تتزامن النسخة ال 12 من مهرجان دبي السينمائي الدولي مع مرور 120
عاماً على بداية الفن السابع في العالم.
وتحتفي فعاليات هذه الدورة بهذه المناسبة، لتجعل منها ثيمة رئيسية
لها، حسبما يؤكد عبد الحميد جمعة، رئيس المهرجان.
وفي حوار مع «الخليج»، استمر ما يربو على الساعة ونصف الساعة في
مكتبه بمقر المهرجان بدبي، قلبنا مع جمعة صفحات مختلفة وناقشنا
هموم صناع السينما في الدولة ودور المهرجان تجاههم، ليتحدث الرجل
المولع بالتفاصيل عن الدورة الحالية مسلطاً الضوء على التغييرات
الجوهرية التي أحدثوها في الكثير من مفاصل العمل.
ويشير إلى أنهم دائماً في حالة بحث وتجريب وتعلم وتغيير، وأن
مسؤوليتهم تضاعفت لكونهم أضحوا المهرجان العالمي الوحيد في المنطقة
بعد توقف «أبوظبي السينمائي». وكشف جمعة الذي آثر أن يضيء على
مختلف الجوانب والفعاليات، عن الآليات التي يتبعونها في اختيار
الأفلام المشاركة، مؤكداً أن سياستهم ترتكز على تقبل جميع الآراء
من الصحفيين، والنقاد، وصناع السينما وجميع المشاركين في المهرجان،
لأن حرصهم على التطوير يجعلهم على استعداد لتقبل جميع الآراء مهما
كانت مزعجة. وفي التالي نص الحوار:
·
في أحدث تصنيف للمهرجانات العالمية وضع «دبي السينمائي» ضمن أفضل
10 مهرجانات عالمية، ماذا يعني الأمر بالنسبة لكم بعد 12 عاماً؟
طبعاً 12 سنة لمهرجان سينمائي عمر قصير جداً، لكن الأهم في هذا
الأمر أننا تمكنا من بلوغ هذه المرحلة بمساعدة حكومة دبي
ومؤسساتها، وجمهور الإمارة، بالإضافة لشركائنا الرعاة، وصناع
السينما الإماراتيين، والخليجيين والعرب والعالميين، الذين نكن لهم
احتراماً كبيراً. لذلك نقول إن العمل المشترك هو السبب الرئيسي
وراء أن يكون للمهرجان هذه السمعة. التصنيفات تأتي من أماكن
مختلفة، أهم تصنيف بالنسبة لنا أننا ضمن أهم 10 مهرجانات في العالم
من 3000 مهرجان، وهو إنجاز لمدينة دبي التي تقدم الكثير، والكل
الآن يريد أن يتعامل مع دبي ويعلم أن مشروعاتها ناجحة.
والمهرجان يعمل على الاتساق مع روح دبي ومكانتها العالمية، حتى في
تركيبته، فهو يضم 1000 شخص من 45 جنسية، وهذا الأمر يعود لطبيعة
دبي والتنوع الذي تتمتع به.
الكل يحب دبي، كل هذا يعطينا مسؤولية أكبر لأننا نواصل بذات الروح
المسؤولية لأن المهرجانات حول العالم تتذبذب ارتفاعاً وانخفاضاً.
·
ألا ترى أن مسؤوليتكم تضاعفت بعد توقف مهرجان أبوظبي؟
المسؤولية أخذناها بجدية منذ البداية، بوجود مهرجانات منافسة
أوعدمه، لكن تضاعفت مسؤوليتنا الآن، لأن «دبي السينمائي» أضحى
المهرجان العالمي الوحيد في المنطقة.
وتقع هذه المسؤولية بالدرجة الأولى على لجنة اختيار الأفلام، التي
تختار 134 فيلماً من بين 3500. وعمل هذه اللجنة يبدأ منذ اليوم
التالي لنهاية المهرجان، فكل فيلم له قصة، ولا ننتظر الأفلام التي
تأتي لنا فقط، لكننا نسعى وراء الأفلام وبحكم هذه العلاقة
والتواصل، هناك أفلام وراءها مخرجون لهم علاقة بالمهرجان وأخرى
لمخرجين جدد، وهناك أهل البيت الذين تخرجوا في مدرسة المهرجان، وهم
الآن في لجان التحكيم. ما أود أن أشير إليه أن المسؤولية كبيرة
والعمل متواصل طوال العام وشاق يتطلب البحث الصبور المستمر للتعرف
على المستجدات. وهو أمر يفرض علينا بذل جهد كبير والتحلي
بالمسؤولية والاحترافية وقوة القلب والفهم، كما يفرض على المخرجين
الشباب الذين لم يجدوا أفلامهم ضمن المهرجان أن يتفهموا ويلتمسوا
لنا الأعذار، خاصة أننا محكومون بظروف وأننا في النهاية مجتهدون
نخطئ ونصيب.
·
مع كل دورة يقفز سؤال عن تطور الحراك السينمائي في الدولة ودور
المهرجان فيه باعتباره يلعب دوراً محورياً في الأمر، ماذا استجد
على هذا الصعيد؟
للمهرجان دور رئيسي في الارتقاء بالحراك السينمائي، لكنه ليس
الوحيد، لأنها مسؤولية تكاملية تقع على عاتق جهات أخرى أيضاً، كما
أن ما نشهده اليوم تحقق بفضل آخرين إلى جانب المهرجان، من مخرجين
وتكنولوجيا وإمكانات، ومساعدات أتت من مهرجانات أخرى لعبت دوراً
كبيراً وحولت تركيزها من مهرجانات إلى طاقة إنتاجية. الآن 4 أفلام
إماراتية كبيرة موجودة في البرنامج، ليصل إجمالي المشاركة المحلية
إلى أكثر من 11 فيلماً، بالإضافة إلى 16 خليجياً، وأعتقد أن كل هذا
هو تتويج لحراك بدأ بمهرجان دبي السينمائي، وبعضه كان موجوداً لكن
سلطنا عليه الضوء في 2004، وما زال الطريق أمامنا طويلاً، لأن مهمة
وجود صناعة سينمائية في الدولة كبيرة لا يمكن أن يتحملها المهرجان
وحده، فهو جزء من منظومة كبيرة، وتتفاوت هذه الأدوار من مهرجان
لآخر.
