرجان هذا العام على تيمة الحب والأفلام التي تتناول الحب بمختلف أشكاله وأنواعه، فيلمي "كارول" و"مارغريت وجوليان".

كارول

يعود المخرج الأمريكي المتميز تود هاينس إلى أمريكا في سنوات الخمسينات من القرن الماضي ليجعلها مسرحاً لأحداث آخر أفلامه الذي يحمل عنوان "كارول"، والمأخوذ عن رواية بعنوان "ثمن الملح" للكاتبة والأديبة باتريشيا هايسميث، صدرت عام 1990.

ويقوم ببطولة الفيلم النجمة المعروفة كيت بلانشيت في دور "كارول" وتشاركها البطولة النجمة الشابة الواعدة روني مارا في دور "تيريز"، ونجح مخرج الفيلم في أن يجعلنا نعيش أمريكا في فترة الخمسينات بكل تفاصيلها الدقيق وذلك على خلفية القصة التي يروي أحداثها.

تدور قصة فيلم "كارول" حول تلك السيدة الثرية، "كارول"، التي تنتمي إلى طبقة راقية ومتزوجة من رجل فظ لا تطيقه ولها منه ابنة، وأيضاً حول الفتاة الشابة العاملة بأحد المتاجر "تيريز" التي تحاول إقناع نفسها بحبها لصديقها الشاب الذي يهيم بها.

تتحول حياة كارول وتيريز فجأة بعدما يلتقيان، بينما كانت كارول تشتري هدية لابنتها، ومنذ أول لحظة تشعر كل واحدة منهن أن ثمة ما يربط إحداهن بالأخرى وسرعان ما تقع إحداهن في غرام الأخرى، وبعد انجذاب ومصارحة، تحاول كل واحدة منهن الابتعاد عن حياة الأخرى حتى لا تدمرها، إذ يأخذ زوج كارول حضانة ابنته ويحرمها من رؤيتها، أما صديق تيريز فيتركها وينهي العلاقة معها.

مارجريت وجوليان

عرض أيضا ضمن فعاليات المسابقة الرسمية للمهرجان فيلم بعنوان "مارجريت وجوليان" للمخرجة الفرنسية فاليري دونزيلي، كتب سيناريو وحوار الفيلم كاتب السيناريو جيرمي إلكيم وذلك بالاشتراك مع مخرجته فاليري دونزيلي، والفيلم مأخوذ عن رواية بنفس العنوان للكاتب والأديب جون جوريو.

تدور أحداث الفيلم الذي يسرد قصته على مسامع مجموعة من الأطفال في إحدى المدارس الداخلية ويخلط زمنيًا ومكانيًا بين الماضي والحاضر، حول الشقيقان مارجريت وجوليان اللذين يرتبطان ببعض منذ الصغر على نحو شديد المبالغة.

يلاحظ الأب والأم والعائلة ورجل الدين المقرب من الأسرة ذلك الأمر ويأمر بالفصل بينهما، وبرغم سفر جوليان للدراسة بالخارج، لكن العلاقة بينه وبين شقيقته تظل على حالها، وسرعان ما يعود الأخ ويلتقي بشقيقته، التي تعمل الأسرة على تزويجها سريعًا من عجوز فرنسي ثري يكبرها في السن.

تقاوم مارجريت الزواج بشتى الطرق وتهرب في النهاية بمساعدة من شقيقها جوليان، ثم يفران من فرنسا باتجاه الحدود مع انجلترا من أجل تغيير اسمهما ونسبهما ومحاولتهما العيش والاستقرار والزواج هناك بانجلترا، لكن محاولتهما تبوء بالفشل ويتم إلقاء القبض عليهما، ويتم إعدامهما بقطع رأسيهما بالسيف، وقد حدثت تلك الواقعة في الحقيقية، وتم تنفيذ حكم إعدام مماثل لما ورد بالفيلم في فرنسا، وذلك في العام 1603.

