اليوم افتتاح «دبى السينمائى».. ورهان على قصص جريئة وأفلام مدهشة
دبى ـ خالد محمود:
•
العلايلى يتسلم جائزة إنجاز الفنانين مع كاترين دونيف.. وخان يعود
«قبل زحمة الصيف»
•
هالة خليل تروى الأيام الأخيرة من نظام مبارك بـ«نوارة»
يفتتح مساء اليوم مهرجان دبى السينمائى دورته الثانية عشرة، والذى
يحظى هذا العام بمجموعة كبيرة من الأفلام التى نأمل ألا تتوقف عن
ادهاشنا، حيث إن قصصها تمتاز بالجرأة والطرح الجديد.
يفتتح المهرجان بفيلم «غرفة» للمخرج لينى أبراهامسون وهو يستند إلى
رواية الكاتبة إيما دونوهيو، الصادرة فى العام 2010، وتحمل الاسم
ذاته وتصدرت قوائم المبيعات، وحاز الفيلم أخيرا جائزة الجمهور، فى
مهرجان تورنتو السينمائى الدولى وهو قصة أم، تقوم بدورها برى
لارسن، وابنها الصغير جاك، «يؤدى شخصيته جيكوب تريمبلى»،
ومحاولتهما للنجاة معا من صدمة العمر
.
المهرجان يقام تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس
الدولة، حاكم دبى وخلال حفل الافتتاح، يقدم المهرجان جائزة تكريم
إنجازات الفنانين المرموقة إلى أربعة من عمالقة السينما، هم الفنان
الكبير عزت العلايلى والذى امتدت مسيرته الفنية أكثر من خمسة عقود.
والممثل التونسى الفرنسى سامى بوعجيلة، والممثل الهندى نصر الدين
شاه، والنجمة الفرنسية كاترين دينوف.
يترأس لجنة تحكيم مسابقة «المهر الطويل» الكاتبة والمنتجة والمخرجة
الهندية، ديبا ميهتا. وتضم فى عضويتها المخرج الأسترالى توم
زوبريكى، والفنان خالد النبوى، والمخرجة والشاعرة الإماراتية نجوم
الغانم، والمخرجة العراقية ميسون الباجه جى.
فيما يترأس لجنة تحكيم «المهر القصير»، و«المهر الخليجى» للأفلام
القصيرة، المخرج الآيسلندى فريدريك تور فريدريكسن، إلى جانب
المخرجة التونسية هند بوجمعة، والمخرج والمنتج الإماراتى على مصطفى.
أما لجنة تحكيم «المهر الإماراتى»، فيترأسها منتج الأفلام
الدنماركى الحاصل على جائزتى أوسكار، كيم ماجنوسن، وعضوية الناقد
السينمائى عبدالستار ناجى من الكويت، والدكتورة حصة لوتاه، أول
مخرجة تليفزيونية إماراتية.
وكشف عبدالحميد جمعة، رئيس المهرجان عن مشاركة 134 فيلما من 60
دولة ما بين الروائية وغير الروائية، القصيرة والطويلة، منها 55
فيلما فى عرض عالمى أو دولى أول، و46 فيلما فى عرض أول فى الشرق
الأوسط وشمال إفريقيا، و17 فيلما فى عرض خليجى أول. تنطق الأفلام
بأكثر من 40 لغة، تتوزع بين مسابقات المهر الإماراتى والمهر
الخليجى والمهر العربى، إضافة إلى برامج خارج المسابقة تتضمن
أفلاما للأطفال وأخرى من جميع أنحاء العالم. وقال ان شاشة المهرجان
تعرض 70 من أفضل إنتاجات السينما العربية، حيث يشاهد الجمهور على
مدى ٨ ايام أعمالا لمخرجين كبار، وممثلين حائزين على جوائز، ومواهب
مبدعة. فيما سيوفر سوق دبى السينمائية منصة للتواصل والتعارف،
ومنتدى يجمع صانعى السينما العربية والعالمية تحت مظلة واحدة، بهدف
دعم هذه الصناعة والدفع بها إلى الأمام.