وهناك دور مكمل ينبغي أن تضطلع به المؤسسات والشركات التي تدعم
مالياً، دور الحكومات في تسهيل أمور المهرجان، لكونه طاقة كبيرة،
وهناك دور تلعبه العديد من المؤسسات والمدارس السينمائية والمعاهد،
وذوق الجمهور الذي تغير كثيراً لمصلحة السينما، ومساعدة المهرجان
لكونه طاقة كبيرة من المؤسسات، تملكه الدولة بشكل كامل ولا يقوم
على لجنته فقط. كذلك المتطوعون لهم دور كبير في إرساء ثقافة
سينمائية وسط الأجيال القادمة. بالنظر لكل هذه العوامل يمكنني أن
أقول إن المكان الذي نحن فيه الآن مختلف عما كنا عليه، ولكننا مع
ذلك ما زلنا نراجع ونتعرف على أخطائنا، نأخذ الكلام الإيجابي
والسلبي من الصحافة والجمهور، لا أحد يذهب من المهرجان إلا ويعطينا
رأيه مهما كان مزعجاً، ونأخذ كل شكوى، مهما كانت صغيرة. نهتم حتى
بالتفاصيل لأن المهرجان هو هذه التفاصيل، لأنك لو تغاضيت عنها تغفل
خطوات مهمة في النجاح.
·
التأسيس لصناعة سينمائية يتطلب ترسيخ ثقافة سينمائية، تحقق أرضية
لانطلاقة هذه المرحلة توفر الجمهور المتذوق كجزء رئيسي في
المعادلة، إلى أي مدى تمكنتم من التأسيس لهذه المفاهيم؟
المهرجان أسهم كثيراً في تغيير الثقافة، والسينما هي ثقافة، بعد 11
سنة من عمر المهرجان، بدأ الجمهور يفهم أكثر ويتخذ خطوات كانت صعبة
في البداية، مثل أن يذهب لمشاهدة أفلام غير تجارية، حتى أصحاب دور
السينما كذلك بدؤوا يعرضون أفلاماً أخرى لم يكن لديهم الجرأة
لعرضها قبل 10 سنوات، لأنه لم يكن لها جمهور، فعندما نقول لهم إن
هناك 17 فيلماً بيعت تذاكرها قبل أسبوعين من انطلاقة المهرجان،
وإنها هي ذات الأفلام التي يعتقدون أنها لا تحظى بجمهور، يتشجعون
أكثر، لأنهم يريدون مردوداً مالياً. كل هذه مؤشرات على التأسيس،
بالإضافة للفعاليات التي نقيمها طوال السنة عبر تواصلنا مع
السفارات والقنصليات بعرض أفلام من بلدانها. كل هذه الجهود أسهمت
في تغيير الثقافة السينمائية، يكفي أن يأتي أحدهم وهو يعلم أن
تذاكر فيلم ما نفدت لينتظر في الصفوف متشوقاً لتخلف أحد حاملي
التذاكر حتى يحظى بفرصة مشاهدة الفيلم. كذلك هناك برامج استراتيجية
نقوم بها بالتركيز على الناشئة، نعمل على الاستثمار في الصغار
بتحبيبهم في «الفن السابع»، ودرجنا على تخصيص برنامج لسينما
الأطفال في المهرجان، وفي هذه الدورة نعرض فيلمين على السجادة
الحمراء للصغار، ولدينا فيلم يعرض للفئة من 5 سنوات فما دون.
نحببهم في هذه الصناعة ونجني ثمار هذا الجهد في المستقبل، لكن
يمكننا الآن أن نجزم بأن النظرة السابقة للفنون تغيرت تماماً.
·
مهرجان الخليج السينمائي، يعتبر كذلك إحدى أدوات هذا التأسيس، وما
زال السؤال قائماً حول مصيره.
نحن في دبي في حالة تغيير وتطوير دائمين، تأتي أفكار ونتداولها
وتمضي وتأتي مبادرات وتروح، المهم هو أن يكون المشروع حياً يخطئ
ويصيب. مهرجان الخليج وُجد لأسباب اختفى كثير منها، كما أن نوعية
الأفلام والتقنية تطورت أكثر وأفلامنا الخليجية أضحت تنافس في
المسابقات العالمية. خذ مثلاً هذه الأفلام الإماراتية ال 4 التي
تنافس في مهرجان دبي، إنها تدلل على أننا تطورنا وانتقلنا للمرحلة
العالمية، وهناك أفلام المهر الإماراتي والخليجي في المهرجان، أي
أننا نعطي مساحة مهمة للأفلام الخليجية والمحلية.
لكن صناع السينما في الإمارات والخليج يرون أن «الخليج السينمائي»
يواكب مرحلتهم ويوفر لهم الكثير في طريقهم للعالمية وطالبوا بعودته.
المهرجان لم يُلغَ، لكنه توقف، ونتمنى أن يعود أكثر قوة، نحن
دائماً ما نغير، كما أسلفت، لاشيء مستقر، نحن في حالة بحث دائم عن
الأفضل، ففي «دبي السينمائي»، العام الماضي كانت هناك مسابقات وهذا
العام استحدثنا أخرى. هذه التغييرات تمنحنا أشياء إيجابية، في
النهاية تحكمنا ظروف ويحكم علينا صناع السينما أنفسهم، فنسبة
الأفلام في هذه الدورة، 55 فيلماً في عرض أول عالمي ودولي، و60
فيلماً في عرض أول في الشرق الأوسط،و 72 فيلماً في عرض عربي أول.
إذا نظرت لنسبة الأفلام العربية تجد أنها كبيرة جداً من إجمالي ال
143 فيلماً مشاركاً، وهي متصاعدة، لكنها ليست للدرجة التي تجعل
جميع الأفلام المشاركة عربية. نحن نبني منصة عالمية نضيف عليها
أفلاماً عربية حتى نكون بوابتها نحو العالم.