موقع (24) الإماراتي في

20.05.2015

 
 

نموذج «طاهرة» المصرية يبهر من شاهدوه من مخرجى العالم فى «كان»

الشروق 
- الفيلم عرض ضمن فعاليات ركن المهرجان.. والمخرج: النجاح حافز لاستكمال ثلاثية كفاح المرأة فى مصر

عرض أمس الفيلم الوثائقى المصرى «حياة طاهرة» للمخرج مهند دياب ضمن فعاليات ركن الفليم القصير فى مهرجان كان، بحضور عدد من المخرجين من مختلف دول العالم حيث أشادوا بالفليم فنيا ومعنويا.

حيث علق المخرج العراقى واريث كوييش قائلا إن الفيلم مس قلبه قبل أن يمس عقله، فتحية للمخرج على إتقانه فى توصيل الرسالة لامرأة تمثل الآلاف من النساء المكافحات ليس فقط فى مصر ولكن فى العراق والعالم العربى أجمع.

فيما أضاف المخرج البرازيلى روبيرتو بينلى أنه من الرائع مشاهدة امرأة تتحمل جهدا ومشقة هذه الأعمال التى يمتهنها الرجال فى مجتمعاتنا وفخور بكونها امرأة مكافحة وأحببت الفيلم كثيرا لأنه مؤثر للغاية.

واضاف أحمد الحراثى تونسى فرنسى وهو أحد المنسقين بقصر المهرجانات بكان، بعد حضوره العرض قائلا: بطبيعة عملى أشاهد العديد من العروض ولكن هذا الفيلم تناول حالة فريدة من نوعها وأن تلك السيدة جريئة وقوية ومثال فخر لكل النساء فهى تعكس المثل العربى الدارج أن الست بـ100 راجل وأبدى إعجابه بحميمية اللقطات القريبة فى الفيلم والتى أظهرت البعد

الحقيقى الداخلى للشخصية.

واضاف الممثل الأمريكى ايساك رايس أن الفيلم كسر الصورة النمطية عن ضعف المرأة وعدم قدرتها عن ممارسة أعمال شاقة يمتهنها الرجال وسعيد أن بطلة العمل جسدت تلك القوة وأظهرتها وأحيى المخرج على اختيار هذه الشخصيه لتكون بطلة العمل.

فيما أضافت المخرجة والمنتجة اليابانية نتاشا هاتى أن الفيلم يعد واحدا من الأفلام التسجيلية المؤثرة التى رأيتها بالمهرجان هذا العام وهو يعكس أن المرأة أصبحت مستقلة وأنا حقا أقدر هذا العمل الفنى الرائع.

فيما علق المخرج الاسترالى مايك بأن الفيلم يتمتع بقدر عال من الاحترافية ويعد لوحة فنية ويستحق المشاهدة لأكثر من مرة ولذلك استمتعت شخصيا وتابعت العمل للنهاية.

وأعرب المخرج مهند دياب عن سعادته بكلمات الحضور بعد عرض الفيلم قائلا: أحسست بقيمة العمل الفنية وهو ما يحملنى أعباء بأن أقدم عملا ناجحا العام المقبل لكى أكمل به الثلاثية والذى يجب أن يكون أقوى بشكل عام من سابقيه.

الشروق المصرية في

20.05.2015

 
 

«كارول» تعيد المثلية الجنسية إلي واجهة «الكروازيت»

كان ـ «سينماتوغراف»: مها عبد العظيم

يشارك فيلم «كارول» للمخرج الأمريكي تود هاينس في المسابقة الرسمية للنسخة 68 من مهرجان كان، ويسرد الفيلم قصة حب بين مثليتي جنس في خمسينات القرن الماضي وسط ضغوط المجتمع ورفضه للاختلاف.

بعد عامين على فيلم «حياة أديل» للمخرج التونسي الفرنسي الذي هز مهرجان كان عام 2103 وخلق سابقة في تاريخ المسابقة بنيله السعفة الذهبية بالتساوي للمخرج وللمثلتين ليا سيدو وأديل إيكسرخوبولوس في دور امرأتين عاشقتين، هاهو بدوره المخرج الأمريكي تود هاينس يعيد مسألة المثلية الجنسية إلى الواجهة في «الكروازيت»عبر فيلم «كارول».