واضاف مسعود أمر الله آل على، المدير الفنى لـ«مهرجان دبى»: تمثل
المواهب الاستثنائية التى تستعرضها مسابقة المهر، هذا العام، شهادة
على العدد المتزايد من المخرجين المتميزين فى العالم العربى، وكذلك
المخرجات سيكون جمهور السينما على موعد مع باقة من أفضل الأفلام
العالمية، والتى طال انتظارها، ضمن برنامج «سينما العالم»، خلال
الدورة الثانية عشرة من «مهرجان دبى السينمائى الدولى»، ويضم
البرنامج 57 فيلما طويلا لألمع المخرجين وصانعى الأفلام العالميين،
والتى تتوجه إلى قاعدة عريضة من الجمهور، ويعود المخرج محمد خان،
الذى فاز فيلمه الأخير «فتاة المصنع» بجائزة النقاد «فيبريسكى»،
وجائزة أفضل ممثلة فى الدورة العاشرة من مهرجان دبى السينمائى
الدولى، ليقدم فيلمه الجديد «قبل زحمة الصيف» فى عرضه العالمى
الأول.
الفيلم بطوله هنا شيحة وماجد الكدوانى واحمد داوود يعرض الفيلم
مثالا حيا عن شريحة من شرائح المجتمع المصرى، حيث يصل الزوجان
المتناحران الدكتور يحيى وزوجته ماجدة، إلى الشاليه الصيفى قبل
الزحام، وهناك يتعرفان إلى جارتهما هالة، المترجمة المحترفة التى
تطلقت حديثا، وهى أم لولدين شابين. ومع تقدم العلاقة بينهم يبدو أن
العطلة المبكرة التى تعلقت آمالهم بها ليست إلا انعكاسا آخر
لإحباطاتهم نفسها. وهكذا يقدم لنا محمد خان فى هذا الفيلم الطريف
تارة، والساخر تارة أخرى، سيناريو حياتيا قابلا لأن يحدث فى أى
مكان فى العالم، مع الاحتفاظ بالنكهة المصرية الخاصة.
وتقدم المخرجة المصرية هالة خليل فيلمها «نوارة»، بطولة منة شلبى
ومحمود حميدة، تروى فيه الأيام الأخيرة من عمر نظام حسنى مبارك.
ونوارة هى شابة تعمل خادمة لأسرة على اتصال جيد مع أفراد من النظام
القديم. وبعد أن استشعرت هذه العائلة التحول فى مصر، قررت السفر من
البلاد وترك نوارة وحيدة لرعاية منزلهم الفاخر أثناء غيابهم. يكشف
هذا الفيلم أحداث الأيام الأخيرة التى سبقت انهيار النظام، ووضعت
مستقبل مصر على المحك، حيث يسعى بعض الأشخاص للانتقام ممن كان
برأيهم سببا لسنوات القهر والفقر.
ويقدم المخرج الإيرانى أمير حسين سغافى ثالث أفلامه الروائية
الطويلة بعنوان «الرجل الذى أصبح حصانا».
كما تنضم المخرجة الهندية آنو مينون، صاحبة الفيلم القصير «رافى
يذهب إلى المدرسة»، والفيلم الطويل «لندن باريس نيويورك»، لتقدم
«انتظار».
ويقدم المخرج خايرو بوستمانتى فيلمه الحاصل على سبع جوائز حتى
الآن، «بركان إكسانول». يروى الفيلم قصة ماريا، وهى شابة من
المايا، فى السابعة عشرة من العمر، تعيش وتعمل مع والديها فى زراعة
البن على سفوح بركان نشط فى جواتيمالا، وتوشك ماريا على الزواج
بالطريقة التقليدية، لكنها تحلم بالذهاب إلى المدينة الكبيرة، ولكن
كونها امرأة من السكان الأصليين لا تسمح لها بتغيير قدرها. تتعرض
ماريا لعضة أفعى تضطرها للذهاب إلى العالم الحديث، حيث ينقذون
حياتها، لكن ما هو الثمن؟
تتضمن القائمة فيلم المخرج الفلسطينى، كمال الجعفرى، والذى يعرف
بشغفه بتقديم شخصيات من مجتمعات فلسطينية، من خلال سرد وثائقى
مغاير لحكايات وذكريات شخصية. هذه المرة يحاول الجعفرى أن يدفع
بالمتفرج للتماهى مع شخصيات فيلمه الجديد «فى الداخل»، اعتمادا على
مشاهد مصورة تعود إلى الستينيات والتسعينيات من القرن الماضى، كما
يدعو الجعفرى الجمهور لمشاهدة الواقع بعينى بطل الفيلم، مع عودته
إلى يافا. وسيتمكن المشاهد من التعرف على ذكريات هذه المدينة،
وذكريات الأشخاص الذين يقطنونها.