·
نشاهد في الافتتاح فيلم «غرفة»، وفي الختام «النقص الكبير»، وهو
الأمر الذي يعيدنا إلى السؤال المتكرر حول معايير الاختيار، ما هي؟
اختيار فيلمي الافتتاح والختام أمر صعب للغاية، كانت لدينا خيارات
أخرى، لكنا اخترنا «غرفة» لأنه يفتتح المهرجان بثيمة تعكس التحديات
التي تواجهنا في عالم اليوم. يبدأ الفيلم بمشاعر تجعلك تفكر في
الحياة كأب وأم ويمر بمحطة صعبة وينتهي برسالة أمل، ما يواكب روح
المهرجان، أي أنه يوفر الأمل الذي يجب أن نعتمد عليه خاصة في مثل
هذه المرحلة الصعبة، وهو يعطي رسالة يمكن أن تضاف لثيمة المهرجان،
ويعبر عما يجري من حولنا من أحداث. كذلك فيلم الختام، فهو يروي قصة
الأزمة المالية العالمية التي شهدناها في الأعوام الماضية، وهو
فيلم جديد لم يعرض بعد، ينتظر أن يطرح في دور العرض الأمريكية في
25 الجاري. وعندما نتحدث عنه نتحدث عن الأزمة الاقتصادية وثقتنا
العمياء في البنوك ومديريها، إنه يضيء على نقطة معينة لهذه الفئة،
يروي لنا تفاصيل الأزمة بشكل يومي، صحيح أن كثيراً من الأفلام لامس
الموضوع لكن بشكل عام، لكن «النقص الكبير» يروي لنا التفاصيل حتى
نفهم حقيقة ما جرى، وبشكل فكاهي، لأن كاتبه كوميدي.
اختيار بقية الأفلام كذلك أمر صعب، هناك فيلم يومي على السجادة
الحمراء، ولدينا أفلام مهمة أعطيناها مساحة أكبر ونجومها كذلك
موجودون. وعندما نتحدث عن النجوم، نجد أن نجومنا ليسوا هؤلاء
المعروفين فقط الآن، نجومنا أفلامنا وصناعها، ومخرجوها ومنتجوها،
هؤلاء الذين لم يُمنحوا حقوقهم، فالممثل والنجم ركيزة واحدة،
ويأخذها الصحافة والجمهور على أنها الأساسية.
·
يرى إدغار موران في كتابه «نجوم السينما» أن حقبة الستينات من
القرن الماضي، هي آخر عقود زمن النجوم، بالمفهوم الذي خلقته
«هوليوود»، على أساس أن التلفزة تجعل كل فرد فيها نجماً، هل تنعى
«النجومية» على طريقة موران أم ماذا؟
ما أقصده أن المهرجان يكتشف نجوماً، هناك أفلام موجودة على السجادة
الحمراء، أبطالها غير معروفين، لكن بعد المهرجان، يكتشفهم الناس،
ليتعرفوا على من يعملون بجهد وليس عليهم ضوء. يجب أن تكون مختلفاً
عن المهرجانات الأخرى، وهناك أمر آخر وهو أن النجم الكبير اليوم
مشغول بأعمال كبيرة، ومعظم أفلامنا لم تعرض عالمياً بعد، وسيتجه
النجوم لتدشين عروضهم الأولى في توقيت المهرجان، ومن الصعب أن يأتي
النجوم للمهرجان في هذا التوقيت. السوق الأمريكي ضخمة، فيلم الختام
مثلاً أبطاله يجب أن يكونوا موجودين في أسواق بيع التذاكر،
والاستوديو يحاول أن يكون هؤلاء موجودين، فهناك سوق عالمي، صحيح أن
هناك نمواً في الشرق الأوسط، وأن الأمور ستتغير في السنوات
المقبلة، لكنه لا يضاهي الصين مثلاً التي تفتح 8- 10 صالات عرض في
اليوم. لا تنس أنها صناعة وصاحب المال يخشى عليه، يجب أن ننظر لهذه
المعادلة، وعليك أن تختار بين أن تأتي بفيلم ضعيف له نجوم أقوياء،
أو أن تأتي بفيلم حقيقي حتى لو أن نجومه غير متوفرين، نحن نعمل على
أساس هذه المعادلة.
·
لكن ألا ترى أن اعتمادكم على كل هذا العدد من الأفلام في أول عرض
ينطوي على مغامرة، في حين أن الكثير من المهرجانات يجنح للأعمال
المجربة والحائزة على جوائز؟
شعارنا التوازن والاكتشاف،لدينا في برنامجنا لهذا العام 11 فيلماً
مرشحة للأوسكار عن دولها، وهو رقم ليس صغيراً. وفيلم الافتتاح كذلك
حائز على جائزة الجمهور في مهرجان تورنتو، ولنا علاقة طويلة مع هذه
الجائزة. نحاول أن ننوع، فكما أنك لا تستطيع تجاهل أفلام أحدثت
ضجة، مثل الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية لمهرجان «كان»، مع أنه لم
تمض على جائزته 7 أشهر، أحسسنا بأهميته، كذلك لدينا أفلام عالمية
فائزة، وأخرى لم تشاهد من قبل مثل «بلال»، الذي يعرض في اليوم
الثاني للمهرجان، وهو فيلم تحريك. وفي فيلم التحريك، الجمهور لا
يربط الصوت مع الشكل لكننا نحاول أن نركز على فكرة أن صوت الممثل
يحتل ذات الأهمية.
توازن بين «المطبخ» والسجادة الحمراء
تتواصل هذا العام مبادرات المهرجان، وبعضها يظهر بحلة جديدة حسبما
يؤكد عبد الحميد جمعة. ويقول: هنالك مؤتمر يستمر يومين يناقش مراحل
صناعة الفيلم، ومبادرة مع جائزة طيران الإمارات للآداب، تنبع
أهميتها في ظل تنامي أفلام الرواية هذه الأيام، خاصة أن فيلم
الافتتاح مأخوذ من رواية، وتقوم الفكرة على مناقشة كيفية تحويل
الرواية لعمل سينمائي، بمشاركة كتّاب وسينمائيين.
ويكشف جمعة أنه، ولأول مرة، يقدم المهرجان 8 أفلام وتتبعها برامج
وحفلات، فمحمد عساف سيغني عقب فيلم يشارك فيه، وهنالك فرقة «سونغ
فروم لاهور»، واحتفاء بفيلم «الفك المفترس» في ذكراه الأربعين
بحضور الممثل ريتشارد دريفوس، كذلك هنالك 12 فيلماً في سوق دبي
السينمائي، توضع في دائرة الضوء لإنتاجها في العام المقبل، إلى
جانب جائزتي «الآي دبليو سي»، ووزارة الداخلية. ويلفت جمعة، في
سياق المبادرات، إلى استضافة المدير التنفيذي لشركة «نت فليكس»،
إحدى أقوى الشركات المهتمة بالمحتوى، عبر الأقمار الاصطناعية،
لتعريفه بالمواهب العربية، خاصة أن الشركة تفكر في صنع مسلسلات
وأفلام عربية.