نادرا ما يخرج تود هاينس أفلاما، لكن عادة ما تكون أفلامه ذات قيمة سينمائية مذهلة، ويترقبها الجمهور بأعلى درجة من التشوق. من جهة أخرى ليست مسألة المثلية بالجديدة على المخرج إذ بقي فيلمه «بعيدا عن الجنة»(2002) في ذاكرة محبي الفن السابع كأحد أجمل قصص الحب التي جمعت بين رجلين. واختار هاينس لـ«كارول»نفس الإطار الزمني الذي وضعه لـ«بعيدا عن الجنة» فالحكايتين تدوران في أمريكا المحافظة بداية خمسينات القرن العشرين.

كارول هو استرجاع «فلاش باك» لقصة المرأتين. امرأتان في بهو نزل فخم في نيويورك تشربان نبيذا، الأولى كارول طويلة وشقراء، في الأربعين من العمر، والثانية تيريز قصيرة وسمراء وتصغرها بعشرين سنة. تترك تيريز كارول وترحل مع أصدقاء وفي السيارة التي تأخذها بعيدا عن صديقتها، تستعيد الفتاة حكايتها من البداية وعينيها  تبحثان بألم في وجوه المارة كل الألم التي يميزها.

تلتقي كارول «الممثلة كيت بلانشيت» البورجوازية المتبرجة ذات معطف الفرو، بالبائعة البسيطة تيريز «الممثلة روني مارا» في إحدى المتاجر الكبيرة خلال فترة عيد الميلاد. تنبهر تيريز بهيبة «السيدة» وتساعدها على اختيار هدية لابنتها الصغيرة، ثم ترسل لها قفازا كانت «نسته» بالمتجر. وحتى تشكرها، تستضيف كارول تيريز في عطلة في بيتها الثانوي بنيوجرزي في ضاحية نيويوك فتكتشف البائعة الشابة أن كل الألق المحيط بالجميلة الشقراء المتبرجة يخفي غابة من الحزن.

وفي خلفية حبكة السرد الأساسية، ينتخب رئيس جديد للولايات المتحدة فيستقر مع عائلته وزوجته وتؤسس هذه الصورة الزوجية تقليديا مثالا لكل المجتمع الأمريكي. وفي 1952 أدرجت جمعية أطباء النفس الأمريكيين المثلية الجنسية ضمن قائمة الأمراض العقلية. قصة «كارول» مقتبسة من كتاب «ثمن الملح» للروائية الذائعة الصيت باتريسيا هايسميث التي اضطرت في نفس تلك الفترة إلى إصداره تحت اسم مستعار وفي مجموعة أدب البورنوغرافيا. وطيلة عقود، تقاسمت الأقلية المثلية المقموعة عبر هذه القصة عذاب الحب الممنوع، والفرح والشغف.

عندما التقت كارول بتيريز كانت بصدد الطلاق وتكافح من أجل حضانة ابنتها، في زمن كانت تعتبر فيه المثلية نقيضا للأمومة. كان أمر كارول قد انفضح خلال علاقة سابقة مع امرأة أخرى، فصارت مهددة في حال ضبطت مجددا بفقدان ابنتها. ورغم ذلك تتحدى كارول القوانين الجائرة وتقترح على تيريز أن ترافقها في رحلة عبر الولايات المتحدة.

تفادى توم هاينس المبالغة في الدرامية بشأن هذا القرار الجريء وما سينجم عنه من أحداث رهيبة في الوقت الذي تقضي فيه الطفلة الصغيرة عطلة عيد الميلاد مع عائلة والدها، فيركز على نشأة الحب بين المرأتين وعلى العاطفة العاصفة التي تبلغ ذروة العشق. لن تغير الوقائع الخارجية طبيعة العلاقة بل تغير فقط مجرى قدرها.

وبراعة أداء كيت بلاشيت وروني مارا لا تلغي شيئا من غموض الحب. ففي حين تتراوح تيريز بين البراءة والإرادة الشرسة في الذهاب بتجربتها إلى أقصى الحدود، تفقد كارول تدريجيا السيطرة، وتتفتت شخصيتها القوية في مواجهة العنف الذي يسلطه عليها زوجها. ويرجح العديد أن هذا الفيلم سينال إحدى الجوائز الكبرى في هذه النسخة 68، على الأقل جائزة أحسن تمثيل للنجمتين.