ويقدم المخرج الأردنى رفقى عساف، فيلمه الروائى الطويل «المنعطف»،
ويقدم المخرج التونسى فارس نعناع فيلمه الروائى الأول «شبابك الجنة».
وكذلك تأتى مشاركة المخرجة اللبنانية جيهان شعيب، حيث تقدم فيلمها
«روحى»، والذى يدور حول ندى رقصة الباليه التى تترك باريس وتعود
للمرة الأولى إلى بلدها لبنان الذى غادرته منذ الصغر، وتعود
لاكتشاف بيت العائلة المهجور الذى دمرت قذائف جزءا منه، وتحولت
حديقته إلى مكب نفايات، وتقرر الاستقرار فى هذا المكان الذى يعج
بذكريات الطفولة، وتحدد مهمة لنفسها وهى العثور على جثة جدها الذى
اختفى فى الحرب الأهلية، وتقودها رحلتها عبر الأراضى اللبنانية إلى
اكتشاف أساطير وأسرار فى مغامرة داخلية لشابة تبحث عن هويتها.
ويعرض أول فيلم روائى طويل للمخرجة التونسية ليلى بوزيد ويحمل اسم
«على حلة عينى»، وذلك بعد أن حصل على إعجاب النقاد فى مهرجانى
البندقية وتورنتو السينمائيين.
كما يشارك المخرج المصرى محمود سليمان بفيلمه «أبدا لم نكن
أطفالا»، الذى يعتبر متابعة لفيلمه الأول «يعيشون بيننا»، فى العام
2003، ويصور الفيلم الذى حظى بدعم من مؤسسة «إنجاز»، أحداث الفترة
الأكثر اضطرابا فى التاريخ المصرى الحديث، إذ يكشف، وعلى مدى العقد
الماضى، كيف تحول ابن ناديا البكر، من أفضل طالب فى المدرسة، إلى
تاجر مخدرات بعمر الـ21 عاما، وكيف تحولت نادية من كونها امرأة
قوية مناضلة من أجل أطفالها، إلى امرأة تحاول الهرب من زوج قاس،
وتجول الأم الخمسينية فى شوارع القاهرة بحثا عن أبنائها، ويعكس هذا
الانهيار تدهور الأوضاع فى مصر، وخاصة فى السنوات العشر الأخيرة من
عهد مبارك، ومحاولات بقايا نظامه لإفشال ثورة يناير.
وهناك فيلم المخرجة السورية عفراء باطوس «جلد»، بدعم من «إنجاز»،
ويختبر أحدث أفلام المخرج الفلسطينى عمر شرقاوى، الحاصل على جوائز،
ويحمل اسم «المدينة»، والمدعوم من «إنجاز»، حدود إيمان الإنسان عند
مواجهة قمة التحمل البشرى، حيث يزور يوسف برفقة زوجته الدنماركية
مسقط رأسه، للمرة الأولى منذ سنوات عدة. يبدأ يوسف بالانجرار وراء
الصوت الذى يعتقد أنه سيهديه إلى السعادة، وخلال بحثه اليائس،
تصادف يوسف سلسلة من الأحداث المأساوية، ليجد نفسه وراء القضبان،
يهرب يوسف خلال أعمال شغب فى السجن، لكنه يتواجه مع عالم يحد من
معتقداته فى كل منعطف فى حياته. يعرض الفيلم للمرة الأولى عالميا.
يقدم المصور الذى انتقل إلى عالم الإخراج محمد اوزين أحدث أفلامه
غير الروائية «سمير فى الغبار» بعرض عالمى أول، ويطرح المخرج
الفرنسى الجزائرى فى هذا الفيلم قصة جديدة بعيدة عما اعتاد طرحه فى
أفلامه السابقة، حيث يقدم قصة تدور أحداثها فى المقبرة التى دفن
فيها سيدى عمار، وتركز الرواية على سيدى عمار، الذى كان من
المرابطين فى المنطقة، ويقوم محمد اوزين من خلال فيلمه بتقديم لمحة
عن حياته للمشاهدين، وليخبرهم كيف ساهم سيدى عمار فى الوصول إلى
مبتغاهم.
«بلال»
في العروض الافتتاحية لمهرجان دبي السينمائي الدولي
خالد محمود
يعرض الفيلم الملحمي «بلال» في العروض الافتتاحية لمهرجان دبي
السينمائي الدولي، في دورته الثانية عشرة، الخميس، ويسبق العرض
استقبال خاص على السجادة الحمراء بحضور عدد من نجوم العالم، إضافة
إلى فريق العمل والمخرج والمنتج أيمن جمال.