ويأتي كذلك جاك غلينهال، وهو من الشباب المتقدمين بقوة، ومرشح
لجائزة «فارايتي» لأهم ممثل هذا العام، بهذا يمكن القول، وفق جمعة،
أن هناك توازناً بين السجادة الحمراء ومطبخ المهرجان من ناحية
أهمية المشاركين، وكذلك تستمر مبادرة دبي للتوزيع في عامها الثاني.
الجوائز في الختام
العشاء الخيري
يقول عبدالحميد جمعة إن العشاء الخيري الذي يتضمنه المهرجان سنوياً
مواصلة لما تقدمه الإمارات لشعوب البلدان الأقل حظاً، مستمر للعام
الخامس بالتعاون مع مؤسسة «دبي للعطاء». والمهرجان أكثر من موضوع
سجادة حمراء ونجوم، هناك فنانون يوظفون نجوميتهم لمساعدة الآخر،
ونحن فخورون بهذا العمل
ميزانية مريحة
يؤكد عبد الحميد جمعة على استمرارية المهرجان ويقول: لدينا ميزانية
مريحة لـ 5 سنوات وستجدد آلياً، وأعتقد أننا حتى بعد الـ10 سنوات
سنستمر، لأن مهرجان دبي وُجد ليبقى، وأن الحكومة تؤمن برسالة
السينما وتدعمها، حتى الأفلام التي تنتج في أبوظبي وأية مدينة
خليجية، تحتاج لمنصة قريبة منها. وأدعو الجمهور لأن يستمر في
التواصل مع المهرجان، لأنه ركيزة أساسية
احتفاء
حول شعار هذه الدورة «مشاهد بلا حدود» قال جمعة إنه يأتي احتفاءً
بصناعة السينما في العالم، ويمثل ثيمة الدورة الـ 12 ويضيف: من
حظنا أنها تصادف ذكرى مرور 120 سنة على تاريخ الفن السينمائي في
العالم وهي مدة قصيرة مقارنة ببقية الفنون، لذلك ارتأينا أن نحتفي
بـ«الفن السابع» ومراحل تطوره المختلفة، كما أن الرقم «12» يصادف
المراحل الـ 12 التي ترصد تطور الفن السينمائي ومنها الفيلم
الصامت، ودخول الصوت، والألوان، و«هوليوود»، و«بوليوود»، والسينما
العربية. نحاول أن نسلط الضوء على تطور السينما خلال هذه الحقب من
خلال حزمة من الفعاليات، كما أن هذه الثيمة حاضرة في جميع
فعالياتنا.
الجوائز في الختام
تغيير جديد أجرته إدارة المهرجان على موعد إعلان الجوائز، فبدلاً
من أن تعلنه في اليوم قبل الختامي، توزع هذا العام في اليوم
الأخير16 قبل عرض فيلم الختام. وعن ذلك، يقول جمعة: «نحاول أن نغير
لنزيل التوتر عن أصحاب الأفلام، ليعرف الفائز أنه حصد جائزة، ولكي
يحضر فيلم الختام وهو مرتاح أكثر
.
لا تغيير
حول تضارب توقيت المهرجان مع مهرجانات أخرى يقول عبدالحميد جمعة:
«لا نستطيع تغيير الوقت، لعدم وجود فرصة في جدول دبي، وطبيعة
الأجواء، وهو ملائم بالنسبة لنا في موضوع اختيار الأفلام، قبل
أعياد الميلاد، لأننا المهرجان الوحيد المهم في العالم في هذا
التوقيت مع مهرجان في كوبا، في دبي نأخذ السلبيات ونحولها لشي
إيجابي
لجان تحكيم المسابقات
عن لجان تحكيم المسابقات لهذه الدورة يقول : نوفق دائماً في
الاستعانة بلجان تحكيم مميزة، لأن لجنة التحكيم القوية المكونة من
كتاب سيناريو وصناع سينما، تضيف للجائزة. لدينا لجان مستقلة،
ونحاول أن نأتي بأفضل الموجودين ولديهم الاستقلالية التامة، وفي
جميع المهرجانات تكون لجان التحكيم مثار خلاف، فمن يفوز في «كان»
يفاجئ الجميع. الأساس بالنسبة لنا أن تعتمد على اللجنة وتمنحها
الثقة، كذلك نشرك إماراتيين وخليجيين وعرباً، لدينا خالد النبوي
مثلاً، وهند صبري في لجنة تحكيم «الاي دبليو سي»، لتقوية الجائزة،
وإفادة الشباب. ويستفيد الأعضاء العالميون كذلك بالتعرف على
الأفلام العربية، فالنقاشات التي تدور خلف الكواليس بين أعضاء
اللجان تقربهم من الفكر العربي والأفلام، وهو إثراء لروح الحوار
والتعاون، فمهما تكن مرحلتك في السينما فإنك دائماً تتعلم
مهرجان دبي يجدد لقاءه بعشاق السينما الليلة
يجدد مهرجان دبي السينمائي، اعتباراً من مساء اليوم، لقاءه بعشاق
«الفن السابع»، محتضناً في دورته الـ12 قوى وأجمل الإنتاجات في
العالم لأفضل المخرجين عربياً وعالمياً.
وتضمّ تشكيلة الأفلام التي تعرض خلال هذه الدورة 134 فيلماً مميزاً
من 60 دولة حول العالم، منها 55 فيلماً في عرض عالمي أو دولي أوّل،
و46 فيلماً في عرض أول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و11 فيلماً
في عرض أول في الشرق الأوسط، و17 فيلماً في عرض خليجي أول.
وتتعدد أمام الجمهور آفاق المشاهدة والمتعة هذا العام مع عودة
العروض المجانية على «ذا بيتش» في الهواء الطلق، في منطقة «ممشى جي
بي آر»، طوال أيام المهرجان. ويمكن لجمهور «ذا بيتش» خلال الافتتاح
مشاهدة البثّ المباشر ووصول النجوم على السجادة الحمراء.
وتعرض لهم مجموعة من الأفلام، منها عرض خاص لفيلم «الفك المفترس»
للمخرج ستيفن سبيلبرغ، احتفالاً بالذكرى الأربعين على إطلاقه بحضور
الممثل الأسطوري ريتشارد درايفوس.
ويُعرض أيضاً فيلم «يا طير الطاير» الذي يحكي قصة النجم الفلسطيني
محمد عساف، ويتخلله ظهور خاص له، والفيلم الوثائقي الموسيقي «أغنية
لاهور»، مع أداء مباشر للموسيقيين المشاركين في الفيلم. ويتابع
المهرجان تعاونه مع «فوكس سينما»، التي تعرض الأفلام المشاركة في
هذه الدورة اعتباراً من غد.