بالنسبة لتقنيات الصورة، يرسم هاينس لوحة مخيفة عن النفاق وعنف المجتمع بقوات «أمنه» الأخلاقي والاجتماعي، لكن برقة فائقة عبر جو شتائي ممطر يجسده استعمال مكثف للتصوير من خلف بلور وسخ أو ضبابي. وفي هذا الاختيار إبراز لـ «ميلانكوليا» عابرة للزمان والمكان، فتتجاوز خمسينات القرن الماضي لتشعرنا بحداثة المسائل الحميمة الشائكة التي لا تزال أساس حياتنا اليوم فوقعها قائم وجدالاتها لاتزال تقسم مجتمعاتنا.

وقالت كيت بلانشيت في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب عرض الفيلم في مهرجان كان «لا تزال المثلية الجنسية ممنوعة في بلدان عديدة في حين أنها تخص الحياة الشخصية». ففي الأخير يحمل عنف الحب الذي يجمع بين المرأتين في الفيلم، وجماله في آن، رسالة قاسية عن الإنسانية التي ترى عبر العصور في الحب جريمة.

فيلم «INSIDE OUT» يسحر جمهور مهرجان كان

كان ـ  الوكالات: «سينماتوغراف»

جذب فيلم الرسوم المتحركة «إنسايد اوت» من إنتاج ديزني-بيكسار الذي يتناول ما يدور في عقل فتاة صغيرة اهتمام مهرجان كان السينمائي الدولي بعد ان نال اعجاب الجمهور وأثار تساؤلات بشأن عدم مشاركته ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان.

تظهر في فيلم شركة بيكسار التي سبق وقدمت فيلم «توي ستوري» قبل نحو 20 عاما وحديثا فيلم «اب»شخصيات تجسد المشاعر الإنسانية باسمائها مثل الفرح والغضب والاشمئزاز والخوف والحزن وجميعها تتفاعل داخل رأس فتاة صغيرة اسمها رايلي.

وقوبل الفيلم بترحاب كبير من جمهور كان المعروف بنقده للأفلام في المهرجان حيث قدم العرض الأول للفيلم ومن المقرر طرحه بدور العرض السينمائي الشهر القادم. واثار تساؤلات بشأن عدم مشاركته في التنافس على جائزة السعفة الذهبية للمهرجان والمقرر اعلانها يوم الأحد القادم.

وقال جون لاسيتر مدير ومنتج شركة بيكسار لدى سؤاله عن عدم مشاركة الفيلم بالمسابقة الرسمية «التواجد هنا جائزة حقيقية».

ويعرض الفيلم في إطار المهرجان لكن خارج المسابقة الرسمية وهي طريقة تتبعها عادة شركات كبيرة مثل ديزني لجذب انتباه وسائل الإعلام الدولية دون المخاطرة بالخضوع لتقييم لجنة تحكيم المهرجان.

وقال بيت دوكتر مخرج الفيلم وصاحب فكرته – التي قال انه استوحاها من خلال متابعة ابنته وهي تكبر وتقف على أعتاب سن البلوغ – إنه لا يرى فرقا بين صنع فيلم رسوم متحركة جيد وفيلم روائي جيد.

وقال دوكتر «عادة ما يشار بكلمة رسوم متحركة الى نوع (من الافلام) ونحن لا نؤمن بهذا».

وأضاف «نعتبرها فقط وسيطا وشيئا واحدا .. المعيار الحقيقي الوحيد الذي نعمل من أجله هو .. صنع شيء تريد رؤيته صنع شيء تفخر بتقديمه لأسرتك».

فيلم فرنسي عن زنا المحارم يثير الغضب في «كان» 2015

كان ـ  الوكالات: «سينماتوغراف»

المخرجة الفرنسية فاليري دونزيلي شاءت أن تثير غضبا وجدلا لا ينتهي في إطار المنافسة على السعفة الذهبية الثامنة والستين في تاريخ مهرجان كان، بتناول موضوع زنا المحارم عبر فيلم «مارغريت وجوليان ـ Marguerite & Julien» الذي تدور أحداثه حول قصة حب بين شقيقين.