ومن بين النجوم المعلن عن حضورهم الممثل أديوالي أكينيوي أباجي،
الذي يلعب دور «بلال» في الفيلم، حيث كان له حضور سابق في مسلسل
«Lost»
و«Game
of thrones»،
وفيلم
«Concussion»
مع ويل سميث و«Thor».
كما سيحضر الافتتاح النجم الشاب جايكوب لاتيمور، الذي يلعب دور
بلال صغيراً. ومن المنتظر حضور تشاينا آن ماكلين نجمة ديزني
الموهوبة التي تلعب دور «غفيرة» أخت بلال الصغرى.
تدور أحداث الفيلم قبل 1400 عام، حول صبي يجد نفسه مع أخته تحت
طغيان العبودية. حلم «بلال» الطفولي هو أن يكون فارساً مغواراً،
ويظل هذا الحلم يراوده، ليقوى على أن يقول كلمة الحق في وجه الظلم،
تلك الكلمة التي ستحرّر «بلال» والكثيرين من بعده لأجيال وقرون
أخرى.
يقول المخرج أيمن جمال: "على الرغم من أن أحداث الفيلم تدور في
الماضي، إلا أن سيرة بلال تنبض بالحياة ليومنا هذا، وهي قدوة لكل
شخص في أي زمان ومكان". ويضيف: "قصة بلال هي عن الإيمان والكفاح
وعزة النفس. من يعرف بلال، يعرف أن للأمل وجود".
تم إنتاج فيلم «بلال» كاملا في استديوهات «برجون» في دبي على مدى
أكثر من ثلاث سنوات، ويعتبر بداية كبرى لصناعة أفلام التحريك
العالمية في الشرق الأوسط، حيث تم إنتاجه بأفضل التقنيات.
كتب نص الفيلم كل من أليكس كرونمر ومايكل وولف الحائزين على عدة
جوائز عالمية. وشارك في تنفيذه أكثر من 360 فنانا وتقنيا من حول
العالم، والذين سبق وأن عملوا على العديد من أفلام هوليوود
الناجحة؛ من بينها:
«Lord Of The Rings»،
و«300»، و«Shrek»،
و«Harry Potter».
وقد استغرقت مرحلة تصميم الملابس فقط أكثر من 5000 ساعة عمل، حرصا
منهم على تصميم الأزياء كما كانت عليه في بيئة العرب والحبشة
قديما. وما يميز الفيلم كذلك هو العدد الهائل من المواقع، والذي
زاد على 90 موقعا لينقل الجماهير إلى عالم كبير قبل 1400 عام.
أما موسيقى العمل الملحمية؛ فهي من تأليف ألتي أورفارسون، الذي ألف
موسيقى عدة أعمال، من بينها:
«Pirates of the Caribbean»،
و«Angels
and Demons»،
و«The
Holiday»
و«Vantage
Point».
وأعرب منتج العمل عن سعادته لافتتاح الفيلم في دبي، التي شهدت
تطوير الفيلم، وقال: "يسعدني أن احتفل بفيلم بلال مع أهل الامارات
في مهرجان دبي السينمائي الدولي. إن شجاعة وإصرار بلال أثرت في كل
فريق العمل وألهمتنا قصته في أن نقدم أفضل ما عندنا لإبرازه للعالم
بالشكل اللائق، وتقديم جودة لم يسبق أن شوهدت من قبل في أفلام من
منطقتنا ليحظى بذلك المكانة التي يستحقها بين الأفلام العالمية".
وقال مسعود أمر الله آل علي المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي
الدولي: "صُنع فيلم بلال بحرفة فنية عالية، وبشكل رائع حقاً، وساهم
في صناعته أفضل الفنانين العالميين العاملين بهذا المجال لنكون
أمام فيلم مذهل يصل إلى كل الثقافات، خاصة مع موضوعه الذي يتميز
بشموليته ليتجاوز بذلك حواجز اللغة والعرق. نحن سعداء أن نعرض
«بلال» في دبي ومن خلال مهرجاننا، وواثقون بأن هذا الفيلم الملحمي
والمؤثر سيلهم جمهور السينما من كل الأعمار، وخاصة من خلال رسائله
الإنسانية الخالدة عن الشجاعة و المحبة". |