وخلال حفل الافتتاح، يقدّم المهرجان جائزة «تكريم إنجازات
الفنانين» المرموقة إلى أربعة من عمالقة السينما هم الممثل المصري
الكبير عزت العلايلي، الممثل التونسي الفرنسي سامي بوعجيلة،
والممثل الهندي القدير نصر الدين شاه، والنجمة الفرنسية كاترين
دينوف.
وقال عبدالحميد جمعة، رئيس المهرجان: «يعدّ احتفالنا بالدورة الـ12
إنجازاً رائعاً يشهد على ما يقدمه المهرجان على الصعيد العالمي منذ
بدايته، وهذا العام، نحن متحمسون لمشاهدة احتفاء دبي بالأفلام
المشاركة مرة أخرى، وقدرتنا على عرض أعمال سينمائية وخبرات جديدة
لجمهور جديد».
وأضاف: «يسعى المهرجان إلى تعزيز وتشجيع نمو صناعة السينما، خاصة
أنه أصبح ركيزة للسينما العربية في المنطقة. من هنا نتابع جذب ألمع
المخرجين والمزيد من الجمهور في كل عام، ومن الرائع أن نكرّم نجوم
السينما العالميين ومساهماتهم الكبيرة في هذه الصناعة، ونأمل في أن
يتمكّن المخرجون والممثلون الصاعدون من الاستفادة من الإرث الذي
قدمه من سبقوهم في هذه الصناعة».
يواصل المهرجان شراكته مع «مؤسسة دبي العطاء»، للعام الخامس على
التوالي، ويقدمان الحفل الخيري العالمي «ذا غلوبال غيفت غالا»، 12
الجاري. والحفل برئاسة إيفا لونغوريا، ومؤسسي التظاهرة: ماريا
برافو، وألينا بيرالتا.
ويُتوقّع أن تزدحم السجادة الحمراء بأشهر النجوم العالميين الذين
يحضرون المهرجان، ومنهم جايكوب تريمبلي، وديف باتيل، وريتشارد
درايفوس، ومات براون، وإد بريسمان، وتوبا، ومايكل بي جوردان،
وتيرانس جي، ونصرالدين شاه، وكاترين دينوف، وأديوالي
أكينوي-أغباجي، وجاينا آن مكلين، وجاكوب لاتيمور، وريدن ون، وتيرنس
لاتيمور، وبريلانتي مندوزا، وفيليب فوكون، وديبا ميهتا وآنو مينون.
وينضم إليهم أحمد الجسمي، وجابر نغموش، وإبراهيم الحربي، ورزيقة
الطارش، ومروان عبدالله صالح، ومريم سلطان، وريم إرحمة، وسعيد
سالمين المري، وعهد، وياسا جمعة، وعزت العلايلي، وخالد النبوي،
وبوسي، ومحمود حميدة، وليلى علوي، وإلهام شاهين، وهند صبري، ومنّة
شلبي، ومحمد خان، وماجد الكدواني، وهنا شيحة، وأحمد داود، وهالة
خليل، ومدحت صالح، وشريف منير، وهاني رمزي، وماجد المصري، ولطيفة،
ووليد توفيق، وهاني أبو أسعد، ومرزاق علوش، وعلي سليمان، وباسل
خياط، وإياد حوراني، وقصي خولي، وتيم حسن، وعابد فهد وباسم ياخور
«غرفة» .. مساحة أمل في الافتتاح
الشارقة - غدير المزيني:
يفتتح فيلم «روم» أو
(Room)
للمخرج ليني أبراهامسون، ومن توزيع
«A24»،
وإنتاج شركتي
Element Pictures
وNo
Trace Camping
المهرجان اليوم في قاعة أرينا بمدينة جميرا، فيما يكون متاحاً
للجمهور كافة الساعة 10:00 مساء غد في قاعات سينما «فوكس» في «مول
الإمارات».
كتب الفيلم إيما دونوغو، ويؤدي دور البطولة فيه بري لارسون (ما)،
وجاكوب تريمبلاي بدور (جاك)، إضافة إلى جوان ألين، ووليام إتش
ماسي، و شان بريدجيرز، وويندي كروسان، وساندي ماكماستر، ومات
جوردون، وجو بينغ، وأماندا بروغل.
الفيلم من فئة الدراما وتدور قصته بشكل أساسي حول الطفل (جاك) ذي
الأعوام الخمسة الذي عايش حبس والدته (ما) طوال سنوات حياته الستة
الأولى بين حدود غرفة محصورة تفتقر إلى أبسط مقومات المعيشة،
وأهمها نافذة تطل على فضاءات الحياة الخارجية، ليقوما بعدها بالهرب
من حدود سجانهما (أولد نك) الذي قام بدوره الممثل شان بريدجيرز،
بعد أن خطف والدته وهي تبلغ سبع عشرة سنة وحاصرها في كوخ مغلق
إلكترونياً وعازل للصوت. تُوكل مهمة الخروج من هذا الأسر المُحكم
إلى (جاك) بالرغم من صغر سنه، ثم لا يلبث أن يبدأ باكتشاف مفردات
العالم الخارجي وصراعاته المُتضاربة.
نظرة جاك الأولى لعالمه الخارجي تكون مختلطة بمشاعر عدة، وتعاملاته
البدائية لعامة الناس في العالم الخارجي متسرعة وغير مستقرة، إذ
يتمحور النصف الثاني من الفيلم حول كيفية تأقلم جاك مع مفردات هذا
العالم، الذي توسع نطاقه فجأة من دون أن يفكر في ذلك يوماً.
وتشاركه في تلك المعاناة والدته التي أنساها أسرها أصول التعامل مع
الأفراد العاديين، وكيفية الوثوق بهم مُجدداً. ومن هؤلاء الأفراد
والداها اللذان تلومهما، بسبب عدم إعدادها بشكل سليم للتعامل مع
الغرباء ودفع شرورهم، بمن فيهم خاطفها (أولد نك).