فاليري دونزيلي شاركت في العام 2011 بمسابقة أسبوع النقاد في مهرجان كان، وجاءت هذا العام لتشارك في المسابقة الرسمية بفيلم يتناول زنا المحارم بالكثير من التعاطف ويكاد يمنحه صك الاعتراف باعتباره نوعا من الحب وهو ما أثار امتعاض وانتقاد نسبة كبيرة من النقاد.

ورغم أن المهرجان، وخاصة في مسابقته الرسمية، لم يترك أزمة عائلية إلا ورصدها، لكن دونزيلي تتطرق في فيلمها إلى الموضوع الأكثر إثارة للجدل على كافة المستويات سواء كانت دينية أو اجتماعية أو قانونية.

ويدور الفيلم المأخوذ عن قصة حقيقية أعدم طرفاها في عام 1603 ميلادية حول مارغريت وأخيها جوليان دو رافالات، اللذين يحبان بعضهما منذ ولادتهما دون أن يُخفيا هذا الشعور.

انفصلا عن والديهما منذ ولادتهما، وتزوجت مارغريت من رجل يكبرها بحوالي ثلاثين سنة، ولم تستطع ترك أخيها، ويتحول حبّها لأخيها إلى قصة حب وغرام محرم.

تحدث علاقتهما فضيحة في المجتمع الذي يطارد مارغريت وجوليان.

اقتبست فاليري دونزيلي قصة الفيلم من سيناريو جان غرووت الذي ألّفه في سنة 1970 للمخرج الفرنسي الكبير فرانسوا تروفو.

والمعروف أن «زنا المحارم» شكل مادة خصبة للعديد من الأفلام واعتبرت من كلاسيكيات السينما رغم مضمونه الصادم، ومنها «الحي الصيني» لرومان بولانسكي (1974)، و«الشريطة البيضاء» لمايكل هانيكه والذي حصل على السعفة الذهبية عام 2009.

فاليري دونزيلي ولدت في فرنسا عام 1973 وهي ممثلة وكاتبة، قدمت فيلم «إعلان الحرب» في 2011، و«ملكة التفاح» عام 2009، وفيلم «موجات كبيرة» في 2013.

«ماتش لافد» يفتح الباب أمام مشاكل ممتهنات الدعارة في المغرب

اثار كثير من الجدل عبر الفيس بوك وتويتر قبل عرضه أمس بـ «كان»

كان ـ  خاص «سينماتوغراف»

بفيلمه الجديد «ماتش لافد ـ Much loved»، الذي تم عرضه أمس، لأول مرة على الصعيد العالمي بمهرجان «كان»ضمن إطار «أسبوع النقاد»، أثار المخرج المغربي نبيل عيوش الكثير من الجدل، خصوصا بعد تسريبات للقطات جرئية من الفيلم وبث مقاطع من «ماتش لافد» على «اليوتوب»، محققا نسب عالية من المشاهدات في وقت وجيز، نظرا لطبيعة الموضوع المتناول، ألا وهو الجنس من خلال التطرق لظاهرة الدعارة في المغرب بالمدينة الحمراء.

وشهدت الأيام الماضية مناوشات على صفحات الفيس بوك، وجهت له الأغلبية من خلالها انتقادات من قبيل أن المغرب دولة إسلامية، ويجب أن يحمل رسالة أخلاقية نبيلة، فيما رأى البعض الآخر حتى قبل الإلمام الكامل بتفاصيل الفيلم، بأنهم لن يستطيعوا مشاهدته رفقة العائلة لما يتصمنه من لقطات جنسية «فاضحة» وحديث «مبتذل» على لسان ممتهنات الجنس.