الفيلم عبارة عن خليط من مشاعر الخوف، واليأس، والأمل، مع التركيز
على أهمية الروابط الأسرية ومعاني الأمومة والفداء والهروب من أسر
الأشياء، التي تجسدها الأم (ما) مُناصفةً مع ابنها جاك. ويمثل كل
منهما المواقف بصدق حتى يدخل المشاهد إلى هالة أَسرهما ويبادلهما
ما يشعران به بتعاطف شديد، خاصة عندما تستسلم (ما) للأسر فتبدأ
بإقناع (جاك) بجمال مساحة أسرهما وروعتها بالرغم من كل مشاعر الأسى
والقلق التي تختلج في صدرها.
رسم الكثير من النقاد أوجه تشابه بين قصة الفيلم وحكاية جيسي لي
دوغارد الحقيقية التي وقع نسيج أحداثها في 10 يونيو/حزيران 1991،
في بحيرة تاهو الجنوبية - كاليفورنيا، حيث اُختطفَت دوغارد وهي
ابنة 11 ربيعاً، بينما كانت في طريقها من منزلها إلى محطة الحافلات
المدرسية في مدينتها. وأُسرَت مدة ثمانية عشر عاماً في ساحة مخفية
في أحد الأكواخ المتحركة.
12عاماً من البهجة والتميز حليف المهرجان
«دبي السينمائي».. أفلام تتكئ على الرواية وتناقش الواقع
مارلين سلوم
السجادة الحمراء، الأضواء، النجوم، الاحتفالات والليالي العربية
والغربية والأفلام من كافة الجنسيات، الإعلام والنقاد، التكريم
والجوائز.. كل هذه المشاهد تجتمع لتجعل من الحدث مهرجاناً
سينمائياً بامتياز، ويمكنها أن تنطبق على كل المهرجانات الدولية في
العالم. فما الذي يميز مهرجاناً عن الآخر، وما الذي يميز مهرجان
دبي السينمائي الدولي الذي يفتتح دورته ال 12 والتي تنطلق مساء
اليوم وتستمر حتى 16 ديسمبر/ كانون الأول الجاري؟
السينما دائماً تجدد نفسها بنفسها، فهي أرض ممهدة لكل من يشاء أن
يجتهد ويبتكر ويبدع، وهي أرض خصبة تثمر تنوعاً كبيراً من المشاهد
الدرامية والواقعية والخيالية.. لذا فإن المهرجانات الكبرى التي
تحتفي بالفن السابع، تفتح أفقاً واسعاً أمام الجمهور ليميز بين
الأعمال، واللجان ترشح له «الأفضل» و«الأهم» ليشاهدها أولاً، أو
ليضعها على أجندته ويحرص على مشاهدتها في أي وقت شاء. أما مهرجان
دبي السينمائي الدولي، فينطلق هذا المساء بدورته ال 12 ليكمل سلسلة
البهجة، والتميز حليفه دائماً. يستضيف على أرضه كوكبة من النجوم
فيكرِّم البعض، ويُكرَّم بحضورهم وبمشاركة الجمهور كل الفعاليات
والعروض المنتشرة في مدينة جميرا، وعلى الشاطئ وفي صالات السينما..
وهو يعرف كيف يتميز ببعض النقاط هذا العام
كثيرة هي المحطات التي أصبحت مقرونة بالمهرجان، فكما عهدناه
دائماً، يفتح آفاقاً واسعة أمام المبتدئين والهواة من الشباب
للتنافس، والتعلّم والاحتكاك بصناع السينما العرب والأجانب. يحتضن
أعمالهم ويقدم أكثر من فرصة أمامهم وكذلك أمام المحترفين من أجل
إيجاد مصدر تمويل لعمال يحلمون بتنفيذها، فتدور عجلة الإنتاج وتجد
مشاريع طريقها إلى التنفيذ وتفتح أمامها أبواب العروض في أهم
المهرجانات حول العالم.
أما الدورة 12 فتشهد حضوراً قوياً للمرأة ليس من خلال ترؤسها أو
مشاركتها في لجان التحكيم فقط، حيث يكون لكلمتها الدور الفاعل في
اختيار الأفلام وتقييمها ومنحها الجوائز من عدمه، بل أيضاً نجدها
مشاركة بفكرها ومجهودها كمخرجة وكاتبة إلى جانب التمثيل. فمن
الأفلام المشاركة في المسابقات 4 توقيعات لمخرجات من السعودية
مثلاً، حيث انطلقت المرأة إلى التعبير عن أفكارها وعن مجتمعها بعين
المخرجة وقلب وفكر الكاتبة. وهي تقف جنباً إلى جنب مع المخرجات
الإماراتيات وزميلاتهن من مختلف الجنسيات العربية الأخرى والغربية
في هذه الدورة وقد جئن من: مصر، لبنان، سوريا، تونس، المغرب،
بريطانيا، تركيا، أستراليا، الهند.. ولا شك أن الأفلام المصورة
بعيون نساء مخرجات، تختلف عن أفلام الرجال من حيث نظرة المرأة
لمجتمعها ومعاناتها وبيئتها وتقاليدها.. خصوصاً حين تطرح قضايا تمس
حياتها وقيودها.
من المحطات التي تشدنا إلى الدورة 12، آخر فيلم صوره النجم العالمي
عمر الشريف، وكأننا نقبل على المشاهدة بنظرة الوداع الأخيرة للراحل
الذي غادر الحياة وبقيت أعماله وسيرته خالدة في ذاكرة السينما
العالمية. المهرجان يكرّم عمر الشريف بعرض آخر أفلامه «ألف اختراع
واختراع وعالَم ابن الهيثم»، وهو جزء من سلسلة أفلام «ألف اختراع
واختراع» الرائعة والتي تعتبر بمثابة موسوعة سينمائية توثق لأهم
الاختراعات العلمية في العالم، وصور جزء من هذه السلسلة النجم
العالمي بن كينغسلي.
«ألف
اختراع واختراع وعالَم ابن الهيثم» مهم من عدة جوانب، فهو إنتاج
بريطاني إماراتي مشترك، وعمل أخير لنجم نحبه ونعتز به وبما حققه
عالمياً، والفيلم يرى النور ويعرض لأول مرة من خلال دبي السينمائي
الدولي. شاء القدر أن يرحل الشريف في 10 يوليو/ تموز الماضي قبل أن
يتمكن من مشاهدة الفيلم، وقد أراد به أن يدعم مخرج الأفلام القصيرة
أحمد سليم الحائز عدة جوائز. كذلك يقدم هذا العمل لكل الأجيال
وخصوصاً الشباب والصغار قصة ابن الهيثم «أبو الفيزياء التجريبية»
وأحد أوائل مستخدمي «الغرفة المظلمة» أي كاميرا الثقب الصغير كما
يطلقون عليها.
من المحطات المميزة في الدورة 12 للمهرجان أيضاً، الاحتفاء بالذكرى
الأربعين لصدور فيلم
«Jaws»
أو «الفك المفترس» والذي ما زال يعتبر من أهم أفلام الرعب في
السينما الأمريكية، وفي قائمة أعمال المخرج ستيفن سبيلبرغ. الفيلم
مأخوذ عن رواية بنفس الاسم ولاقى إقبالاً شديداً عند عرضه عام 1975
حول العالم رغم مشاهد الدماء وحالة الرعب الحقيقية التي أثارها في
المشاهدين، وسيعاد عرضه خلال مهرجان دبي السينمائي.
هنا نتوقف عند نقطة ثالثة مهمة، وهي أن الرواية لها النصيب الأكبر
من الأفلام المعروضة خلال هذه الأيام والليالي الطويلة. وإذا كان
«الفك المفترس» مأخوذاً عن رواية، فإن فيلم الافتتاح الذي يعرض هذا
المساء، «غرفة» هو أيضاً عن رواية نالت شهرة واسعة وتصدرت قائمة
المبيعات عام 2010 للكاتبة إيما دونوهيو. وفيلم الختام أيضاً
بتوقيع روائي، مع فيلم «النقص الكبير» عن رواية لمايكل لويس ويضم
نخبة من نجوم السينما العالمية: براد بيت وكريستيان بيل وستيف
كاريل وريان غوسلنغ. وما بين الافتتاح والختام، لنا مواعيد مع
أفلام تتكئ على الرواية، بينما أفلام كثيرة أخرى تستقي أحداثها من
قصص واقعية وترسم صوراً عن المجتمعات في عصرنا الحالي، والقليل
منها يهرب إلى زمن سابق ليأخذ مشهداً تحكي رموزه عن وضع حالي مشابه.
الأزمات العربية حاضرة أيضاً بقوة، وليست كلها من صنع أبنائها، بل
نشاهدها أيضاً بعيون غربية. فيلم «قصة حب سورية» برؤية المخرج
البريطاني ماك أليستر وتعود إلى عام 2009، أي قبل اندلاع الأحداث
في سوريا، لكن مخرج الأفلام الوثائقية يقدم صورة ترتبط بشكل غير
مباشر بواقع اليوم، عن عامر ورغدة يلتقيان في أحد السجون السورية،
ثم يتزوجان لكن رغدة تدخل السجن عدة مرات بسبب معتقداتها السياسية،
فتضطر العائلة إلى المغادرة. المخرج البريطاني يتابع قصة الأسرة
ورحلتها إلى مخيم اليرموك، ثم فرنسا وتركيا حيث المعاناة.
كذلك يصور المخرج الفرنسي فيليب فوكون رحلة كفاح «فاطمة» ويتناول
قصة المهاجرين في فرنسا من خلال امرأة عربية وابنتيها. في المقابل
نجد أفلاماً عربية تتطرق لمواضيع مشابهة، منها مثلاً فيلم «مريم»
للمخرجة السعودية فايزة أمبا التي تتطرق إلى أزمة الحجاب في فرنسا.
السينما الإماراتية يحق لها أن تحتفي وتفتخر بذاتها خلال هذه
الدورة، ففي مسابقة «المهر الإماراتي» وهي مخصصة طبعاً للأعمال
المحلية فقط، نشهد ولأول مرة مشاركة خمسة أفلام طويلة، إلى جانب
سبعة قصيرة. هذه السينما الفتية بدأت تتحرر من قيودها، لتغامر أكثر
من أي وقت مضى بتقديم 5 أفلام طويلة. وهذه الخطوة مهمة حتى وإن شاب
بعض الأفلام نقاط ضعف معينة، فهي بداية مبشرة تشجع كل صناع السينما
الإماراتيين لكسر طوق الخوف من الصناعة التي تحتاج إلى نفس طويل في
الكتابة والإخراج وأيام العمل والتصوير والمونتاج..
الصناعة السينمائية لا تكتمل بأفلام وثائقية وأخرى قصيرة فقط، بل
تحتاج إلى جرعة لا بأس بها من الأفلام الطويلة التي يحبها ويقبل
عليها الجمهور، وتتمكن من فرض نفسها ومنافسة الأفلام العربية
والأجنبية في عقر دارها وفي الخارج أيضاً. فضروري أن تسير الصناعة
بشكل تصاعدي نحو الأفضل والأجود والأكثر، لتقف «الإماراتية» بفخر
وقوة إلى جانب «العربية» و«العالمية»، لا سيما أن المهرجان هذا
العام يضم أكثر من 70 فيلماً من أفضل إنتاجات السينما العربية،
ويقدم 40 فيلماً بعرض أول عالمياً و9 أفلام تعرض لأول مرة دولياً.
السينما الإماراتية عليها أن تفتخر لأنها ابنة دولة تقدّر الفنون
وتخلق المناسبات وتؤسس هيئات وصناديق وأسواق لدعم الإنتاج. وتجد
اسم الإمارات كشريك وداعم وممول في عدد كبير من الأفلام حول
العالم، إضافة إلى تحولها إلى أرض تستقطب الأجانب لتصوير أعمالهم
وأشهر أفلامهم ومسلسلاتهم في ربوعها.
تجديد الدعم
أعلن المهرجان أن هيئة دبي للثقافة والفنون، ومؤسسة دبي للإعلام،
وعلامة «آي دبليو سي شافهاوزن» السويسرية، تقدّم دعمها للموهوبين
في صناعة الأفلام بالمنطقة، عبر رعايتها للدورة ال12.
وقال سعيد النابودة، المدير العام بالإنابة للهيئة : يسرنا تقديم
الدعم المتواصل للمهرجان هذا العام أيضاً، إذ تلعب الأفلام
السينمائية دوراً رئيسياً في بناء الحوار الثقافي والتقارب بين
الشعوب، كونها واحدة من أكثر الفنون انتشاراً في العالم. وتلتزم
الهيئة بدعم مثل هذه المبادرات التي تعزز سمعة مدينتنا وجهة ثقافية
عالمية، وتحقق أهداف خطة دبي 2021 الهادفة لترسيخ مكانة دبي موطناً
لأفراد مبدعين ومتمكنين، ملؤُهم الفخرُ والسعادة.