وعلق نبيل عيوش على كل ما قيل وتردد حوله شخصيا وعن فيلمه الجديد قائلا: فعلا لم أولد في المغرب، إذ نشأت في باريس، لكن لدى مجيئي إلى المغرب في سن الثامنة عشرة، وبعد أن بدأت أتجول كثيرا في بلدي الأصلي وأتعرف على كل الفئات التي تشكل جزءا من هويته الاجتماعية، وألتقط معاناتها، رغم أنني في البداية لم أكن أجيد التحدث باللغة العربية أو الدارجة، لكنني اكتسبتها من خلال احتكاكي بهذه الفئات، لكن ما أثار انتباهي أن السينما المغربية لم تلتفت كثيرا إلى هذه الفئات وإلى واقعهم، وكأن هذه السينما كانت بعيدة عن الواقع ومفارقة له وتفصلها هوة كبيرة عنه، لذلك كنت أنتبه إلى هذه الفئات التي حكم عليها المجتمع بالنبذ والتجاهل، فتساءلت من يمكن أن يهتم بهم؟، ومن يمكن أن يعطيهم الكلمة ليتحدثوا عن أنفسهم ويعبروا عنها؟، واتمنى بالفعل أن يفتح فيلم «ماتش لافد» الباب على مصراعيه أمام نقاش مسؤول وبنّاء، حول موضوع حساس وشائك من المفروض أن يناقش بعيدا عن المزايدات والحديث الفارغ على وسائل السوشيال ميديا عبر الانترنت.

واعترف نبيل عيوش بأنه استجوب حوالي 500 من النساء المتتهنات للجنس في مدن مراكش والدار البيضاء وطنجة، وذلك خلال التحضير لفيلمه، الذي تطرق لمشاكل الدعارة ومعاناة الممتهنات لها في مدينة مراكش، والتي تعرف اقبالا كبيرا من الزبائن، والذين يعاملون المومسات بطريقة سيئة، حيث يعتقدون أنه يمكن شراء أي شيء بالمال.

فيما أشار الصحفي المغربي بلال مرميد الذي شاهد الفيلم بالأمس قائلا: موضوع الدعارة محرج، والإحراج يزيد بالخصوص حين نسقط في فخ تكرار نفس الفكرة،  وبطريقة رتيبة، وحاول نبيل عيوش أن يرسم بورتريهات لبطلات فيلمه، لكن تلك اللحظة السينمائية التي تهز المشاهد ننتظرها ولا تأتي نهائيا، وقد تسرع في اختيار الموسيقى، وتصنع في بعض من الحوارات ومن الواضح أن الوقت لم يسعفه للعبور بالشكل الكافي من قاعة المونتاج، وخلق وضعيات تخدم نفس القصد، ويتسلل من خلالها  الملل، دون أن تأتي تلك اللحظة السينمائية القوية التي تضيء ويكون لها تأثير أو رسالة تؤكد ما يطرحه المخرج.

وما يحسب لنبيل عيوش، حسب ما يضيف بلال مرميد، أنه ربما سيدفع باتجاه فتح نقاش نتمناه هادفا بعيدا عن ملاسنات فارغة يتقنها من يتربصون بالسينما المغربية وهم في غالبيتهم أناس بينهم وبين السينما قليل من خير وكثير من إساءة، ويجب أن نتعلم احترام حرية مخرجينا في تناولهم للمواضيع التي يطرحونها، وأن نطلب منهم بالمقابل أن يستخدموا الأدوات السينمائية لتمرير كل الأفكار، ولذلك أقول لعيوش أين هي شاعرية الفضاء مثلما قدمت  في «علي زاوا»، وحسن التخلص واللقطات العلوية في «يا خيل الله»، فلقد غابت هذه التفاصيل للأسف في فيلمه الجديد، وما أود قوله هو أن نبيل عيوش عرض هنا بحرية سينماه، وأنا أيضا أقول رأيي بحرية في سينماه. فرق كبير بين الصدمة الخلاقة والصدمة الصادمة، وفرق كبير أيضا بين أن تثير وأن تزعج.

وأخير يقول بلال مرميد لما تم اثارته مؤخرا عبر جمهور صفحات الفيس بوك.. رجاء توقفوا عن الحكم على مقاطع معزولة من أفلام سينمائية لأن الأمر مقزز، ويجعلنا نقوي شوكة كثير من متذاكين أغبياء وأغبياء متذاكين في السينما.