وقال أحمد سعيد المنصوري المدير العام للقنوات في مؤسسة دبي
للإعلام: شراكة شبكة قنوات دبي ومواكبتها الدائمة لأنشطة المهرجان
تأتي في إطار سعيها الدائم إلى مواكبة أهم الأنشطة والمهرجانات
التي تُقام في دبي وباقي إمارات الدولة.
حملة إلكترونية لدعم السينما العربية
يتعاون مهرجان دبي السينمائي الدولي و«إيمج نيشن أبوظبي»، مع مخرجي
الأفلام من مختلف أنحاء الشرق الأوسط في إطلاق حملة لتشجيع رواد
السينما على دعم السينما العربية.
وتماشياً مع التزام الجهتين ببناء صناعة سينما مستدامة في الإمارات
والمنطقة، سيتم إطلاق حملة واسعة الانتشار على مواقع التواصل
الاجتماعي خلال المهرجان لتفعيل المجتمع السينمائي العربي من خلال
وسم #ادعم_السينما_العربية.
وقالت عبير أبو شميس، مديرة التسويق في شركة «إيمج نيشن» والمسؤولة
عن الحملة: تشهد صناعة الأفلام العربية تطوراً كبيراً وأصبحت
جودتها مماثلة لجودة الأفلام الهوليوودية، وغالباً ما نرى الأفلام
العربية تتنافس على الساحة العالمية. ولكن للحفاظ على هذا المستوى
العالي ولاستمرارية صناعة السينما في المنطقة، يجب على الجماهير
مشاهدة الأفلام العربية.
مشاركة مهرجان الشارقة للطفل في دبي
يشارك وفد من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل في مهرجان دبي.
وتأتي مشاركة «فن»، المؤسسة التي تتخذ من الشارقة مقراً، وتُعنى
بترويج الفنون الإعلامية لدى الأطفال والناشئة في الإمارات، وتتولى
تنظيم مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، في مهرجان دبي من
خلال جناح خاص.
ومن المقرر حضور الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مديرة «فن»
ومديرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، حفل افتتاح
المهرجان، والعديد من العروض.
وقالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي: «تتيح لنا مشاركتنا بجناح
خاص في المهرجان الفرصة لتوسيع نطاق عملنا، والتواصل مع شريحة أوسع
محلياً ودولياً، كما تساعدنا على استقطاب المزيد من طلبات المشاركة
خلال الدورة المقبلة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل.
وعلى عكس ما قد يظن البعض بأن هناك تعارضاً بين المهرجانين، فإن
هناك علاقة قوية تربط بينهما قائمة على الغرض المشترك في مساعدة
المبدعين على بدء حياتهم المهنية في المجال الفني، وتقديم منصة لهم
لعرض أعمالهم.
ويهدف مهرجان الشارقة إلى عرض أعمال المواهب الشابة في الإمارات
والعالم العربي، ومنح الأطفال فرصة قد لا تتاح لهم في أماكن أخرى
لعرض إبداعاتهم وإيصال صوتهم إلى العالم».
ويواصل المهرجان خلال مشاركته في مهرجان دبي ترويج أعمال جيل جديد
من العقول المبدعة في الشارقة والإمارات عامة، ويُتيح لأعضاء الوفد
أن يستمدوا الإلهام من أعمال السينما المحلية والدولية وما تتناوله
من قضايا معاصرة.
«مدينة جميرا» تتشح بحلة زاهية
دبي - مصعب شريف:
ازدانت قاعات وصالات مدينة جميرا بالألق واتشحت بحلة زاهية، بعد أن
اكتملت الاستعدادات لانطلاقة المهرجان. وكانت باحة المدينة طوال
يوم أمس والأيام الماضية عبارة عن خلية نحل تضج بالعمل وتزدحم
بلجان المهرجان المختلفة، التي كان أعضاؤها يقفون على جميع
التفصيلات حتى يخرج حفل الافتتاح بأفضل شكل ممكن.
ودخلت «الخليج» كواليس المهرجان أمس لتقف على اللمسات الأخيرة
لقاعاته: المكتب الصحفي، والمكتب الإعلامي، والمنتدى، إلى جانب سوق
دبي السينمائي، الذي توزعت منصات العرض فيه لتستقبل العارضين صباح
غد من جميع أرجاء العالم.
وتتشح منصات العارضين بشعار مبادرة المهرجان الجديدة لدعم السينما
العربية، كما تكشف لافتاتها عن هوية جزء من المشاركين في السوق
لهذا العام، من بينهم مهرجانات الشارقة السينمائي الدولي للطفل،
ومالمو للسينما العربية بالسويد، وجامعة السيدة اللويزة الدولي
للأفلام والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، مع باقة من كبريات
شركات الإنتاج السينمائي الدولية.
وبدت بوابة السوق الرقمية «سنيتيك»، جاهزة لاستقبال الرواد من
إعلاميين وصناع سينما من مختلف أرجاء العالم، كما تضم ساحة السوق
مكتباً للاستعلامات ومقهى،و«ملتقى دبي السينمائي».
مشاهد عديدة عنوانها التفاني رصدناها في أرجاء المكان المختلفة،
الكل هنا يعمل في صمت وراء الكواليس،فمن يأتي للمهرجان مساء اليوم
من الضيوف سيتوقف كثيراً عند دقة التنظيم، في جميع الأقسام بدءاً
بقاعة إدارة الضيافة وشؤون الضيوف التي تزدهي بالترحاب وكرم
الضيافة الإماراتي،ومرروراً بصالات العرض في «مسرح المدينة»، الذي
يشهد عرض فيلم الافتتاح «غرفة»، ومسرح «أرينا»،الذي يستضيف مجموعة
من أميز عروض برنامج هذه الدورة. كذلك تقف منصات رعاة المهرجان،
شركاء مشوار الدورة ال12 عاماً، عنواناً على مواصلة المسيرة.
السجادة الحمراء للمهرجان التي تتجه أنظار عشاق السينما في مختلف
أرجاء العالم تجاهها مساء الليلة، أضحت جاهزة تماماً لاستقبال نجوم
«الفن السابع» المشاركين في المهرجان.
ولم تقتصر التحضيرات على مقر المهرجان الرئيسي بمدينة جميرا، لتمتد
إلى جميع دور العرض السينمائية في دبي لترفف روح السينما في سماوات
المدينة، التي أضحت على أتم استعداد لاستقبال العرس السينمائي
الدولي. كذلك اكتملت التجهيزات في منطقة «ممشي جي بي أر». |