سينماتوغراف في

20.05.2015

 
 

مهما كانت محاولة المبدعين التنازل لتجنب الصدام مع الوعاظ ستكون النتيجة صفر

محمد بنعزيز

تناول ثلاث مائة ألف ناقد سينمائي شفوي مغربي فيلم نبيل عيوش "الزين اللي فيك". وقد جرى هذا التناول في ظرف أربع وعشرين ساعة وبناء على دقيقة ونصف من الفيلم. وهذا دليل قاطع على أن نبيل عيوش اختار الموضوع الذي يهم هؤلاء النقاد كثيرا. وهم قلقون من أن يصبح هاجسهم الأول في الحياة مكشوفا للجميع. فهؤلاء النقاد الأخلاقيين هم الذين يمولون الدعارة، وبفضلهم تستمر. وكلما كان الفرد زبونا للعاهرات إلا وكان منزعجا من تناول الموضوع، بل وكان حريصا على المبالغة في استنكاره لمس الحياء العام من باب التمويه لجعل الموضوع ضبابيا. لقد انتقلتُ إلى مدينة تيفلت وسني ثلاثة عشر سنة وذهبت إلى حي الأمل (دوار الضبابة) وكانت الشابات تعترضن الزبناء مقابل عشرة دراهم. كان في كل بيت أربع أو خمس بنات وكانت القوادة تدريهن وتحصل منهن على نصف العائد. وفي الكثير من مدن المغرب، سواء الملاح أو حي الضبابة جرى هذا. 

فما الجديد؟

الجديد هو تصنع التقوى والطهارة وهذا هو روح العصر. تصنع التقوى والعفة ورفض كل فضح للمجتمع حرصا على الحياء العام. 

ما هو شكل الحياء؟ أملس لذا يخدش بسهولة. 

يزعم النقاد الأخلاقيون تمثيل سلطة ذوق الشعب. الشعب يحب المؤخرات والدليل هو آلاف المقاهي في كل زوايا الشوارع المغربية. 

هل يستطيع النقاد الأخلاقيون أن يزعموا أم قصة يوسف وامرأة العزيز تشجع نشر الرذيلة والخيانة الزوجية؟ 

لذلك يطلب من الكاميرا أن تغض البصر وتحتشم وتتحجب للحفاظ على وهم الطهارة الذي يسوقه المجتمع عن نفسه.

شكرا نبيل عيوش لأنك وضعتنا في صورتنا وكشفت عشقنا للمؤخرات والصدور العارية. كما كشفت حجم الانفصام الذي يعقر خيالنا. شكرا لأن كشفت المعاش بطريقتك. في العصر الحديث تحول الفن إلى تعبير عن التجربة المعاشة. يرفض الوعاظ هذا التعريف يرفضون تعمد التهريج كما فعل هشام العسري في "كنزة في الدوار". يرفضون الفن أصلا. ومهما كانت محاولة المبدعين التنازل لتجنب الصدام مع الوعاظ ستكون النتيجة صفر. 

لا لكاميرا تغض البصر.

التعليقات:

Choubi Mohamed

صديقي هل سمعت يوما في دار القحاب كلاما ككلام نبيل عيوش ، أنا مثلك دخلت دار محجوبة القحبة بخمس دراهم وكان عمري 15 سنة ، ولم تعنفني بالقول ولم تقل لي شوف الزب ، ولا انا قحبة باش بغيتيني تهضر ، ولا ياربي تجيب لي شي ساعودي .... زبو صغير ، هذا راه تخلف لفظي وسينمائي ، السي بنعزيز

Mohamed Benaziz

أنت لم تسمع هذه الكلمات هناك. من حسن حظك. لكن أين تعلمتها؟ في باب الثانوية يقول هذا يوميا وأسمعه.

Choubi Mohamed

يمكن العنف اللفظي بباب الثانوية لكن سأخرج معك وإذا وجدت ممتهنة جنس تتعامل بهذه الألفاظ سأمنحك 1000 درهم ، ولكن إن لم تكن غاضبة أو سكرانة ؟

Azedin El Ouafi

أنا أظن أن للناقد حرية الحكم إستنادا على مرجعياته ورؤيته للعمل.وليس بالضرورة أن نتوافق أو نتشابه لأن طبيعة الفن هي تجربة وجدانية وشخصية.ما يجرنا إليه مثل هاته الأفلام التي تشتغل بذكاء وهذا ممكن لإسترداد لأموالها هو ذلك النقاش المكرور والذي كل مرة نلوكه أن تكون السينما تحاكي الواقع ةتعكس معاناة الناس هي تفعل هنا أيضا لكن من أية زاوية هل الفيلم يتحدث بقالب فني وبأسلوب سينمائي عن معاناة العاهرات والطبقات المسحوقة التي ينتمين إليها .الفيلم ركب على موضوع العهارة ليخلق نوعا من الفرجة المجانية لكسب المال .ولنوغل في الدفاع عن الحقوق والعدل والحريات أليس المخرج هو نفسه من عقد الصفقات بالملايير ليضحك على المشاهدين ويستفيد من ميزاينيات أولاد الشعب.قالك الدفاع على القحاب...

Choubi Mohamed

هذا هو كنه الاشكال أخي عز الدين تحياتي لك

Brahim Amzil

القول بمحاكاة الواقع عذر أقبح من ذنب

إذا كان السينمائي يدفع بالوقاحة و السطحية إلى درجاتها القصوى بدعوى محاكات الواقع فما عليه إلا أن يغير المهنة ..

السينمائي الذي يحاكي الواقع هو بضرورة الأشياء سينمائي فاشل.

لسنا بحاجة لإعادة صناعة واقع نعيشه كل لحظة لأن الواقع في حقيقته أقوى، أعنف، أكثر تلونا و صخبا مما قد تحتويه الكاميرا ..

ثم أين الإبداع في إعادة صياغة موجود و هو الواقع !!

محاكات و نقل الواقع من مهمات الوثائقي و الروبورطاج.!!

يفترض بالسينمائي المتمرس أن يلتقط صخرة الواقع و ينحتها، يسقط عليها من عرقه و ينفث فيها من روحه لينحت حلما جميلا يسر الناظرين.

الفن الحقيقي يصنع واقعه الخاص.

صناعة الحلم هي الفن.

حلم يطير بنا -مسافة فيلم - بعيدا عن واقع نسكنه و يسكننا..

نتهرب منه و يعود ليتلبس بنا.

إذا ذخلنا صالة سينما طمعا في هروب مؤقت لنجد صورة واقع تركناه للتو خلف الباب فأين المفر و أي باب نقرع حينها.

.. ألا فتبا لعالم لا يحلم إلا و هو نائم و لا يعرف كيف يصنع الأحلام حين يكون بحاجة إليها و هو شبه مستيقظ!!!

Khalid Elkahoui

أخي الكريم، صحيح فيلم نبيل عيوش الجديد استفز المتتبعين أو لنقل المشاهدين الذين يعشقون مشاهدة مؤخرات المغربيات على الشاشة، لكن ألم يكن حريا بنبيل عيوش تناول مواضيع أكثر قيمة كفيلمه علي زوا، ما الجديد الذي تحدث عنه نبيل في هذا العمل السينمائي، شاهدنا أفلام مصرية، من قبيل هي فوضى، الفرح، كباريه، و أفلام عديدة تناقش قضايا من بينها الدعارة بأسلوب درامي جميل، نبيل قد يحقق مدخولا لكن فيله من الصعب أن يدخل التاريخ أو يغير شيئا...

Hauvick Habéchian - Seperate Post

كانّ ٦٨: 

"الزين اللي فيك" لنبيل عيوش فيلم شجاع جداً (والشجاعة شيء نسبي) يدخل الى بيئة عاملات الجنس في المغرب، ويعري ازدواجية المجتمع ويسمي الاشياء بمسمياتها. رندة، نهى، سكينة، حليمة، بعض هؤلاء محجبات في النهار ومومسات في الليل خدمةً لبعض السعوديين المهووسين بالجنس (ويبدو ان بعضهم لديه مشكلة مع فلسطين ههههه). الفيلم يصبح رقيقاً ازاءهن في النصف الثاني، فيقارب تواطؤ كل افراد المجتمع (من الشرطة الفاسدة الى الام القاسية) ويحملهم المسؤولية في تحويل فتيات عاديات بلا احلام تقريباً الى قطع من اللحم. يلجأ الفيلم الفاضح الى نمط المعالجة بالصدمة، والنتيجة على المشاهدين ستكون قوية. لا "مسكوت عنه" بعد الآن.

الـ FaceBook في

20.05.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)